اخر الروايات

رواية لحن الحياة الفصل السابع والعشرون 27 بقلم سهام صادق

رواية لحن الحياة الفصل السابع والعشرون 27 بقلم سهام صادق




السابع والعشرون :
___________
أنتهت من دندنتها وهي تسترخي أكثر في المياه الدافئة ..ومالت برأسها للخلف وأغمضت عيناها
فحمام كهذا جعلها في قمة الهدوء والراحة ..حتى عضلات جسدها المتشنجه استرخت كما استرخت هي
انفتح الباب فجأه لتلتف برأسها وعيناها متسعة
تحدق بالواقف أمامها .. وتذكرت وضعها
فهبطت بجسدها بالكامل أسفل المياه حتي أصبحت المياة تغمرها
- أخرج بسرعه من هنا
كان صوتها يخرج مخنوقا من أسفل المياه فأشفق عليها وانتشل نفسه من لحظه هيامه بها .. أراد ان يلاعبها ويتسلي قليلا وكانت النتيجة عبث بمشاعره
وأغلق الباب وأخذ يتنفس بصعوبه وهو يدلك عنقه
- هايل ياجاسم نجحت أنك تبان ضعيف قدام نفسك وقدمها
وانصرف من الغرفة فلم يعد قادر علي مواجهتها
...........................................................
كانت تقف خلف الباب تتشبث بالمنشفة التي تحيط جسدها والمياه مازالت تقطر منها ... وعندما سمعت باب الغرفه يغلق بقوة علمت أنه غادر
فتنهدت براحه وخرجت وهي تضم المنشفه بقوة بأيديها حول جسدها ..تكاد تبكي من فرط خجلها ومما حدث
وجلست علي الفراش تزفر أنفاسها متمتمه
- أكيد مكنش قصدها
وضربت علي رأسها بضيق
- انا غبية عشان مقفلتش باب الحمام كويس
ووقفت تدور حول نفسها وهي تتذكر تفاصيل تلك اللحظه تقنع نفسها أنه بالتأكيد لم يري جسدها
.................................................................
جلس في غرفة مكتبه سارحا ..يغلق الكتاب الذي بيده ثم يفتحه .. وتنهد وهو ينظر في الساعة التي بجانبه فالوقت قد اقترب من منتصف الليل وهو مازال جالس هكذا يصارع عقله بأن ينسي تلك اللحظه التي جعلته يدرك أنه راغب بها بشدة
ونهض من فوق مقعده نافضا عقله من تلك الأفكار
فمن متي كانت الرغبه تتحكم فيه ...
وخرج من الغرفة ليجدها تهبط الدرج بخفة وأرتبكت عندما رأته مازال بالأسفل
فتنحنح وقد قرر ان يتحدث في ذلك الأمر
- انتي لسا منمتيش
فحركت مهرة رأسها بصمت... وأكملت هبوط الدرج
لتقع عيناه علي بنطالها الجينزي الذي تشمر أطرافه لاعلي قليلا ونعل منزلي طفولي مضحك لا يعلم من اين اتت به .. وسلطت عيناها علي قدميها لتفهم سبب ضحكته ..فتمتمت بحنق طفولي
- بتضحك على ايه
فأقترب منها وهو مازال يطالع أقدامها
- مش عارف ليه حاسس اني شوفت الشبشب ابو صباع ده قبل كده
فعقدت حاجبيها بضيق وهي تري تهكمها علي حذائها الذي جلبت منه ألوان عده
- انا لسا أول مره ألبسه .. معجبتنيش اللي انت جيبهوملي ..ذوقهم وحش
فتعالت صوت ضحكاته وهو يرفع حاجبيه
- ذوقهم وحش ..سبحان الله دول ماركة عارفة يعني ايه
فوقفت قبالته
- ميهمنيش .. انا بحب أجيب الشباشب بتاعتي من ماركة سوق التلات
فتمتم ضاحكا
- سوق التلات
لتتخطاه نحو الشرفة الزجاجية التي تطل علي حمام السباحه ..وتدق الأرض بنعلها
- شايف بيترقع ازاي
لم يعد قادر علي كتم صوت ضحكاته وتمتم وهو يجدها تفتح الشرفة وتتجه نحو حمام السباحة
- اظاهر الجوازة ديه ليها فوايد كتيره
وسار خلفها وهو يعد فوائدها
- حرقة الدم ..الضحك... وفقد الأعصاب
ووجدها تجلس على حافة حوض السباحة وتخلع نعلها لتضعه جانبا .. وتدلي بساقيها للمياه مستمتعه ببرودة الجو في ذلك الوقت
ووقف جاسم خلفها يائس من فهمها ..
