اخر الروايات

رواية عشق خالي من الدسم الفصل السابع عشر 17 بقلم فاطمة سلطان

رواية عشق خالي من الدسم الفصل السابع عشر 17 بقلم فاطمة سلطان

اذكروا الله 



_____________



سنة_مهجورة 



دُعاء المُسلم لاخوانه المُسلمين في ظهر الغيب؛ أي في غيابهم، وهو من السُنن الحسنة الواردة عن الأنبياء والصالحين؛ لأنّ ذلك من محبتهم، وابتغاء الخير لهم، والإخلاص فيه سبب من أسباب دُعاء الملائكة للشخص الداعيّ، ويؤكّد ذلك قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (ما مِن عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بظَهْرِ الغَيْبِ، إلَّا قالَ المَلَكُ: وَلَكَ بمِثْلٍ).

__________



اتنشن يا بنوتات



وأسفة لو دايما بخاطب صيغة المؤنث بس أغلبكم بنات عدا فئة بسيطة😂💔







عليك أن تعيشها كلحظة مهددة، أن تعي أن اللذة نهب، والفرح نهب، والحب .. وكل الأشياء الجميلة، لا يمكن أن تكون إلا مسروقة من الحياة، أو من الآخرين .. فالمرء لا يبلغ المتعة إلا سارقاً في أنتظار أن يأتي الموت ويجرده من كل ما سطا عليه.



أحلام_مستغانمي

__________



<<في المنصورة>>



<<بيت عائلة العربي>>



تحديًدا غرفة مروان وتسنيم 



رنين هاتف مزعج!! 



تقلبت تسنيم في نومتها بانزعاج شديد، فمنذ دقائق يرن هاتفها ولا تجبب، لتنهض بانزعاج شديد بسبب إصرار المتصل علي الرنين وحينما اعتدلت كان المتصل قد تراجع علي الأغلب، فتحت هاتفها وكانت علي وشك محادثة رباب بسبب رنينها 



ولكن انتظرت أن تفيق، فكانت ليلة جميلة، هل كانت حلم؟؟




نامت بأحضانه الدافئة وذلك الأمان والاحتواء والانتماء، شعرت حتي بدقات قلبه وقلبها العالية إن كانت صادرة بسبب إعترافه أو حتي بسبب قُبلته أو بأي شيء صدر منه



نظرت وأستوعبت أن الساعة تقترب من الثانية عشر ظهرًا فقد ذهب مروان للعمل منذ ساعات كثيرة أثناء نومها وهي لم تشعر به  كعادتها 




استعادت وعيها واستيقظت بالكامل وكادت أن تتصل برباب، لتجدها قد سبقتها وتتصل للمرة الرابعة، فأجابت تسنيم قائلة بنبرة قلقة



- ألو يا رباب 

- ............. 



- أيوة في البيت يعني هروح فين



- ............ 



- خلاص عقبال ما تيجي هكون فوقت، في حاجة طيب حصلت ؟؟؟؟ 



- ............ 



- خلاص هستناكي وأكون صليت الظهر 



أغلقت تسنيم المكالمة معها، لتنهض بكسل وبطء شديد، متوجهه ناحية المرحاض غسلت وجهها ثم خرجت من المرحاض وأخذت المنشفة لتجفف وجهها، وجلست علي طرف الفراش تتذكر ما حدث ليلة أمس



لا تدري ما الذي حدث وأنقلبت الموازيين فلتعترف أنها توقعت أي فعل يصدر ليلة أمس من مروان حتي ولو كانت قبلة، لكن ام تتوقع أن يعترف بحبه، قالها بنبرة صريحة فمازالت كلماته تتردد في أذنيها 




{ يبقي مسمعتيش يعني ايه راجل بيحب، وانا بحبك يا تسنيم، بحبك بطريقة أغرب من كل حاجة مرينا بيها، واغرب من الطريقة اللي اتقابلنا بيها، بحبك معرفش ازاي، بس اللي اعرفه اني محبش اشوف دموعك كفيلة أنها تخليني أحرق أي حاجة في الدنيا } 



فلو نست أسمها وأصلها لا تعتقد أنها ستنسي تلك الكلمات، حاولت أن تكن صريحة لم يكن مروان أول شخص قد قالها لها، فحتي أن شريف نفسه تفوه بها، ولم تهتز منها حتي شعره ولم تشعر بشيء حتي وحاولت إخفاءه، لم يؤثر بها أبدا، فهناك أشياء تتحرك بداخلها مع مروان، لا تستطيع أن تصمت قلبها ومشاعره وتصدق عقلها الذي يحاول أن يقنعها كونها انثي تتأثر بالكلمات الاولي التي تعبث بمشاعرها لكانت تأثرت بشريف ..




هي ليست مراهقة عبث بمشاعرها شاب، بل هي فتاة تدرك ما هو الانتماء والمشاعر لأول مرة.



مازالت لا تستوعب أنه بالفعل قبلها، قُبلتهما الأولى شعور غريب دب في أوصالها لا تستطيع الخروج من تلك الدوامة حتي الآن 



لمست شفتيها ببطئ شديد، فمازالت تحت تأثير احتضان شفتيها من قبل شفتيه ستون ثانية كانت كفيلة للعبث بقلبها كيفما يشاء، لا تدري كيف ستنظر له مرة أخري كونها استسلمت له، وما يزعجها كونها لم تعيقه إلا أن توقف هو بمفرده



ما يزعجها فكرة أنها مستسلمة ولا تكذب علي نفسها فلو كان تمادي لم تكن تعيقه!! 



