رواية صراع الذئاب الفصل السادس عشر 16 بقلم ولاء رفعت
_ يدلف إلي المطبخ باحثا عن أي شئ يأكله فلم يجد سوي باقية أطعمة تنبعث منها رائحة حمضية ... فتأفف ثم قال بضيق :
وبعدين ف السفيرة عزيزه الي نايمالي لحد الضهر دي
ذهب ودخل إلي الغرفة ليجدها مازالت نائمة ... فلكزها بغلظة وقال :
أومي يا حلوه كل ده نوم
أستيقظت بفزع وهي تشعر بوخز ف زراعها من أنامله التي كادت تخترق بشرتها الناعمه
_ أي التخلف ده فيه حد يصحي حد نايم كده !!!.... صاحت بها رحمه
جز ع أسنانه وقال : مين الي متخلف يابنت ال ... ؟؟؟
نهضت وهي تقف ع الفراش بركبتيها وصاحت بتحدي : أهو أنت الي ابن ...... ومتشتمنيش بأبويا الله يرحمه تاني
وأن تفوهت هكذا ليتحول ذلك العادل إلي وحش كاسر ليجذبها من خصلاتها بقوة فصرخت بأعلي صوتها
_ اااااااااه سيب شعري يا حيوان .... ااااااه
أخذ
يصفعها ع كل مكان بجسدها وهي تصرخ تحاول التملص من قبضته ويل لها من
خصلاتها التي كادت تقتلع ف يده أو ويلها من يده التي تشبه مطرقة الحداد ف
قوة ضربها
_ وفي منزل عديلة بالأسفل ....
فاتن تقف أمام المرآه تقوم بفرد شعرها بمكواة الشعر ... ليأتي من خلفها شقيقها الأوسط ويصفعها ع مؤخرة رأسها
_ ماتلم نفسك يا علاء وقسما بالله لو ضربتني بالقفا تاني لهقول لأمك ع الفيديوهات إياها الي لقيتها ع موبايلك .... صاحت بها فاتن
جذبها بعنف من زراعها وقال :
وأنتي يا روح أمك بتفتشي ف موبايلي ليه وبتتفرجي كمان ... ده أنتي كده عيزالك علقه مش قفا
وكاد يعتدي عليها بالضرب فأمسكت المكواه وقامت بتهديده : وربنا لو قربت مني لألسعك بالمكواه ف وشك الحلو ده
_ أنتي يا زفته حسك جايب لأخر الحاره ... قالتها عديلة
فاتن : يعني عجبك إبنك الي بيعملو ده !!!
علاء : وهكسر رقبتك لو ما احترمتيش نفسك معايا
أشارت إليهم عديله بالصمت حينما وصل إلي مسمعها صوت صرخات رحمة ثم صوت عادل الذي يسبها بأفظع الشتائم والسباب
عديله بصياح : ناوليني الطرحه يابت لما اطلع اشوف بنت الرفدي عملت ف أخوكي أي
أعطتها فاتن الحجاب وقالت : هي برضو ده إبنك شكله بيفرمها فوق
ركض
ثلاثتهم وصعدوا بالأعلي ... أخرجت عديله المفتاح من فتحة الصدر لعباءتها
وقامت بفتح الباب .. لتقع أعينهم ع رحمه الملقاه ف الأرض وخصلات شعرها
مشعثة وثيابها ممزقه يكاد يغطي مفاتنها ثيابها الداخلية ... وقف علاء محدقا
بها بنظرات شفقة وحزن ليخلع قميصه ويعطيه لشقيقته لتستر جسد تلك المسكينه
... ركضت نحوها فاتن وهي تساعدها ف النهوض وو ضعت فوقها القميص وتدخلها
غرفتها
عديلة : عملتلك أي بنت البوسطجي خلاك تحرق دمك كده ؟؟؟
كان يجلس يلتقط أنفاسه بصوت مرتفع وقال بعد لحظات :
صاحي
من صباحية ربنا وسايبها نايمه قومت فطرت وقعدت شويه ادام التليفزيون قولت
هتصحي تشوف الي وراها وتجهز الغدا برضو نايمه روحت احضرلي اي حاجه اتصبر
بيها لاقيت سايبه الأكل من يوم الدخله ع البوتجاز لحد ما حمض ... جيت
اصحيها علت صوتها وبتشتمني كمان
عديلة وأشتد حنقها دلفت إلي الغرفه كالعاصفه فوجدت فاتن تحتضن رحمه التي تبكي وتشهق بقوة
عديله بنبرة غاضبه :
فاكره نفسك السفيرة عزيزه يا حلوه مبتقوميش ليه تخدمي جوزك ولا هو متجوزك عشان تنامي 24 ساعه !!
لم تجيب عليها ومازالت تبكي ...
