رواية فتاة ذوبتني عشقا تيم وطيف الفصل التاسع عشر 19 بقلم امينة محمد
رواية - فتاة ذوبتني عشقا -
الجزء التاسع عشر
+
** ** كان يجلس أمامها وهو ينظر داخل عينيها مستعداً لبدء الحديث قائلا في اوله ( اللي هقوله لازم تستوعبيه وياريت كلامي ميأثرش عليكي ..... او يضايقك لان ده كان في الماضي .... والماضي فات وانتي دلوقتي الحاضر والمستقبل ) هزت رأسها بإيجاب وهي تُضيق عينيها بفضول قائلة ( تمام قولي طيب يلا ... !) هز رأسه ثم اخذ نفساً عميقاً قائلا ( ليلى تعرف عني كل حاجه سواء كانت طفولتي او شبابي وهي اللي وقفت معايا في فترات صعبه وانا بدين لها بذلك وبصراحه مكنش بيننا بس صداقه لا .... كان بينا حب .... انا حبيتها وهي زي ما قالتلي.. انها حبتني وكنت متعلق بيها جامد لدرجه ان انا كنت معرفها كل حاجه عني ... كل اسراري وكل شغلي .. كمان كانت الست الوحيده اللي تيم كان بيحبها .. الكل كان عارف كده بس جت في يوم اكتشفت انها بتخوني مع اعز صديق ليا ... كان صديق مقرب مني .. جدا كنت بعزه .. ومعرفه كل الاسرار يطلع يخوني مع حبيبتي ) ضحك بسخرية مؤلمة ثم اكمل ( وقتها انا اتصرفت و اخدت حقي منها ومنه.. على كسرة القلب وعلى الوجع اللي انا عشته بسببهم .. وقتها فعلا انا اتغيرت بقيت بكره كل النسوان وانتي ظلمتك معايا بس مكنش قصدي . علشان انا عشت حاجات كتير سيئه بسبب اهلي و اللي انا حبتها بس انا دلوقتي اتغيرت تاني علشانك وعلشان ابننا علشان انا اتاكدت ان انتي غيرهم كلهم .. طيف انا بحبك ومش عايز كلامي يأثر عليكي او يزعلك ) كانت تنظر داخل عينيه المكسورة بحزن بالغ هي الاخرى ..( واضح الكراهية تجاهها .. بس انت مش كل صوابعك زي بعض .. في الوحش وفي الحلو ياحبيبي .. فأنا عاوزاك تنسى كل دا وتركز على حياتنا احنا .. وسيبك منها ومن الي خلفوها كمان .. ماشي ؟) هز رأسه بإيجاب مبتسماً بدفئ قائلا ( شكرا لأنك اتفهمتيني .. اوعدك مافيش اي حاجة تانية هخبيها عليكي .. وكل حاجة هتبقى عالمكشوف سواء عندي او عندك او بينا !) اقترب منه تعانقه بحب قائلة ( ماشي ياحبيبي !!) ...
..................................
+
** كان علي يقف جوارها في المستشفى .. بينما هي جالسة وتبكي بقوة على حال والدتها المريضة المتعبة .. نظر إليها بتنهيدة ثم قال ( هتبقى كويسة يا نور ادعيلها انتي ؟) هزت رأسها بإيجاب قائلة ( اه هي هتبقى كويسه ... هي مش هتسيبني خالص علشان انا ماليش غيرها انا اساسا معرفش ايه اللي حصل .. ) ثم اكملت ببكاء ( انا كنت بره ورجعت لقيتها مصدعه دخلت عشان اجبلها حباية للصداع خرجت لقيتها مغمى عليها !!) تنهد بخفوت قائلا ( ممكن يكون ضغطها نزل ولا حاجة .. الدكتور هيطمنا دلوقتي!) ما هي الا لحظات من انتهاء حديثه وجد تامر يهرول ناحيتهم وهو ينظر لنور بقلق جالساً امامها ( في اي يانور ؟؟ مامتك مالها ) قصت له ماحدث مثلما قصته لـ علي .. فقال لها تامر بدفئ ( طيب ياحبيبتي اهدي هتبقى كويسة ان شاءالله .. الدكتور لسه مخرجش من عندها ؟) هزت رأسها بنفي بينما رفع بصره لـ علي الذي كان يشاهد مايحدث بطرف عينيه .. ونظرة القهر والحزن تحتل عينيه .. وملامحه يائسة حزينة .. فقال تامر بخفوت ( عامل اي ؟) هز علي رأسه بابتسامة خافتة ( كويس .. كويس !!) همهم تامر بخفوت ثم جلس جوار نور وهو يهدء من روعها .. وماهي إلا دقائق ومرت حتى خرج الطبيب يطمئنهم على حالة الوالدة وان ضغطها انخفض فقط .. ذهبوا جميعهم للغرفة التي تقبع بها والدة نور فجلس علي جوارها وامسك يديها يقبلها برقة ( الف سلامة عليكي يا ست الكُل !) ابتسمت له بحنو قائلة ( الله يسلمك ياعلي .. متحرمش منك ياحبيبي !) جلست نور جوارها من الجهه الاخرى وهي تقبل رأسها قائلة ( قلقتيني عليكي يا ماما الف سلامة !) مدت والدتها يديها تمسح دموع ابنتها قائلة بدفئ ( انا كويسة .. متخافوش عليا ياحبايبي !) فأجابها تامر بخفوت ( لما احنا منخفش عليكي مين يخاف يعني يا حماتي .. الف سلامة !) فأجابته بضحكة خافتة ( الله يسلمك يا تامر !) ثم نظرت لعلي وهي ترى ملامحه وعينيه الموجهه للأرض بحزن .. هو عند سماع كلمة حماه من تامر شعر بقسوة على قلبه .. فدائما كان يريد ان يخبرها هو بذلك وليس غيره .. فقامت والدة نور بالتمسد على يديه قائلة بحنان ( اي اخبار شغلك انت ياحبيبي ؟) فأنتبه لها علي وهو ينظر لنور ثم نظر لها مرة آخرى قائلا ( كويس يام نور .. !) هزت رأسها بحنان قائلة ( ربنا يديم عليك النعمة يابني ويرزقك الي تتمناه يارب !) فأبتسم لها إبتسامة واسعة وهو يقبل يديها قائلا ( متحرمش منك ولا من دعواتك ليا يارب !) اخرجت نور نحنحة بتلعثم قائلة ( شكرا لوقفتك معانا في وقت زي دا يا علي !) نظر إليها مبتسماً بامتئنان ( مافيش داعي للشكر .. انتي عارفة معزتكم عندي وفي اي وقت هكون جنبكم بإذن الله ..!) هزت نور رأسها تأييدا على كلامه ثم ابعدت بصرها وهي تعض على شفتيها لتلك النظرة المنكسرة التي تراها في عينيه ... بينما لاحظ تامر ذلك فشعر ببعض الغيـرة تجاه ذلك الموقف فزفر بضيق دون ان يشعر به احداً ..
