اخر الروايات

رواية عشق خالي من الدسم الفصل السادس عشر 16 بقلم فاطمة سلطان

رواية عشق خالي من الدسم الفصل السادس عشر 16 بقلم فاطمة سلطان



بقلم فاطمة سلطان





اذكروا الله 



___________



السعي في قضاء حوائج الناس، ونفعهم، وكشف كُرباتهم، وقضاء ديونهم، وقد بيّن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنها من أحب الأعمال إلى الله -تعالى- فقال: (أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ، و أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ).



___________



لماذا نُفكر دائمًا في نهايات الأشياء رغم أننا نعيش بدايتها !!؟ هل لأننا شُعوب تعشق أحزانها ؟ أم لأننا من كثرة ما اعتدنا من الخوف أصبحنا نخاف على كل شيء ، ومن أي شيء ! حتى أوقات سعادتنا نخشى عليها من النهاية



أنّ المرأة يسحرها أولًا الأمان الذي يزرعه الرجل من حولها، بعدها كل شيء يأتي من تلقاء نفسه.






فرحة عارمة تحتل قلبها أثر كلماته؛ وغضب شديد يحتل عقلها كونه لا يقتنع ولا يريد أن تكن امرأة هاشة تظهر فرحتها بحديثه كالطفلة فحاولت أن تتحدث بنبرة حانقة يتناقض ويتنافي مع المشاعر والفرحة المتواجدة في عيناها



- بقا أنا عايزة شهادة معاملة أطفال؟؟



لا يدري مروان لما يشعر بالتناقض الذي يصيبه عند الحديث معها فيشعر بأنه بالفعل يريد أن يقبلها لدقائق طويلة وحتي لتصل الي ساعات يتمعن في شفتيها فقط، وفي نفس الوقت يريد صفعها علي كونها تترك أساس الموضوع وتتحدث في هراء، فقط ما يجعله يُصمت كونه يحاول أن يُقدر خجلها وقلقها، ولكن كان يشعر بالاستغراب فحتي حينما كان مُراهقا ورغم حُبه لملك لم يكن لديه رغبات وأفكار جنونية هكذا



يريد قطع لسانها أو تقبيلها، لم يكن يُفكر بهذا التناقض والحماقة ولم يشعر برغبه اجتاحته وأرادها قلبه وبشدة هو تقبيلها لوقت طويل دون ملل أو كلل 




 لم يكن يشعر بتلك المشاعر الثائرة يريد حتي التعبير عن ما يشعر به لا يجد من الكلمات ما توصفه 



فهتف مروان قائلا بغضب وحنق شديد مقاطعًا حبل أفكاره



- انتِ فاقدة الأهلية يا تسنيم كمان أيه رأيك، لما نكون بنتكلم في حاجة وتمسكي في هيافات يبقي انتِ محتاجة يتعملك عفشة في دماغك اللي محتاجة تتفور دي من أولها لاخرها



- عفشة انتَ شايفني عربية، وبعدين شوف مش مستحملني خمس دقايق ولا مستحمل كلامي، نكمل مع بعض بانهي وش



- لا يا شيخة 



قالها بسخرية شديد عقب كلماتها المستفزة، كونه فقط يشعر بإحمرارها ودقات قلبها التي شعر بها بقلبه والكثير من الأشياء التي تتواجد في عينيها وتحاول الا تنظر له مباشرًا وتخفي مشاعرها خلف قناع البرود التي تتصنعه



- مروان 



نعم إعتراف اخر يعترف به مروان، يراها باردة وحمقاء ولكنها تجيد نُطق اسمه في لحظات معينة تستطيع 



أن تعمل علي زيادة مُعدل سرعة دقات قلبه بها، هل يجب أن يشكرها علي برودها كونها تستطيع إصابته بالجنون وإثارة مشاعره وهي بتلك التصرفات



فماذا سيحدث به اذا تجاوبت معه !! 

