اخر الروايات

رواية عشق خالي من الدسم الفصل الثامن عشر 18 بقلم فاطمة سلطان

رواية عشق خالي من الدسم الفصل الثامن عشر 18 بقلم فاطمة سلطان



الفصل الثامن عشر 18 

بقلم فاطمة سلطان







اذكروا الله 



__________



من السنن المهجورة 



عدم نزع اليد عند المصافحة حتَّى ينزعها الآخـر:

عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إذا صافح رجلاً لم يترك يده؛ حتَّى يكون المصافح هو التَّارك ليد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم. صحَّحه الألباني.



_________



'تقولين لي أنك تخافين الحب , لماذا تخافينه يا صغيرتي ؟ أتخافين مجيء الربيع ؟! 



- جبران خليل جبران

___



لحظة واحده من الخوف الحقيقي والحب الحقيقي بدلا من الحياة الكذب , من المشي بلا سبب والكلام بلا معنى وفتح الأبواب وغلق الادراج وطلوع السلم والرد على التليفون وانتظار السيارات



" بعد مرور عدة أيام " 



{في المنصورة} 



في المساء، دخل مروان المنزل كعادته بعد أنتهاء عمله في المصنع فالواقع لا يجد أنه يشعر بالراحة هناك أبدا 



كونه يشعر أنه في مكان يشبه هواياته ولساعات طويلة يجلس في مكانه ينتظر أن يحدث شيء يستطيع حله، يجد أن اليوم يمر بعد أن يُصاب بالملل والكلل




ففي عمله الأول كانت معه ملك وحتي الكثير من الأصدقاء الذي كان يعرفهم منذ الجامعة وعمل معهم فاليوم كان يمر بطريقة غير تقليدية ويجد الكثير من الأشخاص الذي يتحدث معهم اثناء العمل 



وحتي في مطعمه مع محمود كان يذهب ويجلس كيفما يريد أمام البحر يستعيد نشاطه ويعود دون الارتباط بمواعيد، او المرح مع محمود والكثير من الأشخاص الذي عرفها




ولكن كونك تجلس علي مقعد تنتظر عدد ساعات معينة حتي تذهب أو يُطلب منك شيئا يشعره بالملل ولأن من يعرفهم من المصنع كعبدالله وغيره يشغلهم العمل ولا يكن لديهم وقت فراغ



أردف مروان قائلا بنبرة مرحة وهو يتذكر طلبات والده ومكالماته المستمرة أثناء تواجده هناك




- ده انا احمد هديله شهادة معتمدة علي جدعنته انه من الثانوية هناك أصلا 



خرجت شقيقته من المطبخ وهي تحمل تلك القطة، وأردفت قائلة بنبرة هادئة 



- أهلا يا مروان



نظر لها مروان بغموض شديد فحينما وجد معها القطة كان يُحضر أسئلته عنها، فأردف مروان قائلا بسخرية 



- اهلا بيكي ياختي أومال الباقي فين مفيش حس ليه للبيت



أردفت رباب قائلة بتفسير 



- ماما عند خالتو كالعادة وأحمد عند هنادي وهيعدي عليها بليل ويجوا، وكارمن فوق في أوضتها وبابا راح عند عم جمال 



- ليه هو عم جمال تعب تاني وله حاجة؟؟



قالها مروان باستغراب وقلق وهو يرفع حاجبيه، فأردفت رباب قائلة بنبرة هادئة 



- لا مش تعبان خطيب خلود جاي النهاردة وهيرجعوا لبعض فعم جمال قال لبابا يروح وكده انتَ عارف انه بيحبه قد ايه وكده زي اخوه



- تسنيم فين ؟؟ 



تنهدت رباب وأردفت قائلة دفعة واحدة حتي لا يستجوبها عن القطة فلم يصادفها بمفردها في الأيام الماضية ...



