رواية بنت الوادي الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم سلمي سمير
#دعوة_للحياة
#البارت_الرابع_والعشرون
**************
كن شديد الصدق حتى لو كانت الحقيقة غير مريحة , لأن محاولة إخفاء الحقيقة غير مريحة أكثر فا في غمرة الموت تستمر الحياة .. في غمرة الكذب تستمر الحقيقة .. في غمرة الظلام يستمر الضوء
+
تعالت النظرات طويلا بين فريد وفرحه بعدما صدمها بموت سوسن، ابنة العم التي ضحت من أجله وكشف له مخطط ابيها وأم ابنه البكري، الذي لحق بها لكن
من إذا التي رأتها في الاسفل
لا تنكر انها شكت في نفسها واحتارت كيف هذه هي سوسن، مع العلم انها ليست نفس الفتاة التي رأتها بحضنه حين دخلت عليهم غرفة النوم في لندن،
رمشت بعينها عدة مرات لكي تفوق من صدمتها وسألته بحيرة وارتياب:
بتقول سوسن ماتت، ام ابنك وبنت عمك ماتت، لكن مين سوسن اللي تحت معقول البنت اللي بتطاردك ليه نفس الاسم وجبتها تعيش معاك ولا اتجوزتها
+
ملس علي شعرها وشدها الي صدره حاولت ابعد نفسها لكنه ثبتها بقوة لاحتواء خوفها وجزعها من صدمتها التي تلقتها للتو وقال:
اللي شوفتيها تحت دي الممرضة، الا كانت بتتبرع لحافظ واللي وهبت نفسها لمرافقته سنه ونص بعد ما عرفت بموت امه،
وفعلًا كان أمر غريب بان اسمها يكون سوسن، لكن عرفت بعد كده ان ده سبب اهتمامها الأساسي بحافظ
+
أخرجها من حضنه فقد استطاع بهدوء امتصاص خوفها واعاد السكينه الي قلبها واكمل:
انا هقولك ازاي قابلتها، بعد ما اختفيتي زي ما قولتلك نفسية سوسن ادمرت لانها عرفت بعشقي ليك رغم جوازنا من شهر ونص وهي اللي ياما حولت تكسب قلبي مقدرتش
ده فوق حزني عليكي اللي خلاني إهمالها في رحلة بحثي عنك، زاد عليها المرض وعرضتها علي اكبر الدكاترة المتخصصين، كلهم أجمعوا أن مفيش امل لكن يقدرو يوقفو تدهور صحتها لكن شرط الإجهاض
وهنا ظهرت أمومة سوسن متجسده في طفل بيتربي جواها ومرض بينهشها واتمسكت بالطفل كانه الحياة
شافت أنه الذكرة الوحيدة الحلوة اللي تقدر تتركها ليها في دنيا الجشع والحقد
حاولت كتير أقنعها وبالذات ان الدكاترة أجمعوا أن من المستحيل الحمل يكمل لكنها أصرت وأمام إصرارها استسلمت وبقيت استعد لطفل واثق انه هيكون مريض وده الذنب اللي اتحملته باني سمحت أنه يجي لدنيا ويتعذب فيها
وقتها كانت اخبارك وصلتني ونزلت بيها لمصر في طائرة طبيه مجهزه، وبعت لعمي ومرات عمي اعرفهم اللي حصل، عايز اقولك من وقت نزولنا مصر لحد ما ماتت ربنا كان رحيم بيها لانه دخلت في غيبوبه
وقتها كان طاقم التمريض كله مش بيتكلم غير عن حبي ليها وازاي انا حزين علي خسارتها
مكنش حد حاسس بالنار اللي جوايا من خوفي عليكي وحزني عليها وخذلاني ليها لاني مقدرتش احبها، لحد قبل ما تموت بيومين
لقيت بنت جت وووقفت جمبي وقالتلي:
سبحان الله نفس الاسم لكن المصير مختلف، انا ربنا كرمنا بطفل بعد ثلاث سنين من المحاولات
ولما اتولد أصيب بالسرطان جوزي ما اتحملش رحلة علاجه وطلقني وانا فضلت اقاسي مع ابني لحد ما مات من شهرين وعايشة بحزنه لحد دلوقتي
من يومها وهبت نفسي لمساعدة مرضي السرطان، ومنها مراتك، صدقني اللي بتعمله معها من اهتمامك بيها هو احسن إحساسه بيوصلها رغم انها في غيبوبة لكنها حسا بيك ووقفتك جمبها هتفرق معاها كتير
