اخر الروايات

رواية بعد الرحيل الفصل السادس 6 بقلم ميمي عوالي

رواية بعد الرحيل الفصل السادس 6 بقلم ميمي عوالي



بعد الرحيل
البارت السادس
يوسف و هو بيكلم سالم فيديو كول : اللى شايفه حواليا ان ماما عمرها ماهتقبل ابدا انها تتحط فى الوضع اللى حضرتك عاوزه ، ماما عمرها ما هتقبل انها تعيش معاك و هى عارفة ان فى ست تانية فى حياتك
سالم بدفاع : بس انتو عمركم ماحسيتوا بده يبقى ايه الجديد
يوسف : الجديد اننا عرفنا ، و ده فى حد ذاته قلب كل الموازين
اسمعنى يا بابا من فضلك ، اولا عشان نبقى متفقين من الاول .. انا زعلى من حضرتك مش عشان اتجوزت و بس ، لا .. انا زعلى من حضرتك انك طول عمرك بتزرع فينا انا و لولى ان حياتنا مرتبطة ببعض فى كل حاجة ، ماينفعش واحد مننا ياخد قرار ممكن يضايق التانى او من غير موافقته
انتو فى مركب واحدة و مشتركين مع بعض فى كل حاجة ، فماينفعش حد يدور على سعادته بعيد عن التانى من غير موافقة التانى على الاقل
مش ده الكلام اللى كنت دايما بتقولهولنا انا و لولى ، راح فين بفى كل كلامك ده و انت ضربت بسعادتنا كلنا عرض الحائط عشان سعادتك لوحدك ، و اللا ماحاولتش حتى تسأل نفسك احنا هيبقى احساسنا ايه لما نعرف و خبيت عشان عارف انك غلطان

سالم : انا ماعملتش حاجة تغضب ربنا و لا اغت/صبت حق مش حقى
يوسف : عارف ان جوازك ده حقك و شرع ربنا ، بس برضة من حق امى انك كنت تعرفها من البداية و هى وقتها كانت تقرر ان كانت تفضل معاك و اللا لا و ده حقها برضة
سالم : خبيت عشان مايحصلش اللى حصل ده ، خبيت عشان عارف انها مش هتوافق
يوسف بسخرية : و رغم كده روحت برضة عملت اللى يسعدك لوحدك
سالم بتعب : جوازى ما اثرش على اى حاجة بيننا
يوسف : ده كان قبل مانعرف
سالم : و ليه مانوصلش لحل مع بعض يريحنا كلنا
يوسف بشبه حدة : انت ما دورتش على راحتنا معاك يوم ما اخدت قراراك ده ، فمش من حقك تيجى النهاردة تطلب اننا ندور على راحتك معانا
سالم انصدم من رد فعل يوسف و بقى عمال يركز فى ملامحه و انفعالاته و بعد فترة صمت قال : يعنى تفتكر ان مالهاش حل
يوسف : مش عارف يا بابا ، صدقنى مش عارف ، حياتنا اتشقلبت فى لحظة ، اتنقلنا فى بلد مش بلدنا و بيت مش بيتنا ، حتى المدرسة و اصحابنا
بعدنا عن كل حاجة بنحبها بسبب غلطتك
سالم : رغم انى مقدر زعلك و كل الظروف اللى حوالينا ، لكن جوازى من نهى عمره ماكان و لا هيكون غلطة يا يوسف ، و بما اننا بنتكلم مع بعض بعد ما عرفتوا كل حاجة .. عاوز اعرفك كمان ان قريب اوى هيبقالكم اخ جديد
يوسف بصدمة : هى حامل
سالم بابتسامة مكسورة : ايوة ، و بدعى ربنا انى اكون لسه عايش على الارض يوم ماتولد بالسلامة
يوسف باستغراب : ليه بتقول كده
