رواية بنت الوادي الفصل السابع 7 بقلم سلمي سمير
#صدمة
#البارت_السابع
******************
لا تعلق روحك الفانية بالخلود، فالافضل الا تتعلـــق بشــيء، في هذا الكون فــكلنـــا ذاهبــون، وإن أحببــت حــب بصمـــت فلا داعــى للجنـــون،
و لا تتحـــدث عـــن كرهــك للبعـــض، فربمـــا فــي داخلهم حبـــاً لك فــي قلبهم يخفـــون، فمـــا الحيـــاة ســـوى مطـــار، قادمــون منـــه ومغـادرون.
+
من داخل المستشفي الاستثماري
ثار فاروق ووصل غضبه علي فرحه عنان السماء لانه اعتبرها سبب في وفاة عمه ابيه الروحي الذي عوضه فقده لابيه منذ كان طفل صغير فاقسم ان يبحث عنها ويقتلها حين يعثر عليها كي يريح روحه عمه في مأواه الاخير
+
نهره صبحي البوتب وقال له:
ذنبها ايه البنيه، غلبانه وتاهت ربنا يرد غيبتها، ده بدل ما تدور عليها وتبرد قلب انها واخواتها عليها،
كل اللي همك تقتلها وترد كرامتك، مش حال انت خطيبها وعارف اخلاقها كويس
+
وضع فاروق يده علي راسه وبكى بحرق قلب:
الكارثة اني عارف اخلاقها وطبعها الحامي، وده مش هيشفع ليها في بلدكم، بالعكس هيطمع الناس فيها وهيستفز اي راجل انه يكسرها وكله بسبب جمالها،
علشان كده باكد ليك بنت عمي ضاعت وياعالم يمكن اتقتلت، او اتخطفت وانكتب عليها الحرام
+
رفع راسه ونظر اليه بحسرة وانكسار واكمل:
ولو قلت يمكن ربنا وقعها مع ناس تتقي الله فيها،
كان زمانها رجعت فرحه مش جاهلة دي متعلمه، وعارفه بلدها وتقدر تروح اي قسم وتبلغ او يوديها اللي لقاها لأي قسم ووقتها هيرجعوها البلد
مدرستها كانت قدام المركز يعني سهل ترجع لبيتها؛
+
عاد ووضع يده علي راسه واخذ يردد بحسرة:
اه يا بت عمي يا فرحه وانطفي قنديلها قبل اوانه، صدقني يا عم صبحي البندر مش غريب عليا وياما شوفت فيه ، علشان كده انا باكد ليك لو بنت عمي تاهت تبقي راحت خلاص، علشان كده ابوها مات من حسرته عليها؛
لاما تكون هربت من الجواز مني، وفي كلتنا الحالتين الموت نصيبها ده لو مكنتش اتقتلت ورمو جتتها،
+
تنهد بقوة زافرًا حزنه والمه الجاثم علي صدره وقال:
دلوقتي مقدميش غير حل من اتنين لادفنها لو كانت اتقتلت او اسيح دمها واحفظ شرف عمي
+
وصرخ فجاة بعويل حسرة ووجع علي خسارتها:
اه يا قلبي عليكي يا فرحه حسرتي عليكي وعلي نصيبك اللي انكتب عليكي يا غالية يا بت الغالي
+
هز صبحي راسه بحزن عميق سكن بداخلها علي تلك الشابة الجميلة التي كانت النظرة في وجهه ينشر البهجة والسرور في النفوس وقال:
كلام موزن وسليم، بس يمكن عربية خبطتها وفي المستشفي، قوم ندور عليها في الاقسام يمكن حد مبلغ عن وجودها وان شاء الله ربنا هيعترنا فيها وهتكون بعزتها وشرفها ، مش فرحه اللي تفرطت بسهوله، ولو حصل الموت عليها اهون
+
انتعش الامل في قلب فاروق ونهض والحماس يشتعل بداخله للبحث عنها لعله يعثر عليها في مستشفي او احد عثر عليها ولم يستدل علي شخصيتها، فاخذ بيدها وقال:
يلا بينا وادعي ربنا يعترنا فيه واردها لامها واخواتها اللي مش حمل صدمتين باختفاءها وموت ابوها
وخرج الاثنين يبحثان عنها، بلا امل لانها مع زوجها الذي اقنصها من حياتها البسيطة الي حياة لا تعلم عنها شئ ،
ومرت الايام وعاد فاروق الي البلد واقام العزاء لعمه
وعاهد زوجتة عمه بالبحث عن فرحه دون كلل او ملل حتي يعثر عليها لو بعد حين،ووقتها سيكون مصيرها بيدها، لاما يدفنها بجوار عمه او يتزوجها كم عاهده ان كانت مازالت ببراءتها وعفتها،
