رواية صراع الذئاب الفصل السادس 6 بقلم ولاء رفعت
_
يقف أسفل المياه المنهمرة ع جسده وخصلات شعره تغطي جبهته ... يستند ع
الحائط الزجاجي بكفيه وينظر لأسفل بألم دفين ... لم يستوعب ما قد أقترفه
منذ قليل ... لم يكن يريد أن يفعل هذا عنوة عنها علي الرغم إنها زوجته ...
كان يتحدث بداخل عقله وكأنه شخصان وليس شخصا واحدا
_ ليه عملت فيها كده وأنت بتعشقها ومبتستحملش عليها حاجة !!! ده أنت من كتر حبك فيها واشم اسمها ع صدرك
_
هي الي اضطرني أعمل فيها كده ... كل ما تجيب سيرته بتصحي الألم الي جوايا
وبتزيد نار الإنتقام وببقي عايز أخلص منه ومن عيلته وخاصة عزيز باشا
_ طيب هي ذنبها أي ف الي حصلك زمان ... منين بتحبها ومنين بتعملها بقسوة فين الرحمة الي ف قلبك ليها... مش كفاية أتجوزتها غصب
_ الرحمة مش ف قاموسي ... وهي ملكي سواء برضاها أو غصب عنها
_ يبقي تفرق أي عن الي ظلموك وظلمو والدتك
_ كفااااااايه بقي ... صاح بها بصوت مسموع وهو يحاوط جذعه بزراعيه كأنه يعانق ذاته ... ويمر أمام عينيه ذكريات من الماضي ...
فلاش باك
يمسك
ذلك الطفل ذو تسع سنوات يد والدته التي تبكي ويقترب منها وينظر إلي عينيها
التي تذرف عبراتها بغزاره وقال بصوته الطفولي : ماما ليه بتعيطي ؟؟
رفعت وجهها وهي تكفكف عبراتها و تربت ع وجنته وقالت : مفيش يا حبيبي عينيا كانت وجعاني
قطب الطفل حاجباه بضيق وقال : لاء أنتي بتعيطي عشان جدو زعقلك وضربك وطردنا من البيت ... إحنا كده هنروح فين؟
قامت بمعانقته وتقبل رأسه وتقول بصوت متألم باكي : ملناش غير ربنا ياقصي
باك
فتح
عينيه وهو يشهق ويزفر بقوة ... قام بإغلاق الصنبور ثم غادر الكابينة
وألتقط منشفة قطنية كبيرة وأخذ يجفف قطرات المياه من ع جسده وقام بلفها حول
خصره ... خرج إلي الغرفة ليجد صبا تدثر جسدها بالغطاء الحريري تضم ركبتيها
إلي صدرها وتتعالي شهقات بكاءها ... أنتبهت له وهو يرمقها بدون أي تعبير
تظهر ع وجهه... لاحظ خط الدماء الرفيع المتجلط من جانب شفتيها المنتفخة
ومليئة بالجروح ... ووجنتيها عليها آثار أنامله
_ أنا بكرهك ... أنا بكرهك ... بكررررررهك ... صرخت بها صبا
مازال
يحدق بها بنظرات بارده خالية من أي مشاعر ... أنحني بجذعه ليلتقط ثيابه
المبعثرة ف الأرض ... وقال بدون أن ينظر لها :ألف مبروك ياعروسة
صرخت بجنون لتعيد تلك الكلمات ع مسمعه : أنا بكرهك ياقصي ... بكرهك ... بكررررررررررهك ... قالتها وأخذت تبكي
كان
من الخارج مثل جبل الجليد لكن قلبه كان يتألم بشدة ... شرع ف إرتداء ثيابه
وعينيه مسلطة عليها وهي تدفس رأسها بين ساعديها لاتريد رؤيته
أغلق
أزرار قميصه وأخذ سترته وقام بإرتدائها ... تقدم نحو الكومود ليجدها تبتعد
وهي تتشبث بالغطاء ... ألتقط ساعة يده ليرتديها حول معصمه
_
أومي خدي شاور وجهزي نفسك كلها ربع ساعة وهنوصل ميلانو ... قالها بنبرة
جدية ولم يعير لحالتها وهيئتها المزرية أي إهتمام ... غادر الغرفة متجها
نحو غرفة القيادة
_ هي ظلت تنظر من حولها تحفر ف ذاكرتها كل ركن ف تلك الغرفة التي كانت تطلق عليها بداخل عقلها غرفة الإعدام
نهضت
وهي تتمسك بالغطاء ودخلت المرحاض ... ثم كابينة الإستحمام الزجاجية وهي
تلقي بالغطاء وقامت بفتح المياه لتهطل ع جسدها التي أخذت تفرك بيديها
وكأنها تريد أن تمحو آثار لمساته عليها ... معصميها حولهما علامات تقيدها
بالحبل ... عنقها وجيدها يمتلئ بعلامات وردية وزرقاء ومائلة للإخضرار ...
آثار قبضته ع عضديها ... تذرف عينيها عبراتها لتختلط بالماء المنهمر ع
أهدابها وجفونها المنتفخة ... تهبط بجدسها لأسفل وظهرها يحتك بالجدار
المعدني غير قادرة ع الوقوف ... جلست ع الأرض وهي ترجع خصلات شعرها إلي
الوراء بيديها .
________________________
_ نسيتي تكتبي مع تحيات كارين .... قالها يونس الذي وصل للتو بدون أن تشعر به .
_ أطلقت شهقة ذعر لتلتفت إليه وقالت : أأ أنت أي الي جابك ورايا؟؟
أجابها بسخرية : وأنا هاجي وراكي ليه إن شاء الله
_ عشان تاخد حقك مني ع الي عملتو ف عربيتك ... بس أنت الي أبتديت خبطلي الموتوسيكل بتاعي ... قالتها كارين
أطلق قهقه ساخرا ثم قال : هو البتاع الخردة الي كان مركون أدام عربيتي ده بتاعك !!!