-  فوق في الأوضة انا من ساعة ما جيت وطنط زينب مشيت قولتلها أنها تنزل تتغدي مرضتيش، طلعت كلمتها وكده لقيتها مخنوقة وحتي كارمن كلمتها وطلعت تخليها تشوف الحاجات اللي كانت جايبها ليها مقاسها وله لا علشان جايبة ليها هدية 




وبرضو كارمن قالت نفس كلامي أن في حاجة مش طبيعية فيها انا حتي افتكرت انها متخانقة معاك 



أردف مروان قائلا وهو يصعد علي الدرج بقلق فما حدث لها؟؟ 



- لا متخانقتش معاها، انا طالع اشوف مالها 

_______ 



{في غرفة مروان وتسنيم}



كانت تسنيم تنام علي الفراش وتنكمش في طرفه ومدثرة بالغطاء، كانت تمسح دموعها لا تدري لما تأثرت بتلك الحادثة لهذه الدرجة الكبيرة، دخل مروان الغرفة وأغلق الباب خلفه قائلا بنبرة غامضة ومُبهمة وهو يتصنع عدم معرفته لشيء



- ايه يا تسنيم مكلتيش ليه؟؟



مسحت تسنيم دموعها بسرعة حتي لا يراها وأردفت قائلة وهي تدثر بالغطاء أكثر وتحاول إخفاء وجهها 



- ابدا تعبانة شوية هبقي اكل كمان شوية كده مش جعانة 



اقترب مروان قليلا من الفراش ليجد عيونها حزينة وكأنها عادت لسابق عهدها...



- تسنيم مالك في حد زعلك او حاجة مزعلاكي



- مفيش يا مروان 



- انطقي يا تسنيم متتعبنيش 



قالها مروان بنبرة حانقة وهو يخرج محفظته من جيبه ويضعها علي الطاولة وأخرج هاتفه وخلع الجاكت الذي كان يرتديه ففي تلك الأيام يصعب عليك معرفة ان كان الجو أقرب الي الصيف أم يميل الي البرودة فهذا هو فصل الخريف المتقلب 



فأردفت تسنيم قائلة بنبرة هادئة 



- قولتلك مفيش انتَ شايفني بشد في شعري 



- انتِ زعلانة للدرجاتي 



قالها مروان بنبرة متسائلة أجاد فيها إظهار جديته، فأردفت تسنيم باستغراب فكيف عرف ما يحزنها فعلي ما يبدو  هناك شيء أخر



- زعلانة علي ايه .. مش فاهمة



- أن خلود هترجع لخطيبها 



- اه فعلا زعلانة جدا 



قالتها بسخرية فهي تريد خنقه أحيانًا فلا تدري هل تفكر في من ماتت أو من تحيا وهو يتعمد أثارة غيرتها بها، وقالتها بعد أن تذكرت ان رباب قد أخبرتها 



فأردف مروان قائلا بنبرة هادئة وهو يحاول أن يفهم ما بها



- قوليلي مالك 



- مفيش يا مروان كنت بفتكر بابا وحاجات كتير في حياتي بس 



قالتها بتوتر شديد وهي تحاول إتقان كذبتها، فهي لا تريد أن تخبره أن السبب الأساسي لدموعها وحزنها كونها سمعت عن حادثة اغتصاب حدثت لفتاة من قبل زوج والدتها، تعلم انها لم تمر بكل ذلك ولكن أخذت دموعها مجراها لساعة متواصلة قبل أن تأتي كارمن وتقاطعها وبمجرد ذهاب كارمن 



استكملت بكائها ودموعها تهبط بصمت رُبما كان هناك شيء بداخلها تريد البكاء عليها فخرج عند رؤيته أول خبر فأحيانا تريد البكاء لسبب تجهله، كان مروان مازال واقفًا أمامها



- ارمي الماضي كله وراكي يا تسنيم كل واحد مر بحاجات كتيرة في حياته لازم ينساها علشان يقدر يكمل 



هتفت اسمه بتلك النبرة التي يعشقها فهو يعشقها وهي تتحدث بنبرة هادئة وخجولة لا تتصنع فيها البرود أو حتي أن تظهر سخافتها وعدم مبالاتها بنبرتها الحانقة



- مروان!! 



- ايه يا تسنيم 



تنهدت وأردفت قائلة بنبرة خافتة فهي لا تدري هل سيوافق علي ذلك أم لا ولكن لتجرب حظها 



- انا عايزة أروح عند طنط سلوي ازورها واقعد معاها كام يوم عايزة امشي من الاوضة هنا والبيت لاني حاسة بالخنقة من قعدتي هنا بقالنا كتير أوي ويعتبر أن بتنزل وبتروح وتيجي..