سيذهب عقله دون عودة بكل تأكيد



- خير 



قالها بنبرة هادئة وهو يحتضنها ويحاوطها مرة اخري، فأردفت تسنيم قائلة بنبرة مرحة



- هو انتَ بجد مبتعرفش تتكلم من غير ما تحضن 



هتف مروان قائلا بنبرة مرحة 



- يعني حاجة زي كده، أهو أحسن ما أحضن برا، مع إن ساعات بحضن أي حد مش بمسك نفسي



- رخم أوي 



قالتها بغضب وهي علي وشك الابتعاد عن أحضانه ليعيدها مرة أخري إلي أحضانه وهو يسيطر علي نوبة الضحك الذي أصابته، فتنحنح مروان قائلا 



- ردي عليا علشان مش هسيبك تهربي قاعدين ساعة أو اتنين او تلاته أو يوم لغايت ما تردي بس للاسف انا مش هفضل بس حاضنك الموضوع هيوسع مني 



- الزم حدودك



حاولت قولها بتحذير ولكن للاسف ظهر شبح ابتسامة علي شفتيها فخرجت منها مرحة، فأردف مروان قائلا فهو أصاب بلعنة الحب مع حمقاء



- عارفة أبويا لو عرف أن ابنه بيتقاله ألزم حدودك من مراته، ممكن يشيلي اسم ذكر من البطاقة 



- خرجت مني كده 



قالتها بخجل شديد بعد أن اطقلت ضحكاتها بسبب مرحه وهي تذم شفتيها وتعقد ساعديها فأردفت تسنيم قائلة وهي تستكمل حديثها 



- انا مش عارفة يا مروان، مش عارفة حاجة، عارف انا حاسة معاك بأيه ؟؟ 



- بايه 



قالها بهيام وهو ينظر في عيناها بتمعن، فحاولت ان تنظر علي الارض وأردفت قائلة بنبرة خافتة وأشبه ما تكون هامسة لا يسمعها سوي شخص تجلس في أحضانه 



- عارف الطفل الصغير لما يكون بيلعب في أي حاجة يلاقيها قدامه في البيت ملهاش علاقة باللعب، وحد يشتريله لعبة جديدة فهو مبسوط بيها بصرف النظر هو ميعرفش هي حلوة وله لا 




صمت لدقائق يفكر في كلماتها بجدية ثم أردف قائلا بنبرة حاول جعلها مرحة



-  لا الزم حدودي وشيفاني لعبة كمان الله اكبر



قالها بمرح لا يتواجد بداخله، فأردفت تسنيم قائلة بنبرة  حانقة وهي تنظر له 



- وملفتش نظرك أني مبسوطة معاك يعني؟



- انا اديتك عدوي وانتِ ادتيني عدوي اني ابص علي الجزء اللي يقرفني



ثم تنهد واستكمل حديثه قائلا 



- لفت نظري أنك مش عيلة صغيرة، ولا انا شيء مبسوطة بيه وبس، لأنك اول مرة تحسي معايا وخليتك تفهمي نفسك وتنفذي رغباتها من غير ما تفكري تشبيه يحترم وكل حاجة بس ملهوش علاقة بينا



انهي كلماته الأخيرة بمرح، فهتفت تسنيم قائلة بنبرة هادئة وهي تنظر له دون أن تخفي عيناها عنه أصبحت جريئة علي ما يبدو 




- ايوة واللي مخوفني اني اول مرة أحس يا مروان وان اي حاجة حستها معاك جديدة عليا وصعب أفهمها، علي الأقل انتَ ليك تجربة وكونك راجل وفي صفات كتيرة تخليك حابب تكمل معايا علشان اللي انتَ حاسه...



- مش كل حاجة بنحس بيها سهل نفهمها، متقلقيش انا بقيت غبي زيك بالظبط لاني معاكي حاسس بحاجات محستش بيها قبل كده



قالها مروان بصدق شديد، فهناك مشاعر جديدة وتهور جديد يظهر به لم يشعر به من قبل حتي مع ملك شيء عجيب واعترف به لتوه،



- ايوة يعني انتَ عايز ايه دلوقتي



قالتها بعدم فهم وكانت نبرتها هادئة، فأردف مروان قائلا وهو يضع يده علي عنقها 



- اخنقك اموتك وله اعمل في أمك ايه ؟؟؟؟



ده انا قربت أنام وانتِ لسه مفهمتيش عايز أيه 



ضحكت علي ملامحه الغاضبة والحانقة، فأردفت تسنيم قائلة بنبرة متذمرة وهي تبعد يده عن عنقها 



- مروان صعب أكمل حياتي مع حد بيأكل الفول من غير زيت وانا بحب اكل مش فول عليه زيت باكل زيت محطوط عليه حبة فول 



-  يا آنسة واخدك في حضني بقولك كلام عاطفي وشوية وكنت ناوي اعمل حاجات هموت واعملها وانتِ تقوليلي فول وزيت، يا شيخة اجيب تربة وادفن نفسي فيها حي يا تسنيم 



قالها مروان بنبرة حانقة وهو علي وشك قتلها ليدق الباب ويتم انقاذها هنا، لينهض وهو يستغفر ربه ويدعي الا يصاب بالجنون بسببها ، وجد أن الطارق هي السيدة زينب وتحمل بعض الاشياء الذي حملها عنها ووضعها في المطبخ ...