أجابته بحنق وهي تشير له بتحذير : بطل ضحك وتريئه ... أنا ف إمكانياتي أجيب أحدث موديل بس ده عزيز عليا أوي
تنهد وعقد ساعديه أمام صدره وقال : أعتذري
غرت فاها وقالت : نعم ؟؟؟
_ أعتذري ع الي عملتيه ف العربية وعن الي عملتيه ف صورتي دلوقت ... قالها يونس بنبرة أمر
جزت ع شفتها السفلي بحنق وقالت : أنا مبعتذرش ... وبعدين عربيتك قصاد الموتوسيكل الي خبطو
يونس : وبالنسبة للبورتريه ؟؟
ظلت تنظر إليه وهي تفكر وقالت : هرسملك صورة غيرها بس بعد كام يوم عشان مشغولة شوية ... خلاص إرتحت ؟؟
_ تؤتؤ ... هترسمي دلوقتي عشان عندي عرض بعد بكرة
كارين
: دلوقتي أي ؟؟ أنت بتهزر !! أنا مش فاضية عندي تحضير رسالة الماجيستير
والمفروض أقدمها بعد أسبوع ... ووسع كده من أدامي أنت نستني أنا جاية ليه
هنا .... قالتها وكادت تذهب فأمسك بحقيبتها
وقال : مش هتمشي غير لما تعتذري يا ترسمي اللوحة
قالت بغضب وصياح : أنا قولتلك هرسمهالك .. ف أي تاني ؟؟
يونس : هترسميها دلوقت يا إما مش هتخرجي من الباب ده ... قالها وهو يشير إلي باب المعرض التي وجدته مغلق
زفرت بحنق وقالت : أنت غبي ليه !!! أنا بقولك مشغولة والي جابني المعرض هنا بدور ع لوحة للفنان كارفاجيو
أرتسمت بسمة ماكره ع محياه وقال بنبرة أستفزازية : مش هطلعهالك غير لما تنفذي الي قولتلك عليه
_ وبصفتك أي إن شاء الله ؟؟؟ ... قالتها بسخرية
أقترب منها وقال: بصفتي أن أنا صاحب الجاليري الي أنتي دخلتيه برجليكي
أبتعدت بضع خطوات إلي الخلف وقالت : طيب عن أذنك يا صاحب الجاليري عايزة أستعير منك لوحة كارفاجيو وهارجعهالك تاني
يونس : طيب أسمعيني أنت بقي ... صورتي وهترسميها ومش هتتحركي من هنا غير لما تخلصيها
صاحت
به وقالت : أنت بتهزر !!! عشان أرسملك البورتريه ده ع الأقل يومين أو
تلاته ... وأنا مش فاضية عندي زفت بحضرها عشان أقدمها الأسبوع الجاي ...
فهمت ولا هشرح تاني !!
أبتسم لها
بإستفزاز وقال بسخرية : معلش بقي ربنا وقعك مع واحد غبي ومش بيفهم ولا
هيخليكي تطلعي برة الجاليري غير لما تكوني رسماني بورتريه أو تعتذري
أطلقت
زمجرة بحنق وقالت : وأنا مش راسمة حاجة ولا عايزة استعير اللوحة وخليها
اشبع بيها ولا هعتذر ... وعندك الحيطان حواليك كتير أخبط راسك ف الي تعجبك
...
Con sicurezzaمع السلامة
قالتها
وهي ترمقه بنظرات نارية وهمت بالمغادرة ... وهو يقف يبتسم بثقة ... ذهبت
نحو الباب ووضعت يدها ع المقبض لتديره فلم يُفتح ... فعلتها مرة أخري حتي
تأكدت أن الباب موصد بالمفتاح ... خلعت حقيبتها من فوق كتفيها وألقتها
جانبا وهي تتمتم بكلمات غير مسموعة وتشمر أكمام قميصها عن ساعديها ...
تقدمت نحوه وقالت بهدوء الذي يسبق العاصفة : هات المفتاح عشان أمشي
تركها وذهب بإتجاه إحدي المقاعد الجلدية وجلس بإيريحية وقال : الباب ده مش هيتفتح غير تاني يوم ع الضهر كده
_ أنت بتستهبل !!!.... صاحت بها كارين
أبتسم
ليثير غضبها أكثر وقال : والله زي ما بقولك كده بالظبط ... أنا كل يوم
باجي الجاليري زي دلوقت وبفضل سهران لغاية الصبح عقبال ما عم عليش
السكيورتي يجي يفتحلي الباب لأنه بيقفل عليا الباب من برة
رفعت إحد حاجبيها بعدم تصديق فأردف بتهكم وسخرية : متستغربيش ... أصل أنا غبي
ظلت
صامتة وهي تأخذ شهيقا وتطلق زفيرا ف محاولة تهدأة روعها ... وبدون سابق
أنذار صاحت وهي تركض نحوه وتقفز عليه لينقلب المقعد بهما إلي الخلف .
_____________________
_
خرجت من الغرفة ثم إلي الخارج ... تسمرت مكانها عندما وجدته يجلس ع المقعد
ينتظرها يضع ساق فوق الأخري يزفر دخان سيجارته ويرمقها بنظرات ثاقبة ...
ألتفت لتذهب إلي الغرفة فهي لا تتحمل رؤيته
_ رايحة فين ؟؟ قالها قصي
توقفت لكن بدون أن تنظر له : رايحة الأوضة ولما نوصل أبقي بلغني ... قالتها ولم تنتظر رد منه
وبمجرد أن دخلت الغرفة وجدته خلفها .... شهقت بذعر وهي تبتعد وقالت بصوت متهدج : عايز مني أي تاني ؟؟؟
فتح حقيبتها وتناول منها وشاح ... وضع السيجارة بين شفتيه .. قام بطويه وأقترب منها ووضعه حول عنقها بشكل أنيق
أخذ السيجاره من فمه وقال : أنا عارف إنك مبتحبيش حاجة حوالين رقبتك ... بس أستحملي لحد مانروح البيت
أدركت
أنه يريد إخفاء تلك العلامات ... أندهشت عندما رأته يمسك بقلم حمرة ثم
أمسك طرف ذقنها بأنامله ليشعر بجسدها يرتجف من الخوف ... أخذ يكسو شفتيها
بالحمرة ليخفي تلك الجروح ... ثم ألقي به ع التخت وأتجه نحو الباب
أوقفته هي تقول : عمال تداري الي عملته ف جسمي ... طيب الجرح الي جوايا وعمال بينزف هتقدر تخبيه هو كمان !!!
