رواية بعد الرحيل الفصل الخامس 5 بقلم ميمي عوالي
بعد الرحيل
البارت الخامس
سالم
و هو بيكلم شيراز على التليفون : قوليلها يا شيراز انى عمرى ما طمعت فيها ،
قوليلها ان الدنيا و الشغل خدونى لدرجة انى نسيت انى مديون لها بتمن اللى
كتبته باسمى رغم ان الفلوس اصلا كلها تحت ايدها فى الحساب المشترك ، صحيح
نسيت احوله على حسابها الشخصى ، بس لان الفلوس من البداية كانت تحت ايديها
ماركزتش
قوليلها ان سالم مايطمعش فى اللى مش ليه يا شيراز
قوليلها تفكر على مهلها ، و قوليلها ان عمرى ما اقدر اعيش من غيرها هى و ولادى
و
قوليلها كمان انى بعتذر عن كل لحظة اتصرفت فيها على انى شريكها بجد ، و لو
ماكانتش استردت كل حاجة كنت انا بنفسى دلوقتى هردلها كل مليم صرفته من
فلوسها فى حاجة تخصنى ، و على العموم انا لسه مديونلها بتمن الشقة اللى
اتجوزت فيها انا و نهى و اللى يمكن تكون نسيت تستردها هى كمان عشان
اردهالها انا بنفسى ، و من الصبح هعمللها تحويل بتمنها و متهيالى كده نبقى
خالصين ، لكن لاأ .. لسه مش خالصين ، انا كده ابقى لسه مديونلها بتمن اكلى
وشربى و لبسى
هبقى مديونلها بمصاريف اكل و شرب و لبس
ولادى و اكلها و شربها و لبسها هى كمان طول السنين دى .. خليها تحسب حسبتها
و تشوف انا مديون لها بكام يا شيراز .. و انا ملزم انى ارد لها كل مليم
اتصرف
بس كمان اللى بعت الفيديو ده يقصد حاجة كبيرة من
وراه ، يقصد يزود المشكلة بيننا و يوسع الفجوة ، انا طبعا ما اعرفش مين
اللى بعتلها الحاجات دى ، بس فهميها تاخد بالها من اللى حواليها
سالم
اتنهد تنهيدة جامدة و بعدين كمل كلامه و قال : شمس انا عارف انك سامعانى
.. شمس انا بحبك .. و اوعدك انى اعمل لك كل اللى انتى عاوزاه .. بس شيلى
موضوع الخلع ده من دماغك ، انتى عارفة انى ممكن اموت من غيرك ، و متاكد ان
انتى كمان ماتقدريش تعيشى من غيرى
انا عارف ان من حقك
تزعلى ، و عارف انى ظلمتك بجوازى عليكى من غير ما اقولك ، بس خوفى من اللى
بيحصل دلوقتى هو اللى منعنى انى اصارحك من البداية .. عاقبينى العقاب اللى
يريحك.. بس بلاش البعد
سالم خلص كلامه و قفل ، و طبعا
كانت شمس بتسمع كل كلمة بيقولها من الاسبيكر ، و اول حاجة عملتها انها شغلت
الفيديو من تانى و فعلا اتاكدت ان اللى فى الفيديو ده مش سالم
كانت دموعها بتغسل وشها و هى عمالة تبص على شاشة الموبايل ، فشيراز قالت لها بتعاطف : مش كفاية عياط بقى ، ماتعبتيش
شمس رفعت وشها لشيراز و قالت : مش هو اللى فى الفيديو يا شيراز
شيراز : وياترى ده هيفرق فى موقفك من جوازه
شمس : بيحبها يا شيراز ، قال انه بيحبها و انه مايقدرش يستغنى عنها
شيراز : و برضة قال انه بيحبك و مايقدرش على بعدك
شمس
باستياء : مافيش راجل بيحب اتنين يا شيراز ، لو سالم بيحب نهى للدرجة دى ،
يبقى مابقاش يحبنى ، يبقى اللى فاضل بينه و بينى مش اكتر من ….
