رواية لحن الحياة الفصل السادس والعشرون 26 بقلم سهام صادق
الفصل السادس والعشرون :
الفراش كان فارغ وشبه مرتب .. شعرت بالدماء تتصاعد لرأسها من شدة غضبها فبالتأكيد هو فعلا ذلك متعمدا.. وضغطت علي مقبض الباب متوعدة له
ساعة قضتها جالسة علي الدرج بعدما تفقدت الجراح الخاص بسياراته فقد أكتشفت انه محب لأقتناء السيارات الحديثة
وسمعت صوته وهو يتجه نحو الدرج ويتحدث بهاتفه ..ليغلق مع من يحادثه ووقعت عيناه عليها وهي جالسة هكذا تضع بكلتا يديها أسفل ذقنها وتحدق به
ليصعد الدرجات نحوها مبتسما بهدوء
- قاعده ليه هنا
وداعب أنفها بأصبعه ضاحكا
- مالك متخشبه كده
لم يجد منها رد رغم ان نظراتها توحي بنيران تشتعل داخلها ..فأعتدل في وقفته وأكمل صعود الدرج
- شكلك اتخرستي ..وانا مش فاضي
وعند سماع تلك الجمله اندفعت واقفه ووقفت أمامه
- لاء مش هتضحك عليا زي امبارح
وأخذت تقلده
- استني اخلص اكل ..استني أراجع الأوراق اللي قدامي ..لاء مرهق نأجلها لبكره
لتتسع أبتسامته ويمد كفيه نحو وجهها يضمه
- وماله لما تستني جوزك
وقرص وجنتيها بخفه ..وهي تقف أمامه تنظر ليديه التي تداعب بشرتها بأنفاس مضطربه .. وضحك وهو يري يدها تدفع يديه بعيدا عنها
- اه بتصرفاتك ديه هتخسري معايا
وأزاحها من أمامه متجها إلي غرفته مزيلا سترته الرياضيه عن جسده ليظهر جسده المتعرق من أثر الركض
ليجدها خلفه
- احنا لازم نتكلم
ليتابع طريقه نحو المرحاض...فأتبعته لينظر لها جاسم وهي تردف للداخل
- معنديش مشكله علي فكره
لتنظر لمكان وقوفها ثم شهقت بفزع لتندفع للخارج
وتصدح صوت ضحكاته عاليا
- ياريت تحضريلي هدومي زي اي زوجه شاطره عارفه دورها
ليتهكم وجهها وتهتف بتذمر
- لاء
فأبتسم وهو يحرك الماء علي جسده بيديه
- نفذي يامهرة اللي طلبته منك .. عشان نتفاهم مع بعض بالعقل علي موضوع شغلك وتقنعيني بوجهة نظرك الجباره يا روحي
لا تعلم لما انصاعت لطلبه واختارت له ملابسه بعناية بل وكانت سعيده بهذا الأمر
...............................................................
نظر كنان لورد التي تتحرك أمامه كالفراشة تحضر له الفطور ..وأقترب منها مطوقا خصرها بذراعيه بتملك
- صباح الخير زوجتي الجميله
لتلتف له ورد بعد ان تحكمت برعشة جسدها من ارتباكها لافعاله التي لم تعتاد عليها ..فمنزلهم الأخر تشعر بالتقيد
- صباح الخير زوجي العزيز
فيضحك كنان بقوه وهو يقضم شريحة الخيار التي وضعتها بفمه ..حتي ظهرت كلتا غمازتيه ..فتذمرت
- كنت أتمني ان يكون لدي غمازات مثلك
فتوقف كنان عن الضحك وأبتسم وهو يري تذمرها
- لا تضحك ولا تبتسم أمام أحد كنان
فأتسعت أبتسامته وهو يطاوق خصرها بتملك ..فدفعته علي صدره برفق
- قولت لا تبتسم
لينفجر كنان ضاحكا
- ما الأمر ورد ..تريدني الا أضحك والا أبتسم الاثنان معا
فحركت رأسها بمشاغبه
- أجل
ولم تشعر بعدها الا وهو يحملها بمكر
- سنري هذا الأمر في غرفتنا ورد
لتهتف بأعتراض وهي تنظر نحو الفطار الشهي الذي اعدته
- الطعام كنان أنه جميل
وضاعت جملتها الاخيره بعد ان اسكتها بطريقته الخاصه
..............................................................