لم يجيب عليها سوي بداخل عقله فقط وقال : كنت قدرت أداوي جروحي الأول
_
مرت دقائق حتي هبطت المروحية ع أرض مطار ميلان ليناتيه ... أرتدي نظارته
الشمسية ونزل بكل زهو وشموخ ... وهي تتبعه وتنظر برماديتيها إلي الأجواء
المحيطه بها .. تتداعب نسمات الهواء خصلات شعرها البني ويتطاير طرف ثوبها
المخملي الأسود الذي يصل إلي كاحليها
_ أستقبلهم رجل ذو شعر أبيض وبشرة خمرية ممزوجة بالحمرة ... وتحدث إلي قصي بالإيطاليه وهو يفتح له باب السيارة الفاخرة
Benvenuto signore a Milanoمرحبا بك سيدي في ميلانو
رد قصي قائلا :
grazieشكرا
قالها ثم دخل إلي المقعد الخلفي ... وذهب الرجل مسرعا إلي الجهة الأخري وفتح الباب إلي صبا وقال :
Vai avanti, signoraتفضلي سيدتي
رمقته بإقتضاب ولم تجيب عليه ودخلت إلي السيارة لكن تتحاشي الجلوس بجواره ... لتلتصق بالنافذة المجاورة لها
أخرج هاتفه وهو ينظر إلي الشاشة ... وأجري مكالمة هاتفيه ... وقال :
Tutto pronto?كل شئ جاهز ؟
............
Bene ... lasciamo tutti a parte la signora Matilda
حسنا ... أجعل الكل يغادر ماعدا السيدة ماتيلدا
أغلق
المكالمة ع الفور وهو ينظر من النافة المعتمة ليشرد في تلك المباني
الآثرية التي شُيدت منذ قرون حيث تأسست تلك المدينة علي إحدي شعوب السلت في
عام 400 قبل الميلاد ... وصلت السيارة إلي ميناء يقع ع نهر البو ويقع شمال
إيطاليا ... ترجل السائق من السيارة ليفتح الباب لصبا ثم لقصي ... ليترجل
كل منهما
وقال الرجل مبتسما :
Lo yacht ti sta aspettando signore
اليخت في إنتظارك سيدي
وصلا إلي اليخت ... مد يده إليها وقال : أطلعي
رمقته
بإزدراء لتصعد بمفردها ورفضت مساعدته لها ... صعد خلفها وهو يزفر بنفاذ
صبر.... صعدت إلي السطح وجلست علي المقعد وهي تراقب مياه النهر الجارية
والطيور التي تحلق في السماء ... ظلت شاردة في تلك الطبيعة الساحرة حتي
تحرك اليخت وهو كان القائد
توقف أخيرا أمام جزيرة صغيرة ليرسو في ميناء خاص بذلك اليخت ...
_ يلا وصلنا ... قالها قصي
هبطت
الدرج لتغادر اليخت لكن كان الميناء أقل إرتفاع واليخت يعلوه ولابد من أن
تقفز ... لكنها توقفت وخشيت أن تقفز وتسقط في الماء ومازاد خوفها تأرجح
اليخت ... شهقت بذعر عندما وجدته يحملها ع كتفه وقفز بها ع الميناء ثم
أنزلها
زفرت بحنق وقالت : أنا مطلبتش منك مساعده وكنت هعرف أنزل لوحدي
خلع
سترته وقام بطيها وأثناها ع ساعده واليد الأخري ف جيبه ومشي في ممر طويل
تقع ف نهايته بوابة حديدية كبيرة ... ذهبت خلفه وهي تكاد تموت غيظا من ذلك
البارد ... توقفا أمام البوابة التي فتحها الحارس القابع ف غرفة صغيرة
بمحاذاة البوابة
كان منظرا مهيبا
... حدائق من أشجار ونخيل مرتفع للغاية ... ممر طويل في نهايته منزل مبني
من الحجر ومكون من طابقين ... توقف قصي ونظر إلي يمينه ليطلق صفيرا مدويا
ويعقبه صوت قرع أقدام خيل قادمة نحوه ...
حتي ظهر من بين الأشجار ذلك الحصان الأسود وأقترب منه وهو يمسد ع جانب وجهه وقال وهو يمد يده إليها : هاتي إيدك عشان تركبي
رمقته بإندهاش وقالت : أنت عارف مبحبش أركب الحصان وبخاف منه
بادلها
بإبتسامة هادئة أرعبتها لأنها تعلم أن كلما أبتسم ذلك يفعل شيئا غير متوقع
... تنفست الصعداء عندما رأته يمتطي الخيل ويشد اللجام ليركض الحصان إتجاه
المنزل ... لكن تبدلت علامات الراحة ع وجهها إلي الرعب عندما وجدته يلتف
ويتجه نحوها وف لحظة جذبها بزراعيه لتجلس أمامه وساقيها متدليه ع جانب
الحصان ... شعر بخوفها وإرتجافة جسدها
_ نزلني يا قصي أنا خايفة ... قالتها صبا بصوت متهدج
أصدر
الخيل صوت صهيل ورفع قدميه الأماميتان ... صرخت وهي تلتف إلي قصي محاوطة
جذعه بزراعيها وهي تتشبث به ... وعلي الرغم ثبات إنفعاله ومظهره الهادئ لكن
صوت دقات قلبه أخترق مسامعها التي تتوسده برأسه
قال لها : أهدي عشان الحصان لو حس إنك خايفة هيوقعنا أنا وأنتي ... قالها وأبتسم بمكر ليزداد خوفها وتتمسك به بقوة
قام
بشد اللجام حتي أنطلق الحصان نحو المنزل وتوقف أمام الباب ... نزل من فوق
الحصان ... وقام بإنزالها وهو يمسك خصرها بيديه ... ثم أنطلق الحصان في وسط
الأشجار
فتحت الباب لهما سيدة في الأربعينات ... وأستقبلتهما بإبتسامة ترحيب وقالت : حمدالله علي السلامة سنيور قصي ... أهلا وسهلا صبا هانم
رمقتها صبا بتعجب فأردفت السيدة وقالت : متستغربيش ماما من مصر وعلمتني أتكلم مصري ... أنا أسمي ماتيلدا
أبتسمت لها صبا وقالت : أهلا بيكي
قال قصي إلي صبا بأمر : أطلعي إرتاحي شوية عشان بعد ساعة هنتغدي وهيجيلنا ضيوف
رمقته بإمتعاض ... فقالت ماتيلدا : تعالي معايا ياصبا هانم .
