رواية بنت الوادي الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سلمي سمير
#ابتلاء_أم_بلاء
الفصل الثالث والعشرون
***********
تلاشي الضباب وانقشعت الغيوم وظهرت الحقيقة جالية، بعدما كانت بعيدة كالسراب،
+
في غرفة نوم فريد
نظرة اليه فرح بذهول وهي تعيد كلماته في راسها لعلها تتفهم قوله بانها هي زوجته الثانية
لكن كيف هي زوجته الثانية وزواجه منها كان لإنقاذ ثروته من الضياع كم قالت والدته امتثال هانم؟!
وان كان هذا صحيح لماذا تزوجها إذا ؟ زاد هذا من حيرته، اول الامر تكتشف انه كان بكامل وعيه وقت إتمام زواجه منها والان يصدمها أنها لم تكن زوجته الأولى وكونها زوجته. الثانية التي تغني بعشقه لها
لكن السؤال الان متي تزوج سوسن؟ ولماذا تزوجها؟؟
+
رفعت نظرها اليه وسألته بحيرة اربكتها:
انت بتقول ايه يعني ايه انا مراتك التانية، طيب ليه اتجوزتني مدام متجوز ومن بنت عمك اللي كان عايز يسرقك ويقتلك وانت صغير،
+
اخذت تلف في الغرفة كالمجنونه وهتفت بحنق:
انا مش فهماك، الاول اعرف انك رجل تقي ومتدين وعمرك ما شربت خمر وكذبت عليا ليلة جوازنا، يعني تممت جوازنا وانت في وعيك
ودلوقتي اكتشف اني زوجتك التانبة، اللي هو طب ليه كان جوازنا مدام متجوز، واتجوزتها امتي وليه ظلمتني معاك وفرضت نفسك عليا، في الاخر رجعت ليها ولابنها وعايش معاها انت عايز مني ايه بالظبط
+
ضمها فريد من ظهرها وهتف في أذنها بحرارة:
عايزاك انت ومش عايز غيرك، بحبك وانانيتي فيكي كانت سبب في ظلمي ليكي
لكن غصب عني مكنش عندي استعداد أتنازل عنك بعد ما لقيتك اصرارك علي الطلاق هو اللي خلاني فرضت نفسي عليكي وتممت جوازنا منك ضد ارداتك ، يا فرحه افهمي انت حبي واختياري
+
فكت يدها من علي خصرها واستدارت تعنفه بحتق:
اختيارك ازاي انت هتجنني، والدتك هي اللي عرضت عليا اتجوزك علشان تنقذ ثروتك مقابل أنها تعالج ابويا، وفي الاخر خسرت نفسي وخسرت ابويا
وبكل بساطه تقولي انك بتحبني واختيارك الا هو ازاي وخطيبتك اللي اكتشفت دلوقتي انها كانت مراتك الاول، طيب ليه هربت منك ليلة فرحكم،
فهمني ازاي انت هتجنني ، بقي انا اختيارك وبتحبني
+
امسك يدها واحلسها علي الفراش وجلس امامها وقال بحنان وعشق جارف:
ايوه انت حبيبتي وروحي وعشقي وحلمي، بس قبل ما اعرفك ازاي انت اختياري، لازم تعرفي اتجوزت سوسن قبلك ليه وامتي ، رغم أن ابوها اللي هو عمي زي ما قولتي كان عايز يسرق ثروتي ويقتلني
+
اخذت نفس عميق شاعرة بالحيرة من كلامه فقد رأت في عيونه الصدق لكن ما هو الدافع وراء أفعاله وكذبه عليها هذا ما تريد معرفته، فقالت له:
ماشي رغم انا مش ملزمه اسمع منك لانك خدعتني لكن يمكن لما اعرف ارتاح واديلك الامان
+
غمغم فريد بريبة وغامت عيناه بشكل خطر وقال:
قبل ما اقولك اي حاجه،،،، سامتنا
+
ابتلعت ريقها وردت عليها بسؤال:
مالها سامنتا
+
امسك ذراعها وقال بهدوء مريب وحذر:
