اخر الروايات

رواية عشق خالي من الدسم الفصل الثالث عشر 13 بقلم فاطمة سلطان

رواية عشق خالي من الدسم الفصل الثالث عشر 13 بقلم فاطمة سلطان



الفصل الثالث عشر 13 

بقلم فاطمة سلطان





اذكروا الله 

 

_____________

 

الحب لا يجمع المتشابهين، الحب يجمع المختلفين دائما، كأثنين بينهما فارق بالعمر أو اثنين أحدهما له ماضٍ وآخر يحب لأول مرة 

 





في قلب كل شتاء ربيع يختلج ، و وراء نقاب كل ليل فجر يبتسم





 

- طلقني يا مروان 

 

- ده ايه السواد اللي الواحد فيه ده روحت وجيت و ....

 

قالها بسخرية فكان يفعل ذلك حتي يري ردة فعلها ولكنها مازالت كما هي باردة المشاعر 


 

توقف عن الحديث حينما وجدها قد اقتربت منه بل أنها حاوطت عنقه واحتضنته

 

<<قبل دقائق>>

 دخل مروان المنزل بعد أن فتح الباب بهدوء، رُبما لم يتغير مروان كثيرًا مازال يعشق السفر ليلاً ويحب الطُرق في الهدوء، أحب عليه أن يقضي كل مهامه ليلا لو كان يستطيع ذلك.

 

وجد اضاءة المطبخ مشتعلة فظن أن شقيقته تسهر للمذاكرة وشعرت بالجوع فهبطت لفعل شيء كعادتها طوال عمرها، فأردف قائلا بخبث ومرحٍ

 

- اروح اخضها اخليها تصوت دلوقتي جايلك يا رباب

 

مشي خطوات بطيئة يخفة شديدة وغير محسوسة، القي بصره في هدوء مميت وهو يظهر رأسه فقط من الباب عرفها فورًا من ظهرها، في ذلك هو الاسدال بين اثنين تتحرك بهما في المنزل فيقسم أنه حفظهما عن ظهر قلب، وجدها تقف عند الثلاجة وصوتها مسموع بعض الشيء نظرًا للهدوء الذي أصاب البيت فالجميع أما خلد الي النوم أو يجلس في غرفته

 

- انا هعمل note  واول حاجة هكتبها في أول صفحة 

الرجالة كلهم ميتعاشروش 

 

تقول الحقيقة او تكدب عليهم نفس الغباء خليه قاعد في اسكندرية ما ليها حق كارمن تقول بيدور علي التالتة 

 

الحياة من غير راجل أحلي بكتير وكنت مش بفكر في حاجة ...

 

__________

في القاهرة 



في بيت كريمة وعمر 



كانت تتقلب علي الفراش ولا تستطيع النوم أبدا، نهضت وتأكدت من نوم أولادها وخرجت لتجلس في غرفة المعيشة وتنتظره بما أن النوم قد هرب منها، وجلست علي الأريكة بالفعل



دخل عمر البيت وهو في أعلي درجات السعادة وكأنه لا يشغل عقله بأي شيء، كان يدندن بسعادة 



- قولي عملك ايه قولي قلبي . .



قاطعت كريمة وصله الغناء الخاصة به، وأردفت قائلة بسخرية وحنق من سهرة طوال الليالي ورجوعه المتأخر



- ايه الروقان ده ما شاء الله عليك، هو تصدير وش الخشب مخصوص ليا أنا بس




ذم شفتيه بانزعاج شديد فما الذي يجعلها مستيقظة حتي الآن؟!، لعنها فهي تفسد لحظات حياته، حاول أن يتحدث بطريقة محببة علي قلبها



- مالك، هو دي حاجة تزعلك أن راجلك يكون مبسوط انتِ عارفة أني قلبي أبيض بخرج من البيت بنسي المشاكل والهم 