شيراز : سكتتى ليه ماتكملى
شمس : مش عارفة يا شيراز ، مش لاقيالها معنى و لا صفة
شيراز : طب ناوية على ايه
شمس بتيه : مش عارفة
شيراز سكتت شوية و قالت : تفتكرى مين اللى بعتلك الفيديو و القسيمة
شمس : مش عارفة ، مالقيتش الرقم متسجل باى اسم
شيراز : لما الفيديو يطلع ڤييك .. يبقى ليه
شمس بانتباه : هو ايه اللى ليه
شيراز : الفيديو ده لو كان حتى اتبعتلك من غير القسيمة كان حصل بينك و بين سالم مشكلة كبيرة
يعنى اللى باعته من الاساس قاصد انه يعمل المشكلة دى بينكم
شمس : طب تفتكرى ليه
شيراز : ده اللى لازم نعرفه
شمس : و هتفرق بايه
شيراز : تقصدى ايه ، مش لازم نعرف مين اللى عاوز يفرق بينكم بالشكل ده
شمس : و هو الفيديو اللى فرق بيننا يا شيراز ، طب اهو الفيدو ماطلعش بتاعه ، لكن القسيمة و جوازه ، هم كمان مش بتوعه؟
شيراز : بس الفيديو هو اللى خلاكى تتصرفى التصرف اللى اتصرفتيه يا شمس ، هو اللى خلاكى تفكرى تاخدى كل حاجة من سالم
شمس وقفت و قالت : خلاص يا شيراز .. صدقينى محصلة بعضها
سالم
بعد ما قفل مع شيراز .. بص لقى نهى لسه واقفة وراه ، و كان شكلها بيقول
انها سمعت المكالمة كلها ، فمدلها ايده عشان تجيله ، فقربت منه و قعدت جنبه
على كنبة الانترية و قالت : ناوى على ايه
سالم حط راسه على رجلها و فرد جسمه على الكنبة
بتعب و هو ماسك ايدها و قال بتنهيدة حزينة : اوعى تبعدى عنى انتى كمان
نهى سابت ايدها بين ايده و ابتدت تلعب بايدها التانية فى شعره ، هى عارفة انه بيحبها تعمل كده ، بس ما اتكلمتش
سالم رفع عينه لعنيها اللى كانت شاردة بعيد فقال لها بتوجس : سرحتى فى ايه ، بتفكرى تعمليها انتى كمان
نهى بتنهيدة : انت عارف انى ما اقدرش ابعد عنك
سالم : اومال سرحتى فى ايه
نهى : بفكر فى اللى قلته لشمس
سالم : انا قلت كتير ، تقصدى ايه بالظبط
نهى : فى انك مديونلها بفلوس كتير
سالم : انا مبدأيا هبعتلها تمن الشقة
نهى باهتمام : و الباقى
سالم بصلها و قال لها : شورى عليا .. اعمل ايه
نهى : ما اعتقدش ان شمس ممكن تكون مستنية منك حاجة زى دى ، بس لو ان انت حاسس ان ده هيريحك اعمله
سالم : ايوة يعنى ابعتلها اد ايه
نهى : كل اللى معاك يا سالم
أمير بذهول : كل اللى معايا
نهى : طبيعى ان اى راجل بيصرف فلوسه بالكامل على بيته و اولاده
سالم : طب و انتى يا نهى
نهى بابتسامة مكسورة : انا دخيلة عليكم
سالم
اتعدل بسرعة و مسك ايدها و قال لها : انتى عمرك ماكنتى و لا هتكونى دخيلة
عليا ... انتى سامعة ، هفضل لحد امتى اقنع فيكى انى بحبك زيها بالظبط ، انا
اللى طلبتك للجواز و صممت انى ما اسيبكيش تروحى من بين ايديا ، و متهيألى
ان كفاية اوى لحد كده
نهى بتوجس : كفاية ايه بالظبط
سالم بحزم : كفاية نخبى جوازنا و نخبى حملك ، انتى خلاص كلها شهرين تقريبا و تقومى بالسلامة ، لازم الدنيا كلها تعرف بجوازنا
نهى : و دى هنعملها ازاى
سالم بتفكير : مش عارف ، بس اكيد هلاقيلها حل
نهى : المهم دلوقتى تفكر هتعمل ايه فى موضوع الشغل ، هتقدر تشتغل فى اى مكان تانى
