اخر الروايات

رواية عش العراب الفصل الحادي عشر 11 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية عش العراب الفصل الحادي عشر 11 بقلم سعاد محمد سلامة


لحاديه عشر
ــــــــــــــــــــــــــ
بمدينة بنى سويف
أمام أحد البنايات العاليه نظرت هدى الى البنايه
وقفت تتأكد من عنوان ذالك المركز التعليمى المختص
ب نُظم الحاسب والبرمجه
من ثم دخلت الى مصعد البنايه الزجاجى
قائله:
مين يصدق سنتر عالمى بالحجم ده فى صعيد مصر، لأ وايه على أحدث الطرازات كمان، ومفتوح فيه مكاتب لفروع شركات لها وزنها، وياترى بقى عيلة العراب ليها هنا مكتب ولا فات السنتر ده على قماح، يجوا يشوفوا بتوع المسلسلات اللى بيجبوا أهل الصعيد ببيوت قديمه وبقره وجاموستين.

شعرت هدى بالكسوف حين سمعت من يقول لها:
فعلاً فى المسلسلات بيصوروا أهل الصعيد صوره عشوائيه.

نظرت هدى لمن يتحدث لها هو شاب ذو لياقه بدنيه وشعر رأسه طويل لحد ما،هذا ليس غريب،لكن الغريب هو يقف بزى رياضى مفتوح السحاب من الامام يُظهر نصف صدره.. أستحت هدى من النظر له وأزاحت عينيها عنه،لكن بنفس اللحظه رن هاتفها،أخرجته من حقيبتها ترد على من يهاتفها.

فتحت المكالمه وردت:أيه يا بنتى أوعى تقوليلى توهتى عن مكان المركز،انا خلاص وصلت له وفى الاسانسير.

ردت الأخرى: لأ وصلت وانا أهو قدام باب السنتر،هو المكان كان يتوه بس الحمد لله وصلت .

ردت هدى:طب أنا هوقف الاسانسير لحد ما تجي نطلع سوا،يلا عارفه إن فونك كارت بلاش رغى غشان مترجعيش تقوليلى خلصت الرصيد معاكى مكالمات.

أغلقت هدى الهاتف،واعادته لحقيبتها،لكن الآخر كاد يضغط على ذر الصعود،لكن قالت هدى بتحذير:
من فضلك إستنى زميلتى قدام السنتر،ثوانى وهتكون هنا.

توقف الآخر قائلاً:تقدر تطلع فى الأسانسير التانى،كفايه عطله بسبب حضرتك واقفه تتكلمى فى الفون وموقفه الاسانسير.

إحتدت هدى قائله:وطالما فى أسانسير تانى أيه اللى خلاك تضيع وقتك الثمين ووقفت تستنى لحد ما خلصت مكالمتى.،مفيهاش حاجه تستنى دقيقتين كمان أو تقدر تروح للأسانسير التانى.

نظر لها بتفحُص قائلاً:وكمان حضرتك تقدرى تنزلى من الأسانسير ده وتستنى صديقتك فى الأسانسير التانى.

نظرت له بحده لكن قبل أن ترد دخلت صديقتها تلهث قائله:قلبى هيوقف،خلاص،المكان جديد حتى سواق التاكسى مكنش عارفه...لو مكنش لوحة المركز متعلقه عالسنتر مكنتش عرفت أوصل.

ردت هدى:خدى نفسك.

رد الآخر بحده:أظن زميلتك وصلت نطلع بقى بدل العطله دى وتاخد نفسها وإحنا طالعين فى الأسانسير.

إحتدت هدى وكادت ترد بحده،لكن نظرت صديقتها له وقالت ببرود:حضرتك طالع الدور الكام.

رد عليها:الدور التامن.

نظرت له هدى قائله:حضرتك جاى چيم فى الدور التامن،أنا قريت كل اللوحات اللى عالسنتر من بره،طب طالما رياضى كان لازمته أيه بقى تطلع فى الأسانسير،كنت خدت السلم جرى أهو رياضه.

رد الآخر بعصبيه وهو يمد يده يضغط على ذر الصعود:
المره الجايه هبقى أطلع عالسلم أفضل ما أبقى أستنى حضرتك تخلصى كلام فى الفون.

نظرت له هدى بغيظ،لكن سرعان ما تجاهلته ووقفت جوار صديقتها التى أخرجت إحدى الورقات من حقيبتها وقالت:
قريتى إسم الأستاذ اللى هيبقى مسؤول عن الكورس بتاعنا.

تبسمت هدى وقالت:آه قريته،

تبسمت صديقتها وقالت:إسمه
نظيم بهنسى.
تبسمت وفالت بتريقه: وبسبب إسمه ده مش عارفه ليه حاسه الكورس ده مش هيفيدينا أكيد ده أستاذ متقاعد ومعندوش خبره فى البرمجه ونظم الحاسبات عليه العوض فى فلوسنا.

تدخل الآخر فى الحديث قائلاً:انا شايف إنه مجرد إسم عادى،ولا لازم الأستاذ يبقى إسمه وائل ولا تامر علشان يكون عنده درايه بنُظم البرمجه والحاسبات الحديثه،دى مجرد هيافات منكم.

إغتاظت هدى من حديثه وقالت:هو إحنا كنا وجهنا لسيادتك حديث،عشان تدخل وتقول علينا هايفين،ولا هو نظام رخامه والسلام.

