رواية عش العراب الفصل الثاني عشر 12 بقلم سعاد محمد سلامة
الثانى عشر
ــــــــــــــــزحف الخريف، بدأت تصفر أوراق الشجر لتسقط ألاوراق الضعيفه وهنالك أوراق مازالت تتمسك بالفروع تحاول البقاء.
بعد مرور عشر أيام
بشقة سلسبيل ليلاً
دخل قماح الى الشقه سمع صوت التلفاز توجه بتلقائيه الى غرفة المعيشه
زفر نفسه بقوه حين دخل الى الغرفة، وجد سلسبيل تنام على أحدى الآرائك،هنالك طبق به بعض المُقبلات والتسالى،موضوع على طاوله جوار الأريكه
إنحنى عليها وقام بإيقاظها.
فتحت سلسبيل عينيها
تحدث قماح بحِده قليلاً:أيه موضوع النوم معاكِ عالكنبه هنا فى الفتره الأخيره...مش قد السهر ليه عاوزه تسهرى...ولا هو عناد وخلاص.
إضجعت سلسبيل على الاريكه وهى تتثائب قائله:مش عناد،هو بس سوهى عليا ونمت،هى الساعه كام.
نظر قماح الى ساعة على شاشة التلفاز وقال: واحده الا ربع تقريباً.
ردت سلسبيل: وإنتى لسه جاى دلوقتى من المقر
رد قماح: أيوا، وجاى جعان ياريت على ما آخد حمام عالسريع تحضرى لى العشا،لأن الوقت متأخر وأكيد الخدامين اللى تحت نايمين.
ردت سلسبيل: بس أنا مش خدامه.
تنهد قماح يقول: سلسبيل أنا راجع من المقر هلكان وكل اللى عاوزه هو إنى أتعشى وأنام مش ناقص نكد ولا تفسير ردى على هواكى، كفايه إنى مستحمل جنانك الفتره اللى فاتت وساكت، بس صبرى له آخر وخلاص قرب ينفد.
نهضت سلسبيل من على الأريكه وقالت بحده وسخريه: صبرك بدأ ينفد ليه،وأما ينفد هتعمل فيا أيه هتضربنى زى.....
صمتت سلسبيل فجأه.
تحدث قماح بإستفسار:هضربك زى مين؟وبعدين وارد طول ما أنتى مستمره فى عنادك وأفعالك الغبيه.
موهوم.
هذا كان رد سلسبيل قبل أن تكمل حديثها:سبق وقولتلك أنا بنت العراب ومش هسمح إن إيد تتمد عليا بضرب،حتى لوكانت إيد قماح العراب نفسه،ودلوقتي هروح أحضرلك العشا عشان جعان فى النهايه برضو إنت إبن عمى.
قالت سلسبيل هذا ولم تنتظر رد قماح وتركت الغرفه،بينما قماح زفر نفسهُ بغضب،من تلك التى أمامه،أليست هذه هى سلسبيل التى سلمت له نفسها مرارًا ماذا حدث فجأه جعلها تتمرد هكذا،منذ عشر أيام وهى تهجر غرفة النوم وتتحجج بالسهر أمام التلفاز وتنام على تلك الأريكه بغرفة المعيشه،وعادت كسابق عهدها قبل الزواج منه تتجنب مجلسهُ،بالكاد ترد عليه أمام العائله،زفر نفسه بضيق وأمسك جهاز التحكم الخاص بالتلفاز وأغلقه،ثم توجه الى غرفة النوم، وقف يخلع معطف بذته وألقاه من ثم فتح أزرار قميصهُ وقام بخلعه وألقاه هو على أحد المقاعد بالغرفه فى ذالك الوقت دخلت سلسبيل تحمل صنيه متوسطة الحجم عليها الطعام وضعتها على إحدى الطاولات قائله:
العشا أهو،إتعشى براحتك هروح أكمل الفيلم.
سارع قماح قبل أن تخرج سلسبيل من الغرفه وجذبها من يدها قائلاً:فيلم أيه اللى تكمليه إنتى أساساً كنتى نايمه.
حاولت سلسبيل سحب يدها من يد قماح قائله:لأ مكنتش نايمه هى عينى بس غفلت شويه يمكن بسبب الأعلانات الطويله اللى بتجى فى الفواصل،هروح أكمل الفيلم.
طب إسم الفيلم اللى كان شغال أيه...هكذا تحدث قماح بإستفسار وهو ينظر لعين سلسبيل ينتظر الرد يعتقد أنها لن تذكر إسم الفيلم.
نظرت سلسبيل له وقالت بثقه إسم الفيلم...ثم أكملت بإستهزاء،ما هو ده الفيلم اللى من كم شهر مرضتش إنى أنزل أسمعه مع هدى،أهو بيتعرض على قناه بتحذف المشاهد اللى مش كويسه،تسمح تسيب إيدى عشان أروح أكمل مشاهدة الفيلم.
نظر قماح لعين سلسبيل المُتحديه وقال بإختصار:لأ.
ردت سلسبيل بأستعلام: قصدك إيه بـ لأ.
رد قماح بسيطره:قصدى إبقى كملى الفيلم فى الإعادة بالنهار
قال قماح هذا ولم يترك لـ سلسبيل الرد جذبها من عُنقها يحتضن جسدها بين يديه بإحكام يُقبلها بإشتياق مصحوب بقوه.
نفرت سلسبيل من قُبلة قماح العنيفه وحاولت دفعهُ بيديها،لكن قيد أيدي قماح كان الأقوى وجذبها معه للفراش يعتلى جسدها ...ترك شفتاها حين شعر بثُقل نفسيهما، رفع بصره ينظر لوجهها وهى تلتقط أنفاسها يشعر بإنتشاء،مد يدهُ يفتح سِحاب منامتها، لكن أثناء تنفس سلسبيل شعرت بغثيان، حاولت دفع قماح عنها،لكن لم ينهض عنها،وضعت إحدى يديها على فمها،والآخرى دفعت بها قماح،الذى لاحظ تغيُر ملامح وجه سلسبيل،وخفوت وجهها،ووضعها إحدى يديها على فمها،نهض عنها مخضوض.
