اخر الروايات

رواية ونس الفصل الثامن عشر 18 بقلم سارة مجدي

رواية ونس الفصل الثامن عشر 18 بقلم سارة مجدي

ظل على جلسته بالسيارة لا يعلم ماذا عليه أن يفعل … ما قرأه في تلك الرسالة قلب عليه كل الذكريات المؤلمة القديمة .. الحادث التي أثرت على الجميع وأغلق الجميع أبوابه ووضعوا أقفال وأقفال حتى لا يفتح من جديد .. لكن القدر أراد له أن يفتح .. ولكن من هذا الشخص الذي يعلم كل شيء وشاهد أيضًا. أمن الممكن أن يكون الحارس الذي أختفى بعد الحادث بعدة أيام وقبل أن يستطيعوا أستجوابه
ماذا عليه أن يفعل الأن .. أن ذلك الخطاب لم يوضح أي شيء سوا أنه يعلم ما حدث لنرمين ويعلم من فعل ذلك .. وأن ينتظر رساله أخرى منه .. نفخ بضيق .. وهو ينتبه للوقت وأن عليه الذهاب لمقابلة كاميليا .. وضع الخطاب جانبا وتحرك إلى المكان الذي أتفق عليه معها
…………………………
وقفت أمام سيارتها تنظر إلى فيصل بشكر وقالت بأمتنان
-أنا مش عارفه أشكرك أزاي يا أستاذ فيصل
أجابها بأبتسامة صادقة قائلاً
-الحقيقة مش محتاجة تشكريني .. أنتِ زي أختي وأكيد مكنش ينفع أسيبك لوحدك في ظرف زي ده خصوصًا وأنك لجأتي ليا .. ولازم أكون قد ثقتك دي.. وعايز أقولك أني موجود ديماً وفي خدمتك في أي وقت.
كانت نظرات الإعجاب واضحه في عيونها لكنه لم ينتبه لها .. ف حبه لنرمين يغلب كل شيء .. فأكمل سألاً
-أمتى هتنقلي؟!
-بكره ان شاء الله
أجابته بأبتسامة واسعه .. ليقول هو بصدق
-لو أحتجتي أي حاجة أرجوكي متتردديش في أنك تكلميني .. في أي وقت
توردت وجنتيها بخجل أنثوي فطري وقالت بهمس
-شكرًا
وصعدت إلى سيارتها وقبل أن تغادر رفعت يدها بسلام .. وفعل هو الأخر مثلها .. وبعد أن أختفت من أمامة أتصل بأديم يخبره بكل شيء ليخبره أديم أنه قادم إليه حتى يرى المكان والشقه .. حتى يطمئن بنفسه فوقف فيصل جوار سيارته ينتظره
………………….
جلس حاتم على الجانب الخاص به في سريرهم الذي تركوه منذ أيام بحال وعادوا إليه بحال أخر .. أبتسم وهو ينظر إلى باب الحمام المغلق والذي يخبئ خلفه حبيبته .. قطعة من روحه ..اليوم وها هنا سوف يمحوا ذكريات قديمة مؤلمة ويخلق معها ذكريات جديدة حلوه مثلها وتشبه جمال روحها الذي أكتشفها .. كم هي هشه ورقيقة .. خرج من أفكاره حين سمع صوت الباب وهو يفتح وتخرج منه .. ملكة قلبه .. بهيئة مهلكه .. لم يتحملها قلبه ليغادر السرير وأقترب منها وعينيه تتأمل تفاصيلها … من رأسها إلى أخمص قدميها المكشوفه .. مروراً بمنامتها الحريرية عسلية اللون التي تشبه لون عيونها … قدها المغوي دون أي مجهود منها .. عطرها الذي ملئ صدره وجعله يشعر بفقدان عقله .. شفتيها المكتنزتان المطلية بلون وردي رقيق .. عيونها التي تنظر إليه بحب صادق مخلوط بخجل فطري .. وأكتملت الصوره بخصلات شعرها التي تحيط وجهها وكتفيها ليقول بصدق
-طوال حياتي قلبي كان عاشق تفاصيلك .. ومسلملك أمره .. قربك نار وبعدك نار .. ولما بقيتي حلالي .. بقيتي هلاك قلبي وأنا شايفك قدام عيني وكل مشاعري بتنهار من جمالك إللي بيوجع قلبي وأنتِ حلالي وبعيد عني .. ومش قادر أقرب علشان كرامتي .. وبعد ما قربت ودوقت العسل المصفى من عيونك … مبقتش قادر أقاوم حُسنك ودلالك وجمالك المهلك ده
كانت تستمع لكلماته بسعادة لا تستطيع وصفها .. أقتربت منه تلك الخطوه الفاصلة بينهم وحاوطت رقبته بذراعيها وهي تقول بصدق جعل قلبه ومشاعره الرجولية تثور بكل قوه
-أنا إللي بقيت مش قادرة أقاوم حبك ولا كلامك .. وقربك هو كل إللي بتمناه