فيا للعجب من كونه شيء يُخيفها، ولكن تريد تكراره مشاعر عجيبة وقلب لا يتوقف عن الخفقان فعلي ما يبدو قد سقطت في بئر عميق لا تستطيع الخروج منه حتي الآن! 



قبل أن تقابله ويأتي محسن، كانت تضع في اعتقادها أنها ستطلق منه بسهولة وحتي أنها سيكون لها حياة جديدة لا تحمل أي أثار لحياتها الماضية



وستقابل شخصًا مناسبًا وستشعر بالارتياح معه ووقتها تتزوج به، وتخبره وقتها بشيء بسيط عن زواجها الأول 



فكانت لا تضع في حساباتها لا يتواجد به أي مصطلح من مصطلحات العشق والهوي! 



كانت تسأل نفسها 



كيف لرجل لا يستغلها كونه زوجها وهي يين يديه، هي أحمق من أن تستوعب معني كلمة رجل!! 



فهي نشأت في بيئة وعائلة تفتقر ذكورها معني الرجولة فحتي عمها تقبل اهانتها، وأهل والدتها منهم من لم يهتم ومنهم من عاتبها أنها تقف في طريق سعادة والدتها 



مؤلم أن عمها لم يصدق كلماتها، نعم تعلم أنها لم تكن تمتلك تلك الجراءة علي توصيل المفهوم الصحيح أو حتي أن تشرح لهم ما يحدث معها 



لم يصدقها عمها والجميع، ولكن {عم سعد} هو الشخص الذي لا تربطه بها أي صلة قرابة ومع ذلك صدقها، فمازالت تتذكر كلماته عندما حاول اقناعها بالزواج من مروان بعد رفضها للمرة الأولي .



وحاول معها مرة أخري 



<<فلاش باك>>



كانت كعادتها أتت بعد انتهاء درسها، فأردفت تسنيم قائلة بنبرة حانقة حينما تحدث في ذلك الموضوع مرة أخري 



- لو سمحت يا عم سعد، ياريت منتكلمش في الموضوع ده تاني مش معني اني بحترمك زي والدي أنك تقبل عليا حاجة زي دي



تنهد عم سعد وأردف قائلا بنبرة هادئة 



- انا هقولك كلمتين يا بنتي اسمعيهم وفكري مع نفسك 



- اتفضل يا عم سعد 



قالتها بعد تنهيدة طويلة وهي تشعر باليأس الشديد والغضب مما وضعها القدر به أن تكن سلعة في يد شاب وأن تتزوج بتلك الطريقة، فأردف عم سعد قائلا بنبرة جادة 



- انتِ مش صغيرة يا تسنيم وهتفهمي كلامي كويس، عمك زي قلته واخوات امك وعيلتها كلهم مدينها الحق، انا مهما عملت انا وغيري مش هنحميكي وانتِ في البيت، انا معاكي أنك صغيرة وزوجة تانية و ..



قاطعته تسنيم قائلة بانزعاج شديد 



- ده أساسا راجل معندوش دم علشان يفكر يتجوز علي مراته وبعدين انا مش موافقة ايه اللي يخليني أوافق علي كده ..



هتق سعد قائلا بنبرة حاسمة مقاطعًا أياها



- مش جواز طبيعي هيكون قدام الناس بس، تسنيم الراجل ده ممكن يضيع مستقبلك وتعيشي العمر كله متعرفيش تشوفي حياتك وانتِ فاهمة قصدي



جوازة تمثلية قدام الناس تنجدك وتكملي تعليمك ومهما كانت العواقب اللي هتقابليها من جوازك مش هتبقي أكتر من اللي هتشوفيه لو فضلتي في البيت ده



ثم تنهد واستكمل حديثه وقلبه يعتصر ألمًا يعرف أن كلماته جريئة وحادة علي فتاة في عمرها، ولكن لا يستطيع النوم كلما يتذكر كلماتها وحديثها بأنه يحاول لمسها أكثر من مرة 



- مرة خابت معاه مرة تانية هتصيب، وأمك مهما قولتي مش هتصدق اذا كان سابته يضربك ولما نزلتي ضربتك في وسط الشارع .. 



<<باك>> 



- الله يرحمك يا عم سعد، الله يرحمك ويغفرك وتكون في الجنة، عمري ما هنسي تفكيرك فيا في حياتك وفي مماتك 



تنهدت ثم قرأت له الفاتحة ودعت له بالمغفرة وأن يرزقه الله بالجنة، فكان خير من ألف قريب 



أمسكت هاتفها لتكتب رقم والدتها، وأخذت تتصل بها حينما تذكرت حديث مروان، وها أخيرًا أجابت والدتها عليها 



- الو مين 



- انا تسنيم 



- تسنيم عاملة ايه يا بنتي وحشاني أوي أنتِ كويسة يا حبيبتي؟؟ 



- اه كويسة في أيه 



- قلقت عليكي لما كان تليفونك مقفول 



- التليفون كان باظ، وبعدين انتِ جبتي رقم مروان منين؟؟ 



- عمر الله يباركله هو اللي جابه لما شافني قلقانة عليكي



قالتها كريمة بنبرة اشعلت غضب تسنيم، فمازالت تُحدثها عن حب بل تدعي له أيضا، تريد ان تلعن نفسها كونها اشتاقت لها، فأردفت تسنيم قائلة بنبرة غاضبة 



