رواية عشق خالي من الدسم الفصل الحادي عشر 11 بقلم فاطمة سلطان
الفصل الحادي عشر 11
بقلم فاطمة سلطان
________________
اذكروا الله
________________
لنعترف بأن الغيرة عاطفة جامحة، بل لنقل أكثر من ذلك: إنها كارثة حقيقية.
#دوستويفسكي
________________
كانت تسنيم تقف في المرحاض الخاص بالمقهي (الكافية) الذي يجلسوا به,فرت هاربة من أمامه بعد أن أردفت كلماتها الأخيرة ولم تسمع رده عليها، هربت من عيناه التي أصبحت بلون الدم لم تكذب ولن تدعي القوة نظراته كان كفيلة بأن تدب الرعب في أوصالها علي الرغم أنه لم يتفوه بأي شيء فقد الجمته بالفعل ..
يكفي عروق يده التي شعرت ببروزها ونفورها اللعنة علي ما تشعر به، كانت تسأل نفسها أيمكنها الانتظار هنا حتي أن ينسي ما تفوهت به
فهل ستنتظر هنا إلي الأبد؟؟؟
كانت تسخر من نفسها لما تخف منه الآن فكانت تعطي لنفسها القوة والصمود حتي تستطع مواجهته ما بها الآن؟
غسلت وجهها بالماء البارد وجففته بالمنديل الورقي وخرجت من المرحاض لتنتهي من تلك الطُرقة لتجده يقف أمامها، أردف قائلا بنبرة أقل ما يجب وصفها حارقة فهي تركت به نيران لا تستطع تخيلها حتي
- يلا
_____________
في بيت عائلة العربي دخلت تسنيم ليتبعها مروان بخطوات غاضبة بعد مرور أقل من نصف ساعة وتلك المدة التي استغرقوها للعودة الي المنزل لم يتفوه مروان بأي كلمة طوال الطريق وكذلك تسنيم كان يكفيها الشعور بأنفاسه العالية والغاضبة
كانت كارمن تجلس هي ورباب يشاهدوا التلفاز
" كارمن فتاة في السابعة والعشرون من عمرها تمتلك شعر أسود قصير وجسد نحيل ولكنها طويلة بعض الشيء ولديها أنف مستقيمة وشفايف كبيرة بعض الشيء وأعين بنية ولا ترتدي الحجاب ذات بشرية قمحية "
أردفت كارمن قائلة باستغراب شديد
- ايه ده جيتوا بدري يعني مجبتيش حاجة وله أيه يا تسنيم
لم تجب عليها تسنيم فأردف مروان قائلا بنبرة غاضبة ومستغربة من وجودهما الاثنان فقط
- الباقي فين ؟؟
أردفت رباب قائلة بنبرة حزينة، فلقد مرض والد خلود
- عم جمال تعب شوية فبابا راح يشوفه هو وماما ومحدش جه غير هنادي ومامتها وخلود، اتغدوا معانا وبعدين راحوا بيت عم جمال لما خلود قالت أنه تعبان
صعدت تسنيم إلي الغرفة تاركه أياهم دون قول كلمة واحدة، فلا تريد أن يسألها أحد عن شيء او تسمع شيء، رمقها مروان بغيظ وحنق، فأردف مروان قائلا وهو يوجه حديثه الي رباب
- اخوكي أحمد معاهم
- اه معاهم
قالتها رباب بلا مبالاة ليذهب مروان وهو يخرج هاتفه من جيبه، فأردفت كارمن باستغراب
- هما مالهم جايين مش طايقين نفسهم كده ليه وتسنيم طلعت علطول وواضح أنها مشترتش حاجة معقول أتخانقوا ؟؟
هزت رباب رأسها بلا مبالاة رغم أنها قلقة ولكن ما شأنها فهما أحرار
- معرفش هو انا كنت معاهم يعني ما انا قاعدة معاكي أهو
_____________
في الغرفة كانت تسنيم تجلس علي المقعد وهي تحاول بث الطمأنينة بنفسها، كانت تهز قدمها بطريقة سريعة تعبيرًا عن التوتر التي جعلها تشعر به فهي تقسم ان صمته ونظرته الغامضة والدموية أرعبتها أكثر من استيقاظها ذلك اليوم في بيت سعد ووجدت نفسها مُقيدة