اقترب منها وهو ينهي كلماته طابعًا قبلة علي جبينها، وأردف قائلا وهو يجلس بجانبها علي الأريكة 



- ايه اللي مصحيكي لغايت دلوقتي ياست الستات 



قالها بنبرة حانية وطريقة يعرف أن يمتلكها بها، فأردفت قائلة بنبرة حانقة ولا مبالاة 



- مستنياك



غمز لها بعينيه، وأردف قائلا بنبرة خبيثة



- عليا أنا يا كريمة ما انا كل يوم بسهر برا وأرجع الاقيكي في سابع نومه، يلا قوليلي أيه اللي شاغل بالك



- تسنيم 



كاد أن يلعنها ويلعن تسنيم وذلك اليوم الذي تزوجها به علي أمل أن يكن لديها بعض النقود التي كان يسمع عنها وكونها حسنة المظهر وجميلة فهي تشبه تسنيم إلي حد ما ولكن مع فارق العمر قل جمالها، فأردف قائلا بنبرة حاول جعلها هادئة 



- مالها تسنيم 



أردفت كريمة قائلة بنبرة قلقة



- بقالي كام يوم بتصل بيها تليفونها مقفول انا خايفة يكون في حاجة قلقانة عليها أوي يا عمر



لا يدري ما بها تلك المجنونة في هذة الفترة أصبح هوسها تسنيم .. تسنيم أصبحت كل الأحاديث عليها دون فائدة أو أي شيء قد ينفعه من وراءها..



- طب ما تتصلي بجوزها 



- معرفش رقمه يعني مش منتظرة تقولي كده، خايفة عليها أوي 



- قومي نامي ومتصدعنيش طيرتي الدماغ اللي كنت عاملها، تولع بنتك أنا مال أمي أشغل بالي بيها، بنتك ياختي متجوزة واحد متريش ومش ناقصة سؤالك عليها أحنا اللي محتاجين حد يسأل علينا 



فكري في عيالك اللي نايمين جوا النهاردة في أكل بكرا مش هنلاقي نأكل علشان مش عارفين نعملنا مشروع نأكل منه عيش



قالها بغضب شديد فلا ينقصه سوي تلك الفتاة الحمقاء فمازال يتذكر حينما جرحته في كتفه حينما اقترب منها، فلتذهب إلي الجحيم فلم تنفعه يومًا لمتعته أو حتي نقود من وراء زوجها الذي كان يأتي لتهديده وبالفعل خشي الاقتراب منها .. 



___________

 

في المنصورة / في بيت عائلة العربي 



صدمة كبيرة احتلت مروان لم يصدق بالفعل أنها تعانقه، ولم تبعد فورًا حينما أدركت فعلتها، فمرت أكثر من خمس دقائق وهي لا تبالي بشيء وحاوطت عنقه بيدها وتغلق قبضتها، وتضع رأسها في صدره، شعرت بانتماء شديد له، نفس ذلك الانتماء التي شعرت به مع سلوي بعد أعوام ولكن هناك انتماء شعرته معه في فترة قصيرة لم تدرك أنها بالفعل تنتمي له إلا في غيابه، شيء غريب بينهما 



حينما أصبح كل شيء لا يعجبها به وتتذمر بسبب فعله لاشياء كثيرة أو حتي كلماته التي تغضبها هناك شيء عجيب يدفعها للاشتياق والغضب منه بسبب تركه له  



لأول مرة تفعل شيء دون أن تفكر في عواقبه، تريد أن تشعر بروحها تعانق روحه، ليس مجرد أن يعانقها جسديًا، عناق من نوعٍ خاص تجهله ولكن قلبها دفعها لذلك هناك شعور تحتاجه منه، لا تفهمه



تغلق عيناها ولا تفكر بشيء وكأنها غائبة عن الوعي في تلك اللحظة تريد معانقته عوضًا عن الكثير من الكلمات وعن العتاب وحتي أن تحكي له اشتياقها لوجوده، لم تشعر باستجابه منه فكانت علي وشك الابتعاد حينما لاحظت تجاهله ولكنها لم تفهم مدي صدمته 



