رواية رايات العشق الفصل العاشر 10 بقلم فاطمة الالفي
"الفصل العاشر"
***
+
دلفت تبحث عنه ، الى ان وقعت عيناها على وجوده يقف بجانب فتاه يتحدث معها والابتسامه تعلو ثغره منما زاده وسامه ، شعرت بالغيظ وعادت للخلف كادت ان تغادر المكان لولا ان اوقفها صوته القوي
- سماء رايحه فين ، قربي أنا دقايق وافضالك
اتكئت على اسنانها بغيط
- لا خد راحتك مش عايزه اعطلك
وقف يصافح الفتاه بلباقه وسار جانبها مودعا اياها ، الى ان غادرت المعرض ، وعاد يقترب من تلك الغاضبه برفعه حاجب
- ها بقى يا ستي كنتي بتقولي ايه
لوت ثغرها بضجر : ستي
ابتسم بقوه وظهرت انيابه وتحدث وهو يغمز لها بحب
- ستي وتاج رأسي كمان
خجلت من نظراته وطريقته في الحديث معها، وتناست لماذا أتت إليه
جذب لها مقعد لتجلس امامه
- اتفضلي اقعدي ، تشربي ايه
نظرت حولها بتردد : ينفع نخرج ، محتاجه اتكلم مع حد
- حد وأنا موجود عيب عليكي ، يلا بينا
ثم جلب متعلقاته من اعلى المكتب وسار بجانبها الى حيث سيارته واخبر العامل بالمعرض بان يهتم به ريثما يعود ..
""""""""""
بمنزل دكتور حاتم ..
نهض من الفراش بعدما استعاد وعيه ، ولكن يد والدته منعته من النهوض
+
- حبيبي خليك مرتاح دلوقتي
ابتعد عنها بهدوء : محتاج ابقى لوحدي
+
- بس انت تعبان وأنا اديتك مهدئ ومحتاج راحه
+
- أنا كويس يا با لم يكمل كلمته ثم نظر له بحزن
- أنا كويس حضرتك
- طب خد حد من اخواتك معاك
لم ينظر لوالدته فقط اكتفئ بابعاد عيناه عن عيناها
- مخنوق بجد ومحتاج افضل لوحدي
تحدثت بحزن : طب اجي معاك ونكمل كلامنا طيب
- كفايه اللى عرفته لحد دلوقتي مش مستعد اعرف أي حاجه تانيه على الاقل دلوقتي
+
غادر المنزل بضيق وسار بخطوات تائهه لا يعلم الى اين تخطى قداميه ، فقط سير بلا هوجاء .
بتطلع بصمت لمن حوله ويحدث نفسه بالم
" ابويا عايش واتحرمت منه سنين عمري كلها ، وسابني لواحد غيره يربيني ، سأبني أقول لغيره يا بابا ، وكمان ايسل اختي تؤامي كمان وماحدش فينا يعرف حاجه عن التاني ، طب ليه يعملو فين كده ، ذنبنا احنا ايه ندفع تمن اخطائهم ومشاكلهم ، ليه نفترق بالشكل ده ليه ، ليه انكتب عليا اعيش يتيم وهو حي يرزق ، رغم وجود بابا فى حياتي الا ان كنت حاسس بيني وبين نفسه انه مش ابويا وان ليه افضال كتير عليه ، كفايه انه هو اللى رباني وطلعني دكتور ناجح ، وايسل ذنبها ايه تعيش بعيد عن والدتها وتدوق إحساس الحرمان ليه يقسو علينا كده ليه ، مافيش مبرر للى هم عملوه معايا ومع اختي ، مافيش أي حق انهم يظلمونا بالشكل القاسي ده ، ومشاعري اتجاه ايسل كانت ايه ، أنا كنت ممكن أحب اختي واتعلق بيها بشكل مرفوض "
لم تعد قدماه تقدر على السير ، فجلس على جانبي الطريق ، اعلى الاريكه الموضوعه على جانب الرصيف وظل ينظر لحركه مرور السيارات امامه واكتفى بالصمت والتتطلع حوله بقلب شارد ...
+
"""""""""""
+
صفا سيارته اعلى جبل المقطم فهذا المكان من اختيارها .
نظر لها بقلق : ليه اصريتي نيجي هنا وفى الوقت ده ، احنا بالليل ولو حد شافنا هنتفهم غلط
ترجلت من السياره أولا فلحق بها .
