رواية عن العشق والهوي الفصل الخامس 5 بقلم نونا مصري
~ الفصل الخامس ~
﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾
قراءة ممتعة للجميع ♡
فعقدت الفتاة حاجباها عندما سمعت ذلك وقالت بعصبية : سيبني....انت مجنون وانا مش هشتغل عندك بعد النهاردة ابداً .
ثم حاولت أن تتملص منه ولكنه قبلها مرة اخرى بقوة اكبر حتى نزفت شفتها وعلى اثر ذلك ذرفت الدموع ، فدفعته بعيداً عنها ثم نظرت اليه بعيونها الباكية واردفت بحنق : انت مريض نفسي وانا مقدرش اشتغل عندك بعد اللحظة دي.
قالت ذلك ثم ركضت وخرجت من المكتب وهي تبكي بحرقة شديدة فتوجهت نحو مكتبها واخذت حقيبتها وبعدها خرجت من الشركة وهي ما تزال تبكي... اما هو فلم يعد قادراً على كبح غضبه الشديد اكثر من ذلك لذا ثار كالبركان وبدأ يحطم كل شيء تقع يده عليه....بأختصار جعل الفوضى تعم مكتبه بينما كان الشرر يتطاير من عيناه وهو يصرخ ويلعن حظة تحت انفاسه المتسارعة .
عند مريم........
خرجت من الشركة وهي تبكي بشدة...و بينما كانت تحاول انكار ما حدث في عقلها ردها اتصال هاتفي... فمسحت دموعها ثم اخرجت هاتفها من حقيبتها واجابت بصوت مرتجف تحت الدموع : ايوا يا استاذ علي.
فقال الاستاذ علي بلهفة : انسه مريم الحقي اختك.... مرام تعبت اوي ونقلناها المستشفى !
في تلك اللحظة اتسعت عينا مريم على وسعهما وتجمد الدم في عروقها ثم هتفت ببخوف ايه !
الاستاذ علي : هي تعبت اوي علشان كدا اتصلنا في الاسعاف وقالوا نخبر ولي أمرها لان وضعها خطير جداً.
بدأت مريم ترتجف بعد ما سمعت الخبر وسألته بصوت يكاد يختفي : في... في انهي مستشفى هي دلوقتى ؟
الاستاذ علي : المستشفى الوطني وانتي لازم تيجي هنا بسرعة.
- انهت المكالمة دون ان تقول اي شيء آخر ثم ركضت نحو الشارع لكي توقف سيارة أجرة وقد سيطر على الهالع تماماً... استقلت اول سيارة أجرة قابلتها وذهبت الى المشفى الذي نُقلت اليه اختها مرام ، وما ان وصلت حتى ترجلت من السيارة بعد ان رمت ما يوجد في حقيبتها من مال على السائق دون ان تنظر الى المبلغ وبعدها ركضت الى قسم الطوارئ كالمجنونة وسألت احدى الممرضات عن اختها فاخبرتها انها في غرفة العناية المركزة ؛ ذهبت إلى هناك حيث كان مدرس الرياضيات الاستاذ علي الذي اتصل بها واقفاً امام باب غرفة العناية... ركضت نحوه وسألته بفزع : فين اختي يا استاذ علي... هي حصل لها ايه ؟
الاستاذ علي : وضعها حرج يا انسه مريم... الدكتور قال انها لازم تعمل عملية بسرعة.
فوضعت مريم يدها على فمها جراء الصدمة ونزلت دموعها فوراً وتساءلت بقلق شديد : قولت عمليه ؟
الاستاذ علي : بصي... الاحسن انك تروحي تسألي الدكتور المشرف على حالتها.
مريم : طب... طب هو اسمه ايه ؟
الاستاذ علي : اسمه عماد سالم .
مريم : طيب... متشكره يا استاذ.
الاستاذ علي : العفو... انا لازم ارجع المدرسة دلوقتي... الف سلامه عليها.
قال ذلك ثم غادر اما هي فذهبت الى قسم الاستقبال وسألت الموظفة عن الدكتور عماد سالم فاخبرتها انها ستجده في مكتبه الذي في الطابق الثالث لذا ذهبت الى هناك وطرقت الباب فسمح لها بالدخول...دخلت وهي ترتجف قائلة : ح.. حضرتك الدكتور عماد سالم ؟
نظر الطبيب اليها وقال : ايوا انا... ازاي اقدر اساعدك يا انسة ؟
دلفت مريم الى المكتب وهي تبكي ثم قالت : انا... انا اخت البنت الصغيرة اللي نقلوها من المدرسة في سيارة الاسعاف وجيت.. وجيت اسألك عن وضعها .
ابعد الطبيب نظارته الطبية عن عيناه ثم قال : اتفضلي استريحي.
فجلست مريم امامه واردفت : قولي بصراحة يا دكتور.. هي اختي ممكن تموت !
تنهد الطبيب واجابها : انا مش عايز اخبي عليكي يا انسة بس وضع اختك خطير جداً ولازم تعمل عملية زرع قلب في اسرع وقت ممكن وإلا هتفقد حياتها.
وضعت مريم يدها على فمها وبدأت تبكي ثم قالت باندفاع : طب.. طب مستنين ايه ؛ ما تعملولها العملية فوراً وانا هدفع التكاليف كلها بعدما اطمن على اختي.
رد عليها الطبيب بنبرة عملية : كان بودي اني ادخلها غرفة العمليات حالاً بس مع الاسف منقدرش نعمل كدا غير اما تدفعي تكاليف العملية الاول .
فمسحت مريم دموعها وسألته : طب يطلعوا كام ؟
قال : 300،000 جنيه ولازم تدفعيهم كلهم علشان نقدر ندخلها غرفة العمليات.
في تلك اللحظة شعرت مريم بأن الدنيا اغلقت ابوابها في وجهها فهي لم تكن تمتلك حتى ربع ذلك المبلغ فقالت بدهشة : قلت 300،000 جنيه ، واجيبهم منين دول ؟؟
ثم اضافت بنبرة خائفة جداً : انا مامعيش المبلغ دا يا دكتور وهيكون تأمينه صعب اوي بالنسبة لي .
الطبيب : اسف... دا نظام المستشفى... انتي لازم تدفعي تكاليف العملية علشان نقدر نعملها بسرعة... وانا بنصحك يا انسه انك تلاقي حل بسرعة لان التأخير مش في صالح اختك ابداً وهي لازم تعمل العملية في اسرع وقت ممكن ولو امكن انها تعملها حالاً لان وضعها مش بيطمن ابداً.
مريم : يعني ايه ؟؟
الطبيب : يعني احنا قدرنا نسيطر على الوضع دلوقتي بشوبة اجهزة بس هي محتاجة تزرع قلب والا من الممكن انها هتموت في اي دقيقة .
مريم : طب انا اقدر انقلها على مستشفى تاني ؛ بصراحة المبلغ اللي انتوا طالبينوا كبير اوي وانا مش هقدر ادفعوا ابداً...جايز لو نقلتها على مستشفى تاني هيكون المبلغ اقل من كدا.
الطبيب : انا ما بنصحكيش تعملي كدا لان المستشفى بتاعنا ارخص مستشفى في البلد كلها ولو نقلتيها على مستشفى تاني اكيد هيطلبوا منك ضعف المبلغ لان العملية دي صعبة جداً .
