رواية صراع الذئاب الفصل الثالث 3 بقلم ولاء رفعت
_
نيران حبك تندلع في قلبي وأنت لم تشعر بي يوما ... أعلم أن قلبك يهوي غيري
لكن لم أستحمل ذلك دوما ... أخشي أن يأتي ذلك اليوم وأولج إلي محراب عشقك
حينها قد يكون قلبي أصبح رمادا ... يا آدم القلب والعقل يكفيني أن أحفظ حبك
بداخلي ولم أبوح به لأحدا حتي لو كان جمادا ... حروف أسمك عنوان دربي
الألف أنا ذاتي ... والدال دنياي ... والميم مملكة فؤادك التي أتمني أن
أمكث فيها طوال حياتي
خاطرة بقلمي : ولاء رفعت
أطلقت
تنهيده بأريحيه عندما أنتهت من تدوين تلك الخواطر التي تدونها منذ سنين
... في ذلك الدفتر الذي يحمل في طيات أوراقه أسرار قلبها وعشقها التي تخفيه
وتحتفظ به لذاتها فقط .
أفاقت من شرودها من عالمها الخاص بها ع صوت نداء شقيقها لها
_ خديجة أنتي ياهانم ... قالها طه الذي يجلس أمام المائدة ف الردهة ويتأفف متضايقا
خرجت إليه وقالت : مالك بتزعق كده ليه أنا مش ف أخر الدنيا
_ أنا أزعق براحتي زي ما أنا عايز ... صاح بها طه
رمقته بغضب وقالت : ده ع نفسك مش عليا وراعي أن أنا محترمه إنك أخويا الكبير غير كده كان هيبقي ليا معاك تصرف تاني
ألقي الملعقة التي بيده ع المنضدة بعنف ونهض وهو يزيح المقعد جانبا وأقترب منها وقال : سمعيني تاني كده ياختي الي بتقوليه !!!
رمقته بنظرات تحدي وقالت : زي ماسمعت كده بالظبط
أمسك
بقبضته ساعدها وهو يعنفها وقال : طيب أسمعيني بقي يا حبيبة أبوكي لو
مبتلطيش تردي عليا الكلمة بكلمة وتسمعي الي بقولك عليه وتنفذيه ... هاخد
أجندتك الجميلة وهوريها لأبوكي وأقولو شوف بنتك بتاعت قال الله وقال الرسول
عماله تحب ع الورق ف ابن عزيز البحيري الي ميستنضفش يبص لأشكال زيها
تجمعت عبراتها التي أنسدلت للتو ع وجنتيها وقالت بنبرة توتر : أأ أجندة أي؟؟ وأي الي بتقولو ده
ترك ساعدها ودفعها جانبا ليدلف إلي غرفتها ... ركضت خلفها وكادت أن تمنعه أن يمسك بدفترها فقام بأخذه وضحك بسخرية وإستهزاء
_ هات الأجندة ياطه أحسنلك .... قالتها خديجة بنبرة رجاء وتهديد ف آن واحد وهي تبكي
أبتسم
لها إبتسامة إستفزازية وقال : لاء مش هتاخديها وهتفضل معايا لغاية ما
اعلمك الأدب واعرفك تكلميني كده ازاي .... قالها ثم غادر الغرفة وتركها
تبكي
وتعالت صرخات الأستغاثة من
البناء المقابل لهم ... ركضت إلي الخارج وهي تمسح عبراتها وخرجت إلي الشرفة
لتري مصدر ذلك الصراخ حتي سمعت إحدي الجيران تقول : ياساتر يارب ده الصويت
ده جاي من عند الحاج فتحي أبو شيماء.
_____________________
_ منذ قليل ...
تصعد
نعمات درج البناء وهي تتمتم بحنق : ده أي الخطوبة النحس دي يارب يعني بنت
أخويا تلبس الشبكة من هنا وأم العريس تتطب ساكته .. يلا أحسن أهي غارت ف
داهيه كانت هتطلع عين البت وليه حربوءه
وصلت وهي تلتقط أنفاسها أمام باب المنزل ... وضغطت ع زر الجرس وهي تقول : بت ياشيماء ... أفتحي يابت
_
بالداخل كان ذلك الثمل ينهال ع تلك الفاقدة للوعي بقبلاته المقذذه ع أنحاء
وجهها وهي مثل الجسد بلا روح ووجهها الشاحب وفمها المنسدل بجانبه خط
دماءها أثر صفعاته ع وجنتيها بقوة ... لم ينتبه لدوي رنين الجرس الذي لم
ينقطع ... عينيه ترمق جسدها بشهوة تملكت عقله المغيب فأمسك بتلابيب منامتها
وكاد يمزقها ... توقف عندما رأي نعمات وهي تدفع باب المنزل بعد أن قامت
بفتحه بالمفتاح الخاص ووقعت عينيها ع ضوء غرفة إبنة زوجها لتجد الذي
يعتيلها فأطلقت صرخة
_ يالهووووووووووووي الحقونيييييي ياناس .... صاحت بها نعمات لتصل صرخاتها إلي مسمع الجيران
نهض
عبدالله والشر يتطاير من عينيه ليسرع نحوها وهو يصيح فيها : أخرصي ياوليه
بدل ما أموتك ... قالها ليلفت إنتباهه السكين الموضوعه فوق المنضدة بجوار
الفاكهه ليلتقطها ويقترب منها ... ركضت خارج المنزل ... تجمع الجيران وشباب
الحارة حتي تجمعو خلال ثوان
قال إحدي الشباب : بتعمل أي عندك ياعبدالله
نعمات : ألحقوني عايز يقتلني وكان بيعتدي ع البت شيماء
توقف وهو يشهر السكين أمام الجميع وقال : الي هيقرب منه هشقه نصين
وصل طه الذي يلتقط أنفاسه ليري صديقه ف تلك الحالة فأدرك أنه تأثير مايتناوله
_ عبدالله أهدي كده وأرمي البتاعه الي ف أيدك دي ... قالها طه
عبدالله
بصياح قال : محدش ليه دعوة بيه دي خطيبتي وأنا حر أعمل الي أنا عايزه
معاها ... قالها ثم أشار إلي نعمات وقال : والولية دي لازم تموت
أرتعدت من الخوف وقالت : أخص عليك ده أنا بعتبرك ف مقام ابني
أقترب
طه من عبدالله فأحكم قبضته ع معصمه بقوة حتي تراخت يده ووقعت السكين ...