<<بعد مرور ساعة تقريبًا>>
كانت تسنيم قد بدلت ملابسها وتنتظر مجيئه، وبالفعل بعد ساعة من تركها له كان يفتح باب الغرفة ليغلقه خلفه بقوة مما أصدر صوتًا حادًا ويعبر عن غضبه ثم اغلق الباب بالمفتاح، أردفت تسنيم قائلة بنبرة حاولت جعلها واثقة ونهضت لتقف أمامه بكل صمود
- ممكن نتكلم انتَ من ساعة ما قولتلك وانتَ مقولتش كلمة حتي
- اسقفلك يعني وله أعمل ايه أروح أسقف علي وش أمه، منتظرة أقولك ايه يعني
- مش مستنياك تسقفلي بس علي الاقل اتكلم
قالتها بسخرية وغضب مكتوم من طريقته التي تحاول تحملها بقدر الإمكان فهي تقدر شعوره علي الأقل، أردف مروان قائلا بنبرة مُرتفعة غير مباليًا بشيء
- ليه مقولتيش من ساعة ما عرفتي انه قريب هنادي سالتك وكدبتي عليا ليه ؟؟؟؟ شوفتيه ومع ذلك كدبتي عليا أول مرة ومقولتيش الحقيقة من يوم ما شوفتيه
برزت عروقها أيضا من شدة غضبها من نبرته تدرك أنها بالتأكيد اغضبته وادهشته ولكنها لا تتحمل فهي لديها طاقة أيضا لن، أردفت تسنيم قائلة بتفسير
- مكنتش عارفة اقولك ازاي وله اقولك أي راعي أننا منعرفش بعض بشكل كافي فطبيعي اكون مقلقة من ردود فعلك ومع ذلك قولتلك النهاردة
- ده انا لازم اراعي ده فعلا وعادي صح أنا مكبر الموضوع ايه يعني واحد يكلم مراتي يقولها بحبك ومنتظرك تطلقي علشان اتجوزك
قالها بسخرية وغضب شديد لا تدري أي نار مشتعلة بداخله
أردفت تسنيم قائلة بعتاب شديد وغضب
- انا مقولتش أنه عادي وبعدين هو مكلمنيش من ساعة ما شافني عند هنادي ممكن يكون اتراجع لما عرف انا مين وبعدين ده جزاتي أني صريحة معاك ما انا كان ممكن ...
قاطعها مروان قائلا بغضب شديد وهو يوجه له سبابته بتحذير شديد
- أياكي تكوني فاكرة أن كدبك عليا اختيار بالنسبة ليكي .. تبقي اتجننتي لو فاكرة أن ممكن اسمحلك بكده وان من حقك تكدبي عليا، من أول ما حصلت حاجة زي كده أصلا من زمان كان لازم أعرف مش لغايت ما تعرفي ان شريف قريب مني
سخرت منه ومن تحذيره وأردفت قائلة بغضب شديد واندفاع فهو لقد فقد عقله بالتأكيد
- انتَ كنت فين علشان اقولك؟؟؟ كان معاك رقمي أصلا؟؟؟ انتَ كنت فين يا مروان قبل ما تقول الصح والغلط عاتب نفسك وافتكر السنين اللي فاتت ايه اللي حصل وله أقولك أجيب ليك انا من الأول
تنهدت وأخذت أنفاسها ثم تحدثت بغضب شديد
- اتصل اقول لواحد مشفتوش لمدة سنتين ولو مرة علشان تفتكر اني بقربك مني مثلا، انتَ أصلا كنت ناسي أن في واحدة علي أسمك وذمتك وبتريح ضميرك بالفلوس والمصروف اللي بتبعته علي حساب طنط سلوي
عمرك سألت نفسك لو طنط سلوي دي ست مش كويسة ولا بتديني المصروف أو بتعاملني وحش كان ايه اللي هيجري ؟؟
لم يجيب عليها لتستكمل حديثها قائلة بغضب شديد فهل سيلومها أيضا
- صح هيفرق معاك أيه انتَ ريحت دماغك من أبوك بالشهور انتَ ومراتك من غير ما تفكر فيا ولا حتي كنت بتفكر تتصل تقولي عاملة أيه يا تسنيم لو كنت عملت كده في مرة قولي يمكن اكون نسيت وساعتها أقولك صح أنا غبية اني خبيت عليك وكان لازم تعرف من الأول
