رواية عشق خالي من الدسم الفصل الخامس عشر 15 بقلم فاطمة سلطان
الفصل الخامس عشر 15
بقلم فاطمة سلطان
<<بعد أذان الظهر>>
<<في بيت عائلة العربي>>
كانت تسنيم قد انتهت لتوها من صلاة الظهر دخلت الشرفة، لتجلس وتفكر في العديد من الاشياء، تشعر بالسعادة هذه الفترة لا تنكر ذلك!
رُبما ليس مروان وحده الذي يجعلها تشعر بتلك السعادة ولكن مع مريم أيضًا، رباب وحتي زينب كل هؤلاء أضافوا معني لحياتها، بالرغم من محسن الغامض التي لا تفهم تصرفاته وخلود الحمقاء، وكارمن الغريبة
فهي تعلمت الكثير من الأشياء هنا، شُعرت بالعائلة ومعناها، ترابط عجيب بينهم أن كان محسن مع ابناءه أو مع زوجته أو رباب مع أشقاءها هناك تفاصيل معهم لم تشعر بها من قبل
حتي حينما أقامت مع سلوي كانت تستمع إلى أحاديثها عن ابنها الذي تركها وسافر، وطلاقها وتري دموعها، حتي كانت تقص لها حياة ملك، فملك عانت أيضًا من والدها رُبما لم تعاني مثلها ولكن حالفها النصيب من المعاناة
ترابط أسري عجيب والاغرب حفاظهم رغم المشاكل علي تلك الرابطة، فتتشاجر رباب مع أحمد كثيرًا ولكن يتصالحوا بعد دقائق، حرص محسن علي عودة إسلام لزوجته واعطاءه النصائح فهي ظنت أن تلك الأجواء متواجدة في المسلسلات التلفزيونية فقط لا وجود لها في الحقيقة في هذا الزمن
ليس لتجربتها الشخصية فقط ولكن لما كانت تسمع عنه من صديقاتها التي كانت تشتكي من إهمال العائلة لها وحرصهم علي جمع الأموال دون التفكير في مشاعر وتكوين شخصية ابناءهم والعديد من القصص ...
كانت تجلس علي المقعد المتواجد في الشرفة وهي مازالت ترتدي اسدالها خلعت حجابها فرُبما ما يساعدها علي الجلوس بحريتها كون أن لا أحد يكشف شرفتها، وضعت يدها علي إحدي وجنتيها وهي تتذكر قبلته لها ليلة أمس
وأيضا تلك القُبلة التي طبعها علي وجنتيها في الصباح قبل ذهابه فهو كان يعتقد أنها نائمة ولكنها كانت تشعر به ولم تريد الاستيقاظ شعور غريب، مشاعر مبعثرة تحاول أن تفسر تأثرها به كونه ماكر ويعرف ويفهم كثيرًا في النساء وهي لا تجارب لها
كم كانت تتمني مقابلة مروان بطريقة أخري لرُبما في مقهي أو نادي، حفل زفاف، في الشارع حتي ولو في الصين!!!
كانت تقابله وتجمعه بها الظروف بطريقة غير ما اجتمعوا بها تخاف من أن تصبح عاشقة له
جاهلة في معشر الرجال، تفهم في معشر الذكور!!
فهي تعاملت طوال حياتها مع ذكور تتحكم فيهم شهواتهم ومصالحهم وزوجاتهم في قراراتهم إن كان عمها أو عمر، حتي شريف لم تفكر يومًا به سوي أنه ذكر كونه يهمه جمالها، سعي خلفها رغم انه يعرف أنها متزوجة، بل استغل وفاء كل ذلك التصرفات بعيدة كل البُعد عن الرجولة
أمسكت هاتفها وفتحته لتجد رسالة من محسن
فقد أخبرها ليلة أمس أنه سيرسل لها رقم عمها، لا تكذب فهي سعيدة بمبادرة عمها لا تدري ما الذي أصبحت به!
فأردفت قائلة بسخرية شديدة وهي تري أنها تغيرت بالفعل
- هو انا فرحانة ليه هو انا خلاص همشي علي نصيحة سقراط ومقعدش أحلل افعال الناس واعيش يومي؟؟
قالتها بانزعاج وسخرية من نفسها فهي أقسمت أنها لن تعفو ابدا عن كل من كان السبب في دمعة هبطت من عيناها، ولكن علي ما يبدو أصابها مروان بعدوي النسيان والمرح ما الذي حدث لها!
