رواية بنت الوادي الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم سلمي سمير
#خداع_ وذكاء
البارت الخامس والعشرون
*****************
أتُحبها ؟
لا أدري ..ولكن غيابها يجعل وجوه الناس شاحبة ..
ورائحة الهواء مُغبرة ..
إذاً فأنت تُحبها !
دعك من تضخيم الأمر .. فقط غيبتها تبدو كثقب أسود يبتلع ألوان الكون حين يطل عليّ ، ثم يعيد ما اختلسه من البهجة حين تعود !
بالتأكيد أنت تُحبها !
دعنا لا نتسرع في الحكم ، رجاءاً ..كل ما في الأمر أن غيابُها .. غربتي ! - أحمد خالد توفيق
+
انتفضت فرحه عند ذكر فريد أن تلك الفتاة التي عشقها منذ تسع سنوات قبل معرفته بها صارت زوجته، فقد تملكت منها الغيرة، وشعرت انها عادت الي نقطة الصفر، فهو زوج لغيرها وستشاركها فيه، تعلم أنها ليست جديرة به، ولا من مقامه ومكانته العالية اجتماعيا وعلميًا، لكن تعشقه وانانيه فيه الي نفسها، فهي ام أولاده وحامل في اخر،
فمن إذا حق به غيرها، فسألت نفسها بالم يعتصر قلبها العاشق الي تلك الرجل الغامض :
طيب هو و اتجوز الا حبها انا بقي هكون بالنسباله ايه، ام ولاده وبس ولا وضعي معاه ايه بالظبط
+
رمقته بنظرات غيظ وغضب وقالت:
اتجوزتني ليه يا فريد بدل كان علي ذمتك بدل الوحدة اتنين، والهانم دي ياتري اتجوزتها بعدي ولا قبلي ولا قبل الكل، اه باحزنك يا فرحه
ملكيش من اسمك نصيب، والحزن والألم قدرك وقسمتك، اه يا قليلة البخت يانا
+
ضحك فريد علي نواحها ونحيبها وقال:
الجميل زعلان علشان في واحدة تانية هتشاركتها فيا، معقول لدرجة دي بتغيري عليا، طيب ممكن تجي تقعد مكانك بدل ما اجيلك واطلع علي عينك شوقي ليكي، وساعته هتبقي الجانية علي روحك،
+
هزت راسها برفض ورت عليه بحدة وغضب:
سيبني يا فريد، ولا اقول يافريد بيه، ما انا هفضل بنت الخدامه اللي متلقش بمقامك ولا تتشرف بيها
+
زفر فريد بحده ونهض وتقدم اليها بغضب، فجأة ضمها الي صدره بقوة وحنان لا يقوم بهم الا عاشق يخشي علي محبوبه من قوة عشقه لها؛
رفع راسها وقال لها بتودد :
يا خايبة كل ده ومش عارفه انت بالنسبالي ايه، لا يا فرحه انا بتشرف بيكي وفخور انك زوحتي، ومستعد انزل اعلان في الصحف والمجلات والإذاعة والتليفزيون واقول فيهم اني بحبك وبعشقك يا بنت الوادي، الجميلة الغيورة ام طبع حامي وحمئية زيادة عن اللزوم، وفوق كل ده ام اولادى
+
رفعت راسها عن صدره ونظرت إليه بعيناه الباكية وقالت من خلف دموعه بغيرة واضحه:
اومال مراتك سونسن دي تبقي ايه، مش قولت انك بتحبها واتجوزتها
+
هز فريد راسها بالايجاب وضحك قائلًا:
حصل اتجوزتها لاني بموت فيها وبحبها وبعشقها كمان، بس مش لما تعرفي هي مين وازاي اتجوزتها بعدها،تبقي تزعلي وتلوميني
+
لانت ملامحها الحزينه وسألته علي امل ان بجيبها بما يريح قلبها الملتاع عشقًا :
اتفضل قول هي مين سونسن هانم دي، واتجوزتها امتي، بس اسمع، لو هتكمل معاها انا مش هقول اعيش انا وهي في مكان واحد اتفقنا
+
قطب ما بين حجباه وقال بغموض ومكر :
مقدرش اوعدك انتو مكانكم جمبي وجوه قلبي ومبنفعش اقسم بينكم الايام، محتاج لحضنك انت وهي كل يوم، بس ممكن ابقي في النص بينكم ايه رايك، تحبي تبقي علي اليمين ولا الشمال
+
قال ذلك وانفجر ضاحكًا دفعته فرحه في صدره بغيظ وانهارت باكية وردت عليه:
