رواية فتاة ذوبتني عشقا تيم وطيف الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم امينة محمد
رواية - فتاة ذوبتني عشقا -
الجزء الثالث والعشرين ..💖
+
- قمر وفارس -
** كانت تجلس جواره واضعة يديها فوق كتفه .. تحاول مرضاته فهي تعلم انها جرحته الفترة السابقة كثيراً .. وهو كان يتحملها وعندما فاض به الأمر اخبرها ان كانت تود ان تُكمل معه فلتكمل ولكن لا تعلقه وتجرحه هكذا .. عندما تأخرت بالرد حجز تذكرته الى لندن ليغادر ذلك الألم الذي يعيشه .. ذلك الألم الذي لم يعد يُحتمل .. ذلك التجاهل الكاسر للقلب والروح .. ذلك الحزن الطاغي على حياته جوارها .. وبألحاحها عليه ظل ليتحدثا أولا .. وهاهي تجلس جواره ليتحدثا .. بينما هو نظره موجه بعيداً عنها منتظراً منها ان تتحدث ... وهي تجلس جواره تحاول التحدث ولكن يعجز الحديث عن الخروج .. وكأنه يستقصد في ذلك الموقف السئ .. زفر قائلا ( اي ياقمر .. عايزة تتكلمي في اي ؟) اخذت نفساً عميقاً ثم بدأت بالتحدث قائلة بخفوت ونبرة مليئة بالندم ( انا اسفة اوي على اللي حصل مني الفترة اللي فاتت .. انا مش عايزة علاقتنا تنتهي ) نظر لها بسخرية قائلا بنبرة مماثلة لملامح وجهه الساخرة ( ياشيخة .. اسفة بعد اي انا بقالي اكتر من شهر عمّال اقولك يا قمر انا مزعلك في حاجة طب ياقمر ممكن نتكلم طب يا قمر واعمل كل اللي انتي عايزاه ... وانتي يا دوب يا بتكلميني يا بتشوفيني دقيقتين .. ) ابعد بصره عنها بينما هي تستمع له بحزن قائلة ( انا اسفة والله العظيم .. عشان خاطري ننسى اللي فات وكل اللي حصل مني دا ونبدأ صفحة جديدة ) وضعت يديها فوق يده قائلة بدفئ ( انا محتجاك في حياتي .. انا بحبك يافارس ومش عايزاك تسيبني .. انا عارفة انك استحملتني كتير بس خلاص وعد مش هعمل اي حاجة تضايقك !!) زفر بضيق قائلا ( انا مقولتش متعمليش حاجة تضايقني .. انتي عارفة اني مبضايقش منك بس الفترة اللي فاتت انتي كنتي بتبعديني بس بطريقة غير مباشرة .. كنتي بتقوليلي لو عندك دم فركش وامشي .. وانا فعلا دلوقتي بعمل كدا عشان اريحك .. هو باين حبي ليكي كان سخيف .. ) هزت رأسها بنفي ثم قالت سريعاً بحزن ملهوف ( لا لا والله .. انت حبك ليا دا هو السبب اني اخرج من الفترة الصعبة اللي انا كنت فيها .. وانت عارف اني بحبك بس الفترة اللي فاتت كانت صعبة شوية عليا والله .. لخبطة عشان ابويا وسليم .. ) نظر إليها بهـدوء حزيـن لبعض الثواني ثم ابعد نظره مرة اخرى ....
......................
خمس سنين .. خمسة سنين مروا مرور الكرام عليهم .. على حالهم .. على اولادهم .. يكبر حبهم لبعضهم مرة بعد الأخرى .. وبالطبع لم يخلوا من المشاكل ولكن يفوق تلك المشاكل الحب والحنان والمودة .. واهمهم الاحترام ..
