اخر الروايات

رواية صراع الذئاب الفصل الخامس 5 بقلم ولاء رفعت

رواية صراع الذئاب الفصل الخامس 5 بقلم ولاء رفعت



- في قصر البحيري .....

_ لو صرختي ولا عملتي حركة كده ولا كده هقولهم مسكتك وأنتي بتسرقي السلسلة بتاعت ملك .... قالها ياسين بنبرة تهديد وهو يضغط ع زر الإضاءه الخافته و يمسك بيده سلسلة شقيقته

أتسعت عينيها بصدمة وذهول .... أزاحت يده بعيدا عن فمها وقالت بصوت متهدج ومرتجف : أأ أنت عايز مني أي ؟

رمقها بنظرات ماكرة وقال : أنتي الي عايزه ... من ساعت ماجيتي القصر وعينك مني

_ أنت فاهم غلط ع فكره .... قالتها ياسمين

أقترب من جانب رأسها حيث ترتدي الحجاب وبنبرة خبيثة قال : لاء فاهم صح ... وقاري نظرات حبك ليا ف عينيكي

أبتلعت ريقها بتوتر ورمشت عدة مرات وقالت : ححب .. أنا .....

جذبها ليحاوطها مابين زراعيه وهو ينظر بداخل عينيها وبنبرة خادعه وحديث معسول قال : مكسوفه ليه ؟؟؟ عارف أنك بتحبيني ... وأنا كمان ... أقترب هامسا بجانب شفتيها وأردف : بحبك

خفق قلبها بشدة لاتعلم هل تفرح أم تقلق وتحذر منه ... مازالت صغيرة وليست لديها خبرة كافية حتي تفرق بين المشاعر النابعة من القلب ومابين المشاعر الخادعة المزيفة .... وبخبرة تجاربه مع الفتيات قرأ لمعة عينيها وإحمرار وجنتيها ودقات قلبها التي كادت تصل لمسامعه ....

_ ياسين بيه إزاي ....
قالتها ياسمين ليقاطعها بنفس وتيرة نبرة صوته التي تمكنت من تملك عقلها وقلبها ... قال :
أنا عارف إنك مستغربة إزاي واحد زيي ف المستوي الي أنا عايش فيه يحب بنت الجنايني ... بس أنا عمري ما بفكر كده ... الكلام ده انقرض من ايام فيلم رد قلبي ... دلوقتي مفيش أي حاجه تمنع اي اتنين بيحبو بعض إنهم يتجوزو

رمقته بإندهاش وقالت : ياسين بيه ... بتتكلم بجد ؟؟؟

إبتسم بمكر الثعالب وقال : اها بتكلم بجد ... حتي حسي بقلبي وهو بيدق كده ... قالها وأمسك يدها ووضعها ع موضع قلبه وأردف : حاسة بقلبي وكل دقة فيه بتقول ياسمين .. ياسمين .. ياسمين

حدقت في عينيه بهيام وتيه لم تصدق ماتسمعه أذنيها من الفرحة والسعادة التي غمرت قلبها ... لكن تنبهت لشيئ فأرادت أن تطمأن قلبها وقالت : أومال كنت ليه بتعاملني وحش وكل ماتشوفني بتزعئ فيا

تحركت مقلتيه يمينا ويسارا وقال : أصل بصراحة كنت كل ما بشوفك ببقي عايز أخدك ف حضني أعبرلك عن حبي ليكي وكنت خايف تفهميني غلط ... وفعلا الي كنت بحسبه طلع صح لما حاولت أعبرلك عن مشاعري ضربتيني بالقلم ... ومفيش راجل يقبل ع نفسه كده ... قالها ورمقها بإمتعاض مصتنع

رمقته بنظرات إعتذار وقالت : أنا آسفة يا ياسين بيه

ياسين : مفيش ألقاب بين أتنين بيحبه بعض ... ولو مش عيزاني أزعل من القلم ... عايزك تعوضيني

نظرت إليه بعدم فهم وقالت بعفوية : أنا آسفه

أبتسم بسخرية من سذاجتها وقال : التعويض مش إعتذار يا حبيبتي

تراقص قلبها من الكلمة الأخيره ... أقترب من شفتيها وهمس أمامها وقال : التعويض الي أنا عايزه كده .... قالها وكاد يقبلها

_ يا سمين مد...... قالتها علا التي دلفت للتو ... تسمرت عندما رأتهما هكذا

تلون وجه ياسمين من الخجل والوجل الشديد وهي تبتعد عن ياسين ...

_ أنتي يازفتة مش تخبطي قبل ماتدخلي ... صاح بها ياسين

علا : مدام سميرة كانت بعتاني لياسمين عشان أتأخرت و.....

قاطعها ياسين وقال : خلاص أنتي هتحكيلي قصة حياتك روحي شوفي شغلك ... وأنتي يا ياسمين لما تخلصي مع سميرة أطلعي نضفي أوضتي عشان متبهدلة .... قالها وهو يرمقها بنظرات ذات مغزي ... ثم غادر

علا وهي ترمق ياسمين بإزدراء من أسفل لأعلي قالت : ياخسارة يا ياسمين ... قالتهم وهمت بالذهاب

ركضت ياسمين نحوها وأوقفتها وقالت : ثواني ياعلا ... أنا هفهمك كل حاجة

_______________________

_ ألقت الخاتم ف وجهه وقالت : خلي عندك كرامة وألغي الإتفاق الزفت ده مع أبويا .. لأن أنا خلاص مش عيزاك ولا طايقاك.