فكيف تطلب الطلاق في دقيقة وفي الدقيقة التالية تحتضنه، حينما أرخت قبضتها عن عنقه وابتعدت رأسها وكانت علي وشك الابتعاد وجدته يغلق قبضته علي خصرها دافعًا أياها أن تبقي في أحضانه فاشتعلت قلبه نيران عاشقة باقترابها فكيف تريد الابتعاد دون أن ينهي شوقه، فهو أدرك في تلك الليالي أنه يحب متي وكيف؟؟



لا يعلم كل ذلك طوال الليالي لم تكن  الوحيدة من كانت تفكر وتغرق في أفكارها بل هو كذلك أيضًا فهي لم تكن فقط سد خانة أو احتياج بل هناك رابطة تشكلت بينهما وصلت لمراحل أبعد من كونها أحتياج واعتياد وهو واعي كثيرا حتي يفهم مشاعره أن كانت هي تجهل اتباع قلبها هو يعلم قلبه جيدًا 



لبت طلبه دون حديث وحاوطت عنقه مرة أخري دون أن تتفوه بكلمة أو اعتراض وكأن خجلها قد ذهب ولكن ماذا سيفعل العقل أن كان القلب يشتاق ويدفع للجنون، 



أردفت تسنيم قائلة بسحر لم تفهمه أو تدركه ولكن مشاعرها المتناقضة والثائرة أعطتها الصلاحيات لفمها بالنطق بما تكنه له



- للاسف الشديد انتَ وحشتني 



كان من المؤسف لها أن تعترف بذلك الاعتراف ليزيد من  عناقه لها دون ان يبقي بينهما فجوة قد تسمح لذرة من ذرات الاكسجين أن تتسلل بينهما عانقها بقوة يحتاجها قبلها



فأردف مروان قائلا بنبرة هادئة وهو يستند برأسه علي رأسها مقبلا أياها، فهي لا تعطي له المساحة أن يري ملامحها أو يقبل جبهتها



- خايف اقول وانا كمان الاقيكي اتحولتي ورجعتي لتسنيم اللي أنا أعرفها 



- انتَ خلتني تسنيم انا نفسي معرفهاش، لاول مرة حسيت بحاجة وعملتها من غير ما أفكر 



قالتها تسنيم بنبرة هادئة وغير مجبرة علي التحدث بها؛ قالتها وهي لاول مرة تتبع قلبها هي ليست حجر ولكن قلبها مقيد تحت تحكمات عقلها ولكن لم يستطع عقلها السيطرة في تلك اللحظة ولكنه محق قليلا



فلقد خذلتها والدتها، أفشت صديقتها بسرها، تخلي عنها عمها بعد موت والدها، خذلها الكثير من الناس تخشي أن يكن مروان مجرد شخص سيتم كتابه اسمه مع كل من تسببوا لها بالخذلان في صفحة مطوية من صفحات الذكريات 



- يا للهول، خمس أيام عملوا فيكي كدة كنت اتأخرت اكتر من كده 



قالها مروان بمرح وهي في أحضانه لم يبتعد أو يتحرك منهما أحد، فأردفت قائلة بنبرة حانقة وهي تبعد رأسها عند صدرة وتنظر في عينيه بحدة



- انا لو هخليك تطلقني هطلقني علشان بس مشيت وسبتني وخلتني اتجنن من غير تليفون ولا من غير حتي كلمة واحدة وخلتني اتحمل كلامهم كلهم ازاي أحافظ عليك ..