فاخذت مريم تفكر قليلاً ثم نظرت إلى الطبيب وقالت : خلاص... انا هحاول اخد قرض من البنك وهدفع تكاليف العملية.
الطبيب : يستحسن انك تعملي دا بسرعة لان زي ما قولتلك ان التأخير مش في صالح اختك ابداً .
فنهضت قائلة : يبقى انا هروح البنك حالاً .
الطبيب : ماشي .
- خرجت من مكتب الطبيب وهي تمسح دموعها ثم امسكت بهاتفها واتصلت على صديقتها المقربة الهام امين فاجابتها : ايوا يا ميمي...انتي فين يا بنتي ؟
في تلك اللحظة أنفجرت مريم بالبكاء ما ان سمعت صوت صديقتها وقالت : مرام في المستشفى يا الهام.
الهام بقلق : بتقولي ايه ؛ طب ازاي حصل كدا ؟
مريم : هي كانت تعبانه الصبح انا لاحظت عليها بس مكنتش متخيله انها حتنهار في المدرسة وحينقلوها بسيارة الاسعاف والالعن من كدا انها محتاجة تعمل عملية زرع قلب بسرعة والا حتموت.
فوضعت الهام يدها على فمها تعبيراً مجازياً ثم اردفت باهتمام : يا ساتر استر يا رب... طيب انتي في انهي مشفى دلوقتي ؛ قوليلي العنوان وانا هاجي فوراً .
مريم : المستشفى الوطني... انا اتصلت بيكي علشان تجي وتقعدي عندها لغاية ما اروح البنك.
الهام : وهتروحي البنك ليه ؟
مريم : العملية بتكلف كتير اوي وانا هروح اقدم على قرض من البنك.
الهام : قولتي بتكلف كتير ... قد ايه يعني ؟
مريم : 300،000 جنيه.
الهام : ايه !
مريم : مفيش وقت الكلام دلوقتي يا الهام... ارجوكي تعالي وافضلي عند اختي لغاية ما ارجع.
الهام : طيب متقلقيش... انا جايه فوراً.
قالت ذلك ثم اغلقت هاتفها واردفت : يا دي المصيبة... انا لازم استعجل بس اطلب اذن خروج من الاشغل الاول.
ثم توجهت الى مكتب مدير القسم الذي تعمل به لكي تطلب اذن الخروج ، اما مريم فخرجت من المستشفى واستقلت سيارة اجرة وطلبت من السائق ان يوصلها الى احد فروع بنك القاهرة ، وما هي الا مدة زمنية معينة قد مضت حتى وصلت فدخلت الى البنك وانتظرت حتى يحين دورها على احر من الجمر....ولكن كل انتظارها كان بلا فائدة حيث ان ادارة البنك رفضوا ان يمنحوها القرض لانها لم تكن تمتلك مالاً كافياً في حسابها المصرفي واخبروها انهم لا يعطون القروض لمن كان رصيده المصرفي اقل من خمسة آلاف جنيه وهي كانت تمتلك فقط ثلاثة آلاف جنيه ادخرتهم للأيام الصعبة حيث انها كانت تصرف راتبها الذي تتقاضاه من عملها في شركة ادهم على دفع مصاريف مدرسة اختها واجار المنزل والملابس والطعام وغيرها من الفواتير ولم يكن يتبقى في جيبها سوى ما يكفيها لكي تستقل الحافلة ودفع فتورة هاتفها.
فخرجت من المبنى محبطة جداً وبوجه حزين يكاد يغرق تحت الدموع المنهمرة من عينيها كالسيل الجارف ... وقفت تحدق في الفراغ ثم قالت بنبرة يغلبها اليأس : هعمل ايه دلوقتي ؛ هجيب الفلوس دي كلها منين ... مين ممكن يقدر يسلفني المبلغ الكبير دا وانا معرفش حد ممكن اطلب منه غير الهام وانا عارفه انها على قد حالها ومستحيل يكون معاها المبلغ دا .
وبعد ان اغلقت كل الابواب في وجهها وشعرت بأنها ستخسر شقيقتها الصغرى خطر على بالها ادهم... فنظرت الى ساعة يدها حيث كانت الساعة تُشير إلى الثالثة عصراً فقالت : هو اكيد لسه في الشركة.. يبقى لازم اروح له حالاً .
قالت ذلك ثم اوقفت سيارة اجرة واردفت بنبرة متلهفة : اطلع ياسطه على شركة رويال للتجارة الإلكترونية.
وعندما وصلت........
ركضت الى داخل الشركة فصادفت هاني في طريقها وإستوقفها قائلاً : انسه مريم... انتي كنتي فين ، مش على اساس هنتغدا سوى النهارده ؟
فقالت : انا اسفه يا استاذ هاني.. بس انا مستعجلة دلوقتي ، عن اذنك.
- قالت ذلك ثم ركضت حتى استقلت المصعد وضغطت على زر الطابق الاخير....وبينما كان المصعد يصعد بها كانت تفكر كيف ستواجه ادهم بعد الذي حدث بينهما... فهي وبغض النظر عن حبها له الا انها شعرت بالإهانة الشديدة عندما قبلها بتلك الطريقة الوحشية وشعرت بأنها رخيصة حين اخبرها قبل ساعتين انه يريد تملكها وذلك ما جرح قلبها لانها ليست دمية لكي يمتلكها اي شخص حتى لو كان هذا الشخص هو ادهم نفسه الذي كان اول حب في حياتها... ولكن كما يقولون للضرورة أحكام فهي مضطرة لكي تراه مجدداً حيث انه املها والشخص الوحيد القادر على اعطائها المال .
وعندما توقف المصعد في الطابق الاخير من المبنى نزلت منه بسرعة وتوجهت فوراً نحو المكتب ولكنها شعرت بنبضات قلبها تتسارع عندما اقتربت من باب مكتب ادهم ؛ فاخذت نفساً عميقاً ثم طرقت الباب بخفة وبعدها دخلت ، وعندما اصبحت في الداخل فتحت عيناها على وسعهما لان الفوضى كانت تعم المكان حيث ان الرجل قام بتحطيم كل شيء رأته عيناه بعد ان تركته وغادرت وهي تبكي.
فنظرت في ارجاء المكان باحثة عنه بنظرها واخيراً وجدته جالساً على كرسيه وهو يضع قدماه على طاولة المكتب والدخان يتصاعد من سيجارته التي كان ممسكاً بها وهو مغمض العينين ، كما كان رافعاً اكمام قميصة الى الاعلى ويبدو عليه انه تخطى نوبة غضب مدمرة بعد ان دخن علبتين من السجائر .
أبتلعت ريقها ثم اتجهت نحوه بخطوات خفيفة حتى وقفت امامه... فتملكها الغضب عندما تذكرت كيف قبلها بشراسة وكأنها خلقت لكي يفعل بها ما يشاء ، اما هو فشعر بوجودها فوراً لذا فتح عيناه بسرعة وكان تخمينه صحيحاً حيث كانت واقفة امامه بالفعل لذا هب واقفاً بسرعة وقال بلهفة : انتي رجعتي !