زمجر بصوت جلي ويتطاير الغضب من عينيه كالشرر ...أقترب منها ليجذبها من يدها وغادر المنزل ليهبط الدرج وهي خلفه وقال : تعالي معايا بقي ياروح أبوكي وقولي الكلام ده أدامه وشوفي هيرد عليكي هيقولك أي

_ أوعي سيب أيدي ... أنت فاكرني هخاف ولا أي .... صاحت بها شيماء

لم يجيب عليها حتي أستوقفهم تلك الصرخات الصادرة من منزل الشيخ سالم .. جاءت لها فكرة أن تستغل ذلك الموقف

قالت شيماء : يالهوي دي البت خديجة ... بالتأكيد أخوها الي تتقطع أيده بيضربها

عبدالله : وإحنا مالنا إنجري يلا أدامي

جذبت يدها من قبضته وأخذت تتضغط ع جرس المنزل : ياخديجة ... ياعم سالم .... نادت بصوت مرتفع

_ بالداخل توقف طه عن ضرب شقيقته وهو يلتقط أنفاسه وقال : هروح هشوف مين الي بيرن الجرس ... وراجعلك تاني ... ذهب وتركها وهي تضم ركبتيها إلي صدرها وهي تشهق وتبكي بشدة

فتح الباب لتدفعه شيماء من أمامها وهي تبحث عن صديقتها : خديجة .. خديجة .... دلفت إلي غرفتها

ركضت نحوها لتحاوط ظهرها بزراعها وتربت عليها وقالت باللهفة وخوف : حصل أي عشان الواطي ده يعمل فيكي كده؟

خديجة بصوت باكي ومتهدج : مم معملتش حاجة ... والله ما عملت حاجة .... قالتها وظلت تذرف عبراتها وتدفس وجهها ف صدر شيماء التي عانقتها لتواصيها

في الردهة ....

_ حرام عليك يا أخي أختك محترمة ومؤدبة وعمرها ما بتعمل حاجة غلط ... ليه بتمد إيدك عليها ... قالها عبدالله

طه :خليك ف حالك وملكش دعوة ... أختي وبربيها

عبدالله : عم سالم لو عرف الي أنت عملته مش هيعدهالك مش بعيد يطردك من الشقه

طه : هي أول مرة أضربها !!! ...ع طول بمد أيدي عليها

عبدالله : لاء ياطه المرة دي زودتها أوي

_ السلام عليكم .... قالها الشيخ سالم الذي ولج الآن ...فأردف : أزيك يا عبدالله عامل أي يا عريس؟

نظر عبدالله إلي طه ثم أجاب بتوتر : الحمدلله يا عم سالم

صاحت خديجة بغضب من الداخل : أنا قرفت منه ومن مد أيده عليا ويشتمني ويتهمني بحاجة محصلتش ... مش هيبطل تفكيره الشمال ده

نظر سالم إلي عبدالله وطه وقال : هو ف أي؟ ... قالها وأتجه نحو غرفة أبنته ليجدها ف حالة يرثي لها وصديقتها تربت ع ظهرها

_ مالك يابنتي ... قالها الشيخ سالم

نهضت خديجة وتوقف عن البكاء وهي تواري وجهها وعينيها ولم تستطع أن تتفوه بكلمة

أندفعت شيماء بحنق وقالت : ابنك طه ياعم سالم نزل ع جسمها بالحزام ومسبهاش غير لما جيت وخبط عليهم

أتسعت حدقتيه بغضب و ذهب متجها نحو إبنه وأمسكه من ثيابه بعنف وقال : أطلع برة ياكلب مش عايز أشوف وشك

طه : مش لما تسمع الأول أنا عملت فيها كده ليه

سالم : بنتي طول عمرها ف حالها وهادية ... أنت الي قليل الأدب ومش متربي

عبدالله : خلاص ياعم سالم ... حصل خير

سالم بنبرة تهكم وسخرية : خير !!! هيجي منين الخير طول ما الشيطان ده عايش معانا

طه : طيب اسمعني بقي ... بنتك الي مبتفوتش فرض وحافظة كتاب ربنا ... لاقيت آدم ابن عزيز البحيري نازل من الشقة عندها وإحنا بره

خرجت خديجة وهي تصرخ : كداااااااااب ... والله العظيم ما دخلته الشقه يابابا ... هو جه يديني الكتب دي والله ومشي من ع الباب ع طول ... قالتها وهي تشير إلي الكتب الموجودة فوق المنضدة

أمسكه والده من تلابيب قميصه وهو يدفعه إلي الخارج وصاح بغضب : أطلع برة البيت يا كلب يا شيطان يالي مبيجيش من وراك غير المصايب

_ أنت هتصدقها وتكدبني أنا ... صاح بها طه

سالم : حتي لو عملت غلط ... أنا لسه عايش مموتش عشان تمد أيدك عليها ... قالها ودفعه خارج المنزل وخلفهم عبدالله الذي أبعد صديقه حتي لاتسوء الأمور بينه وبين والده .

أوصد سالم الباب بعنف وأقترب من إبنته وقال : حقك عليا يابنتي ... قالها لترتمي ع صدر والدها وأخذت تبكي

وأردف : منك لله يا طه ... منك لله .

_____________________

_ بداخل الحرم الجامعي للجامعة الكندية ...

تنتظر أمام المبني الإداري ... ونسمات الهواء تداعب خصلا شعرها القصير وأطراف ثوبها الرمادي القصير الذي يصل إلي ركبتيها

جاءت نحوها فتاة بملامح متجهمة وهي تمسك بورقتين ...

قالت ملك بقلق : أي يا رودي عملنا أي؟

أعطتها ورقة وقالت بصياح ومرح : واااااو ... نجحنا يا ملوكة

قفزت ملك بسعادة : الحمدلله ... أنا كنت خايفة أوي لأشيل مادة زي السنة الي فاتت وأضطر أخبي ع بابي وجي جي وخصوصا آدم

رودي : طيب بالمناسبة السعيدة دي هعمل عندي بارتي بكرة وطبعا أنتي مش محتاجة عزومة

تغيرت ملامح ملك من الفرح إلي الحزن وقالت : معلش أعذريني مش هعرف أجيلك أنتي عارفة النظام عندي

رودي : أوف بقي يا ملك .. أي دماغ باباكي الغريبة دي ... أنا برضو بابي رجل أعمال وبالتأكيد ليه أعداء ... بس مش ماسك عليا كده بيسبني أسافر براحتي وأخرج براحتي أروح عند صحباتي .. نو بروبلم

زفرت ملك بضيق وقالت : خلاص هتصرف ... بس مش هتأخر يعني بالكتير ساعة زمن وهمشي ع طول