تنام في الظلام دون خوف!!
أصبحت تسعد حينما يخطو أحدهما خطوة
سجلت الرقم لدي هاتفها وكانت تشعر بالتردد علي تتصل به أم لا واذا اتصلت هل هي سامحته بالفعل حتي تفعلها ؟؟؟ هي سعيدة ولكن تري أنها يجب الا تتسرع فلتفكر في الأمر مرة أخري
تنهدت تسنيم وأخذت نفس طويل وهي تحاول الا تفكر في هذا الموضوع اليوم، اتصلت بإحدى الأرقام التي قامت بتسجيلها ليلة أمس "أم اسماء" جارتها في البيت القديم وكانت صديقة لوالدتها ورُبما ابتعدت عنها بسبب تصرفاتها بعد زواجها من عمر، ولكن بقيت تسنيم معها علي اتصال
أجابت عليها بعد ثواني، فأردفت تسنيم قائلة بشوق شديد
- السلام عليكم
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته مين
جاء صوت تلك المرأة التي علي ما يبدو في عمر والدتها وتأخذ أنفاسها بصعوبة، فأردفت تسنيم قائلة بنبرة هادئة
- انا تسنيم يا طنط ده رقمي الجديد، لسه بتنهجي يا طنط
تحدث أم اسماء بنبرة هادئة
- لسه جاية من السوق يا بنتي والله عاملة أيه يا تسنيم يا بنتي ازيك وازي جوزك خلفتي وله لا يا بت بقالك فترة مختفية
قالتها أم اسماء بنبرة تلقائية وثرثارة كأغلب النساء، فأردفت تسنيم قائلة بنبرة هادئة
- الحمدلله علي كل شيء
- مش هنشوفك بقا يا تسنيم وحشتيني أوي
ابتسمت تسنيم فلا شك أن تلك المرأة وقفت معها وكانت تدافع عنها عند حدوث شيء أمام الجيران، فأردفت تسنيم قائلة بهدوء
- ان شاء الله قريب هجيلك
- ان شاء الله يا حبيبتي
كانت تسنيم تشعر بالتردد الشديد هل تسألها أم لا؟؟ فلما مازالت تهمها حسمت أمرها، فأردفت تسنيم قائلة بنبرة متوترة
- أيه أخبار ماما يا طنط
- والله يا تسنيم انا مش عارفة أقولك ايه
قالتها أم اسماء بحرج شديد، فأردفت تسنيم قائلة بنبرة قلقة
- قوليلي الحقيقة
- أمك قاطعتنا كلنا جيرانها وأصحابها اكتر من الاول بسسب عمر أفندي، من أسبوعين اتخانفت مع ولاء صاحبة عمرها وقالت أنها بتحاول تلف علي عمر وبقا كل خناقة وخناقة تبيع عشرة عمرها
بكلمة قالها المحروس
تنهدت أم اسماء واستكملت حديثها قائلة وهي تحمد ربها
- والله ربنا نجدك يا بنتي أنك مشيتي من القرف ده
أنهت تسنيم المكالمة بعد دقائق فهي لم تستغرب فجعلها تخسر ابنتها، هل ستكن خسارة أصدقائها صعبه عليه؟؟
تشعر وكأن جميع الصفات السيئة والبشعة تجمعت به وحده ولم يترك شيء للآخرين!!
نهضت لتدخل الي الغرفة مرة أخري وترتدي شيئا حتي تهبط فسوف تقابل شقيق مروان الآخر وزوجته لأول مرة تقريبا فهو لا يأتي كثيرًا
ولكنها علي ثقة أنهم سيحملوا خصال العائلة أيضا.