ومرت بعض الساعات حتى اخرجوا والدتها من المستشفى للمنزل فاطمئن عليها علي وغادر لمنزله بكسرته وخيبته
.......................
+
** في صباح يوم جديد .. تبعث الشمس اشاعتها في قلوب الاشخاص .. فتنيرها وتزهرها برضا الله .. كانت فرح مستلقية جواره وهي شاردة في كم المصائب التي اتت فوق رؤوسهم جميعهم .. قدوم والد سليم .. خائفة على عائلتها .. وكريم ... ذلك الشاب الذي بدأ ينضج فيتوسع تفكيره .. وكلما نضج كلما رأى ان كل ما يفعله صحيح حتى إن كان خطأ .. يريد رجلاً جواره ليحكمه .. بالتأكيد سيحزن ويعاند كريم ان أدخلت سليم بالوسط .. وبنسبة كبيرة سيغضب سليم فوراً .. والمصيبة الأكبر ان مصيبة كريم ليست كأي مصيبة ستحكيها لسليم .. شعرت بيديه تحاوط خصرها جاذبا إياها لاحضانه .. ثم همس في اذنها بنبرة ولهان ( صباح الخير !) ثم عاود التحدث بنفس النبرة قائلا ( صباحيه مباركه يا عروستي !) فقهقهت فرح بخجل وهي تقول بنبرة خافتة ( صباحيه مباركه !) ابتسم بحب ثم اعتدل في جلسته فأعتدلت هي الاخرى معه فأبتسم قائلا بنبرة لعوبة ( انا واخذ اجازه من الشغل 15 يوم ... قاعدلك فيهم بقا وكدا ياعروستي ) ثم غمز لها بحب فاخفضت بصرها خجلا وتنحنحت بحرج قائلة بنبرة منخفضة ( اممم .. اكيد العيلة كلها هتيجي النهاردة مش كدا ؟) هز رأسه بإيجاب وهو يقف من مكانه متوجها للكرسي ثم اخذ من عليه المنشفة قائلا ( انا داخل استحمى بقا هما شوية وهتلاقيهم طابين علينا !) فوقفت هي الاخرى مكانها بتنهيدة قائلة ( ماشي .. هطلعلك هدومك ) هز رأسه متوجها للمرحاض ولكنه توقف ورفع يديه يفرك بدقنه بابتسامة خبيثة .. ثم التفت إليها قائلا ( فروح ايه رأيك تيجي معايا ؟) ثم اقترب منها فكان ظهرها له وعندما استمعت لتلك الكلمات توسعت حدقتي عينيها بصدمة فشعرت بوجوده خلفها فالتفتت سريعاً بضحكة خجلة وهي تتراجع للخلف منادية اسمه بالحاح حتى يتوقف ( سلييييم !) فقهقه بخبث ( روح سليم وعقل سلييم ياشيخة !) ثم لف المنشفة حول رقبتها جاذباً إياها نحوه قائلا ( ها ما يلاا بقا !) فأخرجت شهقة اثر جفولها من جذبته .. نظرت لعينيه ويديها على صدره .. ثم ضحكت مرة اخرى وهي تطرق قدميها بالأرض .. وجهها احمر كالورد .. ثم قالت بالحاح مرة اخرى ( خلاص بقاا ياسليم .. !) هز رأسه موافقاً اياها قائلا بتوعد ( ماشيي ياشقليطة سليم .. بس صدقيني انا مش هسكت عن حقي إطلاقا .. ) ثم قبلها قبلة سريعة وغادر للمرحاض ... بينما هي اخرجت له ملابسه بخجلها المُسيطر عليها بسببه .. وبسبب مشاكسته لها .. ذلك الوقح ..
+
.................................