كانت تتابع كل رشفة يرتشفها من فنجان قهوته بملل
وتنهدت بحنق من أفعاله معها متمتمه
- انا هادية خالص اه
فأبتسم وهو يطالعها وقد اردك أنها علي حافة الانفجار بوجهه ..وترك الفنجان جانبا وحدق بها بصمت .. لتزفر أنفاسها بقوه
- هنزل الشغل
فتمتم بهدوء
- مش موافق يامهرة
لتضرب الطاوله بقبضة يديها ..ووجدته ينهض متمتما بضيق
- اسلوبك ده لو متغيرش هتعامل معاكي ديما بالأمر .. وزي ماشوفتي أمبارح اوامري بتتنفذ
لتنظر له بغضب
- انت اتجوزتني عشان تحبسني .. انا عايزه أطلق
وتأوهت بآلم وهو يضغط علي ذراعها
- ولما اطلقك هتروحي لحبيب القلب يمكن يتجوزك وتبقي الزوجه التانيه
اوجعته عباراته فكيف يظن بها هكذا فحسين قد محته من حياتها بعد ان اخبرها أنه كان لا ينظر لها الا كشقيقه فهو راجل غارق في حب زوجته.. فحبها لحسين كان وهم ودفعت ثمنه في تلك اللعبة
التي دخلتها بأرجلها وكل هذا من أجل كبريائه الذي في لحظه حثها ان تخبر الجميع أنها أنثي مرغوب بها وليس اي شخص رجلا تعلم بأن اغلب النساء ومن اعرق العائلات ترغب به ..فجاسم جماله كان يتمركز في رجاحة عقله الذي يفقده معها
وعندما رأي الآلم ظاهر علي وجهها ..ترك ذراعها زافرا أنفاسه بضيق
- انتي ليه عايزاني اتعامل معاكي بالتسلط والأوامر
فدمعت عيناها وهي تدلك ذراعها
- انت اللي عايز تحرمني من حياتي القديمه...عشان خايف ليعيروك بيا ..
وتابعت بوجع
- وهتفضل تعيرني بحبي لحسين مع إنك متعرفش انا حبيته ليه ونسيت كرهي للرجاله معاه
عيناه كانت جامده عليها وهو يصارع أنفاسه من تلك المشاحنه التي تنفذ طاقته
- انا حبيت حسين عشان كان حنين هو الوحيد اللي معيرنيش بشكلي ولا بلبسي ... ولا اني بنت الست اللي جوزها رميها هي وبناتها ..الست اللي كل ستات الحي بتخاف علي جوزها لتخطفه منه
كلماتها اوجعته مثلما اوجعها .. لتجده يقترب منها يضمها بحنان ..انصدمت في البداية من فعلته ولكن شعور غريب اقتحمها وهي بين ذراعيه فيبدو ان هذا هو شعور الأمان الذي أخبرتها به ورد
- انا مش موافق علي شغلك في محل البقاله
وعندما شعر بتملصها منه .. ابتسم
- اسمعي كلامي للأخر
فأستكانت علي صدره تشم رائحة عطره بخمول واغمضت عيناها وهي مستمتعه بضمه إليها
- إي شغل شريف فهو بالنسبالي قمة الفخر ..بس ده لو انتي محتاجه يامهرة
فتمتمت بنبرة خافتة
- بتحاول تقنعني
فضحك وهو مستمع بتلك اللحظه متعجبا من سكونها الذي يعلم أنه هينتهي بلداعة لسانها
- اكيد بحاول اقنعك بالعقل يامهرة ..انا معنديش مشكله انك تحققي طموحك في المحاماه ..تعملي دراسات بالعكس هشجعك
فوجدها ترفع عيناها نحو غير مصدقه
- بجد
فتمتم بمرح
- لاء بهزر يامهرة
وتابع بحنان وهو يمسد علي ظهرها
- نجاحك من نجاحي .. انا ديكتاتور اه زي اي راجل شرقي في حاجات معينه بس في حاجات تانيه لاء
لتتسأل وهي غائبة معه في تلك اللحظه ... الي الآن تظن انها تحلم فهل هذا حقا جاسم الشرقاوي الرجل الذي عاشرته من خلال عملها معه
- زي ايه ؟
فطالعها مستفهما وعيناه مركزه علي عينيها التي تلمع بوميض عجيب
- تقصدي ايه !