أمسكه طه وهو يدفعه نحو المرحاض وقام بفتح صنبور مياه الحوض ليدفع رأسه تحت
المياه المنهمره
ركضت نعمات نحو
الغرفة وأقتربت من شيماء حتي شهقت من رؤيتها آثار صفعتها ع وجهها والدماء
التي تنزل من جانب فمها ... أخذت تربت ع وجنتيها حتي تستيقظ
_ أصحي يابت الله يخربيتك ... ياريتني ما روحت خطوبة ولازفت هو يوم باين من أوله ... قالتها نعمات
_ هو فييييييين فييييييييين ابن ال....... وربنا لأموتو .... صاح بها الحاج فتحي وهو يمسك عصا غليظة (شوما )
_________________________
_ في قصر العزازي ...
تتمدد علي المضجع مدثرة بغطاء وثير ... تهذي بكلمات تكاد مسموعه
_
آدم ... متسبينيش ... بابا ... قصي ... حرام .. عليكو ... كفاية ... آدم
... قالتها صبا التي يتصبب العرق من جبينها ولم تشعر بذلك الجالس بجوارها
دلفت الخادمة للتو وقالت : قصي بيه دكتور حازم وصل تحت
ألتف إليه وقال بصوت أجش : خليه يطلع
أومأت له برأسها وقالت : أمرك يابيه ... قالتها ثم غادرت وأوصدت الباب خلفها
أنحني وهو يحكم من الغطاء ع جسدها ولا يظهر منها سوي رأسها وعنقها فأقترب منها وهو ينصت لهذيانها حتي ألتقط أسم من يمقته ويكرهه دوما
أغمض
عينيه وزفر بغضب دفين بصدره ... أقترب بشفتيه بجوار أُذنها وقال :وحياة
أمي الي أتبهدلت وأتقتلت ع ايد عيلة البحيري لأدفعهم التمن غالي وأولهم آدم
الي هخليه يتمني الموت ومايطولوش ... إنما أنتي ملكي أنا واليوم الي تفكري
فيه وتهربي أو تسبيني هيكون الموت ليكي رحمة عن العذاب الي هتشوفيه
كانت
كلماته تولج إلي مسمعها وتدخل ف عقلها ليصور لها صور مزعجة ووجهه وعينيه
المخيفتين وهو يحدق بها بغضب .... لاحظ إنكماش ملامحها بخوف وترتجف ...
فأرتسمت البسمة ع محياه ولم تصل إلي عينيه
طرق الطبيب ع الباب ثم دلف إلي الغرفة وقال : السلام عليكم ... ازيك حضرتك ياقصي بيه
وبدون أن يرد تحية السلام قال بنبرة آمرة : أنجز وأكشف عليها بسرعة وشوفها عندها أي
رمقه
الطبيب بأمتعاض ليضع حقيبته جانبا وأخرج منها سماعته الطبية وجهاز الضغط
وقياس حرارة الجسم... أقترب من صبا وكاد يمسك يرفع الغطاء لتسبقه يد قصي
وهو يرمقه بنظرات نارية
أبتلع الطبيب ريقه بخوف وقال : أنا هكشف عليها إزاي حضرتك !!!
