اخر الروايات

رواية عشق خالي من الدسم الفصل الثاني عشر 12 بقلم فاطمة سلطان

رواية عشق خالي من الدسم الفصل الثاني عشر 12 بقلم فاطمة سلطان



الفصل الثاني عشر 12 

بقلم فاطمة سلطان





اذكروا الله 



________________



ماذا أَفعلُ بعد أن اعتَّدتُ أحاديثنا و تِلكَ الصباحات التي تبدأُ بِك !





ماذا لَو انتَهى بي هذا الطَريقُ الطَويلُ إليكْ ! ماذا لو عانقتُكَ و غمرتُ رأسي في عَطر قَميصك ؟






انتهت تسنيم من كلماتها لتجد كارمن بالفعل قد أصابتها نوبة هستيرية من الضحك، لتجعل تسنيم تستشيط غضبًا كانت تخاطب نفسها علي الأغلب 




ما بها تلك المعتوهه فلقد ظنت أنها تحدثت بجراءة معها ولكن لم يؤثر بها، فأردفت تسنيم قائلة بسخرية من ضحكاتها التي لا تتوقف



- بتضحكي علي ايه ان شاء الله  ايه المضحك في اللي انا قولته 




- انتِ غيرانه للدرجاتي عليه اومال غبية ليه مدام بتحبيه 



قالتها كارمن بعد أن حاولت جاهدة أن تتوقف عن ضحكاتها، تمتمت تسنيم قائلة بنفاذ صبر فهي ما يزعجها ليس فقط تدخل الجميع فهي تخجل بالفعل من أن يتحدثوا معها في ذلك الموضوع، لا تحب أن يكن علاقتها به بأي حالة أو صورة موضع ومحط أنظار الجميع 



- استغفر الله العظيم  



أردفت كارمن قائلة بخبث شديد 



- كويس اني مخلياكي تذكري ربنا بس معاكي حق تقلقي خلود بتحب مروان من سنين وكانت بتغير من ملك وانا ليه لا ؟؟



مروان وسيم ودمه خفيف ومثقف وفيه صفات كتيرة حلوة ورومانسي ومتفهم أي واحدة تتمناه كان ممكن افكر فيه بس يا خسارة 




أخذت تسنيم أنفاسها بغضب شديد وهي تدعي الا تقتلها وتسيطر علي غضبها، فأردفت قائلة بنبرة غاضبة



- ايه اللي مانعك يعني اتفضلي متتكسفيش 



- يمكن علشان اخويا في الرضاعة مثلا  



قالتها كارمن بسخرية شديدة فعلي ما يبدو أن محسن لديه حق بوصفها، انفجرت ضاحكة وهي تري دهشتها وصدمتها فهي لم تتفوه بكلمة، فاستكملت كارمن حديثها باستغراب فعلي ما يبدو اجتمع البيت كله ليجعلها تشتعل بنار الغيرة 



- ضحكتيني والله انتِ متعرفيش بجد؟



أردفت تسنيم قائلة بخجل مما تفوهت به لا تدري فحينما يتعلق الموضوع بفتاة اخري في محيطه تفقد صوابها فعلي الأغلب قد أصابها بعدوي 



- لا محدش قالي  



- مروان مقالكيش؟ 



كانت تسنيم تشعر بالغضب فكيف لم يخبرها بالأمر؟؟ أدرك غيرتها وأسئلتها ومع ذلك لم يخبرها بأنها شقيقته هل يتعمد أثارة غيرتها الانثوية أم ماذا ؟؟



تمتمت تسنيم قائلة علي مضض وهي تحاول إخماد غضبها قدر المُستطاع 



- لا  



غمزت لها كارمن بعيناها بمكرٍ شديد وأردفت قائلة بنبرة منخفضة 



-  مش سهل مروان علي فكرة عايزك تطلعي اسوء ما فيكي وانتِ غيرانه 



ثم تنهدت واستكملت حديثها وكأنها تعاتب نفسها 



- صدقي ياريت ما قولتلك وكنت خليتك تولعي شوية كده  من الغيرة 



- السلام عليكم 



قالها محسن بعد أن جاء من الخارج، لتجيب عليه الاثنان



- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 



أردفت محسن قائلا بتساؤل 



- مريم فين ؟؟



- في المطبخ يا عمو



أردف محسن قائلا وهو يوجه حديثه إلي كارمن بنبرة فهمتها جيدًا أنه يريد تسنيم علي انفراد



