اخر الروايات

رواية فتاة ذوبتني عشقا تيم وطيف الفصل الثامن عشر 18 بقلم امينة محمد

رواية فتاة ذوبتني عشقا تيم وطيف الفصل الثامن عشر 18 بقلم امينة محمد



                  
رواية - فتاة ذوبتني عشقا - 
الجزء الثامن عشر ..

+



                    
** في صباح يوم جديد .. بأشعة شمس ذهبية تطل على القلوب .. خرجت حنين من المستشفى للمنزل وجلست على فراشها تفكر .. في حال والدها .. الذي كان يريد تزويجها للرجل المُسن والآن هو لا يريد بسبب فعلته بها .. فـ أولاً وأخراً السبب في عماها هو والدها .. السبب في فقدان بصرها هو والدها .. تفكر بـ ليث الذي يريد ان يتزوجها .. واتفق مع والدها على ان يتزوجها .. فوافق والدها وأيضاً فارس الذي شجعه علي الموافقة .. تنهدت بعمق بعد تفكيرها العميق .. بينما داخلها ممتلئ بالحزن بسبب ما حدث معها .. لمتى ستظل هكذا بدون رؤية .. بدون رؤية إخوتها .. و ووالدتها .. وحتى ليث .. وماريا العزيزة .. خرجت من تفكيرها على صوت اخاها الصغير الذي يبلغ السادسة عشر عاماً .. ( ح.ح.حنــين آآآ أنتِ بـبـجد ممـبتشـووفـيش ) كان كلامه متلعثم ... تخرج الحروف حرفاً حرفاً .. عينيه موجهه بعيداً عن موضع حنين .. ينظر للفراغ .. ويشبك يديه ببعضهما .. وسيم كـ فارس بعينين خضراوتين هو الآخر .. ولكنه مريض بالتوحد .. منذ طفولته وهو يُفضل الوحدة .. لا يحب الاصدقاء او قرب الأشخاص .. حتى عائلته .. اجابته حنين بخفوت ( اه يامراد .. مبقتش بشوف ..!) سألها مرة اخرى بخفوت ( يـيعني انتي مـش مش شايفاني ... !) فهزت رأسها بنفي قائلة بحزن ( لا ياحبيبي مش شيفاك ..انت وحشتني يامراد وكان نفسي اشوفك !) همهم مراد بتساؤل ثم اجابها بابتسامة واسعة ( وانتي كمان وحشـتيني اوي !) ثم اقترب خطوة وعادها للخلف مرة اخرى وهو يهتز بوقفته وينظر إليها ببلاهه .. دلف لهم فارس ونظر له وابتسم بخفوت ( اي يابطل بتعمل اي هنا ؟) اجابه بابتسامة واسعة بريئة ( كــننت بـبطمـن ععـلى حـننيـن !) همهم فارس واقترب يجلس جوار حنين ويلف يديه حول كتفها بحنان قائلا ( وانتِ عاملة اي ياقلبي ؟) استندت برأسها على كتفه قائلة بنبرة هادئة ( كويسة ياحبيبي .. !) قبلها بحنان علي رأسها هامسا ببعض الكلمات المهدئة ( كل حاجة هتبقى كويسة ياقلبي وهترجعي تشوفي تاني !) هزت رأسها بإيجاب تأكيداً على حديثه بينما مُراد يتابعهم من بعيد وهو يقول بحزن متبسم ( كان ننـفسي احضـن حنين زي ففـاارس بس انـا ممـبعرفش .. احضـن .. ممينفـفعش !) تنهد فارس وهو ينظر إليه بحنية ( انت وجودك جنبنا اهم حاجة ياحبيبي .. ) ابتسم مراد وهو يهز رأسه بإستمرار كتأييد لحديث فارس .. 