فعادت تستكين بوداعة بين ذراعيه مما اثار دهشته
- ايه اللي حاجات اللي هتقف معايا فيها ومش هتكون ديكتاتور
فأبتسم وهو يضع بذقنه علي قمة رأسها
- زي أحلامك يامهرة ...طموحك .. رأيك مدام صح مش مجرد عند وتمرد
فأتسعت ابتسامته أكثر وقد شعرت انها تريد ات تغفو
فسمعها وهي تتثاوب
- مهرة انتي هتنامي
وكأن سحر تلك اللحظه أنتهي ..لتبتعد عنه بفزع تنظر إليه والي قربهم
- أنت ازاي حضنتني
فأنفجر ضاحكا
- ده علي اساس ان حضني مكنش عجبك
لترتبك من حديثه ونظراته .. تلوم نفسها علي ضعفها وأشاحت عيناها بعيدا عنه عائدة إلي نفس السؤال
- هشتغل في المكتب بتاعي ..وهسيب محل البقالة لشيكا
فرفع حاجبيه بتعجب
- مين شيكا ده
لتجيبه بهدوء
- شيكا جارنا في المنطقه ..هبقي أعرفك عليه
شعر باليأس منها .. وتنهد بضيق متذكرا حسين
- مدام عايزه تشتغلي تعالي امسكي الشئون القانونية عندي
لتهتف بصياح
- شغل تاني معاك لاء ..انت راجل ديكتاتور في شغلك
وكأن اليوم هو يوم الضحك ..فأشار علي نفسه
- انا ديكتاتور يامهرة
فحركت كتفيها بلامبالاة
- ايوه ..انا محبش شغل الرئيس والمرؤوس ده .. بحب ابقي مستقله بعملي الحر
فتهكم وهو يتذكر مكتبها الذي يعد حجرة ضيقها صغيره ويعلم أن موكلينها في القضايا ما هم الا اهل منطقتها البسطاء
- مكتبك اللي شبه جحر الفار ده عمل حر
وحرك رأسه بيأس ..لتتجمد عيناها بضيق من سخريته
- بتتريق عليا .. علي العموم نفذ وعدك ومتقفش قدام أحلامي وطموحاتي
وبدء رنين هاتفه يعلو .. لينظر في ساعته غير مصدقا ان حديثهم طال لتلك الدرجه فتنهد بتعب وهو يكتم صوت رنين الهاتف
- اه شوفي لأول مره بسببك هتأخر علي إجتماع
ومسح وجهه بأرهاق من مجادلتها والسير مع طريقة تفكيرها وطالعها بهدوء
- مدام رافضه الشغل معايا .. ادربي مع أستاذ فؤاد في المكتب بتاعه وبعدها هفتحلك مكتب كبير في اي مكان تشاوري عليه
اغراه اقتراحها حتي ان عيناها قد لمعت بسعاده ولكن تذكرت هدفها السامي من مهنتها هي لا تريد المال ولا الشهرة هي تريد ان تساعد الناس ومن كانت تحي وسطهم .. تقف بجانب المظلوم الضائع حقه وسط عالم ملئ بالحيتان ... وإذا ذهبت لعالم جاسم لن تحقق كل ماحلمت به
- انا موافقه ادرب مع أستاذ فؤاد بس هفتح مكتبي اللي تريقة عليه وسميته حجر الفار
وضغطت علي عباراتها الاخيره وهي تحدق به بتمرد
ليزفر جاسم أنفاسه متنهدا بقوه
- وانا موافق يامهرة .. وواثق فيكي
لم تفهم معني عباراته الأخيره .. رغم ان مغزاها كان واضح وهو حبها لحسين الذي مازال مقيما مع والديه ولم يسافر بعد
وأتسعت عيناه ثم ضحك وهو يسمعها تهتف بحماس
- والله انت راجل عسل .. وهبدء اغير وجهت نظري عنك
ليرحل جاسم من أمامها قبل ان ينفذ مخزون صبره منها
- الصبر يارب
لتحدق في خطاه متمته
- انا قولت حاجه غلط
وألتفت نحو المائدة التي تحتوي علي فطار صحي ولذيذ كانت تظنه انه في المسلسلات فقط.. وتذوقت المربي هاتفة
- المربي بتاعتهم طعمها غريب ..اكيد مستورده
..............................................................