_____________
<<بعد مرور يومين>>
في بيت عائلة هنادي
فبدأت هنادي تتعافي حتي نطقت كلمات بسيطة ومتقطعة ولكنها تتعافي بدعم الجميع، كان جمال وابنه موجودان اليوم عند والده هنادي لزيارتها وكالعادة أحمد يجلس بجانب هنادي ويعقد ساعديه ويراقب شريف بسبب تلك الكدمات المتواجدة في وجهه واللاصق الطبي المتواجد في وجهه كله تقريبا
فأردف أحمد قائلا بنبرة هادئة وقلقة
- ايه يا شريف مالك صح ايه اللي حصلك
كاد شريف أن يجيب عليه بنبرة غاضبة ليسبقه جمال قائلا بنبرة هادئة وابتسامة أستطاع رسمها
- ابدا حادثة بسيطة الحمدلله علي كل شيء
نظر لهم أحمد باستغراب وهو يفكر هل شقيقه هو من تسبب بايصال شريف لتلك الحالة؟؟
متأكد بأن ما فوجهه ليس بسبب حادث فيظهر ذلك للجميع فهناك شخص قد أعطاه من اللكمات ما لذ وطاب، وهذا الشخص يشك بأنه شقيقه فهو لم يسأل مروان لما يريد عنوانه أخبره بأن صديق له كان يحتاج شركة للشحن وأنه اقترح عليه شريف وأشياء كثيرة لم يهتم بمعرفتها ....
- خد بالك يا شريف ده وشك مبقاش فيه ملامح
قالها أحمد بنبرة مرحة، أخذ شريف أنفاسه بانزعاج شديد وهو يحاول أن يلتزم الصمت بقدر الإمكان ويضبط أعصابه بسبب تحذيرات والده الصارمة
- هاخد بالي يا احمد ان شاء الله
أردفت والده هنادي قائلة بنبرة هادئة
- هقوم احضر الغدا بقا فرصه أن كلنا هنا
_________
<<في منتصف الليل>>
في بيت عائلة العربي
كانت تسنيم تجلس أمام التلفاز في غرفتهما، لرُبما تنتظر إتيانه، فعلمت أنه ذهب للسهر مع أقاربه هو أحمد حتي هي لا تعلمهم ولكن ذلك ما عرفته
في الأيام الماضية كانت تشعر بتقلب مروان المزاجي فلم يكن يمرح كثيرًا أو يتحدث كثيرًا جانب لم تراه منه من قبل ولا تدري سبب تغيره لا تعلم هل يجب عليها سؤاله؟؟ أم الا تظهر اهتمامها
دخل مروان ليقطع تساؤلاتها، والقي التحية مبتسمًا في وجهها ثم أخذ ملابسه وتوجه إلي المرحاض دون حديث مثلما فعل الليلة الماضية وما قبلها
حينما خرج حسمت أمرها فيجب أن تسأله ما هو سر تغيره، أردفت قائلة بنبرة هادئة حينما وجدته يتوجه إلى الفراش وسوف يخلد إلي النوم كعادته
- مروان
- ايه يا تسنيم في حاجة
قالها بعدم إكتراث، فأردفت تسنيم قائلة بنبرة هادئة
- لا مفيش حاجة بس بقالك يومين متغير
خشب ملامحه أجاد صنع وجهه البارد لرُبما هي ميزة لديه أيضًا تصنع اللامبالاة في أي وقت يريده، ويمكنه تكسير أي شيء عند غضبه فهو شخصية متقلبة أيضا
- لا متغير ازاي مفيش حاجة حصلت علشان اتغير
قالها بنبرة هادئة التمست بها تجاهل عجيب منه فلم يكن يشعرها بذلك التجاهل من قبل، فأردفت تسنيم قائلة بنبرة حانقة وتشعر بغيظ شديد
- خلاص يا مروان مفيش تصبح علي خير
ذم شفتيه بعدم إكتراث وأردف قائلا بنبرة متسائلة
- وانتِ من اهل الخير ياستي، صحيح عملتي أيه اتكلمتي مع كارمن بخصوص الشغل ؟
تمتمت تسنيم قائلة بنبرة منزعجة من ذلك التجاهل مهما حاولت ان تظهر أنه لا يهمها فهي شعرت بالضيق
- اتكلمنا شوية ولسه يعني هتكلم معاها تاني وقالتلي ان في واحدة جاية ليها خلال الأسبوع ده والبنت دي هتساعدني أكتر منها كمان
- كويس جدا، اومال انتِ مش فرحانة ليه ده شيء يخليكي مبسوطة
قالها بنبرة عابثة وماكرة ، فردت تسنيم عليه بحنق شديد فهل هو احمق لا يدرك أنها غاضبة من تجاهله؟؟؟
- هو لازم اقوم أرقص علشان أبين فرحتي، فرحانة طبعا بس بفكر في الموضوع من كذا زاوية
- طيب أنا هنام علشان تعبان في حاجة عايزة تقوليها
- لا شكرا
قالتها بحنق شديد وهي تجز علي أسنانها فهي تريد ان تأكله لو استطاعت، نظرت ناحية التلفاز، وهي تلعنه في سرها أما هو استلقي وتدثر بالغطاء، فأردفت قائلة وهي تعطي له ظهرها
- مروان
- ايه
- انا عايزة اجيب كنبة بدل الكرسين علشان انام عليها
أردفت تسنيم قائلة بنبرة جامدة لعله يعود الي اهتمامه مرة أخري فهي حتي لا تدري ما الذي فعلته
- حاضر هشوفلك الموضوع ده
قالها بعدم إكتراث فلا يهمه، فليذهب الي الجحيم حتي!!