- لا بس واضح ان المرة دي كلامهم نفع ما شاء الله 

قاطعها قائلا بخبث ومرح شديد



فأردفت قائلة بنبرة حانقة 



- أنا مبيفرقش معايا كلام حد ولو انا قدامك دلوقتي فعلشان انا اللي عايزة كده مش علشان حد عايز كده



- ده اعتراف يستاهل الضجة اللي بتعمليها دي



قالها بمرح وهو يرفعها عن الأرض قليلا وهي في أحضانه، فهي حمقاء هل هكذا تدافع عن تصرفاتها أو تخفف من فعلتها، فهي تعترف بالفعل أنها تريده او علي الاقل تشعر بشيء نحوه فما أصدق الشوق والغيرة لتعبر عن الحب؟ فلم يثق بتلك المقولة عبثًا، فهي فعلت ما يريده



- نزلني ومتستهلكنيش انتَ عارف انا ممكن في ثواني ارجع لطبيعتي



- متستهلكنيش !!!! 



عليكي مصطلحات عايزة كاتالوج الكلمة دي أعمق من الموقف 



أنزلها ومازال محاوطها فمن الصعب تلك الفتاة أن تصمت مرة أخري في أحضانه؛ تنحنحت تسنيم وهي تحاول أن تخفف من حرجها نعم أصابها جنون علي الأغلب وفعلت ذلك ورمت نفسها في احضانه وحتي أن كان اشتياق نابع منها فهي بالتأكيد شعرت بالاحراج والخجل وبدأت تدرك فعلتها الآن فأردفت قائلة 



- لسه هنتكلم كتير علي فكرة



- مفيش كلام بعد ما بقيتي في حضني، هتقولي ايه بعدها، اتكلمتي بدبش وعكيتي او حتي اتكلمتي عدل، ملوش لزوم فعل واحد أصدق من ألف كلمة ممكن تقوليها 



قالها وهو ينظر داخل عيناها مباشرًا، عيناها التي يصعب عليك تحديدها هل هي زيتونية أم تميل إلي اللون العسلي ولكنها تحمل الكثير من البراءة خلفها حتي وإن لبست ثوب الحماقة والجراءة هناك فتاة لم يكتشفها أحد بعد.



دخلت رباب المطبخ وهي تربط رأسها بطريقة عشوائية وتمسك أحدي الكتب ووجدت هذا المنظر، كانت تسنيم تعطي لها ظهرها ومن يظهر هو مروان؛ فأردفت رباب قائلة بمرح 



- فينك يا حج محسن تشوف بيتك الطاهر بيحصل في أيه 



- ممكن متلفنيش أو الارض تنشق وتبلعني 



قالتها تسنيم بحرج وصت منخفض فهل ما كان ينقصها رؤية أحد في هذا الوضع، فنظر لها مروان قائلا وهو يرخي قبضته عن تسنيم لتبتعد قليلا وتقف خلفه، فأردف قائلا 



- مفيش ازيك يا أبيه مروان واحشني 



أردفت رباب قائلة بنبرة مرحة



- ازيك يا أبيه مروان، أبيه ايه وبتاع أيه احنا بتوع الكلام ده، وبعدين أنا اول ما بشوفك متوعده اجي احضنك بس المرة دي حضنك مش فاضي 



- لا فضي تعالي يا اخرة صبري 



قالها مروان بسخرية فهي قطعت عليه لحظته التي لن تتكرر دون مناقشات وكلام قد يجعله يصاب بالارهاق، فاقتربت رباب منه احتضنها فهي قد تعودت علي وجوده باستمرار أكثر من السابق، وأردفت قائلة بعد أن ابتعدت عنه



- مدام انتَ هنا وتسنيم هنا احنا هناكل كلنا بدل ما اعمل حاجة اكلها لوحدي من غير اعتراض والا لانا لساني فالت وبعترف بجنية واحد 



