رواية لهيب الهوي الفصل العشرون 20 بقلم شيماء الجندي
الحلقة العشرون
وقف خلف ذلك الحاجز الزجاجي يراقب الطبيبة وهي تعيد فحصها مرة أخرى ومن الواضح أن معشوقته قد بدأت تعود إلى عالمهم مرة أخرى بعد أن فقدت وعيها منذ يومين فور تلقيها خبر ابنها … زفر أنفاسه بهدوء بعد أن رأى بعض التحسن بحالتها خرجت الطبيبة تلقي إليه بعض التعليمات والنصائح.. أومأ لها ثم اتجه مسرعا إلى الداخل يريد أن يضمها … ليشعر بجسدها اللين بأحضانه لقد اشتاق لها حد الجنون … اشتاق لنظراتها همساتها.. لم يذق النوم لمدة يومين ….
أسرع إلى الفراش يجذبها إلى أحضانه بقوة استمع إلى طرقعة عظامها اللينة.. دفن رأسه بعنقها الناعم لتنطلق أنفاسه الساخنة التي طالما أحرقتها بنيران عشقه تحرق نحرها… أغمضت عينيها تذرف الدموع بصمت ينتفض جسدها لكتمان شهقاتها أخرجها ينظر إلى وجهها بألم أشاحت بوجهها عنه تكمل بكائها ليحيط وجهها قائلا بنفاذ صبر وهو يمسح دموعها:
– مماتش يارنيم.. !! عمر مماتش …
اتسعت عيناها تحدق به بعدم تصديق وكادت أن تصيح به أنه يكذب … لكنه أخرج هاتفه يفتحه أمام ناظريها يعرض لها فيديو لطفلها وهو نائم … نظرت له تهز رأسها بالنفي تحاول التقاط أنفاسها واستيعاب مارأته للتو ليكمل موضحا لها:
– كان لازم أعمل كده وأبعده عن صافي وابن عمك … كان الدور عليه.. !!
اتسعت أعينها باندهاش تحاول مقاومة ذلك الدوار وهي تستجمع كلماتها تتشبث بذراعيه بصد@مة وهي تنظر إلى طفلتها النائمة بسلام بمهدها الصغير تهمس:
– فين عمر !!
أغمض عينيه زافرا أنفاسه حين استمع أخيرا إلى همسها يكور وجهها بيديه يسند جبهته إلى جبهتها يقول بهدوء:
-مش هينفع أظهره دلوقت … بس أوعدك هتشوفيه !!
عادت برأسها للخلف وقد انفلت زمام أعصابها تماما تقول بغضب:
– تظهر أيه وتخفي أيه … أنا ابني برا كل ده … أنا عاوزه ابني يا أاايهم !!!
عقد حاجبيه بغضب يقول:
-رنيم صوتك مايعلاش علياا.. وبعدين إنتي كنتي من لحظات فكراه ميت مش موجود … واضح إني غلطان لما فكرتك عاقلة !!
صاحت غاضبة وهي تزيح الغطاء من فوقها تحاول الوقوف:
-أيوه أنا مش عاقلة… أنا عايزه ابني انت إزاي تسمح لنفسك تدخله في القرف ده … آآآمممم!!
لم تشعر بنفسها سوى وهي مكبلة بأحد ذراعيه داخل أحضانه ويده تكمم فاهها ينظر إليها نظرات ثاقبة تشع غيرة وغضب:
– أنا أكتر واحد أخاف على ابن أخويا … اللي هو ابني دلوقت … أنا عملت كده عشان محدش يقرب منه كان لازم أوهم الكل حتى إنتي إنه م١ت … لكن من غبائي مستحملتش أشوفك بالمنظر ده.. أيه عايزاني أقف أتفرج على ال *** ابن عمك وهو بياخدك مني !!! هااا !!
نطق كلماته الأخيرة وهو يعصر جسدها الصغير بغضب داخل أحضانه شعرت بلهيب غيرته يكاد يحرقها:
عقدت حاجبيها تجيبه بغضب غير مبالية لأسبابه:
-أنا مليش دعوة بكل ده أنا عاوزه ابني … إزاي تلعب بأعصابي بالشكل ده … أنا كنت هموت !!
وضع إصبعه أعلى شفتيها وقد شعر بنيران الغضب تزداد داخله تكاد تحرقهما معا إن لم تصمت الآن عن تلك الترهات التي تتفوه بهاا.. حسنا هي بالنهاية أم.. كادت أن تفقد طفلها.. لا يتحمل أن يراها هكذا.. يجب أن يهدأ قليلا ليستوعب غضبها من فعلته اقترب منها أكثر يشير بعينيه تجاه الطفلة.. لتفهم هي تحذيره من صوتها.. ارتعش جسدها لملامسته لها بتلك الطريقة ليحيط خصرها واضعا شفتيه الدافئة أعلى خصلاتها يلصقها بها لاثما إياها بلطف وهو يهمس لها بصوته الرجولي ذي النبرة الدافئة:
-اوعي تجيبي سيرة المoت تاني يارنيم.. أنا ملعبتش بأعصابك ياحبيبتي.. كل ده غصب عني … عينهم كانت على عمر … لو مكنتش لحقته كانوا هيخلصوا عليه فعلا … هو دلوقتي في أمان..