سالم بزعل : اكيد لا ، مش بالساهل ابدا انى بعد ماقضيت عمرى كله و انا بشتغل فى الشركة و المصنع اروح اشتغل فى مكان تانى
نهى : طب و العمل
سالم : ماتقلقيش ، اكيد ان شاء الله هلاقى حل
نهى : طب و المصنع و الشركة
سالم : مابقاليش علاقة بيهم خلاص يا نهى
نهى : بس كده اكيد هيبقى فى خسارة جامدة
سالم بحسرة : اكيد ، و خصوصا بعد التوسعة الاخرانية اللى عملتها
نهى : على الاقل اقعد معاها و فهمها اللى ليها و اللى عليها ، خسارة تعبكم و شقاكم يضيع بالشكل ده
سالم ابتسم و شد نهى فى حضنه و قال لها بحب : طب لو ماكنتش بحبك الحب ده كله كنت احبك ايه تانى زيادة
نهى و هى فى حضنه : انا بحبك و بحب كل اللى يخصك يا سالم ، حتى شمس
سالم خرجها من حضنه و قال لها باستغراب : شمس
نهى
: يمكن ماتصدقنيش ، لكن هى دى الحقيقة ، بحبها لانها من ريحتك ، من قبل ما
اعرف انك بتحبها ، كنت بحبها لانها ام ولادك اللى روحك فيهم ، كنت بخاف من
رد فعلها يوم ماتعرف بعلاقتنا ، بس عمرى ما كرهتها ، بالعكس .. كنت ساعات
بحط روحى مكانها و اتعاطف معاها ، بس كنت بشيل الفكرة من دماغى بسرعة ، و
احاول افتكر بس انى بحبك و مش عاوزة من الدنيا دى كلها غيرك
نهى
اتعدلت فجأة و قالت : ايه رأيك لو بعنا العربيتين بتوعنا و بتمنهم ممكن
تقدر تبتدى تعمل بيهم حاجة صغيرة .. و انت عربيتك اللى فهمته انه من ورثك
من والدك الله يرحمه .. يعنى مش من فلوس شمس و كمان العربية تجيب مبلغ حلو
سالم
: فعلا .. ماصدقت انى كسبت القضية بتاعة الارض ، و وقتها شمس هى اللى
اقترحت عليا اجيب العربية دى من الفلوس ، كانت عارفة انها عاجبانى من فترة
كبيرة و كنت مستكتر اجيبها لانها غالية ، فاول ماكسبت القضية و عرفت ابيع
الارض اقنعتنى انى اجيبها بجزء من الفلوس اللى طلعت و حطيت الباقى فى البنك
بس انا ما اقدرش اخد عربيتك .. انتى بتحبيها لدرجة
انك رفضتى انى اجيبلك واحدة احدث و ساعتها قولتيلى انك بتعتزى بيها لان
باباكى الله يرحمه اللى كان جايبهالك
نهى : بس فى اولويات
سالم : كفاية عربيتى اللى تتباع ، و خلى عربيتك معاكى
و كمل بمرح و قال : و كمان عشان يمكن ابقى استلفها منك
نهى : و الفلوس هتكفى
سالم
بتفكير : ماتحمليش هم ، ان شاء الله تتدبر ، و لو الفلوس ماكفتش ، ممكن
ابيع الشقة هنا ، بس الاهم انى اقرر هبتدى ازاى ، بعدها كل شئ يتدبر
نهى : طب مش هتكلم الولاد
سالم بص على تليفونه و قال : هكلم يوسف
فضل
قاعد شويه ، و بعدين اخيرا قرر انه يستجمع شجاعته و يكلم يوسف فاتصل بيه و
اول ما يوسف شاف رقم باباه رد بزعل و قال : ايوة يا بابا
سالم بتردد : ازيك يا يوسف
يوسف : الحمدلله يابابا ، بس انا مش كويس ، اللى حضرتك عملته ده كسرنا كلنا
سالم
بتنهيدة : انا عارف ان من حقكم تزعلوا ، بس تزعلوا لانى خبيت عليكم و بس ،
انت كبرت دلوقتى يا يوسف ، و متهيالى تقدر تقدر و تفهم
انا اتجوزت نهى لانى حبيتها ، و حبى ليها مش حب عابر و لا قليل ، فارجوك حاول تقدر ده
يوسف
: و حبك لماما هو اللى كان عابر و قليل عشان تنساه ، حبك لماما راح فين ..
