اخر الروايات

رواية بعد الرحيل الفصل الثالث 3 بقلم ميمي عوالي

رواية بعد الرحيل الفصل الثالث 3 بقلم ميمي عوالي

بعد الرحيل
البارت الثالث
عند شمس .. شيراز صممت ان شمس تطلع اوضتها تاخد شاور و تستريح شوية من الطريق على ما الاكل اللى طلبوه يوصل
شمس فعلا طلعت على اوضتها و عملت زى ما شيراز قالت لها ، كانت حاسة انها محتاجة تفصل دماغها شوية عن التفكير
اخدت شاور و خرجت فعدت على طرف السرير و هى بتتفرج على الاوضة ، شوية و قامت فتحت البلكونة و دخلت وقفت تتفرج على المنظر
البلكونة بتاعتها كانت بتطل على جنينة صغيرة ، لكن كانت سامعة صوت البحر ، و لما بصت لقت انها شايفة البحر من على بعد ، سرحت مع شكل البحر و صوته ، و افتكرت الاوقات اللى كانت بتقضيها مع سالم و ولادها على البحر فى الشالية بتاعهم فى السخنة ، افتكرت ضحكهم و لعبهم ، افتكرت غيرة لولى على سالم من امها ، و لما كان سالم يعاكس شمس من ورا لولى عشان ماتزعلش ،
و هنا افتكرت اخر مرة راحوا مع بعض هناك .. وقتها حست ان فى حد تانى غيرهم دخل الشالية ، كل حاجة كانت مطرحها بالظبط ، لكن فضل الاحساس جواها ما اتغيرش لحد ما رجعوا القاهرة ،
و هنا شمس بقى جواها احساس بياكد انه كان بياخد مراته التانية هناك
امتى .. ده السؤال اللى شمس سألته لروحها و هى بتحاول تعرف امتى سالم اتجوز عليها ، سالم عمره مابات برة البيت ليلة واحدة ، ااه اوقات كان بيتأخر ، بس مش التأخير اللى كان يخليها تشك فيه ابدا
مشاغل الشركة و المصنع كانوا دايما بيدوله العذر لو اتأخر فى مرة على غير العادة
اوقات كتير كانت بتحس بشروده و سكاته ، بس لما كانت بتسأله عن السبب و يقول لها انه الشغل ، كانت بتقتنع فورا و مابتحاولش تسال بزيادة عشان ماتضايقهوش
رجعت بذاكرتها لسنين ورا ، اول ما اتجوزوا ، لما كان سالم بيحاول بكل الطرق انه يكسب قلبها ، كان بيتمنى لها الرضا ترضى ، لو كان يطول يجيب لها نجوم السما كان جابهالها
حاول كتير و صبر عليها اكتر لحد ماكسب قلبها ، افتكرت يوم ما اعترفتله انه سكن قلبها ، يومها كان قلبه هيقف من كتر الفرح ، بقى هاين عليه يلمس السما بايده
و افتكرت يوم ما عرف بخبر حملها ، لما قال لها بالحرف الواحد .. يوم ما ماملكت قلبك كان اقصى طموحى وسعادتى انك تفضلى فى حضنى العمر كله .. ماجاش فى بالى ابدا انى ممكن اوصل لمرحلة اعلى من السعادة ، ان يبقى عندى حتة منك دى كانت بالنسبة لى خيال عمره ماجه على بالى انه يتحقق
شمس مسحت دموعها اللى نزلت على وشها بعن/ف من غير ماتحس لدرجة ان خدها انجرح من الخاتم بتاعها ، كانت حاسة اكنها بتحاسب سالم على خيانته ليها
شيراز دخلت عليها فى الوقت ده و لاحظت وشها المجروح فقالت لها : ايه اللى عمل كده فى وشك ، و كمان بتعيطى ، ليه يا شمس ، مش قلنا نهدى شوية
شمس دخلت من البلكونة و قعدت على السرير و هى بتقول : مش قادرة يا شيراز .. ماحدش حاسس بالنار اللى جوايا ، انا جوايا الف سؤال و سؤال مش ههدى قبل ما اعرف اجابتهم