قصي : قولي هتعمل أي وأنا هعمله بدالك
زفر بسأم وقال : أنا كنت هشوف النبض وبعد كده أقيس الضغط
أشار
قصي له أن يعطيه الأدوات التي بيده ... ليتناولها منه ثم مد يده من أسفل
الغطاء ليخرج يدها وقام بالإطمئنان ع النبض وهو ينظر إلي ساعة يده الباهظة
وقال :معدل النبض مظبوط ... قالها ثم أمسك جهاز الضغط الرقمي ووضعه حول
ساعدها وقال : 100 /60
قال الطبيب : كده ضغطها واطي ... ومن شكلها درجة حرارتها مرتفعه
لم
يجيب عليه قصي فقام بقياس درجة حرارة جسدها بالترمومتر الذي وضعه بداخل
فمها وأسفل لسانها ... ثم وضع السماعه ف أذنيه وأخذ طرفها ووضعه أسفل جيدها
تحت نظرات الطبيب المتعجبة
_ طيب لما حضرتك أنت الي بتكشفلها أنا لزمتي أي ؟؟... قالها الطبيب بنبرة تهكم
رمقه قصي بملامح متجهمة وقال : لازمتك أنك تكتبلها ع العلاج ... قالها ثم سحب من فمها الترمومتر وأخذ يقرء فأردف : 39
أمسك
الطبيب بدفتر ورقي صغير وأمسك قلمه من جيب سترته ودون أسماء الأدوية وهو
يزفر بضيق ثم نزع الورقة من الدفتر وأعطاها إلي قصي وقال : أنا كتبتلها حقن
للسخنية وبالنسبة للضغط تشرب سوايل الي ترفعه شويه مع شرب الميه الكتير
وطبعا متنساش الكمدات وياريت لو دش ساقع ... قالها ثم أخذ أدواته وقام
بوضعها ف حقيبته وهم بالمغادرة فأردف : عن أذنك ... قالها ثم غادر
نهض
من جوارها ليزيح الغطاء جانبا ... فمازالت ترتدي ثوب الزفاف ... جلس مرة
أخري ليلف زراعيه حول جذعها وهو يجعلها تنهض قليلا وقام بإنزال السحاب حتي
أنكشف كتفيها ... أخذ يخلع عنها الثوب تماما حتي أصبحت بقطعتين فقط من
الثياب ... وقبل أن يحملها حدق بجسدها الممدد أمامه ... أبتلع ريقه ثم تنهد
وأنحني حتي يحملها ع زراعيه ... شرد ف وجهها الذي طالما عشقه منذ الطفولة
... أتجه بها نحو المرحاض وهو يدفع الباب بقدمه ... ولج إلي الداخل ووضعها ف
حوض الإستحمام وقام بفتح صنبور المياه التي عندما انهمرت ع جسدها شهقت
وتشبثت به وهي تحاوط عنقه بزراعيها
تعالت
أنفاسه ليحاوطها معانقا إياها وهو يغمض عينيه ... ترك يديها ثم دخل الحوض
بثيابه ليتمدد بداخله بجوارها وجعل رأسها تتوسد صدره ليرجع رأسه إلي الخلف
وعانقها كالطفل الذي يستمد الحنان من والدته... ليغفو ف ذلك الوضع غير مهتم
لتلك المياه التي تنسكب فوق كليهما حتي غمرت جسدهما.
_________________________
_ في منزل الشيخ سالم ....
_
أهدي ياحاج فتحي وإن شاء الله خير ... أنا مقدر الي أنت فيه وحقك تعمل الي
أنت عايزه ... لكن هو عمل كده ومش ف وعيه يعني تحت تأثير الهباب الي
بيتعطاه ده .... قالها سالم الذي أجمع كلا من والد شيماء وعبدالله الذي
يجلس ف خجل وبعض رجال كبار الحارة
فتحي : يعني أنتي ترضي ياشيخ سالم يجي كلب زي ده وانت مش موجود ويتهجم ع اهل بيتك !!! ماتقولو حاجه يا رجالة
_ لاء طبعا ميصحش ... بس أنت غلطان يا أبو شيماء أنك خليت بنتك تتخطب لعيل نطع زي ده ... قالها عطا صاحب محل الجزارة
نهض عبدالله وزمجر بصوت غاضب : جري أي ياعم عطا هو أنا عشان ساكت هتغلط فيا أنا ممكن أقل منك أدام الرجاله ولايهمني
نهض عطا وبنبرة غاضبة قال : أخرس كتك قطع لسانك لولا إن إحنا ف بيت الشيخ سالم كنت علقتك من عرقوبك زي الدبيحة
_
قعد يا عبدالله يابني وعيب تكلم الي أكبر منك كده ... وأهدي يا حاج عطا
إحنا جايين نصالح مش نولعها ...قالها سالم وهو يشير إليهما بالجلوس
فتحي : شوفت غلطان وبيبجح إزاي!!
زفر سالم وقال : ماتصلو ع النبي ياجماعة
_ عليه أفضل الصلاة والسلام .... رددها الجميع
سالم : أنا مرضتش أعمل قعدة الصلح دي عندك ياحاج فتحي وخليتها عندي وقبل ماتتفض لازم يكون كل طرف فيكو مرضي .