_________



<<في منتصف الليل>>



<<في بيت عائلة العربي>>



كان أحمد يجلس مع مروان ويشربوا



 القهوة سويًا فهي تلك العادة التي ورثوها من والدهم، ان كان مروان، اسلام، أحمد وحتي رباب جميعهم يعشقوا القهوة، فأردف احمد قائلا مقاطعًا أحاديثهم الجانبية وهو يستغل ذهاب الجميع للنوم 



- مش شريف كان في المنصورة 



ابتلع مروان ريقه وشعر بالغضب الشديد لمجرد أنه سمع اسمه مرة أخري يشعر بالغيرة القاتلة وكأنه لم يكفيه ما فعله، كان قليل حتي عليه، حاول ان يتحدث بهدوء ولكن خرجت نبرته حادة وهي تظهر مدي غضبه 



-اه اضرب له تعظيم سلام وله أعمله  ايه مش فاهم 



تأكد أحمد أن نبرة شقيقه، تدل أن له دخل وكل شكوكه صحيحة، فأردف أحمد قائلا بنبرة هادئة 



- مش كان عامل حادثة 



- لا اله الا الله حادثة ايه دي



قالها مروان بنبرة غير مكترثه فليذهب الي الجحيم وقتها سيشعر بالراحة، فأردف أحمد قائلا بنبرة خبيثة



- بعيد عنك في تور (ثور)  هايج في عنبر سبعة  مكسرله، وشه متشلفط يا عين امه، مش باين منه ملامح حتي دراعه مشروخ باين 



- ألف سلامة عليه اروح اخدله اتنين كيلو تفاح وازوره يعني وله عمل ايه مش فاهم برضو هو صاحبي وله بينا حاجة؟ 



قالها مروان وهو علي يقين أن شقيقه قد علم شيء او علي الاقل شعر بشيء، فهتف احمد قائلا بمرح شديد وهو يَذكر شيء قد مر عليه ثلاثة سنوات تقريبا



- اصل سبحان الله لما شوفته كده افتكرت واحد أيام ما رباب كانت في الثانوية



 وكان في واحد بيضايقها في السنتر وساعتها انتَ طحنته، رباب وقتها مرضتيش تقولي انا او تقول لبابا وقالت لك علشان انتَ اللي بتاخد الامور ببساطة 



- ما انا باخدها ببساطة اهو



قالها مروان بمرح، فذكره شقيقه بتلك الحادثة ابتي قد نساها تقريبًا، فأردف أحمد قائلا وهو يحاول أن يخمن السبب ويكاد متأكد أن له علاقة بتسنيم حتي ولو لم يفهمها



- عملك شريف ايه علشان تعمل فيه كده، لا وواضح ان ابوة عارف حاجة وكل شوية يقاطعه في الكلام



أردف مروان قائلا بانزعاج فهو يخشي ان يسبب لشقيقه مشكلة ويريد أن يفهم هل هي تحليلاته فقط أو هناك احد تفوه بشيء



- أحمد في حد كلمك في حاجة 



هز أحمد رأسه نافيًا فاستكمل مروان حديثه قائلا 



- يبقي خلاص موضوع وخلص 



- يعني انتَ؟؟ 



- اه انا



قالها مروان بنبرة ساخرة، فأردف أحمد قائلا بنبرة مرحة 



- يلا احسن انا مكنتش بطيقه أصلا كنت تقلت أيدك شوية 



انفجر مروان في الضحك وكذلك أحمد حينما تذكر هيئة  شريف، فهو كان يشعر ببروده وسخافته في الكثير من الأحيان ليس مع هنادي وحتي معه يشعر بسخافة كلماته وأفعاله 