بينما سلسبيل حين نهض قماح من فوق جسدها،نهضت هى الآخرى متوجهه سريعاً الى حمام الغرفه وصفعت خلفها الباب، لكن لم يُغلق جيداً
وقفت أمام حوض الوجه تُفضى ما بجوفها الى أن شعرت براحه قليلاً، لكن رغم ذالك تشعر بوهن وضعف، جلست على حرف حوض الإستحمام، حتى تزول عنها تلك الدوخه.
إستغيب قماح عدم خروج سلسبيل من الحمام حسم أمرهُ ودخل الى الحمام، شعر بنغزه قويه فى قلبه وهو يرى سلسبيل جالسه على حرف حوض الإستحمام، تبدوا واهنه
إقترب منها ومد يدهُ أسفل ذقنها يرفع وجهها الواضح عليه الضعف... زادت نغزة قلبه وقال:
مالك أيه اللى حصلك فجأه كده، قومى غيرى هدومك ونروح أى مستشفى.
نفضت سلسبيل يد قماح عن ذقنها وقالت بحِده: مالوش لازمه المشتشفى أنا كويسه، هو بس تلاقى جالى مغص من كُتر أكل المكسرات والتسالى فيها زيوت وجعت معدتى، بس بقيت كويسه.
سَخِر قماح قائلاً:
كويسه أيه، قومى شوفى وشك فى المرايه، سلسبيل بلاش عناد، أنتى مش طفله صغيره.
تحاملت سلسبيل على نفسها ونهضت واقفه تقول:
قولت بقيت كويسه خلاص.
قالت سلسبيل هذا وسارت تترنح قليلاً حتى وصلت الى باب الحمام أمسكت بالاطار، ثم أكملت سير حتى خرجت من الغرفه وعادت الى غرفة المعيشه جلست على إحدى الأرائك مازالت تشعر بتلك الدوخه والهبوط، تذكرت أن نفش الشعور شعرت به مرات سابقه فى الأيام الماضيه، وكذالك الغثيان تنهدت لكن فجأه جاء إليها خاطر
ذُهل عقلها... أيعقل حامل!
نفضت عن رأسها قائله: لو حامل تبقى مصيبه الطريق بينى وبين قماح بيوصل للنهايه خلاص، لازم أتأكد فى أسرع وقت.
بينما قماح خرج من الحمام وجلس على الفراش وضع رأسه بين يديه يتنهد بسأم، سلسبيل تضع حياتهما معاً على المحك، وهو مازال يضبط نفسه كى لا يُخطئ، ويتاخذ قرار يضرهما الإثنان، آخر شئ قد يفعله هو الطلاق... مستحيل أن يحدث هذا، لن يترك سلسبيل قبل أن تفارق روحه جسدهُ.
بعد قليل
تقلب قماح أكثر من مره على الفراش رغم أنه مُجهد ومُنهك من العمل طوال اليوم لكن جافى مضجعه النوم، نهض وأشعل ضوء الغرفه يُزفر أنفاسهُ بغضب، حسم أمرهُ وإتخذ قرار سيذهب الى تلك الغرفه ويأتى بـ سلسبيل لن يدعها تهجُر الفراش مثل الليالى السابقه...
بالفعل ذهب الى غرفة المعيشه لكن تعجب حين رأى سلسبيل نائمه على نفس الأريكه، والتلفاز مفتوح، وهنالك أيضاً نور خافت بالغرفه، رأى سلسبيل تنام مثل وضع الجنين فى بطن أمهُ،ربما تشعر ببعض البرد،للحظه فكر فى إيقاظها،لكن تراجع ود أن يحملها ويأخذها معه الى غرفة النوم،لكن ربما تستيقظ سلسبيل وتعاود الحديث معه بحده،كما أن وجهها مازال يبدوا عليه الضعف وبعض الشحوب.
تنهد بقلة حيله وذهب الى غرفة النوم وفتح إحدى ضلف الدولاب وأخذ منها غطاء ليس بالثقيل،تذكر سبب جفاء سلسبيل هو منذ أن رأى علبة الدواء الخاصه بمنع الحمل،عرفها قبل أن يقرأ دواعى إستعمالها،سلسبيل ردت كأنها لا تعرف بماذا يُعالج هذا الدواء،ردها كان بثقه، بينما هو تعصب وقتها لماذا، لماذا حين وجد نفس علبة الدواء سابقاً بين أغراض زوجته السابقه، وغضب بشده وقتها وكان سبب الطلاق بينهم... وقتها أعتقد أنها لا تريد الانجاب منه لكن اليوم صُدم حين عرف حقيقة الأمر وأن تلك الحبوب كانت من ضمن علاج وصف لها
فلاشــــــــــــــــــــــ*بـــــــاك
بعد ظهر اليوم بالمقر.
تفاجئ قماح بدخول هند عليه بمكتبه بالمقر، دون إذن منه
عبس وجهه
وقبل أن يتحدث تحدثت هند: أنا جايه فى شُغل يا قماح.
تنهد قماح وهو مازال جالسً على مقعده وأشار بيده لها أن تجلس... بالفعل جلست هند على أحد المقاعد... تحدث قماح بعمليه:
خير أيه هو الشغل اللى جايه علشانه؟
ردت هند: إنت عارف إنى قبل ما أتجوز منك كنت بشتغل مع بابا فى الشونه بتاعتنا فى الإداره وده كان سبب تعارفنا، وجوازنا.
