رواية صراع الذئاب الفصل الثاني 2 بقلم ولاء رفعت
_ في قصر عزيز البحيري .....
تجلس كل من جيهان وملك وأنجي وخديجة وبرفقتهم لوجي التي تمسك بدفتر تلوين وأقلام ملونة في غرفة الصالون ذات المساحة الشاسعة ...
جيهان
ترتشف القهوة ثم وضعت الفنجان ع الطبق ووضعته فوق المنضدة الصغيرة بجوارها
وقالت : خلصتي الروايات الي أدتهالك المرة الي فاتت يا ديجه؟
أبتسمت
خديجة وقالت : أنا خلصت روايتين ولسه ف التالته وبصراحة كل رواية أروع من
التانية خاصة رواية أنتيخريستوس جميلة جدا عيشتني ف عالم خيالي وف نفس
الوقت فتحت عينيا ع حقايق كتير معظمنا ميعرفهاش
ألتفت إليها إنجي التي كانت منشغلة بالهاتف خاصتها ثم زفرت بضيق
قالت جيهان : عموما كل ما تقرأي ف جميع المجالات سواء روايات أدبية أو تاريخية أو علمية كل ما هتنمي أفكارك وهتستفادي منها ف حياتك
قالت ملك : بصراحة يامامي أنا معنديش صبر أمسك كتاب وأقعد أقرأ
قالت جيهان بسخرية : وعندك صبر وأنتي ماسكة الفون بتاعك 24 ساعة !!!
وضعت إنجي قدم فوق أخري ثم قالت : دلوقت ياعمتو الكتب دي كلها ع النت بتحمليها ف أي وقت وبتقرأيها زي ما أنتي عايزة
قالت
جيهان : للأسف التكنولوجيا ع أد إن فوايدها كتير بس أفسدت حاجات أكتر
ومنها متعة القراءة الي مش هتحسيها غير وأنتي ماسكة الكتاب بين أيديكي ع
الأقل مش هيتعب نظرك زي الفون أو التابلت
خديجة : طنط جيهان عندها حق عشان كده ف أمريكا وأوروبا بيخلو إستخدامهم للموبايل بتقتصر ع الإتصال مش أكتر عشان عارفين مدي أضراره
ضحكت إنجي بسخرية وقالت : وأنتي أي الي عرفك بالكلام ده يا خديجة وأنت أخرك الحارة ويوم ما بتخرجي منها بتيجي ع القصر
رمقتها
جيهان بإمتعاض عندما شعرت بخجل خديجة وإحراجها فقالت : ده الفرق بين
الإنسان المثقف الي بيقرء ومابين الإنسان الي مش بيدور غير ع التفاهه
أشتد حنقها عندما شعرت إنها المقصودة بالكلمة الأخيرة فقالت بغرور : يكفي إني خريجة
A U C(الجامعة الأمريكية)
نهضت خديجة ثم قالت : عن أذنكو هطلع قعد شوية ف الجنينة ....قالتها ثم غادرت
رمقت ملك إنجي بغضب وقالت : مش هتبطلي الغرور والتكبر الي عايشة فيه طول الوقت ده
إنجي بمكر قالت : أنا عملت إي يعني
جيهان : عملتي يا إنجي.. قصدتي تقولي جملتك دي عشان بتعايرها إنها مكملتش تعليمها ولعلمك خديجة ماشاء الله عليها مثقفة وذكية جدا
إنجي : وأنا مقصدتش كده
ملك : لاء تقصدي
تأففت إنجي بتمرد وقالت : أوف بقي أنا عمري ما أتجمعت معاكو غير لما تطلعوني أنا الي غلطانه
ملك : عشان أنتي بتغلطي فعلا
رفعت إحدي حاجابها وقالت : أحترمي نفسك ياملك أنا أكبر منك ومرات أخوكي
صاحت جيهان وقالت : بس بقي أنتو الأتنين
نهضت إنجي وقالت : أنا طالعة أوضتي .... قالتها ثم نظرت إليهما فلم تجد رد فأستشاطت غضبا ومشت بخطي مسرعة نحو الدرج .
_
وفي الحديقة تقف خديجة بجوار المسبح وهي تبكي ... وتنظر إلي المياه
الصافية التي تنعكس عليها أضواء المصابيح ... توقفت عندما سمعت صوت خطوات
تقترب منها فألتفت
_ مالك واقفة لوحدك ليه؟ ... قالها آدم
أخذت تكفكف عبراتها حتي لا يلاحظ كما تعتقد وقالت : مفيش
قالت ملك التي جاءت إليهم للتو : هو ف غيرها إنجي سفيرة النكد العالمي .... قالتها ليضحك كلا من آدم وخديجة ع أسلوبها الفكاهي
قال آدم بعد أن توقف عن الضحك : عيب يا ملوكة تتكلمي ع مرات أخوكي كده يوسف لو سمعك هيزعل منك
أشاحت بيدها وقالت : يوسف أصلا أرفان منها والي مصبره عليها لوجي
رمقها آدم بنظرات جعلتها تصمت
_______________________
_ في الخارج وتحديدا عند بوابة القصر ....
قال الحارس وهو يرمقها بتلك الثياب الرجالي : يا آنسة ممكن توريني بطاقتك ؟
صبا : أنا صبا الرفاعي وعزيز البحيري يبقي خالي أنت بتفهم إزاي؟
الحارس : ما أنا أي الي يثبتلي إنك صبا هانم مش ممكن تكوني حرامية !!
زفرت بحنق فصاحت منادية : يا آدم ... آدم
خرج من البوابة مصعب وقال : ف أي الدوشة دي كلها يا نعيم ؟؟
نظرت إليه صبا وقالت : ف إنه مش عايز يدخلني
مصعب : آنسه صبا !!
أجهشت بالبكاء وقالت : بليز يامصعب خليني أدخل لخالو بسرعه
أشار إليها بالدخول وهو يفتح البوابة وقال : أتفضلي حضرتك
______________________
_ في غرفة المكتب ...
يخرج عزيز من الخزانة ظرف أصفر ووضعه أمام سالم وقال : أتفضل يا شيخ سالم
سالم بنبرة شكر وإمتنان : شكرا يا ابن عمي
رمق طه عزيز بحقد وقال :شكرا ع أي يابابا ده حقنا ده غير حقنا ف القصر ده
تجهم وجه سالم ثم قال : أسكت ياقليل الربايه
قال عزيز وهو يضع ساعديه فوق المكتب : سيبو يتكلم يا سالم هو برضو معذور وميعرفش حاجه
طه
: لاء عارف أن جدي يحيي الله يرحمه يوم ما اتنازل عن حقه ف أرض القصر
مسجلش العقود يعني مفيش إثبات قانوني يقول أن الأرض دي كلها حقك ياعم عزيز
رجع عزيز بظهره وقام بفتح إحدي أدراج المكتب الجالس خلفه وأخرج ملف ورقي أخرج منه ورقة قديمة ثم دفعها حتي أستقرت أمام طه
عزيز : دي ورقة كتبها عمي يحيي ومضي عليها وكان ناوي يسجلها بس أمر الله نفذ وأتوفي
أمسك طه الورقة بسخرية وقال : ومش ممكن حضرتك الي عامل الورقة دي أو تكون مزورة
نهض سالم وكاد يصفعه حتي أوقفه عزيز وقال : خلاص ياشيخ سالم طه عرف غلطه وهيعتذر ... قالها وهو يرمق طه بنظرات حاده
_ دفعت الباب بقوتها وهي تركض نحو خالها وهي تبكي
ألحقني ياخالو ... بابا عايز يجوزني قصي العزازي غصب عني ... قالتها صبا وهي تبكي وترتمي ع صدر خالها
قال عزيز وهو يربت ع ظهرها : أهدي ياصبا ومتخافيش
___________________
في الخارج عند المسبح ....