إحتد الآخر أيضاً،وكاد يرد عليها،لكن قاطعت صديقتها الحديث وقالت:خلاص الأسانسير وصل،وفعلاً حضرتك محدش ندبك فى الحديث.

نظر لهن بتمعن،ثم فتح باب الأسانسير الذى توقف وخرج منه قبلهن.

بينما وقفت هدى لدقيقه تنفخ أنفاسها قائله:واحد غلس من أول ما دخل الأسانسير،معرفش كنت هستحمل أطلع معاه لوحدى إزاى فى الأسانسير،كويس أول مره توصلى فى وقتك.

تبسمت صديقتها وقالت لها:هو شكله يدى غلس،بس مش شايفه جسمه الرياضى،شكله كوتش فى الچيم اللى هنا فى السنتر،بفكر بعد ما ناخد المحاضره،أشوف الچيم ده،أكيد فيه من نوعيه الواد الغلس ده اللى بيبقى عندهم ست سبع عضلات مقسمين فوق من بعض .

تبسمت هدى قائله:هتفضلى تافهه زى ما الحمار اللى كان هنا من شويه قالنا،بتاخدى بالمظهر الخارجى،وأخلصى إطلعى من الاسانسير خلينا نلحق المحاضره،زمان نظيم بهنسى نايم فى المركز جوه،هتلاقيه مدرس متقاعد وبيشغل وقته فى التدريس فى المركز ده أهو يزود داخله جنب المعاش بتاعهُ.

تبسمت صديقتها وقالت:أهو كويس إنتى تحضرى محاضرة بهنسى،وانا أبقى اروح الچيم،عاوزه أخس من الارداف شويه.

ضحكت هدى قائله:دا عقلك اللى هاوز يخس شويه قدامى عالمركز.

تبسمت صديقتها...دخلن الى مكتب ذالك المركز التعليمى،ودخلن الى قاعه شبه متوسطة الحجم،وجدن هنالك ملتحقين معهم بأعمار مختلفه...جلسن بأحد الاماكن الخاليه جوار بعضهن،ينتظرن دخول ذالك المدرس،بالفعل ما هى الا دقائق ودخل الى الغرفه.

وقف يقول:مساء الخير،يا ساده هكون معاكم فى الكورس،الأستاذ...
توقف عن الحديث ونظر الى وجه هدى بالذات وقال بفخر:
أستاذ نظيم بهنسى،معايا دكتوراه فى نظم المعلومات والبرمجه الحديثه من جامعة السربون بفرنسا.

إندهشن هدى وصديقتها ونظرن لبعضهن ثم شعرن بخذو.

تحدث نظيم قائلاً:بما إن دى أول محاضره لينا مع بعض والعدد مش كبير ممكن نتعرف على بعض وبما إنى عرفت نفسى فده دوركم فى تعريف نفسكم ليا وياريت كل شخص يقول سبب أنه إلتحق بالكورس ده ليه.

تبسموا له وبدأوا بتعريف أنفسهم له،الى أن جاء الدور على هدى فى تعريف نفسها،وقالت:
هدايه ناصرالعراب،وسبب إنى أخد الكورس يساعدنى فى دراستى لأنى بدرس فى كلية الحاسبات والمعلومات، زيادة تعليم يعنى.

ضحك نظيم وقال بمزح يشوبه سخريه:هدايه،ربنا يتوب علينا كلنا ويهدينا للصواب... وفعلاً نظم الحاسبات والمعلومات بحر واسع التكنولوجيا كل ثانيه فى تطور.

نظرت له هدايه وهى متضايقه من نبرة سخريته وردت ساخره:آمين يارب،وفعلاً التكنولوجيا،بتطور بسرعه جداً،بس ليا ملاحظه أنا عمرى ما شوفت أستاذ المفروض إنه مُحاضر،بيروح المحاضره بالترننح سوت بتاعه...المره الجايه هتجى بشورت وفانله.

رد نظيم:وكاب،شورت وفانله وكاب لازم الطقم يبقى كامل على بعضهُ.

إغتاظت هدى من رده البارد ودت لو ذهبت لمكان وقوفه وصفعته،لكن صمتت.

تبسم نظيم وقال:بما إن خلاص أتعرفنا على بعض،أنا شايف إنكم معظمكم شباب حتى لو كبار عن فى السن مش فرق كبير حتى الأصغر برضو كذالك،فبقول بلاش رسميات بينا تقدروا ببساطه تنادونى بأسمى بدون ألقاب
نظيم فقط،ودلوقتى خلونا نبدأ المحاضره الأولى فى الكورس،طبعاً معظمكم عنده مبادئ نظم الحاسبات والمعلومات،قدامكم أجهزه،بس المحاضره دى مش هتكون تطبيق عملى على اللى هقوله،دى محاضره نظرى،يعنى الأجهزه مش هنشتغل عليها،ياريت تركزوا معايا لأن اللى هناخده المحاضره دى هنطبقه عملى المحاضره الجايه،أتمنى تستوعبوا المحاضره كويس تجنُباً للأخطاء وقت التنفيذ العملى على أجهرة الحاسب الموجوده بالمركز.

تنهدت هدى وهمست لصديقتها:شكله رغاى ونافش ريشه بالدكتوراه بتاع السربون،اللى بشك أنه خدها فعلاً... بالترننج سوت بتاعه ده، لا والمره الجايه مش بعيد يجى بالشورت والفانله الكت.