تنهد قماح يقول: ياريت تدخلى فى الشغل مباشر، ده كله أنا عارفه.
إبتلعت هند طريقة قماح وقالت:
طبعاً إحنا دلوقتي داخلين فى موسم جني الرز وإحنا عندنا مخزون كبير فى المخازن، وبابا كان تعاقد شفوياً مع بعض الفلاحين وتجار التجزئه، بس السيوله الماليه عندنا بصراحه مش هتستوعب الكميات اللى هتدخل لينا الفتره الجايه غير المخزون القديم اللى عندنا.
زفر قماح وقال: هاتى من الآخر يا هند مش بحب المقدمات الكتير...وأنتى عارفه كده.
ردت هند: بصراحه كنت بعرض عليك ممكن تشترى جزء المحصول اللى هنشتريه السنه دى، إنت عندك مضارب رز فى كذا محافظه غير التوريدات اللى بتوردها للحكومه نفسها، فهتقدر توزع الكميه بسهوله.
فكر قماح قليلاً ثم قال:طب وليه الحاج رجب،أو نائل مجوش هما يعرضوا عليا العرض ده،ولا باعتينك واسطه؟
ردت هند:لأ أنا اللى طلبت منهم أنى أجى بنفسى أعرض عليك العرض ده،ومش علشان واسطه لأنى عارفه إنك بتفصل بين الشغل والمشاعر،وانا متأكده إن مفيش مشاعر عندك ليا،بس يمكن كان بينا عِشره حتى لو كانت لمده قصيره وفهمت شويه من طباعك.
نظر قماح لها بتفكير وقال:أنا ممكن أوافق إنى آخد كميات من الرز دى بس كميات محدوده،وطبعاً هنتفاوض فى السعر.
تبسمت هند برحابه قائله:إنت اللى بتحدد سعر السوق يا قماح،فأكيد مش هنختلف فى السعر لأنك مترضاش الخساره لـ بابا.
نهض قماح واقفاً وقال:تمام هعطى أوامر لمضرب الرز اللى هنا يستقبل الكميات اللى الحاج رجب هيبعتها.
تبسمت هند ونهضت هى الاخرى قائله:كنت متأكده إنك مش هترفض العرض.
قالت هند هذا وإقتربت من مكان وقوف قماح ومدت له يدها بالمصافحه.
نظر قماح ليدها يُفكر،لكن بتلاعب من هند إدعت أنها ستسقط وتمسكت بكتف قماح،وأصبحت شبه بحضنه،ليس هذا فقط بل وقع بصرها على شفاه كم ودت أن يُقبلها،
بينما قماح إنتبه سريعاً،وإبتعد للخلف
تنهدت هند بحسره وغيظ وقالت بآسف:
متأسفه بس كعب الشوز كان هيكعبلنى.
رد قماح بلامبالاه:
تمام مفيش مشكله.
تدمعت عين هند وقالت:ليه بتعاملنى بالطريقه دى يا قماح.
رد قماح:طريقة أيه،اللى بينا بيزنيس وبس زى ما قولتى فى البدايه.
ردت هند:إنت عارف مشاعرى ناحيتك يا قماح ومتأكد إنى لسه....
قاطع قماح حديثها وقال:الكلام ده مالوش لازمه،أنا دلوقتي متجوز من واحده تانيه؟
ردت هند بحسره:متجوز من سلسبيل اللى بسببها طلقتنى.
رد قماح:هند سبق وقولتلك مش سلسبيل السبب فى طلاقنا،السبب خداعك ليا وحبوب منع الحمل اللى وقعت فى إيدى بالصدفه بين أغراضك،لو كنتى قولتلى نأجل الخلفه شويه،او حتى نمنعها كنت هوافق،بس تعملى كده من ورايا وتستغفلينى....
تنهدت هند بدموع وقاطعته قائله: أنا فعلاً كنت باخد حبوب منع حمل،بس مكنش علشان أمنع إنى أحمل منك،انا كانت أمنية حياتى إن يكون فى بيبى بينا يجمع بينا يمكن كنت قدرت وقتها أشغل جزء صغير فى قلبك...بس الحبوب دى كانت جزء من علاجى وقتها.
تعجب قماح وقال:قصدك أيه بجزء من علاجك،مش فاهم؟
ردت هند:أنا بعد ما أتجوزنا بكذا شهر ومحصلش حمل بصراحه قلقت وكنت هطلب منك إننا نروح نعمل فحوصات سوا،ونشوف سبب عدم حدوث حمل،بس فكرت فى نفسى الأول،قولت أستشير دكتوره يمكن تدينى علاج،أو شوية منشطات وبعدها يتم الحمل،بس لما الدكتوره عملت سونار عليا،ظهر حاجات غريبه عالرحم،فطلبت منى شوية إشاعات وفحوصات،وعملتها وقتها وكانت المفاجأه إن عندى إنبوب من الرحم شبه مسدود بسبب بعض التليفات عليه،وكان صعب تدخل جراحى لانى وقتها كان ممكن يُستئصل جزء من الرحم،وبعدها يبقى الحمل صعب،فخضعت لكورس علاجى،وكان من ضمن الادويه دى دوا منع الحمل ده،تحسبًا لحدوث حمل،لآن لو حصل حمل كان بسهوله هينزل،هو كان إحتمال ضئيل،بس كان لازم آخد إحتياطى له.
تعجب قماح وقال:طب وليه وقتها مقولتليش، أكيد مكنتش هجبرك عالحمل.
ردت هند:خوفت.