أقترب مصعب نحو آدم وقال : آدم بيه
ألتفت إليه آدم وقال : نعم يامصعب؟
نظر مصعب إلي ملك وخديجة ثم قال : آنسه صبا عند عزيز باشا ف المكتب وعماله تعيط الظاهر الموضوع كبير
خفق
قلبه عندما سمع ذكر إسمها وشعر بالغضب والضيق عندما علم إنها تبكي فحدسه
يخبره بأن هناك أمر خطير ... أسرع للداخل متجها نحو مكتب والده
ملك
: تعالي يا ديجه نشوف حصل أي؟ ...قالتها وهي تمسك بيدها وتتجه نحو الداخل
... لكن لم تلاحظ علامات الإنزعاج ع وجه خديجة عندما علمت بوجود صبا
بداخل المكتب ....
تجلس
ع المقعد ومازالت تبكي وتمسك بمنشفة ورقيه ... رفعت عينيها عندما فتح باب
المكتب ودلف إلي الداخل لتتقابل عينيه التي تشبه حبات القهوة بعينيها
الرماديتيان التي تخللها اللون الدامي من أثر البكاء
كاد يتفوه لكن لاحظ وجود عمه سالم وإبنه طه ...
تنحنح سالم وقال : طيب عن أذنكو إحنا يدوب نلحق نروح
عزيز : خليك ياشيخ سالم بيتو معانا
سالم : تسلم ياعزيز خليها مرة تانيه ... قالها ثم مد يده مصافحا عزيز ثم أردف : يلا ياطه ... غادر كليهما المكتب
مازال
عزيز يقف في مكانه وينظر إلي آدم الذي مابين نار قلبه الذي يعشقها وبين
نار عقله حيث نيران الحقد والعداوة التي أُضرمت منذ سنين مابين عابد
الرفاعي والد صبا ومابين عزيز البحيري
آدم : بابا هو ف أي يالظبط ؟
نظرت
صبا إلي خالها ثم رمقت آدم وهي تبتلع ريقها وقالت : قصي ع..... لم تكمل
جملتها ليقاطعها صوت دوي الرصاص الذي يطلق ف الأرجاء بالخارج.
_____________________________
_ في منزل عائلة شيماء ....
تقف ف الشرفة تنتظر عودة صديقتها .... لتنتبه أذنيها إلي صوت تلك المرأة المتسلطة
_ واقفه عندك بتعملي أي يابت ؟؟؟ ... قالتها نعمات التي تمسك بيدها طبق مليئ بالتسالي وجلست أمام التلفاز
زفرت
شيماء بضيق وقالت : أستغفر الله العظيم ... ثم أردفت بصوت مرتفع : نعم
يامرات أبويا عايزة مني أي المواعين وخلصتها والغسيل لسه نشراه
تركت الطبق ع الأريكة وقالت بنبرة سخرية : هكون عايزة منك أي يابنت سهير
دلفت إلي الردهة وبنبرة تحذيرية قالت : لو سمحت متجبيش سيرة أمي الله يرحمها ع لسانك أنتي فاهمه ولا لاء؟؟
نهضت
من مكانها لتقترب منها وقالت : أنتي بتهدديني يابت !!... طيب يا شيماء
وعليا النعمة لأقول لأبوكي لما يطلع من تحت أنك كسرتي كلامه وروحتي قابلتي
الواد عبدالله أول إمبارح بعد صلاة التروايح
شيماء : أنتي كدابة
صاحت
نعمات ف وجهها قائلة : أخرصي ياصايعه ... الواد هشام ابن عطا الجزار مصورك
وأنتي مع أبو عيون خضره بتاعك وأنتي واقفه معاه ع الكورنيش
ضحكت بسخرية وقالت : قولتيلي بقي هشام ... ده أكتر واحد بيتمني خطوبتي تتفشكل عشان أتخطب ليه هو
لوت
فمها جانبا وقالت : ما أنتي وش فقر ماسكه لي ف خطيبك العدمان الي محلتوش
غير التوكتوك وبقالو 5 سنين ولا جاب لأبوكي عقد أوضة حتي تتجوزو فيها ...
وسايبه الواد هشام الي أبوه عنده عمارة 12 دور
شيماء : ملكيش دعوة حاجه تخصني أنا .. أنا الي هتجوز مش أنتي
رمقتها
نعمات بتوعد ثم صدح رنين هاتفها بالنغمة الخاصة به ... ركضت شيماء نحو
هاتفها المتصل بسلك الشاحن فأخذته ودلفت إلي غرفتها وهي تصفق الباب ف وجه
زوجة أبيها
شيماء : ألو يا عبدالله
عبدالله :مالك يابت ؟
زفرت شيماء وقالت : ما أنت عارف مرات أبويا والأرف الي معيشاني فيه ليل ونهار
عبدالله : هي الولية دي مش هتتهد بقي
شيماء : ربنا ياخدها البعيدة الواد هشام صورني وأنا واقفه معاك ع الكورنيش أول إمبارح وراح بعتلها الصورة
عبدالله
: يا بن ال..... يا هشام ... أعمل أي أبوكي الي محبكها عليا أوي وحالف
علينا مانتكلم ولا نقابل بعض غير لما أجيبلو عقد إيجار شقة وأنا الي معايا
أصلا يدوب أأجر بيهم أوضة فوق السطوح بمنافعها
شيماء : والفلوس الي كنت بديهالك كل شهر بتوديها فين؟
عبدالله : فلوس .. اه موجودين ياحبيبتي داخلك بيهم جمعية
شيماء
: عبدالله ... عارف لو عرفت إنك صرفتهم ع الهباب الي أنت بتشربه يبقي كل
واحد فينا من طريق .. عشان مش يطلع عيني ف المشغل وأرفه و ف الأخر تصرفهم ع
مزاجكك
عبدالله : عيب عليكي ياشوشو أنتي تعرفي عني كده؟؟
شيماء : خالص يا حبيبي أنت أبو كده
سمعت صوت رنين جرس المنزل ... ثم جاء صوت والدها وهو يلقي السلام
عبدالله : مالك يابت سكتي ليه
شيماء : سلام دلوقت أبويا جه
عبدالله : طيب أديني أطه قبل ماتقفلي
شيماء : مش وقتك يا عبده سلام .... قالتها ثم أغلقت المكالمة
_______________________
_ بداخل الحديقة أمام القصر .... يقف ويطلق رصاصات ف الهواء وصاح مناديا : يا صباااااااااااا
خرج
إليه كل من عزيز وآدم الذي ترك صبا مع والدته ف الداخل ... وقبل أن ينبس
عزيز بكلمة وجد رجال ذلك الثائر يمسكون بالشيخ سالم وطه وجميع حراسة القصر
حيث يوجه كل منهم فوهة سلاحه صوب رأس رهينته ...