ايه .. كنت بتمثل عليها و علينا و اللا ايه بالظبط انا مش قادر استوعب
سالم : انا ممكن اشرحلك كل حاجة ، بس محتاج اقعد و اتكلم معاك
يوسف : انا كمان عاوز اسمع منك و افهم
سالم : طب تعالى نتقابل و نقعد مع بعض فى اى مكان تحبه و انا هشرحلك كل حاجة
يوسف : للاسف ماينفعش
سالم : ليه يا حبيبى ماينفعش ، هى ماما منبهه عليك انك …
يوسف قاطعه و قال : ماما مانبهتش علينا بحاجة ، حتى ما قالتلناش نمشى معاها ، هى اللى خيرتنا و احنا اختارنا
سالم بزعل : اختارتوا تبعدوا عنى
يوسف
بتنهيدة : انا لحد دلوقتى ما اخدتش حكم على اللى حضرتك عملته ، بس ماكانش
ينفع اسيبها لوحدها و هى بالحالة دى ، و زى ما قلتلك انا مستنى اسمع منك
الاول
سالم : طب مانا بقوللك تعالى نقعد سوا و انت اللى بتقول ماينفعش
يوسف : ده لاننا مش فى القاهرة اصلا
سالم بانتباه : اومال فين
يوسف : مش هقدر اخون ثقة ماما و اقوللك ، انا مش صغير
سالم : عندك حق .. طب ايه .. هنتكلم فى التليفون و بس كده
يوسف بتفكير : لما ارجع البيت هكلمك فيديو كول من على اللاب .. و نتكلم براحتنا
سالم : ماشى يا حبيبى .. هستناك
يوسف : تمام .. سلام مؤقت
سالم بلهفة : يوسف
يوسف : نعم
سالم : لولى كويسة
يوسف
: اكيد لا ، انت عارف هى بتغير عليك اد ايه ، دى بتغير عليك من ماما ،
تفتكر بقى اما تعرف انك كمان متجوز واحدة تانية .. هتعمل ايه
سالم : عندك حق ، خد بالك من اختك ، و هستنى مكالمتك
عند شمس كانت لسه قاعدة مع شيراز لما تليفونها رن باسم شوقى المحامى ، فردت و قالت : اهلا يا استاذ شوقى
سوقى : اهلا يا مدام شمس ، ازى حضرتك .. عاملة ايه دلوقتى
شمس : بخير الحمدلله
شوقى : انا قلت اتطمن عليكى و اشوفك انتى و الولاد لو محتاجبن اى حاجة
شمس بامتنان : انا متشكرة جدا على تعبك معايا طول الفترة اللى فاتت
شوقى : تعب ايه بس اللى بتتكلمى عنه ، و بعدين ده لو حتى مش عشان العشرة فده شغلى
شمس : شكرا
شوقى : قررتى هتعملى ايه الفترة الجاية
شمس : لسه .. محتاجة وقت كافى اقدر افكر فيه براحتى
شوقى : طب و المصنع و الشركة ، هتسيبيهم بالشكل ده .. المال السايب بيعلم السرقة
شمس : الحقيقة .. لسه مش عارفة يا استاذ شوقى
شوقى
: لو فعلا بتفكرى تسافرى برة مصر زى ماقلتيلى اخر مرة ، يبقى لازم انصحك
انك تبيعى قبلها ، و تبيعى بسرعة و المصنع و الشركة لسه واقفين على رجليهم ،
لان لو فضلوا بدون اشراف هيقعوا و باسرع مما تتخيلى
شمس : طب حضرتك تنصحنى بايه ، اعمل اعلان مثلا و اطلب مشترى
شوقى
: لا لا لا .. اعلان ايه و شوشرة ايه اللى هنعملها دى على الفاضى ، انتى
لو خلاص استقريتى على رايك ده سيبيلى انا الحكاية دى و انا هشوفلك مشترى
كويس يقدر تمنهم بما يرضى الله