+
** كان يرتدي ملابسه ليذهب لعمله .. لذلك العمل الذي لم ولن يمل او يكل منه يوماً فهو الملجأ له من كل شئ .. ابتسم بخفوت عندما تذكر انه اخبر طيف بكل شئ تلك الفتاة المختلفة عن سابقهم .. حتى عن ليلى التي كان يرفعها للسماء .. فرمته هي أرضاً .. بينما طيف تختلف عنهم جميعهم .. رغم مافعله بها إلا انها متمسكة به .. وتحبه من قلبها .. تحب وجوده جانبها .. وتستمد منه الأمان .. كان بدايةً يحطمها .. ولكن الآن هو سيعوضها عن كل شئ .. بها الآن يشعر ان الله حقاً لم ينساه .. في نصيبه من الحظ والسعادة .. الآن عَلِم جيداً كيف اتى نصيبه .. ليس بالنقود فهو لديه الملايين ولكن عوضه بـ طيف .. استيقظ من شروده على دخولها الغرفة وهي تحمل فنجان القهوة الخاص به .. امسكه منها بابتسامة قائلا بخفوت ( تسلم ايدك يا روح قلبي ) فأبتسمت بدفئ قائلة ( متتأخرش عشان عندنا النهاردة معاد مع الدكتور ماشي ؟) هز رأسه بإيجاب قائلا بعدما احتسى رشفة من الفنجان ( بقيتي في الشهر الكام ؟) قهقهت بخفوت وجلست على الفراش واضعة يديها على بطنها ( التاني .. لسه بدري اوي !) همهم بتفكير ثم قال ( ماشي ادينا مُنتظرين خليه او خليها تستوي على مهلها في بطنك .. عشان عايز حاجة شبهك كدا !) فضحكت بخجل ثم قالت بدفئ ( وليه مش شبهك مانت قمر برضه !) غمز لها من المرآة ثم قال ( بتتحرمشي بيا يا طيف .. !) فقالت بغرور ( اهييي .. طبعا دا حقي اتحرمش بيك !) فقهقه على خفتها وعفويتها معه ثم التفت ومال عليها وهي جالسة فأبتسمت له بعشق فأقترب اكثر بوجهه يقبلها بنهم وحب .. ابتعد مبتسماً ( اهو دا التحرمش بنفسه بقا اللي يفتح النفس عالصبح !) اخفضت بصرها خجلا ثم رفعته مرة اخرى له قائلة بخجل ونبرة متلعثمة ( عيب كدا !!) فقوص حاجبيه بتهكم قائلا ( عيب اي دانا محترم نفسي عشان انتي حامل بس .. !) ضمت شفتيها ببعضهما بخجل ثم فكت قيدهما وهي تعض على السفلى بنحنحة .. فقهقه على شكلها ثم عاد مرة اخرى امام المرآة يرتدي جاكيت البدلة ثم بعدها ارتشف ما تبقى من فنجانه .. والتفت برأسه لـ طيف قائلا بنبرة لعوبة ( انا مااشي يا طيـفي .. فوقي كدا من كسوفك دا هاا ؟) فنظرت له وهي ترمش بعينيها ثم ما إن استوعبت كلامه فضيقت عينيها بغيظ قائلة ( هاا .. تيييم !) نادته بصوت مرتفع بسبب مغادرته السريعة وهو يقهقه .. فأخذت نفساً عميقا مبتسمة بسعادة .. تتمنى من الله ان تظل أيامهم هكذا بسعادة وهنا وسرور .. تتمنى من الله ان يعوضها خيراً بـ تيم وما باحشائها .. وضعت يديها على بطنها مبتسمة بدفئ .....
....................
** وصل إلى الشركة بعادته الباردة المُهيبة ثم دلف الى مكتبه وعلق جاكيته في موضعه وكاد ان يجلس علي كرسيه فوجد ليلى تقتحم بغضب مكتبه فقال بنبرة عالية غاضبة ( انتي ازاي تتدخلي مكتبي بالشكل الهمجي دا ... انتي مجنونة ؟؟) ربعت يديها امام صدرها وهي تقول بغيظ ( مين دي اللي في بيتك يا تيم .. اللي بتقول انها مراتك .. مراتك اي دا ان شاء الله اذا كان انت مكنتش عاوز تتجوزني الا بعد فترة طويلة من علاقتنا .. روحت اتجوزت حتة الـ .. !!) لم تكمل حديثها بسبب مقاطعته لها بغضب قائلا ( مسمحش انك تجيبي سيرة مراتي بالوحش .. احترمي نفسك وحقك في الشغل قولتلك هيرجعلك .. غير كدا انتي معندكيش عندي حاجة .. !) ثم اشار للباب ( ياريت تتفضلي احسن ما انا اطردك بنفسي ..!) كان رافعاً حاجبيه مضيقاً عينيه بطريقة مخيفة .. فقالت ليلى بنبرة مستفزة ( تتطردني .. ماعاش ولا اللي هيعيش اللي يطردني من مكان انا فيه .. الا بمزاجي .. زي ما عملت قبل كدا بمزاجي .. !) فكز علي اسنانه بضيق قائلا ( اللي انتي عملتيه دا وساخة .. انتي واحدة خاينة محدش يئتمن عليكي .. والخاينين مكانهم مش معانا .. مكانهم تحت رجلينا !) فضحكت باستهزاء قائلة ( مش اوي كدا مانا قدامك اهو عادي وخنتك مع صاحبك ... )ثم اقتربت منه بدلال ووقفت امامه تظبط من الكرافيت الموضوعه حول رقبته قائلة ( مكنتش بتملى عيني زيه .. كنت