نظر قماح لها وقال:خوفتى من أيه؟
ردت هند باكيه:خوفت وقتها تتخلى عنى بحجة إنك عاوز أولاد...أو العلاج ميجبش المفعول المطلوب،ووقتها برضوا ممكن تتخلى عنى،وكمان بسبب سلسبيل،أنا كنت بشوف نظراتك ليها يا قماح،سلسبيل هى السبب الرئيسى فى إنفصالنا،إنت إتحججت بحكاية حبوب منع الحمل،وقبل ما أفسر لك سبب وجوده،إتلككت لى علشان زورت ماما اللى كانت تعبانه بدون إذنك وطلقتنى،رغم إنى وقتها إترجيتك،بس عصبيتك وقتها وصلت إنك ضربتنى بالقلم وكان ممكن تضربنى أكتر بس لما شوفت سلسبيل قدامك إتحكمت فى عصبيتك، وبعدها رميت عليا يمين الطلاق.
نظر قماح لها وقال:إنت عارفه كويس إن مكنش قصدى أضربك وقتها راجعى اللى حصل كويس،وطلعى سلسبيل من موضوع طلاقنا،سلسبيل قولتلك الف مره ملهاش دخل فى طلاقنا.
ردت هند:سلسبيل هى السبب الرئيسى فى طلاقنا،ويمكن كمان السبب فى طلاقك أول مره،إنت عنيك مش بتشوف غير سلسبيل طول الوقت،طب ليه لما أخويا طلب يتجوزها،فوجئنا إنك خطبتها...إنت خوفت سلسبيل تنجوز وتبعد عنك،كنت مفكر طول الوقت هى قدام عنيك،ومحدش هيقدر يقرب منها،بس فوجئت إن سلسبيل ممكن تضيع منك علشان كده إتجوزتها.
رد قماح:مالوش لازمه كلامك ده،دلوقتي،خلاص كل شئ نصيب وإحنا كان نصيبنا كده،ودلوقتي لو حايه نكمل مع بعض شُغل معنديش مانع،غير كده أتمنى لك السعاده.
تدمعت عين هند العاشقه له،وقالت بمهادنه:موافقه يا قماح على الشغل معاك،بس موعدكش أبطل أحبك..
قالت هند هذا ومدت يدها تصافح قماح.
هذه المره مد قماح يده يصافح هند،التى تبسمت وقامت بوضع يدها الآخرى فوق يد قماح تنظر له بأمل.
فى ذالك اللحظه دخل رباح الى غرفة مكتب دون طرق على الباب،فعل ذالك بعد أن علم من السكرتيره بوجود هند مع قماح وحدهما بالمكتب،تبسم حين دخل ورأى يد قماح بين يدي هند.
سحب قماح يده من بين يدي هند،ونظر نحو رباح الذى قال بترحيب:هند...من زمان متقبلناش بس ببعت ليكى السلام مع نائل وكمان زهرت بتقولى إنها من فتره للتانيه بتتصلى عليها.
إرتبكت هند وقالت:هند كانت صديقتى الوحيده لما كنت فى دار العراب،وبينا عِشره،إبقى سلملى عليها،هستأذن أنا الموضوع اللى كنت جايه علشانه خلاص إتحل،سلاموا عليكم.
غادرت هند المكتب سريعاً،بينما نظر رباح نحو قماح وقال بتوريه:أيه جايب هند هنا أيه عاوزه ترجع الميه...
لم يكمل رباح حديثه الساخر حين قاطعه قماح قائلاًبحزم:
قولى سبب مجيك النهارده للمقر.
رد رباح:كنت جاى علشان مخازن مضارب الرز،بالنسبه لمضرب الرز اللى كان ولع من فتره،هيقدر يتحمل الكميه اللى هتتحول له ولا ننقص الكميه.
رد قماح:لأ أطمن هياخد الكميه وازيد كمان أنا تابعت الترميمات والتعديلات وكمان التوسيعات اللى محمد قام بها على أكمل وجه بصراحه مكنتش متوقع منه الهِمه دى،وإنه يقدر يرجع المضرب يشتغل أفضل من الاول،أثبت مهاره كبيره فى وقت قصير
وده كله بسبب توجهيات بابا له،مش بيسمع لكلام الستات التافهه...وكمان كويس فى حاجه تانيه كنت عاوز أتكلم معاك فيها،فى أرصده كتير مسحوبه،جالى أكتر من إخطار بسحب بمبالغ كبيره من حسابات العراب فى البنك،ياريت تلم إيدك شويه لأن لو وصل لبابا الإخطارات دى أكيد هيسألك راحت فين؟
إرتبك رباح وصمت دون رد.
عــــــــــــــــــوده
عاد قماح متحسرًا فى قلبه هند تحاول وتريد إستعادته وسلسبيل أصبحت كلمة الطلاق نغمه على لسانها، حتى أنها عادت تتجنب وجوده، أخذ الغطاء وذهب الى غرفة المعيشه وقام بإلقاؤه على جسد سلسبيل التى جذبت الغطاء فوق جسدها كأنها كانت تنظر أن يقُليه عليها، أغلق قماح التلفاز، وكاد يطفئ ذالك الضوء الخافت، لكن تذكر أن سلسبيل تخاف من الظلام.
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومان صباحً
فوجئت سلسبيل بـ هدى ترتدى ملابس خروح، تحدثت لها قائله:
إنتى خارجه ولا أيه؟
ردت هدى: أيوه عندى محاضره فى المركز اللى باخد فيه الكورس، إتصلوا عليا وقالوا إن ميعاد المحاضره النهارده بدل المحاضره اللى إتلغت المره اللى فاتت، يارب مروحش ويقولوا إتلغت زى المره اللى فاتت، أكسر المركز على الموجودين فيه.
ضحكت سلسبيل وقالت: قلبك أبيض يا هدهود... دى حتى فرصه ليكى، هترتاحى من التجمع العائلى النهارده.
تبسمت هدى وقالت: تصدقى دى أحسن حاجه، فعلاً هرتاح وقت طويل على ما أرجع نكون قربنا عالمسا، يلا أشوفك المسا، تبسمت سلسبيل قائله: مسا أيه، هو المحاضره مش ساعه ونص.