_ وفي جانب أخر ع مقربة من الفتاتين ... يقف ثلاث شباب أحدهم لا تبرح عينيه ملك

قال أحداهم إلي ذلك الشارد : أي يا روميو مالك مبحلق ف البت كده ليه وعينك هتاكولها ... أنت محرمتش من التهزيئ الي كانت بتديهولك

قال الأخر وهو يضحك : ولا القلم الي لسعتهولو ع وشو ف أخر يوم ف الأمتحانات

أشتد حنقه وقال : ماتلم نفسك منك ليه ... ومين الي قالكو إن نسيت ... أنا من ساعتها وبخططلها ع رواقه عشان أعلمها الأدب وأعرفها مين هو رامي السيوفي

قال الأول : بقولك أي يا زميلي خد بالك دي مش بنت من إياهم ... دي ملك البحيري ده عندها 4 أخوات رجالة يطحنوك غير جيش الحرس الي عندهم وكل كوم والواد الجتة الي بيوصلها ويروحها ده كوم تاني

قال الأخر : أنا فاكر أول يوم ف الجامعة الواد هيما حب يستظرف معاها ... شافه الحارس الي معاها مسكه أكله علقة موت

_ بس يا جبان منك ليه ... ع أخر الزمن هخاف من حتة سيكورتي بإشارة من رجالة بابا يساو بيه الأسفلت ... صاح بها رامي

قال الأول : إحنا مش خايفين غير عليك أنت ... عشان عارفين دماغك كويس مبتسبش حقك غير بمصيبة

مازال يرمقها بنظرات توعد وقال : مصيبة ... وأي مصيبة كمان ... دي هتبقي خبر الموسم

_ نعود إلي ملك التي همت بالذهاب وقالت : يلا يارودي مش جاية معايا أوصلك ف طريقي

رودي : لاء ياحبي ... أنا هستني شوية بابا هيعدي عليا وهو راجع من الشركة

ملك ببسمة تظهر غمزتيها : طيب يا قلبي ... أنا ماشية بقي قبل ما لاقي مصعب ينط ليا زي المرة الي فاتت والبنات يفضلو يبصو عليا ويضحكو عشان هو طويل جدا وأنا أوزعة جمبه

ضحكت رودي وقالت : ههههههه بصراحة أنتي جمبه زي العصفورة وهو زي الجبل جمبك ... بس هقولك ع حاجة هو بيحبك أوي

_ أنسه ملك ... صاح بها مصعب الذي ولج من بوابة الجامعة

زفرت ملك بسأم وقالت : مش قولتلك .. يلا باي ...قالتها وركضت مسرعة نحو ذلك المنتظر

رفعت وجهها إليه وهي تنظر بسعادة وقالت : مش تقولي مبروك

أرتسمت البسمة ع ثغره وقال : نجحتي ؟؟

أومأت له ملك بسعادة وقالت : وبتقدير جيد جدا كمان

خلع نظارته الشمسية المعتمة وأبتسم لها بعينيه الرمادية وقال : ألف ألف مبروك يا آنسه ملك وعقبال التخرج

زمتت شفتيها كالطفلة وقالت : بس كده ؟؟

ضحك من تعابير وجهها الطفولية وقال : هديتك أنا محضرهالك من أول ما كنتي بتمتحني

ملك : أنا مش أصدي ع الهدية

مصعب : طيب الأميرة ملك نفسها ف أي وأنا هنفذه ليها ع طول

أبتسمت وتلألأت عينيها ذات التي تشبه السماء الصافية ليخفق قلبه من تلك الصغيرة التي تسحره ف عالم لا يعيش بداخله سواه ... ظلت تتحدث وهو لا يسمعها ف وكأنه ف وادي أخر

_ مصعب .. مصعب ... صاحت بها ملك

أنتبه لها أخيرا وقال : معاكي

رمقته ملك بنظرات ماكرة وقالت : طب أنا كنت بقول أي؟؟

حك ذقنه بحيره من أمره وقال : بصراحة مش عارف

أمسكت يده بعفوية وقالت : طيب تعالي معايا وأنا هقولك ف الطريق

لمسة يدها ليده أحس كأنه تملك العالم بآسره ... وصل كليهما لدي السيارة

_ ممكن بقي تسيبني أسوق أنا المرة دي ... قالتها ملك

تصنع التفكير ف الأمر وقال مازحا : وياتري هنلبس ف أي المرة دي ؟؟

لكزته ف صدره وقالت : يوه بقي أنت هتفضل تذلني ... أنا مكنتش واخده بالي وقتها إن ف كشك ف الطريق

ضحك وقال : وهو الكشك كان ف الطريق برضو!! ولا كان ع الرصيف .. وعموما أمري لله هجازف بعمري وهخليكي أنتي الي تسوقي

_ بعد الشر عليك ... قالتها ملك بطيبة ولم تقصد أن تشعل نار العشق التي تتأجج بداخل قلبه .

دلف كليهما بداخل السيارة ... لتشعل المحرك وأنطلقت .

_____________________

_ أمام معرض للموبليا الحديثة ... وقفت سيارة أجرة ليترجل منها رحمة ووالدتها ... ثم عديلة وإبنها عادل الذي أنزل والدته وهي تستند ع يده

_ يا مسهل يارب ... قالتها عديلة وهي تترجل من السيارة

عادل : ع مهلك ياست الكل

عديلة : يخليك ليا يا ضنايا ... قالتها ثم ألتف إلي والدة رحمة وقالت : أي رأيكو بقي أنا جبتكو عند أحسن معرض مبوليا عنده شوية أوض أحسن من العمولة بميت مرة ... أي رأيك ياعروسة

تصنعت رحمة الإبتسامة وقالت : شكرا ياطنط يسلم زوءك

عديلة : أي طنط دي !!! ... لاء يا حبيبتي من هنا ورايح تقوليلي يا ماما أنا هبقي زي مامتك

والدة رحمة : يا حبيبتي أنتي الخير والبركة ... هي بس لسه أول مرة ومتعودتش

زمتت رحمة شفتيها بإمتعاض وقالت : كلمة ماما دي متتقالش لأي حد غير للأم بس

وضعت عديلة يدها ف خصرها والأخري أمسكت بأناملها ذقنها وقالت : هو أنا أي حد يا رحمة !!!! ... ده أنا هبقي حماتك أم جوزك ... وبعدين عيزاكي تتعودي عليها عشان لما تقعدي معايا لما عادل هيسافر

رحمة : ليه هو أنا مش هسافر معاه زي ما أتفق مع أخويا !!!