كانت ريم تحمل الكثير من الملفات وتسير بها نحو أحد الأقسام
لا تعلم لما مديرتها غليظة معها في التعامل منذ ان انضمت للقسم الخاص بالمحاسبه والمعاملات المالية بالشركة ... زملائها يتعجبون من هيئتها البسيطه ومن دخولها للعمل في شركة ضخمة دون ان تكون مؤهله فهي من وجهة نظرهم لا تستحق هذا العمل ...وكأن الأرزاق توزع علي مؤهلاتك او هيئتك
وسقط منها ملف لتنحي لتجلبه ولحظها العثر سقطوا باقية الملفات ..لتلتقطهم سريعا ونظرات بعض الموظفين تخترقها ..واكمل حظها اليوم
ان يمر كل من جاسم وياسر من جانبها فهذا الدور
ليقف جاسم ينظر لها بجمود فترتبك من نظراته وانصرف...ليطالعها ياسر ببرود
- بتمشي في الشركه اما تخبطي في حد او توقعي حاجه
وتقدم نحو جاسم الذي سأله عن هويتها واي قسم كي ينذر مديرها لتنتبه فيما بعد
- مش عارف بصراحه .. بس تقريبا الملفات كانت محاسبات مالية ممكن تكون موظفه جديده في الحسابات
فوقف جاسم أمام المصعد وهو يحرك رأسه بتفهم
...................................................................
اتجهت إليه في وقت استراحة العمل ..لتجده جالس بأسترخاء يضحك علي حديث مشيرة التي ما ان انفتح باب الغرفة ابتسمت بمكر
- المدام باين عليها بتحبك اوي يابشمهندس
ليبتسم كريم لزوجته التي وقفت تحدق بهم بجمود ...وارخت ملامحها سريعا حتي لا تفسر مشيرة انها تخشاها ..فمن نصايح مهرة لها التي لا تعلم من اين تأتي بالنصائح تلك ..ان لا تجعل زوجها يشك بنوايا مشيرة الحقيقية اتجاهه .. حتي لا تفتح عيناه علي أبواب طريق هي في غني عنها
ورسمت ابتسامه هادئة علي شفتيها عكس مابداخلها
- أكيد يامدام مشيرة مقدرش استغني عنه
فلمعت عين كريم بسعاده وتقدم منها .. لتنهض مشيرة من مقعدها بأستياء
- نتكلم في مشروعنا مره تانيه يابشمهندس
وحملت حقيبتها لتسير بخطوات هادئة من أمامهم
وفور ان انصرفت... تحركت مرام نحو المقعد وجلست عليه ثم نهضت تتحرك مثلها بغنق
لينفجر كريم ضاحكا وهو يراها كيف تقلدها
وجذبها نحو بحب
- قولي انك بتغيري
فهمست وهي تحرك يديها علي وجهه
- مبحبش مشيرة ديه ياكريم
فضمها إليه بعشق
- ولا انا بستلطفها بس ده شغل يامرام والشغل مفيهوش بحب او اكره
فأبتسمت بسعاده فتصريحه قد اراحها
....................................................................
وقفت تفرك يديها بتوتر وهي تستمع لتوبيخ مديرتها لها
- الاهمال ده ميتكررش تاني ..مش علي آخر الزمن واحده زيك بسببها اخد لفت انتباه من جاسم الشرقاوي
فطأطأت ريم رأسها بخزي
- مش هتتكرر تاني اوعدك
لتنظر لها مديرتها والتي تدعي جيهان بضيق
- اتفضلي علي شغلك
ثم هتفت قبل ان تنصرف
- ياريت تهتمي شويه بكورسات اللغه والمحاسبه زي زمايلك علطوول بيطوروا نفسهم ولا عايزه تفضلي زي ما انتي كده ولا حاجه ..الانجليزي بتاعك سئ للاسف
فحركت رأسها بصمت وغادرت وهي لا تعلم من اين ستدفع مصاريف تلك الدورات المكلفه ... فراتبها يكفي معيشتها ودراسة أخيها وعلاج والديها
الهم أصبح مثقل علي اكتافها منذ وفاة شقيقها...
وتنهدت بآلم وهي تتذكر ذهابها اليوم لمهرة ...
.................................................................