ثم تجاوز طاولة المكتب واقترب منها وكان يريد ان يعانقها ويخبرها بأنه يحبها وانه ندم على كل كلمة قالها وانه اسف لأنه اخافها وجعلها تتألم عندما ضغط على كتفيها ...ولكنها عادت بخطواتها الى الخلف بحركة تنم عن الخوف وقالت بنبرة صوت حادة : انا عايزه فلوس..
في تلك اللحظة تجمد ادهم في مكانه ونظر اليها بصدمة فأكملت قائلة : لو عايزني ابقى ملكك بجد وتعمل فيا كل اللي انت عايزه يبقى تديني فلوس...وانا عايزه 300،000 جنيه النهارده دفعة أولى وبعدها هبقى صاحبتك زي ما انت عاوز .
بعد قولها ذاك شعر ادهم بالخيانة العظمى واحس بأن قلبه قد تحطم الى اشلاء صغيرة ..فهو لم يتوقع ان يسمع منها ذلك الكلام حيث انه احب براءتها وصدقها وطيبة قلبها ولكنها ذبحته بقولها لتلك الكلمات التي تنطقها العاهرات وتمنى لو انه مات قبل ان يسمعها تقول ذلك .... فعاد للوراء وهو ينظر اليها بنظرات قاسية يغلبها الغضب الشديد ثم جلس على كرسيه مجدداً بكل هدوء ونظر اليها باحتقار قائلاً بنبرة صوت يملؤها الألم : رجعتي... علشان الفلوس !
فضغطت مريم على قبضتها لانها رخصت نفسها وشعرت بروحها تتمزق ولكنها اخفت ذلك ونظرت اليه بكل ثقة واردفت قائلة : ايوا رجعت علشان الفلوس ...ولو عايز تمتلكني زي ما قلت يبقى تديني 300،000 جنيه النهاردة .
في تلك اللحظة برزت العروق في رقبة ادهم وتحولت عيناه الى جمرات مشتعلة من شدة الغضب ولكنه سيطر على نفسه ولم يصرخ بها بل امسك علبة سجائره واخرج سيجارة ثم وضعها بفمه واشعلها وبعدها نظر إلى الفتاة بنظرات ثاقبة ونفخ الدخان من فمه قائلاً : افهم من كلامك انك مستعدة تعملي اي حاجة علشان الفلوس ؟
اجابته بثقة مزيفة : ايوا ... هعمل كل حاجة.
ادهم : حتى لو طلبت منك تنامي معايا هتوافقي ؟
وبعد ان قال ذلك ارتعش قلبها بشدة ونظرت إليها بعيون مفتوحة من هول ما سمعته وشعرت بأنها حقيرة للغاية لذا فضلت ان تبقى صامتة ولم تجبه ، اما هو فاخذ نفساً من سيجارته وبعدها نفخ الدخان وقال : سكتي كدا ليه ؛ جاوبيني...انتي مستعد تبيعي نفسك علشان الفلوس ؟
احنت مريم رأسها حتى لا يرى ادهم دموعها التي تكومت في عيناها ...وما ان استجمعت شجاعتها حتى قالت بكل جرأة وبنبرة مقهورة : ايوا... انا جاهزة اعمل كدا.
فاغمض ادهم عيناه بشدة بعد سماعه ذلك وكأنه تعرض لإطلاق نار اصاب قلبه وحطمه فهو كان يتمنى من اعماق قلبه ان يسمع منها اجابة مختلفة لكي تثبت له انها مختلفة وانه لم يخطئ عندما احبها بكل جوارحه وانها ليست كباقي النساء ؛ حيث كان يعتقد ان جميعهن خائنات ولا يهمهن سوى اغراء الرجال للحصول على المال ، ولكنها خيبت ظنه تماماً لذا تنفس بعمق ثم فتح عيناه مجدداً ونظر اليها بنظرة غريبة لم تعرف معنها حيث كانت نظرة حزينة ممزوجة بالغضب الشديد والاحتقار وسرعان ما نهض من مكانه ثم استادر وامسك سترته وارتداها بكل هدوء بينما كانت هي تراقبه والحزن ينهش قلبها لانها رخصت نفسها وقالت ذلك الكلام .
اقترب منها حتى وقف امامها مباشرةً مما جعلها ترتبك ثم نظر في عينيها مطولاً وبعدها اردف قائلاً : مدام انتي جاهزة تعملي اي حاجة علشان الفلوس يبقى اتفقنا .. يلا تعالي ورايا.
قال ذلك ثم تجاوزها وخرج من المكتب... اما هي فتملكها الخوف مما سيحدث ولكنها تجاهلت كل شيء ولحقت به حتى خرجا من الشركة وتوجها نحو موقف السيارات...فنظر اليها ثم اشار لها بأن تصعد في السيارة فصعدت دون تردد ووضعت حزام الأمان وصعد هو ايضاً ثم شغل محرك سيارته الفاخرة وقادها بسرعة جنونية مما جعل الفتاة تتشبث بمقعدها من شدة الخوف ؛ بينما كان هو يحدق بالطرق بتركيز كبير ويبدو عليه الانزعاج الشديد ولم يتفوه بكلمة واحدة طوال الطريق.
وبعد مدة زمنية اوقف السيارة امام البنك ثم قال دون ان ينظر إليها : خليكي هنا.
قال ذلك ونزل من السيارة وتوجه الى داخل المبنى ... وما ان غاب عن انظارها حتى أنفجرت بالبكاء فوراً واخذت تضرب صدرها بقوة وكأنها تعاقب نفسها على الامر السيء الذي ستقدم على فعله ولكن ماذا عساها ان تفعل وهي لا تملك لا حول ولا قوة بينما اختها تصارع الموت ؟
هي حتى لم تفكر ولو مجرد تفكير بأن تطلعه على حالة مرام الراقدة في المستشفى تصارع الموت ولأنها لا تعرف حقيقة مشاعره نحوها ظنت انه لن يصدقها ان عادت إليه وطلبت منه النقود بل اعتقدت وكما يقولون الغاية تبرر الوسيلة وهي كانت على استعداد بأن تموت من اجل ان تعيش اختها .
وبعد نصف ساعة.......
عاد ادهم وهو يحمل حقيبة سوداء ، فرأته مريم لذا مسحت دموعها بسرعة ونظرت إلى الجهة الأخرى اما هو ففتح الباب الخلفي للسيارة ثم رمى الحقيبة على المقعد بقوة وبعدها اغلق الباب وصعد ...وبدون ان ينظر اليها او يقول اي شيء سحب حزام الأمان وربطه بعدها شغل المحرك وقاد سيارته بنفس السرعة الجنونية حيث انه توجه نحو حي بسيط في وسط المدينة ، نظرت م حولها وأستغربت لأنه اخذها الى هناك فقد كانت تعتقد بأنه سيأخذها الى غرفة في احدى الفنادق الكبرى او الى احدى الشقق الفاخرة لذا نظرت اليه ثم سألته : احنا جينا هنا ليه ؟
ولكنه لم يجيبها بل أوقف السيارة بجانب الطريق ونزع حزام الامان ثم قال بنبرة أمر : انزلي.