1



                    
" عودة للحاضر '' 
** بعد عودتهم لمصر .. بدأت الكوابيس تعود .. والذكريات أيضاً تعود .. عودة قاسية مؤلمة على قلوبهم التي تحملت اشد الصعوبات وواجهتها .. كانت فرح تعد طاولة العشاء منتظرة سليم ليعود من عمله .. ترتدي فستانا طويلاً من لونه المفضل ' الاحمر ' انتبهت لصوت باب المنزل فـ التفتت تنظر له وهو عائد من عمله مرهق الوجه .. ابتسمت بحنو واقترب منه تقف امامه قائلة بحب ( حمدلله عالسلامه ياحبيبي !) ابتسم بحب وانحنى عليها يقبل رأسها بحنو قائلا ( الله يسلمك .. اُمال اي الحلاوة دي ؟) قهقهت بخجل واضعة يديها علي فمها قائلة ( دي عيونك الحلوة ياقلبي .. وبعدين هو انت ناسي النهاردة كان في اي ؟) دار بعينيه في المكان وهو يفك الكراڤيت من حول رقبته وملامحه مستغربة فتبدلت ملامحها للعبوس قائلة ( سليييم .. هو انت نسييت ؟) قهقه بخفة واقترب يقبلها برقة علي خدها قائلا ( لا ياحبيبتي منستش .. النهاردة الذكرى السادسة على كتب كتابنا !) ثم رفع يديها يقبلها عليها بحنان بالغ قائلا ( كل السنين واحنا سوا يانور عيني .. انا بحبك اوي !) عانقته بحب وهي مبتسمة ( وانا كمان بحبك اوي ياسليم .. !) اخذت نفساً عميقاً مكملة ( بحبك جدا .. انت اللي مهما حصل مش هقدر اوفي حق اللي عملته معايا كل السنين الي فاتت .. انت اهم حاجة في حياتي يا سليم .. انت اللي استحملت معايا كل الفترات الصعبة وعديناها سوا !) ابتسم بدفئ قائلا ( وهنكون سوا دايما ياحبيبتي .. ربنا يجيب الحلو ان شاء الله .. !) هزت رأسها بإيجاب ( ان شاء الله !) ثم ابتعدت عنه ممسكة يديه متوجهين نحو طاولة الطعام المجهزة بالشموع و ألذ الاطعمة التي يحبها سليم ..... 

+



                
' فلاش باك مرة اخرى ' 
كان منزل فرح يملؤه الفرح من جميع ارجاؤه .. سليم .. فرح .. والدة فرح .. والدة سليم .. قمر .. كريم .. حور .. جميعهم جالسين ينتظرون قدوم المأذون ليكتبوا الكتاب سريعاً كما طلب سليم ووافقت فرح دون معارضة منها .. تعرفت الوالدتين علي بعضهما البعض .. واحبا بعضاً .. بينما قمر تجلس جوار سليم ويقهقهون سويا وتشاركهم فرح أيضاً .... 
وأخيراً بعد طول انتظار أعلن المأذون زواجهم والبسها سليم خاتم الزواج وهي أيضا .. 
جلسا سويا في شرفة المنزل وهو يقول بحب ( الوضع يتحسن شوية وهنعمل فرح كبير يا ست فرح ) تنحنحت بخجل ثم اخفضت بصرها قائلة ( إن شاء الله ياسليم .. اممم انا هفضل هنا لحد ما الفرح يتعمل !) عبس بملامحه وهو يضيق عينيه قائلا ( ليه طيب ؟) هزت كتفها بقلة حيلة ( عشان لو الناس شافوني عندكم وبعدين مافيش فرح وجينا عملنا فرح هيقولوا اي ؟) همهم بضيق وهو يقول ( بس احنا ملناش دعوة بالناس يافرح .. احنا هنعيش في شقتنا حتى انا اشتريت شقة عشان نقعد فيها بعيد عن اهلك واهلي !) ضمت شفتيها ونظرت لداخل المنزل لعائلتها الصغيرة وتنهدت بعمق ( مم ماشي .. هما هيكونوا كويسين صح ؟) هز رأسه بإيجاب قائلا ( اه يافرح .. هيكونوا كويسين ياقلبي !) اخفضت بصرها بخجل لمنادته لها بـ قلبه فأبتسم هو بخفوت لخجلها ذلك .. فهو قلبه منذ اللقاء الاولى يحب رؤيتها .. رؤية خجلها .. ملامحها الرقيقة .. جمالها كان لا يوصف في عينيه .. رقتها ونعومتها وتصرفاتها العفوية .. كل ذلك يخطف قلبه دون استئذان .. 