أتسعت حدقتي عزيز بالغضب وقال : خلي رجالتك ينزلو سلاحهم يا قصي
جاء مصعب راكضا وخلفه ملك وخديجة التي صرخت وقالت : باباااا
أوقفهم مصعب بإشاره من يده ليتراجعا إلي الخلف وكاد يرفع سلاحه ليسبقه إحدي رجال قصي فأنزل سلاحه وتركه ع الأرض
قصي بنبرة تهديد قال : فين صبا ياعزيز يا بحيري .... قالها ثم رمق آدم الذي يتطاير شرر الغضب من عينيه
آدم : خد رجالتك واطلع بره بدل وقسما بالله ل..... لم يكمل ليقاطعه والده
عزيز : عايز بنت أختي بصفتك أي
_ بصفته أنه جوزها ياعزيز ... قالها عابد الرفاعي الذي جاء للتو
ألتقت عيونهما بالتحدي والغضب والكراهية .....
عزيز بصوت أجش قال : جوزها أزاي وهي مش موافقه
عابد : أنا ميهمنيش رأيها المهم أن أنا موافق والمأذون لسه كاتب كتابهم
آدم بنبرة غضب ع وشك الإنفجار قال : يبقي جوازهم باطل
لم يعيره عابد أي إهتمام وقال : هاتلي بنتي يا عزيز واقتصر الشر
آدم بنبرة تحدي قال : وهي مش راجعه معاك
أشار قصي إلي كنان حارسه الشخصي حتي يذهب ويأتي بها وقال : مابلاش تتحداني يا آدم وتقف قصادي وأظن عزيز باشا عارف مين هو قصي العزازي
خرج
كنان من الداخل ويمسك بصبا التي كانت تصرخ ليندفع آدم نحوهما ... أطلق قصي
رصاصة ع الأرض نحو آدم حتي توقف فجاءة وقال : خليك عندك عشان الي جاية
هتكون يا ف قلبك يا ف دماغك ... قالها ثم أتجه نحو السيارات السوداء ذات
الدفع الرباعي وهو يشير إلي رجاله ... توجه جميعهم مسرعين إلي السيارات
....
فتح قصي باب المقعد الخلفي ودلف إلي الداخل ... وفتح كنان الباب المقابل ودفع بصبا إلي الداخل وهي تصرخ : سيبني ياحيواااان
أغلق الباب حتي ركب الجميع وعابد الذي أستقل سيارة أخري وأنطلقت السيارات إلي خارج القصر
ألتقط آدم إحدي الأسلحة الملقاه ع الأرض وتوجه نحو المرآب .. أوقفه صوت والده : رايح فين ؟
ألتفت إليه آدم : مش هاسيبها مع الكلب ده
صاح والده محذرا إياه : لو خرجت من البوابة يبقي لا أنتي ابني ولا أعرفك
قال آدم والغضب تملك من نبرة كلماته : حضرتك السبب لو كنت وافقت إننا نتجوز مكنش ده حصل
عزيز
: يعني كنت عايزني أجوزهالك من ورا أبوها وأنت عارف العداوة الي مابيني
ومابينه ... أعقل يا آدم مش الي قعدت أحافظ عليه طول السنين تيجي أنت تهده .
____________________________
_
بداخل السيارة يتحدث ف الهاتف .. بينما هي مازالت تبكي وتنظر من زجاج
النافذة المعتم ... توقفت عن البكاء عندما جذبها من معصمها وقال بصوت
كالفحيح : تعرفي أنا كان نفسي يتقدم خطوة كمان وكنت ساعتها ضربته رصاصة ف
قلبه
كانت ترتجف لكن أظهرت قوة بعكس ما بداخلها وقالت : أوعي تصدق إني بقيت مراتك ... عارف ليه لأن عمري ماهكون ولا هكون غير ليه
ترك
زراعها لينظر أمامه وهو يرتسم الإبتسامة ع ثغره بعكس ما بداخله من نيران
مستعرة وعم الصمت الذي قاطعه صوت صفعته القوية التي تلقتها للتو ليرتطم
رأسها بزجاج النافذة
جذبها من
خصلات شعرها وجعل وجهها مقابل وجهه وقال بنبرة تحذيرية : أنتي ملكي أنا..
ولو كررتي الي قولتيه دلوقت تاني مش هخلي آدم البحيري يعيش لحظة بعدها
وأنتي عارفة أنا أقدر أعمل كده ... ده غير العذاب الي هتشوفيه مني ...
مفهوم ؟؟
لم تنطق بسبب نظراته
الحاده المخيفه لاسيما الضوء المتسلل من النافذة ومتسلط ع عينيه ليكسبها
مظهرا مرعبا .... صاح ف وجهها وقال بصوت مرعب : أنطقييييييي
أومأت له بالموافقة وقالت بصوت مرتجف : ففف فاه..مة
ترك
خصلات شعرها وهو يرجع بظهره إلي الخلف بأريحية ويخرج من جيب سترته سيجارته
الخاصة والقداحة الذهبية المرصعة بفصوص الألماس ... أشعلها وهي بين شفتيه
حتي توهجت ثم أمسكها مابين أصبعيه وأطلق دخانا كثيفا .
_____________________
_
وصلت السيارة التابعة للقصر أمام البناء الذي تقطن فيه عائلة الشيخ سالم
... ترجل من السيارة كلا من طه وتليه خديجة ثم الشيخ سالم وهو يحمحم ثم قال
للسائق : متشكرين يابني
السائق : العفو يا شيخ سالم
_ وفي الأعلي تقف عندما رأت صديقتها أخيرا دلفت إلي الداخل أخذت حجابها الأزرق القاتم ترتديه ع عجلة من أمرها ...
خرج والدها من المرحاض للتو بعدما توضأ وبصوته الأجش : رايحة فين يابت يا شيماء؟ .. قالها وهو يجفف ساعديه بالمنشفه القطنيه
شيماء: عن أذنك يابابا رايحة لخديجة كانت عيزاني ف حاجة ضروري
رمقها بعدم تصديق وقال : عارفة لو تطلعتي بتقرطسني وتكسري حلفاني وبتقابلي المحروس خطيبك من ورايا ؟؟؟ مش هقولك هعمل فيكي أي
أبتلعت ريقها بتوتر وقالت : أبدا يابابا ده أنا حتي شوفته الصبح بعد الصلاة عملت نفسي مش شيفاه
_ آه يابنت الكدابة ... قالتها زوجة أبيها بداخل عقلها وهي ترمقها من أعلي لأسفل
لاحظت شيماء تلك النظرات فأردفت : طيب عن أذنك أنا يابابا هاروحلها وجايه بسرعه
_ طيب متتأخريش هي ساعة زمن وتيجي ع طول
_ حاضر ... قالتها وفتحت الباب وغادرت مسرعة
_ صعدت الدرج حتي وصلت أمام الشقه وضغطت ع زر الجرس ...