وقفت اعلى الجبل تنظر للفراغ ثم عادت تنظر اليه بحزن
- بحب اقعد هنا كتير مع نفسي ، كل لم أكون مخنوقه باجي هنا وبخرج كل اللى جوايا
وقف جانبها بصمت لينصت لها
زفرت بقوه ثم طلبت منه الجلوس اعلى الرمال ، وجلسو سويا
+
استجمعت قوتها وهى تتحدث عن الوجع الساكن بقلبها
- سالتي قبل كده ليه بتصرف بتهور وليه عايزه اكسر بابا بتصرفاتي ، كنت غبي وأنا بتصرف بطيش بعمل أي حاجه عشان اوجع بابا واكسره بيه ، وأنا كنت باذي نفسي قبله ، عارف ليه ؟
تنهدت بحرقه وانسابت دموعها :
- عشان بابا اتجوز على ماما وهى كانت مريضه وفى اخر ايامها ، وهي ماستحملتش وبعد وفاتها جاب مراته تعيش معانا وتاخد مكان ماما فى حياتنا بس أنا رفضت وسبت البيت وقعدت عند خالتي ، خالتي عرفتني ان هو سبب وفاه امي مش المرض ، أتخلى عنها فى اكتر وقت كانت محتاجه لوجوده جنبها يدعمها ويواسيها ويخفف عنها الوجع والالم ، مش يتجوز ويكسرها ويجرحها بالشكل ده ، عشت فتره عند خالتي وبابا رفض افضل عندها جابني بالاجبار بيته واتحمله هو ومراته وقتها قررت انتقم لموت امي ومن وقتها مش بحب اقعد فى البيت عشان كده اتعرفت على شله صحاب تافهه وطايشه وماحدش بيحاسبهم وبقيت أعمل اى غلطه عشان اتسجن وهو يخسر اسمه وسمعته ، وعشان كده اترهنت مع غدير على سرقه عربيه وأنا قبلت عشان السرقه هتكون كبيره ماينفعش حد يتنازل عن حقه وقتها ، وقابلتلك انت فى طريقي وفوقت لنفسي لم الحيوان اللى اسمه غدير استغل الكره اللى جوايا لبابا وفكر ان بنت سهله وساذجه وحاول يعتدي عليا بس وجودي وقتها انقظني ، بجد أنا متشكره ليك جدا ، انت النور اللى ظهر فى حياتي فجاه ونور العكمه اللى كنت عائشه فيها .
+
التقط كف يدها بين راحه يده ونظر لها بحب
- عايزه اقولك ان جنبك ماتخفيش وهساعدك تغيري من نفسك وتنسي خالص البنت الطايشه اللى عايزه تنتقم من ابوها ، انتي لا يمكن تكوني بتكرهي ابوكي
+
- نفسي انسي الماضي بوجعه ، بس صعب اشوف الست اللى خدت بابا مني ومن ماما واتقبلها كده فى حياتي عادي ،كده هكون بخون ماما
+
- انتي واجهتي باباكي بكلام خالتك ده
- لا
- يبقي انتي غلط يا سماء لازم كنتي تتكلمي معاه وتعرفي ايه وجهة نظره وليه عمل كده ، ممكن خالتك وصللتك غلط او تكون مش عارفه ولا فاهمه ايه اللى حصل ، بلاش تحرمي نفسك من وجود ابوكي فى حياتك وهو لسه عايش ، صدقيني هيجي وقت وتندمي وتتمني بس قربه منك ثانيه ، هتتمني تحضنيه ولو لحظه وساعتها هتفوقي على صدمه خسارتك ليه هو كمان وانتي حتى ماحستيش بحضنه ولا حبه ، بلاش تضعي أجمل لحظات عمرك تعشيها بقرب ابوكي ، بلاش تعيشي اليتم ووالدك لسه موجود جنبك
+
ابتسمت له وهى تخبره
- تعرفي ان اول مره احس بحضن بابا ليا وخوفه وقلقه عليه ، امبارح بابا حس بتغيري وحضني جامد ، كنت كل مره هو يقرب مني أنا بصده وابعد ، لكن امبارح كنت محتجاله اوى واتمسكت بحضنه اوي وماعملتش حاجه غير دموعي نزلت وبس ، كمان ماسبنيش فضل جنبي ونمت فى حضنه
+
ابتسم لسعادتها : وأنا من رائي تتكلمي مع باباكي مش يمكن خالتك فهمتك غير الحقيقه
+
- وايه مصلحه خالتو تعمل كده