-  متجبيش سيرته قدامي لو لسه عايزة تسمعي صوتي، وياريت ميكنش جوزك له أهداف تانية من مروان وأياكم حد يحاول يستغلني تاني أو يقلل مني قدام حد



- الله بقاا يعني بقولك جابلي الرقم علشان اطمن عليكي برضو تفكيرك رايح شمال 



- انا كويسة واديكي اطمنتي وده رقمي سجليه، مع السلامة 



أغلقت تسنيم معها بغضب شديد قبل أن تسمع حديثها، فمازالت تتحدث بلا خجل منها لا تشعر بشيء من الذنب حتي فما يهم اشتياقها ؟؟ 



ماذا ستفعل باشتياقها كونها لسنوات تشعر أنها مجرد سلعة، ماذا ستفعل باشتياقها هل سيذهب من عقلها لمسات ذلك القذر لها!! 



أم خوفها من مروان بسببه، فلا تنكر أنها كانت تخشي مروان بشكل عجيب ومُخيف في البداية وتشعر بالرهبة دائما تجاهه وحتي تجاه أي رجل من الممكن أن تتعامل معه في نطاق الدراسة او العمل أو الشارع بسببه



افسدت سعادتها، فهي إن كانت تعلم أو لا تعلم تستطيع إفساد مزاجها بسهولة 



نهضت لتأخذ حمامها وتتوضأ وتصلي الظهر قبل أن تأتي رباب التي أصابتها بالقلق هي الآخري. 

___________



<<في القاهرة>> 



تحديدًا في العمارة التي تقطن بها كريمة، كانت قد علي وشك الهبوط بعد مكالمتها لتسنيم لشراء بعض الاحتياجات، وكانت تصعد ام اسماء علي الدرج، حينما وجدتها كريمة تتجاهلها كعادتها في الفترة الماضية أردفت قائلة بنبرة مُرتفعة وهي تعاتبها ولتتوقف لها 



- جرا ايه يا ام اسماء معدية يهود مفيش السلام عليكم، ده احنا كلنا في طبق واحد وفي عشرة ده السلام لله



ذمت أم أسماء شفتيها بضيق، وأردفت قائلة ببرود بعد أن وضعت الأكياس علي الدرج 



- وعليكم السلام يا أم تسنيم 



-  هو انا قتلت ليكي قتيل علشان متعبرنيش في الرايحة والجاية ولما أقابلك في السوق تودي وشك الناحية التانية وحتي سلام ربنا مبقناش بنشوفه منك  



قالتها كريمة بسخرية وعتاب شديد وهي تعقد ساعديها، فأردفت أم اسماء بسخرية وغيظ وكعادتها بصراحة مُطلقة 



- أنا مبعرفش أنافق يا كريمة ياختي، واللي هيكمل معاكي لغايت دلوقتي  يبقي منافق 



- جرا ايه انتِ بتقولي ايه يا ولية .... 



قاطعتها أم اسماء بنبرة هادئة وباردة ولكنها جريئة 



- قبل ما تغلطي متنسيش مين اللي قدامك ووقفت جنبك قد ايه بعد موت ابو تسنيم مش معايرة ولا ده شيء بذكره أنه جميل، ده واجب، بس ياختي عيزاكي تعرفي أيه اللي خلانا نبعد، انتِ بعتي بنتك وبعدها فضلتي تبيعي في ناس وتشتري المحروس 



هتفت كريمة بحنق شديد وغضب بسبب كلماتها 



- لا واضح اني علشان باقية علي العشرة هتسوقي فيها انا غلطانة ده انا بنت ... 



قاطعتها أم اسماء بنبرة حانقة وحادة كالرصاص



- أي حد بيفهم مش هيكلم واحدة مشيت ورا الحشاش جوزها وفضحت صاحبتها وخلتها تطلق بسبب كلام جوزها، صاحبت عمرك يا بجحة ده حتي لو الموضوع بجد كنتي سترتيها 



ثم حملت الأكياس لتبدأ الصعود علي الدرج قائلة بجدية شديدة



- ملناش كلام معاكي ليوم الدين عيشي لوحدك، حتي بنتك سبتيها هو انا هعاتبك علي صاحبتك ده انا متخلفة، ومعلش ياختي الحقيقة بتوجع حبتين 



صعدت أم أسماء ليختفي أثارها تدريجيًا من أمام كريمة التي تشعر بأنها علي وشك فقدان وعيها مما تفوهت به تلك المرأة فهي تفوهت بأشياء لم تجرأ أن تحدث نفسها بها ...



__________



<<في بيت أشجان>> 



كانت مروة تجلس معها بعد أن أخبرتها اشجان بأن شقيقها {عمر} قد ذهب وهي الآن بمفردها 



{مروة : شقيقة عمر في التاسعة والثلاثون من عمرها ممتلئة بعض الشيء تمتلك بشرة قمحية وأعين عسلية  متزوجة منذ عشرون عام تقريبا ولديها ثلاث فتيات }



فأردفت أشجان قائلة وهي تنفس دخانها الخارج من فمها بسبب تلك الارجيلة، وكانت قد انتهت سرد ما تخطط له



- فهمتي يا مروة ياختي هتعملي أيه 



- فهمت يا أشجان بس عمر متفقش معايا علي كده



سخرت أشجان منها ومن حماقتها وضحكت بسخرية شديدة ثم أردفت قائلة بحنق



- جرا أيه يا مروة هو انا قاعدة مع الأخت المثالية، ما احنا دفنينه سوا، هو الفلوس اللي خدها عمر كانت بتاعتك يا عين أمك كانت بتاعتي وأنا مشيتها أنها بتاعتك