عادل : معلش يارحومتي هي ماما قصدها لما هكون هنا أنا وأنتي ف مصر

والدة رحمة : عندك ولا عندها يا ام عادل الاتنين واحد

عديلة : أه طبعا ياحبيبتي ... دي رحمة هتبقي مرات الغالي وهشيلها جوة عنيا ... قالتها ثم مشت أمامهم لتتغير ملامح وجهها بنظرات توعد وهي تتمتم بداخل عقلها : بتتأمري عليا يا بنت المئشفة ... إما وريتك

ولج الجميع إلي المعرض ... وكان الرأي والأمر والأختيار يعود إلي عديلة التي تشير إلي أي شيء نجلها يوافق عليه وهو مغمض العينين ولا يستطيع أن يعترض ... بينما رحمة تستشيط بداخلها من الغضب من سلبية عادل ... وبعد مرور أكثر من ساعتين أخير قد أنتهو من شراء حجرة النوم والأطفال والصالون و السفرة

أنتظرت رحمة ووالدتها خارجا حينما تنتهي عديلة من الدفع ....

_ عجبك كده يا ماما عمايل الولية الي جوه دي ... قالتها رحمة بحنق وهي تجز ع أسنانها

والدتها : أهدي يابنتي ووطي صوتك ... وبعدين أنتي عايزة أي الست مش هتخلينا نشتري حاجة غير هدومك وشوية الحاجات الي كنت شيلهالك من زمان ... أحمدي ربنا مشيلوناش زي العرايس ما بتشيل

رحمة : ياماما أنا من حقي زي أي عروسة أنقي حاجتي الي هتبقي ف شقتي ... وبعدين مش شايفها زوقها ده كفاية الصالون الي من أيام الملك فاروق ... ولا النيش الي نملية ستي أشيك وأحلي منه

كادت تضحك ع حديث ابنتها لكن سيطرت ع ضحكاتها حتي لا تثير حنقها وقالت : بصي يارحمة يابنتي هقولهالك نصيحة ... الدنيا مبتديش كل حاجة للبني آدم لازم بيبقي ف حاجة ناقصة ومن ناحية تانية حاجة بتكمل الي ناقص ده .. ومتعلميش الخير فين ... ومتقلقيش من حماتك أنتي مش هتعيشي معاها يعني ... كلها اول اسبوعين جواز وهتطيري مع جوزك ع الكويت

رحمة : ما هو ده الي مصبرني عليها

لكزتها والدتها ف زراعها وقالت : أسكتي بقي دول جايين علينا

عديلة : ألف مبروك ياعروسة

_ الله يبارك فيكي ياطنط ... اصدي ياماما ... قالتها رحمة

عديلة : واد يا عادل روح خد خطيبتك وشربها عصير قصي ولا ساقع وإحنا مستنين أنا وخالتك هنا

عادل : حاضر ياماما ... قالها ثم مد يده إلي رحمة وقال : يلا يا حبيبتي

لم تمد يدها له وقالت : أنا بعرف أعدي الطريق لوحدي... قالتها وذهبت لتعبر الطريق وهو خلفها يستشيط غضبا ويتوعد لها بداخل عقله : ماشي .. صبرك عليا يارحمة .

_______________________________

_ غادرت كارين المبني التي تقطن فيه متجهة نحو دراجتها النارية ... ترتدي خوذة الأمان ... صعدت فوق الدراجة وأرتدت حقيبتها التي تلازمها عندما تذهب إلي عملها أو المعارض الفنية ... وكالعادة يذهب خلفها اثنان من الحراس التابعين لقصي يستقل كليهما سيارة سوداء ...

وقبل أن تشغل المحرك قامت بإجراء مكالمة هاتفية وتتحدث من السماعة البلوتوث بداخل أذنها

كارين : أيوه ياعمار عملت أي ف حوار اللوحة

عمار : والله ياكارين ما لاقيها ف أي معرض ... بس يمكن ف أمل تلاقيها عند واحد متخصص ف رسم البورتريهات وممكن تلاقي عنده البورتريه ده

كارين : طيب متعرفش اسم الجاليري ده والاقيه فين ؟

عمار : أنا هدورلك عليه ع جوجل ماب وهبعتلك اللوكيشن أوك ؟

كارين : ياريت والله يا عمار لأن خلاص المفروض فاضل ليا أسبوع وهاروح أقدم الرسالة ومعاها اللوحات ويعتبر خلصت كله ماعدا اللوحة الفقرية دي .... هاقفل بقي معاك وابعتلي بسرعة اللوكيشن وخليني أخلص بقي ... سلام

أغلقت المكالمة لتزيد سرعتها حتي لاحظت ف مرآه الدراجة التي تقع ع يمينها السيارة التي تلازمها إينما ذهبت .... زفرت بحنق وقالت : ماشي أبقو وروني بقي هتمشو ورايا إزاي ... قالتها لتزيد من السرعة أكثر وهي تتسلل من بين السيارات وإزدحام السير حتي تطرقت إلي منعطف أدي بها إلي طريق لم يستطيعو الوصول إليها .

_ بداخل السيارة ...

الحارس بصوت أجش : الو .. قصي باشا ...أنسه كارين خدت بالها مننا وأختفت ف الإشارة

صاح قصي بغضب قد أخترق أذن كلا الحارسين : عشان مشغل شوية مساطيل ... اسمع ياكلب منك ليه تدورو عليها وتخلو بالكو منها لو غابت عنكو لحظة مش هقولكو هاعمل فيكو أي

الحارس : أمرك يا باشا

_ هدأت من السرعة حتي توقفت أمام متجر لبيع الحلوي والسناكس ...

