اخر الروايات

رواية سحر سمرة الفصل الخامس 5 بقلم امل نصر

رواية سحر سمرة الفصل الخامس 5 بقلم امل نصر



الفصل الحامس
بعد انهاء المكالمه .. قضت ليلتها على فراش ٍ من الجمر قلبها يرجف بداخل اضلعها ..مما هو قادم ..وعقلها يصور ابشع الصور ..هى تعلمه جبداً فتاريخه يشهد بما هو قادر على فعله .. ولكن كيف السبيل للخروج من هذا المأزق وما الذى تستطيع فعله هى لحماية نفسها .. والاهم الاَن ماذا يقصد بالفعل قريباً ؟!!.
فى اليوم التالى كانت البدايه .. حينما اخبرها عمها بطلب " قاسم " و" رفعت " بالتعجيل بالزواج بل وتحديد الزفاف فى ظرف اسبوع .. تهلل وجه " رضوى " بالفرح " ولولا الحياء لرقصت امام أبيها .. بينما هى هبت منتفضه
- انتى بتجول ايه ياعمى ؟!... كيف يعنى بعد اسبوع ؟!!.
سليمان
- بجولك يابتى اللى حاصل .. فيها ايه دى ؟!.
وبنبره غاضبه
- فيها اسبوع بس ياعمى .. هو سلج بيض !.. وانا مش جاهزه خالص .
هدرت " رضوى " .
- مش جاهزه لايه بالظبط فهمينا ؟!.
صاحت الأخرى
- الهدوم ياابله والجهاز .. ولا الكوافير وفستان الفرح و لا انتى نسيتى .
- ان كان عالهدوم .. من بكره تنزلوا تنجوا على كيفكم .. وجهازكم يجى من عشيه طول ما الفلوس جاهزه .. اما بجى حكاية الكوافير وفستان الفرح .. فدا شئ يخصهم هما يتصرفوا فيه .
افحمها فى الرد .. فلم تدرى بما تجيب .. امام نظرات " رضوى " المتشفيه .. فقررت التحدث مع صاحب الامر
.............................
دلف بخطوات متثاقله لداخل الغرفه بعد ان ارسل اليه ابيه فى طلبه
- صباح الخير يابوى .
تهلل وجه الرجل حينما رأه .. فهم ليعتدل فى فراشه وهو يرد بحماس
- تعالى ياولدى .. تعالى هنا جمبى .
اسرع فى خطواته ليثينه
- براحه يابوى .. الحركه تعب عليك .
الرجل وهو يربت على ذراعه .. بعد ان جلس بجواره .
- ياريت يكون التعب فى الحركه بس .. ميكونش فى حاجه تانيه .
اجفل لحديث ابيه فنظر اليه متسائلاً .
- تجصد ايه يابوى ؟!.
الرجل وهو يحدق بعينيه
- جالولى انك صحيت الصبح النهارده .. وكل اللى على لسانك عايز اتجوز بسرعه .. عايز اتجوز بسرعه .
مازل محدقاً بعينبه وهو صامت ليتابع
- انت صح رايد تتجوز "رضوى "؟!.
رمش بأجفانه وهو يرسم ابتسامه على وجهه
- وااه .. وانا لو مش رايدها .. هطلب ليه جوزاها من الاساس .
- طب و" سمره " نسيتها ؟!.
اشاح بوجهه يظهر غضباً
- خبرا ايه يابوى ؟! . دى خطيبة اخوى وبكره تبجى مرته .. يعنى الكلام ده ...
قاطعه الرجل
- انا وانت مافيش حد معانا فى الاؤضه .. جاوبنى وريحنى .. وبلاش كلامك دا اللى انا عارفه .
فتحه فمه واقفله ثانية .. ثم ما لبث ان يتحدث بصوت عصبى .
- يعنى بعد اللى حصل دا كله وبرضك مش مصدج توبتى .. ماكتش فاكر انك بالجسوه دى .. بجى الناس كلها تصدجنى وانت لاه .. لو عايزنى اسيب البيت وارجع مطرح ماجيت .. جول .. دا ربنا بيجبل التوبه وانت ابويا مش مصدج ! .