وقرر ان يخرج عن طور الوقار ويفعل مثلها
وجلس جانبها ..فتعجبت من أمره
- عجيبة جاسم بيه الشرقاوي قاعد القعده ديه
فأبتسم لها جاسم وهو يحدق بها بمتعه
- ما مرات جاسم بيه الشرقاوي قاعده برضوه كده .. فميقعدش ليه ويشارك زوجته استمتعها
فأبتسمت ف رده قد ارضي شئ داخلها لا تعرف ما هو
- أنت غريب اوي
فضحك جاسم بتسلية وهو يشيح عيناه عنها
- غريب ليه يامهرة ..انا إنسان طبيعي جدا
وتابع بهدوء وهو يلتف نحوها مجددا
- جاسم اللي أشتغلتي معاه ..غير جاسم الزوج ..لان الإتنين مافيش وجه مقارنه بينهم
فتنهدت وهي حائرة من حديثه
- مش كل الناس بتقدر تفصل في شخصيتها فشغلها ومع الناس وشخصيتها مع أهل بيتها
لتشعر بملمس كفه علي وجهها وتأملها بدفئ قد رأته في عينيه
- والدي الله يرحمه كان بيعرف يفصل بين شغله وحبه وحنانه ليا ولوالدتي ..
واغمض عيناه وهو يتذكر والدته بآلم ..فكيف تنسى ذكري رجلا كأبيه وتتزوج ولكن حدث ماحدث وانتهى فالحياه أصبحت تعلمه ان لكل شخص أسبابه
- كان ضابط في الجيش ومع ذلك كان بيعرف يحتوي عيلته ازاي
وتذكر أحد المرات التي ذهب معه لمقر عمله حينما ورغم صغر سنه حين عاش تلك الذكريات الا أنه مازال يتذكر كل شئ
- مرة صممت اروح معاه شغله ... كنت طفل صغير بس لأول مره كنت أخاف منه وهو بينفذ القرارات بحزم وهو واقف قدام عساكره والكل بيبصله بأحترام رغم أنهم كانوا بيحبوه بس بيخافه منه
وتابع ومازالت كفه تجول علي وجهها بنعومة ورفق
- تعرفي وانا صغير كان نفسي ابقي ظابط
فأبتسمت بتوتر وهي تبتلع ريقها من اثر سحره عليها حينما يتحدث بشخصيته الأخرى الحنونه
- انت كان نفسك تكون ايه بالظبط ..
وتابعت وهي تضحك بخفه بعد ان اشاحت وجهها بعيدا عنه
- ظابط ولا دكتور صيدلي ولا رجل أعمال
فأبتسم بهدوء وهي يراها تتهرب عنه بعينيها
- كان نفسي ابقي إنسان ناجح وبقيت
فضربت كفوفها ببعضهم
- اه غرور جاسم الشرقاوي رجع
فضحك بصوت رخيم
- بعض من الغرور لا بأس منه
واحاطها بذراعه .. فأنكمشت على نفسها وحاولت ان تبتعد ولكن كالعادة جذبها بحديثه
- جدتي كان حلمه ابقي دكتور صيدلي زي جارنا اللي كاتت بتحبه .. وبصراحه انا كمان كانت عجباني شخصيته... بس لما سافرت كندا لقيت نفسي ناجح في مجال تاني خالص التسويق والبيزنس
فتسألت وهي ترفع عيناها نحوه
- جدتك اللي ربتك
فأبتسم وهو يتذكر جدته الحنونه
- بعد ما ماما اتجوزت وسافرت مع جوزها
فعادت تتسأل
- وكريم
فزفر انفاسه وهو يطرد ذكرى تركها له
- سافر معاه لأنه كان لسا صغير .. اما انا كبير وراجل
تمتم جملته الأخيره بتهكم ممزوج بالألم قد شعرت به ..حتى انه ارخي ذراعه عنها وابتعد عنه قليلا
أدركت حينها ان للكل ذكري مؤلمه حين يتذكرها يتذكر آلامها
وشعر بيدها تربت علي يده برفق وأبتسمت وهي تخاطبه
- والولد اللي جدته العجوزه ربيته بقي رجل أعمال كبير وعنده شركات واسمه بقي ليه وضع في البلد كلها ..