عبدالله
: والله ياشيخ سالم أنا كل مشكلتي أن حاج فتحي مش راضي نتجوز ف الأوضة الي
فوق السطوح الي عايش فيها .. اي نعم هي ع الأد بس بشوية توضيبات هخليها
أحسن من شقة سوبر لوكس ... لكن هو رافض وأنا وبنته خللنا ف الخطوبة دي
فتحي : يعني عايز البت تخرج من شقة أبوها ع أوضة فوق السطوح !!! ليه إن شاء الله
سالم : أستني بس ياحاج فتحي ... قالها ثم نظر إلي عبدالله وقال : أنت ف مقدرتك أي ياعبدالله ؟؟
حك
رأسه من الخلف وقال : بصراحة كل الي معايا يدوب أجيب بيهم أوضة نوم ع الأد
وأنتريه محندء (صغير) والباقي أوضب بيه الأوضة دهانات وكهربا
فتحي : وأنا مش موافق حتي لو جبت شقة أنا مأمنش ع بنتي معاك تاني
تدخل
إحدي الحاضرين وقال : ياحاج فتحي إحنا عايشين ف حارة وزمان كل بيت فيها
عرف الي حصل يعني لو فسخت خطوبة بنتك أنت عارف الناس مابتصدق والكلام
هيتطور وبنتك سمعتها هتبوظ
نهض
فتحي من مقعده وصاح بصوت جهوري : قطع لسان الي يجيب سيرة بنتي بكلمة كده
ولا كده .. أنا بنتي ست البنات وأشرف من الشرف ... بس الواد ده خلاص
يشوفوله حد غيرنا
عبدالله : وأنا مش هسيب شيماء ياقاتل يا مقتول
سالم
: خلاص ياعبدالله ... وأنت ياحاج فتحي قعد المسائل دي مبتتحلش بالزعيئ
والصوت العالي ... أنا هقولكو ع حل ... الشقة الي ف أخر دور فاضية وسكانها
عزلو من قيمة شهرين ممكن عبدالله وشيماء يتجوزو فيها وهاخد منه إيجار بسيط
لحد ما أمورهم تتحسن
أبتسم عبدالله وقال : ربنا يخليك ياشيخ سالم
فتحي : أبقي قابلني لو ادالك الايجار ف ميعاده
سالم
: نفترض الخير يا حاج فتحي وإدينا بنكسب ثواب وعبدالله صاحب طه وف مقام
ابني وإن شاء الله هيتغير للأحسن وهيبطل البتاع الي بيتعطاه ولا أي
ياعبدالله؟
أومأ له عبدالله وقال : يحرم عليا ليوم الدين أشتريه ولا اشربه تاني
سالم
: ربنا يهديك يابني ويصلحلك الحال أنت وكل الي زيك ... قالها وهو ينظر إلي
إبنه طه الذي يقف بعيدا .... فأردف وقال : ها قولت أي يا أبو شيماء ؟؟
فتحي
: كلامك ع راسي ياشيخ سالم بس ع شرط كتب الكتاب والدخله الخميس الجاي ...
ادامه اسبوع يتشقلب يعمل قرد يا إما كده يا إما معندناش بنات للجواز .
_ بتعجزني يا ابو شنب شبه شنب عشماوي إما وريتك بس أنول مرادي الأول .... قالها عبدالله بداخل عقله
سالم : أي ياعبدالله خلاص إتفقنا ؟؟؟
عبدالله : إن شاء الله يا عم سالم
سالم : يلا بينا نقرأ الفاتحه ونفتح صفحة جديدة وربنا يهدي النفوس
رفع الجميع يده ويقرءون سورة الفاتحة .... وبعد دقيقة
سالم : ولا الضالين ..... مبروك يا عبدالله مبروك يا حاج فتحي .
______________________
_ أشرقت الشمس معلنة عن بدأ يوم جديد مليئ بالأحداث ....
وفي قصر عزيز البحيري ....
صدح رنين هاتفه ... نهض يوسف بجذعه قليلا فأمسك به وأجاب بصوت ناعس : ألو يا مها
مها: دكتور يوسف معلش بس إحنا محتاجين حضرتك ضروري
يوسف : حصل حاجه؟؟
مها : جالنا حالة طوارئ واحد خبطته عربية ومحتاج تدخل جراحي بسرعة ودكتور آسر مش موجود ف مصر ودكتور مهدي ف الجونة
يوسف : طيب نص ساعة مسافة الطريق وهكون في المستشفي إن شاء الله وخليهم يحضرو العمليات عقبال ما اجي ..... سلام
أغلق المكالمة ونهض وهو يزيح الغطاء جانبا ... أستيقظت أنجي بتأفف عندما قام بفتح الستائر لتولج أشعة الشمس وأزعجت عينيها
_ رايح فين يا يوسف ... مش النهاردة أخر يوم العيد وأنت أجازه ؟؟ ... قالتها إنجي
يوسف وهو يخلع قميصه القطني ويلقيه جانبا قال : أرواح الناس مبتستناش أجازات يا إنجي هانم .
زفرت
بضيق وقالت : أنا نفسي أفهم إزاي مستشفي إستثماري بالمستوي العالي ده تفتح
فيها طوارئ مجانا وبتصرفلهم علاج ببلاش ... ده كده قلبت مستشفي حكومي.
فتح
الخزانة وتناول منشفه قطنية كبيرة وقال : الناس الغلابة كتير وفيه ناس
ممكن تموت عشان معهاش جنيه تجيب بيه العلاج ... طبعا الي زيك ميعرفش الكلام
ده ... قالها ودلف إلي المرحاض وأوصد الباب
نظرت إلي إتجاه المرحاض بإمتعاض وقالت وهي تقلد طريقة حديثه بسخرية : الي زيك ميعرفش الكلام ده ... ماشي يايوسف
دق الباب ...
