رواية لهيب الهوي الفصل التاسع عشر 19 بقلم شيماء الجندي
الحلقة التاسعة عشر
أمسكت الملعقة الصغيرة تضعها بفاه الصغيرة مداعبة وجنتيها وهي تراقب بطرف عينيها صغيرها الآخر الذي أصر على الإمساك بملعقته ورفض تماما أن تطعمه مثل شقيقته.. لتبتسم بهدوء من الواضع أن جينات تلك العائلة انتقلت جميعها إلى صغيرها.. أنهت إطعام الصغيرة وهي تقبل وجنتيها لتطلق الصغيرة ضحكاتها تملأ بها الأرجاء تداعب بيدها الصغيرة وجنة أمها برفق.. ابتسمت “رنيم” ثم وضعتها بهدوء تسندها إلى الوسادة لتعاون ذلك الصغير المتمرد بطعامه … أبدى لها تمرد شديد ببادئ الأمر ثم سرعان ما ذاب تمرده مع ابتسامتها المشرقة وملاطفتها الامويه له …
جلس “أيهم” فوق الأريكة ينهي محادثة برسائل نصية من الواضح أنها مهمة للغاية ثم رفع رأسه يراقبها بشغف وهي تلاطف الصغار وتلك الضحكات تملأ الغرفة لترتكز نظراته عليها بتلك القطعة النبيذية التي تحدد تفاصيل جسدها الفاتن وتكشف عنه بسخاء شديد خاصة حين جلست بأريحية هكذا ليرتفع الرداء إلى منتصف فخذيها كاشفا عن سيقانها البضة.. استقام واقفا ثم اتجه إليها يقبل الطفلين مداعبا الصغيرة التي بدأت بالتثاؤب لتجذبها رنيم لأحضانها تمسح على خصلاتها الناعمة … جلس خلفها ثم جذبها إليه ليلتصق ظهرها بصدره لاثما رقبتها بشفتيه الدافئتين.. شعر بتشنج جسدها ليسمعها تهمس وهو ينتقل بشفتيه أعلى جلدها الرقيق ليصل إلى أذنيها:
-أيهم..الولااد !!
رفع خصلاتها بأصابعه ثم ارتفع برماديتيه يرمقها بنظرات شغوفة ذائبة يضع إبهامه أعلى شفتيها ويده تدلك رقبتها برفق لتعض على شفتيها بقوة وتنظر إلى طفلتها التي ذهبت بثبات عميق داخل أحضانها ثم إلى طفلها الذي نام أعلى الوسادة التي وضعتها له..ابتسم حين وجدها بقمة توترها هكذا … يروق له خجلها ووجنتيها التي تشتعل لتزيدها بهاء ليهمس أمام شفتيها:
-مالهم..!!
ارتفعت بعنينيها تنظر إليه بتوتر ولم تستوعب عن أي شيئ يتحدث لتقول:
-هاا.. مين !!
ابتسم ثم اقترب من شفتيها أكثر يهمس لها بمكر:
-الولاد ياقلبي !!
رمشت بعينيها عدة مرات ثم حاولت التملص منه برفق وهي تحتضن صغيرتها خشية إفاقتها وتقول:
-ناموا وعمر بهدل نفسه عايزه أغير له.. !!
شدد من احتضانه لها جاذبا إياها إليه بقوة يقول عاقدا حاجبيه بغضب طفيف:
-رنيم إنتي بقالك أكتر من أسبوعين مهملة فيا جداا واهتمامك كله بالولاد.. أنا مش بلحق أقعد معاكي.. !!
كتمت ضحكاتها علي هيئته الغاضبة ثم رفعت كتفيها تقول بابتسامة مشاغبة:
– آه فعلا أنا كنت مهملة جدااا فيك.. !! سيبني بقي أقوم أنيم الولاد !!
لم يخرجها من أحضانه بل حاوطها أكثر لاثما ثغرها وهو يهمس لها:
-لا !!
تململت الصغيرة بين أحضانها لتتسع أعين “رنيم” من استيقاظها.. وتعقد حاجبيها تقول بجدية شديدة:
– اهو هيبدأوا يصحوا تاني.. !!