- ماشي روحي اعمليلي فنجان قهوة 



- ماشي يا عمو



قالتها كارمن بنبرة هادئة، ثم نهضت وذهبت إلى المطبخ ليوجه محسن حديثه إلي تسنيم 



- تعالي يا تسنيم عايز اتكلم معاكي 



________________



في القاهرة 



تحديدا في الطابق الأول من أحدي العمائر، كان يجلس مروان مع أحد الشباب العاملين في تلك الشركة الصغيرة، كان الشاب قد علم هويته أنه يقرب الي شريف واقترح علي مروان الاتصال به حتي يأتي بسرعة علي غير عادته حتي يعلم أن هناك أحد ينتظره، فأردف مروان قائلا باعتراض



- لا براحته انا قاعد مستنيه متتصلش بيه ولا حاجة 



كانت هذه أخر كلمات تفوه بها مروان قبل إتيان شريف، الذي ابتلع ريقه بصعوبة شديدة حينما رأه، ليأخذه إلي المكتب ويذهب هذا الشاب الي توصيل شيء يخص العمل 



 وما أن اغلق الباب وكان علي وشك الترحيب به بشكل جيد فهو لم يأتي في عقله أن تسنيم ستقول كل شيء له 



 تلقي لكمه قوية من مروان أفقدته توازنه ليسقط أرضًا، ليمسكه مروان من ياقته ويجعله يقف مرة أخري بغضب شديد وأردف قائلا وهو علي وشك قتله بالفعل 



- دي علشان فكرت تكلم واحدة في عصمة راجل وحاولت تضايقها، علشان الرجولة مبتقولش كده اللي انتَ متعرفهاش باين



كان شريف يحاول أن يستعيد وعيه فهو مازال لا يستوعب شيء، كان يحاول قول أي شيء وأن يدافع عن نفسه لم يعطيه مروان فرصة حتي يبعده 



 ليتلقي منه لكمة ثانية أشد من التي قبلها فالنيران التي تتواجد به لا يستطيع إخمادها 



افقدته توازنه مرة أخري وأردف قائلا بنبرة حارقة فيتأكل من نيران الغيرة



- دي بقا علشان حظك الاسود ان الراجل ده انا 



- انتَ اتجننت يا مروان جاي تضربني في مكتبي 



قالها شريف بخوف شديد وهو يضع يده علي وجهه الذي يشعر أن العظام المتواجدة به قد تكسرت، فأردف مروان قائلا بسخرية شديدة وهو يمسك به من ياقته ويأبي تركه



- لا كنت المفروض اجيلكم بيتكم صح 



-  ايه الكلام اللي بتقوله ده 



لكمه للمرة الثالثة وهو لا يعطي له فرصة حتي ليستوعب الموقف، فأردف قائلا بنبرة غاضبة



- طب دي كمان هدية مني ليك علشان تبقي حتي راجل وتعترف باللي عملته



تأوه شريف تلك المرة وأدرك غضب مروان الجامح وأنه ليس من السهل إنكار الحقيقة أو أن يُكذب تسنيم 



أو حتي يستفزه بالكلمات فحاول أن يتحدث بنبرة لينة حتي يتجنب افتعال مشكلة داخل مكان العمل 



- انا معملتش حاجة انا  اتقدمت لواحدة مكنتش  أعرف أنها متجوزة وأصريت عليها  لما عرفت ظروف جوازها وقولتلها تطلب الطلاق ...



أردف مروان قائلا وهو يركله في بطنه بغضب شديد ليقاطع كلماته المستفزة 



 ليسقط أرضًا وينزل مروان لمستواه، قائلا بغضب



-  وانتَ مال أمك بجوازنا، انتَ عارف يا شريف عندي استعداد قسما بالله اكسرلك الشركة وأولع فيها وامسح بكرامتك الارض قدام الشارع كله بعدها بقا فضايح هنروح القسم مش في دماغي انا مبعملش حساب لحاجة ولا بيهمني كلام حد 



حاول شريف أن يظهر له أنه حسن النية حتي يتركه فهو لا يستطيع حتي الدفاع عن نفسه ويشعر بألم شديد في وجه وجسده 