إنجي : أدخلي يا سميرة
فتحت جيهان الباب ودلفت : صباح الخير
نهضت إنجي من فوق التخت وقالت : صباح النور ياعمتو
جيهان وهي تبحث بعينيها قالت : أومال فين يوسف؟
إنجي : ف الحمام بياخد شاور عشان وراه عمليات تبع الطوارئ
جيهان : مش عيزاكي تزعلي مني ... بس ياريت تغيري أسلوبك مع الناس ... من تواضع لله رفعه
إنجي : ياعمتو أنتو فاهميني غلط خالص
جيهان : لاء يا إنجي أنا أكتر واحدة فهماكي بس مش هلوم عليكي أنا هلوم ع مامتك الي ربيتك ع التعالي والتكبر... أنا عايزة مصلحتك
تنهدت إنجي وقالت : حاضر ياعمتو هحاول أتغير
خرج
لتوه من المرحاض يلف المنشفة حول خصره وجذعه عاريا ... أتسعت عينيه خجلا
وقال : سوري ياماما ... قالها ودلف إلي غرفة الثياب مسرعا
ضحكت كلا من جيهان و إنجي ... وبعد مرور دقائق معدودة
خرج من الغرفة يرتدي بدلة رسمية ويمسك بساعة يده ويغلقها
_ صباح الخير يا أجمل جي جي ف الكون كله ... قالها يوسف وهو يقبل رأس والدته
جيهان : صباح النور يا قلب جي جي ... كنت عيزاك ف خدمة
يوسف : أؤمري يا جي جي
جيهان : عيزاك تكلم آدم أخوك وتخليه يرجع القصر
يوسف : بصي ياماما ياريت تسبيه يومين كده ... الي حصل مش سهل أنتي أكتر واحده عارفة صبا كانت بالنسبة له اي
جيهان : أعمل أي يابني باباك هو السبب و عزيز لما يقول ع حاجة لاء خلاص مبيرجعش فيها
يوسف : حاضر ياحبيبتي أنا هكلمو وهروح أقابلو بعد ما اخلص العملية الي مستنياني دي وهطمنك عليه
جيهان : وتجيبو ف ايدك وأنت راجع
أومأ لها مبتسما : من عيوني ياست الكل
جيهان : تسلملي عيونك ياحبيب قلبي
إنجي وهي تعقد ساعديها أمام صدرها قالت بمزاح : الله الله عيني عينك كده تحبو بعض أدامي
تجاهلها يوسف ولم يعيرها أي إهتمام ونهض وهم بالمغادرة وقال : عايزة حاجة ياجي جي
جيهان : ميرسي ياحبيبي زي ماقولتلك أوك؟
يوسف وهو يمسك يدها ويقبلها قال : حاضر يا جي جي .. مع السلامة ... قالها وغادر ع الفور
إنجي بحنق قالت : شوفتي ياعمتو بيعمل معايا أي؟
ضحكت جيهان وقالت : يلا أومي صحي لوجي وأنزلو عشان نفطر سوا .
__________________________
_ في منزل عائلة شيماء ...
_ وأنا قولت مش هتجوزو يعني مش هتجوزو ... صاحت بها شيماء وهي تبكي
نعمات : خلاص يا عينيا أبوكي أتفق مع الواد أدام رجالة الحارة ودخلتكو الخميس الجاي
شيماء : والله لأسيبلكو البيت وهاروح قعد عند خالي ف البلد
لوت
نعمات فمها جانبا بسخرية : روحي لخالك عشان لما يعرف الي حصل يعمل فيكي
الي أبوكي معملهوش ... احمدي ربنا ده أبوكي كان ناوي يقطع جسمك بالحزام
لولا أنا قعدت اهديه وحوشته عنك
شيماء بصياح : هو أنتو ليه محسسني إن أنا الغلطانة !!
نعمات
وترمقها بغضب : أيوه غلطانه يا بنت سهير لما تخلينا مش موجودين وتفتحيلو
الباب أهي النتيجة كان هيضيعك وهيضيعنا معاكي ... وده بدل ما تشكريني إن
جيت أنقذتك ع أخر لحظه!!
_ ف أي يا نعمات صوتك جايب لأخر الحارة ليه ؟؟... قالها فتحي بصوته الأجش
نعمات : تعالي شوف السنيوره بنتك وعمايلها ال أي مش عايزه تتجوز عبدالله ... الله يرحم لما كانت هتنتحر عشان توافق ع خطوبتهم
فتحي
بنبرة تحذيرية : لم نفسك ياشيماء .. أنا حايش نفسي عنك بالعافية عشان فرحك
الي بعد كام يوم ... وقسما بالله لولا إن إديت كلمة للجربوع خطيبك ده كنت
مسكتك كسرت عضم جسمك ومخلتكيش تشوفي الشارع ده تاني
رمقته بوجل ورعب فقالت : حاضر يابا الي تشوفه
وضع
يده ف جيب عباءته الفضفاضة وأخرج منها محفظة النقود خاصته وقال: خديها
يانعمات وشوفي أي الي ناقصها ف جهازها واشتريهولها ... قالها وهو يخرج
النقود ويعطيها لها
نعمات : يلا يابت روحي البسي عشان ننزل
رمقتها شيماء بإزدراء وولجت إلي غرفتها
نعمات : شوف البت بتبصلي بأرف إزاي !!!
_____________________________
_ في مشفي البحيري الإستثماري ....