____________________________
_ مر يومان ...
توقفت سيارة نقل أمام منزل الشيخ سالم تحمل أثاث ومفروشات ويجلس بجوارهم شابان ...
_
بس هنا ياسطا ... قالتها تلك الفتاة التي ترتدي حجاب يصل إلي منتصف رأسها
... يحدد وجهها المستدير التي تملؤه مساحيق التجميل ... ترتدي عباءة تحدد
منحنيات جسدها ... ترجلت من السيارة وهي تمسك بيد خالتها ذات الجسد البدين
... وقالت : يلا أنزلي ياخالتي
الخاله : أه يا ركبي ياني مش كنت وطيت سلم العربية ياسطا
أجاب السائق بسخرية : معلشي ياحاجة المرة الجاية هاعملهولك سلم كهربا
الفتاة : يلا يا كابتن من ليه نزلو الحاجة
_ أنزل الشابان تلك قطع الأثاث القديمة وكل ما يوجد بصندوق السيارة ...
قال إحداهم : نزلنا العفش كله يا آنسة سماح ... تؤمري بحاجة تانيه
وضعت
يديها ف خصرها وقالت : نعم يا أخويا منك ليه !!! بقولكو أي أنتو لاهفين
مني 200 جنية عشان تنزلولي العفش يلا يا جميل منك ليه طلعوه الدور التاني
أدام الشقه الي ع ايديكو الشمال عقبال ما أروح أجيب المفتاح
_
بينما بالأعلي ف الطابق الأخير ... يوصد عبدالله باب الشقة ويتحدث ف هاتفه
: ياعم أنجز زمان العيال بتوع الفراشة ع وصول ولازم أتمم ع كل حاجة وبعدين
جايلك ع المحل ...... بقولك أي النهاردة فرحي عايزك تظبطني
توقف ع الدرج عندما رأي تلك التي تصعد بطريقة مغناج وتتشدق بالعلكة
_ أردف لينهي المكالمة : طيب أقفل يا سمعة أنت دلوقت ... سلام يا صاحبي
نظرت إليه سماح وقالت بدلال : لو سمحت يا اسمك أي ... مش دي شقة الشيخ سالم
هبط الدرج ليقف أمامها وقال : أيوه يا ...
أجابت : سماح ... اسمي سماح
مرر لسانه ع شفتيه وقال وهو يتفحصها بنظراته : أهلا وسهلا بيكي ... أي خدمة تاني ؟؟
ضحكت بميوعة وقالت : شكرا يا ....
_ محسوبك عبدالله وبينادوني ياعبده
سماح : متشكرين يا عبده
عبدالله : عن أذنك ... قالها ثم هبط الدرج ويتبادل كليهما النظرات
_ في الأسفل ... يقوم مجموعة من الرجال بغرز أعمدة خشبية في الأرض وصنع منصة خشبية تحضيرا لحفل الزفاف الذي سيقام الليلة
ترجل طه من (التوكتوك ) يحمل غلاف بداخلة بدلة ... رأي عبدالله فقام بمناداته : يا عبده ... أنت يابني
ألتفت له عبدالله وذهب نحوه وقال : أي جبت البدلة
طه : أها ياعم أتفضل ... بس أيدك ع 150 جنيه
عبدالله : خلاص بقي يا طه متبقاش معفن
طه : لاء ياعم الدنيا مأشفره معايا والراجل الي كنت بشتغل عنده قفل المحل وباعه
عبدالله
: طيب أصبر عليا لم ألم النقطة ... لأن أخر 100 جنيه ف جيبي هدفعها للواد
سمعة الحلاق ... وبعدين بتسألني ع 150 جنيه يا واطي وأنا الي خليت أبوك
يسامحك ويرجعك البيت بعد ما اتحايلتلك عليه
أجابه
بسخرية : يعني رجعتني الجنة يا أخويا ... وعموما ماشي أعتبر دي نقطتي ليك
... أسيبك أنا بقي وألحق أطلع أحضر الطقم الي هلبسو بالليل وهاحصلك ع
الكوافير
عبدالله : ماشي يا صاحبي ... هستناك
_ دخل طه الفناء ليجد هؤلاء الشباب يحملون بعض الأشياء ويصعدو بها إلي أعلي ....
قال طه : أنتو طالعين فين بالحاجة دي؟
أجاب عليه الشاب : ده عفش ست صباح وبنت أختها
تركهم وصعد مسرعا ليفتح الباب بمفتاحه ودخل مناديا : يا بابا
خرجت خديجة من غرفتها تحمل ثياب مطوية ومتراصة فوق بعضها وقالت : بابا لسه مجاش من الجامع
جلس ع الأريكة وهو يخلع حذائه وقال : هو سكن حد جديد ؟
أجابته بإقتضاب : أه
طه : ومالك بتتكلمي من تحت ضرسك كده ؟
رمقته خديجة من أسفل لأعلي بأمتعاض وزفرت بضيق وقالت : مفيش ... ثم دخلت غرفة والدها لتفتح الخزانة وتضع بداخلها الثياب
وقف طه ع باب الغرفة وقال : أنتي لسه زعلانه ؟
رفعت
إحدي حاجبها وقالت : وأنت عملت حاجة تزعل !!! ... أنا بكلمك بس عشان خاطر
بابا ... بس أنسي قلبي هيصفالك ع الكلام الي أهنتني بيه وأنت عارف أنا مين
كويس وعارف أخلاقي
أقترب منها وقام
بتقبيل رأسها وقال : حقك عليا متزعليش مني ... أنا كنت متضايق ساعتها
وموضوع قراية فاتحة رحمة حرق دمي ولما شوفت آدم نازل من عندنا الشيطان قعد
يلعب ف دماغي وخلاني مشوفش أدامي
تنهدت
بسأم وقالت : بُعدك عن ربنا يا طه هو الي مخليك لعبة ف أيد الشيطان ...