- خلاص يعني انا مكلمتهاش من ساعة ما عرفت  انها مراتك وعملت حساب لصلة النسب اللي ما بينا 



- كنت كلمتها علشان افصل رأسك عن جسمك، دي الحاجة الوحيدة اللي مخلياني مقتلكش 



فتح جمال الباب بغضب شديد ليجد مروان يمسك شريف من ياقته ووجه ابنه ينزف وبشده 



- ايه اللي بيحصل ده 



تركه مروان أخيرا واعتدل ليقف مرة أخري، وأردف قائلا بنبرة حاول جعلها هادئة



- ابدا كنت بسلم علي شريف 



كاد جمال أن يتحدث ليقترب منه مروان قائلا وهو ينظر في عينه بحدة قليلا 



- ربي ابنك ياعم جمال علشان ميزعلكش عليه، انا هسيبه بس علشانك دلوقتي لكن لو فكر مجرد التفكير أنه يدخل في اللي ملوش فيه أو يقرب من حد يخصني مش هعمل حساب لأي مخلوق 



تركهم مروان ولم ينتظر رد احد عليه أما جمال راقب أبنه بغضب شديد ...



________________



هبط مروان من البناية فأردف البواب قائلا حينما لاحظ أنه يذهب إلي الخارج دون قول شيء



- انتَ يا ابني 



- ايه يا حج 



- انتَ نسيت وله ايه 



أردف مروان قائلا بنبرة هادئة وابتسامة حاول ان يرسمها علي شفتيه



- مش ناسي .. انتَ فاكر 



- عارف انتَ لو كنت بتضحك عليا وبتعشمني وخلاص 



قاطعه مروان قائلا بصدق



- يا حج هضحك عليك ليه بس



- هو في حد ماشي بيوزع فلوس 



قالها البواب باستغراب فلم يقابل شخصًا مرح هكذا ويريد أعطاء نقود لأحدهم بتلك الطريقة، فأردف مروان قائلا بابتسامة 



- لا مش بوزع فلوس دايما بس خرجت مني تلقائي



 انا قولتلك ايه فاكر ؟



- الشوق والغيرة ، أصدق صفات الحب وأجمل طقوسه 



كان البواب يقولها بتحدي أكثر من كونه يريد تلك النقود، فأخرج مروان من جيبة المحفظة ليفتحها ويخرج منها ثلاث ورقات نقدية قيمة كل منهما مائة جنيها



- خد يا حج



- انتَ أهبل يا ابني 



قالها البواب تلقائيا فهو بالفعل لا يصدق الأمر، رُبما أخذها مروان بهدوء واعتبرها مزحة كونه رجل في عمر أبيه، فأردف مروان قائلا بمرح 



- امي بتقول كده احيانا 



- انا افتكرتك بتتريق او بتهزر معايا والله يا ابني



أردف مروان قائلا بمرح عكس ما يتواجد بداخله 



- هو انا إبان اهبل اه يا حج بس عندي ميزة انا مبقولش كلمة مش قدها حتي لو هزار 



أردف البواب قائلا بنبرة هادئة 



- انتَ اسمك ايه يا ابني، انا اول مرة اشوفك هنا 



- اسمي مروان وفعلا أنا اول مرة اجي هنا 



قالها مروان بهدوء رغم شعوره بالارهاق وهيئته التي تبعثرت، فأردف البواب قائلا بنبرة تحمل الكثير من الشكر بين طياتها، فتذكر لوهلة ابنته الصغيرة 



اثناء حديثهما في الليلة الماضية وحزنها بسبب عدم قدرته لاعطائها تلك النقود بعد يومان، لتحزن الصغيرة لشعورها بالحرج من كونها الاقل من بين أصدقاءها 



فهو شعر بما ينتباها رغم أنها لم تقولها صراحًا



- انتَ عارف الفلوس دي هتفرح بنتي  قد ايه



- كلنا أسباب في حياة بعض يا حج علشان نفرح بعض، ربنا يسعدك دايما 



- انتَ روحك خفيفة اوي يا ابني اللي يشوفك يحس انه يعرفك من سنين طلتك خفيفة علي القلب 



أردف مروان قائلا بنبرة مرحة بعد أن وضع النقود في يد الرجل، وكان في طريقه للمغادرة