شهقت بعنف من بشاعة ماقاله … هي لم تتحمل أن تعيش تلك المأساة ليومين فقط … ماذا إن كان حقيقة أبدية … ارتعش جسدها واستندت بمرفقيها أعلى صدره بوهن لم تعد سيقانها تحملها … أحاط جسدها يحملها إلى الفراش برفق ثم وضعها وكاد أن يبتعد لتتشبث بقميصه هامسة:
-خليك … !!!
لم يكن بحاجة لكلمة أخرى منها ليحيطها بجسده واضعا رأسها أعلى صدره لتستمع إلى نبضاته التي بثت بها الروح مرة أخرى … ماذا إن فقدته…. هو بجانبها يحيطها هي وأطفالها.. يحاول قدر الإمكان رغم ما مر به هو أيضا … كاد أن يفارق الحياة من أجلها بالمرة السابقة … هل يستحق أن تحاربه هي أيضا … ؟؟!!
رفعت يديها تسير بها أعلى عضلات صدره حتى وصلت إلى عنقه وهو بالكاد يبتلع رمقه من فعلتها المفاجئة … لكن ماجعله يحبس أنفاسه حقا حين سارت بشفتيها الصغيرة الساخنة أعلى بشرته يكاد يحترق من لمساتها اللطيفة مابهااا كادت أن تقتله منذ لحظات … أغمض عينيه بقوة حين وصلت إلى عنقه ومنها إلى ذقنه ليشعر بها ترتفع بجسدها داخل أحضانه تحيط عنقه بذراعيها ويداها الصغيرة تداعب خصلاته الغزيرة الحريرية تشد عليها بقوة ثم بلحظة كانت تلتهم شفتيه بجرأة لم يعهدها منها لم يستطع مقاومتها أكثر من ذلك اندفع بشفتيه يلتهم شفتيها بقوة يبادلها لهيبها بأشد منه وارتفعت إحدى يديه خلف رأسها يداعب خصلاته وعنقها الجميل بلمساته التي ذهبت بها لعالم آخر.. عالم لم تستشعره سوى معه … معه فقط ……
وقف يغلق أزرار قميصه وهو ينظر إليها تداعب طفلتها بتوتر.. شعر هو به … ليقترب منها بابتسامة ملتوية يمسك طرف ردائها الذي سقط ليكشف عن أحد كتفيها الناعمة.. يعيده إلى محله ثم قبل الطفلة يداعب وجنتيها وهو يهمس أمام شفتيها:
-عاوزه حاجة قبل ما أمشي يارنيم !!
عقدت حاجبيها تقول وهي تأكل شفتيها بارتباك:
– أيهم.. بلاش إني أبات هنا.. مفيش داعي.. أناا آآ !!
قاطعها وهي يجلس أمامها واضعا رأسها بين يديه يهمس يصوته الدافئ الهادئ:
-إحنا مش اتفقنا إنك لازم تباتي هنا عشان محدش يفهم.. سيف ومراته جايين كمان شوية مش عايز حد يحس بحاجة … ومتخافيش أنا مش هسيبك لوحدك أنا هستنى لحد مايوصلوا هخلص اللي ورايا وأجي.. اتفقنا !!
ذمت شفتيها كالطفلة تومئ له بالإيجاب ليضع قبلة صغيرة أعلى شفتيها مبتسما لها يقول بعبث حين ابتسمت له تنتشر الحمرة أعلى وجنتيها..
-لا ماينفعش يدخلوا يشوفوكي كده.. أنا عاوز أداء حزين جداا … وفري الفراولة دي لما أجيلك بليل !!
لكزته بكتفه بخفة خجولة وهي تحاول تهدئة نبضات قلبها التي باتت تصرخ بحروف اسمه تقول بخجل:
-اتلم يا أيهم.. !!
ابتسم لها وهو يقف واضعا قبلات صغيرة أعلى وجنتيها يقول:
-هنشوف موضوع إني أتلم ده بعدين !!
ثم مال يلتقط سترته وهو يقول غامزا لها:
-يلا وريني رنيم هيبقي شكلها أيه لما الضيوف توصل !!
ابتسمت له لحظات ثم انكمشت ملامحها تعقدها بحزن وأسى لم يكن مصطنعا هي فقط تذكرت بعضا من اسوأ ذكرياتها …
-***-
مرت عدة أيام وهي تشعر بالألم لابتعاد صغيرها لكن مابيدها حيلة … لتنتهي تلك الفترة كما قال “أيهم” وسوف تعيده إلى أحضانها ولن تتركه أبدااا … جلست أعلى فراش المشفى وقد أنهت ترتيب أشيائها تنتظره بهدوء … ثم لحظات وابتسمت بلطف تضع إحدى يديها أعلى بطنها المسطحة تهمس بهدوء:
– أنا أيوه خايفة ومقدرش أقوله دلوقت عشان ترتيباته متتلخبطش … بس مطمنة وانت جوايا.. أنا شايله حتة من أيهم… بس من وراه !!