وروحتي اختارتي خمس غوايش علي حسابي ليه علشان انا بوزع فلوس وله علشان تعملي اللي علي كيفي مش كيف عمر 



تنحنحت مروة بقلقٍ، ثم أردفت قائلة بنبرة أكثر هدوء حتي لا تخسرها 



- ياه عليكي يا أشجان الواحد ميعرفش يتكلم معاكي، انا بس شايفة اللي بتقولي عليه كتير وصعب، افرضي عمر اتخانق معايا 



- عمر مش هيعرف يتخانق معاكي، وبعدين خلاص عمر حبيبي همسكه الشغل ومالي اللي ورثته، ومش هيكون في القاهرة هنا أصلا، وبعدين لو اتخانق معاكي يومين وخلاص اتحمليهم يا عنيا



قالتها أشجان بلا مبالاة ونبرة أخافت مروة، فنظرت لها  باستغراب وقلق، فأردفت أشجان بغضب



- جرا ايه يا مروة انتِ جاية تبحلقي فيا، تعملي اللي قولتلك عليه 



- انتِ كارهه كريمة أوي كده ليه؟ 



- علشان كانت وخداه مني وهدفعها التمن، محدش يتمتع بحاجة أنا كيفي فيها مهما حصل 



نظرت لها مروة بقلق فهي أصبحت تخشاها بالفعل، فهي لا تفهم هل هي تحب عمر أم لا؟ 



ولكنها أصبحت امراة تخشي التعامل معها، ولكن ماذا تفعل فهي تصرف علي بيتها وأيضا أتت بجهاز أبنتها الأولي؛ بل قامت بشراء الكثير من الحُلي من أجلها وأجل بناتها، فلا يمكن خسارتها بسهولة مهما كلفها الأمر.



_________ 



<< في المنصورة >>



تحديدًا غرفة تسنيم ومروان 



دخلت رباب وهي تحمل صندوق في يدها، وكانت تسنيم تجلس علي احدي المقاعد المتواجدة في الغرفة، بعد أن رتبت الفراش والغرفة، فأردفت رباب قائلة بمرح شديد 



- بيقولك مرة قمر، اخويا متجوز قمر 



ابتسمت تسنيم كعادتها علي مرح رباب ثم أردفت  قائلة بنبرة هادئة حينما جلست بجانبها رباب واضعة ذلك الصندوق خلف حقيبة ظهرها الكبيرة المُخصصة للكلية نظرًا لما تحمله من أدوات 



- جاية رايقة واضح أن محدش من الدكاترة طلب منكم حاجة النهاردة، أومال منشفة ريقي ليه وخلتيني أقلق



- أبدا متقلقيش يا سوما 



رفعت تسنيم حاجبيها قائلة بنبرة ساخرة 



- سوما؟؟ 



- اه انا هدلعك بعد كده 



- طيب ياستي كنتي عيزاني في أيه 



قالتها تسنيم بعد أن بادلتها الابتسامة، فهتفت رباب قائلة بحماس شديد حاولت تصنعه



- مش انا عيد ميلادي بعد يومين 



- كل سنة وانتِ طيبة يا رباب، بس أكيد يعني متصلتيش بيا أربع مرات علشان تقوليلي استنيني علشان أعرف ميعاد عيد ميلادك 



قالتها تسنيم باستغراب شديد فهي تبدو في حالة عجيبة أكثر من حالتها الغير مفهومة ومرحها في العادة، فهتفت رباب قائلة بنبرة حاولت جعلها جادة بعض الشيء 



- قوليلي بصراحة بتحبيني أنا اكتر وله مروان؟؟



نظرت لها تسنيم بدهشة من سؤالها المفاجئ تدري أنها تقوله من باب المرح ولكن لم تستطيع التفوه بشيء فأستكملت رباب حديثها 



- خلاص متفكريش، انا عارفة كويس أنك بتحبي مروان أكتر بس حبيت ادي لنفسي امل 



- رباب مالك يا حبيبتي انتِ مش طبيعية، هو صحيح انتِ في عادتك بتبقي مجنونة بس حاسة أنك زايدة النهاردة سيكا 



قالتها تسنيم بنبرة هادئة وابتسامة ماكرة بعض الشيء فهناك شيء رباب تريد قوله 



- تسنيم انا واقعة في عرضك وفي طولك وفي قفاكي وفي أي حاجة 



- في أيه؟؟؟ 



أبعدت رباب الحقيبة لتمسك الصندوق الخاص بالقطط، وتظهر لها القطة المتواجدة في الصندوق، قطة شيرازي لونها أبيض وتمتلك أعين زرقاء 



- أيه ده 



قالتها تسنيم بفزع وصراخ فهي لا تحب القطط كثيرًا، فأردفت رباب قائلة بقلق 



- ابوس ايدك اهمدي انا لما صدقت أن ماما عند خالتو وبابا في المكتب، بتصوتي علي أيه 



- انتِ جايبة القطة دي ليه 



- مش انا اللي جيباها 



- اومال مين 



تركت رباب الصندوق علي الارض وأردفت قائلة بنبرة خافتة 



- جاتلي هدية ومينفعش أرجعها 



- جاتلك هدية انا مالي بيها 



قالتها بانزعاج شديد؛ فأردفت رباب قائلة بنبرة ساخرة 



- مهوا هي هتفضل معاكي انتِ 



- ايه خلفتها ونسيتها ايه اللي تفضل معايا ما تتكلمي عدل يا رباب 



- تسنيم كارمن باعتني وقالتلي مش هتاخد حاجة ولا هتخليها في أوضتها... 