فتح الباب طه وقال : أزيك ياشيماء
شيماء : الحمد لله ياطه ممكن تندهلي خديجة ؟
طه وهو يشير إليها بالدخول : طيب أتفضلي وما توقفيش ع الباب كده
شيماء : شكرا أنا بس هاخدها معايا نجيب حاجه لأبويا وجايين ع طول
طه : حاضر بس متتأخريش أنتي وهي .... قالها ثم نادي بصوت مرتفع : ياخديجة
جاءت له وهي تمسك بأطراف حجابها التي كادت تخلعه للتو ... فتوقفت عندما رأت شيماء
شيماء وهي تنظر لها برجاء : تعالي معايا ياخديجة مشوار هجيب حاجات لأبويا وهنرجع ع طول
رمقتها خديجة بإمتعاض فأطلقت تنهيدة ثم قالت : طيب ثواني هلف التحجيبة وجايلك .
________________________
_ في إحدي الشوارع الهادئة ....
_ ها يا ست شيماء هتقوليلي أي المرة دي ؟؟؟ ... قالتها خديجة بنبرة تهكم
توقفت شيماء عن السير ونظرت لأسفل بخجل وقالت : بصي أنتي عندك حق ف كل الي هتقوليه بس والله العظيم ما زي ما أنتي فاهمة
أتسعت
عينيها بذهول وقالت بحنق : عايزاني أفهم لما أشوفكو للمرة العاشرة وأنتو
.... لم تكمل وأطلقة زفره وأردفت : أستغفر الله العظيم يارب
شيماء : ياخديجة أنا وعبدالله بقالنا 5 سنين بنحب بعض ومخطوبين وأبويا مأزمها أوي عليه مش عايزنا نتجوز غير لما يجيب شقه إيجار
_
أنا ماليش دعوة بالقصة دي كلها ... بس عايزة أعرفك حاجة عم فتحي عندو حق
وأنتي للأسف بتكسري كلامه وبترخصي نفسك و بتقللي من أبوكي أدام خطيبك وبكرة
لما تتجوزو هيديكي بالجذمة ومش هتقدري تفتحي بوءك ... قالتها خديجة
شيماء : كفاية بقي ياخديجة أنا تعبت من كتر الكلام
خديجة : لاء مش كفاية لأن طول ما سيادتك بتسمحيلو يتجاوز حدودو ويعمل الي بيعملو معاكي ده فمن حقه يماطل ويطول ف الخطوبة براحته
شيماء : وطي صوتك ياخديجة الناس هتسمعنا ... وبعدين كل الي مابينا مش أكتر من حضن وبوسة
شهقت
خديجة وقالت : بذمتك مش مكسوفه من نفسك ... للأسف كتير مخطوبين زيكو عشان
مجرد لبسو دبلة فبيحللو لنفسهم حاجات مش من حقهم تحت مسمي علاقة غير كاملة
وسواء كاملة ولا غير كاملة ده اسمه زنا يعني ذنب عظيم عند ربنا ومن الكبائر
أجهشت
شيماء في البكاء وقالت : أعمل أي أنتي عارفه الأرف الي أنا عايشة فيه من
ظلم أبويا وأفترا مراته ولا المرمطه ف الشغل ... والي بيخليني أترمي ف حضنه
يمكن ألاقي الحنان الي مش لقياه من أهلي
أحست
خديجة بالشفقة ع حال صديقتها فقامت بمعانقتها وهي تربت ع ظهرها : خلاص
بطلي عياط ... وبعدين قولتلك يوم ما تكوني مخنوقه وعايزة تفضفضي أنا موجوده
أومال إحنا أصحاب إزاي ... وياريت ياشيماء تقربي من ربنا .. طريق ربنا كله
نور وراحة بال
أبتعدت شيماء عنها ونظرت إليها وقالت : يعني مش هتبعدي عني زي ماقولتيلي ؟؟
أبتسمت
خديجة وقالت : أنا لو مش بحبك مكنتش شديت عليكي يا هبلة أنا لو شوفتك ف
الغلط لازم أنصحك مرة وأتنين لحد ماترجعي عنه لإما مستهلش أكون صاحبتك ...
بس ياريت وأتمني أنك متكرريش مع خطيبك الي شوفته الصبح ده
أبتسمت
شيماء وهي تكفكف عبراتها ثم أومأت لها بالإيجاب فأرتمت بين زراعيها وقالت
وهي تشد ف معانقتها : ربنا يخليكي ليا يا خديجة يا صاحبتي وأختي .
__________________
_ في فيلا عابد البحيري ....
دلف
إلي الداخل من مدخل خلفي وهو يمسك بساعدها حتي لايراهم المدعوين الذين
مازالو ينتظرون ف البهو والحديقة .... صعد الدرج وهي خلفه تتعثر ف كل درجة
... حتي وصل أمام إحدي الغرف ليفتح الباب ويلقي بها ف الداخل حيث توجد فتاة
متخصصة ف مجال الزينة والتجميل
قال بنبرة أمر وبصوت أجش : نص ساعة تكون لابسه الفستان وكل حاجة خلصانه
أجابت الفتاه بخوف : تحت أمرك يا قصي بيه
رمق
صبا التي تقف وترميه بنظراتها النارية وقال : لما أشوف هتعرفي تهربي إزاي
المرة دي ... قالها ثم غادر وأوصد الباب من الخارج بالمفتاح وأمر أثنين من
الحراس : متتحركوش من ع باب الأوضة
الحارسان ف صوت واحد : أمرك يا قصي بيه
ألقت بجسدها ع المضجع ذو الفراش الوثير وأخذت تبكي بقهر وظلت تردد بألم : أنا بكرهااااك .. أنا بكرهكو كلكو
أقتربت
منها الفتاة ع مضض وقالت : صبا هانم ... أنا آسفه والله بس زي ما حضرتك
سمعتي أوامر البيه عشان خاطري أومي أغسلي وشك وألبسي الفستان عشان أعملك
الميك أب بسرعه
صاحت بها صبا :ابعدي عن وشي
_
في الأسفل وبداخل غرفة المكتب ... يزفر قصي دخان سيجارته الفاخرة ويمسك
بيده الأخري كأسا من النبيذ المعتق يرتشف منه ع مهل وهو يحدق في صورتها
المعلقة ع الجدار
_ أنا عارف الي
عملته بنتي غلط بس أنا واثق إنك بتحبها وعمرك ما هتأذيها ... قالها عابد
الذي يجلس خلف مكتبه ويرتشف كأس من النبيذ هو أيضا
ألتفت
قصي إليه وقال : حضرتك أكتر واحد عارف أنا بحب صبا أد أي .. بس قلبها
للأسف متعلق بأبن عزيز البحيري ... قالها وهو يجز ع أسنانه ف جملته الأخيرة
وضغط ع الكأس بقبضته القوية حتي تهشم
نهض
عابد من مكانه وأقترب من قصي وقال : أنا من رابع المستحيلات أحط أيدي ف
أيدي عيلة البحيري بعد الي علموه ف والدي الله يرحمه ولا عمري ما أنسي يوم
مافرقو مابيني ومابين إيمان الله يرحمها وبنتي الي مخدتهاش غير بالقانون .