__________



<<في القاهرة>> 



في أحدي البيوت العتيقة ويعود تاريخ تشييدها لسنوات طويلة، ويتواجد في المناطق الشعبية 



في غرفة المعيشة الخاصة بالبيت، كان عمر يجاس مع أشجان 



<<اشجان هي فتاة في أوائل الثلاثين من عمرها، تتميز بجسدها الممتلئ بعض الشيء وبشعرها الذي لا تدري ما هو لونه الأساسي من كثرة الصبغات التي تضعها عليه، فهي قريبه له من الدرجة الأولى فهي ابنه عمه والتي قد تزوجها منذ أسابيع قليلة، بعد انتهاء عدتها من زوجها السابق الذي كان يكبرها بأكثر من خمسة وعشرون عام ومُعروف في المنطقة بتجارته العجيبة والغامضة، فهو فالاساس تاجر ملابس ولكن خلف تلك التجارة التي تكن أمام الناس، الكثير من الأعمال الغير قانونية كتجارة المخدرات وغيرها، ولكنها لم تنجب منه، هي حُب عمر منذ الطفولة ولطالما أراد الحصول عليها ولكن سبقه الحظ بأن والدها قد باعها لزوجها السابق، نعم فزواج فتاة صغيرة فالسن حتي قبل ان تكمل عامها الثامن عشر برجل في عمر أبيها وبتلك السُمعة ما هو إلا بيع قبض ثمنه>>



كان عمر قد شعر بالسأم فمازال لم يكفيها ما فعله وتريد ايذاءها بابشع الطُرق كونها كانت تشعر بالغيرة منها 



- خلاص يا أشجان ما عملت لك اللي انتِ عايزاه ومروة سمعت كلامك، عماله بقا تلكي في أيه هو ده وقت رغي عن كريمة



ضحكت بطريقتها المتصنعة وتلك الضحكة العالية ثم أردفت قائلة بنبرة ساخرة 



-لا لسه اللي عايزاه متعملش يا نور عيني وأحمد ربنا اني كنت السبب في اني أصلح علاقتك باختك وامك  بعد جوازك من الولية دي، وانا قولت لمروة وهي عارفة هتعمل ايه لسه ...



- هتعمل ايه في ايه، أكتر من اللي عملته دي مثلت الدور مية مية 



قالها عمر بانزعاج وعدم فهم فما الذي تريده بعد، واهانتهما شقيقته فما الذي تريده، أردفت أشجان قائلة وهي تقترب منه قائلة بدلال 



- هخليهالك مفاجأة يا قلبي وبعدين مش عيب لما تكون جاي لمراتك اللي بقالك ايام متجوزها وهنقعد نقضي السهرة والليل كله في الكلام عن أم أربعة وأربعين دي، بدل ما تخش ليا بهدية كده 



- هي دي حاجة تفوتني جايب لك الهدية طبعا 



قالها قبل أن يخرج العلبة المتواجدة في الحقيبة التي كان يحملها، ويفتحها أمامها لتجد سلسلة ذهبية طويلة وغليظة بعض الشيء متواجدة في العلبة لتحتضنه علي الفور ..



_______________



<<في المنصورة>>



<<في بيت عائلة العربي>>



في غرفة تسنيم ومروان، كانت تسنيم تجلس علي الفراش بعدما صعدت منذ ساعة تقريبًا وأكثر مع رباب جلست معها قليلا ليتحدثوا في أي شيء ثم تركتها حينما وجدها تشعر بالنعاس



وذهبت الي الغرفة، كانت تجلس علي الفراش وبيدها تلك الأبرة وخيوط الصوف وتصنع فستان من اللون الوردي من الصوف للصغيرة <فاطمة> 



فهي ستعطيه لها تعبيرًا عن حبها لتلك الطفلة وليس هذا هو السبب الوحيد فهي تريد أن تشغل عقلها ووقتها بأي شيء فهي تعلم أن مروان سيصعد مهما جلس مع شقيقه وسيتكمل ما بدأه



فعقلها سيتوقف عن العمل بسبب مروان  او حتي عمها  ومن ناحية أخري والدتها، وحتي تفكر هل تسطيع بدأ العمل بمفردها أم لا



دخل مروان ليقاطع حبل أفكارها فيتوقف عقلها قليلا ويحاول قلبها إخماده فور رؤيته، فأردف قائلا بعد أن جلس علي الفراش ويري ما تفعله 