تبسمت هدى وقالت: والسكه رايح جاى تلات ساعات.
تبسمت سلسبيل قائله: ليه السكه من هنا للمركز، بالكتير ساعه ونص رايح جاى،ولا أنتى ناويه ترجعى مشى.
ضحكت هدى وقالت:لأ لو رجعت مشى يبقى أربع ساعات،أنا نفسى أرجع يكون اليوم خلص وإرتاحنا من وش عمتى عطيات والغلس إبنها.
ردت سلسبيل:فعلاً والله من سمعك...
فجأه شعرت سلسبيل بمغص،ودوخه...ووضعت يدها تسند على كتف هدى.
إنخضت هدى وقالت لها:مالك يا سلسبيل الدوخه دى رجعتلك من تانى أنا هقول لـ بابا ياخدك لدكتور.
ردت سلسبيل:لأ بلاش تزعجى بابا،أنا عندى شك فى سبب الدوخه دى؟
ردت هدى بلهفه:طب طالما عندك شك فى السبب ليه سايبه نفسك كده...كل شويه تدوخى،وأيه هو السبب الى شاكه فيه.
ردت سلسبيل:إنى حامل.
تبسمت هدى بفرحه قائله:حامل!
وضعت سلسبيل يدها على فم هدى وقالت لها:وطى صوتك،أنا لسه مش متأكده.
تبسمت هدى وشالت يد سلسبيل من على فمها وقالت بإستفسار:طب هتتأكدى إزاي هتخلى جدتى تكشف عليكى.
ردت سلسبيل:لأ طبعاً إنكسف منها،فى طريقه تانيه،أجيب إختبار حمل وأعرف منه،بس صعب أخرج النهارده،بسبب وجود قماح فى البيت غير كمان هيبقى فى شغل كتير.
تبسمت هدى وقالت:فعلاً،بس جدتى ماسكه اليومين دول على زهرت أكيد هيبقى لها لمسه النهارده،أقولك،أنا هجيبلك معايا إختبار الحمل ده وأنا جايه فى صيدليه فى الدور الأرضى فى السنتر اللى فيه المركز التعليمى.
تبسمت سلسبيل وقالت لها:ده سر بينا،بلاش حد يعرف بيه،غير لما نتأكد.
تبسمت هدى وقالت:أكيد طبعاً،يلا بقى بلاش عطله خلينى أهرب وأخد نفسى.
تبسمت سلسبيل قائله:طب إنتى بتخرجى للكورس والدراسه خلاص هتبدا،أمال أنا اعمل ايه،حاسه إنى فى سجن.
تبسمت هدى وقالت:ليكى ربنا،سلام بقى وهجيبلك الإختبار.
تبسمت سلسبيل لهدى وهى تغادر تُفكر فى نتيجة ذالك الإختبار...
غير مُلاحظه لوالداتها التى أتت من خلفها ووضعت يدها على كتفها.
لوهله إنخضت سلسبيل..تحدثت نهله:مالك جسمك إتنفض كده ليه.
ردت سلسبيل:مفيش بس محستش بيكى.
تبسمت نهله وقالت: كنتى واقفه إنتى وهدى بتتكلموا فى ايه معرفش فيها هتفيدها بأيه المحاضره اللى يوم الجمعه دى.
ردت سلسبيل:هتزيدها عِلم وهتنفعها فى دراستها ياماما،عن إذنك هروح أساعدهم فى المطبخ.
غادرت سلسبيل وتركت والداتها التى أصبحت تشعر بأن سلسبيل تتجنب الحديث معها،كم تشتاق أن تجذبها بحضنها وتطبطب على قلبها،سلسبيل كانت أول ما انجبت فرحتها الأولى التى إشتاقت لها لسنوات،تعلم أنها ربما تظن أنها ضعيفه،هى بالفعل ضعيفه من أجلهن،تخاف عليهن كثيراً،بالأكثر بعد رحيل همس بعد تلك الخطيئه التى لديها يقين أنها بريئه،لكن قتل همس لنفسها جعلها تصمت غصبًا تكتم آلم قلبها.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل
أمام المصعد الكهربائى للمصعد بذالك السنتر
أمسكت هدى ذالك الكيس البلاستيكى الصغير الذى به علبة إختبار الحمل، وكادت أن تضعه بحقيبة يدها، لكن رأت إقتراب ذالك المتغطرس نظيم نحو المصعد، نظرت نحو المصعد الآخر غير متوفر الآن، فكرت بمكر، دخلت سريعاً الى المصعد وضغطت ذر الصعود، غير منتبه الى أنها بدل ان تضع الكيس بحقيبتها سقط منها أرضاً امام المصعد دون أن تدرى.
إنحنى نظيم وأخذ ذالك الكيس وبفضول منه فتحه يرى ما به،تعجب،ثم قام بلف الكيس ووضعه فى جيبه،رغم ضيقهُ من فعلة هدى،وصعد على درجات السلم.
بينما هدى بداخل المصعد تبتسم بزهو قائله:خليه بقى يستنى الأسانسير التانى،ولا يطلع السلم على رجليه بتاع شورت وفانله وكاب.،والمره دى برضو جاى بالترنج،عاملى فيها إسبور.
فتحت هدى باب المصعد لتتفاجئ بوقوف نظيم أمام باب المصعد يبتسم بسخريه وقال:وصلت قبل الأسانسير... يلا بسرعه قبل ما المحاضره تبدأ المره دى هتبقى محاضره عملى ومحتاجه تركيز.
شعرت هدى بالغيظ منه، لكن بداخلها تبسمت أنه جعلته يصعد سلالم ثمانية أدوار سيرًا على قدميه.