____________



في الصباح 



<<في القاهرة>>



استيقظ عمر ولم يجدها جنبه فتذكر أن بعد كلماته الليلة الماضية غضبت منه وذهبت للنوم في الغرفة بجانب أطفالها، نهض من الفراش بملل وأخذ ينظر في المرأة ومشط شعره بطريقة منمقة، وخرج من الغرفة وحينما خرج من الغرفة وجدها تجلس علي الأريكة فذهب لها وأردف قائلا بنبرة حانية وهو يجلس بجانبها



- خلاص متزعليش يا كريمة بقا هو انا علشان بكلمك في مصلحتنا تزعلي 



لم تجيب عليه ليستكمل حديثه قائلا 



- بقا تخاصمي جوزك حبيبك ابو عيالك اللي ساب أهله واتجوزك علشان بيحبك ومهموش فرق السن ولا كلام اهله علشان بس يكون حبيبك، دي تسنيم دي بنتي يا كريمة بس انا لازم أفكر في لحمي وبعدين بنتك متستاهلش



- عملتلك ايه هي



- راحت وقالت عدولي مش المفروض تهتم باخواتها طول عمرها مش طايقاني علشان مش عيزاكي تتمتعي وتتجوزي، ولا تشوفي نفسك وهي لو بنت حلال كانت بعتت فلوس علشان المشروع، اخواتها يناموا شبعانين حتي لو بتكرهني أنا راضي 



أردفت كريمة قائلة بنبرة قلقة 



- انا قلقانة عليها بقولك يا عمر بتتكلم انتَ في ايه بدل ما تقدر قلقي بليل وتطمني ونحاول نشوف حل نوصلها روحت مطول لسانك عليا 



- الراجل يحب يجي يشوف مراته مبسوطة وبتضحك في وشه مش بومة وبعدين انا ربيت بنتك ومتمرش فيها أول ما لقت عريس نسيتنا 



ثم استكمل حديثه قائلا بنبرة ماكرة



- بعدين تعالي انا عايزك في حوار مهم علشان مصلحتنا سيبك بقا من تسنيم هتلاقيها زي القردة وانا برضو هشوفلك طريقة



___________



<<في المنصورة>>



انتهت الليلة بين مروان وتسنيم في هدوء شديد



هي تريد النوم وهو كذلك دون الحديث في شيء إن كان عتاب علي ما مضي أو اي شيء، أصرت تسنيم علي النوم علي طرف الفراش بدلا من النوم في أحضانه فهي بالفعل معتوهة وتصرفاتها غير طبيعية



ولكن تركها كما تريد فلن يُنهي الليلة بأي شيء قد يخرج كلمات منها قد يفسد ما حدث، ولكن مروان لا يترك شيء يفوته أو يفرض رأيه عليه انتظر أن يغلبها النعاس وبالفعل حينما نامت قد أخذها في أحضانه



استيقظ حينما سمع رنين هاتفه كان المتصل محمود يريد أخذ رأيه في موضوع ما يخص العمل، فنهض من الفراش وتوجه الي الشرفة للحديث..



<<بعد دقائق>>



حينما دخل الغرفة وأغلق الشرفة، وجدها في المرحاض فعلي ما يبدو قد استيقظت، حينما خرجت أردف مروان قائلا 



- صباح الخير



نظرت له باستغراب فظنت أنه ذهب 



- صباح النور انتَ مروحتش الشغل 



- أصلا محدش يعرف أني جيت فاكرين اني هاجي بكرا وأحمد اللي رايح النهاردة 



- طيب 



- فايقة نتكلم وله ايه رأيك 



- فايقة 



قالتها بخجل فكانت المواجهة ستأتي في لحظة ما فمازال الأمس ليلة فعلت بها أكثر تصرف جنوني طوال حياتها، وقالت أشياء حينما تعيد ما تفوهت به تريد دفن نفسها 



جلست علي طرف الفراش بجانبه 



- آسف 



قالها بنبرة غامضة ومُبهمة لم تفهم مقصده أو علي أي شيء يتأسف فلم تتفوه بشيء وانتظرته أن يستكمل حديثه وبالفعل لَبَّي رغبتها وأستكمل الحديث قائلا بنبرة غير مفهومة 