قالتها في سرها وهي تريد تكسير رأسه وقطع لسانه إذا أمكن، فهو يعمل علي جعلها تفقد عقلها فهو لم يعترض علي ما تقوله من كونها تريد النوم علي الأريكة
يُعاني من انفصام في الشخصية بكل تأكيد ليست هي وحدها، هي المخطئة أنها فكرت به وظنت أن هناك مشكلة أو شيء يشغل عقله وكانت تريد أن تساعده ولكنه لا يُبالي بها
_________
في صباح يوم جديد
<<في القاهرة>>
<<بيت كريمة وعمر>>
دخلوا البيت غالقين الباب خلفهم، كانت كريمة تشعر بالتوتر بسبب ما فعلته ولكنها كانت تريد مساعدته وتحاول الوثوق به، أردف عمر قائلا وهو يقبل يدها بنبرة استطاع الوصول إلى مُراده به أخيرًا
- روح قلبي ربنا يخليكي ليا يارب وميحرمناش من بعض أبدا
- انا عملت كده علشانك يا عمر
- وعلشان عيالنا يا حبيبتي كمان متنسيش دي
ربنا بإذن الله هيباركلنا في رزقنا ورزق عيالنا
قالها بنبرة هادئة، فأردفت قائلة بنبرة متوترة
- يارب
أردفت كريمة قائلة وهي تتذكر مكالمتها مع مروان
- مش أنا كلمت مروان زي ما قولتلي
- اه وقالك أيه
تحدثت كريمة بضيق وانزعاج شديد
- قالي أنه مش موجود في البيت لما كنت بكلمه وأنه هيخليها تكلمني النهاردة ولما سألته عن موبايلها المقفول قالي أنه بايظ
- طيب وانتِ مضايقة ليه
قالها عمر وهي يتصنع القلق، رغم أنه لا يهمه أي شيء، فأردفت كريمة قائلة بنبرة هادئة
- مش عارفة .. مش مرتاحة يا غمر، وكمان نفسي تسنيم ترجع القاهرة واشوفها واصالحها انا مش مبسوطة وهي بعيدة عني
سخر منها عمر فمنذ متي هي تهمها؟!
فهي كانت تتركها ولا تسال عنها بالاسابيع لما تلك الأيام يهمها، فأردف عمر قائلا بسخرية لم يستطع تفسيرها
- يا سلام ايه الحنية دي كلها
- وانا من امته كنت قاسية عليها يعني
قالتها وهي ترفع حاجبيها ويعلم انها علي وشك الغضب منه، فأردف عمر قائلا وهو يتجنب الشجار معها في تلك الايام تحديدًا
- مش قصدي ركزي مع عيالنا يا كريمة بنتك مش عيلة صغيرة بقا
________
<<في المنصورة>>
<< الساعة الثانية بعد الظهر >>
بيت عائلة العربي تحديدًا في المطبخ
كانت تسنيم تقف وتقطع بعض الخضروات، وتحاول الحديث مع زينب وأن تساعدها في تحضير الغداء نظرًا لغياب الجميع أنه قد ذهب، مريم مشغولة هذه الفترة مع شقيقتها بسبب مرضها لرُبما معها ابنها ولكنها تشعر بالراحة حينما تذهب لها، فأردفت زينب قائلة
- اطلعي انتِ يابنتي انا بعمل كل حاجة لوحدي عادي متتعبيش نفسك، اطلعي انتِ اقعدي
ابتسمت لها تسنيم بهدوء وأردفت تسنيم قائلة بنبرة تلقائية
- لا تعب ولا حاجة يا طنط انا كده كده قاعدة لوحدي وبعدين شايفاني شاطرة اوي اهو بحاول اعمل اي حاجة واديني بونسك
أردفت زينب قائلة بهدوء
- تسلمي يا حبيتي، اهو يا عيني مريم طول النهار عند اختها
- ربنا يشفيها يارب
- يارب
تنهدت زينب بإرهاق شديد، وأردفت قائلة
- الناس دي شافت كتير اوي جت عليهم ايام صعبة ومع ذلك لسه زي ما هما مهما الدنيا ادتهم او خت منهم لسه واقفين انتِ محظوظة انك بقيتي من العيلة دي
- اه فعلا محظوظة