ظل الرجل صامتاً ينظر اليه وهو يلقى خطبته العصماء .. وكأنه يقرأه ... وهذا يتنفش بخشونه ..حتى اجفلت والدته على صوته الذى خرج من الغرفه .. فدلفت تردف بقلق .
- فى ايه ؟! .. وانت مالك يا" قاسم " ؟!.. بتزعج ليه ؟!.
نظر لوالدته .. فنهض عن الفراش يردف بغضب
- فى ان لسه ابويا مش مصدج توبتى .. وبيجرنى لكلام جديم يودى فى داهيه .. انا طالع دلوك ولو عايزين تمشونى خالص من البيت جولوا .
قالها وخرج على الفور امام نظرات والدته الملتاعه وهى تحدثه بترجى .
- استنى ياولدى .. ماتزعلش من ابوك .. استنى يا" قاسم " ...
نظرت لزوجها بعتب بعد خروجه
- ليه كده بس يا ابو " رفعت " ؟!.. دا احنا ما صدجنا ربنا هداه .. انت عايزوا يرجع تانى للطريج الجديم !!.
رفع انظاره يسألها بلامباه لما حدث من قليل
- رفعت راح شغله انهارده
نفيسه باندهاش
- ايوه راح الوكاله .. ليه فى حاجه ؟!.
تنهد الرجل بتثاقل
- ربنا يستر ويعديها على خير .
.............................
تبسم باشراق وهو ينظر للهاتف .. حينما وجدها تهاتفه
- الوو .. صباح الفل
اجفلها بعذوبته فاردفت هى
- صباح الخير .. اخبارك ايه ؟!.
اتسعت ابتسامته اكثر ليردف
- اخبارى زى الفل .. مدام سمعت صوتك .
اطبقت اجفانها .. تحاول الرد بلطفٍ
- ااا هو انت ليه طلبت من عمى التعجيل بالجواز ؟!.. وكمان اسبوع .. دى فتره جليله جوى .
تنهد قليلاً قبل ان يقول
- بصراحه دا طلب " قاسم " .. انتى عارفه انه راجع ندمان وطلب الحلال عشان يصون نفسه عن الحرام .. وانا مش عايز اجفلها فى وشه .
خرج صوتها بعصبيه
- طب ما يتجوز هو احنا مالنا ؟! ... هو لازم يعنى يبجى فرحنا مع فرحهم .
خبئت ابتسامته وحل محلها شعور اخر ليردف
- واحنا نأجل ليه ؟! .. هو انتى لسه بتشاورى عجلك ؟!.
وكأنه اسكب على رأسها دلواً من الماء البارد .. صمتت لحظات تبحث عن رد مناسب .
- ليه بتجول كده ؟!.. انا بطلب بس التاجيل .
- ونأجل ليه وكل حاجه جاهزه .. وايه اللى يعطلنا اساساً .. وحتى لو هاتبعك .. ادينى سبب واحد .. اوجه الناس بيه لو حد سألنى .. أجلت ليه وجوزت اخوك جبلك .
مسحت بأصابعها على جبهتها هذا العرقً الوهمى .. لقد ابطل كل الحجج .. ولم يتبقى ما تتفوه به .. فصمتت .
فجاء صوته الاجش
- سمره !! .. انتى ساكته ليه ؟ .. فى حاجه جلجاكى ؟!
اومات برأسها نقياً وكانه يراها .
- لا خلاص يا" رفعت " .. انا بس اتخضيت لما لقيت الميعاد اتسرع جوى كدا .
اشرق وجهه ليردف
- سلامتك من الخضه .. انا مش عايزه تجلجى من اى شئ .. وكل اللى نفسك فيه جولى عليه وانا انفذه فى ثانيه .
اومأت براسها بابتسامه باهته
- تسلملى يا " رفعت " .. ممكن اسيبك دلوك عشان حاسه بصداع رهيب .