بعد قليل، كان نظيم يقوم بشرح أحد البرمجيات ويطلب منهم تطبيقها على اجهرة الحاسوب التى أمامهم، بالفعل بدأ المتدربين بتطبيق ذالك الدرس عملياً على الأجهزه، منهم من كان يُخطئ فى بعض الخطوات، كان نظيم يُصحح لهم، ولسوء حظ هدى أخطأت دون قصد رغم أنها تعلم الصواب،لكن هكذا هى تلك الأجهزه الذكيه ضغطت ذر كفيله بتخليف خطأ كبير،بالفعل أعطى الجهار التى تجلس أمامه إنذار خطأ،إقترب نظيم منها وإنحنى بجوارها يرى على الحاسوب فيما أخطأت... تبسم حين علم أن الخطأ هو سهو منها، لكن أراد إستفزازها وهو يُكبر من الخطأ التى فعلته، إغتاظت هدى من إدعاؤه المعرفه الكبيره عليها، ودون قصد منها وضعت يدها فوق أحد أذرار الحاسوب، تُصلح خطئها فى نفس اللحظه وضع نظيم يدهُ على نفس الذر، تصادمت أيديهم ببعض، نظرا الأثنان بأعين بعضهما شعر الإثنان بتذبذب يسرى فى جسديهما،كانت هدى أول من سحبت يدها من جوار يد نظيم..وازاحت بصرها عنه،بينما نظيم تبسم،وإعتدل يُكمل المحاضره الى أن إنتهت،بدأ المتدربين الخروح من الغرفه،حتى هدى سارت مع صديقتها،لكن نادى نظيم بأسمها:
هدايه ممكن لحظه.
نُطقهُ لأسم هدايه يجعلها تبغضه تعتقد أنه يتهكم عليها...بينما هو يستسيغ الإسم كثيراً
ذهبت هدايه الى مكان وقوف نظيم وقالت:أفندم.
أخرج نظيم ذالك الكيس وقام بمد يدهُ به وقال:الكيس ده وقع منك قدام الأسانسير،يمكن كنتى مستعجله ومحستيش بيه،عالعموم،مبروك مقدماً،واللى جايبه الأختبار علشانها تكون حامل.
يال وقاحته،ماذا سيحدث الآن لو صفعته وأطفئت غيظها منه،فكرت فى ذالك كثيرًا،حتى لو لم تحضر باقى دروس الكورس،لكن نادت عليها زميلتها،أخذت الكيس من يد نظيم وذهبت إليها،بينما تبسم نظيم بمرح،هو شعر بأنفاس هدى الملتهبه.
... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بدار العراب
إنتهى الجميع من تناول طعام الغداء وجلسوا بغرفة المعيشه يتشاركون الحديث سويًا.
تحدث رباح يقول: أنا إتفاجئت إمبارح وأنا فى المقر عند قماح بوجود هند السنهورى هناك مع قماح فى المكتب... ولما سألته قالى شغل.
رد النبوى: فعلاً وجودها كان علشان شغل، رجب كلمني، وقولت له إتفاوض مع قماح، بس فكرته هيروح بنفسه او حتى يبعت نائل، بس اللى راحت هند.
ردت زهرت: هى هند رجعت تشتغل تانى مع باباها، والله براڤوا عليها، فعلاً قويه.
ردت قدريه بتهكم: جويه فى أيه بجى، دى لو واحده غيرها مكنتش هى اللى راحت لقماح ناسيه إنها طليجتهُ.
كانت العيون كلها تنصب على سلسبيل الجالسه جوار ناصر،بالمقابل لمكان جلوس قماح حتى هو نفسه كان ينظر لها بترقب.
بينما سلسبيل قالت:عادى الشغل مبيعترفش غير بالمصلحه مفهوش مشاعر،وفعلاً الشغل بيعمل للست كيان كفايه إنها بتحس إنها حُره.
نظر لها قماح..ماذا تقصد بـ حُره...أهو يستعبدها.
تحدثت قدريه بسخريه:حُره إزاى بجى،طالما الست عنديها راچلها اللى يكفيها يبجى مالوش لازمه عاد تشتغل وتتبهدل،بيتها أولى بيها،وهند لما كانت متجوزه من قماح مكنتش بتشتغل،وواضح جداً نيتها من وراء رچوعها تشتغل تانى.
ردت زهرت:قصدك أيه يا عمتى هيكون نيتها أيه يعنى؟
ردت قدريه:نيتها قماح.
نظرت لها هدايه قائله: قدريه أوعى لكلامك إشوى، قماح متجوز، هتعوز منه أيه.
تعلثمت قدريه وقالت:
مش جصدى جاچه، بس بوعى سلسبيل، هند بنت تاچر وكمان كانت بتشتغل إمعاه وإتعلمت منيه أصول التچاره، وكلنا عارفين إكده.
ردت هدايه: سلسبيل واعيه لنفسها، أوعى إنتى لحديتك عاد ووفرى نصايحك.
تبسمت سلسبيل لهدايه ولوالدها الذى وضع يده
على كتفها،شعرت بالآمان من ذالك.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بعد إنتهاء العشاء وذالك اليوم الممُل
سلسبيل وهدى اللتان كل ما يتمنياه هو إنتهاء ذالك اليوم ها هو إنتهى،تجنبت هدى مع سلسبيل قائله:
جبت ليكى اختبار الحمل.
تبسمت سلسبيل وقالت بهمس:طب خليه معاكى دلوقتي،وبكره هبقى أخده منك.
تبسمت هدى قائله:تمام،حتى نبقى نعرف نتيجته سوا.
تبسمت سلسبيل،بينما وضعت هدايه يدها على كتف هدى قائله:
بتضحكوا على أيه يا صبايا العراب.