جاءت لها رسالة ع هاتفها ... قامت بفتحها وقرأتها فأبتسمت وقالت : حلو أوي دي قريب مني

أوقفت دراجتها خلف سيارة في موقف إنتظار أمام المتجر ... خلعت الخوذة ... دلفت بداخل المتجر المليئ بالأرفف المعدنية التي تصطف بالتوازي ... لمعت عينيها عندما وجدت مبتغاها وهو إحدي السناكس الشهيرة ... أمسكت سلة المشتروات ألقت بداخلها 3 أكياس وكذلك أخذت بعض عبوات الشيكولاته التي تعشقها ... توقفت لتسترق السمع عندما لفت إنتباهها صوت ليس بغريب ع مسامعها

_ وف الجهة الأخري من الرف المعدني ... يمسك بعبوات معدنية لمياه غازية ويتحدث إلي صديقه ف الهاتف ....

_ مين دي الي تضايق يونس البحيري ... لا هي ولا ألف زيها

زياد : بس متنكرش أن البت بجمالها وحلوتها علقت ف دماغك ياصاحبي

يونس : جمال مين ... دي لبسها زي الواد وفاكرة نفسها أرسطو ولسانها عايز مقص بتاع الشجر ... أنا تقولي غبي والله لما اشوفها هخليها تعيط عشان أسامحها

زياد : ده أنت لو عرفت هي أخت مين أنت الي هتعيط عشان تسامحك

يونس :واحدة باللسان ده هتلاقي أخوها إبراهيم الأبيض ولا رفاعي الدسوقي بتاع مسلسل الأسطورة .... قالها وقام بأخذ شيئا من فوق الرف حتي ظهر له الجهة الأخري ليري طيفها بعد أن أختبأت وهي تتوعد له بداخلها وهي تجز ع شفتها السفلي

وقع من يده بدون قصد هاتفه فتأفف بغضب وقال : أستغفر الله العظيم حتي سيرتها النحس لما جت قلبت بكوارث

_ أنا نحس يا منبع الغباء إما وريتك مبقاش كارين .... قالتها لتسرع إلي المحاسب حتي تدفع ثمن ما أخذته وهي تراقب ذلك الذي يقف بعيدا مازال يقف مكانه .

________________________________

_ في قصر العزازي ....

يجلس خلف مكتبه يزفر دخان سيجارته ... يجلس أمامه كنان مساعده وصديقه والحارس الخاص له

_ كنان أنا عايز الشغل يمشي زي الألف ف خلال اليومين الي هسافرهم .... قالها قصي بحسم

كنان : طبعا يا باشا كأنك موجود ... والشحنة الي هتوصل بعد بكرة هبعتلك تقرير عنها صوت وصورة

قصي : كده تمام أوي ... وطبعا مش هواصيك زود الحراسة ع المخازن دي بضاعة بالملايين ولو أتسرقت منها حاجة تطير فيها رقاب

كنان : متقلقش ساعدتك ف الحفظ والصون ... بس ممكن سؤال لو مفيهاش رذاله مني

تنهد وأرجع ظهره إلي الخلف وهو يحرك المقعد يمينا ويسارا : قول

كنان : هي السفرية دي الهني مون؟؟ ولا صفقة جديدة مع سينيور اندرو ؟؟ ولا هني مون مع صفقة ؟؟

أرتسمت ع محياه إبتسامة ثقة وقال : الأتنين مع بعض وحاجة تالته هتعرفها بعدين

دق الباب ...

قصي بنبرة أمر : أدخل

دلفت الخادمة وقالت : قصي بيه صبا هانم رافضة الأكل تماما ... الفطار لاقيت الصينية زي ما هي والغدا أميرة دخلته ليها صرخت ف وشها وطردتها برة

جز ع فكيه وأحتدت عينيه بنظره مخيفة .. أرتعبت الخادمة ....

_ روحي دلوقت وأنا طالع ليها ... قالها بنبرة هادئة وتحمل مكنون من الغضب

ركضت الخادمة مسرعة إلي المطبخ ... نهض من مكانه وهو يفك رابطة العنق التي شعرته بالإختناق

كنان : باشا ... أرجوك أهدي وبلاش عنف

رمقه قصي بنظرة كفيلة بإسكاته وقال بصوت أجش : أنا عارف بعمل أي ... قالها وغادر الغرفة متجها نحو الدرج

كنان : ربنا يستر وميتهورش عليها

_ وصل أمام الغرفة ليطرق الباب ....

_ أنا قولت مش عايزة أشوف وش حد ... أنتو مبتفهموش ... صاحت بها صبا من الداخل

فتح الباب بهدوء لينظر إليها ويضع يده ف جيبه والأخري يستند بها ع الباب وقال : مبتاكليش ليه ... ولا لازم أجيلك بنفسي عشان تاكلي ؟؟

رمقته بخوف ورعب وهي تجذب الغطاء لتدثر به جسدها ع الرغم من إرتدائها منامة لم يظهر منها سوي قدميها وكفيها ... بدأت تنتابها قشعريرة ليرتجف جسدها ولم تتفوه بكلمة ... تقدم نحوها بخطوات ... حمل الصينية التي فوقها أطباق الطعام ووضعها ع المنضدة ليحملها ويضعها أمام التخت

ثم أشار إليها نحو الطعام وقال بنبرة تهديد : الأكل ده لو متاكلش دلوقتي بمزاجكك هتاكلي غصب عنك

تحولت ملامحها من الخوف إلي الغضب ... تمالكت قواها لتستعيد رباطة جأشها ... نهضت ووقفت بتلك الرماديتيان التي تلتمع بالتحدي ... أبتسم بجانب فمه ليعلم إنها عادت إلي طبيعتها المتمردة .

_ صبا ... لو عيزاني متهورش عليكي ... أو أعمل شئ هتندمي عليه ... تعالي كولي عشان الطيارة زمانها ع وصول .... قالها قصي بهدوء وتهديد

صبا : مليش نفس

أشار لها بيده لتأتي إليه وقال : تعالي وأنا هفتح نِفسك

رمقته بتقزز وإزدراء وقالت بنبرة متهكمة : أنا من ساعة مابقيت معاك مابقتش بحس بطعم أي حاجة ... بقيت عايشة مجرد حلاوة روح .