سالم : بقول كده لانى فعليا حاسس انى بموت من غيركم يا يوسف ، يمكن ماحدش فيكم كلكم متخيل انه مش مجرد كلام ، بس انا فعلا مش قادر اعيش و انتم بعيد عنى بالشكل ده
يوسف بزعل : انت عارف انه مش بايدى
سالم بتنهيدة : عارف
يوسف : طب و بعدين
سالم : ادينى بحاول مع مامتك ، يمكن ربنا يحلها و يعدلها من عنده ، انت كبرت يا يوسف و ما شاءالله دماغك كمان اكبر من عمرك بكتير ، خد بالك من مامتك و اختك و حافظ عليهم
و خلى مامتك تحافظ على مالها و تراعيه ، المصنع ماينفعش يتساب دلوقتى ابدا بسبب التوسعات اللى فيه ، و لو حسيت ان فى اى مشكلة كلمنى و انا اقول لك تتصرف ازاى
يوسف هز راسه من غير كلام فسالم رجع قال : فى حد الله اعلم هو مين و مصلحته ايه .. كان يهمه انه يحصل مشكلة بينى و بين مامتك ، فخليها تاخد بالها من نفسها
و لازم تعرفوا انى بحبكم اوى اكتر من النفس اللى بتنفسه ، بلاش اى حد يفهمكم انى ممكن اكون بحب حد اكتر منكم
انتو شايفين جوازى من نهى غلطة ، لكن انا بعتبره علاج لروحى وقتها و لحد دلوقتى ، بحبكم كلكم و ماقدرش استغنى عن حد فيكم
و قول لمامتك ترجع بيكم بيتكم من تانى و ترجعكم مدرستكم ، و انا بتعهد قدامك انى مش هحاول ابدا اظهر قدامها قبل ماهى اللى تسمحلى بده
بلاش انت و اختك اللى تدفعوا تمن اللى حصل
و هطلب منك طلب تانى يا يوسف ، سامحنى يابنى .. عارف انى محمل عليك بزيادة ، بس انت الوحيد اللى هتقدر تعمل ده بحب و بامانة
يوسف : خير يا بابا
سالم : حاول تتكلم مع اختك و تقنعها ترد عليا اما اكلمها
يوسف : هو حضرتك حاولت تكلمها
سالم : بعد ما قفلت معاك المرة اللى فاتت ، بس لقيت فونها مابيجمعش معايا ، قول لها بابى نفسه يسمع صوتك و يتطمن عليكى .. ماتخليهاش تكرهنى يا يوسف
يوسف : حاضر يا بابا ، اوعدك انى احاول اتكلم معاها
سالم : شكرا يا حبيبى .. ااه .. معلش عاوزك تبلغ والدتك ان بكرة الصبح ان شاء الله هيوصل لها تحويل بنكى على حسابها الشخصى ، و هبعتلها رسالة على الموبايل اوضحلها فيه كل حاجة
يوسف : حاضر يا بابا
سالم بابتسامة : و مش هسألك تانى انتو فين بما انك قررت ماتقولليش ، بس دايما خليك فاكر ان فى اى لحظة تحتاجوا فيها اى حاجة تكلمنى على طول .. احنا مالناش غير بعض رغم كل حاجة
يوسف بتنهيدة : طبعا يا بابا .. ماتقلقش
سالم : ماشى يا حبيبى ، اشوف وشك بخير
يوسف : و حضرتك بكل خير
يوسف خلص المكالمة مع باباه و قام خرج من اوضته كان عاوز يروح للولى لقى شمش فى وشه و فهم انها سمعته و هو بيتكلم مع باباه ، كانت الصدمة مالية وشها اللى غرقان دموع و اول ما شافته قالت بصوت ماليه الوجع : باباك هيخلف من واحدة غيرى يا يوسف! ، مراته حامل و على وش ولاده!