لسه ضعيف ومتأثر بالماضي بتاعك اللي دوشتنا بيه .. هو بقا كان راجل وملى عيني !) جذبها من شعرها بقوة قائلا بنبرة تشبه فحيح الافعى ( انتي عارفة اني راجل وغصب عنك وعنه !) ثم اخرج سُباباً بشع مكملا ( انتي بس الي بتحبي السرمحة .. عشان انتي مش نضيفة واي راجل معاه شوية فلوس بترمي نفسك في حضنه !) ثم سبها بأبشع السُباب مرة اخرى ضاغطاً على شعرها بعنف مكملا ( عرفتي ليه بقا انتي خاينة .. انتي مش بس خاينة في عيني .. لا انا بقيت بشمئز منك .. بقيتي شبه بتوع الكباريهات اللي بيجروا ورا الفلوس اهم من سمعتهم .. انتي مُقرفة لدرجة ان انا قرفان اني لمستك في يوم او حتى حبيتك .. ولسه وهفضل طول عمري قرفان كل ما هتيجي في بالي) فتأوهت بألم من جذبه لها وهي تغلق عينيها بقوة متألمة وتقول بترجي ( سيبني ارجوك !) دفعها بعيداً عنه وملامح وجهه لا تحمل سوى الاشمئزاز والقرف تجاهها .. فنظرت له بغل قائلة ( انا هوريك هعمل اي ياتيم على كل كلمة نطقتها عليا !) فأبتسم بسخرية حادة قائلا ( وريني هتعملي اي .... يا خاينة ؟؟) ثم قال بنبرة عالية ( يا أمن !) دلف الامن لمكتبه في خلال ثوانِ .. فأشار لهم ان يأخذوها قائلا بصرامة ( تترمي برا الشركة ومتتدخلهاش تاني فاهمين ؟) هز رجال الأمن رؤوسهم ممسكين بها فجذبت نفسها منهم قائلة بغضب ( انا هطلع لوحدي ؛) ثم القت نظرة توعد لتيم وخرجت بغل وغضب يعمي القلب والعين ....
بينما هو جلس علي كرسيه بتنهيدة عميقة وهو يفرك بوجهه بقوة .. نظر للساعة ثم اخذ جاكيته وخرج من مكتبه قائلاً للسكرتيرة الخاصة به ( ألغي كل حاجة النهاردة .. وابعتي صور للملفات الجديدة عالايميل بتاعي !) فهزت له رأسها بإيجاب قائلة ( حاضر يابيه !) بينما هو غادر الشركة متوجهها للمنزل مرة اخرى .. لملجأه .. ليجلس جوارها فتخفف عنه الألم الذي يسكن قلبه .. وتهدأ من غضبه المسيطر على عقله في افتعال جريمة كبيرة بـ ليلى .. كـ قتلها مثلاً .......
..................................
+
** كانوا جميعهم يجلسون في منزل سليم وفرح .. ويقهقهون .. فقالت سارة والدة فرح بـ حنان ( والله احنا ربنا عوضنا بـسليم .. ربنا يخليكم لبعض ياحبيايبي !) فأبتسمت فرح بدفئ لوالدتها وهي تقول ( ويخليكي لينا ياحبيبتي ..!) فقال سليم بخفوت ( تسلميلي ياحماتي .. وبعدين فرح هتكون في عيني متخفوش عليها .. مش كدا يا فروحتي ؟) لف يديه حول كتفها بعبث فنظرت له بخجل وهي تهمس ( عيب كدا .. بس يا سليم مينفعش !) فهمس لها بخبث ( في اي دول امك وامي .. وانتي مراتي الله !) فعضت على شفتيها بخجل وهي تنظر لعينيه فقال بتحذير خبيث ( متعضيش كدا احسن ابوسك قدامهم دلوقتي !) شهقت بخجل فقهقه الجميع عليهم ثم وقفوا قائلين ( طب ياعرسان نسيبكم بقا !!) فهمست فرح ( هتسيبوني مع الوقح دا !) نظر إليها وهو يضيق عينيه ( بتقولي حاجة ياحبيبتي ؟) هزت رأسها بنفي وابتسمت بـ مجاملة ثم وقفت معه تودع اهلها واهله .. ودلفت لغرفتهم وهي تزيح الروب الذي كانت ترتديه فوق بيجامتها ...دلف خلفها وجلس علي طرف الفراش قائلا ( اي رأيك نطلع نتغدى برا ؟) همهمت بتفكير وهزت كتفيها ( ماشي يلا .. بس خليك عارف اني بقيت بعرف اطبخ !) فقهقه بخفوت ووقف مكانه ثم بدأ بالاقتراب منها غامزاً بخبث قائلا ( منا عارف ياجميل انك بتعرف تطبخ .. بقا حد بالحلاوة دي وميعرفش اخص !) ضربته برفق على صدره قائلة ( كان عندك حق لما قولتلي بعد الجواز هبقى حد تاني ... بقيت Bad boy ووقح ياسليييم !) جذبها من خصرها له قائلا ( انا ؟؟ انتي ظلماني كدهو .. دانا بدلعك شوية عشان بكرا لما الشغل ياخدك مني متشتكيش !) همهمت بخجل ثم لفت يديها حول عنقه قائلة ( خلاص ماشي دلعني .. انت احسن حاجة حصلتلي الفترة دي ياسليم !) ابتسم بحب وقبلها برقة على خديها قائلا ( وهكون احسن حاجة حصلتلك كل العمر الي جاي !) هزت رأسها بإيجاب تأييداً على كلامه ثم شرعا اثنتيهم في ارتداء ملابس الخروج ...
........................................