تكلم هو بلهفه
- سلامتك ياجلبى .. ابعتلك دكتور يشوفك او اجى بنفسى اخدك ل....
- لا لا لا مش مستاهله .. دى صداع عادى .. من دوشة العيال فى المدرسه .
قالتها بمقاطعه فأومأ برأسه متفهماً
- ماشى يا" سمره " زى ماتحبى .. بس ممكن تطمنينى عليكى بعد ماتصحى .
- حاضر
بعد ان انهت المكالمه .. سقطت على الفراش بتعب .. يقتلها هذا الشعور بقلة الحيله .. رفعت انظارها لأعلى بالدعاء
- يارب دبرنى .. دبرنى يارب
ليصدح صوت هاتفها .. باشعار رساله
تناولت الهاتف وفتحته لترى الرساله
فزفرت بقوه وهى تترك الهاتف بعد ان قرأت نص الرساله وعلمت مصدرها !!.
.........................
دلفت لداخل غرفة والدتها تردف بسعاده
- شوفتى ياما .." قاسم " حدد مع ابويا .. والسبوع الجاى هبجى فى بيته وعروسته .
ابتسمت المرأه بأشراق .. وهى ترى سعادة ابنتها
- ربنا يهنيكى يانور عينى .
ارتمت تخبئ نفسها بداخل احضان الوالده وهى تردف بفرح بالغ
- انا فرحانه جوى ياما .. حاسه جلبى هايفط من ضلوعلى من كتر الفرحه .
نعمات وهى تلمس على شعرها .
ربنا يكتبلك الفرح يابتى .. بس اسبوع دا جليل جوى .. امتى هانلحج ؟!
خرجت من احضان والدته تنظر بحنق
- جليل ليه ياما ؟! .. انتى هاتعملى زى الزفته " سمرا " ؟!.
نعيمه
- يابتى ماهى عندها حج .. امتى هانخبز وامتى اشتريلك ...
رضوى بمقاطعه
- ابويا جال .. كل حاجه تجهز بالفلوس .. وان كان على خبيز البسكويت والمعمول .. كله يجى من المخبز جاهز .. والنبى ياما .. ماتجفليها فى وشى .. انا مصدجت .
- طب و" سمره " رضت بالكلام ده ؟! .
هبت منتفضه
- عنها مارضت .. ان شالله حتى تفركش الجوازه مع " رفعت " .. وتبجى عملتلى اكبر جميل فى حياتها .
ظهرت شبه ابتسامه على زاية فمها وهى تحدت ابنتها
- وانتى فاكره ان " سمره " .. لو فركشت مع " رفعت " .. "قاسم " هايبجى عليكى .. دا مش بعيد يفلتك فى نفس اليوم .
- يعنى ايه كلامك دا ياما ؟!.
قالتها " رضوى " برعب .. فتبسمت والدتها ترد عليها بمراره
- يعنى " قاسم " .. خطبك بس عشان " سمره " اتخطبت لاخوه .. واتجفلت فى وشه كل السكك .. "قاسم" عمره مانسيها .. يعنى جميل " سمره " فى انها تكمل مع " رفعت " .. فهمتى يا ناصحه .
أومأت برأسها
- فهمت ياما .. "سمره " لازم تتجوز " رفعت " .. لازم .
................... .. .........
جالساً على مقدمة سيارته الجديده .. فى مكانٍ خالى من الماره الا قليلاً .. ينفث السيجاره تلو الاخرى .. حتى اتت سياره صغيره للاجره ( تاكسى ) توقفت بالقرب منه .. ابتسم بانتصار حينما رأها بداخله .. ثم اللتفت ثانيةً للأمام فى انتظارها .. ليشعر بظلها وهى تقف بالقرب منه بعد ان ترجلت من السياره .
- كنت متأكد انك هتاجى ؟!
قالها وهو ناظراً للامام .. ثم اللتفت ينظر لها حينما لم يجد الجواب .. ليراها امامه مكتفةً ذراعيها .. تنظر اليه بقوه .. بهذه العيون كثيفة الرموش ومكحلة اللون طبيعياً .. على هذه البشره السمراء .. القادره على جذب اعتى الرجال صرايعاً لها .. عيونها تشُع بالتحدى والقوه .