يوسف بتسليم : ايوة يا ماما
شمس : و ياترى ايه رأيك بعد كل اللى سمعته منه ده و هو متمسك جدا بيها و بيعترف بحبها و انه مايقدرش يستغنى عنها ، يا ترى لسه شايف برضة انى استعجلت و ظلمته
يوسف وقف شوية مش عارف يقول ايه بس بعد كده سحب مامته من ايدها دخلها الاوضة و قعدها على سريره و قعد قدامها على الارض و هو لسه ماسك ايديها .. كانت صعبانة عليه و حاسس بيها و قلبه موجوع عليها ، بس برضه متضايق عشان باباه و عشان الوصع اللى وصلوا له
فضل شوية ساكت و بيفكر و هو عارف ان مامته مستنيه تسمعه و تشوفه هيقول ايه ، فاتنهد و قال لها و هو متصايق : ماما .. المفروض اننا نعدى بقى مرحلة الصدمات دى ، انتى كنتى متماسكة اكتر من كده لما عرفتى بجوازه
احنا كلنا محتاجين نتماسك عشان نعرف نفكر صح ، و يمكن حضرتك تكونى اول حد فينا محتاجة ده ، محتاجة تفكرى كويس قبل اى قرار
طول عمرك كنتى تقوليلنا ماحدش ياخد اى قرار و هو متنرفز او متضايق ، ازاى انتى بتعملى عكس اللى بتعلميهولنا طول عمرنا بالشكل ده
انتى بتنفينا كلنا ، بتقلعينا كلنا من جذورنا و انا مش فاهم ليه كل ده
شمس كانت لسه هترد عليه .. فكمل كلامه وقال لها من تانى .. لو انتى شايفة ان بابا غلط او اجرم فى حقك و حقنا زى ما بتقولى يبقى ليه احنا اللى نسيب كل حاجة و نمشى و نتهجر من كل مكان لينا فيه ذكرى حلوة ، المفروض اللى غلط هو اللى يمشى مش العكس
شيراز كانت واقفة على الباب بتسمعهم فقالت بحماس : برافو عليك يا يوسف .. يسلم لسانك
شمس باستنكار : انت عاوزنا نرجع القاهرة تانى
يوسف : نرجع بيتنا يا ماما ، نرجع لدنيتنا و اصحابنا و لمصنعك و شركتك
شمس : اومال اللى عملناه ده كله كان ليه من البداية
يوسف و هو بيرفع كتافه لفوق : اعتبريها فش غل .. تأديب .. عقاب ، زى ماتحبى تقولى قولى
لكن مش هنفضل هربانبن كده طول عمرنا زى اللى هربان من حكم
شمس : احنا مش هربانين
يوسف بتأكيد : لأ هربانين يا ماما ، ده انتى حتى منعانا نجيب سيرة مكاننا لاصحابنا
شمس : ده بس عشان خاطر مايعرفش مكاننا و ييجى ورانا
يوسف : و افرضى جه ، ايه اللى هيحصل يعنى
شمس : مش عاوزة اشوفه و لا اسمع صوته
يوسف : تقصدى بتعاقبيه ببعدنا عنه ، و انتى عارفة كويس انه ماكانش بيعرف ينام قبل ما يتطمن علينا واحد واحد
شمس بسخرية : ده كان زمان
يوسف : لا يا ماما ، لاخر ليلة بيتناها فى بيتنا كان بيعمل كده و عمره مابطل يعملها
شمس بوجع : خلاص .. جايله اللى هينسيه كل حاجة
يوسف : طب هفرض معاكى انه فعلا هينسانا ، يبقى احنا ليه نعاقب روحنا و نتنفى بعيد عن كل حاجة بنحبها