- بتعملي ايه ده .. الاسكارف بتاعي 



هتفت تسنيم بتلقائية وهي تضع الأشياء علي الكوميدنو المتواجد بجانبها 



- لا 



- شكرا ياستي لذوقك



تجاهلت تسنيم كلماته الساخرة، وأردفت قائلة بنبرة خافتة 



- طنط سلوي كان فرح ابنها امبارح 



- اه شوفت الصور علي Facebook  تقريبا 



قالها بعدم إكتراث فهو لم يفهم ما تريد قوله، فأردفت تسنيم قائلة بنبرة خافتة 



- وغالبا هترجع خلال يومين علي فكرة 



- عايزة تقولي ايه يا تسنيم لخصي



- لا عادي بقولك مش بقول حاجة 



- هيبان 



قالها وهو يرفع حاجبيها فلا يظن انها تريد قول ذلك فقط، فأردفت تسنيم قائلة بنبرة هادئة وقلقة ومترددة كعادتها 



- مروان هو ممكن أسألك هعلي حاجة 



- اكيد يعني اسالي علطول مفيش بينا وسيط، وبعدين يعني يلا اتحفيني د عايزة تقولي ايه 



قالها بعبث وهو ينتظر المفاجأة، فهو يعلم انها ستقول شيء أما لم يفكر به او ستجعله يفقد عقله، فأردفت تسنيم قائلة بنبرة مترددة 



- فين حاجة ملك اللي كانت في الدولاب البوم الصور



نظر لها بصمت دقيقة تقريبا بعد تفوهها بتلك الاستفهامات التي تشغل عقلها، فأردف مروان قائلا بحقيقة لا يمكنه إنكارها 



- مهما حاولت اتوقع انتِ هتقولي ايه 



- هتجاوب وله هتقعد تتريق عليا 



- هجاوب بس انتِ ليه بدوري في حاجتي 



هتفت تسنيم قائلة بنبرة ساخرة ومستنكرة



- كان في واحد بعيد عنك مجنون مكنتش لاقية حاجة اعملها بعد ما كسر تليفوني غير اني استكشف الاوضة والدولاب وأقعد ارتبهم تاني وأقعد امسح في الاوضة وأي حاجة علشان يومي يعدي..



هز رأسه في صمت، فأردفت تسنيم قائلة بإلحاح شديد



- ها هتجاوب عليا وله لا؟؟



- عايزاني اجاوبك بايه يعني 



- جاوب بالحقيقة او السبب اللي خلاك تعمل كده 



- علشانك 



قالها بنبرة هادئة فهي بارعة في إفساد أي لحظة، وجعلته يتذكر أشياء كثيرة، فهتفت قائلة باستغراب شديد



- علشاني انا ؟



أجاب عليها مروان قائلا بعد تنهيدة طويلة وهو يسرد قسم في حياته لا يحب الحديث عنه فهو عموما لا يحب الحديث عن أي موقف او فترة أو حتي لحظة قد تزعجه 



- ملك الله يرحمها ميته من سنتين وكام شهر، تعرفي بعد موتها قعدت لوحدي كام شهر في شقتنا قدمت استقالتي وقعدت من الشغل



 كنت قاعد مخنوق لدرجة متتخيلهاش أو حتي شوفتيني بالحالة دي، عارفة لما تبقي غيرتي كل حاجة في حياتك علشان حد وعملتي حاجات كتير سواء صح او غلط وتصحي من النوم تلاقي الشخص ده مش موجود معاكي، لا مش موجود في الدنيا أصلا، كان قضاء ربنا بس ده كان تفكيري



نظرت له بتركيز شديد وهي تنصت جيدًا له لا تدري هل تشفق عليه وتحزن علي حالته فهي لم تكن تظن انه من الممكن ان يكن باي حالة من حالات الحزن فهي تجد ان الضحك والمرح لا يليق إلا به 



كانت تشعر بالغيرة قليلا، استكمل مروان قائلا بعد أن ابتلع ريقه 



- كانت اسوء فترة في حياتي مكنتش عارف رأسي من رجلي الصبح زي بليل، الايام كلها زي بعضها 