تبسمت صديقتها وقالت: طب ياريت يجى بالشورت والفانله الكت نشوف السمانه والترابيس،دى أمور قوى.

إستهزأت هدى من رد صديقتها وقالت:أنا بقول نركز فى المحاضره وبلاش الترابيس والسمانه،لا سمانه تخطف عقلك،أكتر ما هو.

بدأ نظيم فى إلقاء المحاضره،تعجبت هدايه من طريقة شرحهُ البسيطه والمتطوره والسلسه فى توصيل المعلومات،لا تنكر ذالك رغم شعورها بالغيظ منه.

بعد وقت إنتهت مدة المحاضره،نهض الجميع وبداوا فى الخروج من الغرفه،لكن نظيم تحدث:
هدايه ممكن دقيقه.

إغتاظت هدى من نُطقهُ لإسمها دون لقب يسبقه،كذالك شعرت أنه يتهكم على إسمها.

وقفت هى وصديقتها وقالت:نعم.

بداخله تبسم نظيم من قول هدى،يعلم أنها تعتقد أنه يستهزأ بنُطق إسمها دون لقب سابق...لكن قال:
ليا سؤال،هو إنتى من عيلة العراب المعروفه هنا فى الصعيد،ولا ده تشابه أسماء.

تنهدت هدى وقالت بنبرة غرور عن قصد منها:أيوا أنا من عيلة العراب اللى مش بس مشهوره فى الصعيد،لأ فى مصر كلها...حضرتك بتسأل ليه؟

تبسم نظيم يقول:مفيش سبب،تقدرى تقولى فضول مش أكتر.

إغتاظت هدى من ذالك الأحمق كم تود صفعه على بروده هذا،لكن قالت صديقتها،يلا بينا يا هدى.

نظرت هدى لصديقتها وقالت لها:يلا بينا نطلع نشم هوا طلق، بدل خنقة التكييف اللى هنا فى المركز.

رسم نظيم بسمه لهن وهن يغادرن،ثم تحدث بعد ذالك:
أهلاً بيكى يا بنت العراب.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما قبل قليل بمنزل العراب
إحتدت ملامح قماح وذُهل من طلب سلسبيل الطلاق،وقال:
واضح إنك إتهبلتى او عقلك طار،عاوزانى أطلقك قبل ما يمر على جوازنا تلات شهور،مفكرتيش فى كلام الناس هيقولوا أيه، أنا بسأل سؤال تردى عليه مش تقوليلى كلام فارغ وتطلبى الطلاق كمان

ردت بحِده:ميهمنيش الناس يقولوا أيه،وكلامك مش سؤال ده إتهام وشك واضح.

رد قماح:سؤالى واضح،علبة حبوب منع الحمل دى وقعت من بين هدومك،دلوقتى،أظن محدش من الشغالين بيدخل الشقه عشان أخمن أنها ممكن تكون جت غلط بين هدومك.

ردت سلسبيل:فعلاً مفيش واحده من الشغالات بتدخل الشقه،بسبب آمرك من الاول بكده،وأنا اللى بنضف الشقه بنفسى من فتره للتانيه،بس الشقه أوقات بسيب المفاتيح فى الباب،وحتى فى نسخة مفاتيح تانيه موجوده فى أوضة جدتى اللى بتقعد فيها بالنهار...وسهل أى حد ياخدها بدون جدتى ما تعرف،وأنا لو باخد الحبوب دى مكنتش هخبى عليك،هخاف من أيه،أنا بنت العراب يا قماح حفيدة الحاجه هدايه مش جبانه وإن كنت مفكر إستسلامى ليك ولأوامرك ضعف تبقى غلطان،وبقولك كفايه طريقتك دى فى تعاملك معايا،أنا مغصبتش عليك تتجوزني من البدايه،وإن كنت إنت تفضلت وتكرمت عشان إنقاذ إسم العيله بعد اللى عملته همس واللى عندى يقين إنها مش خاطيه،يبقى كان الاولى تعرف إن همس زى ما هى أختى فهى بنت عمك،واللى يمسها يمسك،ودلوقتي ميهمنيش كلام الناس،لما يقولوا،إبن العراب طلق بنت عمه قبل ما يفوت تلات شهور على جوازهم،عادى كلام الناس مش هيوجع زى كلامك ومعاملتك ليا،كفايه أنا كرهت حياتى بسببك،وبتمنى إنى كنت عملت زى همس ومفكرتش وإنتحرت وإرتاحت زيها، أنا خوفت على هدى أختى،تبقى معيره،وإتحملت عنجهيتك وغرورك،اللى كنت قبل كده طول الوقت بتجنبك بسببهم،أنا سلسبيل ناصر العراب،اللى عمر ما حد بس إقدر يتعالى عليها بكلمه واحده...سكتت وبلعت طريقتك العنجهيه وكنت من جوايا متأكدة إنى مش هستحمل كتير.

عقل قماح غير مستوعب حديث سلسبيل من تلك التى أمامه أليست تلك هى سلسبيل التى إستسلمت له من بداية زواجهما،وكانت تتقبل عُنفهُ معها،ماذا ظن،هل كانت تخدعهُ،بإظهار إستسلامها له،بينما هى صلبه أمامه الآن...
واهم من يعتقد أن إستسلام المرأه ضعف، فالقوه أحياناً كثيره تكمُن بضعفها التى بلحظه تنفُضهُ وتُظهر صلابتها.