اندهش مما تتفوه به، كانت منذ ساعات لا تنكر معروفه والآن تعاتبه علي إهماله لها، أردف قائلا بغيظ
- مدخليش الأمور ببعضها وانا كنت عارف ان طنط سلوي عمرها ما هتأكل حقك حتي لو كانت خالة ملك
- انا مبدخلش الأمور ببعضها انتَ اللي شكلك نسيت السنين اللي فاتت وجاي تعاتبني علي سكوتي من وقتها، انا مش منتظرة تفهمك لاني لغايت دلوقتي مغلطتش في حقك ولو بكلمة وده يكفيني قدام ربنا وقدام نفسي وصارحتك انتَ حر تتفهم ده متتفهمش يبقي فرصتنا انتهت من قبل ما تبدأ
قالت كلماتها باندفاع شديد وصمود عجيب فهي لا تتوسل له أن يسامحها أو يتعاطف معها، ولا تريد اهتمام منه لامرها فيكفي لهذا الحد أصبحت لا تتحمل أن تعش في عتاب وتبريرات
تلك الحمقاء يريد أن يصفعها صفعة يهوي بها أرضًا ليس تعنيفًا لها ولكن لتشعر بالصفعة التي أعطته له لمجرد أن هناك رجل أخر يرغب بها بل اعترف بحبه لها أيضا، يريد أن يحرقها بالنيران لعلها تفهم أنه يحترق، يريد أن يقطعها الي قطع صغيرة لعلها تشعر كيف طعنت رجولته فلمست أكثر جانب سيء به
فمهما تحدث لن تفهم أي شيء مما فعلته به
أما أن يقبل شفتيها بطريقة تجعلها تصمت للابد من شدة قبلته لها من الممكن أن تتورم شفتيها به وتكن قبلتهما الاولي التي من الممكن أن تكرهه للابد بها لعلها تفهم مشاعره الثائرة والمجنونة
يا لمشاعره الحمقاء وأفكاره العجيبة التي تأتي في خياله يخشي أن يكن قد وقع في حب حمقاء متبلده المشاعر !!
أردف مروان قائلا بنبرة غاضبة وهو يقترب منها خطوة واحدة لتبعد هي خطوة
- انتِ عارفة انا حاسس بأيه من ساعة ما قولتيلي
هزت رأسها نافية باستغراب وعدم معرفة، ليستكمل حديثه قائلا بغيظ
- ليا رغبة أكسر كل شيء حواليا وأعمل حاجات جنونية استحالة عقلك يوصلك ليها أو تيجي في بالك علشان بس أخمد النار اللي جوايا بسبب كلامك
- انا فاهمة أني علي اسمك واكيد مضايق ان في حد قريب من اخوك عارف سبب . .
قاطعها مروان بسبب حماقتها فمازالت لا تستوعب شيء، تظن أن المشكلة فقط تكمن في الاخفاء وتتحل حينما تصارحه ومازالت تحسبها بعقلها الأحمق فهي تظن أن أكبر مشكلة لديه أن يخبر شريف أحد الحقيقة معتوهة بالفعل، أردف مروان قائلا
- انتِ للاسف مش فاهمة أي حاجة وغبية لدرجة أنك مستهونة بغيرتي وفاكرة ان المشكلة ان في حد يعرف سر جوازنا يتحرق كل ده ويتحرق شريف
في راجل اتجرأ يقولك كده، انا غيران يا أغبي مخاليق الله .. فين تليفونك ؟؟
أشارت علي الفراش ببلاهة شديدة وكأنها مازالت تستوعب كلماته، أخذه مروان ونظر عليها وتفحص هيئته ظنت أنه سيفتش به وأنه يشك بها، ولكنها صرخت حينما وجدته يقذفه الي الحائط بأكثر قوة يمتلكها وأردفت قائلة حينما ذهبت و ووجدت شاشته التي أصبحت تشبه السكر
- انتَ مجنووون
- أنا لسه مدخلتش علي أول مستوي في الجنان اللي هبقي فيه بسببك
- انتَ شاكك فيا يعني وله عايز توصل لايه انا غلطانة اني
قاطعها قائلا بغضب شديد من حماقتها التي تبهره بها يومًا عن يوم