قالتها تسنيم بابتسامة هادئة، فأردف زينب قائلة حينما لاحظت أن تسنيم هناك شيء بها غريب رغم أنها تتحدث معها شعرت بشيء يزعجها
- في حاجة مزعلاكي يا بنتي
أردفت تسنيم قائلة بنبرة حاولت اجفاء انزعاجها من مروان بها تشعر أن برغم كل ما تشعر به مروان هو فقط ما يهمها
- لا ليه
- شكلك مش طبيعي النهاردة
أردفت تسنيم قائلة بنبرة هادئة
- مفيش حاجة بس مخنوقة شوية وحاسه بملل
هزت زينب رأسها بتفهم، وأردفت قائلة وهي تضع يديها علي كتف تسنيم بحنان
- ليكي حق تتخنقي يعني انك في مكان جديد وفي حته مختلفة ومحافظة مختلفة عن حياتك واكيد سايبة ليكي حياة هناك بس اهي ظروف وفرصة انك عرفتينا وله ايه
ابتسمت لها تسنيم بهدوء بالفعل لم تكذب فهي محظوظة بهما نادرًا ما تجد قلوب طيبة، فاستكملت زينب حديثها بابتسامة صافية
- ورباب بالاخص متتصوريش هي فرحانة بيكي قد ايه يمكن متفقتش مع هنادي ورنا زي ما اتفقت معاكي
- رباب طيبة اوي ومحتفظة بالطفلة اللي جواها ومبسوطة اني قابلتها فعلا هي أختي
- ومحدش مبسوط انه قابلني
قالها مروان وهو يسمع أخر حديثهم، فتحدث بنبرة مرحة كعادته، فأردفت زينب قائلة
- مروان انتَ جيت يا بني
أردف مروان قائلا وهو يلاحظ أن تسنيم لم تدير ظهرها حتي لتراه
- اه بابا وأحمد هناك في المصنع فقولت اجي انا حتي عديت شوفت خالتو وماما قالت هتستني لما بنتها تيجي من الشغل وهيبقي احمد يعدي عليها ورباب هناك
رن هاتف زينب لتجيب علي ابنتها التي اخبرتها أنها قد فقدت مفتاحها ويجب أن تأتي حتي تفتح لها الباب أغلقت معها فأردفت زينب قائلة
- انا همشي علشان البت داخلة علي البيت ومفتاحها ضايع
أردف مروان قائلا
- طب أروح انا اديهولها بدل ما تيجي تاني
هزت زينب رأسها بامتنان وأردفت قائلة
- لا يا ابني ملوش لزمة وكمان اجيب حبة حاجات واجي
_______________
ذهبت زينب وصعد مروان للغرفة ليغير ملابسه، وهبط مرة أخري وجدها تجلس أمام التلفزيون وتجاهلته حتي حينما جلس بجانبها، فأردف مروان قائلا بمرح
- ايه يا أعمي أيه مش شايفني من ساعة ما جيت
- لا عادي شيفاك في حاجة ؟
قالتها ببرود مماثل لما يفعله معها، فأردف مروان قائلا
- لا مفيش هيكون في أيه بس شايفك مبوزه يعني هو ده الطبيعي، صح ده الطبيعي أنك تضربي بوز
نظرت له بغضب وأردفت قائلة وهي تحذره بأصابعها
- انا مش تحت امر جنابك وقت ما تعوز تتكلم وتهزر انا قاعدة ووقت ما تكون عايز تتجاهلني . تتجاهلني
- بصباعك هو قلة الأدب وصلت للدرجاتي
- انا قليلة الأدب؟؟؟
قالتها بحنق شديد فهو يخطأ بحقها، فأردف مروان قائلا بصدق
- ابقي كداب لو قولتلك انتِ قليلة الادب انا اكتر واحد شاهد أنك ايه في الأدب باسدالك ببجامتك بقفلك الأوضة بالمفتاح أخلاق عالية
- انتَ بتتريق كمان
- لا مش بتريق اعرفك بأول عيب فيا
نظرت له باستغراب، فأردف قائلا بعد أن ترك قبلة علي جبهتها واتبعها بقبلة علي أحدي وجنتيها
- أقدر اني ابين لك انك مش فارقه معايا لو هموت عليك ومفيش غيرك في عيني بعرف أمثل كويس بشكل يجننك وتتخيلي أني واحد تاني وأقدر اعصبك بالحركة دي مهما عاشرتيني سنين
- قصدك أيه مش فاهمة !!