يقف بداخل غرفة العمليات مرتدي المأزر الطبي والقلنصوة والقفازات المطاطية ... منهمك ف إجراء العملية الجراحية التي بدءها منذ قليل
قال من أسفل الكمامة التي يضعها ع فمه وأنفه : تقرير الحالة ؟
الممرضة : اسمه سيد إبراهيم ... 27 سنة ... فصيلة الدم.... كسر ف كسور ف ثلاثة ضلوع أمامية ونزيف ف المعدة A موجب
يوسف وهو يمد يده إليها : مشرط .... أعطته المشرط وقام بفتح عند موضع المعدة
وبعد مرور ساعتان ....
وقف
ف المرحاض الخاص بالأطباء يغسل يديه بالمطهر أولا ثم بالصابون وقام بتجفيف
يده بالمنشفة الخاصة به ... حدق قليلا بصورته المنعكسة ف المرآه التي تعلو
حوض المياه وكأنه ينظر إلي شخصا آخر ... تنهد بعمق وغادر المرحاض متجها
إلي غرفة مكتبه ... دخل وجلس خلف المكتب وهو يرجع رأسه إلي الخلف ... ألقي
نظرة ع هاتفه
دق الباب فقال : أدخل
دلفت الممرضة وتحمل ملف ورقي ووضعته أمامه ع المكتب وقالت : أتفضل يادكتور تقرير الحالة
يوسف : خليهم يعملولي فنجان قهوة
الممرضة : حاضر يادكتور ... قالتها ثم غادرت
أخذ الملف وقرأ محتواه لتلتمع عينيه ... أمسك هاتفه وأجري إتصالا
_
ألو مدحت باشا ......... أي الأخبار؟.......... والكتكوته الصغيرة عاملة
أي؟.......... خير إن شاء الله ......... ما أنا بتصل بحضرتك عشان أطمنك
بأن لقينا المتبرع ........ متقلقش أنا بنفسي هخلص معاه كل الإجراءات
والسعر الي هيطلبه هبلغ بيه حضرتك.
_______________________
_ يمسك بيديها ويتجه بها نحو ذلك الخيل الأسود ذو العلامة البيضاء التي تشبه وميض البرق ف السماء ....
_ خلاص وصلنا ولا لسه ؟؟ قالتها صبا وهي معصوبة العينين
_ خلاص ياحبي ... قالها آدم ثم وقف خلفها ليقوم بفك تلك الشريطة ثم أردف : كل سنة وأنتي طيبة يا أجمل صبا
فتحت
عينيها وهي ترمش عدة مرات ... أقتربت من الخيل وهي تضع يدها تمسد ع جانب
وجه الخيل وقالت : الله يا آدم ده نفس الحصان الي كنت بدور عليه
أبتسم وحاوط وجهها بكفيه وقال : عارف يا روحي أنا وصيت عليه مصعب لحد ما لقي المواصفات الي أنتي عايزاها .
أقتربت منه وعانقته وقالت : ميرسي أوي ياحبيبي ربنا يخليك ليا
آدم : ويخليكي ليا ياحبيبتي ... ها هاتسميه أي؟
صبا : هاسميه رعد
وضع قدمه مستندا ع سرج الخيل ليمتطيه ثم مد يده إليها وقال : يلا أطلعي
صبا : لاء أنا بخاف .... أن أخري أتفرج عليه وهو بيجري
آدم : ماتخافيش أنا معاكي وأنتي هتركبي ورايا وتمسكي فيا
مدت يدها لها ليجذبه بحركة سريعة لتصبح خلفه وتشبثت به وهي تحاوط جذعه من الخلف ... قام بشد لجام الخيل ليبدء بالركض ف الساحة
_ لم يستيقظ من ذكرياته التي يبحر بداخلها إلا عندما سمع صوت شقيقه
_ كنت متأكد هاجي الأقيك ف الشركة ... قالها يوسف الذي دلف للتو وجلس بجوار آدم ع الأريكة الجلدية
نهض آدم وأتجه نحو الحائط الزجاجي وهو ينظر إلي نهر النيل الذي يطل عليه مبني شركة البحيري
_ جي جي الي بعتاك ؟؟
يوسف : يعني هيكون أبوك الي بعتني يعني ؟
زفر آدم بحنق وقال : عمري ماكنت فارق معاه ... أهم حاجة عنده اسم العيلة والشغل
يوسف : بابا خايف عليك من عابد الرفاعي والي ممكن كان هيعملو فيك لو أتجوزت صبا من وراه
آدم : خلاص يا يوسف ملهوش لازمة الكلام
يوسف :طيب لما أنت عارف إن ده بقي أمر واقع مش عايز ترجع البيت ليه ؟؟
آدم : كنت بخلص شوية حاجات تبع الشغل وهاروح بلليل
يوسف بنبرة أمر : لاء هتروح دلوقت ويلا بقي أنت عارف ماما ممكن مدخلنيش القصر لو أنت مجتش معايا ... قالها مازحا
آدم : يالا يا يوسف ... قالها وتناول سترته وهاتفه ومفتاح سيارته وغادر كليهما المكتب والشركة بأكملها .
____________________________
_ أديني جيتلك .... نعم ؟؟... قالها طه ويقطب حاجبيه
_ ياااااه للدرجدي ياطه مش طايقني !!! قالتها رحمة
زفربضيق وتأفف : أوووف أستغفر الله العظيم يارب ... مش أخر مرة إحنا متخانقين وقولتلك مش هقدر أكمل معاكي !!