أفتلها من أحضانه بهدوء ثم استقام يحمل الصغير بين يديه برفق بالغ يتجه به إلى غرفتهم لتتبع خطواته وتضع الصغيرة بفراشها بعد أن هندمت ملابسها … لتلتفت وتجده ينزع ملابس الصغير برفق ويمسك بقطعة نظيفة ليبلسه إياها.. ابتسمت ووقفت بمحلها تتأمله بشغف وهو ينهي مهمته بهدوء وروية ثم طبع قبلة صغيرة أعلى وجنة الصغير والتفت ليجدها تستند إلى الكرسي الوثير تعقد ذراعيها أسفل صدرها تنظر إليه بتلك النظرات التي تفيض بعشق خالص له … غمز لها وهو يتقدم منها يضع يده أعلى خاصرتها يدفعها برفق للخارج وهو خلفها مغلقا الباب بهدوء ثم بلحظة أدارها داخل أحضانه يلتقط شفتيها ملتهما إياها ثم رفعها بين ذراعيه متقدما بها إلى فراشهم … أحاطت عنقه بقوة تبادله قبلاته اللاهبة وضعها وجلس فوق فراشهم وهو يحتفظ بها باحضانه ثم فصل قبلتهم ليلتقطا أنفاسهم وهمس أمام كريزتيها:
-عاوز بيبي !!
شحب وجهها على الفور وتبدلت ملامحها تبتلع رمقها وهي تدحرج عينيها بأرجاء الغرفة.. عقد حاجبيه مندهشا من انطفائها المفاجئ وتوترها هكذا ليقول بهدوء ظاهري محاولا فهمها:
-مالك يارنيم.. اتوترتي كده ليه.. مش عاي..آآآ !!
قاطعته علي الفور تقول بسرعه حتي لا يسيئ فهمها:
-أنا نفسي في ده أكتر منك … بس.. بصراحة أنا خايفة !!
ضيق عيناه وهو لازال على صمته يحدق بها منتظرا تفسير وقد بدأ يرى تلك النظرة المذعورة داخل حدقتيها لتكمل وهي تنظر إلى رماديتيه بحزن:
– انا مش ممانعة ولا باخد أي موانع يا أيهم.. بس أتمنى مايحصلش دلوقت … أتمنى أن أمورنا تستقر الأول ونبعد عن هنا وبعدها هعمل اللي انت عاوزه … أنا كنت ببقى مرعوبة على الولاد وأنا معاهم في البيت … فتره حملي في عمر وجوان كانت مرعبة.. مكنتش بخرج وشهاب كان حاطط حراسة في كل مكان حواليا …
وضعت يديها أعلى ذقنه وقد تجمعت الدموع بمقلتيها خشية عدم فهمها وأكملت:
-مش عايزه أبقى خايفه وأنا جوايا حتة منك يا أيهم.. أنا مبقتش مطمنة وبالقوة دي غير لما انت دخلت حياتي … مش عاوزه أشوف أي حاجة صعبة تاني … أنا خسرت كتير أوي يا أيهم مش عايزه أخسر تاني … !!
أمسك يديها متنهدا بهدوء مغلقا عينيه وهو يقبل باطن يديها برفق جاذبا إياها إلى صدره ويده تسير أعلى ظهرها مقبلا خصلاتها بشرود … قبعت بأحضانه بعض الوقت.. طال صمتهم لتظنه حزن من حديثها نادته متنهدة بحرارة:
-أيهم !!
همس لها بهدوء:
-عيون أيهم !!
ابتسمت ثم اعتدلت تواجهه بنظراتها وكادت أن تتحدث لتجده يمسح خصلاتها واضعا قبلة أعلى وجنتها قائلا:
– مش زعلان منك يارنيم.. بالعكس.. أنا مش عايز غير راحتك بس ياحبيبتي … !! أنا افتكرت مكالمة مهمة هعملها وأرجعلك..
ثم وضع قبلة أخرى أعلى شفتيها النديتين واستقام يمسك هاتفه يخرج إلى الشرفة مغلقا بابها خلفه أسفل نظراتها الخائفة من القادم ….
-***-
وقفت ترتدي ملابسها وهي تتمتم بغضب لذلك الجالس بالفراش عاري الجسد ينفث دخان سيجارته ببرود تام وقالت:
-اسمعي كلامي وامشي ورايا … ومااخدتش منك أي حاجة أيهم رجعتله الذاكرة وبيمثل علينا وفرحان بنفسك أوي وانت بتقولي ده.. !! إزاي مخدتش بالي.. كان بيضحك علياا !!
ابتسم لها “ناصف” وهو يقف مرتديا بنطاله ينظر إليها باحتقار:
-ماخدتيش مني أي حاجة ده إنتي كل حرف قولتيه أخدتي قصاده فلوس قد كده … وبعدين مالك هتموتي أوي عليه كده وهو راميكي مش شايفك أصلا … !!
اشتعلت نيرانها لتحدق به بغضب قائلة:
– كله من الكلبة اللي انت هتموت عليها … إحنا في الهوا سوا ياحبيبي.. !!
جذب خصلاتها يصيح بها بغضب وهو يشدد من قبضته حولها قائلا:
-كله إلا رنيم … إياكي تغلطي فيها تاني …. رنيم مش بتكرهني.. هي بس بتعاندني عشان خايفة من ابن عمك وأول ما أخلصها منه هترجعلي.. !!