** خرجت قمر من عند اخاها لمنزل فارس لترى حنين وتراه .. جلسا ثلاثتهم في الشرفة وقمر وحنين يتحدثان سوياً .. ابتسمت قمر لفارس ثم نظرت لحنين قائلة ( ان شاء الله ياقلبي هترجعي تشوفي تاني وعمليتك هتنجح ..خليكي واثقة في ربنا !) ابتسمت حنين برضا ثم اكملت ( انا بس اللي شايلة همه هو ليث .. انا مش عايزة اظلمه انا مش عارفة هشوف تاني امتى ولا انا مش هشوف .. هو يبقى اتظلم معايا !) هزت قمر رأسها بنفي قائلة ( لا ياحبيبتي يتظلم معاكي ليه .. هو شايف وضعك وبرضو شاريكي .. وانتي ياقلبي هتبقي كويسة متخافيش انتي بس خلي عندك ثقة بربنا !) تنهدت حنين مكملة ( هو كلمني الصبح وقالي انه هيجي النهاردة نقرأ الفاتحة ونلبس دبل .. واسبوعين ونكتب الكتاب .. !) همهمت قمر بتفهم وتفكير فقالت حنين مقاطعة تفكيرها بإيجابة على تفكير قمر ( هو عايز يبقى جنبي في الفترة دي وانا مراته ولما اعمل العملية يعني نبقى نعمل الفرح !) ضربتها قمر برفق على كتفها قائلة ( وعايزة تسبيه .. دا بيحبك اوي ياحنين متظلمهوش ولا تظلمي نفسك عشان انتي شكلك كمان واقعة وقعة سودا وحدش سمى عليكي !) قهقهت حنين بخجل فقالت قمر ( نقول مبروك ؟) اجابتها حنين بحماس ( نقول مبروك !) تنحنح فارس ومد يديه يمسك يد قمر غامزا لها بينما هي نظرت له بتنبيه وهي تحاول جذب يديها فشدها اكثر بين يديه فعضت على شفتيها وهي تشير له بهمس ان يترك يديها فهز رأسه بنفي ثم ارسل لها قبلة في الهواء من ثم غمز مرة اخرى .. فضمت شفتيها بخجل لتقول حنين بعبث ( عيب كدا يا فارس احترم وجودي .. وسيب ايد البت يااض !) نظرا اليها بصدمة فقال فارس بانزعاج ( دي عماله تقولك ياحبيبتي وقلبي ومقالتليش حتى يا عسل .. ) قهقهت حنين بينما قمر ابعدت بصرها بخجل وهي تكتم ضحكتها فأكمل ( وبعدين مش اتكلمتي نقطينا بـ سُكاتك بقا ياختي ولا قومي على اوضتك اما نشوف هنتجوز امتى .. ) فتحدث حنين بنبرة حزينة مزيفة ( ياعييني ... اول حد حب وشكلك اخر حد هتتجوز .. ) ثم قهقهت بينما هو قال بنبرة مُتأثرة ( عيني عليك يافارس !) ... فقالت قمر وهي ترفع كتفيها لاعلى ( انا قولتلك متجيش تتقدم ياخويا ماتيجي الله !) فنظر إليها بصدمة منشكحاً بابتسامة واسعة قائلا ( قولي والله .. يعني الغي معاد الواد ليث بليل واجيلك انا بليل !) فقالت حنين بشهقة ( حيلك حيلك ياحبيبي منا برضو عايزة اتجوز اهه !) ضحكت قمر بقوة وهي تنظر لهم ثم قالت ( تعالى بكرا هطفش عريس البت !) فقلب عينيه بسخرية ( اه صحيح .. عموما ماشي نيجي بكرا ياقمريي !) رفرت بعيونها بخجل فقالت حنين بسخرية ( اتمحنوا اتمحنوا انا قايمة اكلم ليث .. قوم يخويا وديني الاوضة !) فقهقهت قمر قائلة ( سلميلي عليه ها ؟) فأشارت لها حنين بيديها بلا اهتمام ( اتوكسي وخليكي في اخويا ملكيش دعوة بجوزي !) ساندها فارس قائلا بنبرة ضاحكة ( بقا جوزك خلاص .. دانا عيني عليه من اللي هيشوفه منك .. ) قالت حنين بعبس مازح ( بس يالاا ... دا يابخته !) قهقه بخفة واوصلها لغرفتها بينما هو عاد لقمر التي ابتسمت بخجل عند رؤيته فأبتسم هو ابتسامة لعوبة قائلا ( كنا بنقول اي يا شقليطة؟) قهقهت بخجل ثم قالت بخفوت ( بس بقا يا فارس عيب كدا .. اتكلم في موضوع مهم !) هز كتفيه بجدية قائلا ( تتجوزيني ؟) سعلت بصدمة وهي تنظر له فقال ( اي مهو دا جدي اهو .. اتجوزيني اكمني يعني غلبان ومليش قريب ولا حبيب تعذبيني كدا !) قهقهت ثم ضربته برفق على كتفيه قائلة بجدية ( طب بجد بقا .. هنتجوز بس انت شايف الوقت مش سامح وانا عايزة الكل يفرح بفرحنا دا !) عبس مجددا ثم قال ( طيب .. انتي حرة بقا انا اتحايلت كتير !) تنهدت بخفوت ثم وضعت يديها فوق يديه قائلة ( فارس .. صدقني انا بس مش عايزة دلوقتي عشان الظروف اللي حولينا !) فأجابها بنبرة تحمل بعض الغضب ( احنا هنعمل اي للظروف يعني ياقمر .. مهي ظروف وهتعدي مانتجوز بقا وخلاص ... ولا انتي عماله تتحججي بمواضيع عشان نأجل وخلاص !) تطلعت إليه بهدوء لحديثه اللاذع ثم قالت ببرود ممزوج بحزن ( لا انا مبتحججش .. انا لو فعلا عايزة اعمل كدا كنت قولتلك مافيش حاجة هتمنعني .. ) ثم وقفت وهي تقول ببرود ( انا ماشية .. سلام !) والتفتت لتغادر فأسرع بأمساك يديها ووقف امامها بتنهيدة قائلا ( خلاص انا اسف بجد .. مكنش قصدي بس انا عايزك تكوني معايا كفاية كدا .. انا بتعذب من زمان ياقمر !) نظرت له بحزن قائلة ( ماشي يافارس خلاص ... تعالى ونحدد كل حاجة مع ماما وسليم .. !) ابتسم بدفئ ثم هز رأسه بإيجاب ( ماشي ياقلبي !) فبادلته تلك الابتسامة الدافئة المحببه ....