- شكرا يا حج، مع السلامة 



استوقفه الرجل ليعود مروان مرة أخري حينما استمع كلماته



- استني يا بني .. انا ممكن مشوفكش تاني ومش عارف اني اخد منك الفلوس ده صح وله غلط



ربط مروان علي كتفه وأردف قائلا بنبرة حانية 



- طبعا صح  انتَ قولت كنت محتاج حاجة لبنتك ربنا وقعني في طريقك علشان يبعتلك رزق ليها علي أهون سبب قولتلك كلنا أسباب في حياة بعض



أردف البواب قائلا باحراج شديد وامتنان



- انا ممكن معرفش ارد جميلك ولا عمري قابلت حد خفيف وضحكته حلو وكمان كريم كده يمكن مش هعرف أرد جميلك بس هدعيلك في كل صلاة ربنا يصلح حالك وييسر لك كل خير ويريح بالك وقلبك زي ما انتِ الكلام معاك مريح للقلب 



_____________________



في المنصورة / بيت عائلة العربي 



في مكتب محسن كان يجلس وتجلس أمامه تسنيم وهو يضع فوق المكتب خمس أوراق أحدهما وثيقة زواجه، والأوراق الباقية هي وثائق ميلاد أولاده 



فأردف محسن قائلا وهو يسألها عن الشعور الذي ينتابها عند رؤية تلك الأوراق 



- انتِ شايفة ايه يا تسنيم ؟



أردفت تسنيم بعدم إكتراث وهي لا تعلم ما الذي يقصده وراء فعلته 



- شايفة أربع ورقات .. لا خمسة ورقات



- بتحبي الحكايات ؟



- أحيانا  



علي ما يبدو العائلة بأكملها اجتمعت لتصيبها بالجنون، فأردف محسن قائلا بصراحته المُطلقة 



- عارف انك مش مرتحالي او مفيش قبول من ناحيتك وقلقانة مني 



أردفت تسنيم قائلة بحرج 



- انا مقولتش  ...



قاطعها محسن قائلا بنبرة هادئة وحقيقية



- ده شيء انا متاكد منه مش بتهمك بحاجة انا ببقي مدرك اللي حواليا بيفكروا فيا ازاي، عارفة يا تسنيم 



نظرت له بتركيز وهي تنتظر أن يستكمل حديثه وبالفعل أردف قائلا 



- انا مكنش ليا الا اخويا الله يرحمه مكناش علي اتفاق ما بينا او علي الاقل  علاقتنا مش قوية أوي زي ما مثلا بيت ولادي مكنش في سبب معين



هو كان زي اسلام كده المهم دراسته في حته لوحده .. مرة اتخانقنا انا وهو يمكن مش فاكر السبب كنا لسه في اعدادي كده بس فاكر كلمة ابويا قالها لاني كنت مضايق 



أردف محسن قائلا بعد أن اخذ  انفاسه ليستكمل حديثه 



- قالي انتَ بكرا هتجيب عيالك وهيكونوا صحابك .. استغربت كنت عيل صغير قولت انا عايز العب مع اخويا في الشارع نروح ونيجي سوا وبعدين ابني ايه اللي هيكون صاحبي  وساعتها صالحنا علي بعض وخلص



هزت رأسها بتفهم فهي تعلم أنه لن يصمت علي هذا الموضوع بشهادة الجميع؛ فأردفت قائلة وهي تتوقع كلماته 



- انا فاهمة قصدك عايز مروان يكون ليه عزوة تكون عيلته 



تجاهل ما تفوهت به وأردف محسن قائلا 



- شايفة الورق اللي قدامك ده 



- شايفاه 



تحدث محسن  بتفسير وهو يحاول أن يفهمها مقصده 



- شهادات ميلاد عيالي وقسيمة جوازي، لما مسكت قسيمة جوازي مكنتش حاسس بحاجة عادي اتجوزت ايه اللي حصل يعني ؟؟ ولا حاجة مهما كنت بتحب مراتك مش هتكون قسيمة الجواز مهمة



ثم أستكمل حديثه قائلا وهو يشير الي وثيقة ميلاد مروان



- نيجي عند الشهادة دي، دي شهادة ميلاد مروان متسغربيش انا ابويا علمني اقدر الورق اوي ان كان مهم وله ملوش اهمية زي مروان بيحب الكتب وبيقدر الورق 