شيراز : و اجابات اسئلتك كلها عند سالم ، و انتى رفضتى انك تتكلمى معاه اما قلتلك لازم تواجهيه ، يبقى بالشكل ده هتفضل النار اللى جواكى دى قايدة الى مالا نهاية
شمس بتعب : عاوزانى اعمل ايه
شيراز : تهدى و تفكرى و تحددى هدفك
شمس : حاسة انى تايهة يا شيراز … تايهة من غيره
شيراز : ممكن تسامحيه
شمس بحزم : لأ
شيراز : يبقى الاقتراح المقابل انك تتنازلى عنه و تبعدى
شمس خدت نفس عميق و هى بتدلك وشها بتعب و بعدين قالت : المشكلة ان الحلين اصعب من بعض
شيراز : انا عارفة انك بتحبى سالم ، و الحقيقة اللى لا انا و لا غيرى يقدر ينكرها ان عمرى ماشفت ليكى فى عين سالم غير العشق
شمس بسخرية : ااه .. بيعشقني فاتجوز عليا مش كده
شيراز : انا قلتلك انى مستغربة الحدوتة من البداية ، و لولا انى اتأكدت بنفسى .. كنت قلت حد بيحاول يوقع بينكم
شمس : طب حاولى تنصحينى ، لو مكانى كنتى عملتى ايه
شيراز بتلقائية شديدة : كنت قت/لته
شمس بصت لها بذهول فشيراز قالت بمرح : مانتى عارفانى لازم افش غلى ، انا مابعرفش اسيطر على اعصابى زيك
شمس : طب غير الحل ده ، كان ممكن تعملى ايه تانى غير كده
شيراز بتفكير : سيبك منى انا ، انا تصرفاتى كلها و ردود افعالى ميئوس منها ، هوبلس كيس يعنى ، انما فى حالات كتير حصل لها زيك كده و كانت ردود افعالهم مختلفة
شمس : زى ايه
شيراز : اللى عملت هبلة و فضلت عايشة كانها ماتعرفش حاجة بحجة انها ماتديلوش مبرر انه بما انها عرفت بقى يقدر يعيش حياته مع التانية عادى
و اللى قومت الدنيا و رجعت بيت اهلها و طلبت الطلاق
و اللى زعلت شوية وبعد كده رضيت بالأمر الواقع
و اللى عملت مقارنة بينها و بين الزوجة التانية عسان تشوف ايه اللى فيها زيادة عنها عشان يبصلها و حاولت تصلح من روحها عشان يرجع يحن لها
و فى اللى خيرته مابينها و بين العروسة الجديدة
شمس باستغراب : خيرته
شيراز : ايوة خيرته ، بتبقى شايفة انه بيرد لها كرامتها لما بيطلق التانية و يفضل معاها هى
شمس : بس لو طلقها هستفاد ايه
شيراز : انه رجع لك من تانى لوحدك
شمس : طب و هى ذنبها ايه يطلقها
شيراز بذهول : ذنبها انها بصت لراجل متجوز ، هى كانت يعنى الرجالة اللى مش متجوزين خلصوا
شمس : بس هى ماكتفتهوش و اتجوزته غصب عنه يا شيراز ، ده اتجوزها بمزاجه و كل ارادته
شيراز : كان لازم ترفض لما تعرف انه متجوز
شمس : مش يمكن خبى عنها انه متجوز
شيراز : الله اعلم ، بس جوزك من السهل ان اى حد يعرف حالته الاجتماعية ، و بعدين انتى قلتيلى انها كانت بتشتغل معاه فترة ، يعنى المفروض انها عارفة حالته الاجتماعية كويس
شمس بشرود حزين : مش يمكن حبته .. و حبها
شيراز : انا مش فاهماكى ، انتى بتحاولى تدورى لها على مبرر ليه
شمس : لان الزوجة التانية مش دايما بتبقى غلطة الست خطافة الرجالة يا شيراز ، اوقات كتير بتبقى ضحية زيها زى الزوجة الاولى بالظبط
شيراز : و انتى شايفة ان الست اللى سالم اتجوزها دى ضحية