شمس بتنهيدة : تمام .. شوف حضرتك الصح ايه و اعمله
شوقى : و كمان لازم تعملى حسابك انك تبقى موجودة فى اول جلسة لقضية الخلع
سمس ببهوت : ان شاء الله
شوقى : و يمكن على ما ييجى المعاد اكون حضرتلك مشترى كويس و نخلص كل حاجة فى نفس اليوم
شمس قفلت مع شوقى و الوجوم على ملامحها ، فشيراز قالت لها بفضول : فى جديد و اللا ايه
شمس باننباه : كان بيتطمن و ببسالنى هتصرف ازاى فى المصنع و الشركة
شيراز : و انتى فعلا هتبيعهم
شمس : كنت متحمسة جدا للفكرة لحد ما سمعت اللى يوسف قاله
شيراز : مش هنقدر ننكر ان كلام يوسف له وجاهته
شمس لسه هترد سمعت جرس الباب ، و لما فتحت لقت يوسف دخل و قال : مساء الخير
ردوا و قالوا : مساء النور
يوسف كان هيطلع على اوضته بس شمس وقفته و مسكت دراعه و قالت له بفضول : انت شايف انى ظلمت باباك
يوسف
بتنهيدة : ماما انا ماقلتش ان حضرتك ظلمتيه ، انا كل اللى عاوز اوصلهولك
ان بابا مش عدوك عشان تعملى معاه كل ده من غير حتى ما تقعدى و تتكلمى معاه
شمس بحدة : و هو كان عرف حد بعملته اللى عملها
يوسف
: و انا برضة ماقلتش انه مش غلطان ، بس ماينفعش يبقى ده العقاب ، و حتى لو
انتى شايفة ان هو ده العقاب الوحيد ، كان لازم تقعدى معاه الاول و تسمعى
منه
لكن انتى خدتى الحكم و نفذتى من غير حتى ماتستجوبيه
شمس باستنكار : استجوبه
يوسف : هو مش المتهم بيستجوبوه الاول قبل مايحاكموه و يحكموا عليه
شمس : بس باباك مش متهم يا يوسف ، باباك فعلا مذنب
يوسف بزعل : تقومى تاخدى كل اللى حيلته مرة واحدة بالشكل ده
شمس بغضب : دى فلوس جدك و ورثى منه
يوسف بعتاب : ورثك ده اللى انتى عاوزة تبيعيه مش كده .. حتى لو كان .. بس ازاى بابا هان عليكى تعملى فيه كده
شمس : و ازاى انا هونت عليه لما راح اتجوز عليا يا يوسف
يوسف
افتكر مكالمة باباه لما قال له انه بيحب نهى ، فحس انه مش عارف يجادل
مامته اكتر من كده ، فلف بجسمه ناحية السلم و قال : انا طالع اوضتى .. عندى
مكالمة مهمة لازم اعملها
يوسف انسحب على اوضته و ساب شمس واقفه هتتجنن من رد فعله
شيراز
سحبتها من ايدها قعدتها جنبها و قالت لها بهدوء : بغض النظر عن رايك فى
كلام يوسف ، بس فعلا يا شمس لازم تفكرى كويس فى موضوع البيع ده عشان
ماترجعيش تندمى بعد فوات الاوان ، و ياريت تحاولى تتكلمى مع يوسف بهدوء
اكتر من كده ، و لو لقيتى ان عنده راى ممكن تعمليه عشان تريحيه ماتعانديش و
تكابرى
شمس قعدت تدلك فى وشها بحدة و قالت : انا خلاص
مش قادرة افكر ، ماكنتش متخيلة انه هيهاجمنى بالشكل ده عشان باباه ، ده انا
كنت فاكرة ان لولى هى اللى هتقف قصادى عشان خاطره
شيراز : بمناسبة لولى ، هى كمان لازم تتكلمى معاها
شمس : ايه .. هى كمان معترضة