لا يعلم لما كلماتها كانت كالبسلم علي جروح ماضيه
ووجد نفسه دون شعور يميل عليها يلثم جبينها بقبلة حنونه أرتجف جسدها لها
وابتعد عنها ينظر لعيناها فوجدها تغلقهما بقوه ..وعاد يقرر فعلته ولكن بأتجاه شفتيها
لتنقطع سحر تلك اللحظه قبل ان يقترب من مبتغاه ووجد نفسه يهوي في حوض السباحه ومهرة تركض للداخل
فضحك بضخب وهو يتكئ بساعديه علي حافة حوض السباحه
- يامجنونة كل ده عشان ابوسك
وتنهد بحب وهو يضع بكفه علي قلبه الذي يخفق بقوة
- كنت محتاجك من زمان يامهرة
................................................................
يقود سيارته وهو يرفع كفها من حين للأخر يقبله ..ويطالعها مبتسما
- سأخذك لكل مكان ذهبت له وأعجبني ..أريدك ان تشاركيني كل شئ ورد
فتوردت وجنتي ورد بخجل
- وانا أيضا
فتعجب من إجابتها فتسأل وهو يغمز لها
- هل سافرتي لخارج البلاد ورد من قبل وانا لا أعرف
فصدح صوت ضحكاتها متذكرة أحلامها التي كانت تقصها على مهرة ..فكانت مهرة تضحك عليها وتهتف بأستياء
" عايزه تلفي العالم وانتي حتي مروحتيش بلطيم ..اتغطي ونامي ياورد "
ليلتف نحوها كنان متسائلا
- ما الأمر ورد
فوضعت بيدها علي فمها كي تكتم صوت ضحكاتها
- انا لما أتجول داخل مصر كنان حتي اسافر حول العالم ..كنت اقصد حينا نسافر لمصر سأخذك لكل مكان تجولت فيه
فأبتسم بحنو ومد له ذراعه حتى تقترب منه .. فأقتربت ليضمها له وهو يركز بعينيه علي الطريق متمتما
- سأرفقك لكل مكان تريده ورد ... أريد ان تأخذني لعالمك الهادئ حبيبتي
فأبتسمت وهي داخل احضانه ..واتنفست بعمق رائحته
- بحبك كنان
فأتسعت ابتسامته
- وانا أيضا حبيبتي
وتذكر أنها إلى الأن لم تخبره سبب ضحكاتها
- لما كنتي تضحكين بقوة
فضحكت بخفه وهي مازالت على وضعها يحيطها بذراعه
- تذكرت مهرة عندما كنت أقص عليها احلامي في السفر حول العالم
فضحك هو أيضا وهو يتذكر طبيعة مهرة
- وماذا كانت تخبرك
فرفعت عيناها نحوه لتجد يركز في القياده ويحادثها
- تخبرني كيف سأسافر حول العالم وانا لم اذهب إلى بلطيم
فتسأل كنان بغرابه
- بلطيم .. هل لديكم مكان اسمه هكذا
فأبتعدت عنه وهي مازالت تضحك
- نعم .. وسنذهب إليها ونأخذ مهرة وجاسم
وكانوا قد أخيرا وصلوا إلى مسكنهم ... لتنفتح البوابة الإلكترونية فيضحك كنان
- نذهب لاي مكان تريديه حبيبتي
.............................................................
كانت فريدة تقف أمام الشرفة تنظر الي ابنها وهو يهبط من السيارة ثم يذهب اتجاه ورد ويضمها له صاعدين بعض الدرجات نحو المنزل لتضغط علي شفتيها بقوة وهي تتحدث بالهاتف
- اخرجي من احزانك سيلا وعودي من رحلتك
كنان يجب ان يعود لكي.. انا لا أطيق تلك الفتاه
...............................................................