مسح وجهه بكفيه ليزفر بينهما ... نهض ليتجه نحوها ... لن تتحرك لكن لاحظ إنقباض قبضة يدها وهي تحاول أن تخفي ما تشعر به من خوف من إقترابه لها ... وجدت لا مفر من أن تبتعد رجعت إلي الخلف حتي أصتدمت في الحائط بظهرها .... حاوطها بين زراعيه مستندا بهما ع الحائط ... حدق ف عينيها بنظرة عميقة ... لتتفاجأ بأنحناءه ليحملها من ركبيتها

_ بتعمل إي نزلني ... مش مكفيك الي عملتو فيا عايز تعمل أي تاني .... قالتها وهي تضربه بقبضتيها ع ظهره

أنزلها ليجلس ع طرف التخت أمام منضدة الطعام ثم جذبها وأرغمها ع الجلوس ع فخذيه ... محاصرا خصرها بزراعه والأخري يمسك بها معلقة أرز وقام بوضعها أمام فمها

_ أنت كل حاجة عندك غصب !! ... أنت مبتفهمش أنا مش جعانة ... مش عايز أكل .... صاحت بها صبا وهي تحاول أن تتخلص من قبضة زراعه التي تحاوط خصرها

قال بأمر : أفتحي بوءك

زاد إصرارها وعنادها وقالت : دي البرود الي أنت فيه ده ... أنت مبتزهقش !!! .... قالتها وألتقطت أنفاسها أرادت أن تثير حنقه حتي تتمكن بأن تفلت من قبضته وتبتعد عنه ... لكن فاجاءها بهدوءه وهو يترك الملعقة ع الصينية ... وبدون أن تتوقع ماسيفعله أمسك وجهها لينهال ع شفتيها بقُبلة تملك ... أخذت تدفعه ف صدره لكنه أمسكها من مؤخرة رأسها أنامله تتخل خصلات شعرها ... شعر بأختناقها أبتعد عنها وهي برمقها بنظرات عشق ووله ... كم تمني أن تبادله بنفس المشاعر المكنونة بداخله إليها ... كم تمني أن يتذوق رحيق شفتيها بإرادتها وليس عنوة عنها ... ظل شاردا ف عينيها وشفتيها التي أخذت تمسح كليهما بيدها وكأن شيئا مقززا قد لامس خاصتها ... رمقته بعينيها التي تشتعل بنيران الغضب من فعلته وجدت لامفر من التفوه بما يثير أغواره ..

سبقها وقال : لو مسمعتيش الكلام وأكلتي هكررها تاني وتالت

أبتسمت بسخرية وقالت وهي تحدق ف عينيه بكل قوة : خليك تاخد كل حاجة غصب مني كده لأنك عمرك ما هتطول مني أي حاجة برضايا ... لأن الي أتمنيت أعيش معاه كل لحظة حب حتي الي عملته معايا دلوقت هو الوحيد الي قلبي دق له ولا هيدق لغيره ... قالتها لتري تلك الظلمة القاتمة التي تسيطر ع لون عينيه فأردفت حتي أشعلت فتيل غضبه : هو آدم

_____________________________

غادرت المتجر ... وأتسعت حدقتيها بغضب عندما شاهدت دراجتها التي تصطدم بها من الخلف تلك السيارة البيضاء بدون سقف ماركة ميني رودستر ذات مقاعد أمامية فقط ... أقتربت من السيارة لتبحث عن أي شئ يدل ع هوية مالكها حتي تنتقم منه لما فعله بدراجتها التي تطبق فيها معدن الإطار الخلفي

ذهبت إلي السائس وقالت : لو سمحت عربية مين الي هناك دي ؟ ... قالتها وهي تشير نحو السيارة

السائس : دي عربية الفنان

زفرت بحنق وقالت : أنا بسألك عن أسمه مش بيشتغل أي

السائس : دي بتاعت يونس بيه هو زبون الماركت وبيجي هنا ع طول

كارين : أوك

ذهب نحو السيارة وهي تفتح حقيبتها وأخرجت إسطوانة معدنية وقامت بالضغط عليها ليخرج منها لون أسود وقامت بكتابة تلك العبارة

( إياك تسوق تاني عربيات يا غبي ... مع تحيات : كارين )

أنتهت لتصعد فوق دراجتها وأنطلقت مسرعة ف إتجاه المعرض .... خرج الأخر من المتجر حتي أتسعت عينيه بالغضب من المدون ع سيارته ليشتد حنقه أكثر عندما وقعت عيناه ع توقيعها ليدرك أن ما رآه بالداخل ليس كان وهم بل هي .

_ وصلت أمام المعرض لم تجد مكان تصطف فيه دراجتها فقامت بوضعها بعيدا ...

_ سلام عليكم ... هو ده جاليري دافنشي ؟؟ ... قالتها كارين إلي عم عليش الناعس

عليش بصوت ناعس : أيوة يابنتي معلشي مشغلتش الإضاءة بتاعت اليافطة ... أتفضلي ... والفنان زمانه ع وصول

دلفت إلي الداخل ولم تعير للجملة الأخيرة إهتمام ... بل ظلت تبحث عن تلك اللوحة ... لكن ما لفت إنتباهها تلك البورتريهات الرائعة لشخصيات شهيرة من العصور القديمة والعصور الحديثة .... ظلت تسير ف رواق متسع ع جانبية لوحات ... تسمرت بمكانها ليرتسم الإمتعاض ع ملامح وجهها عندما رأت بورتريه لذلك الغبي كما لقبته هي ....

_ وكمان مخليهم يرسمولك صورة ويعرضوهالك ف الجاليري ... بس محتاجة شوية تعديل ... قالتها وألتفت يمينا ويسار حتي تراقب الطريق وأخرجت قلم ألوان ذو سن سميك وأخذت ترسم له أذنين حمار ... وشارب مضحك وكتبت ع جبهته ( غبي )

_ نسيتي تكتبي مع تحيات كارين .... قالها يونس الذي وصل للتو بدون أن تشعر به .

___________________________

تركها بعنف وكادت أن تسقط ع الأرض لكنها تمكنت من الإستناد ع المنضدة وأبتعدت مسرعة قبل أن ينهض كالوحش الثائر يركل كل ما يقابله ويقلبه رأسا ع عقب ...