هزت رأسها ليستكمل حديثه قائلا بعد أن ابتلع ريقه 



- نكمل حكايتنا كنت بقولك لما مسكت شهادة ميلاد مروان احساس عجيب اوي مجرد ما يبقي في روح اتخلقت وفي قلب بينبض وحاجة صغيرة متسجلة في ورقة اسمك مكتوب فيها 



 لتنظر له بدهشة لم يحدثها أحد قد قابلته بتلك الطريقة فاستكمل محسن حديثه



- ده الشعور، عمر ولحظات كتيرة اوي انتِ لسه مجربتيش الاحساس ده فهتشوفيها ورقة ملهاش اي أهمية وعندك حق ده كان رأيي زمان برضو 



تنهد محسن وشرب مياة ووضع الكوب أمامه ثم أردف قائلا بابتسامة صافية



- انك تبقي أب او أم مسؤولة عن طفل شيء علي قد ما هو جميل علي قد ما بيكلفك كتير اوي وتتنازلي عن حاجات عمرك ما كنت تتخيلها وبتعملي حاجات متتخيلهاش يبدأ يكون عندك مبدا واحد ابنك اولا وبعدين اي حاجة في الدنيا حتي انتَ تيجي بعده



وجدها تنظر له ببلاهة، فاستكمل حديثه قائلا بعد أن صمت لدقيقتين فلقد تحدث كثيرا



- مشكلتي الحقيقية يا تسنيم بزعل ناس كتير مني انا مصلحة عيالي قبل اي حاجة محبش اشوف ناقصهم حاجة انا مظلمتش ملك ولا اساءت ليها حتي خناقي كان مع ابني كونه خبي عني وتفتكري اني قولت روح اتجوز اول ما قالي 



أردفت تسنيم قائلة باستغراب شديد



- اومال قولتله ايه



- قولتله  روح لدكتور وتلاتة وعشرة اكيد في حل لحالتها ولقلبها ومهما كلف مش مهم علاجات مش مهم أي حاجة 



وفعلا راحوا وعملوا تحاليل هما الاتنين شاملة ليهم علشان يعرضوها علي أكثر من دكتور 



مروان معندوش حاجة تمنع وملك معندهاش حاجة تمنع الخلفة إلا أن عضلة قلبها تمنعها من وهي صغيرة وده رأي اكتر من دكتور ولو عملت كده في خطر علي حياتها 



أردفت تسنيم قائلة



- فقولتله اتجوز 



- شرع ربنا ومن حقي افرح بعياله 



سألته تسنيم قائلة بجراءة شديدة 



- افرض مروان كان عنده عيب كنت هتقبل أن ملك تسيبه وتروح تتطلق منه وتتجوز غيره لو هي سليمة ؟ 



ابتسم محسن قائلا بنبرة غامضة 



- بتسالي سؤال محدش اتجرأ يقوله ليا حتي مروان نفسه تعرفي كده 



- انا بسألك عادي 



قالتها تسنيم بحرج شديد الا يكن لسانها وتمردها عيب عليها، فأردف محسن قائلا بصدق 



- انا مش منافق وهقولك كنت هقبل أن ابني يتكسر، مفيش حد يقدر يتخيل رد فعل موقف هو ممرش بيه 



 ابني مصلحته وراحته أهم ولو كانت عملت كده هيبقي حقها برضو بس هزعل وهعاتب علشان مروان اللي ابني اعتبريها انانية اعتبريه أي شيء بس انا بحب عيالي وعملت المستحيل ولسه ماشي علي رجلي علشان اشوفهم مبسوطين 



- انتَ بتقولي كده ليه 



- علشان تعرفي أن تصرفاتي كوني اب حكمت عليا افكر في عيالي قبل اي حاجة 



- بابا مات وانا صغيرة جدا وماما اتجوزت بعده تعرف ده ؟؟ 



أردف محسن قائلا بتلقائية فهو يعرف كل شيء عنها تقريبًا من قبل حتي رؤيتها ..