رد قماح بعنجهيه: إنسى إنى أطلقك يا سلسبيل، شيلى الكلمه دى من دماغك، وحتى لو حبوب منع الحمل دى بتاعتك وأخدتى منها ميهمنيش ، يهمنى اللى جاي وفى أقرب وقت هتكونى حامل منى.

قال قماح هذا وترك الغرفه بل الشقه بأكملها،
زفرت سلسبيل أنفاسها تشعر بزهو، حتى إن لم تحصل على الطلاق اليوم، لن تنتظر كثيراً، يكفي أنها واجهت قماح وتلك أول خطوه، لكن سألت بعقلها:
من الذى وضع تلك العلبه بين ملابسها وما غرضهُ من ذالك، أيُعقل أن يكون قماح نفسه هو من وضعها!؟
.... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة زهرت.
تحدثت عطيات قائله: وأنا طالعه عالسلم وش قماح كان أسود زى الطين وشكله على آخره حتى هدايه بتكلمه سابها ومشى من غير رد، ولا حتى رد عليا.

تبسمت زهرت بتشفى: قصدك أيه، يكون شاف علبة الحبوب اللى حطتيها فى هدوم سلسبيل وإتخانقوا.

تبسمت عطيات بظفر وقالت: شكله كده.

تبسمت زهرت وقالت: ياريت يكون ظنك صحيح، كانت فكره حلوه، بكده طبعاً الست سلسبيل حتى لو حامل مش هتقدر تقول دلوقتي،ما أهو قماح مش هيصدق بعد ما شاف علبة الحبوب بعنيه.

ضحكت عطيات قائله:خلى هدايه على نار بقى،وهى فى إنتظار حفيدتها الغاليه تجول لها إنها حبله فى حفيد العراب،بس إسمعى حديتى بجى وبلاش تاخدى مانع تانى وربنا يكرمك بچد وتحبلي.

ردت زهرت:لاه خلاص معدتش هاخد مانع حمل،أنا لو حِبلت هحرق قلب هدايه،دى حتى إستخسرت تطلعي هنا تشوفنى وتطمن عليا،بعد ما عرفت إنى سقطت...زى ما يكون فرحت فيا.

ردت عطيات:إنتى تحمدى ربنا إنها مطلعتش ليكى،أنا كنت خايفه منها دى عجربه واعره بجولك بتعرف الست حِبله من النظر لچسمها.

تهكمت زهرت قائله:ولما هى ناصحه كده،إزاى معرفتش إن همس بنت خالى كانت حِبله،دى كلها تخاريف وأهو انا خلاص خِلصت من الكدبه دى واللى يهمنى رباح مش هدايه،رباح مصدقنى.

تبسمت عطيات بخباثه وقالت:يبقى بقى تلعبى على وتر رباح،وتكسبيه قد ما تجدرى،وأول طريجه،إنك تحبلى منيه،وجتها جمتك عتزيد عنيديه،ولو طلبتى الشهد فى غير أوانه هيجيبه ليكى.

ردت زهرت عليها ببسمة خُبث هى الآخرى تتفق معها فى الرأى،رغم أن بداخلها مازالت لا تريد أن تحمل بأحشائها الآن،لكن لما لا تُخالف رغبتها فى سبيل نيل الأكثر.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آتى المساء.
أرسلت هدايه إحدى الخادمات لشقة سلسبيل تستدعيها من أجل النزول لتناول العشا.

ردت سلسبيل على الخادمه:قماح بيه رجع.

ردت الخادمه:لاه،بس الحچه هدايه جالتلى أطلع أجولك إن العشا چاهز.

ردت سلسبيل:تمام إنزلى وأنا هحصلك.

بالفعل بعد دقائق..
نزلت سلسبيل الى غرفة الطعام،تفاجئت بوجود قماح على السفره...فكرت وذهبت تجلس فى مكانها القديم جوار هدى.
لكن تحدثت هدايه:
إجعدى چار چوزك مكانك چانبيه.

رغم عدم إرادة سلسبيل لكن إستسلمت لقول هدايه وذهبت تجلس جوار قماح،بينما لاحظت نهله نظرات قماح الغاضبه لسلسبيل حاولت التلطيف قائله:
لساها سلسبيل متعودتش على الجعاد چار قماح،أنا فضلن مده إكده على ما إتعودت على جُعادى چار ناصر.

تبسمت هدايه ونظرت ناحية رباح قائله:
فين مرتك يا رباح ليه منزلتش تتعشى معانا...مش بجت زينه ليه منزلتش،ولا جعدتها مع أمها نستها العشا...كانت تنزل هى وعطيات يتعشوا معانا،الخير كتير فى دار العراب.

إرتبك رباح قائلاً:سيبهم على راحتهم يا جدتى،وزى ما قولتى الخير كتير فى دار العراب.

ردت هدايه:بعد إكده مرتك تنزل لإهنه من صباحية ربنا زيها زى الحريم اللى فى الدار يدها بيدهم.

رد رباح:بس.....

قاطعته هدايه بحزم قائله:كلمتى تتنفذ،زهرت زيها زى سلسبيل كنه فى الدار،بلاش خزنتها فى شجتها دى طول الوجت،وكمان بعد إكده ممنوع تطلع من الدار من غير إذنى...وتجولى رايحه فين قبل ما تطلع من الدار.