- اني كسرت تليفونك دي الحاجة الوحيدة اللي هتأسف عليها، غضبي وحش مش من عادتي اقعد اكسر في الحاجة وعموما هجبلك فون جديد والأهم خط جديد مفيش نفر يعرف رقمه غير اللي انا اعوزه يعرف رقمك 



-  في ناس كتيرة عارفة رقمي ده وهطلع شريحة جديدة الخط بأسمي 



قالتها باستغراب من فعلته، ليجيبها بحنق فهو لا يريد أن يتذكر شيء



- مهو علشان في ناس كتيرة تعرف أمه مش عاجبني وبلاش نفتح سيرة الموضوع ده تاني أحسن ليا وليكي



غضبت من حديثه وعقدت ساعديها، وتمتمت بنبرة منزعجة



- وبعدين ان شاء الله أي أوامر تانية؟؟ 



- مش أوامر دي أساسيات علشان منزعلش بعض 



كانت تشعر بالغيظ الشديد ليس مما يريدها فعله فقط ولكنها منذ سنوات لم تعتاد أن يتحكم بها شخص بتلك الطريقة، كان شيء يصعب عليها استيعابه، فأردفت قائلة 



- ايه تاني ؟ 



حك ذقنه وهو يتصنع التفكير، فتمتم قائلا بنبرة هادئة 



- أنا مش زعلان أنك قولتي لحد علي اللي ما بينا بس صاحبتك دي متتكلميش معاها تاني لا بخير ولا بشر



- لا انتَ مش هتحدد أكلم مين ومكلمش مين



- لا هحدد 



قالها بحدة، فأردفت تسنيم قائلة بغيظ 



- انا شبه مبكلمهاش بس كنت ناوية أصالحها بعدين هي افتكرت أن ده من مصلحتي وافتكرت أنها كده بتساعدني و ....



قاطعها مروان قائلا وهو يحذرها أن تتفوه بكلمة واحدة من الممكن أن يُعاد ذكر ذلك المعتوة بها فالمرة القادمة سيرتكب جناية 



- أياكِ تخلينا نوصل لهنا ونتكلم في الموضوع ده، صاحبتك يعني أمينة لسرك انا ماليش دعوة بنيتها أيه اللي اعرفه حد قالي سر أموت قبل ما اقول سره لحد



واللي عمل كده وسببلك أن كلب زي ده يعمل اللي عمله مش بعيد تعمل أيه تاني بهدف أنها تساعد وياريت نقفل علي السيرة دي أنا علي اخري



كل ما يقوله لم يكن غريب فهي فكرت في كل ذلك، فأردفت قائلة بنبرة حانقة فهي تريد معرفة القرارات الجديدة 



- غيره؟



- متخبيش عليا حاجة مهما كنت هتعصب ومهما حصل صارحيني 



- أنا مخبتش عليك من الأول 



تنهد مروان ثم تذكر قولها ليلة أمس بأن هناك الكثير من الكلمات التي سمعتها من الجميع وهو متأكد أن والده كان له النصيب الأكبر، فأردف مروان قائلا



- حاجة كمان أنا عارف اللي ممكن أبويا يقوله وأي حد يقوله كوني صريحة معايا وملكيش دعوة غير اللي بيخرج مني أنا وبس



- عادي باباك مقالش حاجة هو بس فهمني أني لو مجبتش الحفيد وزينت حياتك وفرح بيك أنه هيفضل يعمل لمصلحتك، بمعني أوضح هيجوزك التالتة 



قالتها بنبرة ما بين السخرية والمرح رغم أنها تتأكل من نيران الغيرة، فأردف مروان قائلا 



- متجوزتش إلا واحدة لغايت دلوقتي وربنا يرحمها انا دلوقتي سنجل



- طيب شجرة انا يعني 



فأي زوجة هي الآن؟!!