قد بدأت عبراتها تتجمع بعينيها وقالت : أنا طلبت إن أقابلك عشان أققولك متقدملي عريس ياطه
أبتسم بسخرية وقال : ألف مبروك والفرح أمتي ؟
رمقته بنظرات نارية وقالت بغضب : ده أي كمية البرود الي أنت فيها دي
_
يعني عيزاني أعملك أي؟؟؟ .... ما أنتي عارفة الي فيها والظروف الزفت ...
فوقي يارحمة الي زيي عشان يقول ياجواز هيكون دخل ف الأربعين سنة ... صاح
بها طه
أنسدلت عبراتها بألم مرير وقالت بصوت باكي : يا طه أنا بحبك وعمري ما تخيلت نفسي مع راجل غيرك
طه وهو يمسح عبراتها وقال بنبرة خبيثة : عادي يا رحمة ممكن تتجوزي غيري ونكون مع بعض برضو
أبتعدت إلي الوراء وعينيها تتسع بذهول من كلماته وقالت : أأ أنت إزاي بتقول كده !! أنت فاكرني أي ؟؟؟
طه ببرود ومكر : ومالك مستغربة ليه ...بنات كتير متجوزه و ع علاقة بحبيبها الي بتحبه قبل ماتتجوز
تعالت
أنفاسها بالغضب فأقتربت منه وأنهالت ع وجهه بصفعة قوية وقالت : أنت شيطان
وقذر وسافل وحيوان والي زيك ميستاهلش واحده غير تكون من عينته
أشتد
غضبه لتثور أغواره ليقترب منها ويجذبها من يدها ويقبض باليد الأخري ع
عنقها وصاح بها : بتمد إيدك عليا يابنت ال...... ... القذر هو أنتي لما
كنتي بتستغفلي أخوكي وأمك وتخرجي من وراهم معايا وأنتي متأكده إن أنا مش
بتاع جواز.. ده غير لما كنتي بتسمحيلي أحضنك وأبوسك وأنتي معندكيش أي مانع
خالص
دفعته بيدها الأخري بقوة حتي
نجحت ف أن تفلت من قبضتيه وقالت وهي تلتقط أنفاسها : أنا كنت بعمل كده عشان
كنت بحبك وبثق فيك لكن فعلا أنا قذرة أن سمحت لأشكال زيك بأن يقف واقفتك
دي ويعايرني إن حبيت واحد زبالة .
هوي كفه بصفعة ع وجنتها وهو يقول : كلمة تاني وقسما بالله يارحمة هاروح لأسامة أخوكي وأسمعه تسجيلات مكالمتنا أنا وأنتي
_
روح ياشيخ منك لله الهي ياطه ربنا يوقعك ف واحدة تدوقك من المر كاسات ...
حسبي الله ونعم الوكيل فيك .... قالتها وغادرت من أمامه وعينيها تذرف
عبراتها ع حالها وهي تلعن بداخلها ذلك الذي كانت تدعوه يوما حبيبها وتلعن
قلبها الذي أذلها له .
شعرت بإهتزاز هاتفها بداخل محفظة نقودها التي تمسكها بيدها ... فأجابت : ألو ياماما
والدتها : أنتي فين يارحمة؟
رحمة : كنت بشتري شوية حاجات وجاية
والدتها : وماله صوتك ؟
رحمة : مفيش كنت مخنوقة شويه .... ماما كلمي طنط عديلة وقوليلها أنا موافقة.
__________________________
_ في قصر العزازي ....
أستيقظ بعد مرور ساعات من نومه وهي بين زراعيه ... بينما هي فتحت عينيها لتري المياه التي تغمر جسدها وشعرت بجسده الذي يحاوطها
أنتفضت
فجاءة وهي تنهض من حوض الاستحمام وتنظر له بغضب وكادت تتفوه حتي أدركت
إنها ليست ترتدي سوي قطعتين من الثياب ... ركضت إلي الخارج بداخل الغرفة
لتلتقط ذلك المعطف القطني الملقي ع الأريكة وترتديه ع الفور
نهض
من حوض الإستحمام بثيابه المبتلة ليبدء ف خلعها ... أخذت تبحث عن ثياب
لترتديها دلفت إلي غرفة الثياب وكانت غرفة كبيرة مقسمة إلي جزء رجالي خاص
بزوجها والجزء الأخر مليئ بثياب نسائية وأحذية .
ظلت
تبحث عن شيئا يناسبها وترفع يدها لتأخذ ثوبا .... وجدت يده تسبقها وهو
يمسك بثوب حريري باللون الأبيض اللامع ... ألتفت لتجده أمامها ولا يفصل
بينهما سوي بضع إنشات .... وضعت كفيها ع عينيها وهي تشهق بخجل عندما رأته
لايرتدي سوي منشفة حول خصره لكن لاحظت كلمات بلغة أجنبية موشومة ع صدره .