كان رباح سيعترض،لكن سبقته تلك المُرائيه قدريه وقالت:
والله كنت هجول ل رباح إكده يا حچه هدايه،بس إنتى طويلة العمر أنشاله سبجتينى،إهنه زهرت زيها زى اللى كانوا قبلها،وزى اللى بعدها من حريم العراب،هى شافت هند قبل إكده كانت بتجعُد طول النهار إهنه معانا فى الدور الأرضى،مكنتش بتطلع شجتها غير عالنوم،وسلسبيل كمان أهى بنت الدار،بس سلسبيل بتروح تُجعد فى البتاع بتاعها ده مش عارفه أجول إسمه.

ردت سلسبيل التى تعلم أن قدريه تحاول إستفزازها بذكر طليقة قماح:
إسمه أتلييه يا مرات عمى...بس ده بروحه أقتل الفراغ اللى بحس بيه،بدل ما أتأمر عالشغالين عالفاضى والمليان واعمل فيها صاحبة كلمه.

تبدلت نظرت قدريه،ل سلسبيل من نظرة إستفزاز الى نظرة غيظ،وكادت تتحدث.

بينما قاطعتها هدايه التى إنتشت من رد سلسبيل عليها وقالت بحسم:جولت قبل إكده،لا كلام على طعام،خلونا نتعشوا مع بعضينا...فى سُكات.

صمت الجميع وبدأوا بتناول الطعام الى أن إنتهوا،نهضت هدايه،لكن تحدث كارم لها:
جدتى كنت عاوزك أنتى وبابا فى موضوع خاص.

إستشفت هدايه سبب طلب كارم،وقالت له:تعالى لمجعدى.

دخل الفضول لعقل قدريه وودت سبب طلب كارم ذالك،لكن فيما بعد ستسأل كارم عن السبب.

بينما نهضت سلسبيل وتوجهت ناحية هدى وساعدن الخادمات فى فض السفره،ثم ذهبن معاً.

بينما جلس قماح مع ناصر ومحمد أخيه يتداولون بعض الأعمال،بينما رباح إستأذن للصعود الى شقته من أجل البقاء مع زهرت فهذا أفضل له من الجلوس بمكان به قماح.
...
بغرفة هدايه.

تحدثت هدايه:خير يا كارم عاوزنى ان وابوك فى أيه؟

رد كارم:همس.

ردت هدايه عليه قائله:مالها همس ياولدي،أنا كنت عنديها من كام يوم وكانت زينه وبتصل عليها كل يوم ومش بحس هى كمان بتصل على وصيفه عشان أطمن أكتر
معرفاش سبب إنها عاوزه تفضل فى نظر الچميع ميته.

رد كارم:هى بتقول إنها مرتاحه كده،بس مش ده السبب اللى كنت عاوزك فيه يا جدتى،أنا طالب مساعدتك.

ردت هدايه بعدم فهم:أساعدك فى ايه ياولدي،أنا خلاص بجيت ست كبيره ومش قد المناهده،جول اللى عاوزه من غير كلام كتير.

تبسم النبوى وقال:الحچه هدايه مش قد المناهده،بس عندك حق يا أمى،فعلاً أنا عاوز أعرف كارم عاوز يوصل لأيه.

تبسم كارم بغصه وقال:أنا طلبت من همس إننا نتجوز فى أقرب وقت وهى رفضت.

لا تعرف هدايه أى شعور يطغى عليها،الفرح أم الحزن.
الفرح من أجل همس وكارم ذالك العاشق
أم تحزن على همس وحالها التى وصلت إليه،وإراداتها أن تبقى ميته وينساها الجميع،لولا انها تعرف تربية همس من البدايه فهى تربيتها لكانت صدقت ان همس أخطأت وتستحق الموت،لكن لما لا تعود همس وتبرأ نفسها،ذالك هو السر التى تُخفيه.

كذالك النبوى شعر بحزن وقال:أنا سبق وقولت لها إنك طلبتها للجواز،وسكتت مردتش،قولت يمكن موافجه.

رد كارم:لأ يا بابا مش موافقه ولما حاولت أقنعها سابتنى ومشيت وحتى بتصل عليها مش بترد وكنت هروح لها الشقه،بس قولت أخليها تهدى شويه،وأطلب من جدتى تساعدنى وتحاول تقنعها نتجوز.

تبسمت هدايه بوخز فى قلبها وقالت:حاضر يا ولدي هستنى كام يوم واروح أحاول أقنعها،أنا مش هطمن عليها غير لما تكون مرتك...حتى لو مرضتش تكشف إنها لساتها عايشه.

تبسم كارم يقول:بس هى توافق تتجوزنى واللى يحصل بعدها يحصل حتي لو قالتلى نهاجر مش همانع.

تبسم النبوى،فى ذالك الوقت رأى نفسه قديماً،حين جازف وتزوج من تلك اليونانيه التى سلبت قلبهُ،رغم أنه كان متزوج من أخرى،لا يشعر معها سوا أنها إمرأه تريد السيطره والقياده،كانت خلافتهم أكثر من إتفاقهم،كان يتحمل طباعها الفظه من أجل إبنه رباح،كذالك أخته عطيات،لكن حين أشرق الحب فى قلبهُ لم يستطيع مقاومته،رغم أنها كانت على دين آخر وجنسيه أخرى،لكن الحب لا يعرف التفرقه،سواء العقائديه أو حتى الجنسيه.