- اخرسي .. صدقيني لو عندي ذرة شك فيكي كنت طلقتك ورميت عليكي اليمين من غير حتي ما اتعب نفسي واجادلك
دق الباب طرقات عالية وأردفت والدته من الخارج
- افتح يا ابني
فتح مروان الباب لوالدته التي أردفت قائلة وخلفها تقف كارمن
- جرا أيه يا ابني انتم بتتخانقوا وله أيه صوتكم عالي وصوت تكسير في أيه يا ابني
أردف مروان قائلا بنبرة حاول جعلها هادئة قدر الإمكان
- مفيش حاجة كنا بنتناقش عادي ... أحمد جه ؟
كارمن أردفت قائلة بنبرة تلقائية
- كل ده مناقشة ده انا قولت في حرب
أردفت مريم قائلة باستغراب وهي تحاول تخمين ما يحدث
- أحمد .. أه جه
خرج مروان من الغرفة تاركًا الجميع، فأردفت كارمن قائلة بنبرة ماكرة
- مالكم في ايه اكيد اتحسدوا ده هما جايين من برا مش طايقين نفسهم
- يلا يا كارمن
قالتها مريم بنبرة صارمة فعلي ما يبدو ان هناك شيء ما يحدث ولا يحتمل أحدهما حديث أحد أن كان مروان او تسنيم
لم تكن تسنيم تعلم سبب تكسيره لهاتفها
______________
في صباح اليوم التالي / بيت عائلة ربنا
كانت رنا نائمة وتحتضن ابنتها فاطمة ليزعج نومها صوت هاتفها، اعتدلت قليلا ومدت يدها الي الكوميدنو المتواجد بجانب فراشها فأجابت وأردفت قائلة حينما نظرت ووجدت اسمه يضيء شاشة هاتفها
- الو يا اسلام في أيه
- حضري نفسك علشان بعد الشغل هعدي عليكي علشان هتروحي
- انا مقولتش اني هروح واخر مرة كنت هنا ..
قاطعها اسلام قائلا بنبرة صارمة
- وانا بقولك انك هتروحي يا رنا انا مش باخذ رأيك انك ترجعي بيتك انا بقولك تجهزي نفسك علشان متتفاجئيش لما اجي كفايا تفرجي الناس علينا علشان مشاكل حلها في أيدينا
______________
في غرفة تسنيم ومروان
كانت تجلس في الشرفة ثم دخلت الي الغرفة فهذه عادتها منذ الامس تاره تجلس في الغرفة وتاره تقف في الشرفة لا تدري هل هي تنتظر مجيئه ام ما بها ؟
قد دقت الساعة التاسعة صباحًا وهي لم تنم منذ ليلة أمس ولم تستطع حتي إغلاق عيناها حاولت كثيرا أن تغفي وتريح أعصابها ولكن يلا فائدة
مروان لم يأتي منذ أن قاطعت كارمن ومريم حديثهما ولم تسأل الي اين ذهب هل هو مازال في البيت او ذهب الي مكان ما لا تعلم فهي لم تخرج من غرفتها حتي
أصبحت غريبة
لا تعرف لما لم تفرح بغيرته عليها
تحاول تفسير غيرته كونه رجل وهي زوجته رغم كل الحقائق والتفسيرات لعلاقتهم المعقدة ولكن هناك حقيقة واحدة لا يمكن تغييرها أنها زوجته فيجب أن يغار عليها
فهي لا تظن أن هناك رجل لا يغير علي من في بيته تحاول الا تأخذها بمعني الحب، فالواقع هي جاهلة في ذلك الموضوع لا تدرك ما معني الحب ؟
لم تستطع يومًا فهم تلك الكلمة او الشعور بها او علي الاقل معرفة ماذا يجب أن يشعر الانسان حتي يصف نفسه انه عاشق لأحدهم؟؟
لا تحب أن تكن امراة يملأ فراغ في حياته بها وان تنخدع بما يسموه وينتعوه بالحب
سحقا لكل شيء يجعلها تشعر بالحيرة لم تظن انها ارتكبت ذنبًا كبيرًا ذات يوم حتي تكن انسانة حائرة وغير قادرة علي فهم نفسها، جلست علي المقعد وشغلت التلفاز ولم تجد شيئا يسليها، نظرت علي هاتفها وجدته أصبح لا يصلح أن تصفه بهاتف حتي أردفت قائلة بنبرة غاضبة