شمس بتنهيدة : مش عارفة يا شيراز ، صدقينى مش عارفة ، بس بحاول افهم كل الاحتمالات و استعد لها
شيراز : انتى فى حاجة معينة فى دماغك
شمس : ماتعرفيش ان كان حاول يكلم حد من الولاد و اللا لا
شيراز : لحد دلوقتى لا ماحاولش ، و الحقيقة مستغرباه جدا
شمس : ماتستغربيش ، هو بس تلاقيه مكسوف من مواجهتهم
شيراز : برضة مارديتيش على سؤالى : ايه اللى فى دماغك يا شمس ، بما انى معاكى فى كل خطوة فلازم على الاقل ابقى فاهمة انتى ناوية على ايه
شمس : هبيع الشركة و المصنع
شيراز بشهقة عالية : تبقى اتجننتى ، ازاى تفكرى فى حاجة زى دى ، دول راس مالك بالكامل
شمس : انا ناوية اسيب مصر كلها بعد ما قضية الخلع تنتهى
شيراز : ازاى الكلام ده ، طب و الولاد ، انتى ناسية انهم ماينفعش يسافروا من غير موافقته
شمس : مش ناسية ، بس ماتنسيش ان الولاد عندهم الباسبورات الامريكى
شيراز : و هو ينفع
شمس : الحقيقة لسه مش عارفة ، هسال المحامى
شيراز : حتى لو كان يا شمس ، انتى شايفة ان هو ده الحل من وجهة نظرك .. طب هتستفيدى ايه
شمس : مش قادرة ابقى موجودة معاه على نفس الارض يا شيراز
شيراز : انا عذراكى ، بس مش من حقك تحرميه من ولاده
شمس : انا ماحرمتوش ، و مامنعتش عنه الولاد ، هم اللى اخدوا قرارهم بنفسهم ، انا ما اجبرتهمش على حاجة
شيراز : و ياترى ناقشتيهم فى قرارك ده كمان
شمس بتنهيدة : لأ .. لسه ، بس ما اعتقدش ان رايهم هيفرق كتير
شيراز : لا ياشمس .. انتى غلطانة ، دى هتفرق كتير اوى ، احنا هنا على نفس الارض ، كام ساعة و يقدروا فى اى لحظة يشوفوا ابوهم و يشوفهم ، لكن لما تاخديهم و تسيبوا البلد خالص ، تبقى بتمنعيهم من اى تواصل ممكن يفكروا انهم يعملوه
الولاد دلوقتى غضبانين من ابوهم زيك بالظبط ، بس هم غضبهم مختلف ، و اكيد هيهدى اسرع منك ، ماتحطيش فى بالك ان غضبهم ده ابدى ، لان هييجى الوقت اللى هيسامحوه و هيشتاقوله كمان
بلاش لما ده يحصل .. تخليهم يخبوا عليكى ده بتصرفاتك ، اتكلمى معاهم و خدى رايهم .. بس بلاش دلوقتى ، ادى نفسك و اديهم فرصة انكم تهدوا شوية و تستوعبوا اللى حصل و تستوعبوا بعدكم عنه
احنا كمان لسه مانعرفش ان كان الولاد هيقدروا يندمجوا فى مدرستهم الجديدة و اللا لا ، و لا هيقدروا يكونوا صداقات جديدة و اللا لا .. اديهم فرصة يفهموا و يستوعبوا التغييرات دى كلها
شمس : حاضر يا شيراز .. هديهم فرصة
شيراز : و انتى كمان ادى نفسك فرصة
شمس بصت لها بعدم فهم ، فشيراز كملت كلامها و قالت : من شوية كنتى بتحاولى تلاقى عذر لمراته التانية ، هل لو لقيتى عذر لسالم نفسه .. هتسامحيه ، و قبل ماتردى ، انا عاوزاكى انتى تتناقشى مع نفسك مش معايا ، و انا هسيبك و هروح اخد شاور انا كمان و ابص على الولاد لو محتاجبن حاجة
عند نهى .. كانت نايمة فى سريرها و هى دموعها مغرقة وشها ، من وقت ما سالم نزل و هى حابسة روحها فى اوضتها و ماسكة موبايلها فى ايدها و مستنياه يكلمها