قال ذلك ونزل قبلها فنزعت حزام الأمان عنها ثم لحقت به وهي تكرر سؤالها وكانت النتيجة نفسها حيث كان يتجاهلها لذا قررت ان تسير خلفه بصمت ....وما هي الا مسافة قصيرة قد مشياها حتى وصلا إلى مسجد الامر الذي جعلها تندهش كثيراً لأنه فاق كل توقعاتها وأثار فضولها بعد ان احضرها الى مسجد فوقفت امامه وسألته بفضول : انت جبتني هنا ليه ؟
فنظر إليها بتمعن لمدة ثلاثين ثانية ثم قال بكل برود وبدون اي مقدمات : انا هتجوزك علشان كدا جينا نكتب كتابنا عند المأذون.
اتسعت عيناها بصدمة شديدة عندما سمعت ذلك وقالت بغير تصديق : ايه ؟؟
رد عليها ادهم بجفاء : انا ما بكررش كلامي ابداً .
فسألته بشيء من الأمل : انت... انت عايز تتجوزني بجد ؟!
اجابها بعصبية : ليوم واحد بس وبعدها هطلقك .
في تلك اللحظة حطم كل انطفأ شعاع الأمل الذي انار قلبها لثواني معدودة وشعرت بخيبة كبيرة لذا سألته بتوتر شديد : ازاي يعني ، انت قصدك هتتجوزني ليوم واحد بس وبعدها هطلقني ؟؟
قال : بالضّبط كدا.
فسألته والدموع تملأ حدقتيها : طب عايز تعمل كدا ليه ؟
في تلك اللحظة أمسك ادهم فكها السفلي بحركة اجفلتها وضغط عليه بقوة قائلاً بنبرة غاضبة : علشان انا راجل بجد ومش فاجر زيك وهنام معاكي على اساس انك مراتي وبعدها هطلقك والفلوس اللي بعتي نفسك علشانهم هتخديهم بعد ما اطلقك ودا هيكون متأخرك وبعدها مش عايز اشوف خلقتك مرة تانيه انتي فاهمة ؟
{ في الحقيقة هو اتخذ ذلك القرار لئلا يجعلها تصبح عاهرة فان اقام معها علاقة محرمة فهي ستصبح كذلك حتماً وهو احبها بصدق ولم يشاء ان يهين نفسه ويرخصها لتلك الدرجة لذا قرر ان يتزوجها ليوم واحد فقط حتى لا يشعر بالندم ان لمسها لان علاقتهما ستكون شرعيه بعد كتب الكتاب }
فترك وجهها وسار امامها اما هي فشعرت بالإهانة لانه نعتها " بالفاجرة " ولكنها شعرت بالطمأنينة والراحة ايضاً لانها ستقيم معه علاقة شرعية وليست محرمة فمسحت دموعها ولحقت به حيث اوقفها بقوله : ماينفعش تدخلي الجامع كدا... لازم تغطي شعرك .
قال ذلك ثم نظر حوله فوجد امرأه كبيرة في السن كانت تفتتح متجراً بجانب المسجد لبيع ملابس المحجبات فتوجه نحوها ثم اشترى حجاباً بنفسجياً وبعدها عاد حيث كانت مريم واقفة تحدق به ؛ رمى الحجاب عليها لكي تغطي شعرها ...وبالفعل فعلت ذلك ثم دخلت خلفه الى المسجد بعد ان خلعا نعليهما فتوجها حيث كان المأذون جالساً يقرأ القرآن..
- السلام عليكم .
قالها ادهم فقام المأذون بتقبيل المصحف ووضعه على رأسه ثم نظر اليه ورد السلام قائلاً : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.
جلس ادهم بجانبه واشار لمريم لكي تجلس ايضاً فأمتثلت لطلبه وجلست بصمت... اما المأذون فقال : خير يا ابني ؟؟
ادهم : انا اسمي ادهم عزام السيوفي يا حضرة المأذون ودي مريم مراد عثمان واحنا عايزين نتجوز يا وجينا لحد عندك علشان نكتب كتابنا .
فنظر المأذون الى مريم التي كانت تحني رأسها ثم ابتمسم وقال : على بركة الله... بس لازم اسمع رد العروسة الاول .
ادهم : اتفضل اسألها.
فوجه المأذون كلامه لمريم قائلاً : تقبلي تتجوزي الراجل دا يا بنتي بدون ما يكونش غصبك على حاجة ؟
أدمعت عينا مريم وهي تحني رأسها وأومأت له بالموافقة دون ان تتكلم فقال لها المأذون : عايز اسمع ردك يا بنتي ...انتي موافقة تتجوزي الراجل دا ؟
فقالت بصوت خنقته العبرات : ايوا يا حضرة المأذون... انا موافقه اتجوزه .
المأذون : يبقى انتوا محتاجين شهود علشان يكتمل كتب الكتاب.
فنظر ادهم من حوله ورأى رجلين كانا قد اتيا من اجل الصلاة فنهض من مكانه ثم تقدم نحوهما وقال : السلام عليكم..
رد عليه الرجلان : وعليكم السلام.
ادهم : ينفع اطلب منكوا خدمة يا حضرات ؟
احد الرجلين : اتفضل يا بني.
ادهم : بصراحة انا والبنت اللي قاعدة هناك دي عايزين نكتب كتابنا ومحتاجين شهود علشان كدا ينفع تبقوا الشهود على جوازنا بعد اذنكوا يعني؟
فقال الرجل الاخر : وماله ..على بركة الله.
ادهم : متشكر... اتفضلوا .
- ثم توجهوا حيث كانت مريم جالسة ونهض الماذون ثم غاب قليلاً وبعدها عاد وهو يحمل وثيقتين فقام بعقد القران واصبحت مريم زوجة ادهم على سنة الله ورسوله وقد اخذت وثيقة الزواج التي وقعا عليها كلاهما ووضعتها في حقيبتها وهي تبكي بصمت... خرجا من المسجد وتوجه هو نحو سيارته بينما كانت ما تزال تذرف الدموع لانها بدت في نظر من تحب فتاة حقيرة ولم تكن تعلم حقيقة مشاعره نحوها فظنت انه تزوجها بسبب كبريائه وغروره وسيطلقها بعد ان ينتهي منها كما اخبرها وتلك الفكرة اوجعت قلبها واحرقته.
لحقت به نحو السيارة ثم صعدت بجانبه بينما كان هو قد اشعل سيجارة وبدأ يدخنها بصمت... وما ان صعدت حتى شغل محرك سيارته وقادها بهدوء هذه المرة متوجهاً الى مكان اخر غير منزله وكانت الساعة آن ذاك تُشير إلى الخامسة والنصف مساءً ؛ طوال الطريق لم يتحدث اي منهما حيث كان هو يدخن السجائر بإستمرار بينما كانت هي تحدق من نافذة السيارة بصمت وتفكر بشقيقتها التي تركتها بعهدة الهام وما زاد قلقها هو ان شحن هاتفها قد نفذ .
وبعد ساعة ..........
وصل ادهم بسيارته الى فيلا كانت في ضواحي القاهرة وكانت هذه الفيلا خاصة به لوحد ولا يعلم بوجودها اي شخص حيث كان يذهب اليها عندما يشعر بالضيق وعندما يرغب بأن يختلي بنفسه ، اوقف السيارة في مكانها المخصص ثم اطفأ سيجارته وقال بجمود : انزلي.