أبتسم
قصي بمكر ودهاء وقال : متقلقش يا عابد باشا بكرة هتشوف بعينيك عيلة
البحيري وهم بيقوعو واحد ورا التاني ... قالها متوعدا ونظرات عينيه تخفي
حقد وكراهية منذ سنوات
دلف إلي الداخل كنان وقال : قصي بيه ... صبا هانم جاهزة
____________________________
بدأت الفرقة الموسيقية التي تصطف ع جانبي الدرج تعزف مقطوعة من الفلكلور الشعبي لإستقبال العروس
وبأعلي الدرج يهبط عابد التي تستند ع ساعده إبنته التي ترتدي ثوب الزفاف الأبيض المرصع بالألماس حيث أمر قصي بتصميمه لها خصيصا ...
تهبط
كل درجة وقلبها يخفق من الألم والخوف كمن ستذهب إلي الجحيم ... يأتي لها ف
ذهنها شريط من الذكريات واللحظات التي جمعتها مع حب عمرها التي لم تعشق
غير سواه ... شارده ف سمع مناداتها بإسمها التي تعشقه من شفتي آدم
_
صبا .. صبا ... قالها قصي الذي كان ينتظرها أمام الدرج حتي عادت إلي
الواقع لتجد تلك العينين الزيتونية تحدق برماديتيها المحاوطة بالأهداب
الصناعية الكثيفة وشفتيها الملونة بالحمرة ذات الأحمر القاني ... أثني
ساعده لتضع يدها وتقدما معا إلي الحديقة والساحة الضوئية الملونة ليتوقف
أمامها وأخرج من سترته علبة مغلفة من المخمل الأسود ليظهر منها بريق أخاذ
لخاتم من الألماس ... أخذه ثم أقترب من أذنها هامسا
_
ياريت تبتسمي عشان ليلتك تعدي ع خير أحسنلك ... قالها ثم أرتسم ع محياه
إبتسامة زائفة ...أمسك يدها اليسري ووضع الخاتم ف إصبعها ثم قام بتقبيل
يدها ... تحت وميض الأضواء الصادره من كاميرات الصحفين والمصورين ... بدأت
الموسيقي الهادئة ليتراقص عليها العروسين
أمسك بيديها ووضعهما ع كتفيه ... ليحاوط خصرها بيديه ويجذبها لتلتصق به فأشاحت ببصرها وهي لاتريد أن تنظر إليه
قصي : ألف مبروك يا عروسة
تتلألأ الأضواء المنعكسه ع عينيها ولم تتفوه بكلمة
شد من قبضته ع خصرها فتأوهت : آه
أبتسم لها وقال من بين أسنانه : لما أكلمك بعد كده تبوصيلي
_ عايز مني أي تاني مش كفاية إنك إتجوزتني غصب عني!!
أقترب
من أذنها فشعرت بأنفاسه التي تحرق بشرتها من كلماته التي كانت كالجحيم :
أنا مباخدش حاجة غصب ياصبا .. عارفه ليه ؟؟... لأنك كلك ع بعضك ملكي
رمقته بنظرات حادة وقالت : أنا يمكن أصبحت ملكك ع الورق بس قلبي وعقلي مش ملكك ... دول ملك آ...
لم
تكمل حيث زاد من ضغطة يداه ع خصرها أكثر حتي أحست بألم لم يحتمل وقال :
الظاهر نسيتي تحذيري ليكي وإحنا ف العربية ... عموما كلها ربع ساعة ونروح
القصر بتاعنا وهناك هنشوف أنتي هتبقي ملك مين !
رمقته بنظرات تحدي فأستعادت رباطة جأشها وقالت : مش هتلمس شعره مني ولو ع موتي
أطلق
ضحكة ومن يراهم من بعيد يظن أنهم يتبادلون النكات... صمت فجاءة لتتحول
عينياه إلي الأخضرار القاتم بنظرات لم تفهمها هي ... فأنقض ع شفتيها أمام
الحاضرين وهو يقبلها بتملك ... تدفعه ف صدره حتي تلتقط أنفاسها فأبتعد عنها
ومازال يمسك بخصرها بقوة ثم أبتسم وقال : ياريت تتحديني تاني
أنتهت
الموسيقي ... وأنتهي الحفل حتي جاءت سيارة سوداء فاخرة (ليموزين) ... فتح
السائق الباب للعروس حتي دلفت إلي الداخل وقام قصي بمساعدتها بسبب طول ذيل
ثوبها ... وألتف إلي الباب الأخر ليجلس بجوارها ... ثم دلف السائق وأنطلق
بالسيارة إلي قصر العزازي .
______________________
_ في قصر البحيري ....
صباح اليوم التالي
تتصاعد
أنفاسه بقوة وتضيق عيناه الحادتان وهو يجز ع فكيه لتبرز عروق عنقه وهو
يرمق تلك الصور التي ألقت رواجا كبيرا ع الإنستجرام لاسيما تلك الصورة
المدون بأسفلها (قُبلة العشق ) وبجوارها من حفل زفاف رجل الأعمال الشهير
قصي العزازي .... أطلق صرخة من أعماق قلبه وهو يحطم كل ما يقابله ...
ركضت جيهان وملك إلي مصدر صوت الحطام ... فتحت الباب لتجد كل مابي الغرفة رأسا ع عقب
_ ليه بتعمل ف نفسك كده؟؟؟ ... صاحت بها جيهان
أقتربت ملك وكادت تتفوه ليقاطعها صياح شقيقها وقال : مش عايز أشوف حد ... اطلعو بره
جيهان :يابني حر.... لم تكمل ليصيح بقوة : بررررررررره
أنتفضت ملك لتتراجع إلي الخلف .... أخذ هاتفه ومفاتيح إحدي سياراته وهم بالمغادرة ... أمسكت بزراعه جيهان وقالت : رايح فين يا آدم؟
جذب زراعه من يدها ولم يجيب عليها وأسرع خطاه حتي ذهب إلي الخارج وأستقل سيارته وأنطلق مغادرا القصر.
___________________
_ وبداخل غرفة أخري ...
تطرق
تلك الحسناء اليافعة ع الباب وهي تحمل صينية مليئة بأطباق الطعام ....