- كمان كسرت التليفون ولا عارفة اكلم حد ولا عارفة اشغل وقتي كأني مجبرة اني اقعد افكر فيك، راجل مستفز وغريب ورخم
نهضت وحاولت أن تغلق الشرفة جيدًا وتشد الستارة حتي تحجب الضوء ولاول مرة تريد ان تجلس وتنام في الظلام لعلها تشعر بالنعاس
غير خائفة من لمسات شخص قذر كانت تشعر بها في الظلام وكأن الضوء حماية لها وأصبحت عادة لديها
_____________
بعد اذان المغرب / في بيت عائلة العربي
كانت تسنيم تجلس أمام المرأة وتمشط خصلات شعرها منذ ساعة تقريبا تمشط به بلا مبالاة وبلا هدف
فالوقت لا يمر ابدا
وجدت الباب يدق فأردفت تسنيم قائلة
- مين
- محسوبتك رباب
قالتها رباب بمرح فأردفت تسنيم قائلة
- ادخلي
وبالفعل دخلت رباب وهي تحمل بعض الأكياس ووضعتهم علي الفراش بطريقة عشوائية لم تنتبه لها تسنيم فكان عقلها في مكان أخر
- ايه يا تسنيم انتِ متخانقة معانا وله متخانقة مع مروان سمعت أنهم نادوكي علي الفطار والغداء مرضتيش تاكلي ولا نزلتي حتي تقعدي مع ماما أو مع حد من الصبح
قالتها رباب بنبرة مرحة فأردفت تسنيم قائلة
- معلش كنت صاحية متأخر ومش جعانة
رباب
انا مضايقة فياريت نتكلم في وقت تاني علشان هكون بايخة معاكي وانا مش في المود خالص ولا قادرة اهزر ولا حتي اتكلم عدل
أردفت رباب قائلة بمرح شديد وهي تشير لها علي الفراش
- ايه يا اعمي ايه مش شايف الحاجات اللي داخلة بيها
- ايه الحاجات دي
- كنت انا وكارمن بنشرتي حاجات ومروان قالي اجبلك حاجات تمشي بيهم حالك لغايت ما يرجع
- يرجع منين
قالتها تسنيم باستغراب شديد، فرفعت رباب حاجبيها باستغراب شديد فهي لم تعرف بالفعل هل تسنيم لا تعرف بذهابه
- مروان سافر اسكندرية بليل انتِ متعرفيش وله ايه
- انتِ بتتكلمي بجد
- اومال بهزر سافر
محمود صاحبه عايزة في حاجة مهمة وقالي لما يرجع هيبقي ينزلك انتِ فمجبش حاجات كتير يعني قومي شوفي ذوقي هيعجبك وله لا
أخذت رباب تخرج لها مقتنياتها حتي تشغلها فعلي ما يبدو باخبارها بذلك الخبر قد زادت من غضبها
أخرجت فستانين وكنزة وبنطال وألوان مختلفة من الطرح وثلاث أحذية تقريبَا
- ايه رايك ذوقي حلو
- جميل يا رباب بس ليه يتعبك يعني ما انا لو محتاجة حاجة هنزل اجيبها
قالتها تسنيم بنبرة حاولت جعلها هادئة فهي تحترق من الداخل فهي المخطئة أنها فكرت به وظلت مستيقظة بسببه
- انا كده كده كنت نازلة وبعدين قوليلي عجبوكي وله لا وقيسيهم وهتلاقي شنطة فيهل حاجات انتِ كنتي عايزاها برفان وغسول وحاجات كنتي قايلة عليها يارب مكنش نسيت حاجة، يعني تقريبا احنا الاتنين نفس المقاس وقريبين من بعض فلو في حاجة نغير
- انتِ متاكدة أن هو سافر
قالتها تسنيم بغضب حاولت كتمه فهي لا تركز في أي شيء مما تتفوه به رباب، فأردفت رباب بسخرية
- يادي النيلة سافر والله العظيم يا بنتي
- بقا كدة يعني بيتجاهلني وسافر من غير ما يقول
كانت رباب مازالت تحاول تغيير الموضوع، فاردفت قائلة
- سيبك منه شكلكم ولعتوا في بعض امبارح بس ما علينا انتِ تليفونك في انهي داهية علشان كنت بصورلك الحاجة واسالك رايك فيها ايه ومكنتيش بتردي علي الواتس