نهض فريد واسبل عيناه بالم، استقامت فرحه ووقفت وراءه وقالت:
فريد اسفه لو كنت فكرتك بخسارتها، كانت بنت عمك وام ابنك وحبتك بصدق سامحني ارجوك
+
استدار ونظر إليها بوجوم:
سبب حزني احتقاري لنفسي لاني خذلتها واتخليت عن دعمها، كانت حالتها مستقرة، فكرت فيكي وقرارات اسافر علشان تكوني جمبي وتحت عيني، للاسف غبت عنها يومين، انهارت كل أجهزتها و قف قلبها، كانها شعرت اني تخليت عنها،
كنت وقتها في انجلترا، بجهز ورقي وورقك علشان اخدك وننزل مصر، بعد ما عرفت بحملك
+
وقبل ما اجيلك وصلني اتصال من المستشفي بلغوني فيه بوفاة سوسن بعد إيقاف جميع أجهزتها الحيوية، وأنهم هيضطرو يقومو بعمل جراحه قيصري مستعجله لإنقاذ الجنين
+
تنهد بقوة وزفر شعور بالألم امتلاء به صدره رفع نظر إليها بعيون تترقرق بها الدموع:
خذلتها وكان محتاجه بس لوجودى ملحقتش حتي اودعها، عايز اقولك أن ابوها انهار ودخل في حاله من الهياج الهستيري، وبقي يصرخ بلوعه وطنط دولت بقت تصرخ فيه وتقوله:
نفعك بأية المال وهو مقدرش يساعد في شفاء بنتك ولا ينقذها من الموت،انت السبب لو كنت بتراعي ربنا في اخوك وابنها اللي فكرت تموته علشان تاخد ماله مكنش ربنا غضب عليكي وعمي بصيرتك، وكنا اكتشفنا مرضها بدري ولحقنا نعالجها منك لله يا حسن بنتي ماتت بسبب جشعك وظلمك، ماتت حتي قبل ما تشوف ابنها وتفرح بشبابها
+
من يومها عمي اختفي، محدش شافه ولا عارف ليه طريق، وبقيت انا المسؤول عن عائلته، علشان كده رجعتهم مصر، جم عاشو معانا فترة لحد ما اشتريت ليهم فيلا استقر فيها ورتبت لهم حياتهم
+
ام حافظ لما اتولد قبل ميعاده كانت حالته سيئة جدا نقص اكسجين وانيميا البحر المتوسط، وخلل في انزيمات الكبد وضعف ورشح في الرئة،
كنت بشوفه بيتعذب قلبي بيوجعني عليه، والوم نفسي علي جوزي من أمه، ورضوخي لاتمام زواجنا واستسلامي في رغبتها بان تكمل في حملها
سنه ونص وانا بتبرع ليه بالدم، ومن حسن الحظ سوسن الممرضة كانت نفس فصيلته، كانت بتتناوب معايا علي التبرع ليه، علشان كده كنت بعتبرها امه، لانه عوضته حنان أمه برعايتها ليه، وهي عوضت امومتها فيها بعد حرمانها من ابنها،
وللأمانة كرست حياتها ليه مكنتش بتسيبه لحظه
حتي لما كنت اطلب منه أن أعين واحدة تساعده في رعايته كانت بترفض بشدة وتقولي
حافظ دمه من دمي، يعني بقي ابني ازاي اسيبه لغيري يهتم بيه
كأن ربنا أراد يعوض حافظ عن حرمانه من أمه بيها،
ورغم كل همومي بقيتي انت همي الاكبر لاني مش قادر اسافرلك و اسيب ابني بيموت، خوفي من اني اسافر من هنا ويجيلي خبره زي أمه ويدفن من غير ما أودعه هو كمان
وبين قلقي عليكي من المخاطر اللي حطيتي نفسك بيها، بعد ما عرفت انك عايشه بشخصية كاثرين وابننا بتربيه جاكلين
+
فضلت فترة طويلة مشتت الفكر وبعاني فراقك وبعدك وانك لوحدك في بلاد غرية، لحد ما حافظ اتحسن خرج من المستشفي،
من هنا ودخلت معركة شرسة مع والدتي امتثال هانم ، من رفضها رعاية سوسن لحافظ بعد ما اتحسن، لانها كانت شايفه أن سوسن متلقش تربي ابني وتكون مسؤوله عنه لانها لقيطة
لكن انا اصريت تكون هي المسؤولة عنه بالذات انها كانت متعلقه بيه وبتحبه بجنون، ومش كده وبس كمان لان بعد موت ابنها وطلاقها من جوزها ملهاش حد، كنت شايف الدنيا ظلمتها كفاية وحافظ كان ليها العوض اللي معاه عاشت امومتها ومكان يؤويها
+