وبالداخل مازال نائما يتقلب متضايقا من ذلك الطرق الذي أزعج نومه ... لم
تجد أي إستجابة ... راقبت الرواق يمينا ويسارا فأطمأنت ثم قامت بفتح الباب
بروية ... ثم دخلت وأوصدت الباب
وضعت
الصينية جانبا ع الطاولة ثم أقتربت بخطي هادئة وهي تحملق بذلك النائم حتي
شهقت عندما تقلب وأزاح من دون أن يدري الغطاء من فوق جسده لتجد أنه لايرتدي
سوي سروال داخلي ... أغمضت عينيها بخجل وأتجهت نحو الباب ...
_ أنتي مين الي سمحلك تدخلي أوضتي ؟؟؟ ... قالها ياسين بصوت أجش أفزعها لتتسمر ف مكانها بدون أن تلتفت إليه
أبتلعت
ريقها وقالت : أأأ أصل عزيز بيه وجيهان وملك هانم فطرو من بدري ... فمدام
سميرة قالتلي أنا وعلا نودي الفطار لحضرتك أنت ويونس بيه
ياسين : كدابة ... سميرة عارفة أنا مبفطرش الصبح
ياسمين : أنت ماكلتش من ساعة الغدا إمبارح فبالتأكيد هتقوم جعان
زفر بحنق وقال : طيب بتكلميني وأنتي مدياني ضهرك ليه؟؟
ياسمين : أصل مش هينفع ... قالتها بتوتر
نهض بجذعه ليري جسده الذي لا يدثره سوي قطعة ثياب واحده ... فأبتسم بخبث ومكر
أردفت
: طيب أنا ماشية عن أذنك ... قالتها ليجذبها من زراعها لتلتف إليه وقال :
لما أنتي بتتكسفي أي كده ... الي دخلك أوضتي وأنا منبه ع الشغالين محدش
يدخلها طول ما أنا نايم عشان باخد راحتي زي ما أنت شايفه كده
لم تستمع إلي كلماته حيث تاهت ف أعماق عينيه التي سحرت قلبها الصغير... لكن أفاقت من شرودها
_ مش بكلمك؟؟؟ قالها ياسين بحنق وهو يهز زراعها
ياسمين : أنا آسفه يا ياسين بيه مش هتتكرر تاني
_ طيب لو أتكررت تاني ؟؟؟ ... قالها ياسين بغضب متصنع وهو يستمتع بداخله من رؤية الخوف ف عينيها
ياسمين : أبقي أعمل الي أنت عايزه
رمقها متفحصا ملامحها البريئة وقال : أفتكري كويس أنك أنتي الي قولتي هاعمل الي أنا عايزه
أومأت له بعفوية وقالت : حاضر عن أذنك ... قالتها وأتجهت نحو الباب
_ خدي الصينية معاكي مش هاكل دلوقت ... قالها ياسين
فحملت الصينية وفتحت الباب وركضت مسرعة لتهبط الدرج متجهة إلي المطبخ.
______________________
_
دفعت باب غرفتها بقوة ... ولجت إلي الداخل وهي تبكي ... رفع عينيه إليها
وترك المجلة التي كان يتصفحها ع الطاولة وفنجان القهوة الذي كان يحتسيه ...
جيهان بصوت باكي : عجبك كده يا عزيز !! .. ابنك هيضيع مني وأنت السبب
أجابها بكل هدوء وكأنه يتصنع البرود وقال : متخافيش عليه هو هيزعل يومين وهينسي الموضوع
_
ينسي !!! ينسي حب عمره الي أتربي معاها وكانو كل مايكبرو حبهم يكبر مع بعض
... ولما جه أبوها وخدها مننا .. ابنك ساعتها قالك يابابا أنا عايزة
أتجوزها وأنت بكل أنانية تقولو لاء ... صاحت بها جيهان
أطلق زفره ثم عقد ساعديه أمام صدره وقال : مكنش ينفع ابنك يتجوز بنت عابد الرفاعي
_
بس بنت إيمان البحيري أختك ... وأنا الي ربيتها لما توفت وسابتها أمانه
معايا ... ولما أبوها رفع قضية وحب يلاعبك ف شغلك أديتهاله بكل سهولة ...
قالتها جيهان
_ خلصتي كلامك !!!... أديكي قولتي أن أبوها الي خدها ودي بنته وعمره ما ف أب يأذي بنته
صاحت وقالت : لاء أذاها وأديك شوفت بعينيك لما باعها لقصي العزازي وجروها من قلب بيتك وأنت كنت واقف تتفرج
نهض
من مكانه والغضب تملك منه فقال : يعني كنتي هترتاحي لما أبنك يضرب بالرصاص
أدام عينك ؟؟ ولا شغل سنين عمري واسم العيلة الي فضلت شايله حمل ع كتافي
يضيع ف ثانيه عشان لعب العيال بتاع ابنك !!!
همت بالمغادرة ولم تتحدث وأكتفت بألقاء نظرات لوم وعتاب وغادرت الغرفة .
______________________________
_ في منزل عائلة رحمة ...
تجلس تلك السيدة وإبنتها فاتن ع الأريكة البالية يتجولون بأعينهم ف أرجاء المنزل بنظراتهم المتفحصة ...
همست فاتن إلي والدتها وقالت : أي ياما القحط والبؤوس الي هم عايشين فيه ده ... ودي أمها هتعرف تجبلها جهاز؟؟
همست لها والدتها وهي تلكزها : أخرصي يابت ليسمعوكي .. وبعدين إحنا مش هنخليهم يجيبو حاجه
_
يامرحب يامرحب ... قالتها والدة رحمة وهي تحمل صينية عليها كوبين من
المياه الغازية ذات اللون الأسود ووضعتها أمامهم ع الطاولة الصغيرة
فاتن ووالدتها بإبتسامة مصتنعة : الله يخليكي
والدة فاتن : مش هنطول عليكي يا أم رحمة طبعا أنتي عرفانا وعارفة عادل إبني الكبير
والدة رحمة : أها طبعا ربنا يباركلك فيه
والدة
فاتن : وزي ما أنتو عارفين هو بقاله 5 سنين بيشتغل ف الكويت مع خاله هناك
والحمدلله هو الي جوز أخواته البنات وبيجهز فاتن أخته وبيساعد علاء أخوه
والدة رحمة : ربنا يخليهم لبعض ويباركلك فيهم
والدة فاتن : تعيشي يا حبيبتي ... إحنا من الأخر جايين نطلب إيد بنتك رحمة لإبني عادل
أنفرجت أسارير والدة رحمة بالسعادة وقالت : أنا عن نفسي معنديش مانع بس لسه هقول لبنتي وأعرف رأيها وهرد عليكو
_ ياريت بسرعة يا أم رحمة عشان عادل راجع بلليل من السفر وأجازته شهر بس والمفروض أنهم هيتخطبو ويتجوزو ف خلال الشهر ده
_ والله يا أم عادل أديكي شايفه إحنا ع أدنا ومش هقدر أخلصلها حاجاتها ف خلال شهر أنا كنت شريلها شوية حاجات بس لسه ناقص كتير
_ متشيليش هم ياحبيبتي ما هي زي بنتنا برضو والي تشاور عليه ست البنات هنجبهولها وهنجبلها كل حاجة من الألف للياء ... ها قولتي أي؟
_ الرأي رأيها ولسه هكلم أسامة أخوها
نهضت السيدة وابنتها وقالت : طيب فوتكو بعافيه بقي وإحنا منتظرين الرد وبإذن الله المرة الجاية نيجي نقرء الفاتحه ونلبس الدبل
أبتسمت لهما والدة رحمة وقالت : إن شاء الله ربنا يقدم الي ف الخير
وبعد مغادرتهم توجهت إلي غرفة إبنتها لتجدها مازالت تغط ف النوم منذ الأمس ...