أقترب
منها قصي وقال : ألف سلامة عليكي .... قالها ثم طبع بشفتيه قبلة ع جبهتها
ثم أردف وقال بنبرة هادئة : أنا هستناكي تحت عشان نتغدي مع بعض ...... ثم
ألتقط بعض قطع الثياب الخاصة به وغادر الغرفة
أنزلت
كفيها بعدما سمعت صوت باب الغرفة وهو يوصده خلفه ... نظرت إلي ذلك الثوب
الحريري ... فقامت بخلع المعطف لتبدله بذلك الثوب ... وقامت بتجفيف خصلات
شعرها بالمجفف الكهربائي .... وقامت بتمشيطه لترفعه لأعلي ع هيئة ذيل الفرس
.... وأرتدت ف قدميها حذاء نسائي مريح باللون الأبيض .
_ وبعد قليل هبطت الدرج وهي تبحث عن غرفة مائدة الطعام ... فهي مازالت لا تعلم بأماكن الغرف بالقصر ... جاءت نحوها خادمة آسيوية
وقالت : تفضلي معايا مدام صبا قصي باشا مستني هضرتك
...تتبعتها
صبا إلي الغرفة التي قامت الخادمة بفتح بابها الذي ينفتح ع مزلاج بداخل
الجدار ... دخلت لتري غرفة مليئة بالديكورات التي تدل الثراء الفاحش ....
ويتوسط الغرفة مائدة طويلة يحيطها أكثر من 25 مقعد ... يترأس الطاولة مرتدي
قميص أسود مفتوحة أزراره العليا ... يمسك لوح الكتروني ( تابلت) يتصفح أخر
أخبار البورصة وأسهم شركات الرفاعي وشركاته الخاصة .... مشت ثم توقفت لدي
مقعد يبتعد عنه بسبعة مقاعد وكادت تجذب المقعد حتي تجلس فأوقفها صوت طرق
يده ع الطاولة حيث يشير إليها لأن تجلس بالمقعد الذي يقع ع يمينه ولم يرفع
عينيه عن الشاشة .... زفرت بحنق وهي ترمقه بإزدراء ... توجهت إلي المقعد
الذي أشار إليه ... ترك مابيده ونهض ليجذبه لها ثم جلست .
المائدة
يعلوها العديد من الأطباق الطعام لكن هي لم تكن لديها الشهية فظلت شاردة
حتي لفت نظرها تلك اللوحة المعلقة بعرض الحائط وهي لحصان أسود يرمح في
المياه ... نظرت إليها وأبتسمت عندما تذكرت رعد
_ عجبتك اللوحة ؟؟ ... قالها قصي وهو يقطع شريحة اللحم بالسكين ثم تناولها بالشوكة
أجابت
وكأنها ف عالم أخر ولم تدرك إنها تتحدث إليه فقالت : رعد أجمل حصان شوفته ف
حياتي ... آدم جبهولي هدية عيد ميلادي أول ما اتخرجت من الجامعة ... أنا
بخاف أركب الحصان لكن هو كان ديما بياخدني وراه فمكنتش خايفة خالص لأن عمري
ماحسيت بالأمان غير معاه ..... كانت تتحدث ولم تشعر ببركان الغضب الذي ع
وشك الإنفجار ع رغم السكون الذي يعم الغرفة
أهتزت
المائدة بكل بما يعلوها من أطباق وأدوات من قبضته ... لتفيق من شرودها
بفزع ... أمسك يدها بقوة حتي كادت تشعر بعظام أناملها تُسحق ف قبضته ...
وقال بصوت هادئ ومرعب : لما تكوني ع ذمة راجل وتجيبي أدامه سيرة واحد تاني
وتقولي الي قولتيه ده يبقي ملهوش غير معني واحد .... نهض من مقعده ليدنو
منها وقال : إنك و........
أتسعت
حدقتيها ولم تدري بكفها الذي هوي ع وجهه بصفعة تردد صداها ف أرجاء الغرفة
.... ترك يدها لتري تلك الإبتسامة التي لم تصل إلي عينيه التي تحولت إلي
الظلام المعتم ... تأكدت أنه لا يمر تلك الصفعة ع خير ... أبتلعت ريقها
بوجل ... ونهضت من مقعدها مسرعة لتهم بالمغادرة ... جذبها من خصلات شعرها
المربوطة وهو يجز ع أسنانه وأسرع خطواته ويسحبها خلفه وهي تصرخ
آآآآآآآآآآه ... سيب شعري ياحيوان ... صاحت بها صبا
صاح
بغضب مرعب وقال : شكلك نسيتي لما قولتلك إيدك لو أتمدت تاني هعمل فيكي أي
... وكمان بتغلطي ... وأنا ياصبا هربيكي من أول وجديد ... قالها ومازال
يسحبها خلفه حتي وصل إلي درج يصل إلي القبو
وقفت الخادمات بذعر لتقول إحداهن : والله صعبانه عليا دي ممكن تموت ف ايده
قالت الأخري : أنتي مشوفتيش الي عملته فيه ... أنا كنت لسه هدخلهم العصير لاقيتها رزعته قلم طرقع ع وشه
_ يالهوي ربنا يستر وميعملش فيها حاجه ده شراني .... عمري ما هنسي الي عمله ف البت نوسه لما سرقت الخاتم بتاع كارين هانم
_
فاكره يا ختي ده لولا كنان لحقها من أيدو كان زمان جسمها كله متجبس مش
دراعاتها الاتنين بس ومن ساعتها و .... لم تكمل لتقاطعهم صرخة أفزعت كل من ف
القصر.
أنتهت الحلقة ..