وبالنسبة لرحمة ياريت تتمنالها الخير هي صبرت معاك كتير لحد ما تاخد خطوة
جد وأنت للأسف خذلتها ... شئ طبيعي تتخطب وتتجوز
طه : أدعيلي يا خديجة ربنا يهديني
خديجة : ربنا يهديك ياطه ويصلح حالك ويبعد عنك شيطان الأنس والجن
_________________________
_ في قصر البحيري ...
تتجمع عائلة عزيز حول المائدة لتناول وجبة الغداء ....
_ مالك يا ملوكة ... مبتاكلش ليه ؟؟ ... قالتها جيهان
قال ياسين بسخرية :سيبك منها ياجيجي دي دماغها تافهه كل ده عشان بابا رفض تروح البارتي بتاعتة صاحبتها
جزت ع أسنانها وقالت : خليك ف حالك يا ياسين
رمقها ياسين رافعا إحدي حاجبيه وقال : ولو مخلتنيش ف حالي هتعملي إي ؟؟
عزيز : والله عال لما أدامي وبتعملو كده أومال من ورايا بتعملو أي
أبتسمت أنجي بخبث وقالت بسخرية: أبدا يا أونكل ... دول ملايكة
رمقها كل من ياسين وملك بنظرات حادة .. فقال ياسين : ياريت كل واحد يخليه ف نفسه
يوسف : ياسين أحترم نفسك
ياسين : ما تقولها تحط لسانها ف بوءها وتسكت ولا هي ما بتصدق تولع الدنيا
يوسف : تصدق إنك قليل الأدب
جيهان بنبرة غاضبة : خلاص منك ليه ... ولا لازم كل يوم خناقة ع الأكل .. ولا محترمين وجود باباكو ولا وجودي
جاء آدم للتو وقال : سلام عليكم
رد الجميع عليه السلام ....
عزيز : أتأخرت ليه ؟؟
آدم وهو يجذب المقعد الشاغر ليجلس : شوية مشاكل ف الشركة وكنت بحلها
عزيز : بخصوص؟؟
تنهد آدم وقال : عابد الرفاعي نزل أسعار الحديد عن السعر الي بنبيع بيه
عزيز : ده عايز يضاربنا ف السوق بقي
أبتسم بتهكم وقال :أصدك بيعلن الحرب الي بدأها معانا من فترة
جيهان : أظن ده وقت الأكل .. مش وقت كلام ف البيزنس
نهض يوسف وقال : عن أذنكو هامشي بقي عشان ورايا عملية بعد ساعة
نهضت أنجي أيضا وقالت : وأنا رايحة أصحي لوجي عشان هاخدها ورايحين النادي
يوسف : مفيش نادي يا إنجي ... البنت تعبانة من إمبارح ولو خرجت هتتعب أكتر
_ خلاص هسيبها مع عمتو وهاروح أنا ... قالتها إنجي
يوسف : أنتي معندكيش إحساس خالص ... بنتك تعبانة وعايزة تروحي تتفسحي
زفرت بحنق وقالت : أنت بتكلمني كده ليه !!! البنت بقالها أيام تعبانة وأنا محبوسة ف القصر من وقتها ومبخرجش
يوسف : ماهو أنتي السبب ف تاعبها ... خدتيها النادي المرة الي فاتت وعارفة أنها عندها حساسية ع صدرها وقعدتيها مع صحباتك الي بيشيشو
جيهان : خلاص يايوسف أنا هاقعد مع لوجي
يوسف
: لاء ياماما معلش .. إنجي مش هتخرج من باب القصر وهتقعد زي أم مع بنتها
العيانة تراعيها وكفاية دلع بقي ... بقت عيشه تأرف .... قالها متأففا وغادر
ضحك كل من ياسين وملك ع وجه إنجي الذي كاد ينفجر من الغضب ...
ياسين : يالهوي ع الكسفه
نظرت
إنجي لهم جميعا ثم قالت : شكرا ياعمتو شيفاه بيزعقلي وساكتين ... أنا عمتا
هخرج وهاروح النادي ... ويعمل الي يعملو بقي ... عن أذنكو .. قالتها لتتجه
إلي الدرج
زفرت جيهان بين كفيها وقالت : أنت ساكت ليه يا عزيز ؟؟
عزيز
وهو يمسح فمه بالمنشفة : عيزاني أقول أي ... أتدخلت قبل كده وقولت كلمة
الحق ... جه أخوكي مهدي وقلب الدنيا هو ومراته وحسسوني إننا بنعذب ف بنتهم
... ثم نهض وأردف : لما تخلص أكل يا آدم تعالالي ع المكتب
أومأ له آدم وقال : حاضر يابابا
ملك : مامي خليكي بعيد أحسن ... يوسف فاهم دماغها وعارف بيتعامل معاها إزاي
آدم : أومال يونس فين ؟؟
ياسين : بقاله يومين ف الجاليري ... عشان عنده عرض النهاردة
آدم : وأنتي ياملك ... الطبق بتاعك متاكلش منه معلقة ... مالك؟
نهضت
ملك وقالت : مفيش غير أن أنا الوحيدة الي مظلومة ف البيت ده ... كلكو
بتخرجو وتروحو أي حتة وأنا ممنوع الخروج ولو خرجت يبقي معايا مصعب ... خيال
الظل بتاعي
أنفجر ياسين من الضحك وقال : هههههههههههه خيال ظلك إزاي !!! وأنتي أوزعة وأنا يالي أطول منك لما باجي أكلمه برفع راسي لفوق
زمجرت
بحنق وقالت : أنا عمري ماشوفت ف تقل دمك ... أنا هاروح أوضتي أحسن ...