- عارف 



أردفت تسنيم قائلة بحيرة فهي لا تعلم هل لديه حق في ذلك أم لا



-  مجربتش فكرة خوف حد علي مصلحتي زي ما بتتكلم ولا جربت أكون مكانك علشان افهمك واقدر تصرفاتك صح وله لا، فهمت المغزي انتَ عايز تكلمني في موضوع الخلفة 



أردف محسن قائلا بعدم إكتراث 



- لا مش ده اللي عايز اقوله .. اللي عايز اقوله هو ...



______________



في القاهرة



في شركة شريف ووالده



أردف جمال قائلا بنبرة غاضبة فلحسن الحظ ذهب العاملين للقيام ببعض المهمات المتعلقة بالعمل 



- احسن تستاهل ياريته كان طحنك



 غضب شريف من لا مبالاة والده، فأردف قائلا بنبرة حانقة



- انتَ بتقول ايه يا بابا انتَ مبسوط أن ابنك اضرب، ما كنت قولتله يكمل احسن هو حظه بس اني مكنتش عامل حسابي ومش مستوعب أنه عرف



أردف جمال قائلا بحدة شديدة



- اه فرحان يمكن يفوقك انا من الأول قولتلك مدام متجوزة تحترم نفسك لأن اخلاقنا مش كده 



قولتلي الحكاية والرواية قولتلك لما تبقي تطلق ابقي نتكلم وده قولته من غير ما اعرف مين جوزها، أياك تفكر تعمل أي حاجة تاني الناس دي مناسبة أختي ومش هقبل نتفضح بسبب غبائك 



ثم استكمل حديثه قائلا 



- فوق علشان ربنا يبعتلك واحدة تصونك وبطل صياعة 



_______________



في غرفة تسنيم ومروان كانت تشعر بالملل الشديد، اخذت تقلب في أشياء مروان حتي تبحث عن رواية تقرأها لأول مرة في حياتها حتي تتخلص من هذا الملل، وأثناء بحثها وجدت (note) صغيرة وعلي ما يبدو عائدة لمروان بالتأكيد، فتحتها وجدت كلمات مبعثرة وأخذت تقلب في الصفحات لتأتي عند صفحة معينة، ووجدت بعض الاقتباسات 



حين نفقد أمل قدوم أحدهم ، يكون هذا هو الوقت المناسب لدلوف الصدفة لحياتنا (أمينة الخياط)



قلبت الصفحة لتجد أقتباس أخر 



ماذا يشعر الانسان بالخوف ما دامت الصدفة ولا شئ غيرها هي التي تقود خطاه؟ (سوفوكليس) 



أردفت قائلة باستغراب شديد فهو غير طبيعي بالفعل 



- انا اخر مرة سمعت ان ف حد  بيكتب يوميات او اقتباسات كان من العصر الحجري، بس خطه حلو بصراحة واضح انه معجب بنفسه كل صفحة لازم يكتب اسمه



ثم تنهدت واستكملت حديثها قائلة بسخرية



- علي اخر الزمن اقعد اقرأ الباشا كاتب ايه واقعد ادور بين الروايات انا عمري ما قريت أصلا 



 هو صحيح ألبوم الصور فين ؟



بحثت كثيرا عنه، ولكن لم تجده، لا تدري هل وضعه في مكان أخر، فما شأنها فليفعل ما يريد فيكفي سفره وذهابه دون قول شيء، أخذت أول رواية قابلتها وأخذت تقرأ فيها 



<<بعد مرور ساعة>> 



دقت رباب الباب، لتسمح لها تسنيم بالدخول بعد أن علمت هويتها، دخلت رباب وجلست علي المقعد ثم أردفت قائلة بنبرة هادئة ومرحة 



- مساء الخير 



أردفت تسنيم قائلة وهي تحاول ان تبادلها الابتسامة حتي لا تكن فظة معها فهي أكثر من أحبته في هذا البيت 



- مساء النور يا رباب 



- بتقري ايه  



أردفت تسنيم قائلة بعدم اكتراث



- مش عارفة رواية كده من ضمن الحاجات بتاعت مروان حاسه نفسي منقطعة عن العالم من ساعة التليفون ما اتكسر وحاجة أخر قرف



تنهدت رباب وأردفت قائلة بنبرة خيالية حالمة 



- ياه والله لو تليفوني يتكسر الواحد يقعد في هدوء كده ويا سلام لو يكون قاعد قدام البحر بيقرأ رواية 