شمس : انت بس بتحاول تنفذ اللى طلبه منك
يوسف بدفاع : متهيالى ان ده نفس كلامى من قبل ما اخرج و ما اتغيرش ، كلامى مع بابا ما فرقش معايا و ماغيرش رايى لان ده رايى من الاول ، انا مش عاوز نتصرف تصرف نندم كلنا عليه بعد كده
شمس و هى بتحاول تشوف رد فعل يوسف : خلاص خليك انت هنا فى مصر و ارجع عيش فى الفيلا فى القاهرة و انا هسافر انا و لولى
يوسف بتنهيدة : حضرتك عارفة كويس انى لا يمكن اسيبك انتى و لولى لوحدكم ، لا هنا و لا فى اى مكان تانى سواء جوة مصر او براها
شمس : يعنى هتيجى معايا برغبتك
يوسف : لا يا ماما مش برغبتى ابدا ، هاجى معاكى مضطر عشان ماتبقيش لوحدك ، ده لو انتى فضلتى مصممة فعلا على رايك ده ، و عشان كده برجوكى تفكرى تانى بهدوء و انتى حاطة قدامك مستقبلى انا و لولى و حياتنا كلها
شمس : و هو مستقبلكم هنا احسن من امريكا ، بالعكس .. مستقبلكم هناك احسن بكتير ، انت نفسك كنت بتقول ان نفسك تكمل تعليمك هناك
يوسف : اكمل تعليمى حاجة و تحويل حياتى كلها لهناك حاجة تانية ، و بعدين لنفرض انى موافق و مبسوط بقرارك ده ، مافكرتيش فى تأثير العيشة هناك على لولى ممكن تبقى ازاى
مافكرتيش ان وجودنا هناك خالص ممكن يخليها تنبهر بالتحرر و الانحلال الزايد اللى هناك و انبهارها يوصلها انها تتمرد عليكى و عليا خصوصا ان بابا مش هيبقى معانا
يعنى لو روحنا عيشنا هناك خالص مش هيبقى عندنا حائط صد يحمينا يا ماما ، لما كنا بنسافر فى الاجازات نتفسح كنا دايما بنبقى معتمدين على بابا فى كل حاجة .. عمرنا ما اتصرفنا فى اى حاجة و لا اتحركنا من غيره
الحكاية مش هتبقى سهلة اوى زى ما حضرتك متصورة ، و الكلام ده مش كلامى ، ده كلام حضرتك لما قلتلك انى عاوز اكمل تعليمى هناك ، فارجوكى تعيدى تفكيرك من تانى بس بهدوء
شمس فجأة حست انها مش عارفة ترد على يوسف ، و بقت تبص لشيراز باستنجاد ، لكن من نظرات شيراز فهمت انها مأيدة يوسف فى كل اللى قاله
دلكت وشها بعن/ف زى عادتها المكتسبة فى الفترة الاخرانية و بعدين وقفت وقالت ليوسف : حاضر يا يوسف ، اوعدك انى هفكر من تانى ، بس لحد ما ده يحصل ، فاحنا موجودين هنا زى ما احنا
يوسف : اكيد
شمس : ماشى ، انا هروح اوضتى استريح شوية
يوسف : اتفضلى
شيراز جت تمشى ورا شمس لقت يوسف بيشاور لها تفضل ، فسالته بفضول : فى حاجة و اللا ايه
يوسف : طنط انا عارف حضرتك يهمك مصلحتنا و مصلحة ماما اد ايه
شيراز : طبعا يا حبيبى اتكلم فى ايه
يوسف : بابا قاللى اطلب من ماما تباشر شغل المصنع عشان عدم متابعته بعد التوسعات اللى عملها هتتسبب فى خساير جامدة ، و لو انا قلتلها الكلام ده ….