مش متخيلة انها هانت عليه لاول مرة من يوم جوازهم اللى مر عليه اكتر من خمس سنين .. انه يسيبها و يمشى و هو شايفها منهارة و زعلانة بالشكل ده ، فتحت موبايلها عشان تتاكد انه ماكلمهاش ، الموبايل اتفتح على خلفية فيها اوضة نوم اطفال جميلة جدا ، و دى الاوضة الوحيدة اللى كانت اتفرشت بالكامل فى الشقة الجديدة اللى اخدتها شمس ، و كانت حاطة صورتها خلفية لتليفونها و اللى اول ما شافتها انهارت من جديد
ماحدش قادر يستوعب وجعها ، ماحدش قادر يفهم ان زعلها اكبر بكتير من مجرد خسارة شقة
ماحدش حاسس ان انهيارها ده خوف لدرجة الرعب ، خوف من سالم يروح من بين ايديها
سالم زعل و غضب من اللى حصل صحيح ، لكن حست ان صدمته كانت اكبر من اى غضب ، حسته اتهز من جواه لما عرف ان مراته الاولانية عرفت بجوازهم
حست انه ماكانس مستعد ابدا لحاجة زى دى ، حست ان الخوف ملا قلبه و روحه حتى و هو بيحاول يخبيه الا انها شافت الخوف ده فى عينبه
كان نفسها تساله عن سبب خوفه ده ، كانت عاوزة تعرف ان كان خوفه ده من مراته و اللا من ولاده و اللا من المواجهة اللى ممكن تحصل
امها حذرتها كتير من اليوم ده ، و قالت لها ان اى راجل لما بيتخير بين بيته اللى فيه مراته ام ولاده و بيته التانى ، على طول بيختار بيته الاولانى لانه لا يمكن يفرط فى ولاده
كانت دايما ترد على امها بثقة و تقول لها سالم بيحبنى و لا يمكن يفرط فيا ابدا
لكن فجأة .. لما احتاجت الثقة دى النهاردة مالقتهاش ، و لما دورت عليها فى عيون سالم ، تاهت زيادة وسط خوفه و قلقه اللى رعبها من اللى جاى
لما حاولت تقويه على شمس لما عرفت انها استولت على كل حاجة ، كانت بتحاول تزرع جواه غضب من شمس ، كانت بتحاول تشوف حاجة فى عينيه غير الخوف ، لكن ماعرفتش
فشلت فشل ذريع زود غضبها من خوفها و خوفه ، هى عارفة سبب خوفها ، لكن ايه سبب خوفه هو
خايف من مواجهة شمس و اللا من زعلها ، و اللا زعل ولاده
ياترى شمس ممكن تخيره مابينهم ، ياترى سالم ممكن يسيبها و يبعد عنها لمجرد ان شمس تسامحه
ياترى ممكن تجبره يطلقها لمجرد انها ترجع له املاكه
و عند النقطة دى فضل سؤال يلح عليها بهجوم شرس .. ليه كان عامل التوكيل ده لشمس ، ثقة و اللا حب
معقول يكون كان بيحبها الحب اللى يخليه يعمل كده ، طب لو كان بيحبها ، ازاى حبنى انا كمان ، انا متأكدة انه بيحبنى وبيعشقنى كمان ، كل كلامه و تصرفاته بيقولوا لى انه بيعشقنى .. يبقى ازاى
نهى قامت من مكانها فجأة و قررت انها تلبس و تروح لسالم ، بس بعد ما فتحت الدولاب عشان تاخد لبسها .. اكتشفت انها ماتعرفش مكان شقة مامته ، و انه عمره ماجاب لها سيرتها و لا وداها هناك
المكان الوحيد اللى يخصه و اخدها فيه كان شالية السخنة و كان يوم واحد و مليان قلق و توتر ، و ما اتكررش ابدا تانى بعدها
رجعت قعدت على سريرها باحباط بعد ماركزت انها ماتعرفش اى مكان يخص سالم غير المصنع اللى كانت بتشتغل فيه و لحد ما اتجوزوا و بس
ماتعرفش حتى مكان الشركة و لا عمرها راحت هناك ، و المصنع سالم صمم انها تسيب الشغل خالص قبل ما يتجوزوا