بعد قليل
أخرج النبوى مفتاح تلك الغرفه المُغلقه منذ سنوات ودخل بها،هنالك أثار غُبار على أثاث الغرفه،إشتم ذالك العطر الذى ربما مازال يسكُن روحه،وأغمض عينيه يتنفس هامساً:
كارولين،رأى بسمة شفاها التى كانت تفتنه سار مُغمض العين،الى أن وصل الى مكان الفراش وجلس عليه متنهداً،منتشياً،ثم فتح عينيه ليتحسر قلبه بعدها،الغرفه خاليه من كانت تسكن خياله قبل لحظات،رحلت وأخذت قلبه معاها،وهب حياته من بعدها لاولاده،كأن القدر يُعاقب العشاق بالفراق،من عشقها رحلت وأخذت روحه وسعادته معها،ومن تزوجها ببدل ومازالت تفتعل المناوشات ظلت هى معه،أهنالك عقاب أقسى من ذالك،لو تبدل الوضع وعاشت كارولين،لأصبحت أمًا حقيقيه لأبناؤه الأربع وربما زادوا عن ذالك وعاشت تلك الفتاه التى أخذت معها والداتها،كارولين كان بقلبها الحب فائض،حتى على أبناء ضرتها،كانت تسعد بهم كانت تود عائله كبيره،لكن كان القدر معها معاندًا حاولت الإنجاب بعد قماح أكثر من مره لكن لم يكُن يحدث،وحين حملت بعد أكثر من تسع سنوات كانت سعيده لكن كان هذا الحمل لعنة النهايه لها ولفتاتها
مد النبوى يده وحمل تلك الصوره،مسح الغبار من عليها،نظر لبسمتها بالصوره وهى تحمل سلسبيل وقماح يقف لجوارهن،كانت آخر صوره لها،تذكر يوم إلتقاط تلك الصوره...
كان فى بداية الخريف نفس الوقت الحالي،
سمع طنين همسها وهى تقول مثلما كانت تقول والداته:
سلسبيل نبع المايه العذب ،حاسه إنها إتخلقت علشانك، يا قماح،أوعى فى يوم تزعلها.

تبسم قماح وهو يأخدها من يد والداته وحملها بين يديه وقبل وجنتها وقال لها:وأنا كمان بحب سلسبيل عشان إنتى بتحبيها ياماما ولما تكبر مش هخلى أى حد يأذيها ولا يقرب منها.

دمعه فرت من عيني النبوى،ذكرى ظن أنها لن تتحقق قماح وسلسبيل لن يجتمعان،لكن للقدر مشيئه،أمنية كارولين تحققت سلسبيل أصبحت من نصيب قماح،ذالك الفتى الذي عاد لجذوره بعد غياب سبع سنين عِجاف لا يعلم كيف مرت تلك السنوات عليه، أكسبته تلك القسوه والبرود....وأحياناً العنجهيه.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة النبوى.
الفضول يتآكل قلب قدريه تريد معرفة ماذا كان يريد كارم من أبيه وجدته...
دخلت الى غرفة كارم دون طرق على باب الغرفه،وجدته يخلع ثيابه.

إلتف لها كارم حين راها قال:خير يا ماما.

حاولت ضبط فضولها وقالت:خير يا دنايا،كنت عاوزه أسألك،ليه بجيت بنغيب عن الدار كتير،ده قليل لما بتچتمع معانا على الوكل.

رد كارم:مفيش بس مشغول الفتره دى أدعيلى بالخير.

ردت قدريه:بدعيلك انت وأخواتك بالخير،بس مشغول فى إيه جوى إكده.

ردت كارم:إشتريت كافيه فى منطقه كويسه وبجدد فيه.

ردت قدريه:كافيه،قهوه يعنى،طب ليه يا ولدى مشتغلتش مع أخواتك الإتنين فى الشون بتاعتنا.

رد كارم:أخواتى تلاته مش إتنين ياماما،وانا مش غاوى أشتغل فى الكار ده،كفايه محمد وذل رباح له،وتفضيله لنسيبه على أخوه،ده قماح بيعامله أحسن من رباح.

إغتاظت قدريه وقالت:جولى موضوع أيه اللى كنت عاوز چدتك وابوك فيه؟

رد كارم: كنت بطلب من جدتى بمناسبة إنى خلاص خلصت تجديد فى الكافيه اللى اشتريته، تجى تبخره وآخد بركتها وبابا كان علشان يقنعها معايا.

سخِرت قدريه قائله:بركتها،
ثم أكملت بإستهزاء وهى تضرب على صدر كارم بخفه:
ربنا يديها طولة العمر إحنا عايشين فى بركتها،هروح اشوف ابوك زمانه طلع لأهنه،تصبح علي خير.

وأنتى من أهله يا ماما.