شيراز بفهم : هتعند
يوسف : ده اللى خلانى خفت افاتحها فى الموضوع ده
شيراز : طب و انت عاوزنى انا اللى اكلمها يعنى
يوسف : اكنها نصيحة من حضرتك ليها من غير ماتجيبى سيرة بابا
شيراز : طب ممكن اسالك سؤال بينى و بينك
يوسف : طبعا اتفضلى
شيراز : انت عاوز ترجع بيتك و مدرستك عشان انت عاوز كده و اللا عشان باباك طلب منك ده
يوسف : الاتنين ، انا عاوز ده ، و فى نفس الوقت عاوز بابا يبقى متطمن علينا ، انا قلقان عليه اوى
شيراز : قلقان من ايه
يوسف : حضرتك ماشفتيش شكله .. بابا شكله تعبان اوى ، زى ما يكون مانامش من سنة ، و اكيد عدم معرفته مكاننا من ضمن اسباب اللى هو فيه
شيراز : يوسف .. انت متعاطف مع بابا و اللى عمله
يوسف : انا صعبان عليا بابا ، مش متعاطف مع اللى عمله ، بس خلاص يا طنط اللى حصل حصل و بقى واقع و مافيش حاجة هتغيره
و المفروض اننا بدل مانفعد نعمل اللى بنعمله ده ، نفكر ازاى نتعايش مع الواقع اللى انفرض علينا
شيراز بابتسامة : ماشاءالله عليك يا يوسف ، لو كان ربنا رزقنى باولاد .. صدقنى كنت هتمنى ابن بعقلك ده
يوسف : شكرا
شيراز : ماشى .. انا هروح لمامتك
يوسف : و انا هروح اشوف لولى
عند سالم .. بعد ماخلص مكالمته مع يوسف ، فضل قاعد سرحان لحد ما انتبه على نهى و هى بتطبطب على كتفه و قعدت جنبه و قالت : ان شاء الله خير
سالم بتنهيدة : الولاد وحشونى اوى يا نهى
نهى : اكيد انت كمان وحشتهم ، ولادك بيحبوك اوى
واكيد هم كمان مشتاقينلك زيك بالظبط
سالم : يمكن يوسف ، لكن لولى ما اعتقدش ، دى حتى شكلها عملت لى بلوك
نهى : ماتنساش انها بتحبك بجنون و بتغير عليك و اكيد خبر جوازنا اثر على نفسيتها
سالم : عارف و فاهم بس لامتى
نهى : تبات نار تصبح رماد بأمر الله
سالم وقف و اخد تليفونه و مفاتيحه و قال : انا هنزل شوية .. هعدى على امجد .. محتاج اتكلم معاه شوية ، محتاجة حاجة اجيبهالك معايا
نهى : لا يا حبيبى شكرا ، روح انت ، و لو احتجت حاجة هكلمك
عند لولى كانت قاعدة فى اوضتها قدام الشباك بتاعها و حاطة الهيدفون بتاعها على ودنها و فاصلة نفسها عن الدنيا و اللى فيها ، لدرجة انها ماحسيتش بيوسف لما دخل عندها و لا حتى سمعته و هو بيخبط عليها و بيندهلها ، يوسف قرب منها و مد ايده شال الهيدفون من على ودانها و قال : ايه يا لولى كل ده مش سمعانى
لولى : انت كنت بتنده عليا
يوسف بمحاولة للمرح : دى مرسى مطروح كلها سمعت صوتى
لولى : كنت عاوز ايه
يوسف قعد جنبها و قال : قلت اجى اقعد معاكى شوية ، احنا من ساعة ما جينا هنا و احنا تقريبا بنشوف بعض بالصدفة
لولى بجمود : قدرنا
يوسف : انتى مبسوطة فى المدرسة الجديدة
لولى : اهى مدرسة و السلام يا يوسف
يوسف : ايوة يعنى ، هى احلى و اللا مدرستنا الاول احلى
لولى باستياء : مافيش وجه للمقارنة اصلا
يوسف : برضة مافهمتش انهى احلى
لولى بضيق : اكيد مدرستنا هناك طبعا انت بتتكلم فى ايه
يوسف و هو بيقيس رد فعلها : طب ما تيجى نرجع هناك
لولى اترسم الحزن على وشها و قالت : ما خلاص بقى ، مابقاش فى منه
يوسف : لا .. لو احنا عاوزين هيبقى فيه
لولى : ازاى يعنى و مامى قالت اننا خلاص هنسافر امريكا