+



..............................
- تيم وطيف - 
** كانوا يتناولون وجبة الإفطار سوياً بينما هو هادئ .. لا يتحدث كثيراً منذ لقاء تلك المدعوة ليلى .. بينما هي هادئة حتى لا تثير الجدل .. نظرت له بطرف عينيها فلاحظ ذلك .. ثم قال بهدوء ( مالك ؟) فردت سريعاً (ها .. ماليش عادي يعني ..!) هز رأسه بهدوء فوضعت يديها فوق يده قائلة ( انت كويس ياتيم ؟) قوص حاجبيه ونظر لها بتساؤل ( اي السؤال دا .. اه كويس شيفاني اي قدامك يعني !) نظرت له قليلاً دون التحدث ثم ابعدت يديها من فوق يديه قائلة ( براحتك ياتيم .. وقت ما تحب تحكي ابقى احكيلي ..!) ثم وقفت مكانها وهي تأخذ طبق طعامها وتوجهت للمطبخ فزفر هو بضيق وتوجه خلفها ( طيف .. انا مشوش شوية اليومين دول بسبب الشغل متزعليش من طريقة كلامي !) لم تنظر له بل اكملت غسل طبقها قائلة ببرود ( بسبب الشغل ولا ليلى ..!؟) قوص حاجبيه قائلا بحدة ( ليلى مين دي .. ليلى دي متهمنيش اصلا !) همهمت بطريقة وكأنها تصدقه بكذب ولكنها قالت وهي تهز كتفها ( انت حر ياتيم .. مش هغصبك على حاجة ياحبيبي !) ثم نظرت له نظرة خاطفة سريعة وابتعدت لتخرج من المطبخ ولكنه أمسك يديها بقوة قائلا ( طيف .. متعمليش كدا !) جذبت يديها من يديه قائلة بقهر ( متعملش انت كدا ياتيم .. مترجعناش من البداية تاني .. متخلنيش احس اني وحيدة تاني وترجع كل الذكريات الوحشة تاني في بالي .. ارجوك !) وقف امامها ووضع يديه علي خدها قائلا بخفوت ( طيف .. انا مش قصدي كدا بس انا متوتر اليومين دول وتعبان شوية .. استحمليني عشان خاطري !) تنهدت بعمق وهي تقول ( انا معاك .. احكيلي عشان تفك عن نفسك .. احكيلي عشان ترتاح قربنا من بعض متبعدناش !) هز رأسه بإيجاب قائلا ( حاضر .. هحكيلك بس لما احس ان الوقت مناسب عشان اقدر احكيلك !) اقتربت منه تقبله بحنان علي خده قائلة ( ماشي ياحبيبي هستناك !) فأبتسم هو بحنو ثم ودعها وذهب للعمل بينما هي جلست تفكر .. تفكير عميق ينهش من قلبها واعماقها خوفاً من الابتعاد مرة اخرى ... 
....................... 
- نور وتامر - 
انتهيا من عمل الشركة وخرجا سويا بسيارته متوجهين نحو مطعم لتناول وجبة الغداء .. قال تامر وهو مشغول بقيادته ( هتفضلي تشتغلي بعد الجواز يانور ؟) هزت رأسها بإيجاب قائلة بخفوت ( اه ياحبيبي وابطل شغل ليه ؟) ابرز شفتيه وحرك رأسه يميناً ويسارا قائلا ( لا ابدا بسألك بس .. اصله ملوش لزوم يعني كل الي هتحتاجيه هتلاقيه عندك !) اعتدلت في جلستها ليصبح وجهها له .. وظهرها للباب خلفها قائلة ( انا مش بشتغل عشان كدا .. انا بشتغل عشان انا بحب شغلي وعشان انا عايزة اثبت نفسي مبقاش درست وتعبت وفي الاخر اقعد في البيت !) قوص حاجبيه قائلا بحدة ( طب مالك انتفختي علينا كدا ليه .. انا بقولك اللي عندي عشان لو عايزة تسيبي الشغل !) اعتدلت في جلستها الصحيحة وهي تبعد بصرها لنافذة السيارة قائلة بهدوء ( لا مش عايزة اسيبه .. عايزة افضل اشتغل !) هز رأسه بهدوء ثم اكمل ( هنحدد امتى معاد الفرح !) برزت شفتيها بحيرة وهي تقول ( معرفش .. انت مقولتش والدتك هتيجي اخر الاسبوع .. لما تبقى تيجي نحدد كل حاجة !) همهم بخفوت ثم اوقف سيارته امام مطعم قائلا ( ماشي يانوارتي .. يلا !) تنهدت بعمق وترجلت من السيارة معه لداخل المطعم ... جلسا سويا علي المائدة وطلب هو الطعام لهم .. 