شعرن هدى وسلسبيل بغصه فى قلوبهن،من ذالك الوصف كانت تقوله لهن هدايه وكانت معهن همس،التى رحلت عنهن،كذالك هدايه رغم أنها تعرف أن همس مازالت تعيش لكن شعرت بغصه تمنت أن تعود همس لوسطهن،لكن همس إتخذت قرارها ببقائها ميته فى نظر الجميع.
.........
بعد قليل بشقة قماح وسلسبيل..
أبدلت ملابسها بمنامه محتشمه عباره عن بلوزه وبنطال من الحرير باللون الازرق الداكن،كعادتها الأيام السابقه،ذهبت الى غرفة المعيشه وفتحت التلفاز،
بينما خرج قماح من الحمام بعد أن أنعش جسده بحمام هادئ،لم يجد سلسبيل بالغرفه،تنهد بسأم،سلسبيل تركت الغرفه،بتلقائيه ذهب الى غرفة المعيشه،وجد سلسبيل تضجع على تلك الأريكه تفرد غطاء غير ثقيل على جسدها.
تحدث قائلاً متهكماً: لسه ناويه تكملى السهره قدام التلفزيون برضوا.
تجنبت سلسبيل الرد.
تعصب قماح وقال:ليه مش بتردي عليا،سلسبيل طريقتك دى فى تجنب الرد بتعصبنى وأنا لغاية دلوقتى مُتحكم فى نفسى .
ردت سلسبيل، بإستبياع:
بلاش تتحكم فى نفسك اللى عاوزه أعمله.
تعصب قماح وإقترب من مكان نوم سلسبيل وجذب الغطاء من عليها بقوه وألقاه على طول يده وبسرعه جثى فوق جسدها، وقال: أفتكرى إن إنتى اللى قولتلى اللى عاوزه إعمله، وإستحملى بقى.
أنهى قوله وإنقض على شفتيها بالقُبلات القويه ويده مزعت الجزء العلوى لمنامتها، وبدأ بوضع صق ملكيته علي جسدها بلمسات قويه، قاومت سلسبيل عُنفه بدفعه بيديها التى أمسكهما بين يديه ورفعهم فوق رأسها وعاود يُقبلها بقوه وإشتهاء، لكن قبل أن يتملك منها سيطر على نفسه ونهض عنها، تركها تُلملم نفسها تستوعب ما كان سيحدث، لو إستمر قماح كان سيغتصبها، أجل هو زوجها لكن ذالك يندرج تحت إغتصاب زوجى،
بينما قماح بداخله لام عصبيته الشديده ورد فعلهُ الغاضب لهذه الدرجه،سلسبيل هى من تستفزه ببعدها عنه فكر عقله بقول هند..."إنت بتحب سلسبيل يا قماح "
إعترف بُعد سلسبيل عنك يُثير جنونك.
نظر قماح ل سلسبيل التى تزم طرفى منامتها تُدارى جسدها.
تنهد قائلاً: متفكريش باللى بتعمليه يا سلسبيل إنى هطلقك، تبقى موهومه... تصبحى على خير يا بنت عمى.
قال قماح هذا وغادر الغرفه... تنهدت سلسبيل يحتار عقلها، لما نهض قماح عنها دون أن يُكمل إمتلاكها، مالذى يجعله متمسك بها رغم أنها طلبت الطلاق مرارًا.
بينما دخل قماح الى غرفة النوم، عقلهُ يشت، لا ليس عقله بل قلبه يتقد نارًا من سلسبيل، تهكم ضاحكاً، يقول:
نبع المايه، طلعت نبع مايه مالح.
.... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باليوم التالى، بشقة ناصر العراب ظهراً
دخلن هدى وسلسبيل الى غرفة هدى تمرحان سويًا، تحدثت هدى، يلا تعالى نعمل إختبار الحمل ونشوف نتيجته، وبعدها أبقى أروح أعيد تطبيق الدرس اللى أخدته إمبارح فى الكورس عملى تانى على الابتوب بتاعى.
تبسمت سلسبيل بخِيفه ورجفه لا تعرف لهما سبب،ماذا لو بالفعل تأكد شكها أنها حامل.
أعطت هدايه لها الاختبار قائله:الاختبار اهو يلا إخلى الحمام إعمليه بسرعه.
بخطوات لا تعلم كيف سارتها،دخلت سلسبيل الى حمام الغرفه وقامت بعمل ذالك الأختبار وخرجت به بيدها بعد دقائق.
تحدثت هدى قائله:يلا حُطى الاختبار عالكوميدنو، أقعدى عالسرير نرغى مع بعض شويه انا قريت إرشادات الأختبار،خلينا نستنى النتيجه،
جلسن لدقائق يتحدثن،الى أن قالت هدى،خلينا نشوف بقى نتيجة الأختبار
بيد مرتجفه جذبت سلسبيل الإختبار،وأغمضت عينيها كأنها لا تريد معرفة النتيجه،التى تتوقعها.
بالفعل نظرت هدى للإختبار وقالت بحماس:ظهر الخطين زى ما بتقول الإرشادات مبروك توقعك كان صح يا سلسبيل،يارب تجيبى ولد،الفرحه دى لازمها إحتفال،لازم العيله كلها تفرح ده إبن العراب من الناحيتن الاتنين إمً وأبً،هقوم انزل أقول لجدتى.
أمسكتها سلسبيل قائله:بطلى هبلك ده،وأستنى أوقات الاختبار بيقى كذب لازم أتأكد من دكتور
ردت هدى:إمبارح قولتى هتاكد بالاختبار النهارده بتقولى بالدكتور،عالعموم براحتك بس انا فرحانه قوى،بس إستنى إبنك ده هيكبرنى وانا لسه صغيره ويقولى يا خالتو،لأ بقولك أهو أبنك ده يعتبرنى أخته الكبيره ويحترمنى قدام العيله وبالذات قدام قدريه وزهرت وعطيات،يدينى بريستيچى،آه.