شيراز : انتى ايه اللى حصل لعقلك ، انتى مش مركزة خالص فى كل التفاصيل بالشكل ده
شمس بزهق : مش فاهمة حاجة
شيراز بامتعاض : انتى مش واخدة بالك ان لولى بتحاول تنتقم من ابوها ، ما ركزتبش مع سؤالها اللى سألتهولك لما جيبتى سيرة السفر
شمس و هى بتحاول تفتكر: سؤال ايه مش فاكرة
شيراز : لما سألتك و قالت لك .. بابى هيزعل لو عرف اننا سافرنا و سيبنا مصر
و اما انا قلت لها .. اكيد طبعا ، ده هو دلوقتى زمانه هيتجنن اصلا و يعرف مكانكم
قامت وقفت و قالت .. انا موافقة يا مامى و راحت سايبانا و طلعت على اوضتها
بنتك كل اللى بتفكر فيه حاليا انها توجع سالم و بس ، و ده غلط جدا على نفسيتها و عقلها الباطن يا شمس
انا
جيت معاكى لحد هنا و ساعدتك تعملى كل اللى انتى عملتيه ، بس حاليا اللى
شايفاه ان فى اثار جانبية غير مرغوب فيها و لازم نفكر نعالج كل الاثار دى
شمس وقفت و قالت : انا لازم اتكلم معاهم من تانى ، و اللى هلاقى انه هيريحهم انا هعمله
يوسف
كان طلع اوضته و شغل اللاب بتاعه و اتصل بسالم اللى رد عليه فورا و اول
حاجة عملها انه حاول يلمس ملامح ابنه اللى مرسومة على الشاشة و هو بيقول
بحب : وحشتنى يا يوسف
يوسف بزعل : وحضرتك كمان وحشتنى ، بس ده ما يمنعش انى زعلان منك اوى
سالم : انا عارف انك زعلان .. بس تعالى نتناقش فى اسباب زعلك دى ، مش اتفقنا اننا هنتكلم الاول
يوسف : و انا سامع حضرتك .. اتفضل اتكلم
سالم
بتنهيدة : يا يوسف انا اتجوزت مامتك من اكتر من تسعتاشر سنة ، طول عمرى
كنت شايفها نجمة بعيدة و صعبة المنال ، رغم انها كانت بنت خالتى ، لكن
ابوها كان مستواه اعلى مننا و خصوصا لما ارض جدى لابويا فجأة اتحول لوقف و
فضل كده لحد ما يدوب لسه ميراثى راجعلى قريب
و ما انكرش ابدا ان جدك احتوانى و عاملنى زى ابنه لحد ما سلمنى مامتك امانة فى رقبتى
من كتر حبى ليها كنت بعاملها زى الجوهرة الغالية اللى بخاف عليها حتى من عينين الناس
حبى ليها عمره ما قل و لا برد ، بالعكس ، حبى لمامتك زاد أضعاف عن يوم ما اتجوزتها ، زاد بعشرتنا الحلوة و وقوفها جنبى
شمس بالنسبة لى مش مراتى و بس ، شمس روحى اللى ساكنة جوايا ، لو بعدت عنى ممكن اموت من غيرها
يوسف و هو مصدوم لانه مصدق كل كلمة ابوه قالها : طب ليه و ازاى
سالم
: لولا اننا كلنا عارفين ان كل بنى آدم مالوش غير قلب واحد .. كنت قلتلك
انى حبيت نهى بقلبى التانى ، بس اللى حصل انى برغم عشقى لمامتك و انى متيم
بيها زى ما كل اللى حوالينا شاهدين على ده .. الا انى برضة متيم بنهى و
بعشقها هى كمان
و ماتسألنيش ازاى ، انا مريض بحبهم هم الاتنين و لو واحدة منهم بعدت عنى فيها هيجرالى حاجة
يوسف بزعل : انت باللى عملته ده هديت بيتنا و حياتنا كلنا