- تسنيم انتِ عايزة تشوفيها بجد وله عايزة تهربي مني



قالها وهو يحك ذقنه أحيانا ينجح في فهمها وأحيانا يفشل في فهم النساء وما يدور برأسهن وتحديدًا المتواجدة بجانبه



تنهدت تسنيم فهي تشعر أنها أصبحت تلقائيا تتشارك معه شعورها أن كان بالحيرة أو الحزن أو السعادة فلم تكن عادة عندها حتي مع سلوي وسعد كانت تخفي عنهما شعورها حتي لو أخبرتهما بعض الحقائق



آكثر من مروان، فهو وحده من جعلها تفرغ عن ما ينتاب قلبها قبل عقلها، أردفت تسنيم قائلة بنبرة هادئة وصادقة



- الاتنين يا مروان بصراحة 



أشار لها بأن تفسح له المجال قليلا ليجلس بجانبها ويأخذها في احضانه فهو يشعر بالارتياح حينما تتواجد في أحضانه مشاعر غريبة تنتابه عند تلك اللحظة، وبالفعل فعلت ما يريده لتبعد عنها الغطاء وتفسح له المجال فهي أيضا تحب اللجوء الي حضنه كانت تحتاجه وتشعر بالخجل من طلبها تريد أن تشعر بذلك الشعور الذي يدب بأوصالها، الأمان والانتماء فقط في تلك اللحظة تشعر بالسكينة 



فأردفت قائلة بنبرة هادئة أشبه للهمس وهي ترفع رأسها لتنظر له وتضع يدها علي صدره  



- مروان 



تنهد مروان حينما شعر بملمس بشرتها في حضنه ودفئ جسدها، وتلك النبرة التي تسيطر بها عليه 



- اهو انا مبيتعبنيش الا مروان دي 



- مش فاهمة 



قالتها بعدم فهم، فأردف مروان قائلا بنبرة حانقة



- ولا هتفهمي يا تسنيم، قولي عايزة تروحي عند طنط سلوي ليه بعيدا انها وحشتك، ليه عايزة تهربي مني



- عادي يمكن علشان أوحشك 



- عادي انتِ وحشاني كده كده



قالها بمرح وقصده واضح، فأردفت تسنيم قائلة بسؤال يتراود في عقلها في الأيام السابقة



- لو باباك مكنش جه تفتكر كان هيكون في أمل أننا نتقابل تاني ده كان زمانا اطلقنا



- طنط زينب بتقول حاجة كده، الملافظ سعد يعني مينفعش تكوني في حضني وتقوليلي كان زمانا اطقلنا



- مش قصدي يعني بكلمك بجد، يمكن كان زماني في القاهرة اشتغلت بعد ما اروح interview ويمكن كنت فضلت مع طنط سلوي أو أجرت شقة علشان أكيد مكنتش هروح اعيش في شقة عم سعد، وانتَ كان زمانك في اسكندرية، يعني كل واحد كان هيكون في حته



تفوهت بالحقيقة فكان كلا منهما يعيش في مكان أخر، فأردف مروان قائلا بتفكير وهو يرد علي كلماتها 



- يمكن عندك حق، بس لما بيكون في نصيب في حد ربنا هيجمعك بيه مهما شوفتي أنه مستحيل، وده اللي حصل معانا يمكن من سنين ربنا كان ليه حسبه احنا منعرفهاش علشان يوصلنا ببعض..



- مبسوط؟ يعني انك هنا وله كنت تتمني أنك تكون قاعد في اسكندرية في مطعمك ومش شايل هم حاجة



تنهد مروان لتشعر بأنفاسه فهي حمقاء هي في أحضانه وهناك وقت للحديث عن شيء؟؟، فأردف قائلا لعله يبث الراحة بها في الأجابة علي تساؤلاتها 



- هتصدقيني لو قولتلك لا 



- يعني هصدقك أه .. بس ازاي يعني حياتك مكنتش عجباك؟



- اكيد كانت عجباني وفي الشغل اكتر حاجة، بس كان في حاجة ناقصة رغم اني حاسس هنا بحاجات كتير تضايقني زي الشغل، بس حابب انك تكوني جنبي  



صحيح غبية يا اما بتدعي الغباء والبرود بس اعترف انك بتقدري توصلي لحته في قلبي عجيبة مخلياني قابل باللي أحنا فيه



- يعني أوصل لفين مش فاهمة 



قالتها بمرح وهي تدعي الحماقة علي أكمل وجه ولكن لا تكذب فيكفيها فقط أن تكن في أحضانه وليتحدث معها ليشعرها أنها وفي مأمن عن الكون كله، فأردف مروان  بخبث  