الوقت اللى كانوا بيتجمعوا فيه كان بيبقى قصير و مسروق من الدنيا كلها ، كان دايما يقول لها انه بيغسل نفسه و همومه معاها فى الكام ساعة دى ، و حتى لما كانت بتساله هموم ايه و تطلب منه يشاركها همومه ، كان بيرفض ، و كانت دايما اجابته اللى ماتغيرتش .. انا بسيب همومى على باب العمارة و انا طالع و برجع اخودها تانى و انا نازل .. خلينى معاكى من غير هموم
و عشان كده طول الوقت كانت حاطة فى اعتبارها ان المشاكل بينه و بين شمس مابتخلصش ، لاول مرة تنتبه انه عمره ماجابلها سيرتها ، عمره ماذكر تفاصيل حياتهم مع بعض ، حتى ولاده عرفت عنهم من صورهم اللى على موبايله ، المرة الوحيدة اللى جابلها سيرة ولاده كانت قبل الجواز .. قاللها انهم هيعذروه لما يكبروا لانهم شايفين حياته مع امهم شكلها ايه
طب لو كان فى مشاكل بينهم لدرجة ان الولاد واعيين لها .. كان هيعمل لها التوكيل ده .. اكيد لا
طب لو مافيش مابينهم مشاكل و عايشين متفاهمين .. اتجوزنى ليه ، عشان بيحبنى ؟! ، طب لو هو مابيحبهاش .. اتجوزها و عاش معاها كل السنين دى ليه
نهى كانت حاسة انها هتتجنن ، و فى لحظة مسكت تليفونها و اتصلت بسالم اللى رد عليها بصوت مليان ارهاق و قال : ايوة يا نهى
نهى : انت فين
سالم : فى شقة ماما
نهى و هى بتقاوم عياطها : ليه لوحدك
سالم : محتاج اصفى دماغى عشان اقدر افكر يا نهى ، و انتى مش مديانى فرصة انى اعمل كده و انا معاكى
نهى : بتفكر تاخد قرار .. و اللا بتفكر فى اللى حصل
سالم : كله مع بعضه
نهى بخوف : هتاخد قرار يا سالم
سالم من غير ما يفهم قصدها : قبل اى قرار .. لازم اقعد مع شمس الاول يا نهى
نهى بنبرة باين عليها العياط : يعنى لو شمس خيرتك هتختارها
سالم باستغراب : هتخيرنى فى ايه مش فاهم
نهى بصوت متحشرج بسبب العياط : انها ترجعلك حاجتك مقابل انك تطلقنى
سالم بذهول : ايه الجنان اللى انتى بتقوليه ده ، اطلقك ده ايه ، للدرجة دى مش واثقة فيا و لا فى حبى ليكى
نهى بانهيار : انا تعبانة يا سالم ، تعبانة و لوحدى
سالم : انتى مش لوحدك يا نهى ، انتى معاكى مامتك و اختك
نهى بضعف : بس انت مش معايا … حاسة انى تايهة ، و فى مية فكرة سودة جوة دماغى بيتخانقوا مع بعض
سالم ابتسم بحزن على تعبيرها و قال : و ياترى بيتخانقوا على ايه
نهى بوجع مسيطر على قلبها : على الطريقة اللى هتسيبنى بيها
سالم بحدة : انتى ليه متخيلة انى هسيبك
نهى : لان اكيد ده اول شرط هتشرطه عليك شمس عشان ترجعلك حاجتك
سالم بهمس : انتى مش فاهمة
نهى : طب ماتفهمنى ، انت عمرك مافهمتنى و لا شركتنى فى تفاصيلكم ، ما آنش الاوان انك تشركنى معاك يا سالم
سالم بتنهيدة طويلة : هشركك يا نهى .. حاضر ، بس ياريت تقدرى تفهمى
نهى : هتيجى
سالم : هاجى تحت العمارة تنزليلى و هنرجع على هنا .. محتاج افضل هنا شوية
نهى : طب ماتبعتلى اللوكيشن و انا اجيلك بدل ما تروح و تيجى و تتعب نفسك
سالم : انتى ناسية ان عربيتك مش معاكى
نهى بتذكر : يا خبر ابيض انا ناسية خالص انى سيبتها عند الشقة الجد…..