قالتها وكادت تذهب لتري ياسمين التي تحمل دورق المياه المثلج الزجاجي لكي
تضعه أمام آدم وقبل أن تذهب نحوه كانت تسير خلف ياسين ... أصتدمت بها ملك
عن قصد فتعثرت ياسمين لينسكب منها الماء ع ظهر ياسين الذي صاح بفزع وهو
ينهض
_ مش تاخدي بالك ياحمارة ؟؟؟ صاح بها ياسين
_ أأ أنا أسفة يا ياسين بيه والله ما كنت أقصد ... قالتها ياسمين وهي ع وشك البكاء
آدم : خلاص ياياسين مكنتش تقصد ... أختك أتخبطت فيها وهي كانت هتوقع
قام بفك أزرار قميصه المبتل وقام بخلعه ليصبح جذعه عاريا
جيهان : روح ع أوضتك وألبس حاجة لتبرد
ياسين
وهو يرمق ياسمين بنظرات ذات مغزي : أنا رايح ع أوضتي ... قالها وأتجه نحو
الدرج ليصعد إلي غرفته ... لكنه توقف وأختبأ في مكان ما حتي أنتظر تلك التي
تتجه نحو المطبخ وعندما دخلت ... ذهب خلفها ... وجدها تقف أمام الطاولة
الرخامية وهي تضع الدورق فوقها وتبكي ولايوجد سواها ف المطبخ
همس
بجانب أذنها وقال : أدامك ثواني وألاقيكي ف الأوضة عندي... عشان لو طنشتي
زي كل مرة هتلاقيني جايلك ف أوضتك ... قالها ثم غادر مسرعا قبل أن يراه أحد
.
_________________________
_
تتلفت يمينا ويسارا وتراقب الأجواء قبل أن تدخل غرفته ... تشعر بالتوتر
والخوف وضعت يدها ع المقبض وقلبها يخفق ... لتجد المقبض يدار من الداخل
وفُتح الباب ليجذبها من يدها إلي داخل الغرفة ثم أوصد الباب بالمفتاح ....
أقترب منها وقال : بقالك يومين عمالة بتستعبطي وبتشوفي وشي بتطلعي تجري وتبعدي ... ممكن أفهم ف أي؟؟
أجابته بتعلثم : مممم ....
قاطعها بحنق وقال : أنتي هتقعدي تمأمئيلي
_ بصراحة مش هينفع يا ياسين بيه ... قالتها يا ياسمين
أقترب
منها أكثر ليحاوط خصرها وبدأ يتحدث بنبرة لعوب : مش هينفع أي يا قلبي ...
أنا بحبك وأنتي بتحبيني ف أي لما ببقي عايز أشوفك وأعبرلك عن حبي
_ بتحبني بأمارة لما شتمتني أدامهم تحت وزعقتلي .... قالتها ياسمين
_ متزعليش مني ... أنا أتنرفزت من الميه المتلجة لما وقعت ع قفايا وضهري كأن أتكهربت ... وبعدين مالك بقي تقلانه عليا ليه؟؟
أزاحت يديه من ع خصرها وقالت : أنا هعملك كل الي أنت عايزه بس بشرط تتجوزني
كاد يقهقه ساخرا من سذاجتها وبراءتها وعقلها ذو الخبرة الضئيلة ... لكن أرتسمت بسمة خبيثة ع ثغره وقال : طيب ما أنا ناوي فعلا أتجوزك
أنفرجت أساريرها من الفرح وقالت : بجد ياياسين بيه ؟؟
أقترب منها وحاوط وجهها بكفيه وقال : بجد يا قلب ياسين .. وبعدين مش قولتلك بلاش ألقاب وأحنا مع بعض
رمقته بنظرات بريئة وقالت : حاضر الي تؤمر بيه يا حبيبي
أغمض عينيه وقال : الله ع كلمة حبيبي لما بتطلع من شفايفك دي ... ببقي عايز ... قالها لينحني ويقترب من شفتيها
فأوقفته وهي تضع كفيها ع صدره العاري وقالت : طيب أنت ناوي تطلب أيدي من أمي أمتي؟
جز
ع أسنانه ثم عاد لهدوءه وحديثه المعسول : مش هينفع أطلب أيدك دلوقت وعم
إسماعيل الله يرحمه لسه ميت من شهر ... ومش وقت الكلام خالص ... قالها
ليقترب من شفتيها مرة أخري
وكاد يُقبلها ليصدح رنين هاتفها ... فأبتعدت عنه وهي تخرج الهاتف من جيب ثوبها لتري المتصل مدام سميرة
_ يالهوي مدام سميرة بالتأكيد كانت بتدور عليا ومش لقياني ... قالتها ثم أتجهت نحو الباب وأدارت المفتاح وفتحت الباب وغادرت
زفر بحنق وقال بتوعد : ماشي يا ياسمين
______________________
_ في مشفي البحيري ...
بعدما
أنتهي من العملية التي أجراها للتو ... ذهب إلي غرفة مكتبه .. ليجد مدحت
والد الفتاة التي أجري لها زرع كليه ... نهض من المقعد وقال بنبرة شكر :
ألف ألف شكر ليك يا دكتور يوسف أنا مش عارف كنت هعمل أي من غيرك بنتي كانت
هتضيع مني وأنت بفضل الله أنقذتها
أبتسم يوسف وقال : أنا معملتش غير الواجب ... وتقدر تروح تشوفها زمانها خرجت من أوضة العمليات
غادر مدحت وقلبه يتراقص من السعادة لإنقاذ حياة إبنته التي قد أُصيبت بالفشل الكلوي ... دق باب المكتب
يوسف : أدخل
دخل الطبيب آسر وقال : فاضي ولا ألف وأرجع تاني
يوسف بفرح وترحيب قال : حمدالله ع السلامة
آسر وهو يصافحه بالعناق الأخوي : الله يسلمك يا جو
يوسف : قولي يابطل عملت أي ف المؤتمر الطبي ؟؟
آسر وهو يجلس ويرجع ظهره إلي الخلف : ياعم متفكرنيش ده أنا أتسحلت إجتماعات ولقاءات ... وتعرف شوفت مين هناك؟
يوسف : مين ؟
آسر : دكتور عبد الرحمن صاحب المستشفي إياها الي أتفضحت ع السوشيال ميديا وقالو إنهم بيتاجرو ف الأعضاء
أبتلع يوسف ريقه بتوتر وقال : وطلع ف المؤتمر إزاي ؟؟
آسر
: يا بني ده واصل وليه معارف كبار ف الدولة ... لبس القضية لكام دكتور من
حديثي التخرج الي كانو بيشتغلو عنده ... بس الي مستغرب له إزاي هوغني أوي
كده وبيتاجر ف الأعضاء !!