- معلش يا رباب اصل اخوكي خلاه سكر اشرب بيه الشاي
قالتها بسخرية فأردفت رباب قائلة باستغراب
- مش فاهمة
- التليفون جاب مية ونور مفيهوش حاجة سليمة والشاشة ملهاش ملامح
- احيه .. كسر التليفون ؟؟
- اه كارمن مقالتلكيش علي الصوت اللي سمعته امبارح وله ايه
قالتها بسخرية فهي تريد نتف شعرها هي الآخري، حتي تنهي تلك المهزلة التي أوقعت نفسها به
- عملتي ايه في الواد يخربيتك مروان ميفقدش أعصابه الا لو فيه مصيبة حصلت ده اهدي واحد في البيت واكتر واحد بيتكلم بهدوء ويسمع اللي قدامه
- فعلا اهديي واحد انا اكتشفت ده امبارح
أردفت رباب قائلة بنبرة مرحة
- مديتي ايدك عليه ؟
- انتِ بتهرجي
- بهرج طبعا اكيد عملتي مصيبة والا مكنش وصل لكده
- ابدا هو غيران من موضوع كده
قالتها تسنيم لتفهم رباب أنها لن تفسر أو تشرح الموضوع فأردفت رباب قائلة بسخرية
- خلاص انا مش محتاجة افهم كفايا انك قولتي أن في غيره انا هروح اخلي حد ياخد الشاشة ويحطها في اوضتي
- ليه مش فاهمة
- انتِ قولتي غيران فلازم ناخد احتياطتنا ونشيل اي حاجة بتتكسر والبسي خوذة وانتِ معاه وأي وسيلة للحماية ياريت تلجئي ليها
- ليه يعني متجوزة هولاكوا
قالتها تسنيم بسخرية رغم انها أدركت غضبه بالفعل فأجابت رباب بنبرة مرحة
- انيل انيل والله يا بنتي مش انا قولتلك هو الاسوء عند الغيرة حصل وله محصلش
- حصل
- بتفتحي علي نفسك أبواب جهنم انتِ .. خلاص شوفي اللبس
لاحظت تسنيم أن هناك اربع اشياء لم تخرجهم بعد
- هو ايه اللي في الشنط اللي هناك دي
- لا دول حاجات استغفر الله العظيم انا مليش دخل بيها
- مش فاهمة
- انتِ لما تشوفي هدوم الببيت اللي جابتها ليكي كارمن هتفهمي
ذهبت تسنيم وأخذت تري ما الذي تتفوه به رباب ملابس فاضحة بالفعل لم تسبق وانها ارتدت بتلك الطريقة حتي المنامات الطبيعية قصيرة وغير طبيعية، أردفت تسنيم بغضب شديد وخجل فقد احتقن وجهها بالدماء
- ايه ده
أردفت رباب بمرح شديد
- والله انا اشرف من الشرف قولتلها هنجيب حاجات زي اللي انتِ لبساها دلوقي قالتلي لا انا مش بختار هدوم بيت لواحدة في إعدادي انا بختار لواحدة متجوزة
- الحاجات دي رجعيها انا مش عايزاها
- قولي لكارمن انا مليش فيه قيسي الحاجات المحترمة بتاعتي
هزت رأسها بلا مبالاة
____________________
بعد مرور ساعة تقريبًا، كان أتي أصدقاء رباب وجلسوا في الصالون سويًا، هبطت تسنيم من غرفتها وكانت ذاهبه لتشرب مياة فاستوقفها حديث كارمن التي كانت تجلس في غرفة المعيشة
- قيستي الحاجات عجبتك يا تسنيم
أردفت تسنيم قائلة وهي تجلس علي أحدي المقاعد
- ذوقك حلو بس انتِ جايبة حاجات اوفر اوي صح
- لا مش اوفر انا اللي اعرفه انها حاجات طبيعية لبس بيت لواحدة متجوزة
حاولت تسنيم أن تداري خجلها والا تذبحها أو تقتلع عيناها
- الحاجات دي بتتلبس لما الواحد يكون عايش في بيت لواحده براحته مش وهو قاعد ضيف في بيت ناس لفترة مؤقته
أردفت كارمن قائلة بخبث شديد وهي تنصحها