 يوم حد يجي يطمن عليا ويمشي ويوم أحمد يجي يبات معايا وفترة ميقدرش يجي علشان بابا كان لسه تعبان ساعتها، لغايت  ما لقيت مكالمة تليفون اتغيرت حياتي بعدها



- مين ؟ اقصد مين اللي غير حياتك بمكالمة ده 



قالتها باستغراب شديد وفضول غريب، والتمس به شعورها بالغيرة، فأردف مروان قائلا بنبرة هادئة 



- أقرب صاحب ليا في الجامعة ولما خلصت هو رجع تاني إسكندرية بس كنا علي تليفونات يعني قالي انه عرف الخبر وجاي يعزيني



 ساعتها مهتمتش يعني هو مش اول واحد جاي يقولي البقاء لله، جه وبات معايا عشر ايام 



كل يوم كان بيعدي انا بتغير، خلاني اقوم اظبط شكلي وذقني وكل حاجة فيا وابدا اضحك وأحس باللي حواليا، خلاني انزل اتمشي هتسأليني ازاي في حد بعيد عنك لكام سنة ويجي في ظرف ايام يشيلك من اللي انتَ فيه معرفش عملها أزاي!!



تنهدت بعد انتهاءه من تلك الكلمات فرُبما هذا هو شعورها معه ولكنه يختلف قليلا فكان هو صديقه، وهو زوجها وشيء لا تجد له مسمي، فأردفت تسنيم قائلة  باستغراب



- بس كده؟



تنهد مروان أيضا ليستكمل حكايته لعله يستطيع أن يجعلها تفهم شيء 



- خال محمود شيخ في الازهر وكان عايش هنا، جه زارني يوم، انا منتظمتش في الصلاة الا بعد ما قعدت مع الراجل ده انا كنت بقطع يعني قبلها، وساعتها محمود عرض عليا نفتح مطعم ويكون شغل خاص بينا كون ان إسكندرية تعتبر سياحية تحديدًا في الصيف، شوفت فكرته مجنونة بس لما فكرت فيها لقيت انها أنسب حل وفعلا بعت الشقة علشان أقدر اشاركه 



وقررت أبدا صفحة جديدة بعد ما اطمنت علي بابا  



- وروحت إسكندرية علشان تنسي ملك ؟



قالتها بغيره لم تستطع إخفاءها رغم أنها لم تشعر بها يومًا تجاه ملك، فأردف مروان قائلا بتلقائية



- هو الواحد مش بينسي بتغير المحافظات لاننا نفس الشخص في كل الأماكن، لوكنت نسيتها دلوقتي ابقي عملت كده علشان انساها، اه حبيت اعيش وابني جو جديد لنفسي



ثم تنهد واستكمل حديثه وهو يحاول أن يفسر لها بشكل أوضح



- محدش يقدر يتجاهل ناس كانت في حياته لمجرد انهم ماتوا،  مش معني اني بكمل حياتي ابقي نسيتها



 انا مبعرفش احور، ولا علي نفسي ولا عليكي، انا كنت بحبها ومش ندمان علي أي لحظة عشتها معاها ومقدرش انكر أنها كانت في حياتي 



ولا هنسي أربع سنين من عمري بس في عمر جاي !!



عقدت ساعديها وهتفت وهي تعيد سؤالها، فتلك القصص لا تهمها



- برضو مجاوبتش علي سؤالي انتَ ليه شيلت حاجة ملك 



- قولتلك علشانك لما حسيت اني عايزك كان لازم احترمك واحترم مشاعرك اخدتهم وهحطهم في شنطة العربية يوم وأنا رايح الشغل وانتِ نايمة وقررت اسيبهم لغايت ما انزل القاهرة ولما غيبت كام يوم انا روحت وحطهم في بيت طنط سلوي بعد ما اخدت المفتاح من عند صاحبتها 



لا تدري هل ما فعله يُفرحها أو يحزنها فهي أصبحت غريبة، فأردفت تسنيم قائلة بنبرة ساخرة 



- سبحان الله اتجوزت واحدة واتجوزت التانية وكل واحد فيهم عاشت في بيت طنط سلوي رغم اننا منقربش لبعض ولا لينا علاقة ببعض



تحدث مروان قائلا باستغراب من علاقته بها فرُبما  علاقته بملك مرت بمراحل طبيعية، ولكن لا شيء يمشي في مساره الطبيعى مع تلك الفتاة 



- متخيلتش أي حاجة من اللي حصلت، ولما براجع انا عرفتك ازاي والدنيا مشيت ازاي مبعرفش 



ثم تنهد واستكمل حديثه حينما تذكر مكالمة والدتها



- ونكد بنكد وتغيير مواضيع بتغير مواضيع مامتك اتصلت بيا النهاردة وقلقانة عليكي علشان بقالها أيام بتكلمك من ساعة ما كسرت تليفونك تقريبا وانا طمنتها عليكي بس هي عايزة تبقي تكلمك...