نهض يوسف وقال : خليك أستناني هنا هاروح أطمن ع مريض وراجع لك
آسر : طيب يلا مستنيك عشان لسه هحكيلك ع موضوع مهم
_ غادر يوسف المكتب وأتجه إلي رواق طويل يتفرع منه غرف المرضي ... دخل إحداها بعد أن طرق الباب ...
_ عامل أي دلوقت ياسيد ؟؟
نهض سيد بجذعه قليلا وقال : الحمدلله يادكتور بقيت أحسن شوية بس جمبي اليمين بيوجعني جامد
أقترب
يوسف من كيس المغذي المعلق ع المشجب المعدني ... وغرز فيه إبرة وأفرغها
وقال : أنت أديتلك مسكن هيهديلك الألم ومتقلقش كلها يوم أو يومين وهتخرج
قال سيد بوهن : ممكن سؤال يا دكتور؟
يوسف : أتفضل ياسيد
سيد : هو أنا لما بعت كليتي كده يبقي حرام ؟؟
يوسف : هو أنا لما عرضت عليك الموضوع وأنت وافقت كان عشان أي؟
سيد : عشان أخد الفلوس وأعمل لأمي عملية ف عينيها بدل مابعد الشر تتعمي
أبتسم يوسف وقال : يعني غايتك كانت خير ... والغاية تبرر الوسيلة .
_________________________
_ بداخل مركز تجميل ...
_ أنا خلصت يا عروسة ... قالتها الفتاة التي تزين شيماء التي نظرت إلي إنعكاس صورتها لكن أرتسم طيف إبتسامة ع محياها
وقالت بصوت خافت : حلو تسلم إيدك
أقتربت منها رحمة لتعانقها : ألف مبروك ياشوشو
شيماء : الله يبارك فيكي عقبال ليلتك يارحمة
خديجة : ألف مبروك يا حبيبتي
شيماء : عقبالك يا خديجة مع الي إنسان الي يستاهلك ويحافظ عليكي ... قالتها وتجمعت العبرات بداخل عينيها
رحمة : مالك يابنتي هتعيطي ليه .. هتبوظي الميك أب ومفيش وقت زمان عريسك ع وصول
أبتسمت بحزن وقالت : ياريته مايجي
نظرت
خديجة إلي رحمة ع مضض ثم إلي شيماء وقالت : خلاص ياشيماء ده بقي جوزك
وكتبت كتابه إمبارح وبقي أمر واقع ... أنتي بقي حاولي تغيريه وأديلو فرصة
تانية .. هو لما كان عندنا حلف أدام الرجالة وقال مش هيقرب من البتاعة الي
كان بيتعطاه تاني
تنهدت شيماء بسأم وقالت : أنتي صدقتي !!! ياما حلفلي وف الأخر أعرف أنه رجع ليه
رحمة : يمكن أتعلم الأدب خلاص ... وأي النكد ده ... أنتي عروسة والليلة ليلتك ياقلبي
_ دوي صوت زغاريد التي أطلقتها نعمات التي دخلت للتو ... وأقتربت من شيماء وقالت : ألف ألف مبروك يابت ياشوشو
شيماء : الله يبارك فيكي يامرات أبويا
نعمات : أفردي وشك يا بت ده عريسك برة مستني ... عايزة الناس لما تشوفك تقول علينا أي
_
دخل عبدالله الذي يرتدي بدلة سوداء أنيقة وشعره مصفف بعناية ... كان وسيما
ويبتسم وهو يقترب من زوجته التي ظل شارد ف جمال وجهها المستدير الذي برز
معالم جماله بعض اللمسات الفنية من مساحيق التجميل ... والحجاب الأبيض
الملفوف حول رأسها بطريقة منمقة وأنيقة ويعلوه تاج من الفصوص اللامعة
واللؤلؤ ويتدلي من جانبيه طرحة ثوبها المطرز أطرافها وتتدلي إلي أسفل خصرها
أمسك يديها وقام بتقبيلهم وقال : ألف مبروك ياروحي
أبتسمت ولم يصل الفرح إلي عينيها وقالت : الله يبارك فيك
عبدالله : يلا عشان عاملك ف الحارة ليلة ولا ألف ليلة وليلة وف مفاجاءه جيبهالك
أطلقت
الفتيات الزغاريد وشيماء تغادر مركز التجميل وهي تسند يدها ع ساعد عبدالله
الذي يثنيه ... ساعدها ف إن تدخل إلي السيارة بسبب ثوبها الضخم ... وألتف
إلي الجهة الأخري وجلس بجوارها وأمسك يدها الذي أحس ببرودتها وترتجف قليلا
همس ف أذنها وقال : مالك ياحب ... أيدك ساقعة كده ليه ... يلا كلها ساعتين الفرح ونطلع شقتنا وأدفهالك
رمقته بإزدراء وأشاحت وجهها للجهة الأخري ولم تتفوه بكلمة
عبدالله : بقولك أي مش عايز أم البوز ده ... النهارده ليلتنا ومش عايز نكد
شيماء : ولم أنا نكد أي الي خلاك تتجوزني
أقترب منها وقال : عشان بحبك يامزتي ... ده أنتي الحب كله والحلاوة والعسل يا عسل
أبتسمت عنوة عنها ... فصفق بكفيه وقال : يالهوي ع القمر لما بيضحك ده احنا ليلتنا هتبقي فل بالصلاة ع النبي.
___________________________
_
وفي الحارة بدأت الأغاني ف العمل وهي تدوي بصوت مزعج من مكبرات الصوت
القوية ... ووصلت سيارة العروسان ... لتبدأ موسيقي الإستقبال من المنصة
الخشبية الموجود بأعلاها مقعد العروسين وبمحاذاته جهاز تشغيل الأغاني (
الدي جي ) ... وأمام المنصة تصطف مقاعد حديدة مبطنة بالمخمل الأحمر الردئ
المتهالك ... تجلس نساء الحارة والمدعون والأطفال التي تركض ف كل مكان ...