قالتها وكأنها مغيبة عن الوعي وتنظر في عينيه، فأردف قائلا
- كنت عايز اعرف هترتاحي لما اتجاهلك وله هتزعلي وتأكلي في نفسك يبقي بتحبي رخامتي أو بتحبيني شخصيا وبصراحة عندك حق أنا اتحب فمقدرك
لا تدري هل يجب أن تخنقه وتقطع أنفاسه، أم ماذا تفعل
- لا بجد أنا بحيك أنك واثق في نفسك للدرجاتي
- لا عارف قيمة نفسي
قالها وهو يحرك أصابعه علي وجهها وعلي شفتيها وينظر في عيناها التي يدرك جمالها حديثًا، فهي ليست أول امرأة تكن بقربه، فهناك الكثير من النساء تتواجد في محيطه تحديدا من وفاة ملك منذ عامين وبضعة أشهر، ومنهم من حاولت التودد له وإظهار اهتمامها له ولكن هو لم ينجذب لاي منهم وهناك فتاة تتفنن في إظهار برودها وكلماتها الحادة ولكن فعل واحد تفعله بتلقائية يأسره
- طيب كويس أنك عارف قيمة نفسك ممكن تبعد يعني
قالتها وهي تشعر بأن جميع جسدها ينبض وتدق ضربات قلبها بشدة وكأنها تصدع في جسدها بأكمله
فأردف مروان قائلا
- تتجوزيني
نظرت له بدهشة وكأنها لا تستوعب كلماته، فأردف مروان قائلا بنبرة هادئة
- انا خلاص مش هسيبك وافقتي تكملي معايا خير وبركة موافقتيش هتكملي معايا برضو
- خير انتَ شارب أيه ان شاء الله
- ازازه سيفن أب مجننه أمي
قالها بنبرة مرحة لم يستطع أن يكتمها فأردفت تسنيم قائلة
- تأثير السيفن يعني
- لا انا عايز أكمل معاكي حتي بعد ما مفعول السيفن يروح
كانت هناك مقولات كثيرة أمن بها وأحبها وشعر بها، هو عاشقًا لفتاة حمقاء لا يظن أنه يمكنه الاستمرار بدونه
لا يحتاجها ولا اعتاد عليها!
ولكن هناك صاعقة كهربائية تصيبه بوجودها شرارة للاسف لا يجد لا تفسير سوي العشق، فهو ناضج حتي يقرر أفعاله ويعلم ما الذي يحتاجه ويفهم ما هو الاعتياد ويستطيع تفسير كل شيء
ولكن لا يستطيع تفسير أي شيء مع تسنيم بالعقل؛ فمنذ متي للمشاعر تفسير أو سبب، فهو لا يحبها لسبب ولا لأي شيء
فسأل نفسه لما يريدها فلم يجد إجابة فتأكد ووصف نفسه بعاشق مادمت لا تستطيع إيجاد سبب لحب شخص تأكد أنك تحبه حب حقيقي
فأي حب تجد له تفسير أو سبب فهو سوق يتوقف يومًا اذا انتهي هذا السبب
تنهدت تسنيم بشدة حينما اقترب منها ومازال مستمرا في تحريم أصابعه ببطي شديد علي تفاصيل وجهها؛ فأردفت تسنيم قائلة بنبرة متوترة
- مروان انتَ مش طبيعي
- وانتِ محتاجه شهادة معاملة أطفال ومع ذلك انا عايزك يا تسنيم تكملي معايا
قالها بنبرة ساخرة ....