- تمام انا هكلمها بكرا زمانها نامت 



قالتها بدهشة فهي تدهشها للمرة الثانية، هل هي بالفعل تشغل عقلها بها وتهمها، فأردف مروان قائلا بنبرة هادئة 



- انتِ حرة بس يعني بما اننا بقالنا كتير بنتكلم وفتحنا سيرة كل حاجة قديمة وجديدة؛ وسألتي وجاوبت فين ردك انتِ علي كلامنا الصبح ؟؟؟



نظرت له تسنيم بنظره متعبة وتشعر بالحيرة، فأردفت تسنيم قائلة وهي تعترف بما ينتابها وتلك الحقائق التي ترسخت في ذهنها لسنوات وهو يجعلها تنسي كل ذلك في لحظة واحدة



- مروان انا ضحكت من قلبي وانا معاك، حسيت بالأمان مبقتش أخاف من أي حاجة في الدنيا وأنا في حضنك، تحب اقولك ايه كمان ؟؟؟ 



انا معرفش اللي انا فيه ده اقدر اسميه حب وله تعلق بس  اللي اعرفه اني خايفة يكون حب مش خوف منك انتَ اكتر حد اطمنت اني معاه 



بس اللي كنت مقتنعه بيه أن الحب ضعف، وأن اكتر حد هتحبه وعارف نقط ضعفك هو اكتر حد هيوجعك..



تنهدت بعد ان سقطت دموعها ولم تستطع كبحها، وأردفت قائلة بنبرة خافتة 



- انا محتاجة وقت افكر فيه بعيد عنك و ... 



 قاطعها مروان قائلا بنبرة عاشقة، بها الكثير من المشاعر التي لا تكفيها الكلمات لوصفها أو حتي أن يُلبي بها نداء قلبه وجنونه بالاعتراف 



- يبقي مسمعتيش يعني ايه راجل بيحب، وانا بحبك يا تسنيم، بحبك بطريقة أغرب من كل حاجة مرينا بيها، واغرب من الطريقة اللي اتقابلنا بيها، بحبك معرفش ازاي، بس اللي اعرفه اني محبش اشوف دموعك كفيلة أنها تخليني أحرق أي حاجة في الدنيا 



___________



اعتراف بدون سابق إنذار هو لم يكن يظن أنه سيقولها بتلك الطريقة وفي ذلك الوقت!!



كيف تجد الحب ضعف وهو سندها، كيف تجده ضعف كونه كاشف لسرها وحياتها وماضيها، فهو لا يفكر في تلك الاشياء ولم يُحب تسنيم التي رأها منذ سنوات، هو أحب تسنيم التي أصبحت أمامه الان في فترة قصيرة تكون بينهما رابط عجيب، لا يهمه شيء سواها فماذا سيفعل بحياتها، فهل يهم؟ 



فلتبني حياة جديدة يكن هو حجرة أساسها وأولي معارفها؛ تجلس في أحضانه؛ فبعد اعترافه لم يكن هناك داعي لتبقي بعيدة أكثر من ذلك ألقت نفسها في أحضانه تريد شخص تبوح له بما تشعر به تجاهه ولكن للاسف لا تجد  سوي احتضانه لها وكأنها تبوح بالكثير من الحب والحيرة والتخبط، الأمل والخوف اشياء كثيرة مبعثرة لا تستطع التعبير عنها ولا حتي قولها 



لمس قلبها اعترافه المفاجي



كان يأخذها في أحضانه وكانت توقفت عن البكاء منذ دقائق، فأردفت قائلة  حينما شعرت باصابعه التي تعبث في فروة رأسها 



- انتَ بتعمل ايه 



- اقعدي ساكته يا تسنيم في بلاوي في شعرك، ده عندك واحدة قاعدة بتذاكر لعيالها وحاطة الاكل عليه علي النار