- بلاش توصلي لفين علشان انا عارف الفلسفة الزايدة بتتعب دماغك، وانا اتفقت أنك تعملي اي حاجة غير أن تشغلي دماغك 



ما أن انتهي من كلماته، وضع يده علي موضع قلبها ليشعر بدقاته العالية كعادتها دائما بالقرب منه، اخجلتها حركته، يريد أن يصيبها بالجنون؟؟ أم ما الذي يريده من فرط المشاعر التي يشعرها بها



-  نفس الاحساس اللي انتِ حاساه دلوقتي بس انتِ لسه مش قادرة تستوعبيه، انا متقدم عنك



أبعد يده عنها، ثم وضعها علي رأسها، طبع قُبلة علي جبينها، وأردف قائلا مغيرا الحديث فهو مدركا أنه اذا استكمل معها الحديث بتلك الطريقة ستفقد وعيها



- قوليلي بقا كنتي بتعيطي ليه 



- انتَ رهيب علي فكرة، بتعرف تجرجر اللي قدامك لغايت ما توصل لسؤالك



- صدقيني انا لو جرجرتك مش هتعرفي ترجعي، هجرجرك للرذيلة وهتحبيها 



قالها غامزا لها بطرف عينه ويمرر أصابعه علي وجهها بهدوء شديد، فأردفت تسنيم قائلة بنبرة خافتة وهي تعتدل قليلا حتي تكن في مستواه



- صدقني كنت بفتكر اللي حصل واللي مريت بيه فافتكرت بابا وكده لاني كنت بفكر أصالح عمي وأكلمه مش اكتر زي ما قولتلك امبارح اني هبقي اكلمه وكده بس عيطت قولت هكلمه كمان شوية لما اهدي



- ماشي 



قالها بنبرة هادئة فبدي حديثها مُقنعًا نوعًا ما في نظرة، هبط إلي عنقها ليترك قُبله عليه وترك قُبلة علي تلك السلسلة التي ترتديها، عانقها أكثر فهي لم تري نفسها علي الأغلب، أردفت قائلة بنبرة خجلة وغير منطقية فإن كانت لا تفهم ما يفعله، فلقد شعرت 



- انتَ بتعمل ايه 



- بسلم علي حمايا



قالها بسخرية من حماقتها وسؤالها، ثم تنهد واستكمل حديثه قائلا بسخرية وهي في أحضانه ويسند بذقنه علي كتفيها فهي لا تدرك أو اصطدمت حائط حتي تنسي تلك المنامة الحريرية من اللون الاسود لتعكس بشرتها الفاتحة، ترتديها وتظهر جزء كبير من بشرتها ذراعيها الظاهرة والواضحة بسبب تلك الحمالة الرفيعة وعنقها 



- ياه عيطي كل يوم يا تسنيم وازعلي كده 



- اشمعنا ؟



قالتها بعدم فهم فهل يعجبه عبوسها وبكائها؟ 



فأردف مروان قائلا بخبث وهو يتذكر حديث شقيقته بأن كارمن كانت هنا وقد جاءت لها بهدية فعلي ما يبدو سيذهب لشكرها علي الهدية بنفسه 



- لا ولا حاجة، انتِ قوليلي عارفة ليه انا قلبي اختارك عارفة ليه انا راضي بنارك ؟؟؟



- انا مقولتش كده، وبعدين مين اللي خدعك وقالك ان صوتك حلو 



- نفس اللي خدعك أن عينك حلوة 



___________



{ في شقة اسلام } 



نهضت رنا من فراشها بعدما شعرت بخلو المكان بجانبها فابنتها ليست معها، فهي قد تعبت وأخذت قيلولة وسط اليوم كعادتها الفترة الأخيرة تشعر بالألم والإرهاق بسبب الحمل، خرجت الي الصالة لتقعد اسلام يجلس علي السفرة وبجانبه ابنتهما تعبث في الألعاب التي يضعها أمامها أما هو منشغل علي الحاسوب تاره يحادثها وتاره يكتب بعض الاشياء، لأول مرة يفعلها أسلام



اقتربت منهما حينما رأها اسلام ارتسمت ابتسامة علي شفتيه



- مساء الخير صحيتي يعني 



- اه صحيت هي فاطمة صحيت من امته ؟؟



أردف اسلام قائلا بنبرة هادئة فاليوم كان إجازته لرُبما مازال هناك برود بينهم وتجاهل منه تارة ومنها هي تارة فأغلب الأوقات تحاول تجاهله 