وبعدهم تتراص الطاولات الذي يجلس حولها الرجال والشباب ويعلوها زجاجات
البيره الخضراء وأطباق مليئة بالترمس والتسالي
ترجل
العروسان من السيارة ليأتي لهم مصور الفيديو بآلته التسجيلية المنبعث منها
إضاءة متسلطة .... يرجع إلي الخلف ويتقدم نحوه العروسان حتي وصلو إلي منصة
المسرح ... صعد عبدالله ذلك الدرج الجانبي ومد يده إلي شيماء التي صعدت
معه ... وجلس كليهما ع المقعد المخملي ذو اللون الأبيض وخلفهم ستائر من
الشيفون المدعمة بالإضاة الملونة والبالونات المعلقة ....
بدأت
الأغاني الشعبية ... لتصعد الفتيات وتجذب العروسة حتي تنزل وترقص معهم ...
وكذلك الشباب جذبو العريس ليرقص معهم وكل ما يقابله يصافحه بالعناق
_ ألف مبروك يا عبده ... الليلة ليلتك يامعلم ... خد دي وأبقي أدعيلي ... قالها أحد إصدقائه وهو يدس له ف جيب سترته قرص مغلف
وبعد
مرور الوقت صعد العروسان إلي المنصة ... ليأتي الرجل الذي يتحدث في
الميكروفون وقال : سمع هوووووووووس ... الفنانة ... نجمة الجيل وكل الأجيال
... أم عود زي الكامانجا ... الي مشرفانا ف كباريهات شارع الهرم ... ومعكم
الراقصة اللولبية المهلبية ... الفنانة شاكيرا
صعدت ع المنصة امرأه ذات شعر مستعار أسود منسدل ويصل إلي أسفل ظهرها ... ترتدي معطف طويل ... تعالي صفير الشباب وكلمات الغزل ...
وبدأت الموسيقي لتلقي المعطف أرضا مرتديه بدلة رقص التي تكشف معظم جسدها وبدأت تتمايل وترقص بخصرها
جزت شيماء ع شفتها السفلي وأقتربت من عبدالله : وربنا لوريك يا عبدالله جايب رقاصة ... ومين البت شكرية الي قفشتك معاها كذا مرة
عبدالله
: ماتهدي بقي ياحب ... أي الي مش عجباكي دي بقت أشهر من نار ع علم ف شارع
الهرم وبقت بتتطلب بالاسم ف الأفراح ... ولعلمك أول ما عرفت أن هتجوز حلفت
لتيجي ترقصلنا ف الفرح وببلاش
رفعت إحدي حاجبيها بإمتعاض وقالت : ببلاش برضو!! ... وأي المقابل الي أدتهولها ؟
عبدالله : الله يسامحك ... ما أنتي عارفة ياشوشو أنتي الحتة الشمال والحب كله
شيماء : ماشي يا عبدالله وهنشوف أخرتها أي
أقتربت
شاكيرا من العروسان وهي تتراقص بخلاعة وتثني جذعها أمام عبدالله الذي
يرمقها بنظرات شهوة ... ليجد كف شيماء الذي أظلم الرؤية وقالت وهي تلكزه :
أبقي أرشق عينك تاني وأنا هافقعهملك
كاد يتفوه ليجد يد شاكيرا التي تجذبه وتتراقص معه ع أغنية
(عبدو
عمل ايه ، عبدو حصل ايه .. لا والنبى يا عبدو ، عيب مش كده يا عبده ... يا
حتى شيكولاته يا لوز وعليه بطاطه ماتيجى نعيش يا وزة ... انا قلبى واكلنى
منك ، مقدرش استغنى عنك متزودش المعزة)
نهضت شيماء لتجذب عبدالله من سترته وكاد يقع لتدفعه بقوة وجلس ع الأريكة ف وسط ضحكات المدعوين
_______________________
_ وأخيرا أنتهي الفرح ليصعد العروسان إلي عش الزوجية ...
_ خليكي واقفة مكانك .. قالها عبدالله ثم قام بحملها ع زراعيه ودخل الشقة وأغلق باب المنزل بقدمه
أتجه إلي غرفة النوم وأنزلها بروية ... وقال :
وأخيرا ياشوشو أتلمينا ف الحلال يابت
أبتسمت له إبتسامة صفراء وقالت بسخرية : أه ياضنايا
_ يلا بقي يامزة هسيبك تغيري براحتك وأنا هاخد الترنج بتاعي وهغير ف الحمام وأول ما تخلصي أندهيلي ... أشطا؟؟
أجابته بنظرات غامضة وقالت : أشطا يا حبيبي
وبعد دقائق خرج من المرحاض وهو يدندن : لاء والنبي ياعبده ... عيب مش كده ياعبده
وجد باب الغرفة موصدا ... دق ع الباب وقال :أشوشو ... يامزتي ... خلاويص
صاحت من الداخل وقالت : روح ناملك ف أي ركن ياعبده أنا عايزة أنام
غر فاه وقال : نعم يا ختي !!! أفتحي الباب يابت
_ مش فاتحة
_ وربنا لو مافتحتي لأكسره عليكي
_ أبقي أعمل كده وأنا ساعتها هديك ضربة تخليك قاعد زي الولايا
_ أه يابنت المجنونه ... أفتحي الله يخربيتك ده أنا مبلبع صيدلية بحالها
_ وأنا مالي محدش قالك تاخد حاجة
_ وبعدين ؟؟ اروح فين أنا دلوقت
_ أصطبح وقول ياصبح وغور يلا عايزة أنام
_
ماشي ياشيماء .... قالها ثم أتجه إلي المطبخ وأخذ سكين رفيع ووضعه بدون
إصدار صوت ف المقبض وأداره بحذر فأنفتح الباب ... أتسعت عيناه فلم يجد لها
أثرا
وكاد يلتفت خلفه حتي صاح بذعر .... ليجدها تمسك سلاح أبيض (مطواه )
وتشهره أمام وجهه وقالت بنبرة تهديد : وربنا لو قربت مني لأغوزك