أغلقت الهاتف بسعاده بعد ان اخبرتها رقية بأنها ستأتي إليها لتتحدث معها ... لتنظر إلي فوزية اللي كانت تقص عليها مغامراتها مع جارتها ..فمغامرات فوزية لم تتوقف مع زوجها فحسب
- وضربتيها بالشبشب يافوزيه
فتمتت فوزية بضيق
- وكان خسارة فيها و الله ياست مهرة
وتابعت وهي تضغط علي أسنانها بغل
- يعني يرضيكي تضحك عليا في فلوس الجمعية .. اه كل ما أفتكر الفلوس اللي راحت قلبي يوجعني... لاء انا هروح اضربها علقة كمان
فضحكت مهرة ...ثم نظرت إلى هاتفها الذي دق برقم غير مسجل لديها وتمتمت بسعاده وهي تسمع صوت ريم وهي تخبرها بهويتها ثم استأذنت منها لتأتي لزيارتها كي تبارك لها علي زواجها ..ونظرت هدي نحوها بتسأل
- في حد جاي تاني من أصدقائك
فحركت مهرة رأسها ... وهي تنظر لفوزيه
- نوقف النهارده مغامراتك اللي هتوحشني لما ارجع الشغل
فضحكت فوزيه كما ضحكت هدي ..لتتجه مهرة نحو الخارج متذكرة ان عليها أخبار جاسم بالأمر ففي النهايه هذا منزله
وهاتفته وهو ينهي اجتماعه ..ليجيب عليها بهدوء
- خير يامهرة
وتنهد بهدوء وهو يستمع لها
- في ضيوف جايلي .. اقابلهم هنا ولا بره ..لو هنضايقك بلاش
قاتل بحنق من تصرفاتها
- السؤال ده ميتسألش تاني ..ده بيتك انتي كمان وضيفي اللي تحبيه فيه
انتبه ابتسامتها
- شكرا... انا موافقه ادرب مع أستاذ فؤاد وبرضوه هفتح المكتب بتاعي
ليزفر جاسم أنفاسه وهو يطالع ياسر الذي مازال يجلس معه في غرفة الاجتماعات بمفردهما
- لما ارجع نبقي نتكلم .. سلام
وأغلق الهاتف ..لتنظر لهاتفها
- سلام
...........................................................
نظرت ورد للمياه بفرحه وكلما لامست قدماها الماء ابتعدت ..ليضحك كنان علي أفعالها حاملا أيها بين ذراعيه
- سنعوم ورد
لتنظر ورد حولها فالمكان كان خالي من الناس
- لا كنان أرجوك ..
ولكن كنان كان يستمتع بتشبثها به القوي
- لا تخافي ورد ... لو كان جواد هنا لضحك عليكي
فأبتسمت ورد بحنين إلى جواد الذي اعجبته الاقامه مع أبناء عمه
وبدأت رحلة تعليمه لها التي كان يملئها الضحك والمرح
.....................................................
تنهدت رقية بأسى وهي تقص لمهرة عن لقاء مراد بالعروس المختارة من خالتها وزوجها .. وكيف كانت هي الوسيط بينهم .. اوجعها ماعاشته رقية لتضمها لها بحنان
- بكره هيحس بحبك ...بس هو للاسف لسا شايفك البنت الصغيره اللي كبرت قدام عينه
ونظرت نحو ريم التي تجلس بخجل
- وانتي ياريم عامله ايه في شغلك
فرفعت ريم عيناها نحوها ..وهي تشرد في معاناتها مع مديرتها
- الحمدلله
فأبتسمت مهرة وهي تحذرها
- اي حد يضايقك قوليلي
فداعبتها رقية وهي تمسح دموعها
- دلوقتي بقت قوة عظمي
لتضحك مهرة ووكظة رقية في ذراعها
- لاء مش هستخدم سلطتي ..انا هستخدم معاهم القانون
لتتسع عين رقية
- هترفعي على شركات جوزك قضية
فأبتسمت بزهو
- اه لو ظالم هعمل كده
لتأتي هدي إليها تخبرها
- الغدا جاهز
ورغم اعتراض ريم وخوفها من التأخير علي والديها الا ان مهرة قد ارغمتها بل وحادثت والدتها ..اما رقية اتجهت لتناول الطعام وهي تمسح على معدتها بجوع
كانت جالسة ممتعه يملئها الضحك وكل منهم نست ما يشغل بالها
وانصرفت ريم مع رقية التي اصرت على توصيلها بسيارتها
انتهي اليوم بسلام وصعدت نحو غرفتها وهي تتذكر إنها الي الآن لم تنعم بحمام الجاكوزي الذي كل يوم تنوي عليه ولكن لعدم تعودها على هذه الأشياء كانت تنسي الأمر وتكتفي بأستحمامها الذي اعتادت عليه
وواعدت كل شئ وهي تهتف بحماس
- انا فعلا محتاجاك النهارده ... اما نجرب الجاكوزي اللي قرفنا بيه في المسلسلات
ومدت ساقيها ثم كان كامل جسدها أسفل المياه المعطرة بأرقي أنواع الزيوت العطرية وأبتسمت بسعاده وهي تري المياه كيف تتدفق
- لاء انا كده ممكن انام فيه
ومر الوقت وهي تشعر بالأسترخاء ومستمتعه بوجودها حتي أنها بدأت تدندن مع نفسها