- أبدا كنت داخل أخذ المصلية ساعة العصر لقيتها صاحية وكانت في بداية أنها تعيط واخدتها علشان متصحكيش 



رفعت رنا حاجبيها باستغراب شديد من كلماته فمنذ متي وهو يهتم ببكاء فاطمة أو جعلها تشعر بالراحة، وشدت أحد المقاعد لتراها ابنتها وتضحك ببراءة عجيبة بمجرد رؤيتها، وكانت تحاول القفز الذهاب لها فحملها اسلام ووضعها علي فخذي رنا لتحضتنها وتقبل وجهها وكانت تضغط علي بطنها التي انتفخت قليلا فهي في بداية الشهر الخامس تقريبا، ركلتها ..



- لا اهدي يا فطوم 



أردف اسلام قائلا بنبرة هادئة 



- عملت ايه 



نظرت له باستغراب شديد جدا هذه مرة فكانت تتفوه بعديد من الكلمات من قبل ان كان بخصوص ابنتها أو بخصوص أي شيء وكان من الممكن أن يكن منهمك في العمل الذي يفعله علي الحاسوب ولا يركز في شيء 



- معملتش حاجة؛ ياريت متكنش عطلتك عن الشغل 



- لا مفيش عطلة ولا حاجة، المهم انتِ كويسة وأحسن يعني امبارح كنتي حاسة بدوخة وتعبانة 



- أنا؟؟ .. اه أحسن الحمدلله 



قالتها بدهشة لرُبما تلاحظ تغيره في الفترة الأخيرة وتتجاهله ولكن اليوم ظهر به صفات وأفعال جديدة



أغلق الحاسوب ونهض ليُقرب مقعده من مقعدها وأمسك يدها وأردف قائلا بنبرة حاول جعلها هادئة ولكن ليست باردة 



- خلاص يا رنا بلاش القمص ده من ساعة ما رجعتي البيت وانتِ بتحاولي تتجنبيني صحيح انا قولتلك هنحل مشكلتنا سوي وانا بحاول أغير من نفسي بس انتِ كمان حاولي تغيري من نفسك



- ليه وانا كنت بعملك أيه علشان تقولي اغير من نفسي



أردف اسلام قائلا بنبرة حانقة 



- انتِ من يوم ما خلفتي فاطمة وانتِ طول الوقت مبتتكلميش الا عن أي حاجة تواجهك معاها وطول الوقت ترغي مع مامتك ومع ماما في التيلفون، لا وكمان لما كنت اكلمك عن طموحي مكنش بيهمك وبتحاولي تقللي مني ومن اللي بعمله 



- هو انا كنت بكلمهم علشان بدلع مش بسالهم اعمل ايه واتصرف ازاي شايفني كنت مخلفة عشرة ولا عندي خبرة حتي، وبعدين ده كان في الشهور الأولي ومتجبنيش أني انا السبب



قالتها بنبرة حانقة وهي تداعب وجنتي ابنتها



- اولا انا مكنتش بلاقي كلام اقوله عارف اني شخص عملي ومبعرفش اذوق في الكلام وانتِ عارفة ده من يوم ما عرفتك، وبعدين انتِ لو كنتي عملتي أكل او عملتي حاجة كنتي طول اليوم تحكي في إنجازك اللي عملتيه او التعب اللي انتِ حاسة بيه من قبل حملك لان طبيعي تكوني تعبانة 



قالها وهو يفرغ ما كان يشعر به، فأردفت رنا قائلة بنبرة ساخرة 



- خلاص طلعت انا غلطانة في الآخر كمان



أردف إسلام قائلا وهو يحاول الا يغضب 



- طيب بلاش الموضوع ده خلينا نفتكر لما عرفتي أنك حامل وفضلت مخبية عليا يجي شهر وروحتي قعدتي عند مامتك واتحججتي باختك انها غضبانة وبتواسيها ومامتك تعبانة وفضلتي تقولي اسباب غير طبيعية



- انتَ مكنتش عايزني أحمل بسرعة بعد فاطمة وانا مكنتش عارفة أقولك وبعدين دي كلها مش أخطاء تتهمني فيها 