زواجهما غير مفهوم، تركها دون ان يشرح مقصده ثم أردف قائلا



- لو كان ليا رغبة في الجواز تاني علشان الخلفة أكيد مكنتش هتجوزك انتِ وقتها وانتِ فاهمة قصدي كويس ولو علي ملك صدقيني الرجالة كلهم صنف واحد كان ممكن اتجوز ولا اقولها ولا تعرف أصلا الراجل لما بيحب يعمل حاجة بيعملها 



قالها بصراحة مطلقة، فهو ليس أحمق أو زوج يخشي الزواج للمرة الثانية فقط خوفًا من زوجته، ولكن هو أحب ملك وبصدق ولم يفكر أن يخونها يومًا وإن كانت علي قيد الحياة لم يكن ليفكر في غيرها أو تكن تسنيم أمامه الآن 



- يعني اسقفلك يعني وله أعمل ايه مش فاهماك انتَ بتخوفني مثلا وله بتحاول تطمني مش فاهمة الحقيقة



أردف قائلا بنبرة هادئة 



- بفهمك علشان انتِ متخيلة أني هروح اتجوز عليكي علشان الخلفة واريح ابويا في حين أني لو كنت عايز كده كنت اتجوزت غيرك انتِ من الأول وحققتله اللي هو عاوزه من غير حتي ما في مخلوق يعرف 



- بحاول افهمك 



- افهميني أنا لو هكمل معاكي علشان دي رغبتي مش علشان رغبة أي حد حتي لو كان أبويا نفسه، ولو هسيبك هيكون علشان انا عايز كده مش علشان رأي حد تاني 



قالها بنبرة صادقة لتجيب عليها قائلة 



- مروان ينفع اقولك حاجة 



- أكيد احنا بنتكلم سوا علشان كل واحد يطلع اللي مخبيه جواه



قالتها بنبرة غريبة علي ما يبدو أصبحت خيالية وأصابت بعدوي من رباب ومنه



- ينفع اقابلك وقت تاني



- الساعة كام يعني 



قالها بمرح، فأردفت تسنيم قائلة بنبرة هادئة 



- مبهرجش، أقابلك في زمن تاني او ظروف تانية او حتي بطريقة تانية غير اللي اجتمعنا فيها، نعيش حياة طبيعية وخطوات طبيعية ومفهومه



- هيتغير أيه؟؟ 



لم تفهم مقصده فانتظرته كالعادة أن يوضح أكثر فلسفته ونظرياته العجيبة، فأردف مروان قائلا 



- ايه اللي هيتغير هقابل أنسانه غيرك ؟؟ هتقابلي مروان تاني غيري؟؟ احنا نفس الشخص ونفس كل حاجة حتي لو اتقابلنا بطرق مختلفة 



- انتَ مش فاهمني يا مروان 



- صدقيني لو مكملين الأسابيع اللي فاتت او الفترة اللي فاتت سوا فده اكبر دليل أننا فاهمين بعض كويس جدا



فمن الصعب أن تقنع رجل تعرض للخيانة من أكثر من أمراة بأن هناك فتاة ذات خلق، ومن الصعب أن تقنع فتاة بالحب وهي نشأت بأن الرجال فقط نفوس تتغلب عليهم شهواتهم ذكور مسلوبه رجولتهم ولا يربطهم بها أي صلة!