زفرت رقية أنفاسها بحنق وهي تجد نفسها جالسة مع عروس أخرى اختارتها خالتها لمراد
وفور ان وصل مراد النادي بعد ان مارس رياضة الاسكواش المفضله لديه ..جلس علي الطاوله يأخذ أنفاسه ويرتشف من زجاجة الماء
- انسه كارما مش كده
فأبتسمت كارما بأنبهار فهي لم تتوقع ان يكون العريس بمثل تلك اللياقة والوسامة
- ممكن تقولي ياكوكو
فأبتسم مراد وهو يلتف نحو رقية الجالسة معهم
- جميله اوي كوكو ديه
فنهضت رقية تسحب حقيبتها بغل
- مهمتي كده انتهت ..هروح اتمشي شوية لحد ماتخلص اللقاء اللطيف ده
لتشير لها كارما بسعاده من انصرافها
- باي رقية
فنظر مراد إلى كارما التي تحرك اهدابها له بطريقة عجيبه
- انت جميل اوى يابيبي
فأتسعت حدقتي عين مراد
- بيبي
..............................................................
ظل يبحث عنها بعينيه ليجدها تقف بجوار سيارته تمسك أحدي المثلجات في يدها تلتهمها بشراسه
ليقترب منها مراد ضاحكا
- ايه الغل ده
فأبتلعت رقية ما تأكل ونفضت يدها سريعا
- عجبتك العروسه
ليحرك مراد رأسه بخبث
- لاء معجبتنيش ..ويلا عشان نروح
فتهللت اسارير رقية وأتسعت ابتسامتها بعد ان كانت تقف عابسة وتسألت وهي تجلس بجانبه في السيارة بفضول
- ومعجبتكش ليه
فتمتم مراد بحنق وهو يقود سيارته ويخرج من بوابة النادي
- عشان كلمة بيبي
فطالعته رقية بدهشة من حنقه من كلمة معتاده علي سماعها بل وتقولها لرفيقاتها
- بيبي !
................................................................
ابتسم جاسم وهو يراها تتناول فطورها بحماس تخبره عن سعادتها بذلك التدريب
- هدرب فترة وهتابع مكتبي برضوه في الحي بتاعنا
فحرك جاسم رأسه بيأس ..فقد كان يود ان تتخلى عن أمر ذهابها لمكتبها بالحي ..فقد فرح أنها وافقت علي اقتراحه من بدء العمل من بداية الأسبوع وظن أنه يستطيع التأثير عليها
وها هو بداية الأسبوع قد أتي وهي كما هي متشبثه بعنادها
- وجودك هنا يبقي قبل ميعاد وصولي مفهوم
فحركت شفتيها بأستياء
- ايه التحكمات ديه
فتجمدت ملامح جاسم وهو يتناول فنجان قهوته
- مهرة
فتمتمت بضيق
- انا كان مالي ومالك ومال الجواز واللعب معاك ..انا كنت قاعده مع نفسي متستته وببني كياني المرموق
لتصدح ضحكات جاسم عاليا
-كيان مرموق ايه ده في محل البقالة ولا جحر الفار بتاعك
فنهضت بضيق
- قولتلك متتريقش على طموحاتي ومشاريعي
وأولته ظهرها بحنق ..ليقف خلفها
- يلا عشان اوصلك ياام مشاريع عريق
وتقدم أمامها وهو يبتسم .. فسعادته أصبحت حين يرى حنقها ويسمع تذمرها
..............................................................
رحب بها فؤاد بحفاوة
- اتفضلي اقعدي ياأستاذه مهرة
فجلست مهرة قبالته
- انا عايزاك تعاملني كأي شخص عادي محدش متوسط ليه
فأبتسم فؤاد بسعاده
- تعرفي ان كلامك ده فرحني ...انتي كده اثبتيلي نظرتي فيكي
فأبتسمت وهي تتذكر تلك القضية التي اوكلها له جاسم
- انتي تلميذتي دلوقتي يامهرة ..وان شاء الله شغلك هنا هيضفلك خبرة كبيره في حياتك المهنية
فحركت مهرة رأسها بسعاده فهي تعلم ان عملها هنا سيجعلها تتعمق في القضايا الكبري وتفهم خبايا القانون أكثر وأكثر ..فخبرتها للأسف ضئيلة تتمحور في القضايا الصغيرة
وأستدعي فؤاد أحدهم يخبره بنضمامها لهم
لتبدء اول يوم كتعارف وفهم بعض الأمور
وأنصرفت في وقت الظهيرة وقررت ان تذهب لشركة جاسم فقد كانت قريبة من مقر عملها
..................................................................