صدح صوت مرتفع يأتي من الخارج وهو صوت المروحية وهي تهبط ع تلك الأرض الفضاء الموجودة خلف القصر ... توقف ليلتفت إليها بنظرات أرتجفت خوفا منها

دق الباب ليأتي صوت كنان من الخارج : قصي باشا ... الطيارة وصلت

_ خد الشنطة واللاب والحاجات الي ف المكتب وخلي حد يوصلها عقبال ما أنزل .... قالها قصي أمرا ونظراته الحادة المرعبة لم تفارق عينيها

_ أنزلي ... قالها أمرا إياها

بادلته بنظرة إندهاش وقالت : ثواني هغير البجامة وهلبس ح.... لم تكمل ليقاطعها بنبرة أرعبتها أكثر عندما صاح ف وجهها : أنزلي ياصبا

_ مش هنزل بالمنظر ده أنت أتجننت ولا أي !!! ... صاحت بها وف لمح البصر وجدته يجذبها من يدها بقبضته ويسحبها خلفه وهو يفتح باب الغرفة وهبط الدرج وهي تصيح وتصرخ ليترك يدها وكل ذلك أمام مرأي ومسمع العاملين بالقصر

غادر القصر ليترك يدها ثم قام بحملها ع كتفه ....وهي تركل ساقيها ف الهواء ... توجه إلي خلف القصر وهو مازال يحملها وتصرخ حتي وصل أمام باب الصعود للطائرة ... صعد الدرج ولم يبالي لصرخاتها حتي دلف بالداخل تحت نظرات قائد المروحية الذي تعجب من ما يراه

كان كل شئ ف الداخل يصرخ بالفخامة والرقي وكأنها قصر سيحلق ف السماء وليست طائرة ... ألقاها ع ذلك المقعد الجلدي وأنحني بجذعه وهي يرمقها بزيتونتيه الذي تحول البياض الذي يحاوطها إلي الإحمرار من الغضب ... جذب حزام الأمان وقام بربطه ف الجهة الأخري وأحكامه جيدا

جلس ع المقعد المقابل لها وبينهما تلك المنضدة التي يعلوها حاسوبه المحمول وحقيبة جلدية ... بدأت الطائرة ف الإقلاع ... وهو يجلس بكل ثبات أمام شاشة الحاسوب يتابع أعماله ... أمسك بالحقيبة وقام بفتح السحاب ليخرج منها ملفات ورقيه ونظر بتمعن وهي تزفر بحنق ولم تريد أن تتحدث لتتحاشي ردود أفعاله غير المتوقعه

_________________________________

وبعد مرور ساعة ... مازال منهمكا حتي أنتهي ليرجع إلي الخلف وظهر مسند المقعد يرجع إلي الوراء ... أغمض عينيه ويسند ساعديه ع مساند المقعد الجانبية

_ ممكن أقوم ؟؟ قالتها صبا وهي تزفر بسأم

أجابها وعينيه مغلقتان : رايحة فين؟

أجابته بنبرة سخرية من سؤاله : رايحة أهرب تيجي معايا ... هكون رايحه فين يعني !!!

تفهم مقصد توجهها فقال : التويليت هتلاقيه أخر الطرقة ع ايدك اليمين وبعدها هتلاقيه أوضة فيها شنطة هدوم ليكي وكل حاجة أنتي عايزاها

أتسعت عينيها متعجبة كيف علم ما تريد بدون أن تتفوه به ... ألقت عليه نظرة إزدراء وهمت بالذهاب حتي وصلت أمام ذلك المرحاض الفاخر ... توقفت أمام المرآه وهي تتفحص ملامحها التي أنطفأت وعينيها والإرهاق الذي يحاوطها ... عقصت خصلات شعرها لأعلي ... أخذت تشم رائحته حتي أمسكت منامتها لتري رائحة عطره ودخان سيجارته متعلقان بها .. أنكمشت ملامحها بتقزز وقامت بخلع تلك المنامة ودلفت إلي كابينة الإستحمام الزجاجية ....

أنتهت وخرجت من المرحاض مرتدية المعطف القطني وفوق رأسها منشفة قطنية ... ذهبت إلي الغرفة ودلفت بالداخل وهي تخلع المنشفة من فوق رأسها لتتدلي خصلات شعرها المبتلة جذبت الحقيبة ثم وضعتها بأعلي التخت وقامت بفتح السحاب ... أفرغتها من الثياب لتجد جميعها ثياب بألوان داكنة ذات أكمام طويلة ... ألتقطت ثوب أخضر قاتم ... أوصدت الباب قبل أن تشرع ف خلع المعطف حتي ترتدي ثيابها الخاصة ثم الثوب ... قامت بفك حزام المعطف الذي يحاوط خصرها وكادت تخلعه لستوقفها فتح باب بداخل الغرفة لم تلاحظه عندما دلفت ... خرج منه وهو يلتف حول خصره منشفة قطنية

شهقت بخجل لتعقد الحزام ع الفور وهي تضم تلابيب المعطف وقالت بتوتر وخجل : مش تقول إنك هنا ... وبعدين لما فيه تويليت ف الأوضة خلتني أروح للتاني ليه ؟؟

لم يجيب عليها وأكتفي بفتح سحاب حقيبته وأخرج له قطع من الثياب ... وضع يده ع المنشفه وكاد يخلعها