أردفت تسنيم قائلة بنبرة ما بين السخرية والمرح



- حاضر من عنيا هقول لاخوكي يكسرلك تليفونك ايه الهبل ده 



انتِ خيالية أوي يا رباب 



- انا عمري ما شوفت اتنين مختلفين عن بعض وعادًا الراجل هو اللي قفيل والست بتبقي زعلانة من لا مبالاته، يعني اسلام ورنا علاقة طبيعية انتِ ومروان اللي مش طبيعيين 



يا ساتر عليكي وبعدين الرواية دي انا قريتها قبل كده وصلتي لفين



أردفت تسنيم قائلة بنبرة هادئة وبملل 



- لسه في الأول بس لسه محبوش بعض وواضح أن في رغي كتير ومش هكملها 



- تنسيم انتِ قلبك ده شغال وله ايه دي اكتر رواية رومانسية قريتها



أردفت تسنيم قائلة بسخرية علي نفسها 



- تقريبًا محتاج يروح الصيانة 



تحدثت رباب بنبرة مرحة 



انا هقول لمروان يودي قلبك بدل التليفون، هقولك حبة خطوت اعمليهم ناو يمكن تهدي شوية



-  ايه هي الخطوات دي 



- خدي دش دافي



- وبعدين



- حطي برفان بتحبيه ويكون هادي ومتسرحيش شعرك سبيه زي ما هو ونشفيه بالفوطة بس وأرفعيه لفوق كده، اشربي مية لغايت ما تحسي انك مرتوية واقفي في البلكونة خدي نفس عميق 



 واياكي تفكري في أي افكار سلبية وغمضي عينك وتخيلي سيبي خيالك يروح لبعيد 



تنهدت رباب وشعرت بعدم قناعتها بحديثها من ملامح وجهها



- جربي مش هتخسري 



بعد وقت ذهبت رباب حينما شعرت بالنعاس، لتفعل تسنيم ما  قالته رباب علي مضض



 وبعد أن أخذت أنفاسها بعمق شديد في الشرفة 



دخلت الغرفة لتغلق كل شيء من الممكن أن يبعث لها الضوء وأصبحت الغرفة معتمة للغاية لاول مرة تشعر انها أصبحت غريبة حتي لا تستطع فهم نفسها هناك أشياء كثيرة تغيرت بها 



فمنذ متي وهي تستطع الجلوس في هذا الظلام ؟؟ 



حاولت أن تبرر لنفسها بأنها تريد نسيانه وتنسي كل شيء قد يُذكرها انها في بيت يعود له



 لعل الظلام يخفي ملامح الغرفة وتتخيل أنها في مكان أخر 



نامت علي الفراش وهي تحاول تصفية ذهنها فهي تعتقد ان هذا الشيء صعب للغاية 



فهي لم تنم ولو ليلة في حياتها دون أن تنغمس قبلها في  الذكريات المؤلمة أو حتي تفكر في المستقبل المجهول 



شعرت بارتخاء جسدها وهدوئة وأنفاسها أصبحت هادئة 



 ولكن مهلا !!!



لما يأتي هو في عقلها أو تتذكر ابتسامته ومزاحه التي لطالما يزعجها ولا يروقها 



كانت تستغرب لما يأتي في عقلها  



فأين والدتها التي تعاتبها كل ليلة في عقلها 



 وأين والدها التي تحاول أن تتخيل حياتها لو كان علي قيد الحياة



 لما استحوذ علي عقلها وكأن لا يتواجد بعقلها غيره 



نهضت من الفراش بعد ساعة تقريبًا فيكفي ذلك 



أضاءت الغرفة مرة أخري  وفتحت الشرفة ستفقد عقلها بالفعل علي ما يبدو اخطأت كثيرا في موافقتها علي العودة معه وأعطاءه فرصة 



أين هو الان ؟ 



هل هناك ما يشغله في الاسكندرية غير العمل؟ 



فعلي الأقل أن كان يهرب بسبب شده غضبه فليتحدث معها ويظهر غضبه له



 ولكن لا يتركها بتلك الطريقة تجن مع افكارها  



________________



في الاسكندرية 



في شقة محمود والتي كان في الشهور الماضية يقيم معه مروان ويتقاسم معه الإيجار منذ افتتاحهم هذا المطعم، كان يريد الهروب من أي شيء حتي العمل الذي كانت تعمل معه ملك به وترك المحافظة بأكملها لعله يبدأ التأقلم علي غيابها في مكان أخر 