أصرت ورد ان تطهو اليوم لكنان وتعد له طعام مصري وقد تركت لها عظيمة مدبرة المنزل المطبخ هي والخادمة الأخري لتفعل ماتريد فهي سيدة المنزل..
لتقف فريدة علي أعتاب باب المطبخ الواسع
- هذا هو مقامك وليس بجانب ابني
وانصرفت فريدة لتظل ورد ثابتة في مكانها ودموعها تنهمر على وجهها ..ف فريدة تكرهها بشده
- لماذا تكرهني هكذا
.......................................................
جلست مشيرة بجانب احداهن ضاحكة
- شاطره عايزاكي تقربي منها لحد ماتثق فيكي .. ديما تفهميها انها لازم تنجح وتبقي سيدة أعمال وان الراجل لما بيلاقي مراته شخصيتها منعدمه بيهنها
لتنظر لها الفتاه مبتسمة وتدعي بسمة مغتربة وتعمل بكندا في الشركة التي يترأسها كريم بدل من شقيقه
- متقلقيش يامشيرة هانم هي بدأت تسمعلي ..انتي متعرفيش انا عملت ايه عشان تقرب مني ..اصلها مبتثقش في حد
فأزداد ضحكات مشيرة
- كل ماتنفذي المطلوب ..فلوسك هتزيد
لتلمع عين بسمة متذكرة كيف كونت صداقة مع مرام
..................................................................
رفعت مني عيناها عن الأوراق التي أمامها وهي لا تصدق ان مهرة تقف أمامها ..ووقفت بتراحب تداعبها
- اقولك يامهرة ياهانم دلوقتي ولا يامدام
فأحتضنتها مهرة ضاحكة
- ابنك عامل ايه دلوقتي
فتمتت مني وهي تبتعد عنها
- الحمدلله بقي احسن كتير بس لسا كسر رجله ودراعه مخفش
وتابعت بأعتذار
- كان نفسي اجي اباركك كأخت في بيتك بس اوعدك اول ما ادم يقوم بالسلامه هاجي ازورك انا ومحمد والاولاد يوم اجازه كده واقرفك
فأزدادت ضحكات مهرة فهي ومني قد أصبحت هكذا صداقتهم
- تنوري
ومالت نحوها وبصوت هامس
- ونبقي نطرد جاسم
فأبتسمت مني واجابتها بنفس الهمس
- مش موجود للأسف راح يباشر مصنع الاسمده ..اه لو كان موجود هنا
فتبدلت ملامحها عندما علمت بعدم وجوده ..فقد كانت أتية اليه كالطفلة الصغيره تخبره عن أول يوم لها في مكتب فؤاد
وانتبهت على صوت مني
- تحبي تشربي ايه يامهرة
وأشارت بتحذير
- اوعي تقولي شاي
فحركت مهرة رأسها ضاحكه
- شاي
لتضحك مني هي الأخري وجلست أمامها تثرثر معها قليلا
.............................................................