** ( بابـي !) قهقه سليم بحب ومشاكسه لصغيرته وعد قائلا ( عيون بابي وقلب بابي .. دي احلى بابي اسمعها في حياتي ) دلفت اليهم فرح وتحمل بيديها طبق به طعام لصغيرتها وهي تقول ( اه اتمحنوا انتو الاتنين .. موراكوش حاجة !) ثم جلست جوار وعد وهي تمد لها الطعام قائلة ( كلي ياختي .!) ابتسم سليم بمشاكسة ثم اقترب من فرح وهو يهمس قائلا ( اي يا قلبي هو انت غيران ولا اي ؟) قهقهت بسخرية ثم قالت ( غيرانة .. لا هغار ليه ..اشبعوا من بعض ) فقهقه بحب وقبلها على خدها برقة قائلا ( طيب يافرحتي انتي .. ) قهقهت وعد بصوت طفولي وهي تزقف بيديها قائلة ( بابا بووس ماما هييييه ) ضحكت فرح بقوة وهي تضع في فمها الطعام قائلة ( كلي ياشيخة ) قهقه معها سليم قائلا ( صغننونة بابي دي ) وقفت وعد من مكانها واتجهت لتجلس في أحضان سليم ثم نظرت لفرح وفتحت لها فمها كي تطعمها لتهمس فرح بغيظ ( شوف شوف هتسرق مني الراجل ) كان يضحك بقوة عليهم وهو يحتضن وعد داخل احضانه وقبل فرح على خدها برقة .. اسماها وعد لأنها الوعد الذي أتى بعد وعود كثيرة بينه وبين فرح .. اسماها وعد لتكون وعدهم في هذة الحياة ..
..
- حنين وليث -
كانت تجلس تتاعب الصغير بمرح وهي تقهقه معه .. في الفترة الاخيرة كانت تغار في بعض الأحيان من اهتمام ليث بـ صغيره المولود .. ولكن رغم تلك الغيرة فإن حنين تهتم بها إهتماما كبيراً حتى بعد ان ولدت الصغير .. ورغم ذلك أيضاً فهي تحب الصغير ولم تكرهه أبداً .. خرجت من تفكيرها على صوت خطوات حنين وهي تدخل للغرفة وتجلس جوارهم بابتسامة واسعة قائلة ( شوفي الواد مبسوط وبيضحك ازاي مع اخته ومبيضحكش معايا ) قهقهت ماريا بخفة قائلة ( انا اخته برضه الله .. لازم يضحك معايا دا روح قلبي ..) كان الصغير يخرج اصواتا بريئة بـ لهوه ولعبه .. فهو مازال يبلغ من العمر ستة اشهر فقط ... ابتسمت حنين قائلة ( يلا عشان بابي هياخدنا انهاردة نشتري هدوم لماريا .. قوم يا مازن ياكتكوت انت عشان البسك ..) تسائلت ماريا بخفوت ( هو بابا هيجي امتى ؟) حملت حنين رضيعها في حضنها وهي تجاوبها قائلة ( هو انا لسه مكلماه وقالي نص ساعة وهيجي) همهمت ماريا بتفهم ثم وقفت مكانها وذهبت لغرفتها لتتجهز .. وحنين بدأت بتجهيز طفلها وهي تداعبه ..
انتهت من تجهيزه ثم اجلسته في حضنها وهي تتذكر حياتها معه .. تلك الحياة التي تغيرت معه .. حولها من قطة شرسة لـ اسيرة في حبه .. ابتسمت لوهله عندما تذكرت مشاجرتها معه وكيف كانت تخدشه في كبرياؤه وكيف كانت تصده عنها .. قهقهت بسخرية على حالها فهي الآن زوجته ولديها طفل منه .. طفلهم الصغير الذي يدل على ثمرة حبهم ..
تذكرت يوم خروجها من عمليتها وكان جوارها لم يتركها ثانية رغم انها كانت غبية كثيراً معه وبتصرفاتها ..
- فلاش باك -
** كانت تجلس في غرفة المستشفى والجميع يجلس حولها وهو يمسك يديها بين يديه بحنان قائلا ( حنين .. عاملة دلوقتي !) قالت سريعا بنبرة خائفة ( انا مش شايفة يا ليث .. هي العملية فشلت هو انا معنتش هشوف !) هز رأسه سريعاً وهو يقول بدفئ ( لا ياحبيبتي مفشلتش .. انتي كويسة بس هو الدكتور قال شوية وهيجي يشيل الشاش .. اهدي ارجوكِ .. ) فُتح باب الغرفة واتى صوت فارس مع الطبيب .. جلس فارس جوار حنين سريعاً قائلا ( اي يا حبيبتي انتي كويسة ..!) هزت رأسها لأعلى واسفل بإيجاب ثم قالت ( هو انتو امتى هتشيلو الشاش ؟) اردف الطبيب بخفوت ( دلوقتي يا مدام حنين .. ) ثم وقف جوارها وبدأ بفك الشاش بخفوت .. انتهى من فكه وازال القطن ثم بدأت حنين تفتح عينيها وهي تقاوم ذلك النور الذي اجتاح عينيها ..