نظر لها بعمق ثم وضع يديه فوق يديها قائلا بدفئ ( انا آسف على طريقتي في العربية معاكي .. بس انتي كلامك استفزني !) نظرت له بهدوء ( محصلش حاجة خلاص !) قوص حاجبيه بحدة قائلا ( والله .. انا بعتذر وانتي بتقولي محصلش حاجة خلاص !) نظرت له قليلا ثم اخرجت تنهيدة عميقة من داخلها قائلة ( خلاص يا تامر .. بجد محصلش حاجة وانا كمان كلامي كان مستفز انا آسفة !) ابعد يديه عن يديها واكتفى بالايماء برأسه دون اضافة حرف آخر .. ظلت هي الاخرى صامتة ثم وضعت يديها فوق يده قائلة ( خلاص متزعلش .. انا بـبحبك !) نظر لعينيها بخفوت وقال بدفئ ( وانا كمان بحبك .. !) ابتسمت بخجل ممزوج بالحب فأكمل ( لما نخلص اكل هنروح البيت الي بيتشطب بتاعنا عشان تشوفيه وتختاري الألوان وكل حاجة تمام !) للحظات ترددت ولكنها اؤمت له بإيجاب مؤيدة كلامه قائلة ( ماشي تمام !) .. اتى الطعام واكلا سويا ثم ذهبا الى ذلك المنزل 
..............................
- ليث وحنين - 
** كانا يجلسان في شرفة المنزل وهي نظرها في الفراغ بينما هو ينظر لها بـ هيام .. يبدو كالعاشق الولهان امام عيونها الخضراء .. بينما والدتها وماريا ومراد وفارس يجلسون في الداخل .. ابتسم ليث بحب قائلا بنبرة دافئة ( اي ياجدع الحلاوة دي بس .. انتِ بتحلوي اكتر من الصاروخ ذات نفسه !) شهقت وهي ترفع يديها تضعها على فمها قائلة بخجل ( لــيث عيب كدا .. انت جبت الالفاظ دي منين ؟!) ضرب كف على الآخر وملامح وجهه تنظر لها بضيق قائلا ( انتِ مينفعش معاكي رومانسية لا .. لا طبيعية ولا حتى رومانسية شوارعية .. انا تعبت معاكي لا لا !) قهقهت بقوة وهي تقول ( مالك يا ليث الله .. انت برضو بتقول كلام مش ولا بُد كدا !) هز رأسه بإيجاب ( اه صح انا الي بقول صح !) ابتسمت بدفئ قائلة ( حاسة بحاجة نقصاني واحنا قاعدين مع بعض كدا .. الحاجة دي هي ان انا مش شيفاك دلوقتي !) كان ينظر إليها بعشق وكاد ان يتحدث فقاطعهم فارس قائلا بسخرية ( نفس الخلقة العكره ياقلبي .. بعدين اي المُحن الي انتو قاعدين فيه دا !) نظر له ليث وهو يضيق عينيه يريد ان ينهش وجهه الجميل قائلا بغل ( ياخي الواحد ما صدق انها تتلحلح وتتكلم تقول كلام رومانسي تيجي انت تقطعه .. حسبي الله في حظي ده !!) بينما هي لا تفعل شيئا سوى انها تضحك عليهم فقال ليث وهو يضع يديه علي خديه بحزن ( شايف ضحكت علينا الأجانب اهو !) ثم ابعد يديه ناظراً لها بحب قائلا بنبر هائمة ( بس اي اجانب قمر !) قاطعه فارس قائلا بابتسامة صفراء ( بيقولوا اني اخوها وانا واقف معاكم يعني بعد إذن المشاعير الي جواك دي تحترمني !) لوح له ليث بيديه بعدم اهتمام بينما هي قهقهت قائلة بثقة ( طبعا ... قمرين كمان ان كان عاجب !) كان ينظر إليها فاتحا فمه بقرف قائلا ( انا بقول يادوب .. فين ماريا ياعم اصل انا والمصحف عندي قولون واحد ومرارة واحدة .. !) لوح له فارس بسخرية ( ياعم اقعد انا هروح اخد ماريا انا اقعد معاها .. قايم ماشي على أساس عندك كرامة اوي !) القى به ليث لُعبة صغيرة كانت موضوعة علي الطاولة قائلا ( زيك بالظبط ) تأوه فارس بضحكة بينما هي الاخرة قهقهت .... غادر فارس من جوارهم وهو يتضل بقمره بينما ليث مد يديه يمسك يديها بحنان قائلا ( اي رأيك نعمل الخطوبة اخر الاسبوع ونكتب معاها كتب الكتاب !) تنحنحت بخجل قائلة ( احنا هنكتب الكتاب بسرعة كدا ؟) هز رأسه بإيجاب قائلا ( اه ياحنين .. ونتأخر ليه طالما احنا عاوزين بعض وعاوزين نبقى جنب بعض !) همهمت بخفوت ثم قالت ( ماشي .. هبقى اكلمهم اشوف هيقولوا اي !) هز رأسه بإيجاب قائلا ( ماشي ياروحي !) فأبتسمت بخفوت واكملا حديثاً معسولا على قلبهما ... 
....................................
- قمر وفارس - 





التاسع عشر من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close