.........................
+
** كان يقف في الكمين على الطريق الصحراوي .. يفتش السيارات للتأمين الزائد .. ينظر هنا وهناك بوجه هادئ وملامح متعبة .. كثرة التفكير ستقتله يوماً ما .. على فراق حبيبته والتي لم يكن يتوقع يوماً ان تفارقه .. هي اخر من يتوقع ان تفارقه .. وكانت اول من فارقته .. مرر السيارة التي امامه بعدما رأى اللازم من السائق .. ثم التفت يتحدث مع احدى الأمور بينما سيارة آتيه من بعيد بسرعة فائقة .. يركب بها بعض الشباب الطائشة .. صرخ الظابط لينبه علي ( حاسب يا عليي باشا !) كاد ان يتلفت ليرى ما يحدث فكانت سرعة السيارة اكبر في اصتدامه بالحديد خلفه فما كان غير جثة هامدة مرمية بالأرض .. حاصر رجال الشرطة تلك السيارة معتقلين الشباب بينما الجميع يصرخ بقدوم الاسعاف بينما علي ينام أرضا دون حركة واستسلم سريعاً للنوم في راحة تامة ........
.........................................
11
** كانا يجلسان سويا في جلسة عائلية مع عائلته .. بينما هي ووالدتها يتشاركان تلك الجلسة .. وهي لم تسلم من نظرات والدته الغير سالمة لها .. فتنحنحت نور بتوتر من تلك النظرات وهي تنظر لتامر الذي ابتسم لها بحب يطمئنها فابتسمت له بدفئ .. فقالت والدته وهي تنظر لها من اعلاها لاسفلها وهي تقول بسخرية ( انتي حلوة يانور .. بس المشكلة في المستوى المادي يعني انتي عارفة اهم حاجة المستويات دي عشان العلاقة تنجح !) احمر وجه نور بأحراج فقال تامر بغضب ( ماما انتي بتقولي اي مينفعش كدا !) هزت والدته كتفها بلا اهتمام ( اي يابني هو انا قولت حاجة غلط يعني ... المستويات دي مهي معروفة .. هما ..) قاطعتها والدة نور بغضب قائلة ( والله ابنك هو اللي جه يتقدم مش احنا الي جرينا وراه .. وان مكنش عاجب احنا في اول الامر نفركش !) هز تامر رأسه بنفي سريعا قائلا ( لا لا طبعا ياحماتي بتقولي اي .. دانا عايز اقدم كتب الكتاب ونعمل الفرح !) نظرت له والدته بصدمة ( بالسرعة دي !! دا معداش عن خطوبتكم شهر !!) تنحنح تامر قائلا ( هو مين دلوقتي بقا بيطول الخطوبة وانا ونور بنحب بعض ومتفاهمين ... !) تنهدت نور بعبس فنظرت لوالدتها الغاضبة وهي تقول ( اي رأيك ياماما ؟) هزت والدتها كتفها بهدوء وهي تقول ( لما نشوف هنرسى على اي نبقى نحدد كتب والكتاب والفرح احسن ما يتكتب عليكي مُطلقة من المافيش !!) تنحنح تامر بحرج من حديث والدته قائلا ( متقوليش كدا يا حماتي .. بعد الشر احنا حياتنا هتكون فل ان شاء الله !) مطت والدة نور شفتيها ( هو انا اكره .. اتمني يكون كدا فعلا ... بس ياريت الكل يتمنى مش انت وانا وهي بس !) فزفرت والدة تامر بلا اهتمام قائلة ( اهو بكرا يعرف الغلط الي عمله دا ويندم !) وقفت والدة نور بغضب جامح قائلة بصوت مرتفع ( مسمحش الكلام دا يتقال في حق بنتي .. ولو استمر دا الجوازة دي مش هتكمل انا مش هرمي بنتي وحيدتي في بيت بتتهان فيه .. قومي يانور !) وقفت نور معها وهي تبتلع غصتها وتنظر لتامر بتأنيب فزفر بضيق بينما خرجت والدة نور امامها فلحقتها نور بخطى سريعة .. التفت تامر لوالدته قائلا ( اي الكلام اللي انتي بتقوليه دا يا ماما ... مينفعش تقولي كدا انا بحب نور وهتجوزها سواء بقا موافقين او رافضيين .. انا هتجوزها .. !!) نظرت له والدته بغضب وتوسعت حدقتي عينيها قائلة ( عيب كدا يا ولد .. انت عارف بتكلم مين .. انا عايزة مصلحتك والبنت دي مش مصلحتك .. دول فقرا لا تفكيرهم زينا ولا حتى مستواهم !) زفر تامر قائلا بحنق ( اه وانا حابب ان تفكيرها مش زي تفكيرنا .. كل همهم الموضة والفلوس .. انا حبيت نور عشان بساطتها وهدوءها واهم من دا كله انها بنت محترمة ومؤدبة .. ومستواهم اعلى مننا كمان حتى لو مش بالفلوس بالقيم والاخلاق .. !) ثم اخذ مفاتيحه قائلا بحنق ( دا اللي والدي علمهولي قبل ما يتوفي الله يرحمه .. اما انتي بقا انا كنت جايبك عشان تفرحي بابنك بس شكلك لا فرحانه ولا بتاع .. انا هكمل الجوازة دي والبيت بيتك .. ولو عايزاني احجزلك من بكرا ترجعي لجوزك وعيالك ارجعي !) ثم التفتت مغادرا المكان تحت غضبها منه ...