اغلقت عينيها ثم فتحتها مرة اخرى فرأته يجلس امامها ينظر إليها بإبتسامة دافئة تطمئن الروح من الداخل .. فدمعت عينيها بحزن وكادت ان تتحدث فسمعت صوت والدتها الملهوف وهي تقول ( حنين .. انتي كويسة ياحبيبتي ؟؟ ) هزت حنين رأسها بخفوت ثم احتضنت والدتها قائلة ( اه انا كويسة وشايفة ... انا مبسوطة اوي يا ماما ) مسدت والدتها على رأسها قائلة ( ربنا يفرحك اكتر واكتر ياقلبي .. ) ... ثم ابعدت حنين نظرها لـ ليث ومدت يديها كـ طفلة صغيرة تريد الحنان وصوتها باكي وهي تقول ( انا اسفة .. والله العظيم اسفة ) ضم يديها له وجذبها داخل احضانه وهو يهمس بأذنها ببعض الكلمات الخافتة لتهدأ وتسكن بين احضانه ..
مر بعض الوقت وهي كانت بالغرفة ترتاح .. بينما الجميع خرج ليرى اشغاله ماعدا والدتها وليث .. كانت والدتها تجلس نعها بالغرفة وليث بالخارج يشتري بعض المستلزمات لهم حتى يخرجوا مساءاً ..
وصلتها باقة ورد من احدا فاستغربت وتساءلت من المرسل ؟؟ رأت بطاقة موجودة بين الزهر الاحمر الجوري ذو الرائحة الجميلة .. فتحت البطاقة ثم اتسعت ابتسامتها عندما قرأت محتواها ..
" وتسألني اتعشقني .. تخيل انها تسأل !
بربك كيف اسمعها .. الا من نفسها تخجل ؟
الم تقرأ باشعاري بأني قتيلها الاول .. ؟
واني دون عينيها ضياع ضائع اعزل ؟ ..
تخيل انها تسأل ..
الا تعلم بأني اسيرها الاول ؟
ضمت حنين البطاقة لصدرها بإبتسامة عاشقة فهي حقاً تعشقه ... وتعشق كل وقت وكل تفصيله تجمعهم ...
- عودة للواقع -
دلف إليها وهي تُعدل من هيئتها بعد ان تجهزت ليأخذهم كما وعدهم لـلـمول .. ابتسم بخفوت واقترب منها يعانقها من الخلف بحب دافناً رأسه في عنقها يتنفس رائحتها وعطرها هامسا ( اي الحلاوة دي !) كانت تغمض عينيها مستسلمة له تماماً مبتسمة بعشق .. ثم توردت خدودها خجلاً عندما تغزل بها بـ صدق ثم همست هي الأخرى قائلة ( دا حلا عيونك ياقلبي .. ) قبلها على عنقها بنهم ثم ابتعد ولم يكن الابتعاد سوى عكس رغبته في الاقتراب منها والتشبع منها .. ابتسمت هي بدفئ ثم قالت ( هات مازن وانا هشوف ماريا ونلحقك عالعربية ) التفت وهو يخرج اصواتا يلاعب فيها صغيره الذي توسعت ابتسامته وبدأ يحرك يديه وقدميه بضحك عندما رأي والده .. حمله ليث بين احضانه فأمسك مازن بذقنه يداعبها وهو يضحك ببراءة طفولية ..
خرجوا للمول ليشتروا الملابس المطلوبة لماريا والتي احبتها .. وحنين تساعدها وتهتم بها كأنها ابنتها تماماً .. وماريا لم تبغض ذلك بل كانت مرحبة تماماً باهتمام حنين بها .. فهي بحق تفتقد ذلك الحنان .. حنان الأم الذي لن يعوض أبداً .. واهتمام الام الذي لن يعوضه أحدا مهما كان ..........
...........................