وجدها صامته لم تعلق علي كلماته فعادت تسنيم إلي تلك الفتاة التي يعرفها جيدًا، أمسك يدها وهو ينهض من جلسته ويشدها حتي تنهض هي الآخري 



- ايه يا مروان 



- مش خاطفك أنا تعالي 



أخذها ناحية المرآة لتقف ويقف خلفها، فأردف قائلا 



- بصي كده شوفي نفسك



نظرت له في المرآة وأردفت قائلة بنبرة ساخرة ومرحة في أنن واحد



- ياااه قد أيه انا جميلة، علي أساس اني مش عارفة نفسي يعني



- ايه اكتر شيء لافت نظرك 



- ولا حاجة احنا زي ما أحنا 



- جميل جدا، تعرفي ايه انا اكتر شيء لافت نظري



- هيكون ايه



- أن مفيش أي حاجة معانا من اللي فات، الا سلسلة باباكي وهي الذكري اللي باقية بس دلوقتي احنا في حاضرنا مفيش غيرنا



ابتعدت عنه وجلست علي المقعد وأردفت قائلة بنبرة صادقة فهي لا تدعي الحماقة هذه المرة



- اسفة لروح سقراط اللي جواك انا مش فهماك انتَ عايز توصل لايه 



- مدام مش بتفهمي كلامي فهميني انتِ ايه اللي مخوفك وهي توصلي ليا ايه



- مش عايزة اكمل حياتي معاك لمجرد أنك خت علي وجودي تعود يعني أو بسد خانة 



قالتها بنبرة صادقة ومُرهقة أكثر من كونها قلقة فأخف وأسهل أنواع الحب هو الصافي والخالي من أي مصطلحات كالكذب وغيره، فأردف مروان قائلا بنبرة هادئة أكثر جراءة منها هي شخصيًا كعادته وجلس علي المقعد المجاور لها



-  أنا مستغلتش وجودك من أول يوم انتِ فيه هنا وعاملتك كزوجة وخت حقوقي منك كون أني شايفك  لغرض اني محتاج زوجة حتي لو كنتي رفضتي في الأول اتاكدتي لو كنت عايز منك حاجة كنت هاخدها مش غصب لا كنتِ هتقبلي في الآخر 



فاز مروان بجراءته وصراحته التي فاقتها أضعاف فهو يعلم أنها جاهلة بالفعل ولا تفهم كثيرا في مشعر الرجال فلو كان يريدها لتسد خانة لكانت زوجته شرعًا وقانونا منذ أسابيع حتي ويستطيع أن يجعلها أن تستسلم بسهولة له مهما قاومت. 



وقح!! 



هكذا وصفته، لم تنتظر منه ان يتحدث بتلك الجراءة التي اخجلتها بالفعل ولكن مقابل تصريحاتها كان يجب أن يردعها عن ذلك التفكير الذي يقتل اي محاولة منه أو حتي منها هي شخصيًا 



فليكن صادق فهي ليست امرأة باردة كونها بادرت بالتعبير عن اشتياقها ليلة أمس، ولكن حماقتها تفسد كل شيء



- القطة كلت لسانك 



- لا محدش كل لساني 



- يلا قومي البسي واجهزي 



- هنروح فين 



- هنكمل المشوار اللي اتلغي المرة اللي فاتت بس من بدري شوية 



قالها وهو يتوجه ناحية الباب فسيذهب ليري والده الذي علي يقين أنه قد استيقظ، فأردف قائلا بنبرة ساخرة



- ياريت لو ليكي أي تصريحات متقوليهاش واحنا خارجين علشان متقفليش اليوم ممكن تقوليها لما نرجع 



خرج من الغرفة غالقًا الباب خلفه بهدوء، فلم يكن يريد أن يزيد معها الحديث فيكفي الحديث معها بتلك الطريقة اليوم حتي لا ينقلب الأمر إلي سوء فهم



ففهم طبيعتها علي الأغلب



يعلم أنها حمقاء ولكنها أحبته يستطيع أن يؤكد ويبصم علي تلك الحقيقة، المراة التي يدفعها اشتياقها لتحضتنه بتلك الطريقة والعمق وتحديدا ان كانت امرأة  تمتلك خصالها



فلقد أحبته ولكن يسيطر عليها اشياء يفهم بعضها، فهناك اشياء قليلة لا يفهم مخاوفها بها.




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close