..........................................
+
** تجهزت كالأميرات في يومها .. بينما هو اتى في موعده وجلس مع والدها واخاها فارس .. كانوا يتحدثون فدلفت بطلتها الجميلة فخطفت قلبه اكثر ما كانت تخطفه قبلاً .. يود الآن أن يأخذها ويخبئها عن أنظار الجميع .. يبعدها عنهم كلهم فتكون له وحده ليظل ينظر إليها فيشبع منها بل هو لن يشبع ابداً ... جلست بمساعدة والدتها والإبتسامة تنير وجهها .. فتنحنح ليث وهو يعتدل في جلسته بتوتر يُظبط من وضعية الكراڤيت قائلا ( طيب ياعمي انا .. بطلب ايد بنت حضرتك الآنسة حنين .. على سُنة الله ورسوله !)اخفضت بصرها للأرض خجلاً فنظر إليها بابتسامة ونظرات عاشق ولهان .. توسعت ابتسامتها اكثر بكثير .. وهي تفرك يديها بخجل وتوتر .. فقال والدها بدفئ ( دا يشرفني طبعا يابني .. وباين ان حنين موافقة كمان .. على بركة الله !) اخرجت والدتها زغروطة فرحاً لابنتها الحبيبة .. بينما فارس ضمها له بحب قائلا ( مبروك ياقلبي .. !) ثم نظر لـ ليث غامزا له بضحكة ( والله وهتتجوز ياعم .. الف مبروك !) ثم اكمل وهو يضيق عينيه ( عارف لو زعلتها هعمل فيك اي .. هاكلك بسناني ياض انت فاهم !) ازاح له ليث بيديه وهو ينظر لمعشوقته قائلا بخفوت ( مبروك !) ثم مال عليها يقول بهمس عاشق ( يام عيون القطط !) زاد خجلها .. فوصلت للحد الاقصى من الاحمرار خجلا .. فأخذ ليث نفسا عميقا خوفا ان يفعل ماهو محرم وعيبُ امام اهلها .. سيتحكم الآن بنفسه حتى تصبح زوجته وله .. اتفقا جميعهم وبدأو بقراءة الفاتحة من ثم البسها ليث خاتم خطوبتهم وهي ايضا البسته .. رفع رأسه ينظر إليها فكانت دمعتها تتساقط من عينيها .. فُزع من رؤيتها هكذا ثم قال سريعا وبلهفة ( مالك يا حنين .. بتعيطي ليه ياحبيبتي !) فزع الجميع واتى فارس جوارها ووالدتها فقالت والدتها بحنو ( مالك يانور عيني ؟) رفعت يديها بأرتجاف وهي تقول بقهر ( كان نفسي .. اكون شايفة اليوم دا قدامي .. وقد اي هو يوم حلو .. انا حاسة بيه بس مش شيفاه !! ) احتضنتها والدتها بحنو وهي تخفف عنها بينما ليث ممسك يديها يطمئنها بحزن بالغ فأخذت تبكي قليلاً بقهر حتى هدأت باحضان والدتها واخاها .. وكلمات ليث المهدئة لها بحنان وعشق ... واكتملت الليلة بالصور التذكارية والضحكات العالية ..
.............................................