قاطعتها تسنيم قائلة بنبرة حانقة وعدم فهم



- هي جاتلك انتِ عايزة تسبيها مع حد ليه أصلا



- بابا بيكره القطط والكلاب من زمان مبيحبش تربيتهم أو يدخلوا البيت ولو شافها هيمسخرني 



- علي أساس أني هبلعها يعني لما أخليها معايا ؟؟؟



قالتها تسنيم بسخرية، فهتفت رباب قائلة بتوضيح



- بابا بيدخل اوضتي علي الفجر يشوفني صاحية وكده علشان أصلي الفجر وممكن يدخل أوضتي أي وقت 



وانتِ الوحيدة اللي محدش من البيت بيجي ناحية اوضتك وكمان سهل أوي تفضل هنا محدش هيشوفها



- اه فعلا سهل 



قالتها تسنيم بنفس تلك النبرة الساخرة فأردفت رباب قائلة 



- شوفتي 



- انتِ هبلة صح ؟؟؟؟؟!!!



قالتها تسنيم بسخرية شديدة ثم استكملت حديثها قائلة 



- يعني باباكي مش موافق علي وجودها من زمان وانتِ بنته، وعلاقتي بيه انا زي الفل علشان اقوله معلش يا أونكل محسن انا هجيب قطة في بيتك وهعمل الحاجة اللي مش بتحبها 



- مهوا لو في أوضتك مش هيشوفها هو مين بيدخل يعني



أردفت تسنيم قائلة بنبرة ساخرة فهي تناست شقيقها علي الأغلب 



- هو فعلا محدش بيخش اوضتي بس انتِ نسيتي حاجة مهمة ..  أن اخوكي معايا في الاوضة، يعني هو موافقك علي القطة دي ؟؟ 



- لا مهوا انا مش هقوله أنها بتاعتي 



- يا سلام !!! 



اومال هي بتاعت مين 



- تسنيم لو موقفتيش جنبي أنا هكون اخت جوزك الحرباية وربنا يكفيكي شر الهبلة اللي مش عارفة تبقي حرباية أساسا



قالتها رباب بمرح شديد رغم أنها تشعر بالقلق والخجل، ثم استكملت بنبرة قلقة 



- مروان لو عرف مش هيسكت وهيفضل يسألني مين اللي جابها ليا



- مش قولتي هدية من واحدة صاحبتي عادي قوليله



- لا مش من صاحبتي، منه لله اللي كان السبب من اخو صاحبتي الله يجحمهم هما الاتنين، فتخيلي بقا هروح أقول لبابا انا جايلي قطة يا بابا وهقوله كمان أن واحد جايبهالي ده يسخطني انا قطة فيها 



ضحكت تسنيم رغم صعوبة الموقف ثم أردفت قائلة بخبث 



- اخو صاحبتك؟؟؟ جايبلك هدية بمناسبة عيد ميلادك ده الموضوع كبير، لا وكمان جايبلك قطة بصراحة يا زين ما جاب .. 



- انا هحكيلك من قبل ما تسألي بس اتصرفي في القطة دي مروان لو قولتله هكون باين عليا أني كدابة وانا هبلة أقسم بالله وبتقفش بسرعة وهعترف من قبل ما يسلم عليا 



ثم أستكملت حديثها بمرح وقلق فلاول مرة تقبل هدية من شاب تعلم نيته تجاهها أن يتقدم لها بعد انتهاء خدمته العسكرية، وينتظره العمل في مكتب والده فهو خريج من كلية الحقوق ويعرف عائلتها ولا تتحدث معه كثيرا حتي ان الهدية من أتت بها شقيقته، ولا تستطيع التصرف 



- بس ديتها يقولي انا اخوكي الكبير وياخدني بالحضن ويثبتني انه فاهمني وخايف علي مصلحتي ويقولي احكيلي وانا هبلة وهحكي وبعدها عينك ما تشوف الا النور 



- لا هو بيعرف يثبت انا أشهد بكده 



قالتها بسخرية وتأكيد، ثم أستكملت تسنيم حديثها بغضب 



- وبعدين يعني هو انا اللي كدابة مثلا؟؟، وبعدين هقوله مين جايبها ليا وبمناسبة أيه ؟ 



- واحدة صاحبتك 



- اه فعلا انا اول ما أقول لمروان واحدة صاحبتي اللي محدش يعرفني هنا، ولا يعرف عنواني، فهيسكت علطول ومش هيقولي حاجة 



قالتها تسنيم بسخرية شديدة من حماقة رباب التي فاقتها، فأردفت رباب قائلة بنبرة خافتة 



-  أتصرفي يعني يرضيكي شابة زيي ممكن اكون زويل في المستقبل أروح علشان قطة 



- أعرف التفاصيل، وبعدين أقرر هعمل أيه واضحي بنفسي علشانك، نشوف يستاهل أني أكدب وله لا ...