مع أخر حرف نطقته أقترب منها يقبلها بعشق ولهفه .. أبتعد عنها يحاول إلتقات أنفاسه وحتى يسمح لها هي الأخرى بألتقاط أنفاسها وهمس بأسمها لتنظر إليه بعيون مليئه بالحب ليحملها بين ذراعيه ووضعها على السرير وهو يقول بهمس
-عايز أمحي ذكريات السنه إللي فاتت دي كلها يا سالي .. عايز بس يبقى مفيش لينا في الأوضة دي غير الذكريات الحلوة .. واللحظات الحلوة .. إللي كلها حب ولهفه .. إللي كلها مشاعر صادقة من قلبي وقلبك يا نن عين قلبي
أومأت بنعم وهي ترفع رأسها تقبله بحب وبين كل قبله وأخرى تهمس بأسمه .. ليشتعل جسده بالرغبه .. والسعادة .. وترك نفسه ليغرق في بحور عشقها الناعمة الرقيقة
…………………..
وصل أديم إلى مكان فيصل وترجل من السيارة وهو يقول
-المكان ممتاز .. الشقة في أنهي دور
قال أخر كلماته وهو ينظر إلى البناية التي يقفون أمامها .. شعر فيصل أن أديم به شيء غريب .. كان صباح اليوم ورغم الأزمة الكبيرة التي يمر بها هو وعائلته هادئ .. لكن الأن يبدوا عصبياً أو خائف .. أو مصدوم
أعتدل في وقفته واضعاً يديه فوق كتف صديقة وهو يقول بقلق
-مالك يا أديم؟ أنت فيك حاجة مش طبيعية؟
نظر إليه أديم بتشتت وعيونه بها ضياع أستشعره فيصل حد الرعب فقال بصدق
-أحكيلي يا صاحبي أيه إللي تاعبك أوي كدة
-تعالى نقعد في العربية .. أنا حاسس أن رجلي مش شيلاني
قال أديم بأرهاق واضح .. صحيح هو لن يخبر فيصل بقصة نرمين لكنه بحاجة للحديث عن قصة ونس .. عن حقيقته التي أكتشفها ولم يستطع حتى أخذ بعض الوقت لأستيعاب الأمر … جلس فيصل جواره بالسيارة وهو يقول
-الشقة في الدور الثالث وجمبها شقة مستشار .. ودكتور جراحة بس معظم الوقت مسافر
نظر إليه أديم للحظات بعدم أستيعاب ثم أومأ بنعم بعد أدراكة أنه يتحدث عن شقة كاميليا وبالأساس كان يجيب على سؤاله الذي سأله في البداية
خيم الصمت عليهم لعدة دقائق .. ظل فيصل صامت تماماً تارك المساحة الكافية لأديم حتى يستجمع نفسه ويقرر الحديث
نفخ أديم الهواء من صدره .. ليشعر فيصل أن ما بداخل صدر صديقة حين يخرج من الممكن أن يحرق الأرض ومن عليها
-عارف يا فيصل أحساس أن الدنيا كلها تتهد فوق دماغك مره واحدة .. كل الثوابت إللي في حياتك تكتشف أنها ولا ليها أساس من الصحه .. تكتشف أن أنت الشخص الغلط في المكان الغلط كمان .. ويوم ما تلاقي المكان إللي ترتاح فيه وتحس فيه بالأمان والسعادة والراحه يكون أول مكان يطردك من غير رحمة .. ولا شفقة .. يجرح فيك بكل الوسائل .. يدبحك من غير ما يسمي حتى عليك .. أنا أتعمل فيا كده .. أخدت مقلب حراميه في ثوابت أصولي .. وقلبي لما دق دق للي قربت مني علشان تفضحني .. وتركب ترند على قفايا وتحقق سبق صحفي .. من إمبارح باخد كل قلم وقلم على وشي والمفروض إني لا أتأثر ولا أزعل ولا أضعف .. وأفضل جبل ثابت .. كأن معنديش مشاعر ولا أحاسيس
أخرج كل ما بقلبه مره واحده وكأنه يتقيئ الألم الذي بداخله .. وقبل أن يقول فيصل أي شيء علا صوت هاتف أديم ليضرب مقدمه رأسة وهو يقول أزاي نسيتها
وخرج من السيارة حتى يجيب عليها وأغلق الباب بقوة ليشعر فيصل بألم قوي على صديقه لكنه لا يعلم ماذا عليه أن يفعل حتى يخفف عن صديقه لفت نظره تلك الورقة المطوية أمامه على “طابلوه السيارة” خاصه وما عليه من حروف متفرقه وكأنها مقصوصه
مد يده بعد أن نظر إلى ظهر أديم المنشغل في محادثته الهاتفيه .. وبدء يقرأ ما كتب لتجحظ عيونه والحقيقة تضرب عقله كصاعقة رعديه أن لم تقتله سوف تسبب له عاهه مستديمة …. لكنه وضع الورقة مره أخرى في مكانها قبل أن يصعد أديم إلى السيارة وقال ببعض الحرج
-لازم أمشي كاميليا مستنياني وأتأخرت عليها .. هبقى أكلمك تاني ونتقابل