- ظريف ما شاء الله، انا مفيش حاجة في شعري من زمان وبعدين متلعبش في شعري علشان هنام كده 



قالتها وهي ترفع رأسها لتنظر له، فأردف مروان قائلا بنبرة هادئة وهو يقبل رأسها، ثم اتبعها بقبله علي وجنتيها



- أحسن نامي النوم بيريح يا تسنيم



لم تستوعب ما يفعله ليستكمل وضع قبلاته الصغيرة والمتناثرة علي وجهها فأردف مروان قائلا 



- خلاص متعيطيش يا تسنيم 



أردفت تسنيم قائلة  باستغراب فهي قد توقفت عن البكاء منذ زمن 



- مبعيطش علي فكرة، سكت من بدري



أردف مروان قائلا بنبرة مرحة وهو يقبل ارنبه انفها، بطريقة سحرتها بالفعل



 - لا عيطي العياط حلو 



- هو انتَ بتعمل ايه



- انا بحاول اهديكي هكون  بعمل أيه حرام عليكي اتقي الله



- طب ما انا هادية اهو 



- لا  مش باين عليكي 



- انتَ بتستغل الموقف يعني



- ابقي معنديش دم لو مستغلتهوش بصراحة ده يبقي عيب عليا، قولتلك الرجالة ملهمش امان يا تسنيم وانتِ  مبتاخدنيش علي محمل الجد 



- عيب عليك ده انا لسه بقول بحس بالامان معاك متخلنيش ارجع في كلامي 



قالتها بنبرة  مرحة وقلبها علي وشك الخروج تاركًا جسدها من كثرة خفقاته، فأردف مروان بنبرة  جادة



- هي الساعة كام دلوقتي علي تليفونك؟



أمسكت تسنيم هاتفها وفتحته لتنظر علي الساعة؛ وأردفت قائلة بنبرة هادئة 



- اتنين الا عشرة 



- بالظبط



أجابت عليه قائلة باستغراب شديد 



- بالظبط ليه ؟



- ٦٠ ثانية .. دقيقة بالظبط



كانت تشعر بالاستغراب وعلي وشك أن تتحدث مرة أخري لتجده قد اقترب من شفتيها مُقبلا أياها بهدوء وتمعن عجيب، ابتلعت لسانها وتوقف عقلها وكأن جسدها بأكمله قد فقدت أعضاءه وظيفتها عدا قلبها فكانت تشعر بدقات قلبها وقلبه، تمعن في تقبيلها ببطء شديد، لم تبادله ليس لدهشتها أو خجلها ولكنها تجهل أن تجاريه في جنونه وتخشي الغرق معه



ابتعد عن شفتيها ساندًا بجبهته علي جبهتها كانت مُغلقة عيناها، لا تدري هل عليها أن تدفعه بعيدا والهرب!!



أو أنه يجب أن تفقد وعيها للأبد!! 



- دقني شوكتك 



قالها بمرح مانعًا نفسه من الاقتراب والتعمق معها أكثر فمازال يشعر بترددها ولا يريد أن يجعلها تسلم نفسها في لحظة هي مازالت لا تتيقن منها ولأنه يريدها لحظة مميزة، يعلم انها عاشقة له ولكن هناك بعض الحواجز النفسية التي يجب عليه ازالتها ولكن ما الضرر بأن يتذوق شفتيها 



نظر علي الساعة؛ ثم أردف قائلا



- علي فكرة كانت دقيقة بالظبط لا اكتر ولا اقل



كانت صامته مغلقة عيناها تمامًا وتجبر نفسها علي ذلك، فأردف مروان قائلا بنبرة ماكرة وهو يبعد جبهته عنها ويراها بشكل أوضح 



- تسنيم !!



متقلقنيش عليكي أومال 



دفنت رأسها في صدره حينما أيقنت وشعرت بالهواء التي لفح بشرتها فور ابتعاده، فأردفت تسنيم قائلة بنبرة هامسة وخافته



- أنا محتاجة دكتور تخاطب 



- تخاطب !!



علشان بوسة، لا ده ربنا يسترها فعلا 



- تصبح علي خير يا مروان واسكت كلمة كمان ....



- لا وانتِ من أهل الخير علي أيه تقفلي الدنيا الخرس للي زيك في اللحظات دي عدل 





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close