جلست ريم كعادتها وحيدة علي أحدي الطاولات في كافترية الشركة وقت استراحة العمل تأكل السندوتشات البسيطة التي تعدها لها والدتها .. تريد ان تختلط معهم ولكن هي لا تعرف كيف تفعل هذا فحياتها كانت دائما منغلقة .. وتذكرت المشروب الساخن الذي طلبته وأخبرها العامل ان تعود بعد دقائق و تأخذه .. وقدمه لها العامل لتأخذه منه ومن سوء حظها اصطدمت في إحداهن
- انتي عاميه ياحيوانه
لتسرع ريم نحو حقيبتها وتأتي بعلبة المناديل كي تزيل عنها ما سكبت
- انا همسحه اه ليكي
تابعها البعض بصمت فالكل يعلم بهوية المدعوة نادين ..نادين التي تتباهي دوما أمامهم بخالها الوزير ولم تحصل على الوظيفة الا بمساندته
لم يرد البعض التدخل فهم يعرفون لذاعة لسانها
وارتطمت ريم بالأرض بعد ان دفعتها تلك المدعوه نادين
- ابعدي ايدك عني ..ايه الأشكال الغريبه اللي بقوا يعينوها في الشركه ديه
ابكتها تلك الإهانة لهذا السبب كان يخبرها أخيها رحمه الله أنه لا يريده ان تعمل فهو من سيعمل
وسيتكفل بكل احتياجاتها إلى ان يزوجها لشخص يستحقها
كانت مهرة تقف أول الغرفة الواسعه تنظر الي ريم الواقعة على الأرض والأخرى تتأفف بحنق وهي تنظر لملابسها الثمينة
قدماها أخذتها لمكتب ريم بعد ان رحلت من مكتب جاسم وقضت بعض الوقت مع مني وكأن القدر يساقها لتري بعينيها ماتتعرض له ريم
واندفعت بخطواتها نحو نادين التي انحنت تمسح المشروب الذي سقط أيضا علي بنطالها الضيق
لتدفعها مهرة وهي تنظر لريم ثم اقتربت من أحد الطاولات وأخذت مشروب قد ترك صاحبه نصفه فالكل انصرف إلى عمله الا عدد قليل جدا أصبح كالمشاهد فقط ..
- انتي ازاي تعملي كده .. اعتذري
فأبتسمت مهرة وهي تجدها تحاول النهوض... وسكبت عليها الباقي من المشروب بتشفي
- واه نكمل علي البلوزه اللطيفه بتاعتك عشان منحرمهاش من حاجه
لتشهق نادين بفزع فملابسها قد فسدت بالكامل
- ياحيوانه
لتمد مهرة يدها نحو ريم بغضب من ضعفها
- وانتي ايه عجباكي القاعده ديه
وشهقت ريم بفزع وهي تجد يد نادين تدفع مهرة للخلف .. فأرتطم جسد مهرة بالطاولة
- انتي تعرفي انا خالي يبقي مين يامتخلفة انتي... انا هخليه يحبسك
وأشارت نحو ريم
- انتي والبنت ديه
فطالعتها مهرة بأحتقار
- مهرة خلاص عشان خاطري
لتكتم مهرة سبابها وهي تنظر لريم الخائفة
- روحي شغلك مالكيش دعوه انتي ... وحسابي معاكي بعدين عشان تسمحي للأمعة ديه تتكلم معاكي
لتندفع نحوها نادين
- انا أمعة ياحشرة انتي
ولم تجد مهرة غير حذائها لتخلعه وتقذفها به ..ضحك من كان يقف فمهرة قد احرزت هدفها بالحذاء وقد ارتطم بوجه نادين فشمتوا بها بسبب عنجهيتها غير أنهم يعلموا بهوية مهرة الجديدة ولكن نادين لا تعلم من تكون فقد تم تعينها بالشركة بعد زواج جاسم
وجاء ياسر راكضا بعد ان كان ينتظر في بهو الشركة بعض الضيوف المهمين الي ان يأتي جاسم من أحد مصانعه ..فأحد الموظفين أخبره عما يحدث
ونظر بصدمة إلى وجه نادين وشعرها
- مدام مهرة ارجوكي
فحدقت به مهرة بغيظ
- لو سامحت يااستاذ ياسر متدخلش ...
واندفعت نادين نحو ياسر تختبئ خلفه
- مستر ياسر ديه متوحشة انا عايزه البوليس ..انا هقول لخالو الوزير وعمو السفير وجوز خالتو اللواء
فأرتبكت ريم أكثر ..لتبتسم مهرة بهدوء
- وماله أستاذ ياسر يجبهوملك
لتنظر لها نادين بغيظ هاتفة ثم لياسر الذي وقف يزفر أنفاسه بحنق
- ولازم الموضوع ده يتصاعد لجاسم بيه يامستر ياسر



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close