يوسف : انتى عارفة لو سافرنا امريكا هيحصل ايه
لولى : هيحصل ايه
يوسف : ماما هتبيع الشركة و المصنع و الفيلا و مش هنرجع مصر تانى ابدا
لولى بقت عينيها رايحة جاية زى ما تكون بتتفرج على حاجة قدامها و ما رديتش
يوسف : انتى عاوزة كده
لولى : مامى عاوزة كده
يوسف : طب و انتى عاوزة ايه
يوسف اتفاجئ بلولى بتبص له و عيونها مليانة دموع و بتقول : عاوزاه يزعل يا يوسف ، عاوزاه يعيط زى ما انا عيطت و لسه بعيط لحد دلوقتى
يوسف : لولى حبيبتى .. انا عارف انك زعلانة من بابا ، و هو كمان عارف ده و نفسه يصالحك بس مش عارف يكلمك
لولى بكبرياء : و انا مش عاوزة اكلمه ، و عمرى ما هكلمه تانى ابدا
يوسف : ماوحشكيش
لولى هنا ماقدرتش تكتم عياطها اكتر من كده ، فعيطت جامد و اترمت فى حضن اخوها ، فيوسف طبطب عليها و قال : شفتى ، بابا وحشك و انتى كمان واحشاه اوى ، و لو انتى عاوزاه يعيط فهو عيط فعلا
لولى رفعت وشها و بصتله بفضول و سألته : انت شوفته
يوسف : كلمنا بعض فيديو كول و كان شكله تعبان اوى و زى مايكون هو كمان كان بيعيط
لولى هربت بعيونها و قالت له : سالك عليا
يوسف بابتسامة : طبعا ، و قاللى انه بيحاول يكلمك و مش عارف
لولى بخفوت : انا عملت له بلوك اصلا
يوسف : طب تفتكرى كده صح
لولى : هو خاننى يا يوسف ، ازاى يعرف واحدة تانية و يتجوزها ، ازاى فكر يعمل كده
يوسف : بصى حبيبتى ، انا زيك زعلان من اللى حصل ، بس احنا ليه ندخل نفسنا فى السكة دى
لولى : سكة ايه اللى تقصدها
يوسف : سكة الزعل ، خلاص اللى حصل حصل ، و مافيش حاجة هتتغير
لولى بغضب : لأ فى يا يوسف .. بابى لازم يطلق الست دى و يرجع لنا
يوسف : طب لو احنا سافرنا هيرجع لنا ازاى
لولى : لازم يتعذب و يتعب من بعدنا عنه ، و يطلق الست التانية دى ، و يدور علينا و يتعب كتير على ما يلاقينا ، بعد كده نبقى نسامحه و نرجع معاه
يوسف ضحك فلولى بصت له باستغراب و قالت له : انا عاوزة اعرف انت بتضحك على ايه
يوسف : على تفكيرك ، طب بذمتك هسالك سؤال و تجاوبينى عليه .. لو انتى شفتى بابا تعبان و بيتعذب قدامك .. هيهون عليكى
لولى و هى بتهرب بعيونها منه : ااه يهون و اشمعنى احنا هوننا عليه
يوسف : و مين قال اننا هوننا ، ده هيتجنن علينا و على ماما
لولى : بامارة انه اتجوز عليها
يوسف : اسمعى يا لولى ، انا عارف انك يمكن ماتفهميش اوى اللى هقولهولك ، بس عاوزك تفهمى اننا لو سافرنا امريكا زى ما ماما قالت مش هنرجع هنا تانى ابدا ، و اوعى تفكرى ان بابا هيبجى ورانا ، بابا مش هييجى ورانا لسبب بسيط جدا .. ان ماما هتسافر من وراه و مش هتعرفه مكاننا
حياتنا فى مصر كده خلاص شكرا ، الا لو قررنا اننا نرجع و نسيب ماما هناك لوحدها و ده عمرى ما هسمح بيه لا ليكى و لا لروحى
لو سافرنا علاقتنا احتمال كبير تنقطع تماما ببابا و باخباره ، فهل بقى هو ده اللى انتى عاوزاه فعلا
فكرى كويس .. لان لو ده اللى انتى عاوزاه فعلا فانتى كده مش عاوزة تعاقبى بابا ، انتى كده عاوزة تقت/ليه لانك عارفة و متاكده انه مش هيقدر يعيش من غيرنا
يوسف ضم راسها فى حضنه و باسها و قام من جنبها و قال : انا عاوزك تفكرى كويس و تشوفى هتقررى ايه