_ بت يارحمة ... أصحي يابت كل ده نوم
أستيقظت بجفونها التي أحست بثقل شديد ولم تستطع فتحهما وقالت بصوت ناعس : صباح الخير ياماما
_ صباح الخير ! إحنا بقينا الضهر ياضنايا وأنتي نايمة من العشا إمبارح
نهضت رحمة بجذعها وهي تتثائب وترجع خصلات شعرها إلي خلف أذتيها وقالت : عايزة أي ياحبيبتي؟
والدتها : عارفة الست عديلة الي كانت فاتحة محل الفراخ الي ع ناصية الحارة؟
قطبت حاجباها وقالت : أم البت فاتن أخت الواد عادل السباك؟؟
والدتها : أيوة عليكي نور ... أهو عادل ده أمه جايه عايزاكي ليه
رحمة بإندهاش وسخرية قالت : عادل !!! ده أمه ع طول كانت بتديلو بالشبشب أدام العيال ف الحارة وإحنا صغيرين
والدتها
: أديكي بتقولي وأنتو عيال صغيرين .. أهو الي بتتريئي عيله ده بقي راجل
ملو هدومه وكسيب ده غير كنت سامعة من نعمات مرات أبو شيماء صاحبتك إنه بني
شقته الي ف الدور الخامس وموضبها يدوب ع العفش ع طول
_ يعني عايزة أي مني ياماما؟؟
_ عايزاكي تفكري قبل ما ترفضي زي كل مرة ع أي حد قبل ما تشوفيه .. فكري يابنتي
_ حاضر ياماما ... سيبيني أفكر وهرد عليكي
_ أمتي ؟
صمتت رحمة قليلا وقالت : ربنا يسهل ... قالتها ثم نهضت وغادرت غرفتها متجهه إلي المرحاض
رفعت والدتها يديها ف وضع الدعاء وقالت : ربنا يكتبلك الي ف الخير يابنتي ولو فيه خير يجعله من نصيبك يارب.
_________________
_ في قصر العزازي ....
تستيقظ
من النوم لتنهض وتشعر بألم ف رأسها حتي أتسعت عينيها عندما رأت ذلك النائم
ع الأريكة الجلدية وأمامه طاولة عليها زجاجات خمر فارغة وكأس ملقي ع جانبه
وبجواره المنفضة الكريستالية المليئة بأعقاب السجائر
قامت
لتجد إنها مازالت ترتدي ثوب الزفاف ... توقفت أمام المرآه التي بطول
الحائط ف الركن المقابل للأريكة ... تنظر إلي صورتها المنعكسه وأثار كحل
عينيها المنسدل ع وجنتيها بسبب عبراتها التي لم تكف عنها ليلة أمس ... ظلت
شارده لدقائق حتي شعرت بحرارة جسده وصورته المنعكسه ف المرآه شهقت بفزع ثم
ألتفت إليه
_ شوفتي عفريت !!! ... قالها قصي بسخرية
تراجعت للخلف لتبتعد عن أنفاسه المليئة برائحة الخمر والسجائرفأقترب منها ... تعالت أنفاسها وقالت : أبعد عني
ألتصق ظهرها بالمرآه فحاوطها بين زراعيه وقال : ولو مبعدتش هتعملي أي!!!
تلتفت
يمينا ويسارا حتي وقعت عينيها ع ذلك التمثال البرونزي الموجود بأعلي
المنضدة الرخاميه الصغيرة بمحاذاة المرآه ... قرأ أفكارها بتمعن وكادت تمد
يدها لتتناوله فأمسك يدها وألصقها بالحائط وقال : ده أنتي طلعتي شرسة ياصبا
... أقترب من عنقها وهمس بجوار أُذنها
وأردف
: خلي الشراسة دي وأنتي معايا ع السري..... لم يكمل جملته لتقاطعه بصفعه
صدي دويها ف أرجاء الغرفة وقالت : أنت سافل وحيوان وع جثتي لو لمسة شعره
مني
قالتها وهي تحملق فيه عينيه
بتمرد بعكس ذلك الخوف والرعب الذي بداخلها عندما رأت عينيه تحولت إلي
الأخضر القاتم ونظرات مرعبة لم تراها من قبل ... أبتسم كالعادة بجانب فمه
وبدون أي مقدمات جذبها من خصلات شعرها بقوة ... وصاح ف أذنها وقال : وقسما
بالله ياصبا لو أتكررت وأيدك أتمدت عليا تاني لأكون كسرهالك غير الي هعملو
فيكي ... وبالنسبة للجملة الي عماله تتحديني بيها أن ملمسكيش.. وريني بقي
هيبقي ع جثتك إزاي
قالها ويرمقها
بنظرات كالذئب الذي يرمق فريسته ... ترك شعرها من يده ... أبتعدت عنه ف
محاولة الهروب من أمامه لتركض نحو الباب ... وكان هو يسبقها ليجذبها من
خصلات شعرها مرة أخري وأطلقت صرخة
_ آآآآه سيبني أنا بكرهك .. بكرهك
___________________________________
_ حل المساء ليعم الظلام وتتلألأ النجوم ف السماء ...
وفي منزل عائلة شيماء ...
تتمدد
ع الأريكة وهي تقضم التفاحة وتشاهد التلفاز .... خرجت للتو زوجة أبيها من
غرفتها وقالت : أنتي يابت أنا رايحة أحضر خطوبة بنت أخويا حسك عنك تنزلي
تروحي هنا ولا هنا
زفرت بحنق وقالت : أنتي محسساني بتكلمي طفلة ف الابتدائي
وضعت يديها ع خصرها وقالت بسخرية : لاء ياعنيا أنا بقولك كده عشان فاهمة دماغك كويس
تركت التفاحة التي بيدها وقالت : روحي يامرات أبويا ومتخافيش أنا مرزوعة هنا ومش هتحرك
رمقتها بأقتضاب وقالت : سلام ياختي ... قالتها ثم فتحت الباب وغادرت وهي توصده خلفها
نهضت شيماء وهي تقول : الهي تروحي ماترجعي غير وأنتي ع الخشبة يانعمات يابنت أم نعمات أمين
صدح رنين هاتفها فأمسكت به وجدت المتصل والدها ...