- خلاص يا رنا اللي حصل حصل مكنتش يعني هقتلك لو قولتي ليا وخلاص اللي غلط غلط، انتِ عارفة اني بحبك ومش محتاج اقولها ممكن اكون غلطت وانتِ غلطتي بس خلاص يعني مش هنفضل كل شوية مقسمين ورديات مين يتجاهل التاني أكتر



قالها بنبرة هادئة بعد أن قبل يدها للمرة الأولي لتمد ابنته يدها ليقبلها مثلما فعل لوالدتها تحت ضحكاتها الطفولية، فرُبما لا يجب أن تحكم علي شيء من وجهة نظر واحدة 



فرُبما البعض يري أن كل علاقة تواجهه مشكلة يكن أحدهما المخطئ والآخر محب ولكن أري أن أي علاقة يحدث بها مشكلة يكن الاثنان اقترفا الخطأ ولكن كلا منهما يري نفسه محق، فنجاح علاقة شوية مستقرة تكن من الطرفين ليس بمحاولات أحدهما فقط، ولفشلها تأكد أن لكل منهما النصيب في ذلك الفشل إن كان صغير أو كبير ولكن لا يعترف 



________



{ في بيت عائلة العربي }



تحديدًا في غرفة موان وتسنيم 



كان مروان ينام في الفراش منذ أن أتي ويحاوطها بذراعيه صمتا قليلا وكان مروان يعبث في هاتفه بلا هدف، طلبت منه تسنيم أن يظل بجانبها ويحتضنها، تريد أن تظل تشعر بأمان تواجدها في أحضانه ذهبت ومرت بالكثير ورغم كل شيء تعترف أنها لم تشعر بذلك الأمان والطمأنينة الا في وجوده 



أردف مروان قائلا بانزعاج بسبب شعوره بالكسل



- كسلتيني من ساعة ما جيت ولا غيرت ولا خدت دش وانا نايم



- خلاص قوم 



قالتها بلا مبالاة فحالتها أحسن قليلا الآن، فأردف مروان قائلا وهو يغلق هاتفه وينظر لها قائلا بتفكير 



- ناوية تكوني بنت وواحدة متطلباتها كتير وتقرف جوزها وخطيبها بطلباتها 



- مش عارفة شكلي مش ناوية 



- لا أنوي اصل احنا الرجالة لما بنلاقي اللي معانا هبلة كده بنسوق فيها 



قالتها بمرح كعادته، فأردفت تسنيم بعد ان ابتسمت علي طريقته 



- نفسي تكمل جملة من غير ما تتريق علي نفسك 



- حاولت كتير كل محاولاتي كانت بتفشل، المهم بجد مش هتطلبي مني حاجة؟ دبلة، شبكة، شقة، شهادتين استثمار أو أمضيلك علي شيك علي بياض استغليني، بصميني وانا نايم، فيلا ب ٣ جناين كده يعني اتنصحي



انبسط وجههت وانفرجت شفتاها، وقهقهت علي حديثه بالفعل إنسان غير طبيعي بالمرة، ابتسم مروان علي ضحكاتها فعلي ما يبدو قد نجح في هدفه فلا يظن أنه كان يراها تبتسم عند مجيئها أول مرة كان طوال الوقت عابثة ولم تكن تعبر عن حزنها أو فرحها تحاول دائما أن تكن حادة في التعامل، هل أصبح عاشق؟ 



شهور قليلة جدا لا تحُسب كانت كفيلة بأن تجعله متيم بها لا يظن أنه شعر بمدي العمق مع ملك حتي مثلما شعره مع تسنيم رغم أنه لا يعرف عنها شيئا كثيرًا أو من الممكن أنه لا يعرفها جيدًا ولكن يشعر بأن روحه تعرف روحها منذ قرون!!!



فاعترف حتي بحبه لملك بعد عام وأكثر من رؤيتها حينما تأكد من كونه مُحب ووقتها لم يقولها صارحًا ومع الوقت بدت علاقتهما أقوي وأعتق ولكن الآن يشعر بأن بينه وبين تسنيم سنوات طويلة حتي مازال لا يصدق نفسه كونه اعترف بحبه بتلك السهولة في تلك الليلة نعم هو يمرح كثيرًا وتصرفاته عاطفية ولكن لم يكن شخص يمكنه التفوه بكلمة " أحبك" بسهولة ...