رغم لخبطة مشاعر سلسبيل لكن تبسمت قائله:يا مجنونه،أيه عرفك إني حامل فى ولد مش يمكن بنت ولا إتنين.
ردت هدى:لأ كفايه بنات بقى،نفسى فى ولد...ولا أقولك اللى ربنا يجيبه،المهم يوصل بالسلامه،ها هتقولى لقماح أمتى بقى.
ردت سلسبيل:هروح للدكتور أتأكد وبعدها هقول لـ قماح والعيله.
تبسمت هدى قائله:ممكن من غير ما تروحى لدكتور،جدتى تأكدلك الحمل ده.
ردت سلسبيل:سبق وقولتلك اتكسف منها،بكره هروح للدكتور أتأكد الأول،يلا هسيبك بقى تطبقى درس الكورس عالابتوب،بلاش أعطلك.
تبسمت هدى قائله:وماله بس أفتكرى إن اول واحده عرفت إنك حامل هى أنا،وليا الحلاوه.
تبسمت سلسبيل وخرحت من الغرفه بيدها ذالك الاختبار تنظر له،لكن أثناء سيرها بالشقه،كأنها سمعت صوت هاتف من غرفة همس،تعحبت كثيراً ودون شعور منها دخلت الى الغرفه وأشعلت الضوء،الغرفه مُرتبه،وبها فرش نظيف كأنها تُرتب يومياً،سارت بالغرفه تشعر بغصه كبيره فى قلبها،آلمًا يكاد يقتسم قلبها،تذكرت مرحهن الثلاث معاً بتلك الغرفه أوقات كثيره،بسمة همس،إتكئت على فراش همس تمسد عليه بيدها،دمعه نزلت من عينيها أغمضت عينيها تعتصر تلك الدموع،لكن فجأه رأت همس تقف امامها تُشير لها الى أحد أدراج المكتب الخاص بها.
فتحت سلسبيل عينيها بسرعه وإحتارت فى تلك الرؤيه،لكن ذهبت الى مكان إشارة همس لها،وفتحت درج المكتب،تعحبت الدرج لا يوجد به سوا هاتفها وجواره كارت ذاكره صغير"ميموري"
أمسكت سلسبيل الهاتف ووضعت يدها على ذر الفتح،لكن لم يفتح لامت سلسبيل غبائها بالتأكيد الهاتف غير مشحون منذ مده طويله،جذبت أيضاً الميموري الموجود جواره.
تذكرت سلسبيل حين كانت تدخل أحياناً الى همس تجدها تستمع الى تسجيل محاضراتها على الهاتف،كانت تتحدث لها بسخريه:
يعنى تقعدى طول المحاضره ترغى مع اللى جانبك فى المدرج وتسجلى المحاضره على كارت ميمورى عالتليفون،مش عارفه إزاى بتعرفى تفصلى بعد كده بين صوت رغيك وصوت تسجيل المحاضره.
كانت همس تبتسم وتقول لها: واضح جداً صوت رغيي، وصوت المحاضره، يلا سبينى أركز فى المحاضره.
كانت تستهزأ سلسبيل منها قائله: يا بنتى إنتى ليه محسسانى إنك فى كلية الطب، إنتى فى كلية إقتصاد وتدبير منزلى،آخرك يا طباخه يا خياطه،إستغلى ده وأعملى لك مشغل تطريز أو تريكو.
كانت همس تبتسم وتقول لها:ندر عليا يا سلسبيل لأول ولد تخلفيه لأعمله كل مستلزمات السبوع شُغل هاند ميد على إيدى.
تذكرت ذالك سلسبيل الآن وتحسرت فى قلبها ها هى تحمل بأحشائها نبته قماح
أخذت سلسبيل الهاتف وذالك الميموري ووضعتهم بجيبها وخرجت من غرفة همس بل من الشقه بأكملها،وصعدت الى شقتها.
بتلقائيه وضعت هاتف همس على جهاز الشحن،ودخلت الى الحمام،رغم ان الطقس خريفى لكن شعرت ببعض الشوب يغزو جسدها،أخذت حمامً دافئًا وخرحت من الحمام أدت فرضها،وقامت بعمل كوب من النعناع الاخضر تشربه،كى يُهدى ذالك المغص والغثيان قليلاً،
عادت الى مكان وضعها هاتف همس على الشاحن، وجدت به نسبة شحن قليله، تستطيع فتحه وهو على الشاحن، بالفعل قامت بأعادة فتح الهاتف، الذى فتح بعد قليل، كان هنالك نمط فتح خاص به كانت سلسبيل تعرفه، قامت بفتح الهاتف، وجدت عليه بعض البرامج والتطبيقات الخاصه التى كانت تهواها همس، قامت بفتح معرض الصور، ترى تلك الصور التى كانت تلتقطها همس لهن الثلاث وكانت تستغل شغفها ببعض التطبيقات التصميمات المُضحكه والمرعبه لهن على صورهن وكانت تُرسلها لهن على هواتفهن.
فتحت أحد الملفات، كان لصورهن بالفعل، أخذت ترى تلك الصور، تاره تبتسم وتاره أخرى تدمع عينيها، فتحت ملف آخر بالصور، تعجبت كثيراً، من الصور، الصور لــــ قماح
أخذت ترى صوره خلف اخرى، كانت صور كثيره لـ قماح
بمواضع مختلفه وأماكن، متى إلتقطت له كل تلك الصور،! ولما إلتقطتها؟!
كان الجواب بإحدى الصور المرسوم عليها قلب ومدون بداخلهُ كلمة حبيبى قماح...ذُهلت سلسبيل وتسألت أيُعقل همس كانت تُحب قماح؟!
أيُعقل أن يكون قماح هو من أخطأت معه همس لذالك فضلت الصمت وقتل نفسها؟!.
الثالث عشر من هنا