خرجت قدريه بغيظ وتوجهت الى غرفتها، نظرت لم تجد النبوى بالغرفه، تعحبت ظنت انه صعد خلف كارم، حسمت أمرها ونزلت لأسفل، تبحث عنه، لكن لم تجده المكان أصبح شبه مُظلم، لكن هنالك غرفة بابها موارب يخرج منها خط نور صغير،شعرت بحرقة قلب هى تعلم لمن كانت تلك الغرفه،هى لتلك الأفعى التى سحرت النبوى وجعلته يتزوجها عليها،تلك الساحره التى سحرت الجميع بنعومتها الخادعه كانت تدعى الأُلفه مع الجميع،كانت مُخادعه وسقط الجميع فى خداعها التى لم يخيل عليها للحظه،سلبت منها كل شئ،واول شئ سلبت قلب النبوى الذى لم يُحبها مثلما أحب تلك الأفعى،لم يبادلها يوماً الحب،كانت علاقه فطريه من البدايه،زواح بدل من أجل أن تظهر هدايه أنها ليست صوره من زوجة الأب القاسيه،بل المُضحيه،أجل المُضحيه،ضحت بإبنها مقابل أن تزوج إبنة زوجها لكن أصبح أخيها لعبه بين يدي زوجته،بينما هى أصبحت مجرد إمراه فى منزل زوجها كان من المفروض ان تصبح ملكتهُ،لكن كانت هدايه صاحبة الكلمه،حتى آتت تلك الافعى كارولين وأخذت منها باقى الهيبه،إستحوزت على حُب الجميع وطلبها البقاء مع هدايه بشقه واحده تريد شعور العائله،وزادت بالمحبة منهن حين أنجبت الفتى الثانى لهم،والذى كان مُدللهم،رغم تلك السنوات الكثيره التى مرت على رحيل كارولين،لكن النبوى لم ينساها للحظه واحده،هى رحلت وسلبت معها قلب النبوى،الذى كان ضائع الى أن عاد له نصف قلبه،قماح،كم تمنت الآن أن كان يسبق هذا الفتى والداته الى القبر،أمنيتها أن تراه مُحطم كما حطمت والداته قلبها قديماً.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة رباح.
إضجع رباح بظهره فوق الفراش يُدلك رأسه يشعر بألم.

نظرت له زهرت قائله:مالك هو الصداع مش كان خف عنك،رجع تانى ولا أيه.

رد رباح:مش عارف ليه رجع من تانى،حتى علبة الحبوب اللى كنت باخد منها قربت خلاص تخلص،وكنت بفكر أجيبها من أى صيدليه.

ردت زهرت سريعاً:لأ بلاش الصيدليه.

إنتبهت زهرت لحالها وقالت:
قصدى يعنى ده دوا مستورد ومش هتلاقيه فى الصيدليات موجود،أنا واحده صاحبتى أخو جوزها عنده صيدليه بتبيع أدويه مستورده،وهقولها تجيبلي علبه،طالما بتريح الصداع عندك.

تبسم رباح وجذب يد زهرت وقال بحب:ربنا يخليكي ليا يارب.

رسمت زهرت عليه وقالت:وربنا يخليك ليا،انا ماليش غيرك،فى الدنيا،بعدك.

تبسم رباح وضمها لصدرهُ.

بينما قالت زهرت بخباثه:هو قماح وسلسبيل متخانقين،أنا كنت سمعت صوت قماح عالى بعد الضهر،وكنت هروح أشوف في ايه،بس قولت ماليش فيه،ده راجل ومراته.

إنتبه رباح وقال:تصدقى ممكن يكون بينهم خلاف،سلسيبل كانت رايحه تقعد جنب هدى،بس جدتى قالتلها مكانها جنب قماح.

تذمرت زهرت قائله:طبعاً الست سلسبيل حبيبة قلب هدايه،معندهاش غيرها عالحجر،كأنى انا كمان مش مرات حفيدها،دى معفرتش رجليها بتراب السلم وطلعت تطمن عليا،بعد ما سقطت،لو كانت سلسبيل مكانى حتى لو جالها صداع عندها إستعداد تطلع السلم عشر مرات،لكن انا طبعاً ماليش قيمه عندها.

ضم رباح جسد زهرت وقال:إنتى أغلى الغالين يازهرت مش جديده على جدتى تفرق فى معاملتها،أنا نفسى بتفرق بينى وبين قماح،بس أنا بقيت بفوت اللى يهمنى انا وأنتى وبس.

تبسمت زهرت بظفر وقالت بدلال:رباح فى بنت صاحبتى ودلتنى على محل لبس حريمى إنما إيه بعتتلي صوره لقُمصان نوم وعبايات مستورده إنما أيه ذوق عالى قوى...كنت بفكر بكره أروح أشترى شوية لبس كده أدلع بيهم وكمان أخرج من حالة الإكتئاب اللى عايشه فيها بعد ما سقطت.

رد رباح:وماله يا روحى اخرجى براحتك،بس قبل ما تخرجى من البيت أبقى خدى إذن جدتى،علشان هى مضايقه من خروجك من البيت بدون إذنها.

ردت زهرت بسخط:ده اللى ناقص كمان اخد إذن هدايه قبل ما اخرج من البيت،ليه مش متجوزه راجل ولا أيه.

قالت زهرت هذا ونفضت يدي رباح من عليها وإبتعدت عنه نائمه على الفراش.

إقترب منها رباح يضمها من الخلف قائلاً:متجوزه راجل يا زهرت بس انا بقول بلاش تشدى قصاد جدتى،هى عاوزه تحس إنها صاحبة كلمه فى الدار،بس طبعاً الكلمه دى مش عليكى،يا روحى.

إستدارت زهرت قائله بمكر:علشان خاطرك هستحملها،بس أنا وعدت صاحبتى أفوت عليها بكره عشان اشترى شويه هدوم،كم قميص نوم عحبونى ولما تشوفهم عليا هيعجبوك قوى.