_________



<<في المساء>>



<<في بيت عائلة العربي>>



كانت تسنيم ورباب قد أعدوا طعام الغداء بمفردهم، فزينب كان لديها حالة وفاة اليوم ومريم سوف تقضي هذه الليلة مع شقيقتها الكبري نظرًا لغياب ابن شقيقتها لظروف خاصة بالعمل، أما كارمن قد ذهبت إلي أحدي اقاربهم وستتناول الغداء هناك فهي تريد أن تقضي وقت مع الجميع فلا تعلم متي ستسنح لها الفرصة بالمجيء مرة أخري



كان مروان يقف بسيارته أمام المنزل فذهب لشراء بعض الاحتياجات الخاصة به فمازالت هناك العديد من الاشياء المتعلقة به أن كانت ملابس أو بعض الأغراض متواجدة في الإسكندرية فلا يعرف ماذا سيفعل



فرُبما بدأت هنادي باستيعاد عافتيها وسيكون أحمد خلال فترة قليلة مستعدًا للعودة بانتظام في العمل، فلو  وافقت تسنيم علي أن تكمل تلك الزيجة هل ستذهب مع الي الإسكندرية؟؟؟



وستوافق علي ذلك وحتي لو وافقت هو لا يمتلك سكن خاص به!!



أصابته تلك الحمقاء بعدوي التفكير علي الأغلب!



هبط من السيارة ليجد رباب تفتح باب المنزل ومن خلفها تسنيم 



فأردف مروان قائلا بمجرد أن شاهد هذا المنظر، وهو يراجع نفسه هل أصبح سفير أم وزير ليقفوا لاستقباله أم أن هناك شيء لا يعلمه 



- أيه هو وزير الشباب والرياضة جاي البيت وله ايه، أكيد مش واقفين تستقبلوني 



أردف رباب قائلة بمرح 



- مستنيك أنتَ كل حاجة حلوة في حياتنا يا أبيه مروان 



قالتها وذهبت علي الفور حينما سمعت نداء والدها فأردف مروان قائلا باستغراب شديد



- هو الواحد بيخرج يروح الشغل بيرجع يلاقي نفسه في بيت تاني، فين أختي، انا ابيه 



- مروان



قالتها بنفس تلك النبرة التي أجادت استعمالها هذة المرة وحتي أنها كانت تقصدها 



- لا لا متقوليش فقدتي الذاكرة؟ 



معتوهة بالفعل فكيف تقف وتنتظره فكان سيظن أنها ستحاول الهروب منه بسبب طريقة تفكيرها العجيبة، فعلي ما يبدو مهما فعل وقرأ سيظل جاهل في معشر النساء 



- لا مش وقتك، باباك قاعد علي السفرة وهيأكل الأكل اللي انا عملاه انا ورباب مش عارفة بقا الوضع هيكون أيه، طنط زينب بنتها كانت تعبانة ومعرفتش تيجي ومامتك هتبات عند خالتك 



- طب أعمل أيه انا اتصل بالاسعاف يعني في أي إصابات؟؟ 



قالها بمرح فمازال يفهم ما الذي تريده أن تفعله، فأردفت تسنيم قائلة بنبرة ساخرة 



- ممكن تدخل تغسل أيدك وتأكل وتشكر فيا وللعلم انا معملتش أكل ليك كله بالزيت والحاجات اللي جوا يعني، بعدين باباك هيعمل فيا ايه ده بيعيب علي اكل مراته اللي بقالها اكتر من ربع قرن مراته



- البقاء لله في جبهتك اللي هيطيرها



ثم أستكمل حديثه قائلا 



- انا مش هعرف أكل حتي لو حلوين؛ أكلي خالي من الدسم ومن الدهون بقالي سنين كده يا ماما 



قاطعته تسنيم قائلة بنبرة حانقة وهي تحذره وتوجه سبابتها له



- ولا خالي من الدسم ولا انته خفيف ولا مشكلتك مع الدهون دي هتفرق معايا، سؤال بسيط انتَ رافض تأكل أكلي؟؟؟ 



- أه ايه المشكلة 



- انتَ عارف لو مكلتش وقولت أني انا ورباب أكلنا حلو، هخش أقول لأبوك أن انتَ عايز تطلقني علشان بقولك .. 



قاطعها مروان قائلا بسخرية شديدة



- انا يا بنتي؟؟ 



لا وبعدين متقوليش هتقوليله أني مش عايز أخلف منك كمان وكل ما تكلميني في الموضوع بقولك هطلقك 



انا عندي حبة حكايات يستاهلوا ابويا يسمعهم



- طب علشان خاطري كل 



- حاضر أي أوامر تانية خاطرك غالي



- لا كفايا كده تقدر تدخل 



دخل مروان فأردفت تسنيم قائلة بتوتر 



- يلا روح أغسل أيدك بقا 



- انا هغسل أيدي وهاجي علطول ياريت أجي الاقي أكل باين أنه حلو لدرجة ممكن ملحقش 



قالها مروان بنبرة مرحة فأردف محسن قائلا بنبرة هادئة 



- لا هتلحق، وبعدين دي اول مرة نأكل من ايد تسنيم متشوق جدا



- ان شاء الله ربنا معانا ومتكنش اخر مرة في حياتنا نأكل أصلا



قالها مروان بصوت خافت لم يسمعه أحد اثناء ذهابه إلي المرحاض 

__________



<<بعد منتصف الليل>>



كانت تسنيم تجلس بتوتر شديد فهي تراه يدخل الي المرحاض ويخرج ويأخذ بعض العلاجات، فأردفت قائلة حينما وجدته يخرج من المرحاض ويجلس علي الفراش بجانبها 