قال ذلك ثم نزل اولاً وفتح الباب الخلفي للسيارة حيث وضع حقيبة النقود وبعدها حملها وتوجه نحو باب الفيلا بينما كانت مريم تسير خلفه وقلبها ينبض بسرعة من شدة التوتر الممزوج بالخوف... قام بفتح الباب ثم دلف الى الداخل واشعل الاضواء وبعدها وضع الحقيبة على احدى الأرائك في غرفة المعيشة ومن ثم توجه نحو احدى الخزائن واخرج منها زجاجة خمر وكأس وجلس يشرب بإستمرار بينما كانت هي تحدق به بترقب فهو كان واضحاً عليه الضيق والانزعاج لدرجة انه لجأ الى شرب الكحول ونادراً ما كان يشربه اي عندما يكون في ذروة غضبه فقط .
- بعد ان شرب عشرة كؤوس من الخمر دفعة واحدة نظر اليها حيث كانت واقفه بتوتر ثم نهض من مكانه وهو شبه ثمل وسار نحوها وهو يتمايل مما جعلها تخاف...وفجأه امسك بشعرها وقال بصوت غاضب : عايزه فلوس مش كدا ؛ يبقى هتاخديهم بس بعد ما اخلص منك الاول .
قال ذلك ثم حملها فشعرت بقلبها يهوي لانها كانت خائفة جداً ولكن لا مجال للتراجع حيث انها قد تورطت بالفعل واصبحت زوجته الشرعية وله كل الحق بأن يلمسها كما يحلو له فهي وافقت على ان تكون دميته فقط من اجل ان يعطيها المال لكي تنقذ اختها ؛ لذا احاطت عنقه تلقائياً وهي ترتجف بينما صعد على الدرج وهو يحملها والشرر يتطاير من عيناه...اخذها الى غرفة نومه الفاخرة ثم رماها على السرير بقوة وقال بزمجرة : دلوقتي هوريكي مين هو ادهم السيوفي ، اللي كنتي عايزة تضحكي عليه.
فنهضت مريم عن السرير بسرعة وقالت : استنى !
عاد ادهم بخطواته الى الخلف وقد شع شعاع من الامل في قلبه حيث ظن انها تراجعت في كلامها فسألها : عايزه ترجعي البيت ؟
فاستغربت هي من سؤاله وقالت : لا مش عايزه اروح .. انا بس عايزه ....
وقبل ان تكمل جملتها قام بصفعها بكل قوته لانها خذلته مجدداً فهو اعطاها فرصة أخرى لكي تتراجع ولكنها لم تستغلها فسقطت على السرير جراء ذلك ووضعت يدها على خدها ونظرت إليه بصدمة كبيرة ؛ اما هو فقد ادمعت عيناه واصبح لونهما احمر من شدة الغضب وقام بخلع سترته ثم اقترب منها وبدأ يقبلها بقسوة وكأنه يعاقبها لانها باعته نفسها بينما كانت هي تبكي ولم تقاومه مما زاد غضبه حيث انه تمنى لو انها تبعده عنها او حتى تحاول ان تقاومه فاستمر بمعاملته القاسية معها وكان الامر اشبه بالاغتصاب مما جعلها تبكي بألم وهي بين احضانه.
تسارع في الاحداث...........
بعد تلك الليلة الطويلة والقاسية التي مرت على ادهم ومريم وكأنها كابوس مفزع شعر كل واحد منهما بان روحه قد ماتت بالفعل...فهو كان جالساً على الاريكة وهو يرتدي بنطاله فقط ويمسك رأسه غارساً اصابعه بين خصلات شعره وينظر الى الاسفل بصمت بينما كانت هي مستلقية على السرير وتغطي نفسها وهي تبكي بصمت ايضاً ....كانت الساعة آن ذاك تُشير الى الثالثة صباحاً ، فقام ادهم باشعال سيجارة وبدأ يدخنها وهو يرتجف من شدة الغضب وغضبه ذاك لم يكن من مريم بل من نفسه لانه جعلها تتألم كثيراً فهو وبغض النظر عن كل شيء ما زال يعشقها حد الجنون ولكنها جرحته في الاعماق عندما عرضت عليه نفسها مقابل المال حيث انها ذكرته باكبر غلطة ارتكبها في حياته وهي " عشقه لميرا " الفتاة النصف اجنبية والتي خانته من اجل المال و بسببها اصبح بارد الاعصاب الى حد مميت حيث انها اوقعته في حبها عندما كانت تدرس في نفس جامعته وأوهمته بأنها تحبه ايضاً حتى اصبح مفتوناً بها لمدة سنتين.
ولكن في نهاية المطاف اتضح انها كانت على علاقة بشاب اخر مدمن مخدرات وخططا منذ البداية بأن يسرقان امواله بعد ان يخدعاه فقامت بالادعاء ان والدها مهدد بالقتل لانه تورط مع عصابه وان لم يدفع لهم مبلغ قيمته نصف مليون دولار فسوف يقتلونه حتما ً...لذا قام ادهم وبنية صافية بأعطائها شيك بالمبلغ واخبرها انه لن يسمح لاي شخص بأن يجعلها حزينة فاخذت الشيك وذهبت الى البنك برفقة حبيبها المدمن وسحبوا المال وبعدها قرروا الهرب ولكن القدر سخر منهما حيث انهما تعرضا لحادث سير مرعب عندما كانا يحاولان الهرب بالنقود وانفجرت بهما السيارة ، اما هو فكانت صدمته كبيرة لانه اكتشف ان حبيبته كانت تخدعه طوال الوقت من اجل الحصول على امواله فقط كما انها كانت على علاقة غرامية مع شخص اخر في الوقت الذي ادعت به انها تحبه وذلك ما سبب له ندبة كبيرة في قلبه فاصبح يحتقر جميع النساء وتحول من شخص سعيد ومحب الى شخص وقح وبارد للغاية .
- وبعد ان تذكر تلك القصة التي مر عليها اكثر من خمس سنوات ازداد غضباً وخصوصاً لان الامر تكرر حيث انه وقع في حب مريم وعشقها لدرجة الهوس حتى اكثر مما احب ميرا ولكنها اظهرت له ان حكمه على النساء كان صائباً تماماً فهن في نظره مخلوقات خائنة وطماعة لا تستحق الحب ابداً ...لذا استمر في التدخين والشرب حتى الفجر لعله يثمل وينسى كل احزانه بينما كانت مريم تبكي بألم وتترقب اللحظة التي سيطلقها بها بفارغ الصبر حتى تأخذ المال وتذهب إلى المستشفى.
وعندما شع شعاع الفجر نهض ادهم الذي لم يستطع أن يثمل حتى بعدما شرب الكثير والكثير من الخمر وكأن الكحول لم يعد يؤثر فيه ابداً ؛ اخذ نفساً عميقاً وقال بصوت هادئ موجهاً كلامه لمريم التي كانت تبكي بصمت : انا عارف انك صاحية علشان كدا اسمعيني كويس.. انا عايز اخش الحمام دلوقتي ومش عايز اشوف خلقتك هنا لما اخرج تاني.... وانتي هتلاقي فلوسك في الشنطة اللي تحت خدُيهم وامشي من هنا بسرعة وانسي انك قابلتيني في يوم من الايام ويا ويلك مني لو فتحتي بؤك بحرف واحد وحكيتي لاي شخص عن اللي حصل بينا لاني هقتلك لو اتجرأتي وعملتيها .