***************
في انجلترا
بعد مرور شهر علي سفرها، اعتادت فرحه علي حياتها مع فريد الذي كان يغيب عنها طوال اليوم واوقات كان باليوم او الاتنين ، كانت تخاف من جلوسها لكنها استسلمت الي قدرها
اما فريد فقد اعتزلها تمام ملتزمًا بوعده لها، اما هي فقد اختارت دور الخادمة لنفسها غير مقتنعه بكونها زوجته، لهذا كانت تعمل كالخادمة من تنظيف البيت وتجهيز طعامه، رغم انه كان لا يتذوق اكلها الذي كانت تقضي اليوم بطوله في تجهيزه،
ذات يوم عاد من الجامعة ودلف الي غرفته واتاه اتصال دولي فرد بسرعه:
ماما حبيبتي وحشتيني اخيرا فتحت فونك
ردت عليه والدته بحزن عميق وصوت مكتوم:
حييبي يا فريد انت كمان وحشتني اوي، المهم طمني عليك وعلي اخبار، وقولي عمك او بنته حد منهم اتصل بيك،
+
رد عليها بايجاز :
لا يا ماما عمي ماتصلش، سوسن بس بقالها كام يوم بتتصل بيا، لكن قلقي عليكي خلاني قفلت معاها بكون ما ارد، قلت اطمن انك بخير وبعد كده اكلمها، المهم انت صحتك اخبارها ايه، وليه طولت عند طنط فاطيما المرادى، وبلغيني هتجي امتي انا لسه فاضل لي ست شهور علي مناقشة الرسالة
+
اخذت امتثال نفس عميق والطبيب امامها يحذرها من اطالة المكالمة فقالت بضيق:
مش عارفه يا فريد، ممكن كمان اسبوع اواتنين، المهم عايزه اسالك عن حاجه
انت طلقت فرحه ولا لاء،
+
صمت فريد برهه واجاب بهدوء:
لا مطلقتهاش اطلقها ازاي وانا راجع من سهرتي الساعة اربعه الفجر وسافرت سابعه
بتسالي ليه وصح طمنيني والدها عمل ابه لما عرف بجوازي منها اكيد فرح
+
ارتبكت امه توترت بحسرة غير قادرة غلي مواجهة ابنها من اختفاء زوجته التي تحمل اسمه، واصبحت وصمة عار عليه اذا اصابها مكروه، لكن كيف لا تخبره وهي مسؤوله منه امام القانون فقالت:
بالعكس ابوها مات محسور عليها وخطيبها بيهدد بقتلها لما يلاقيها، انا مش عارفه اعمل ايه يا فريد
بالذات ان البنت مفقودة من يوم جوازكم
+
طال صمت فريد وسال والدته بحيرة:
يعني ايه مفقودة، مين قالك الكلام ده وابوها مات ليه، معقول بسبب جوازها مني ولا لانها اختفت زي ما بتقولي، انا عايز اعرف مين قالك ان فرحه مفقودة ممكن تفسريلي يا ماما
+
بدا الجهاز الذي يظبط نبضات قلبها يشير الي معدل أسرع عن المعتاد مهددًا بخطر اصابتها بنوبة قلبيه نتيجة توترها الزائد مما استدعي تدخل الطبيب وسحب الهاتف من يدها واغلاق الخط وقال:
اهدي يا مدام امتثال انا قولتلك حالتك صعبه وانت استخفيتي بالتعليمات، مش فاهم انت عايزه تدخلي في غيبوبة جديدة ولا ايه احنا بنتقدم خطوه وانت مصره نرجع تاني من الاول، وكمان سفر ايه انت علي الاقل قدامك ثلاث شهور علي الاقل،لما اسمح ليكي، تركبي طيارة او تتعرضي للضغط السفر والترحال
+
تاففت امتثال من اوامر الطبيب التي لا تنتهي وقالت بجزع وذغر من فكرة غيابها عن ابنها طول هذه المدة، خوفًا من ان يطاله اذي عمه وقالت:
ارجوك يا دكتور انا هنفذ. تعليماتك، بس خلينا حتي اكلم ابنه واطمن عليه، انت كده بتحكم عليا بالموت مش كفاية مش هقدر اكون جمبه كمان اتحرم من اني اسمع صوته واكلمه
+
حك ذقنه بتفكير وقال:
لو حصل واتوترتي كده تاني مش هسمح ليكي باي مكابمه معاه وهضطر اتصل بيه واعرفه حالتك، انا التزمت بوعدي معاكي من اول يوم دخلتي فيه المستشفي، ومتصلتش بيه ابلغه زي ما طلبتي
لكن معنديش استعداد اخسرك للغيبوبة تاتي بسبب خوفك عليه ، ها اتفقنا؛
الثامن من هنا