تنهد مروان وحرك أنامله في خصلات شعرها، فأردف قائلا بنبرة هادئة 



- لما سبتك اسبوع وقولت اني روحت القاهرة انا اخذت شبكتك اللي في البيت هناك وانا اللي طلبت من طنط سلوي، وكمان قالتلي انها لما ترجع هتبعت الفلوس 



نظرت له بغموض وهي تحاول تفسير ما يقوله وكانت علي وشك سؤاله والاستفسار منه فأردف مروان قائلا مستكملا حديثه فهو شعر بالبلاهة معها



- تسنيم هو انا هسالك سؤال واعتبريني جوزك، او اخوكي عادي مش هتكوني بتكدبي 



- اتفضل 



- هو انتِ باردة فعلا وله بتعرفي تتباردي ولو باردة اكدبي عليا وقولي انك بتعرفي تتصنعي البرود وهصدقك 



- بعرف اتصنع البروك مرضي يابا؟؟ 



- اه ياسطا مرضي، سواقين تكاتك أحنا 



- انا عايز ابدأ معاكي صح، حتي لو ماشيين بالعكس نعدلها شوية، نجيب دبلة ليكي 



- وانتَ مش هتجيب وله لابس؟ 



سألته بمنتهي الهدوء وهي تذم شفتيها فأردف مروان قائلا بنبرة حانقة وساخرة



- هو انتِ متأكده انك زي بقية البنات وكده؟ يعني انتِ مفكرتيش تبصي علي أيد امي خلال الفترة اللي فاتت كلها؟ طب بلاش حتي فضولك مخلكيش تشوفي أنا لابس دبلتي القديمة وله لا 



شعرت بمدي حماقتها فليقول ما يريده لن يكون غير مُحقا فأجابت قائلة بمرح 



- وانا ابص علي صوابع ايدك ليه يعني



- انا مش هقولك المفروض تبصي فين علشان مكنش قليل الأدب هحاول اتعامل بمنتهي التحضر معاكي، وبعدين بصي علي صوابع ايدي ليه، علشان دي اللي هسقف بيها علي وشك 



قالتها بغضب فرفع يده وأستكمل حديثه قائلا بسخرية



- انا مش لابس دبلة يا تسنيم ومش بلبس دبل أصلا 



- ليه يعني مكنتش لابس قبل كده حتي 



قالتها بشك فهل خلعها بعد موت ملك؟ فأجاب عليها قائلا 



- قالعها  من بعد جوازي أصلا انا مبحبش البس دبل ولا خواتم عمومًا الا خاتم واحد ساعات بلبسه علشان بابا كان جايبه ليا هدية وبرضو مش دايما 



-  طب لو قولتلك انا مش هجيب دبلة ولا هلبس دبله الا لو انتَ لبست دبله



- مبجيش بالعند ولا أن واحدة تمشي كلامها عليا 



قالها بنبرة حاول جعلها صارمة لتنظر في عينيه بنظرة تصنعت فيها الحزن، فأردفت تسنيم قائلة



- وعلشان خاطري



تنهد مروان ثم أردف قائلا بسخرية فهي أثرت به وأصبحت تستطيع التأثير عليه واعتدل قليلا ليكن جالسًا



- هو انا طلعت باجي وله ايه!! 



هجيب دبلة وهلبسها علشان مبقتش استحمل خلقتك اللي هي اول ما جيتي أنا بحب تسنيم اللي بتهزر وبتضحك زي الناس مش الكشرية 



- هتلبس دبلة يعني ولعلمك مش هتقلعها لو فعلا عايز تبسطني 



- احفر حرفك فيها لو تحبي علشان اشوف ضحكتك بس 



قالها بنبرة هادئة ومُحببه لقلبها فاحتضنته بابتسامة أستطاع رؤيتها قبل أن تهجم عليه بحضنها التلقائي النابع من قلبها فتوقف عقلها عن العمل، كانت اعتدلت قليلا، ليعانقها قائلا 



- حرف خت بيه حضن لو اسمك كله هل ده ممكن يحصل ...



قاطعت حديثه قائلة وهي تنظر علي هيئتها في المرآة بعد أن اعتدلت من نومتها وابعدت عنها الغطاء لتتذكر سخافة وهدية كارمن التي أثرت أن ترتديها وتري المقاس هل مناسبًا لها أم لا فكانت تود أن تقدم لها هدية لعلها لن تراها في عيد ميلادها ولأنها لم تقدم هدية في بداية زواجهما ولم تكن تعرفها حينها...