قال ذلك ثم دخل إلى حمام غرفته دون ان يضيف اي شيئاً اخآخر ر... نعم دخل الى الحمام دون ان يرمي عليها يمين الطلاق وكأنه تعمد فعل ذلك فهو كان على يقين بأنه سيلتقيها مجدداً بغض النظر عن الكلام الذي قاله حيث ان فضوله حرضه لمعرفة السبب الذي دفعها لتبيعه نفسها وتتظاهر بانها فتاة مادية بينما خوفها منه ونظرة الألم في عينيها اظهرت عكس ذلك تماماً لذا لم يشاء ان يطلقها قبل معرفة اسبابها... اما هي فلم تهتم ان كان سيطلقها ام لا وكل همها كان ان تأخذ المال وتذهب الى المستشفى بأسرع مايمكن ، فنهضت عن السرير بصعوبة وارتدت ملابسها وهي تبكي بصوت مسموع مما جعله يتألم كثيراً بينما كان واقفاً في الحمام ويسند ظهره على الباب.
بعدها نزلت عن الدرج وهي تمسح دموعها ثم توجهت نحو الحقيبة السوداء وامسكت بها ويدها ترتجف ثم خرجت من ذلك المنزل الضخم في تمام الساعة الخامسة فجراً وهي تبكي بحرقة وتضغط بقبضتها على تلك الحقيبة التي كانت تحملها بين يديها ، اما ادهم فخرج من الحمام بعد ان تأكد من مغادرتها وقام بسكب كأس ثم امسك به واقترب من نافذة غرفة ... وقبل ان تبتعد مريم عن حدود المنزل التفتت اليه حيث وجدته واقفاً ينظر اليها من خلف نافذة غرفته البلورية وهو عاري الصدر ويمسك بيده كأس مشروب يرتشف منه بضع رشفات بهدوء مميت ..فازداد غضبها وهي تنظر اليه مما جعلها تضغط على الحقيبة التي بيدها بكل قوة وقالت بنبرة صوت مجروحة : حقير...مش هسامحك ابداً.
قالت ذلك ثم بصقت على الارض وهمت بالمغادرة وهي تمسح دموعها بعنف وتضغط على تلك الحقيبة وكأنها تحاول ان تمزقها ، اما هو فاستمر بمراقبتها وهي تمشي في تلك الساعة المبكرة من الصباح حتى ابتعدت عن مجرى نظره تماماً ، وما ان تأكد انها لن تراه حتى قذف كأس الخمرة من يده ورماه ارضاً فأصبح حطاماً ثم بدأ يكسر كل شيء تقع يده عليه وهو يصرخ بصوت اشبه بزئير الأسد قائلاً : ليه .. ليه عملتي كدا ؛ ليه وافقتي بالسهولة دي ... كل دا علشان الفلوس ، مكنتش عايزك توافقي ... كنت عايزك تقولي لا وتضربيني آلم وبعدها تخرجي من هنا ؟!!
- قال جملته الاخيرة بنبرة حزينة وهو ينسدل بجسده الى الاسفل ، فجلس على الأرض سانداً ظهره الى حائط تلك الغرفة الفاخرة والتي تبدو كما لو انها جناح ملكي اكثر من كونها غرفة نوم لشخص واحد ، ثم رفع كلتا يديه وغرس اصابعه بين خصلات شعره بقوة ثم اخذ يضغط عليه بعصبية شديدة جعلت عروق رقبته تظهر كما ان عيناه تجمرت من شدة الغضب.. وبقي على تلك الحال لمدة لا تتجاوز الخمس دقائق ليتنهد بعدها بأستسلام وابعد يديه عن رأسه وقال بنبرة حازمة : كلهم كدا ... اهي دي كمان عملت كدا علشان الفلوس وانا اللي كنت مفتكر انها غير كل البنات بس صدق اللي قال ان الطبع غلب التطبع وهما طبعهم الطمع .
{ ملاحظة : بعد كدا حصلت الاحداث اللي قرأتوها في البارت الاول لما راحت المستشفى واكتشفت ان اختها ماتت وفقدت وعيها .. يعني دي نهاية الفلاش باك ^^ }
تسارع في الاحداث........
مرت خمسة ايام بعد انتهاء عزاء مرام ولم تخرج خلالها مريم من غرفة اختها ابداً ، حيث انها كانت تستلقي على سريرها وتمسك بقطعة من ثيابها تشم رائحتها وتبكي بإستمرار فأصبحت هزيلة بسبب عدم تناولها الطعام وكانت الهام تبقى عندها لكي تخفف وحشتها بينما كانت تتساءل عن امر حقيبة النقود التي كانت في غرفة المعيشة حيث انها ادركت ان صديقتها قد فعلت شيئاً لكي تحصل على هذا المبلغ من اجل اجراء عملية اختها الراحلة ولكنها لم تعرف ما هو هذا الشي... ومن جهة اخرى كان ادهم يفكر في احداث الليلة التي قضاها مع مريم بإستمرار حيث انها حفرت في ذاكرته واصبح نسيانها مستحيلاً بالنسبة له لذا زادت عصبيته لدرجة لا تطاق ابداً واصبح مصدر رعب لمن حوله وخصوصاً لانه لم يسمع اي خبر عن الفتاة بعد تلك الليلة وذلك ما زاد غضبه فهو اشتاق لها بغض النظر عن كل الافكار السلبية التي اخذها عنها عندما باعته نفسها.
وفي اليوم السادس ......
كانت الهام جالسه بجانب مريم وتتوسلها لكي تأكل ولكن الاخيرة كانت ترفض تماماً فنزلت دموع الهام وقالت : ابوس ايدك يا مريم... بطلي تعملي كدا انتي بتخوفيني عليكي !
نزلت دموع مريم وسرعان ما انفجرت باكية : انا مافضليش حد يا الهام ، بقيت لوحدي حتى مرام سابتني !
فعانقتها الهام بقوة قائلة : متقوليش كدا يا مريم... انا معاكي ومش هسيبك ابداً.
واستمرت مريم في البكاء حتى جفت دموعها وما ان هدأت قليلاً حتى سألتها الهام : قوليلي بقى يا مريم.. انتي جبتي شنطة الفلوس دي منين ؟
فمسحت مريم اثار دموعها وازدردت ريقها ثم اردفت : انا هقولك على كل حاجة... بس اوعديني ان اللي هقولهولك دلوقتي هيبقى سر بينا.
الهام : انا بوعدك.
- وبدأت مريم تحكي لصديقتها الهام عن كل ما جرى بينها وبين ادهم منذ ان قابلته لأول مرّة حتى بعد ان غادرت منزله وهي تحمل حقيبة النقود... حيث اخبرتها عن حقيقة مشاعرها نحوه وانها احبته بصدق ولكن الظروف اجبرتها على ان تبيعه نفسها فتزوجها وعاملها بقسوة مما جرح مشاعرها ، وقد شعرت وكأنها عاهرة فصدمت الهام من الذي سمعته وقالت بفزع : قولتي ايه ؛ انتي اتجوزتي ادهم السيوفي ليوم واحد وبعد كدا.... !!