_ أستني عندك أنت بتعمل أي !!! صاحت بها صبا وهي تضع يدها ع عينيها

أجابها ببرود : هكون بعمل أي بخلع البشكير عشان ألبس

صبا : مش تقول قبلها ؟؟

قصي : محدش قالك تقفي عندك لو بتتكسفي كده

توجهت نحو الباب وقامت بفتحه وغادرت وتمتمت بحنق : أوووف يخربيت برودك

_________________________________

ظلت تنتظره حتي خرج من الغرفة مرتديا سترة أنيقة (بليزر) باللون الأزرق القاتم وأسفلها قميص باللون السكر وبالأسفل بنطال باللون القميص ... تفوح منه رائحة عطره القوية ... أشاحت وجهها حتي لا تلتقي عينيها بعينيه فأسرعت بالولج إلي الداخل وأوصدت الباب من الداخل ... أنتهت ممن إرتداء الثوب وتصفيف خصلات شعرها التي تركت له العنان ينسدل ع كتفيها ... تضايقت كثيرا من بشرتها التي تبدو شاحبة ... تذكرت أنها لاحظت مساحيق تجميل بالحقيبة فأخذت قلم الحمرة الوردية وقلم الكحل وعبوة الماسكرا وعلبة حمرة الوجنتين ... وبدأت تضيف لوجهها بعض اللمسات الخفيفة لتخفي ذلك الشحوب الذي يزعجها ... أرتدت حذائها البني اللامع بدلا من ذلك الشحاط ذو الفراء ... أنتبهت لتلك الموسيقي الآتيه من الخارج ...خرجت ع الفور وهي تتجه نحو مصدر الصوت لتجد ذلك الجالس ع الأريكة الجلدية وبيده كأس من النبيذ المعتق وبيده الأخري سيجارته التي لم تفارقه ... أرتشف من كأسه حتي رفع عينيه ليلاحظ تلك الحمرة التي تلمع ع شفتيها ... أرتسمت إبتسامة ع ثغره ولم تلمس عينيه ... عقدت حاجبيها بضيق وقالت : أنت بتضحك ع أي؟؟ شايف أراجوز واقف أدامك ؟؟؟

نهض ليترك الكأس والسيجارة فوق الطاولة ... وأقترب منها ليمسك بيدها والأخري وضعها ع جانب خصرها وقال هامسا بجانب أذنها : بالعكس أنا شايف أدامي أجمل بنت شافتها عينيا .... قالها ليطلق تنهيدة بأنفاسه التي لامست بشرة عنقها ووجنتها ... شعرت بالتوتر وأرادت أن تبتعد ليشد من قبضتيه حتي لاتفلت منه ... حدقت ف عينيه حتي أدركت أنه بدء يثمل

_ ليه كل مابقرب منك بتبعدي !!! ... ليه مش عايزة تحسي بقلبي الي بيعشق كل حاجة فيكي !!! ... تعرفي نفسي تخديني ف حضنك وأفضل نايم جواه ... عارفة ليه ؟؟ ... قالها وينظر ف عينيها بعشق لا يدرك مشاعره التي يتفوه بها فأردف : عشان بحبك قالها وهو يُقبل جبهتها ... فأردف : وبعشقك ... ثم طبع قُبلة ع وجنتها ... فأردف : وبموت فيكي ... قالها وكادت تبتعد خشيت أن يلتقم شفتيها ففاجاءها بعناق قوي وقال : إشمعنا هو ياصبا ؟؟ ... يفرق أي عني ؟؟ ... ها ؟ جاوبيني

قالها ليبتعد برأسه ويقترب بشفتيه من وجنتها وقال : ساكتة ليه ؟؟ ها ؟؟ ... قالها بنبرة مليئة بالحب والشجن والهيام النابع من حرف يتفوه به

نظرت إلي عينيه لتتجمع عبراتها وتطبق شفتيها حتي تمنع عبراتهامن الإنسدال ... وضع يده ع وجنتها ويتلمسها بحب وشغف وقال : ساكته ليه ؟؟ ... ريحي قلبي الي بيموت كل يوم وهو شايف صورته جوه عينيكي (يقصد آدم ) ... أنا ... أنا بعشقك أوي يا صبا .... قالها ليحاوط وجهها بكفيه وأنهال ع شفتيها ليروي ذلك الظمأ وجفاف قلبه الذي يتمني أن تهطل أمطار حبها فوقه وتبعث بداخله الحياة من جديد بدلا من السواد المسيطر بالإنتقام .

دفعته بقوة ف صدره ....

_ عشان بحبه ومش قادرة أنساه ... صاحت بها صبا وهي ترمقه بغضب لم تدرك بجملتها تلك أنها أيقظت بداخله شياطين الشر التي تملكت منه للتو وقد يحدث ما لايحمد عقباه

تحولت نظرات العشق خاصته إلي نظرات تتخللها إبتسامة تلتمع من بينها أسنانه ... أبتعدت بخوف وأتجهت وهي تركضت نحو الرواق ... وهو يخلع سترته وألقاها أرضا يسرع خلفها بخطواته التي تسبق دقات عقرب الثواني... دلفت إلي الحجرة وتتعالي دقات قلبها من الخوف وترتعد أوصالها من الرعب .... كادت توصد الباب لتسبقها قدمه التي وضعها حاجزا تمنع إغلاق الباب الذي دفعه بقوة لترتمي ع الأرض

_ بتحبيه ؟؟؟ ومش قادرة تنسيه ؟؟؟ ... أنا هخليكي تنسيه ياصبا ... هخليكي تنسيه خااااااااااالص ... صاح بها قصي وهو يجذبها من خصلات شعرها وهي تصرخ

_ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه فوء ياقصي أنت سكران ..... صرخت بها صبا وهي تحاول أن تفلت منه وتحرر شعرها من قبضته

_ أنا فايق ... وفايق أوي كمان لكل كلمة قولتيها ... بس عايزك تفتكري كويس أنا ياما حذرتك ... صاح بها قصي

_ أرجوك بلاش ياقصي ... أنا آسفه ... مش هجيب سيرته تاني خالص ... قالتها بنبرة توسل وهي تبكي

جذبها أكثر لأعلي ليلقي بها ع ذلك التخت التي تتسلط عليه أضواء من السقف ... ألتقط ذلك المعطف التي كانت ترتديه وقام بسحب الحبل الذي يتوسطه .... أعتلاها وأمسك بيديها وقام بضمهما معا خلف ظهرها

_ أنا أسفه يا قصي ... حقك عليا ... مش هجيب سيرته تاني ... تلك الكلمات التي ظلت تكررها وتصرخ بها وهو لم يبالي لها ... تغيب عقله تحت تأثير الخمر ... أنتهي من تقييد يديها ... وأمسك رأسها من الخلف ليقربها من وجههه وهو يحدق ف عينيها وقال : عايزك قبل ما تنطقي أسمه تفتكري اللحظة دي كويس

ألقاها ليمد يديه إلي تلابيب ثوبها وقام بنزعه وتمزيقه 

 

 

السادس من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close