- يا نهار أسود 



- ايه زلزال؟؟ مين مات ..



حمقاء أقل ما تصف بها نفسها فكيف تناست ما ترتديه بل أنها أصرت أن تكن في حضنه... 



فأردفت تسنيم قائلة بنبرة هادئة وخجلة 



- حاسة أنك محتاج تخش تأخد دش وانا كسلتك 



- انتِ لسه واخده بالك 



قالها بمرح فهو علم أنها رأت هيئتها في المرآة، فتنهد وأستكمل حديثه قائلا 



- ماشي هي دي هدية كارمن صح؟ 



- للاسف 



- جميلة، تحفة بصراحة كل يوم أجبلك انا هدية زيها medium ده وله large بصراحة جاوبي 



قالها بخبث وهو ينهض بعد أن ابتعدت عنه وتوجه ناحية خزانته حتي يخرج ملابسه 



دق رنين هاتفها ليعلن عن إتصال من والدتها حماها قليلا من الخجل وأجابت عليها قائلة وهي تراه يفتح ازار قميصه وتوجه إلي المرحاض 



- الو يا ماما 



- ايه يا تسنيم عاملة ايه يا بنتي 



- انا تمام وانتِ 



نهضت من مكانها وتوجهت لتخرج سترة وبنطال شتوي وكانت تحدثها 



- انا مش تمام يا بنتي 



وضعت تسنيم الملابس علي الفراش وأردفت قائلة بقلق 



- أيه اللي حصل ؟؟ 



- عمر بقاله اربع ايام مختفي واخواته ميعرفوش عنه حاجة 



- ايكش يكون عربية خبطته او حصلتله مصيبة انا مالي بيه مش عارفة انتِ مُصره تقرفيني في عيشتي ليه مش لاقية حاجة تكلميني علشانها اروح ادور عليه 



قالتها تسنيم وهي تحاول السيطرة علي أعصابها حتي لا يسمعها مروان، فأردفت كريمة قائلة بنبرة غاضبة 



- حسبي الله ونعم الوكيل فيكي تصدقي انا غلطانة اني بكلمك تقوليلي أعمل ايه 



- حسبني حسبني كمان عارفة انا غلطتي الحقيقة أني لسه برد عليكي ومتوقعه أنك مهتمة بيا، لو  مات متتصليش بيا حتي انا مالي أساسا 



- ماشي يا مؤدبة ماشي يا محترمة، انا استاهل ضرب الجزم اني كلمتك أمك بتعيط ومقهورة وخايفة وانتِ ولا همك 



أغلقت كريمة الهاتف في وجهها لتشعر تسنيم بالغضب من أفعالها فليذهب إلي الجحيم حتي ذهبت ناحية المرحاض وأغلقت الباب من الخارج حتي تغير ملابسها، فأردف مروان قائلا من الداخل وهو شعر بغلقها للباب 



- انتِ بتعملي ايه 



- معلش يا مروان لما اغير هدومي هبقي افتحلك الباب، خد الشاور براحتك 



- وحياة أمي، لاخرج من الحمام وهوريكي .. 



- الكلام في الحمام غلط يا مروان عليك



قالتها بسخرية ومرح وهي تمسك ملابسها حتي ترتديها، وحاولت الا تشغل بالها بوالدتها رغم أنها شغلت عقلها واغضبتها ..



_________ 



{ في القاهرة } 



أغلقت كريمة الهاتف وقذفته علي الأريكة بغضب شديد فعلي ما يبدو يجب عليها الذهاب إلي القسم فهي أنتظرت طويلا ولا يأتي خبر عنه ولا تعرف عنه شيئا 



- انا أساسا بنت كلب أني كلمتك وغلطي أني اتجوزت أبوكي من الأول، مش هامك قلق أمك انا غلطانة اني بعبرك 



رن جرس الباب فظنت أنهما أولادها قد أتوا من عند جارتها، فنهضت وفتحت الباب لتجد رجلا غريبًا، فأردفت قائلة بنبرة حانقة 



- مين حضرتك 



- حضرتك السيدة كريمة أحمد عبد التواب 



- ايوة انا انتَ مين 



- انا مُحضر من المحكمة، اتفضلي امضيلي علي استلام الورقة دي 



- ورقة أيه؟؟ 



- ورقة طلاقك من عمر محمد فضل




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close