شيماء : ألو يابابا
فتحي : خالتك نعمات عندك؟
شيماء : غارت ف داهيه ... اصدي راحت خطوبة بنت أخوها
فتحي : طيب أنا هتأخر شوية رايح أزور واحد صاحبي ف المستشفي
شيماء : حاضر يابابا تروح وترجع بالسلامة
فتحي : خدي بالك من نفسك واقفلي الباب عليكي من جوة بالمفتاح
شيماء : حاضر يابابا وهشرب اللبن قبل ما انام
فتحي : بتتريئي يابت
شيماء : بهزر معاك يابابا
فتحي : اسمعي الي بقولك عليه يلا سلام
شيماء
: سلام ... أغلقت المكالمة لترتسم إبتسامة ع محياها وهللت بفرح أشطا كده
هكلم عبدالله براحتي ... نظرت إلي شاشة الهاتف وكادت تجري الأتصال ... لتجد
الأخر يسبقها
شيماء : ألو ياعبده
عبدالله : عاملة أي واحشتيني ؟
شيماء : وأنت كمان واحشني
عبدالله : طبعا ليكي حق تتكلمي بقلب جامد أمنا الغولة مرات أبوكي لسه شايفها راكبة توكتو وبتقولو مترو
شيماء : أه رايحة تحضر خطوبة وبابا عند واحد صاحبه فكنت لسه هتصل بيك عشان أتكلم معاك براحتي لاقيتك سبقتني
ضحك عبدالله وقال : القلوب عند بعضها ياشوشو
شيماء : ياريت ياحبيبي تحس بقلبي وتنجز بقي وتحدد مع أبويا ميعاد الفرح
زفر بضيق وقال : تصدقي أنتي بت نكد ... شوفي عمال أقولك واحشتيني وقلوبنا عند بعض وأنتي بتقوليلي أي
شيماء : طيب خلاص متزعلش
عبدالله بنبرة ماكرة قال : لاء زعلان
شيماء : طيب عشان خاطري
عبدالله بنبرة خبيثة قال : أنا ممكن مزعلش ف حالة واحده لو جيتلك وتديني أطه (قُبلة) من ع الباب
شهقت وقالت : ماقولنا خلاص كفاية من أخر مرة... ولا عجبك لما خديجة قفشتنا
عبدالله :هو أنا كنت أعرف أنها هتشوفنا
شيماء : وليه أصلا نعمل كده ... لاء ياحبيبي أعمل حسابك مش هتلمس ايدي حتي غير لما أكون حلالك ونتلم ف بيت واحد
عبدالله بغضب مصتنع : هي بقت كده ياشيماء !!!
شيماء : أها ياعبده ربنا أدالنا أكتر من فرصة وستر علينا المرة الجاية ياعالم اي الي هيحصل
عبدالله
: مش أنتي رميتي ودنك لبنت الشيخ سالم خليها تنفعك ... وبشوقك يا شيماء بس
متعيطيش لما ترني عليه وأكنسل عليكي ومعبركيش ... ومن غير سلام .... قالها
ليغلق المكالمة
غرت فاهها من ذلك الأحمق فألقت هاتفها بغضب بجوارها وقالت : ف ستين داهية وأنا كمان ولا هعبرك
________________
_ أوووف بت خنيقة طيرت النفسين الي دافع فيهم دم قلبي ... قالها عبدالله الذي يجلس في المقهي البلدي
_ مالك بس ياعبده بتخانق دبان وشك ع المسا ليه ؟.... قالها صديقه الذي يدخن سيجارته بثماله
عبدالله : البت شيماء طبعا عارف أبوها معصلج معايا ومش عارف أعمل أي
زفر
صديقه الدخان وقال : طيب الي يقولك ع فكرة بنت حرام هتخلي أبوها ده يجيلك
راكع عشان يجوزهالك ومش بعيد يخليكو تتجوزو وتعيشو معاه ف الشقه
عبدالله : إذا كان هي عايزة تمشي من شقة أبوها ومن وش مراته بأي طريقة
_ اسمع أنت بس مني الفكرة دي
رمقه عبدالله وقال : أوعي يكون اصدك الي ف بالي
أومأ له صديقه وقال : أيوه هو الي ف بالك ده
أخذ عبدالله السيجارة من يد صديقه ليضعها بفمه ثم زفر دخان كثيف وهو يفكر ف الأمر.
_____________________
_
مازالت تجلس ف مكانها وتقضم الفاكهة بحنق كعادتها كلما تضايقت تخرج همومها
ف تناول الطعام بكثرة .... توقفت عندما سمعت رنين جرس المنزل
_ أوف ...ياربي ودي أم سحلول الي رجعها بدري كده .... قالتها وبدون أن تنظر من العدسة لتري من الطارق قامت بفتح الباب
أتسعت حدقتيها وقالت : عبدالله !!!
وضع يده ع فمها ليدفعها حتي يتثني لها الدخول وأوصد الباب من الداخل ... أزاحت يده من ع فمها وقالت : أنت أي الي جابك ؟؟
كاد
يتفوه ليرمقها بنظرات متفحصة ولم تتدري ماترتديه من تلك المنامة التي تصل
إلي ركبتيها وبدون أكمام ... رأت الإحمرار الذي يكسو بياض عينيه فأدركت أنه
ثمل ....
شهقت بخجل عندما أدركت
نظراته فأبتعدت لتدلف إلي غرفتها حتي ترتدي ثياب محتشمة ... أسرع خلفها
لتجده يمسك يدها وقال : رايحة فين أنا عايزك كده
قامت بضربه ع كتفه وقالت بغضب : أمشي أطلع برة أبويا لو شافك هيقتلك وهيقتلني قبلك
أقترب منها وقال : مش أنتي قولتي عند واحد صاحبه ومش هيجي دلوقت ؟
كانت
تبتعد إلي الخلف وقالت بللهجة تحذيرية : أطلع يا عبدالله من هنا بدل وقسما
بالله هصوت والم عليك الناس ... أنت شكلك ضاربلك سجارتين حشيش ومش داري
بنفسك
أمسكها من معصمها وقال : جري أي يابت أنتي ناسية لما كنتي بتترمي ف حضني والمخزن يشهد
رمقته بخوف وهي تتذكر حديث خديجة... فقالت : أنا فعلا غلطانه لما كنت بسمحلك تتجاوز حدودك معايا
دفعها عبدالله ع تختها وقال بثمالة :طيب ياختي خلينا نتجاوز الحدود الليله دي وبعدين توبي بعدها
دفعته
ف صدره وصاحت : أبعد عني يخربيتك ويخربيت الي بتشربه .... قالتها وركلته
بقدميها ف بطنه ليتأوه ويقع ع الأرض متألما ... نهضت وهي تلتقط اسدال
الصلاة وأسرعت لتركض إلي الخارج
أمسكها من كاحلها لتتعثر ووقعت ع الأرض ليجذبها من ساقيها وهي تصرخ : لالالالالا بالله عليك ياعبدالله ... ابوس ايدك ياعبدالله
لم
يرق قلبه لصراختها ليسلم نفسه إلي شيطانه فأحكم قبضتيه ع ساقيها ... ثم
أعتلاها وقام بصفعها عدة مرات متتالية وهي تقاومه حتي خارت قواها و فقدت
الوعي.
أنتهت الحلقة