نهى سكتت و قطعت كلامها لما ذاكرتها رجعتلها اللى حصل ، و سالم فهم فقال لها باختصار : البسى على ما اجيلك ، و هنروح نجيبها قبل مانرجع على هنا
سالم عدى على نهى اخدها و راحوا جابوا العربية بتاعتها و بعدين راحوا على مطعم هادى يتعشوا سوا ، و بعد ما قعدوا نهى قالت : كنا خدنا اى حاجة خفيفة و نروح ناكل فى البيت ، احنا لسه مش عارفين الدنيا هترسى على ايه
سالم : الشقة بتاعة ماما مقفولة من سنين ، ريحة التراب فى كل حتة ، سيبتها للبواب و مراته و ولاده ينضفوها على ما نرجع لهم براحتنا
نهى هزت راسها بتفهم و سكتت فسالم حمحم بصوته و قال : انتى ايه اللى خلى فكرة الانفصال تسيطر على دماغك بالشكل ده
نهى بزعل : اللى بشوفه حواليا
سالم : و ايه بقى اللى بتشوفيه
نعى بتنهيدة : لما الزوجة الاولانية تعرف ان جوزها اتجوز عليها ، و تقلب الدنيا على دماغه و كل واحدة وقوتها بقى ، لحد ما تخلى جوزها يلف حوالين روحه ، و فى الاخر تشرط عليه انه لازم يطلق مراته التانية عشان ترجع من تانى ترضى عنه
و انت مراتك خدت كل اللى حيلتك يا سالم ، و خدت ولادك و اختفت بيهم ، يبقى اكيد خطوتها الجاية انها تساومك على طلاقى عشان ترجع لك و ترجعلك ولادك لحضنك من تانى ، ياترى بقى لما ده يحصل ، انت هيبقى رايك ايه .. هتتمسك بيا ، و اللا هتفضل انك تصلح الغلطة اللى غلطتها فى حقها
سالم كان بيسمعها و هو بيتخيل ان شمس قاعدة قدامه و بتسمع كلامهم فغمض عينيه و اتنهد بعمق و رجع بص لنهى و قال : عمر ماكان جوازى منك غلطة يا نهى ، و لازم تفهمى ان مهما حصل عمرى ما هتنازل عنك و لا عن ابنى اللى فى بطنك ، فبلاش جنان ، انا عاذرك بس عشان اللى حصل ، لكن انتى من نفسك لازم تبقى فاهمة ده ، و لازم تساندينى و تقفى جنبى
نهى : انا معاك و جنبك بس مش فاهمة
سالم : انا هفهمك و هحكيلك على علاقتى بشمس من البداية .. من الاول خالص
شمس تبقى بنت خالتى .. طول عمرها متربية تحت عينى ، حبيتها و هى لسه مافتحتش على الدنيا
نهى بذهول : حبيتها
سالم : عاوزك تسمعينى للاخر و تحاولى تسمعى كلامى و تفهميه كويس
نهى : حاضر .. هسمعك
سالم : المصنع و الشركة اساسا ملك والد شمس ، و انا اشتغلت معاه من ايام ماكنت لسه طالب ، ابويا لما مات .. امى الله يرحمها كانت خايفة عليا لا عيارى يفلت زى مابيقولوا ، فجوز خالتى عرض عليا انى اشتغل معاه .. و قد كان
يوم ورا يوم ابتدى وضعى يعلى و ثقة جوز خالتى فيا تكبر ، و ترقية ورا ترقية بقيت مدير مكتبه و المسئول عن كل كبيرة و صغيرة فى الشغل كله