تبسم رباح يقول:إنتى زينة الصبايا يا زهرت بتزينى أى شئ تلبسيه.

تبسمت زهرت وأكملت:وكمان عشان اجيبلك دوا الصداع يريح دماغك شويه.

رد رباح:آه ده مهم قوى،أنا دماغى مش برتاح غير عالدوا ده.

تبسمت زهرت بلؤم:كنت محتاجه فلوس معايا.

تبسم رباح:بس كده اللى تطلبيه يا قلبى،ودلوقتى تعالى فى حضنى مش بعرف أنام غير وأنتى فى حضنى.

تبسمت زهرت له قائله:وانا كمان مش برتاح غير فى حضنك،يا حبيبى.

تبسم رباح وقام بتقبيل شفاه زهرت التى نظرت لأسفل عيناه،هنالك سواد بدأ يغزوا أسفلها،رباح شبه أدمن تلك الحبوب،عليها البدء فى إستغلال ذالك قريباً .
... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بشقة قماح.
بعد وقت.

تقلب قماح بالفراش لم يشعر بوجود سلسبيل جواره، هو غفى فى بداية الليل وهى لم تكن عادت من اسفل مكانها شبه بارد.
نهض من على الفراش وخرج من الغرفه يبحث عنها بالشقه.

بينما سلسبيل حين صعدت الى الشقه تعجبت حين وجدت قماح نائم،فهذه ليست عادته،ظنت أنها ستجده مازال مستيقظ،بعد حديثها الجاف معه ظهراً،لكن كيف لصاحب العنجهيه والقلب القاسى أن يشعر بغيرهُ،تركت الغرفه وذهبت الى غرفة المعيشه وفتحت التلفاز تُقلب بين القنوات الى ان وجدت أحد الافلام الكوميديه فجلست تشاهدهُ،ربما كل ما تحتاج له الآن هى بسمه،لكن دون شعور منها سحبها النوم وغفت على أحدى ارائك الغرفه.

بينما قماح حين خرج من الغرفه سمع صوت التلفاز توجه الى غرفة المعيشه تفاجئ حين رأى سلسبيل نائمه على تلك الاريكه، إنحنى لجوارها وتمعن من وجهها، الرقيق، سلسبيل ربما لا تحمل جمالاً باهرًا لكن صاحبة ملامح خمريه هادئه ورقيقه تلفت النظر لها، لكن إنصدم حين تقلبت وإنسدل شعرها خلف ظهرها، شعرها أصبح أقصر... أيقظها قماح بحِده

إستيقظت سلسبيل لكن مازالت نائمه تنظر لقماح، الذى قال بلوم: صوت التلفزيون عالى وصحانى من النوم.

ردت سلسبيل: لأ مش عالى، بس تمام أهو قفلته خالص عشان تعرف تنام، تقدر ترجع للأوضه تكمل نومك تانى بدون إزعاج.

تحدث قماح: وانتى هتكملى نوم هنا عالكنبه.

ردت سلسبيل: والله الكنبه مُريحه جداً بالنسبه لى.

جذب قماح يد سلسبيل بقوه جعلها تنهض، لكن سلسبيل شدت يدها بعنف من يده.

إغتاظ قماح
نظر بتفحُص لشعر سلسبيل لاحظ بسهوله أنه قد تم قص جزء صغير منه بالفعل، تضايق قائلاً:
إنتى قصيتى شعرك.

ردت سلسبيل ببساطه: أيوه أنا متعوده أقص جزء من شعرى من فتره للتانيه حتى همــــــ...
صمتت تشعر بغصه فى قلبها.
تحدث قماح بضيق: سكتى ليه متعوده أيه؟

ردت سلسبيل وهى تبتلع حلقها: متعوده أقصه وخلاص وبعدين هو كان شعرى ولا شعرك، لازمته أيه التحقيق ده، عادى فيها أيه أما أقص شعرى؟

إقترب قماح منها وأمسك بعض من خصلات شعرها بيد واليد الأخرى وضعها حول خصرها، وقربها من جسده، ثم قام بشد خُصلات شعرها بقوه قليلاً
تآلمت سلسبيل من ذالك، وقبل أن تتحدث كان يُقبلها بقوه كآنه يُعاقبها بتلك القُبله...
ترك شفاها بعد أن شعر أن نفسها بدأ ينخفض، نظر لوجهها وهى تسعُل تستنشق الهواء
وقال بتملُك:
إنتى كلك ملكى... كل جزء فى جسمك ملكى.. وبعد كده ممنوع تقصى سنتى واحد من شعرك.... مش عاوز أظهرلك وشى التانى يا سلسبيل.

عادت سلسبيل تتنفس لحدٍ ما بشكل طبيعى ونظرت لوجهه بداخلها تهكمت من قوله عن وجهه الثانى، هى لديها عِلم به رأت جزء منه سابقاً حين صفع زوجته السابقه...وكذالك معاملتهُ العنيفه معها....
هو إنسان بلا رحمه.

تحدثت بقوه تملكتها الآن وقتها: بعد كده ممنوع تلمسني.

تهكم قماح وقال ببرود يُجيده:
هتحرمى نفسك عليا إياك.

ردت سلسبيل: أيوا يا قماح من النهارده إنت بالنسبه ليا إبن عمى وبس،وتأكد طلاقنا هيتم فى أقرب وقت.




الثاني عشر من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close