- ياسطا متقلقنيش عليك اومال ده عمو محسن اول مرة يقول حاجة عدله في حقي



- اخرسي خالص انتِ وأكلك اللي هيموتني ده



- خرست انا هستحملك بس علشان تعبان علي فكرة علشان انا محترمة 



قالتها وهي تضيق ملامحها بالرغم من كونها قلقة فهي لم تكن تظن أنه سيتعب لتلك الدرجة فأردفت تسنيم قائلة 



- طب أعملك حاجة متحسسنيش بالذنب، ده انتَ مكلتش حتي طبق المكرونة البشاميل كله ولا كلت حاجة يعتبر



- بقالي سنين معملتش كده مبتسحملش الأكل ده أنا، معدتي خدت علي كده وقولوني بيتعبني



هتفت تسنيم قائلة بنبرة قلقة 



- أسفة، يعني انا كنت فاكراك بتكبر الموضوع مش هتتعب كده مجاش في دماغي



- خلاص انا بقيت أحسن العلاج بدا يعمل مفعوله



- مكنتش كلت طيب مكنتش هزعل علي فكرة مدام هتتعب 



قالتها تسنيم باستغراب فلما فعل ذلك، فأردف مروان قائلا بنبرة مُرهقة قليلا 



- خلاص محصلش حاجة، انتِ طلبتي وانا عملت علشان مزعلكيش وبعدين انا كلت بمزاجي برضو كنت عايز ادوق أكلك



تنهد ثم أردف قائلا مستكملا حديثه بنبرة مرحة 



- بس طلعتي مش بطاله يعني تنفعي



- مش منتظرة رأيك علي فكرة 



قالتها بغرور رغم انها تشعر بالسعادة كونها استطاعت ان تنال أعجاب الجميع فهي نادرًا ما تصنع طعام



- كدابة بشكل ميتوصفش



- شكرا انك كلت عشاني مكنتش أعرف ان خاطري مهم كده فممكن أطلب منك طلب



- اكيد خاطرك غالي يعني من غير ما تسألي 



كان يشعر بالاستغراب فهل صدمت رأسها في حائط ما حينما استيقظت لتنسي ما حدث ليلة أمس وتتعامل بتلك التلقائية 



- انا عايزة اجيب قطة 



- قطة ؟؟؟



- ايوة مش بتحبهم 



- لا عادي ولا بحبهم ولا بكرهم، ماشي نبقي نشوف الموضوع ده 



قالها بعد إكتراث فهو لن يجادلها الآن 



- يعني انتَ موافق أهو



نهضت تحت استغرابه ونظراته لتذهب إلي الشرفة وتأخذ القطة وتدخل بيها الغرفة مرة أخري 



- ايه ده ؟؟؟



- قطة 



- سبحان الله كنت فاكرها اختك الصغيرة، مين اللي جابها دي 



أردفت تسنيم قائلة بنبرة غامضة حتي تري رد فعله 



- جاتلي هدية ايه رايك حلوة؟؟ 



- لا ده انتِ لازملك فوقه 



اعتدل من جلسته وأردف قائلا بنبرة متسائلة



- ده مين اللي جايبلك قطة هنا وهدية ايه دي ان شاء الله معلش وبعدين مقولتيش ليا ليه وكلمتيني، ومين اللي يعرف عنوانك هنا .......



قاطعته تسنيم قائلة بسخرية وهي تضعها علي الأرض



- اجاوبك علي أنهي سؤال يعني ابلع ريقك



- بلعته يا حبيبتي قولي يلااااا بقا مين اللي جابلك القطة دي



- ابلعه تاني



- هقوم ابلعك انتِ شخصية والقطة لو ما نطقتي 



قالها بنبرة ساخرة ومحذره فمن سيرسل لها الهدايا، فأردفت تسنيم قائلة بنبرة هادئة وهي أدركت أنه علي وشك ابتلاعها بالفعل



- القطة بتاعت اختك صحابها عارفين هي بتحبهم قد ايه وجابوا ليها الهدية لان يوم عيد ميلادها هيكون اجازة ومش هيقابلوها وانتِ عارف ان باباك مش بيحبها فهيكون معانا ضيف في الاوضة لغايت ما تجبها لباباك واحدة واحدة



حاول أن يركز في حديثها وحركاتها التي كانت هادئة فرُبما هدأ قليلا، فجلست بجانبه بعد أن قفزت القطة الي الفراش معهم



- اهو ده اللي ناقص وبيجيلنا من رباب قطط كمان 



- مبحبهمش أوي بس لذيذة أنك تكون مسؤول عن حد وكمان هتسليني



- ما تشوفي جوزك اللي تعبان ده واهتمي بيه مادي مسؤولية تروحي انتِ تجيبي كائن حي تهتمي بيه ليه ما أنا لذيذ



- مش انا اللي جبتها، وبعدين انتَ بقيت احسن اهو لما عرفت ان جايلي هدية 



- أه بقيت احسن بكتير وحسيت بالتغيير 



أمسك الريموت الخاص بالشاشة ليشغل ذلك الفيلم الأجنبي ليسهر عليه اليوم، كانت القطة تجلس في أحضان تسنيم، وكان قد اغلقوا الضوء فأردف مروان قائلا بنبرة ساخرة وهو يفكر في القطة ورباب 



- منورة عاملة حس في المكان الحمدلله هنطرد انا وانتِ ورباب لما أبويا يعرف ان في قطة هنا 



- مش للدرجاتي وبعدين هي مش هتخرج من الاوضة ومحدش بيجي هنا الا مامتك ورباب ومامتك مشغولة وكارمن عارفة ومش هتروح تقول 