أومأ بنعم غير قادر على النطق بكلمه وغادر السيارة بصمت .. ومباشرة إلى سيارته جلس بداخلها .. يشعر أن جسده منهك .. وروحه محطمة .. وقلبه يتألم .. حبيبته طوال حياتها تتألم تصرخ روحها طالبه للنجده .. وهو كان يظن نظراتها غضب وتعالي .. لكنها كانت تريد المساعدة .. لكن ماذا عليه أن يفعل الأن؟
…………………..
وصل أديم المكان المتفق عليه .. وترجل من السيارة ودلف إلى المكان يبحث بعينه عنها ليجدها تجلس على إحدى الطاولات البعيدة نسبياً تنظر إلى هاتفها وبين يدها كوب قهوة .. جلس أمامها وهو يقول
-أسف جداً على التأخير لكن زي ما قولتلك كان غصب عني والله.
وضعت الهاتف جانبا وهي تقول بأبتسامة رقيقة
-ولا يهمك يا أديم المكان أصلاً مريح للأعصاب جداً .. وأنت متأخرتش كتير
قبل أن يقول أي شيء أقترب النادل يسأل أديم عن ما يرغب في تناولة .. لينظر أديم إلي كاميليا وقال
-أنا مأكلتش حاجة طول اليوم تتعشي معايا؟
أبتسامتها الرقيقة أتسعت وهي تقول
-الحقيقة أنا كمان جعانه جداً
ليبتسم وهو يملي على النادل ما يريدون .. ثم نظر إليها وهو يقول
-ها بقى يا ست كاميليا .. هتفهميني إيه إللي حصل
أومأت بنعم وبدأت في سرد كل ما حدث منذ قرارها العمل حتى تخرج بره دائرة أوامر شاهيناز السلحدار .. وبره الدائرة المفرغه التي تعيش فيها بأسم عائلة الصواف .. ثم ما حدث منها حين علمت ما تنتويه شاهيناز وطارق .. وأخبارهم بكل شيء وخوفها من طارق ورد فعله الذي مازال يقلقها .. فهدؤه وصمته يقلق أكثر من كلامه .. وعصبيته .. وأخبرته عن موقف فيصل معها وما قام به كله وأخبرته عن عنوان بيتها الجديد .. وختمت كلماتها
-لما تفوق من كل إللي أنت فيه أبقى هات نرمين وسالي وحاتم وتعالوا قضوا يوم معايا
أومأ بنعم ثم قال
-أسمعيني كويس يا كاميليا .. للقدر الغريب .. أنك من بين كل أصحاب الشركات تختاري صديق الدراسة والشخص الأكثر ثقة بالنسبة ليا ومن أول ما عرف أنتِ مين كلمني فوراً وكنت متابع معاه كل حاجة تخصك خطوة بخطوة .. ما أكيد مش هسيب أختي الصغيرة وبنت عمي لوحدها كده من غير حماية .. لكن كمان حبيت أسيب ليكي المساحه إللى تحسي فيها بالإعتماد على النفس .. وأنك قادرة على كل حاجة
أتسعت عينها بصدمة وهي تستمع لكلماته .. وقالت بصدمة
-يعني هو شغلني لما عرف إني بنت عمك؟!
-لأ .. هو عرف لما طلبتي منه الشقة يعني بعد ما عينك
أجابها بهدوء ليخيم الصمت عليهم لعدة ثوانِ حين حضر النادل بالطعام .. وحين غادر أكمل قائلاً
-في الحقيقة يا كاميليا أنا أحترمتك جداً بعد الموقف الأخير .. وكل إللي حصل منك كبرك في عيني جداً .. وعايز أعتذرلك لو في أي وقت من الأوقات زعلتك أو ضايقتك .. أو جرحتك بأي شكل.. وعايزك تعرفي أنك عندي زي نرمين وسالي وده غصب عني مش بأيدي .. قلبي مش ملكي للأسف .. و والله لو كان قلبي بأيديا مكنتش هحب حد غيرك لأنك بجد تستاهلي كل خير.
تجمعت الدموع في عيونها لكنها قالت بصدق
-أنت مش غلطان في حاجة يا أديم علشان تعتذرلي .. أنا إللي سلمت وداني لطنط شاهيناز وصدقتها .. أنا إللي عشمت نفسي بالوهم .. وأفتكرت إنه ممكن يبقى حقيقة .. لكن أنا دلوقتي فهمت وأدركت .. وأخدت خطوة إجابية في طريق جديد .. وأكيد سعيدة جدًا بوقوف أبن عمي معايا .
أبتسم براحه ها هو حمل من فوق أكتافه يسقط ويرتاح منه .. أخذ نفس عميق وقال
-ناكل بقى؟
-ناكل بقى
ليبتسم الأثنان براحه وهدوء وعادوا إلى الثرثرة في أشياء كثيرة أثناء تناولهم للطعام ..حتى أنهم تناقشوا في الخطوات التي أخذها أديم بخصوص ما نشر .. وأخبرها عن ما سيحدث في الأيام المقبلة

يتبع…..




التاسع عشر من هنا





 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close