لا شكرًا انا مستغنيه عنك،انا مليش حق اقولك طلقها لان كده بغضب ربنا، لكن اقدر اطلب منك تطلقني وخليك ليها، انا مش هقدر اتحمل تشاركني فيك
قول انانية غيورة مش بتحب الا نفسها لكن العاشق بجد مش بيتحمل حبيبه يشاركه مع حد
وانا بحب يا فريد، مهربتش منك غير لاني متحملتش سوسن تشاركني فيك، معقول يعني تخرج من حياتي
علشان يكون في غيرها ينغص عليا حياتي
هو ايه الحزن والغم اللي مكتوب عليا ده ياربي
+
ضمها فريد الي صدره بحنان ولثم راسها بفخر، فعشقها له قد اجهد قلبها الصغير، وصار الالم هو من يحركها وينطق عنها، ليجسد وجعها في طلبها للطلاق فقد أصبح البعد عنه كالموت وهو اهون عليها من أن تراه في حضن امرأة اخري تنال عشقه واهتمامه،
تنهد بقوة وأخذها علي ساقه كطفلته المدلله وقال:
طيب هوني علي نفسك وانا هعرفك من سونسن اللي وجعت قلبك وبكت عيونك يا قدري الجميل
+
هزت راسها بالموافقه فليس امامها الا أن تسمع له لعلها تجد في حديثه ما يطفئ نار غيرتها عليه:
ضمها فريد الي حضنه بحنان وبدأ يقص عليها حكايته مع من سرقت قلبه وسكنت روحه
كنت قولتلك أن اول مره اشوف كان وقت سفري لانجلترا اول مره، وبعدها بقيت انا ادور عليها وكتير فكرت اكلمها لكن تديني منعني
لحد ما ظهرت سوسن في حياتي واختفت هي، الغريب في الأمر مع كل غياب لسوسن كانت بتظهر هي لحد ما صرحت لسوسن اني مش هقدر ابادلها مشاعرها والافضل نبعد عن بعض
وفعلا سافرت سوسن لألمانيا وفي نفس اليوم وانا بودعها شفتها بالمطار واتشجعت اني اكلمها وسألته:
ليه بتبعدى عني، انت متعرفيش بعدك بيعمل فيا ايه
انت مين واسمك ايه، وليه ملامحك مش بتتغير كأن الزمن وقف عندك
+
أشارت الفتاة الي قلبه وابتسمت،رد فريد علي حركتها بابسامه صافية وقال:
قصدك أن قلبي هو اللي شايفك كده، طيب ده تسميه ايه غير حب، ممكن تسمحيلي اتعرف عليكي ولو عايزه ترتبط الاول انا موافق
+
أشارت إلي يدها وبحركه الدبله في يدها كانها تقول له لن أرتبط الا بك لكن ليس الان
تفهم فريد حركاتها يدها وتقبلها رغم ضيقه من عدم حديثها معه، ذلك لثقته من قدرتها علي الكلام
ومنذ ذلك اليوم أصبحا لا يتفارقا كان يري حياته القادمه معها ومستقبله ودنيته وزاد تعلق قلبه بها وعشقها بشغف الحب
الي إن عادت سوسن وعرضت عليه الزواج بعدما اخبارته بمؤامرة أبيه مع المحامي سعيد عليه
رفض فريد أن يكون الزواج سبيلهم، لكن بعدما تأكد من صحة ما قالت، ومع اختفاء معشوقته
رضخ للزواج من سوسن فوالدته له عليه حق ومن الواجب عليه أن يجعلها تعيش حياة مستقرة بعدما تعبت في تربيته، وعانت الكثر مع جده أثناء مرضه
قال لها باسي:
زي ما قولتلك اتجوزتها زواج اسلامي غير موثق، علشان أطلقها مجرد.ما تظهر حبيبتي
عمري ما وعدتها بالحب أو ان جوازنا يكمل، لحد ما حصل بينا اللي حصل وتممت جوازي منها، ومن يومها فقدت الامل في ارتباطي بحبيبتي، الا من المؤكد هترفض تجوز راجل متجوز،
ومرت الست شهور واتي الوقت الذي سيتم فيه تنفيذ الوصية، وزي ما انت عارفه سفرت سوسن المانيا لإقناع عمي بزواجنا بعد ما ودعتها،
لقيتها قدامي كانت عيونها كلها عتاب ولوم وحزن
قربت منها وحاولت امسك أيده بعدت عني وصدمتني لما اتكلمت وقالت:
ليه يا فريد، ليه كتبت علي نفسك الوجع والألم والفراق، ليه وانت انسان نقي بالفطرة وعندك بصيرة مقدرتش تفهم أن انا وسوسن كالتضاد في حياتك
استحالة نجتمع، للاسف وجودها يعني بعدي عنك