اومأت مريم برأسها دليلاً على نعم ، اما الهام فوضعت يدها على جبينها واضافت : وبعد... وبعد ما حصل اللي حصل طلقك ؟؟
مريم : لأ لسه...انا مشفتوش تاني بعد اللي حصل ومش عايزه اشوفه ابداً .
الهام : طيب هتعملي ايه دلوقتي ؟
مريم : هرجعله فلوسه وبعد كدا هسيب مصر لاني مش هقدر اعيش هنا تاني.
الهام : ايه ؛ عايزة تسيبي مصر وتروحي فين ؟
مريم : معرفش... اي حته غير البلد دي وبعيد عن الراجل البارد اللي اسمه ادهم السيوفي دا.
الهام : طب وانا... عايزه تسيبيني لوحدي يا مريم ؟
مريم : انتي مش لوحدك يا الهام... انتي عندك عيلتك بينما انا .. انا مفضليش حد.
فصمتت الهام قليلاً وكأنها كانت تفكر في امراً ما وفجأة قالت : لاقيتها...
فنظرت مريم اليها وسألتها : ايه هي ؟
الهام : ايه رايك نسافر عند عمي عمر اللي ساكن في اميركا ، انتي تعرفيه دا كان صاحب بباكي الله يرحمه ومش هيعترض لو رحنا عنده .
مريم : قصدك انك عايزه تسافري معايا !
الهام : طبعاً لأنك صاحبيتي الوحيدة وانا مقدرش ابعد عنك ابداً .
مريم : طيب وعيلتك وشغلك في الشركة ؛ انتي عايزة تسيبي كل حاجة بعد ما تعبتي اوي علشان تلاقي الشغل دا ؟
فأمسكت الهام بيد صديقتها وقالت : انتي عندي اهم من كل حاجة يا مريم...اما بالنسبة للشغل اساساً انا مش هقدر اكمل فيه بعد ما انتي مشيتي واكيد هنلاقي شغل تاني لما نروح اميركا وانا متأكدة ان حياتنا هتبقى احسن هناك .
مريم : طيب وبباكي ومامتك ؛ ازاي هيقبلوا انك تسافري وتبعدي عنهم ؟
الهام : هما مش هيعترضوا...اساساً كان نفسهم اني اسافر عند عمي علشان يجوزوني لابنه سعيد اللي كان في فصلنا.. انتي فكراه ؟
فابتسمت مريم بالرغم من حزنها عندما تذكرت سعيد ذلك الفتى الخجول الذي يكون ابن عم الهام والذي كان معجباً بها ولكنه سافر مع والده منذ سنوات طويلة فقالت : ايوا فاكراه .
الهام : يبقى مفيش مشكلة... انا هقول لبابا وماما اني عايزه اسافر معاكي وهنروح عند عمي عمر واكيد هما هيتبسطوا اوي.
مريم : يبقى اتفقنا... انا هروح اسحب كل الفلوس اللي في حسابي علشان اشتري التذكرة و التأشيرة وهنسافر على طول بس لازم ارجع للراجل اللي اسمه ادهم دا فلوسه الاول .
تسارع في الاحداث.............
مر يومان اخران وقامت مريم بسحب جميع المال الذي كان في حسابها المصرفي ولم يكن بالمال الكثير وجمعت اغراضها لكي تسافر مع صديقتها الهام التي قدمت استقالتها من العمل في شركة رويال والتي تبرعت بأن ترجع المال لادهم عوضاً عنها... فذهبت الى مكتبه حيث عادت السكرتيرة سلمى لكي تصبح سكرتيرته الخاصة مجدداً وقالت لها : ازيك يا مدام سلمى ؟
سلمى : خير يا انسه الهام ، انتي جيتي هنا ليه ؟
فوضعت الهام حقيبة النقود السوداء على الطاولة امام سلمى وقالت : من فضلك تقدري تدي ادهم بيه الشنطة دي ؟؟
فنظرت سلمى الى الحقيبة وسألتها : ايه الشنطة دي ؟
الهام : هو هيعرف ايه اللي جواها بعد ما تقوليله انها من مريم وانها مش محتجاها بعد النهاردة .
فرفعت سلمى حاجبها وقالت : قولتي مريم ؟
الهام : ايوا... الشنطة دي تخص ادهم بيه وهو سابها مع مريم صاحبتي بس هي حتسافر ومش حترجع هنا تاني علشان كدا طلبت مني ارجعها له وبما انه مش موجود دلوقتي فهسيبها عندك.
سلمى : طيب... انا هقول له الكلام دا.
الهام : متشكرة.. عن اذنك دلوقتي.
قالت ذلك ثم غادرت... اما سلمى فإنتابها الفضول لمعرفة ماذا يوجد داخل الحقيبة لذا قررت ان تفتحها... وبالفعل فعلت ذلك فشهقت عندما رأت النقود وقالت : فلوس ، بس ليه ادهم بيه ساب فلوسه مع مريم !
وفي اليوم التالي ....توجهت مريم برفقة صديقتها الهام وابويها الى المطار وبعد حفلة التوديع التي حدثت بين الهام وامها صعدن في الطائرة وما هي الا نصف ساعة حتى اقلعت من مطار القاهرة الدولي فكانت الهام متحمسة جداً جداً لانها كانت ستسافر لأول مرّة في حياتها بينما كانت مريم جالسه بجانب النافذة على بعد خمسة مقاعد من مقعد صديقتها وكانت تحدق بالفراغ بصمت وبوجه حزين.
اما في شركة رويال....
فذهب ادهم الى هناك وكان منزعج كالعادة حيث انه اصبح سريع الغضب بعد ما حدث بينه وبين مريم ، صعد الى مكتبه في الطابق الاخير بعد ان تغيب عن العمل في اليوم السابق اي عندما اعادت الهام الحقيبة لأنه كان متعب وقرر البقاء في الفيلة الخاصة به بعيداً عن ازعاج الجميع.. وعندما وصل نهضت سلمى وقالت : اهلاً يا فندم.
فقال لها ببرود : مش عايز اي ازعاج يا سلمى وماتحوليش اي اتصال والغي كل مواعيدي .
سلمى : حاضر يا فندم بس في...
فقاطعها بقوله : مش عايز اسمع اي حاجه دلوقتي.
قال ذلك ثم دلف الى مكتبه ، اما سلمى فتنهدت وجلست في مكانها مجدداً ...وعندما اصبح في مكتبه وقع نظره فوراً على الحقيبة السوداء التي كانت على طاولة المكتب ، فتوجه نحوها بسرعة وعقد حاجباه عندما رأها قائلاً : ايه اللي جاب الشنطة دي هنا !
قال ذلك ثم فتحها بسرعة... وما ان فتحها حتى اتسعت عيناه عندما رأى نقوده بداخلها ولا ينقص منها اي شيء حيث ان مريم اعادت الـ 200 جنيه التي اخذتهم لكي تدفع لسائق سيارة الاجرة عندما ذهبت الى المشفى في يوم وفاة اختها ؛ فترك الحقيبة وخرج من مكتبه بسرعة وسأل : مين اللي رجع شنطة الفلوس اللي في مكتبي يا سلمى ؟
فنهضت سلمى وقالت : جابتها الهام امين صاحبة مريم يا فندم... هي قالت ان مريم حتسافر ومش محتاجة الشنطة دي وطلبت منها ترجعها لك .