** ( فقر ؟؟ فقر اي ياقمر احنا اكبر من كدا انا اخوكي دا مش عارفة اتلم عليه ساعتين ورا بعض !) قهقهت قمر بقوة على كلمات فرح وهي تقول بصوت متقطع من بين كلماتها ( لا بجد من اللي حكتيه دانتو طلعتو نحس اكتر مني انا وفارس .. مش قادرة ابطل ضحك انا اسفة ) ثم زادت في ضحكها بقوة فقالت فرح بنبرة مقهورة ( كنا قاعدين بنتغدى في امان الله وانتي عارفة انا مبطمنش لخروجتنا دي والله .. رن تليفونه قولت كدا خلصت القعدة وفعلا جهزت شنطتي عشان نمشي لقيته بيقولي زميلي في الشغل عمل حادثة وفي المستشفى ولازم امشي !) ثم قالت بنبرة باكية دون دموع ( حرام عليهم دا اجازة جوازه .. !) زادت قمر في ضحكاتها وهي تقول ( عيني عليكي ياحبيبتي .. معنتوش تخرجوا احسن يافرح !) كانت تقولها وهي تكتم ضحكتها ثم انفجرت في الضحك وفرح تتابعها بانزعاج ( لا كتر خيره جايبك تباتي معايا عشان مباتش لوحدي !) ثم برزت شفتيها وهي تقول ( دا حتى هيبات برا .. انا عايزة اعيط !) وقعت قمر ارضاً من الضحك وهي تضع يديها حول خصرها وهي تقول ( حرام عليكي .. بطني مش قادرة .. يلا يانحس !) امسكت فرح الوسادة بغل ورمتها بها قائلة ( بس بقا انا متكادة وانتي بتضحكي ) وضعت يديها علي خدها وهي تقول بحزن ( .. يحبيبي ياسليم !) وقفت قمر من مكانها وجلست جوارها وهي تمسد علي كتفها وتكتم شهقات ضحكتها قائلة ( معلش ياحبيبتي .. معلش بكرا يرجع وتكملوا نص شهر العسل بتاعكم !) انتهت من كلماها وهي تضحك بقوة فصرخت بها فرح قائلة ( اتجري يابت قومي نامي قومي .. انا بشكيلك وانتي بتضحكي !) هزت قمر كتفيها بقلة حيلة وهي تقول من بين ضحكتها ( منتي ياحبيبتي بتحكيلي حاجات تضحك ... !) قامت فرح من مكانها ( تصدقي بقا انا مش هـ اعشيكِ .. نامي خفيفة بقا !) هزت قمر رأسها بنفي وهي تقول بضحكات بسيطة ( ولا وحياة امك ياشيخة تأكليني اصل انا واقعة جوع !) اخذت فرح نفساً عميقا وهي تقول بحزن مرة اخرى ( ياترى سليم دلوقتي اتعشى ولا لا .. ياحبيبي ياسليم !) دفعتها قمر برفق ( مخلاص ياختي اومال لو مش لسه متجوزين امبارح .. اتقلي ياماما اتقلي !) اشارت لها فرح بيديها بلا اهتمام ( اسكتي انتي .. ياقلبي ياسليم !) ضربت قمر كف بـ كف وهي تضحك ( دانتي واقعة ولا حدش سمى عليكي !) فقالت فرح بسخرية ( نانانا .. اوعي كدا خليني اعمل عشا ) ثم ذهبت امامها للمطبخ وقمر تبعتها لتساعدها ولم يكفا عن الضحك اثناء إعداد العشاء وأثناء تناوله ..
.................................
+
** دق على الباب .. جعل جميع من بالبيت ينتابهم شعور الخوف نوعا ما .. وقف كريم خلف الباب وخلفه والدته قائلة ( مين ؟) اتاهم صوته المنكسر قائلا ( انا احمد يا طنط !) فتح له كريم وعلامات وجهه تحمل الاستغراب لقدوم احمد في ذلك الوقت .. نظر اليهم قائلا بهدوء وتساؤل ( ممكن ادخل ؟) هزت سارة رأسها بخفوت فدلف وجلس على الاريكة بينما كريم ووالدته جلسا على الأريكة التي امامه .. بادرت سارة بالحديث قائلة بتساؤل ( خير يا احمد يابني .. جاي ليه في الوقت دا ؟) كان ينظر ارضاً ويفرك بيديه بتوتر ثم رفع بصره بعينيه الدامعتين اللامعتين ( اتجوزت صح ؟) ابتلعت سارة ريقها قائلة ( اه يابني .. اتجوزت .. عقبالك ..) وقف احمد واقترب من مكانها جالساً امام سارة على الأرض واضعاً رأسه على قدمها فشهقت سارة باستغراب ( بتعمل اي يا احمد .. مالك ؟؟) قاطعها بنبرة خانقة قائلا ( انا كنت بحبها اوي يا طنط .. انا كنت مستعد اني اعملها كل حاجة هي عايزاها .. وانا والله غصب عني اللي حصلكم .. اعذروني بالله عليكم .. انا مش عايز اقطعكم ابدا عشان انتو ليكو فضل كبير عليا .. سواء حضرتك او حتى فرح .. انا مش هظهر تاني لفرح في حياتها عشان جوزها .. وربنا يسعدها يارب .. بس انا عايز لما احتاج اني احكي اجيلك انتي .. اعتبريني زي كريم ممكن !) رفع بصره لها فكانت دموعه تهبط على خديه بقهر بينما سارة تسمعه بحزن بالغ وعينيه لامعة بالدموع وهي تقول بتلعثم ( اه ياحبيبي ينفع اوي ... انت تشرفنا في اي وقت يا احمد .. !) ثم اكملت بتنهيدة ( يابني انت لازم تنسى فرح وتعيش حياتك وتدور على بنت الحلال اللي تحبك وانت تحبها .. انت كدا هتتعب يا احمد !) هز رأسه بنفي قائلا ( نسيانها صعب .. انا كنت ولسه بحبها وبعشقها .. بس النصيب والقدر !) قاطعته سارة بحنو ( والنصيب والقدر برضو هيجمعك باللي احسن منها .. صدقني انت بس دور ومتيأسش وخلي عندك ثقة كبيرة بربنا !) رفع كفه يمسح دموعه كالطفل الصغير قائلا ( حاضر .. انا هعمل زي ماحضرتك بتقولي واول ما الاقيها .. هجيبها عندك انتي اول حد تشوفيه !) فابتسمت له ثم تنهدت بهدوء قائلة ( بإذن الله !)
.............................................
+
** خرج الطييب من غرفة العمليات فركض له سليم بقلق بالغ ( اي يا دكتور علي اخباره اي؟) وضع الطبيب يديه على كتف سليم بحزن قائلا ....
+