بنتي
+
نكست راسها أرضا فهزها بقوة وكرر حديثه:
سامنتا بنتي ويوسف ابني انت خلفتي تؤام صح
+
رفعت راسها اليه ورأت شرر من اللهب تتراقص في عيناه، وتأكدت انها المواجهه التي لن تستطيع الفرار منها، والطريقة الوحيد للنجاه هي الصراحه فقالت:
ايوه سامتنا بنتك لكن اسمها زينب وانكتب باسمك
+
حدق فيها فريد وضحك بمرح:
زينب انت مش هتجبيها لبر لا خليها سامتنا لحد ما نشوف طريقه نرضي بيها ماما،
بقي اول أحفاده تسميها باسم والدتك وهي لاء انت كده بتخسريها رسمي،لكن مش ده المهم دلوقتي مدام سامنتا بنتي فين بنت كاثرين، وليه بعدتيها عن اخوها وكل واحد اتربي في مكان
+
فلتت ذراعها منه ووضعت وجهه بين يداها وهتفت:
مكنش ينفع يتربو مع بعض، اولًا علشان المصاريف لان مليش تأمين يغطي طلبات اطفالي، انت غني متعرفش حاجه عن معاناة الام المعيله
وكمان علشان اقدر اكمل في دور كاثرين اللي ولدت بنت والإدارة والكل كان عارف كده
انا ولدت بعدها بيومين لما فوقت اكتشفت موتها، مفيش يومين وبنتها حصلتها
وزي ما دفنا امها دفنها معاها، وبقيت انا كاثرين وزينب سامنتا بنتها، ولأن صعب اشتغل ومعايا طفله
بعد ما جاكلين اتكفلت بيوسف وخدته تربيه
سام طلب مني اعطيها لأسرة معيله تكون مشتاقه للاطفال، وافقت لاني كنت لازم اشتغل علشان اكفي مصاريف جاكلين ويوسف، ومن حسن حظي ربنا بعتلي جيسي وجوزها اللي احتاجوه بنتي لمساعدة بنتهم علشان تشفي من التوحد
واديك جيت وشوفت بعينك ازاي بيحبوها وبيرعوه
لما سالو عن اسمها جاكلين قالت فرحه لانها اعتبرتتي موت علشان متغلطش قدام حد وتكشفني
وكانت فرصه تقول اسمي علي بنتي اللي اتكتبت في السجلات زينب فريد حافظ الديميري زي يوسف
+
اخذ فريد نفس عميق وطويل وقال:
قلبي كان حاسس من اول مره خدتها في حضني،لكن لما بحثت اتاكدت أن كاثرين عندها بنت وده اللي اثر علي تفكيري ولخبطني لفترة
لكن لما خدتها في حضن تاتي امبارح قلبي اقسم انها بنتي، وكان لازم اتاكد هي اللي بنتي ولا يوسف ولا الاتنين علشان كده رتبت كل حاجه وولادنا حاليا في مركز تحاليل بيتعمل تحليل DNA كنت لازم اتاكد هي بنتي ولا لاء خوفًا من انكارك
+
ارتجف جسد فرحه بقوة وسألته بصدمه:
الاولاد معاك ازاي انا سايباهم في الفندق تحت رعاية انت بتقول امبارح، كده فهمت يبقي انت الدكتور اللي سامتنا قالت عليه تعرفه، بس انت وصلت لينا ازاي
+
ضمها الي صدره في محاولة لاحتوائها وقال بهدوء مرح يبعث عن الثقة بالنفس والغرور:
زي السكر في الشاى، في ايه يا فرحه انت متخيله كنت هسيبك تهربي مني تاتي، انت من اول ما نزلت مصر وخطواتك محسوبه عليكي
من اول ما روحتي الفندق وسافرتي البلد وآخرها ذهابك للمحكمة وبعدها الي مكتب عادل صديقي
وحاليا جاكلين عنده، نخلص كلامنا وابعت اجبهالك،
لازم تعرفي انت مرات فريد الديميري كان مستحيل اهدى اللي ما اوصلك انا مش فاروق يا فرحة عمري
+