سالم : و ليه تتهد ، ليه مانعيشش كلنا مع بعض
يوسف باستنكار : انت عاوزنا نعيش مع اللى سرقتك من امى و مننا و خدت مكاننا عندك
سالم
بدفاع : نهى عمرها ماسرقتنى منكم و لا هى و لا غيرها يقدر ياخد مكانتكم
عندى ، تقدر تقوللى امتى اى حد فيكم بص حواليه و مالاقانيش ، امتى حد فيكم
احتاجنى حتى لو عاوز بتفسح و اللا يلعب و ما كنتش معاه فى اللحظة اللى هو
عاوزها
امتى نمت برة البيت الا لو مسافر اتعاقد على طلبية للمصنع و معظم المرات كمان كنتم معايا لما بنبقى فى اجازة الصيف
لو كانت نهى قدرت تاخدنى فعلا كان على الاقل حد فيكم حس بغيابى او غيبتى فى اى وقت عشان تعرفوا انى اتجوزت
عمرى
ما بييت ليلة غير فى حضن مامتك ، عمرى ما صدر منى ليها اى تصرف او اى كلمة
ممكن تزعلها او تضايقها منى سواء قبل جوازى من نهى او بعده
و انتم .. يمكن صحيح سايب لمامتكم امور دراستكم ، و ده لانى عارف انها هتبقى اشطر منى فى الكلام ده .. لكن عمرى ما اهملت فيكم
يمكن
انشغلت الفترة اللى فاتت صحيح عنكم كلكم ، لكن اقسم لك ان انشغالى كان
بتوسعة المصنع مش بنهى ، و اقسم لك تانى ان نهى عمرها ما اخدت من وقتى اكتر
من ساعتين تلاتة فى اليوم ، و عمرها ماجت على وقتكم معايا لدرجة انها يوم
ماتعبت من سنتين و اتنقلت المستشفى بسبب الزايدة ماروحتلهاش الا برضة فى
نفس التوقيت اللى كنت بروحلها فيه
لو كنت ظلمت حد فى قصة جوازى دى هبقى ظلمت نهى ماظلمتش حد فيكم يا يوسف ، بس هى قابلة منى الظلم ده لانها بتحبنى زى مابحبها بالظبط
يعنى
جوازى منها ماخدنيش ابدا منكم بدليل ان ماحدش عرف حاجة عن جوازى انا و هى
الا من الفيديو الخايب اللى وصل لمامتك مع قسيمة جوازى ، و بالمناسبة ..
الفيديو مش ليا و مش انا اللى فيه ، ابوكم عمر رجله ماخطت اماكن زى دى ، و
عمره ماكان منحرف عشان يقف يرقص وسط الرقاصات و شوية سكرانين
يوسف : انا متاكد من الاول انه مش حضرتك
سالم : اومال ليه سيبت مامتك تصدق انه انا
يوسف : لان صدمتها بجوازك كان مخليها ممكن تصدق اى حاجة ، و اى حد كان هيعارض ده وقتها ماكانتش هتشوف غير انه بيساندك او بيتخلى عنها
سالم بابتسامة : انت كبرت امتى كده يا يوسف ، انا عارف ان طول عمرك مخك كبير ، بس ماتخيلتش انك هتوصل لكده
يوسف
بحزن : سيبك من مخى دلوقتى يا بابا و قوللى حضرتك ناوى على ايه ، لان واضح
ان كلامنا فى سبب جوازك مش هيجيب نتيجة ، فسيبك من اللى راح و خلينا على
الاقل نتكلم على اللى جاى
سالم بترقب : و انت رايك اللى جاى هيكون ايه
يوسف
: اللى شايفه حواليا ان ماما عمرها ماهتقبل ابدا انها تتحط فى الوضع اللى
حضرتك عاوزه ، ماما عمرها ما هتقبل انها تعيش معاك و هى عارفة ان فى ست
تانية فى حياتك