تنهدت بهدوء وهي تدير يدها أعلى بطنها بشرود ثم رفعتها مسرعة حين شعرت بالباب ينفتح.. لتراه يدلف إليها وهو يتحدث بالهاتف يرسل إليها قبلة سريعة ويعاود مكالمته باهتمام بالغ … جلست تنظر إليه بابتسامة واسعة … تتأمل تفاصيله بجرأة شديدة لتبتسم بعبث ثم تقف سائرة ناحيته بخطوات أنثوية عابثة تقف على أطراف أصابعها بمواجهته تدفن رأسها بعنقه لحظات ليبتلع رمقه وقد اتسعت عيناه باندهاش من تصرفاتها التي باتت تدهشه بشدة … لكن ما جعل الحديث يتوقف
بحنجرته حين وضعت شفتيها الدافئة الناعمه على تفاحة آدم خاصته تقبلها بنعومة بالغة لم تخل من الشغف … أحاط خصرها بذراعه الفارغة يستمع إلى محدثه الذي اندهش هو الآخر من صمته.. يحاول إبعاد عنقه عن مرمى شفتيها حتي يتثنى له الحديث … ابتسمت وهي تشعر بالفخر بنفسها لتأثيرها الطاغي عليه لتباغته بدفعه أعلى الأريكة التي كانت خلفه مباشرة… اتسعت عيناه حين انقلب هكذا على ظهره حابسا أنفاسه حتي لايظهر لمحدثه ما يحدث له الآن من تلك المشاكسة التي من الواضح أنها تعاطت شيئا ما لتصبح بتلك الجرأة..
جلست أعلى سيقانه تبتسم بعبث وهي تواصل ما كانت تفعله منذ قليل بل ازداد الأمر سوءا حين بدأت حل أزرار قمصيه العلوية تواصل ماتفعله غير مبالية لاعتراضه المندهش.. أنهى محادثته سريعا وهو يحاول مجاراتها ليفهم ماذا حدث لها أغلق الهاتف يضعه جانبا ثم أحاط جسدها يجذبها إليه يقبل شفتيها بغضب وقوة من أفعالها التي كادت تنهي هيبته الآن.. لم يكف عن ذلك إلا حين استمع لتأوهاتها وأناتها الهادئة ليتشنج جسدها يفصل قبلته وهو يعيد ترتيب خصلاتها يهمس بعبث:
-ياريتني جبتك المستشفى من زمان … كده هتعود على الجرأة دي !!!
وكأنه أعادها إلى وعيها بكلماته عضت على شفتيها تدفن رأسها بعنقه بعد أن تصاعد اللون الأحمر إلى وجنتيها.. لتتسع عيناها بذهول من هيئتها.. هل تجخل الآن.. هل تريد أن تقوده للجنون بما تفعل !!! لقد كانت من لحظات تلتهمه … والآن تدفن رأسها بعنقه بخجل !!!!! أحاط جسدها بقوة يوزع قبلاته أعلى خصلاته مبتسما لما فعلته وقد أصبح متحيرا بأمرها يهمس بأذنها بهدوء:
– تحبي تشوفي عمر النهارده !!
اتسعت عيناها تعتدل وكادت أن تنفصل عن جسده ليتشبث بها متذمرا بغضب:
– أهوه لسه ماكملتش وماصدقتي وهتسيبيني !!
لحظات حتى فهمت مقصده لتحيط وجهه بيديها تقبله أعلى شفتيه وهي تهمس بهدوء وصدق:
.-أنا مقدرش أسيبك أبدا يا أيهم.. أنا لو سيبتك بتوه … فاكر لما قولتلي إني طفلة !! أنا فعلا طفلة … طفلة معاك انت بس … لما بتبعد عني بخاف وأتوه … ولما بتبقى حواليا ومعايا أنا بطمن بحس إن بابا لسه موجود.. مببقاش خايفه يا أيهم…. بس انت عارف إني عاوزه أشوف عمر وأطمن عليه بأي طريقة !!
انتظر حتى تنهي كلماتها ليكون جوابه عليها تلك القبلة يلتهم تلك الشفتين التي تثير جنونه وشغفه وجميع مشاعره والآن تتفوه يما يرضي قبله … وماذا يريد سوى أن تشعر بذلك وهي بأحضانه لتبقى … وليبقى لهيبها…. ينير عتمته … ويبدد ضلامه … لتبقي وليذهب أي شيئ آخر سواها لتبقى بجانبه …..
الحادي والعشرون من هنا