في تلك اللحظة تحولت تعابير وجه ادهم الى الجمود وقال في نفسه : تسافر ، لا مش هسمح لها.
قال ذلك ثم ركض نحو المصعد دون ان يقول اي شيء تاركاً خلفه سلمى في حيرة من امرها فقالت : هو ايه اللي بيحصل في الشركة دي !
اما هو فاستقل المصعد حتى نزل الى الطابق الاول وبعدها خرج فصادف كمال في طريقه حيث استوقفه الاخير قائلاً : ادهم... انت كنت فين امبارح ؟
ولكنه تجاهله تماماً وركض حتى خرج من الشركة متوجهاً نحو سيارته ، فاستقلها وقادها راجعاً للخلف وبعدها انطلق بها بأقصى سرعته... اما كمال فحاول ان يلحق به ولكن لم يستطيع فوقف يحدق بالسيارة وهي تبتعد قائلاً : يا ترى ايه اللي حصل ، ربنا يستر بقى.
ثم عاد إلى داخل الشركة بينما كان ادهم يقود سيارته بسرعة جنونية دون ان يعرف وجهته حيث انه قرر الذهاب الى منزل مريم ولكنه نسي أنه لا يعرف عنوانها ....وسرعان ما ادرك ذلك لذا اوقف السيارة بجانب الطريق وامسك هاتفه واتصل على سكرتيرته سلمى فاجابته فوراً : ايوا يا فندم .
ادهم : عايزك تبعتيلي عنوان البنت اللي اسمها مريم مراد عثمان دي حالاً .
سلمى : حاضر يا فندم.
- فاغلق ادهم هاتفه وانتظر حتى ترسل له سلمى عنوان مريم على احر من الجمر... اما هي فقامت بالبحث عن سيرة مريم الذاتية بين الملفات لكي تعرف عنوانها...وعندما وجدتها ارسلت له رسالة هاتفية تخبره بالعنوان... ففتح الرسالة ثم شغل محرك سيارته مجدداً وتوجه إلى البناية التي كانت تسكن فيها مريم بأقصى سرعته ... وما هي الا مدة قصيرة قد مرت حتى وصل الى العنوان فنزل من سيارته وركض بسرعة ثم اقترب من البواب وقال : السلام عليكم.
البواب : وعليكم السلام .
ادهم : لا مؤاخذة تعرف في انهي دور ساكنه البنت اللي اسمها مريم مراد عثمان ؟
فنظر البواب اليه من الاسفل حتى الاعلى ثم سأله : وحضرتك تبقى مين يا استاذ ؟
ادهم : انا جو ... رئيسها في الشغل.
البواب : اه فهمت...شقتها في الدور التاني بس انت مش هتلاقيها في البيت دلوقتي .
ادهم : امال هلاقيها فين ؟
البواب : دي سابت الشقة ولغت عقد الإيجار امبارح وسابت مصر كلها بعد ما اختها الصغيرة ماتت من اسبوع .
فعقد ادهم حاجباه بشدة وسأله بدهشة : قلت ايه ؟؟
البواب : قلت انها سابت من مصر كلها.
فهز ادهم رأسه نفياً وقال بصدمة : قلت ان اختها الصغيرة... ماتت !
البواب : ايوا يا استاذ...المسكينه كانت محتاجة تعمل عملية زرع قلب بسرعة بس لان الانسه مريم اتأخرت ومدفعتش تكاليف العملية الدكاتره مقدروش يدخلوها غرفة العمليات علشان كدا جسمها ما تحملش وماتت الخميس اللي فات .
في تلك اللحظة شعر ادهم بشعور مؤلم للغاية حيث ان قلبه تحطم الى اشلاء واستحقر نفسه كثيراً بعدما ادرك الحقيقة كاملة وان مريم ضحت بنفسها من اجل ان تنقذ اختها الوحيدة ولكن حبل المنية فرق بينهما... ودون ان يشعر نزلت دموعه مثل زخات المطر لانه ظلم محبوبته كثيراً وعاملها بقسوة في اليوم الذي تزوجها به وظن بها سوء وجرحها بكلامه كما انه صفعها بقوة ... فتوجه نحو سيارته بخطوات ثقيلة ودموعه تنساب على وجنتيه بصمت ، وما ان صعد في السيارة حتى فجر بركان المشاعر الذي كان مكبوتاً بداخله وصرخ صرخة عالية عبر بها عن كل حزنه العميق وبعدها اخذ يضرب المقود ويلعن نفسه .
اما في الطائرة المتوجهة إلى نيويورك... كانت الهام تغط في نوم عميق بينما كانت مريم تحدق من النافذة وكان جالساً الى جانبها شاب وسيم للغاية ذو شعر اسود وقسمات وعيون خضراء وذقن خفيفة اعطته رونقاً خاصاً وقد كان يعمل على حاسوبه المحمول بصمت مما جعل منه جذاباً للغاية ؛ فجأة شعرت مريم بالأعياء فوضعت يدها على فمها وحاولت ان تمنع نفسها من التقيء فنظرت حولها ووجدت قارورة ماء امامها لذا ارادت ان تفتحها وتشرب القليل ولكن الأمر ازداد أكثر عندما اهتزت الطائرة لذا نهضت من مكانها ثم ربتت على كتف الشاب فنظر إليها وقال : خير يا انسه ، انتي كويسه ؟
اشارت له بيدها اليسرى لكي يفسح لها مجالاً من اجل ان تمر وتذهب إلى حمام الطائرة بينما كانت تضع يدها اليمنى على فمها ... فنهض بسرعة واضاف : اه... اتفضلي.
فذهبت بسرعة وكان وجهها شاحباً للغاية ، تقيأت وبعدها غسلت وجهها وعادت الى مكانها فنهض الشاب مجدداً لكي يفسح لها مجالاً لتجلس مجدداً فنظرت اليه وقالت بصوت ضعيف : متشكره.
ثم جلست وارادت ان تفتح قارورة الماء لكي تشرب ولكنها كانت مغلقة بشدة لذا لم تستطيع ان تفتحها لانها كانت ضعيفة ولا تمتلك القوة لتضغط على نفسها بسبب قلة الأكل ، فنظر اليها الشاب ثم وضع حاسوبه جانباً ودون اي تردد اخذ قارورة الماء من يدها قائلاً : خليني اساعدك.
فنظرت اليه وهو يفتح القارورة وغمغمت : م.. متشكره... تعبتك معايا.
اعطاها الشاب الماء وابتسم بعفوية قائلاً : على ايه... دا اقل واجب.
فشربت مريم بعض الماء بينما كان هو يحدق بها وبعد ان انتهت سألها : احسن !
اومأت برأسها قائلة : ايوا... متشكره.
الشاب : العفو...شكلك اول مرة تسافري في الجو مش كدا ؟
مريم : ايوا... دي اول مره اركب طياره واخرج برا مصر .
الشاب : وليكي حد عايش في نيويورك ؛ طبعاً لو مش هزعجك بسؤالي.
مريم : لا ابداً ..هروح اقعد عند صاحب بابا انا وصاحبتي اصله يبقى عمها...وحضرتك يا استاذ !
فابتسم الشاب وقال : خلينا نتعرف الاول...انا خالد... خالد نجم رجل أعمال حره .
يتبع...