- والله حتي هدوم البيت العادية انتِ بتلبسيها في اوضتك بس انتِ طول الوقت بتلبسي اسدال قدامنا يعني معني كده انك هتلبسي في اوضتك
تسنيم انا اكبر منك وافهم عنك بلاش تكوني قفيلة كده يا بنتي الراجل مبيحبش الست اللي قافشة طول الوقت ومكشرة يا ماما
أردفت تسنيم قائلة وهي تحاول السيطرة علي غضبها ولكن تفشل أحيانا
- اومال بيحب ايه يا فيلسوفة
- مش عارفة ليه بتاخدي كلامي بسخرية
مع اني عايزة مصلحتك وبنصحك تحافظي علي جوزك مروان شاب هيتخطف منك لو فضلتي طريقتك كده
- واضح انك متعرفيش اني مبحبش حد يدخل في حياتي دي خصوصايتي انا وجوزي
- دي مش خصوصيات دي أساسيات لازم تفهمها اي بنت لازم تكوني انثي في نفسك وفي ردودك وطريقتك مش بس انها تكون جميلة الشكل
- لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
كارمن انا بجد مقفولة من كل حاجة في حياتي ومش مستنية نصيحة حد علشان امشي حياتي ومش قادرة اني اتعصب واتخانق معاكي
قالتها تسنيم بانفعال شديد وحاولت ان تخفض صوتها بقدر الإمكان فأردفت كارمن قائلة بنبرة هادئة
- انتِ حرة عمي محسن طيب بس مش هيحبك اكتر من عياله ولو محققتيش الا هو عايزة
لو جالوا ١٠٠ حفيد هو مستني عيال مروان وزي ما خلاه يتجوز علي انسانة حبها أربع سنين مش صعبة يشوفله غيرك، فكري كام واحدة في حياة مروان تتمناه وتقدر تجر رجله
- مثلا انتِ وخلود وناس لسه تانية معرفهاش
قالتها تسنيم بغضب شديد ولم تستطع السيطرة علي نفسها
______________________
في القاهرة أمام أحدي العمائر اوقف مروان سيارته، ليرن هاتفه وهو يعلن عن اتصال من محمود فهو يأتي في وقته تقريبًا أجاب عليهة
- الو يا محمود
- انتَ فين يا مروان
- عايز ايه
- مش قولت انك جاي من بليل
- هخلص مشاوير في القاهرة وجاي
- مشاوير ايه دي
- لما اجي هقولك ... سلام دلوقتي
هبطت مروان من السيارة مغلقًا أياها، وتوجه الي البناية وحينما اقترب من البواب الخاص بها
- السلام عليكم
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
- شركة الشحن بتاعك شريف جمال فين ؟
- في الدور الاول يا بيه
- ماشي شكرا يا حج
- العفو علي ايه
كان مروان قد مشي خطوتين ليعود مرة أخري ويوجه حديثه الي ذلك الرجل قائلا بابتسامة حاول رسمها علي شفتيه
- بقولك ايه يا حاج
- ايه يا ابني
حك مروان ذقنه وسأله في نبرة هادئة
- انتَ تعرف جبران خليل جبران
رفع الرجل حاجبيه قائلا باستغراب
- لا مين ده
- مش مهم مين الراجل ده قال حاجة كده
- قال ايه
- الشوق والغيرة ، أصدق صفات الحب وأجمل طقوسه
- واضح انه بيفهم وبعدين وانا مالي يا ابني بيقول ايه
أردف مروان قائلا بنبرة غامضة
- انا طالع مش هكمل ربع ساعة ونازل لو فضلت فاكر الجملة اللي قالها جبران خليل جبران دي ليك عندي 300 جنية
ذهب مروان بعدما قال له تلك الكلمات فضرب الرجل كفا علي كف فعلي ما يبدة هذا الشاب يسخر منه
- ده ايه الجنان ده ياما لسه الواحد هيشوف
ثم أردف قائلا بتفكير
- هو قال ايه ؟؟
يمكن يطلع مبيهزرش والبت تجيب الكام كتاب بتوع الدرس