قبل ما يوسف يوصل للباب لولى ندهت له و قالت له : طب انت رايك ايه .. عاوز تسافر و اللا عاوز ايه
يوسف بابتسامة حزينة : عاوز ارجع لبيتنا و حياتنا من تانى يا لولى
لولى بتردد : طب لو مامى صممت على السفر
يوسف بقلة حيلة : هضطر اركن كل اللى انا عاوزه على جنب و هسافر معاها ، ماينفعش اسيبكم لوحدكم
لولى بتفكير : طب لو احنا قولنا لها اننا مش عاوزين نسافر او اننا عاوزبن نرجع بيتنا من تانى .. تفتكر ممكن توافق
يوسف بابتسامة واسعة : اكيد ، اكيد هتوافق ، بس انتى لما تسألك تانى ، لازم تعرفيها انك غيرتى رايك
لولى بتفكير : انا لسه ماغيرتش رايى ، بس اوعدك انى هفكر فى كل كلامك اللى قلته
شيراز دخلت على شمس اوضتها و معاها صينية عليها فنجانين قهوة ، لقتها طافية كل الانوار و قاعدة فى البلكونة ، و واضح عليها التفكير العميق فحطت القهوة قدامهم و قالت : انا قلت اعمل لنا فنجانين فهوة حلوين يعدلوا مزاجنا شوية
شمس بانتباه : ميرسى يا شيراز .. تعباكى معايا
شيراز بمرح : و ايه الجديد ، ماطول عمرك مشحططانى وراكى
شمس بحب : ربنا مايحرمنيش منك
شيراز : و لا منك يا ستى ، ياللا اشربى قهوتك قبل ما تبرد
بعد شوية شيراز قالت : على فكرة ، لازم تكلميهم فى المصنع و تشوفى الدنيا ماشية ازاى
شمس : و هم يعنى لما يقولولى هفهم حاجة
شيراز : حتى لو مافهمتيش ، على الاقل يعرفوا انك موجودة و مهتمة
شمس : و افرضى سألونى على اى حاجة او طلبوا اى حاجة هعمل ايه ساعتها
شيراز : ساعتها هنلاقى مية طريقة ماتقلقيش ، بس مش لازم الدنيا تتساب كده ابدا ، خصوصا بعد التوسعات اللى سالم كان عاملها و العناير و المكن الجديد ، و سالم اهو بقاله تلت ايام مابيروحش
شمس : اكيد كلموه و هو قال لهم يعملوا ايه
شيراز : و هيقول لهم بصفته ايه ، اكيد هيقول و انا مالى
شمس : ما اعتقدش ، مهما ان كان مش هيهون عليه المصنع و الشغل انه يقف
شيراز : برضة لازم تكلميهم ، مش انتى معاكى ارقام السكرتارية
شمس : ايوة .. معايا نمرة ليلى
شيراز : خلاص كلميها دلوقتى ازنك بتتطمنى عادى و شوفيها هتقول لك ايه ، و افتحى الاسبيكر عشان اسمعها معاكى
شمس : ماشى
مسكت موبايلها و طلعت نمرة ليلى و اتصلت بيها و اول ما ردت حمحمت بصوتها و قالت : ازيك يا ليلى .. انا مدام شمس
ليلى : عارفة طبعا .. اهلا يا مدام شمس ازى حضرتك
شمس : الحمدلله ، انا بس كنت عاوزة اتطمن منك على اخبار الدنيا عندك ماشية تمام و اللا فى اى مشاكل
ليلى بتردد : و الله يا مدام شمس مش عارفة اقول ايه لحضرتك
شمس بترقب : فى ايه اتكلمى
ليلى : طبعا حضرتك عارفة ان سالم بية كان عامل عقد مع الشركة اللى بنستورد منها الماكينات فى كوريا ، و انه تعب جدا على ما قدر يجيب المكن ده بالسعر ده ، و المكن اللى اتعاقد عليه جه فعلا المصنع و استلمناه و المفروض اننا كنا منتظرين تركيبه بعد تجهيز العنابر
شمس : طب و ايه المشكلة
ليلى : المشكلة ان الاستاذ شوقى منع تركيب المكن ، و لما المهندس المسئول سأله عن السبب .. قال له اننا هنعيد بيع المكن ده مرة تانية 

 

 

 

السابع من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close