و فى توقيت معين بعد وفاة خالتى الله يرحمها .. جوز خالتى طلب منى انى اتجوز شمس.. كان شايف انى امانها و حمايتها بعد موته ، ماكنتش مصدق نفسى ، انه بيطلب منى الحلم اللى ياما حلمته و كنت خايف اعبر عنه لا اتفهم غلط
ياما قررت قبلها انى افاتحه فى جوازى منها بس كنت باجى فى اخر لحظة لسانى بيتربط لانى كنت بخاف ان طلبى يتفسر انه طمع فيهم
ماحسيتش بنفسى وقتها غير وانا بترمى فى حضنه و ببكى زى العيال الصغيرين ، و اتفاجئت بيه بيقولى .. اوعى تفكر انى مش حاسس بحبك ليها و لا ترددك فى طلبها ، بس العمر يابنى مش هيصبر عليا كتير و انا عاوز اتطمن عليها
وصانى عليها كتير ، و تعبت اكتر عشان اكسب قلبها ، ايوة .. شمس كانت طول عمرها بتعاملنى على انى ابن خالتها و اخوها و بس
فضلت اكتر من سنة على ماقدرت اكسب قلبها ، و لما ده حصل حسيت انى ملكت الدنيا باللى فيها
ولما جوز خالتى مات ، ابتديت اسمع همس و لمز ما بين الموظفين و العمال ، انى بقيت جوز الست ، الكلمة كانت تقيلة اوى عليا ، و خدت قرار انى اسيب شغلى فى المصنع و الشركة بعد ما اعرف شمس تمشى امورها فيها ازاى ، و ادور على اى فرصة تانية ليا بعيد عنها
بس هى رفضت بشدة و عرضت عليا اشاركها بالنص فى كل حاجة و انى بكده هبقى بشتغل فى ملكى
فى الاول استتقلتها لكن بعد كده فرحت لانى حسيت انها بتحبنى و واثقة فيا ، و وعدتها انى ادفع لها تمن الجزء ده من اجرى اللى كنت بتقاضاه من وظيفتى
بس بعد السنين دى كلها .. اكتشفت انى نسيت ادفع لها تمن الجزء ده ، رغم انى فضلت احول مرتبى على حسابى فى البنك اللى خليته حساب نشترك مابينى و بينها ، مرتبى كان بيتحول اتوماتيك على الحساب ده ، و كنا بنصرف من حساب مشترك تانى بيننا كان بيتحول عليه الارباح السنوية
و طبعا عملتلى توكيل رسمى اقدر امشى بيه الشغل ، و فى المقابل انا كمان عملتلها توكيل رسمى برضة وقت ما دخلت المستشفى .. كنت عملت حادثة و رجلى فضلت فى الجبس حوالى شهر و نص ، وقتها شمس كانت بتنزل هى مكانى تتابع كل حاجة بنفسها و انا كنت معاها بتابعها بالتليفون
انا عشت مع شمس اجمل سنين عمرى و لحد النهاردة يا نهى .. عمرى ماشفت منها اى حاجة وحشة
نهى بذهول و خنقة : اومال ازاى قلت انك بتحبنى و ليه اتجوزتنى
………………….

 

 

 

الرابع من هنا 




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close