- هاتفضل باصصلى كده كتير .. ولا ناوى تاخدلى صوره .
قالتها بسخريه لتجده يبتسم باتسعاع فمه
- حتى فى عز خوفك وضعفك بتتكلمى بجرأه .. و بتعرفى تنجى كلامك .. فرسه على حج .
نظرت اليها بتحدىٍ اكثر
- ومين جالك انى ضعيفه ولا خايفه ؟!.
- امال ايه ؟!... وايه اللى جابك لو انتى مش كده ؟!.
قالها وهو يميل براسه للأمام ناحيتها .. ليزبد بداخلها حنقاً منه لتردف بقوه .
- جايه اجولك انى بلغت " رفعت "بموافجتى على ميعاد الفرح الجديد .. وانك لو زودتها اكتر هبلغ اخوك ويحصل اللى يحصل بعدها ؟!.
ابتسم ثانيةً بسخريه اكبر
- اممم ... تعجبنى شجاعتك وعصبيتك دى .. فرسه حرنانه .. ماحدش يجدر يراوضها غير فارس .. وانا الفارس ..
- بطل كلامك وتشبيهاتك الغريبه دى .. عشان ماردش عليك بكلام مايعجبكش .
قالتها بمقاطعه .. لتقطع عليه حبل افكاره الغريبه .. فخبئت ابتسامته وتحول وجهه ليردف بغضب .
- ماشى يا" سمره " ..هابطل كلامى وارد على كلامك .. لكن ياترى بجى انت كد كلامك؟! .
رفعت ذقنها باباء
- كد كلامى واكتر من كده كمان .. انا لو حصلت للجتل هاجتلك بنفسى وما هايهمنيش .. انا مش ضعيفه ولا جليلة الحيله .
اعتدل فى وقفته ينظر اليها بعيونٍ مشتعله
- تمام .. اما اشوف شجاعتك دى عاتوصلك لفين .. وانا مستنى بفارغ الصبر .
لم تهابه لتردف بنديه
- انت عارف انى جويه .. ومفيش اى حاجه تهزنى .. بس انا اللى مجننى .. هايبجى منظرك ايه .. لو اخوك عرف بكلامك ده .
ضحك بسخريه
- وانتى فاكره انى هاسيبه يكمل معاكى .. او حتى يلحق يلمسك .. هو تبجى لسه ماعرفتنيش .
- يعنى هاتعمل ايه ؟!.
- هاخلص عليه ؟!
قالها بسهوله ارعدتها
- تجتل اخوك ؟!!.. اللى من دمك ؟!
ليردف هو بجنون
- وهو لو كان اخوى صح ومن دمى .. كان بص لواحده بحبها .. لو هو اخوى صح يبص لواحده عينى منها .. لو بيراعى صلة الدم يبص لملكى !.
هزت براسها وهى تحاول استيعاب ما يخرج من فم هذا المجنون .
- انت فعلا مجنون .. مين جالك انى ملكك ؟! .. مين اداك الحج فيا ؟! .. اخوك ماطلبش الجواز منى غير لما عرف انى لا يمكن هارضى بيك .. اخوك عمل اللى مجدرش حد فى البلد يعملوا .. خوفا منك ومن عمايلك .. اللى وجفت حالى بالسنين .. انت ايه يا اخى ؟!.. لا بترحم ولا بتخلى رحمة ربنا تنزل .
قالتها بالم .. ليردف هو بتصميمٍ اكثر .
- لأ يا " سمره " .. وهاجولهالك تاتى .. انتى ملكى وانا هدافع عن ملكى ان شالله حتى بالدم .
نظرت اليه بصمت ولم تردف بكلمه اخرى ..لتسير وتذهب من امامه فلا فائده لكلامٍ لاجدوى منه .. فهذا وقت الافعال !!!!
... يتبع 
 
 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close