اتسعت أعينها بغضب تصيح:
-تخلص مين.. انت وعدتني مش هتقرب من أيهم تاني … !!
أفتلها بغضب وهو يقول مبتسما بخبث ومكر:
-ومين قال إني هاجي جنب أيهم بس … ! أنا هبص على الأهم المرة دي !! رنيم بنفسها هتيجي لحد عندي.. !! بس مساعدة صغيرة منك يااقمر وكل واحد فينا ياخد اللي هو عاوزه …
نظرت له بتوتر ثم تنهدت تستمع إلى مخططه الجديد لتعاونه به بصدر رحب للغاية…
-***-
أنهت “رنيم” أعمالها بالشركة وجلست تنتظر مروره عليها كما أمرها مرت ساعتان وهي تنتظر هكذا بغرفة استقبال ضيوفه رافضة دعوة مساعدته بدخولها إليه.. انفتح الباب وخرج لها بدى شديد الوسامة هكذا أزرار قميصه العلوية محلولة ليظهر صدره العضلي خصلاته الحريرية يهبط بعضها أعلى جبينه يمسك سترته بيد والأخرى يعبث بها بهاتفه.. أغلق الهاتف يتقدم منها معتذرا لها يقبل وجنتيها ثم باغتها بتقبيل شفتيها أمام المساعدة… يال جرأته.. اتسعت أعين “رنيم” تسبقه إلى الخارج وقد اكتست وجنتاها بالحمرة ليتبعها بابتسامة هادئة..
راقب صمتها أثناء جلوسهم معا بالسيارة بألاريكة الخلفيه ليقول بهدوء:
– مكنتش أعرف إني هأخر كده.. خلاص بقى متزعليش..!!
تأففت بغضب ثم نظرت له تقول بغضب شديد:
– أنا مش فاهمه انت جايب الهدوء ده منين … أنا كنت عاوزه أجي بدري للولاد … والمربية مش بترد ولا سيف.. ولا أي حد.. بقالهم ساعة…. وأنا مرضيتش أزعلك وأمشي عشان تطلع تحرجني ف الآخر وتتت.. يوووه !!!
ابتسم وجذبها إليه يقبل شفتيها بغتة مرة أخرى وقال:
– قصدك دي !! هو أنا كده عملت حاجة !!
كادت أن تبتسم لكن توقفت نبضاتها حين وقعت عيناها علي ذلك المشهد..أفراد أمن.. شرطة … دااخل القصر … ماذا يحدث.. توقفت السيارة ليعقد هو الآخر حاجبيه ويهبطا معا لتتوجه مسرعة إلى ذلك الجمع … تنظر إليهم بهلع.. ارتعبت حين نظر لها الجميع بحزن وكأنهم يواسوها بشخص ماا… لما ينظرون هكذا.. ماذا يحدث.. توجهت إلى “سيف” على الفور تنتظر منه أن يشرح مايحدث لترى دموعه تسبقه.. رافعا قطعة صغيرة ملوثة بالدماء بيده.. يعطيها لها وقد اجهش بالبكاء.. اتستعت لبنيتاها … تلك القطعة تعرفها جيداا.. أجل.. لقد ألبستها لصغيرها “عمر”…. ابنهااااااا … لقد ألبسته ذلك قبل ساعات … أمسكت القطعة تقلبها بيدها …. بأعين متسعة لتتسع عيناها لقد توقفت نبضاتها بالفعل …. أين ابنها … هي تحلم.. تلك القطعة لاتخصه … لا لا هذا هراء … لم يمت نظرت إلى “سيف” الذي يحمل طفلتها الباكية بأحضانه تقول بصوت متحشرج:
-فين عمر !!
نظر أرضا يبكي بصمت لتجول بالوجوه من حولها تسأل الجميع باندهاش …
-عمر.. عمر ابني فين !!
وصلت إليه تحدق به وهي تستمع إلى الضابط يجيبها قائلا:
– للأسف اللي جيه كان متعمد يقتل الولد وياخده من المكان عشان مايسيبش أي أثر ليه.. القطعة دي وقعت منه لما الخدامة حاولت تلحق الولد.. !! البقية في حياتك !!
ظلت تحدق به بصد@مة… وهي تردد:
-فين ابني يا أيهم … فين عمر … !!!
اقترب منها وكاد أن يحيط جسدها لكنها صرخت به:
-انتتتتت السبب … قولتلك نمشي … انت اللي قتلته … لااا لاااا أنا اللي قتلته.. أنا اللي سمعت كلاااامك …. أنا عايزه ابنييييييي … عايزه عمرررر!!!
صرخت باسمه عدة مرات لتسقط مغشيا عليها بأحضانه هبط بها أرضا ودموعه تهبط عليها وعلى ابنه …ابنهما … أمانة أخيه ….
العشرون من هنا