- مبسوطة وانتِ حضناها ؟؟



- أوي 



قالتها باستفزاز فأردف مروان قائلا وهو بضع يده علي أكتافها ويشدها إليه 



- يعني القطة لقت اللي يحضنها جت عليكي 



- مروان 



- يلا كنت حاسس أنها تقترب 



قالها وهو يقرب شفتيها من وجنتيها فأردفت تسنيم قائلة 



- سبني أكمل كلامي انا كنت بسأل عامل ايه دلوقتي 



قبل وجنتيها وضمها له، فأردف مروان قائلا بنبرة هادئة 



- أحسن الحمدلله 



ثم أستكمل حديثه قائلا



- تسنيم 



- نعم 



- روحتي اسكندرية قبل كده او بحر عموما



- لا من زمان أوي قبل ما بابا يموت يعني كنت صغيرة 



قالتها باستغراب من سؤاله فأردف مروان قائلا 



- كويس، يعني عمرك ما قعدتي قدام بحر واتنفستي كده وحكيتله مشاكلك 



- يعني لا بس مش فهماك 



قالتها وهي تنظر له باستغراب فأردف مروان قائلا 



- البحر مفيش في جماله وجمال لونه بتحسي بنقاء عجيب زي اللي في عينيكي بالظبط عنيكي حلوة تنفع بس انك تتأملي فيها علشان تشوفي ربنا أبدع في تفاصيلها ازاي؟ شوفتي عينك عن قرب وحتي لو شوفتيها في الصور مثلا أو في المرايا مش هتشوفيها زي ما انا شايفها 



صدمة!! خجل .. لم تجد كلمات تقولها فأردف مروان قائلا بنبرة هادئة 



- في إختلاف في الألوان طبعا بس النقاء واحد تقنية عالية 



هل رأي مروان قلبها؟؟ 



هل مازال معها او قد قفز من شدة خفقانه أغلقت عيناها بهدوء وفتحتها مرة أخري، فأردف مروان قائلا بنبرة مرحة 



- مش للشقط والتثبيت دي حقيقة 



- انتَ مرعب ومُخيف تعرف كده 



قالتها بنبرة صادقة وهادئة؛ فأردف مروان قائلا وهو يرفع حاجبيه 



- انا مخيف ؟؟



- كونك مختلف شيء يرعب واحدة زيي، كونك في زمن نسختك منقرضة علي فكرة مبقاش منها الا سطور



تصنع التفكير ثم أردف قائلا بنبرة هادئة ومرحة



- لو مكانك اتمسك بأخر قطعة، ده تبقي انسانة محظوظة أنك لقتيني 



- محظوظة أه فيك كنت محظوظة، حابة أقولك حاجة أو اعترف بحاجة 



- قولي 



- أنا خايفة ولاول مرة مش خايفة من شخص او حد 



فرفع حاجبيه ثم أردف مروان قائلا باستغراب 



- أومال ايه اللي مخوفك



- ترغمني الظروف أكون بعيدة عنك، خايفة في يوم لو دموعي نزلت تاني تبقي بسببك، خايفة تخليني اندم  مش علي جوازي زمان منك لأنه كان مفر ومكنش في غيره، بس خايفة تخليني اندم علي إختيارك 



الندم علي ظروف وموقف سهل اتخلص منه، بس مش هيكون سهل أني اندم علي إختيار بختاره لأول مرة



إختيار!!



تعترف بأنها تختاره، لاول مرة تعترف برغبتها به حتي ولو خجلت او لم تعترف بكونها امرأة تحب ولكنها اختارت



فأردفت تسنيم قائلة بنبرة هادئة 



- أنا محتاجة وقت علشان أخد علي وضع جديد باخده لاول مرة انا بختار اكمل حياتي معاك، بس محتاجة وقت .. وقت افهمك .. وقت اتأقلم عليك ... وقت حتي علي ترتيب حياتي أني اتقبل فكرة اللي انا فيه 



- انتِ بتتكلمي بجد وله ايه، وله شاربة سيفن اب 



أردفت تسنيم قائلة بمرح وخجل



-  مشربتش سيفن اب 



- مسطول محسساني أن بتقفشيني بحشيش كل يوم 



ثم أستكمل حديثه قائلا بنبرة مرحة وهو يستوعب انه هو من قاطعها وغير مجري الحديث



- انا بقيت فصيل زيك يا نهار ملوش ملامح!!! 



- يلا أحسن 



- ممكن نعيد من الأول تاني اللهي أشوفك زي ما انا عايز



- أنا عايزة اكمل معاك؛ لاني لأول مرة استوعب حاجات في حياتي وحاجات جوايا لما بقيت هنا جنبك، حسيت بحاجات كتير، بس انا برضو محتاجة وقت كبير علشان ...



قاطعها مروان فهو يتفهم ما يصعب عليها قوله هي تريده ولكن لا تستطيع أن تصبح زوجته الآن هي تتبع قلبها وتحتاج من الوقت ترويض عقلها 



- خلاص كفايا حبوب جراءة اللي انتِ بلعتيها النهاردة دي، وانا عايزك تاخدي وقتك كله وفي حاجات كتير عايزين نتكلم فيها علشان نعرف نكمل احنا الاتنين عايزين وقت 



- افضل متفهم علطول ممكن ؟؟؟



- ممكن 



قفزت القطة لتقف قدم مروان، فأردف مروان قائلا بفزعة حاول اخفاءها 



- لا انا كده مش بيس، انا مش واخد علي الكائنات دي وفكرة اني اتخض مش حلوة للي زيي ....



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close