أردف محمود قائلا بصدمة فلم يكن يعلم أن صديقه بهذا الجنون والتهور



- بقا انتَ ضربت الواد يا مروان وسط شغله 



- كنت المفروض اقتله صح ؟ 



قالها مروان بسخرية وهو نائم علي الأريكة فهو يحاول أن يريح جسده، فأردف محمود قائلا بنبرة هادئة فلقد أدرك أن صديقه في أسوء حالاته 



- خلاص اهدي انتَ من ساعة ما جيت وانتَمتعصب هو معملش حاجة برضو يا مروان مدام لما عرف هي مرات مين مكلمهاش يبقي أدرك غلطه 



تحدث مروان قائلا وهو يستشيط من الغضب كلما يتذكره 



- صدقني لو قولت معملش حاجة تاني هقوم اضربك لغايت ميبقاش فيك حته سليمة تتخيط، كنت المفروض استناه لما يتكلم كمان معاها تاني وكنت تجبلي قرون هدية 



أردف محمود قائلا بنبرة هادئة وهو يدرك أن صديقه فقد عقله من الحب الذي لم يكن ينتظره، فحاول أن يغير الموضوغ



- لا ياعم وعلي ايه حد مستغني عن عمره 



 انا طلبت الاكل علشان ناكل 



ثم تنهد واستكمل حديثه قائلا بعد تفكير



- صحيح انتَ هتمشي بكرا الصبح وله ايه لازم ترتاح شوية انتَ عمال تسوق طول اليوم من هنا لهنا سفر 



 دماغك دي وله جزمة



- جزمة  وبعدين ريح نفسك انا قاعد معاك كام يوم 



قالها مروان بسخرية 

_______________



<<بعد مرور خمسة ايام>>



في الساعة الحادية بعد منتصف الليل 



كانت تسنيم طوال الايام الماضية تعيش أسوء حالتها المزاجية والمتقلبة للاسف الشديد شعرت بنقص في غيابه هناك شيء ينقصها، فكانت تظن أنها لم تعتاد عليه بعد ولكنها بالفعل كانت غاضبة من عدم رؤيته أكثر مما حدث 



مؤسف أنها تشتاق له 



لقد اعتادت علي وجوده علي الأغلب فكانت تظن أنها ستشعر براحة في غيابه كونها ليست مجبرة علي ارتداء ملابس معينة أمامه كونها لا تأخذ راحتها في اشياء كثيرة في وجوده



ولن تسمع كلمات قد تزعجها من مزاحه الذي كانت تشعر به بالسخافة أحيانا وتمنع نفسها عن الضحك بصعوبة 



ارتدت اسدالها حينما شعرت بالعطش فهبطت الي الأسفل لاخذ ماء من الثلاجة فأردفت قائلة بنبرة ساخرة وهي تقف في المطبخ



-  انا هعمل note  واول حاجة هكتبها في أول صفحة 

الرجالة كلهم ميتعاشروش 



 تقول الحقيقة او تكدب عليهم نفس الغباء خليه قاعد في اسكندرية ما ليها حق كارمن تقول بيدور علي التالتة 



الحياة من غير راجل أحلي بكتير وكنت مش بفكر في حاجة 



كانت تحدث نفسها بصوت مسموع قليلا ولكنه منخفض، فسمعت صوته يؤكد علي حديثها 



- فعلا عندك حق 



- مش كده ....



قالتها بتلقائية شديدة، لتستوعب نفسها وذلك الصوت الذي سمعته لتصمت تمامًا لتنظر خلفها، أردفت قائلة بصدمة 



- مروان 



- تقريبا



أردفت تسنيم قائلة بنبرة حانقة فهي لن تتركه فلقد غاب وفعل ما يريده وتركها



- طلقني يا مروان 



- ده ايه السواد اللي الواحد فيه ده روحت وجيت و ....



قالها بسخرية فكان يفعل ذلك حتي يري ردة فعلها ولكنها مازالت كما هي باردة المشاعر 



توقف عن الحديث حينما وجدها قد اقتربت منه بل أنها حاوطت عنقه واحتضنته




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close