_ لما أكلمك تردي يابت ... صاحت بها عديلة وهي تلكزها بغل ف كتفها
_حرام عليكي ياما مش كفايه الي إبنك عامله فيها .... قالتها فاتن وهي تحمي رحمة بوضع يدها حاجز
عديلة : حرمت عليكي عشتك منك ليها ... قومي يابت من هنا وسيبني أفهم بنت ال..... دي هي عايشه هنا تخدم ابني وتشوف طلباته
نهضت رحمه وهي تتحامل ع آلام جسدها وصرخت بصوت غاضب :
كفااااايه بقي أنا عملتلك أي ؟.. اتقي الله ده أنتي عندك بنت مش خايفه يحصل فيها نفس الي بتعمليه فيا أنتي وابنك
رمقتها فاتن بشفقه وحزن ... لكن عديلة حدقت بها بشر وقالت :
لاء مش خايفه لأن بنتي محترمة مش و...... زيك وخطيبها مقفشهاش مع واحد ف الجنينه
مسحت عبراتها ولم تظهر ألم قلبها من تلك المعايره والإهانه فقالت :
طيب لما أنا و....... زي ما بتقولي ليه جوزتيني إبنك ... ثم صرخت بصوت مدوي وأردفت : ولا عشان إبنك مش راجل ولا محصل حتي الولايا
وكادت تهجم عليها ليدفع عادل الباب وهو يصيح ويسب :
مين ده مش راجل يا بنت ال......يا و........
لحق به علاء الذي وقف لشقيقه وقال : خديها يافاتن ع تحت بسرعه
جذبتها
فاتن من يدها وغادرا مسرعين ... وعلاء كان يمسك بشقيقه و والدته فعلي
الرغم من أنه يصغر شقيقه بثلاث سنوات لكن يتمتع ببنية جسدية قوية
_ سيب إيدي يا ولاه دي أخرتها بتمد إيدك ع أمك !!
ترك يدها ثم قال : مش اصدي ياما لكن لو سبتك أنتي و إبنك كنت موتو البت .... حرام عليكو
عادل : يعني ماشايف بتقول أي !!!
علاء
: معلش امسحها فيا المره دي ... بس خد بالك البت دي لو حصلها حاجه هتروحو ف
داهيه ... وأنتي ياما راعي إن عندك بنت زيها ده كلها شهر وفاتن تتجوز
يرضيكي يحصل فيها كده ؟؟
عديلة : بنتي لو قليلة الربايه تستاهل قطم رقبتها بس الحمدلله بنتي متربيه
علاء : ربنا يهديها ويهديكي ياما وخفي ع البت شويه
عديلة : خليك ف حالك أنا عارفه بعمل أي ... وأنت يا واد ياعادل تعالي ياضنايا أتغدي معايا أنا عامله كل الي بتحبو
زفر
علاء بسأم ثم أخذ يتذكر ملامحها الباكية ونظراتها الحزينه التي تقطع
القلوب لأشلاء أسفا عليها ... حك فروة رأسه وقال لنفسه : أنت عبيط ولا أي
دي مرات أخوك يا أهبل .... زفر بتأفف و ذهب قبل أن تحدث كارثه اخري بالأسفل
.
*******************************
_
تهبط الدرج وهي تستند ع ساعد مربيتها ...
زينات بنبرة سأم : مكنش ليه لزوم تنزلي يابنتي أنا بجبلك طلباتك لحد عندك
صبا : مش هفضل محبوسه ف أوضتي لحد ماقصي يرجع أنا مخنوقه وعايزه قعد شويه ف الجنينه
تنهدت زينات فقالت : ع راحتك يابنتي
وإلي إن وصل كلتاهما أسفل الدرج فأتي صوت صرخات أنثويه تصدر من القبو ...
عقدت حاجبيها وتساءلت : أي الصوت ده يا داده هو قصي حابس حد من الشغالين تحت؟؟
زينات وهي تحاول إخفاء الأمر :
دد ده هتلاقيه حد مشغل راديو ولا تليفزيون
_ أفتحووووو عايزه أخرج من هنااااا .... صرخت بها كارين حيث ألقاها قصي منذ الأمس بداخل غرفة بالقبو عقابا لها
أخذت تبكي بيأس وأسندت ظهرها ع الباب وهي تقول :
أنا عايزه أخرج .. عايزه أشوفه وأطمن عليه .. حرام عليك
ظلت ترددها بصوت ينخفض تدريجيا
بالخارج بعد إصرارها هبطت إلي القبو لتري مايحدث ...
صبا وهي تشير إلي ذلك الحارس ذو الجسد الضخم :
افتح الباب ده
الحارس وبدون أن ينظر لها : أسف يا هانم ممنوع دي أوامر الباشا
صاحت بغضب : أوامره دي عليكو مش عليا أفتح أحسنلك
الحارس : أسف يا هانم مقدرش
أنفرجت أساريرها عندما سمعت صوت صبا فنهضت وصاحت وهي تضرب بكفيها ع الباب :
صبا ... أفتحي أرجوكي
زفرت بغضب عندما وجدت لافائدة منه فلاحظت وجود سلاح معلق بحزامه ... فأقتربت منه لتشتت إنتباهه وقالت :
خد
بالك هقول للباشا بتاعك إنك منعتني ولما حاولت مديت إيدك عليا وأنت عارف
كويس عقابك هيبقي اي ساعتها ... توتر الحارس وتبدل لونه للإصفرار وكاد
يتفوه فجذبت منه السلاح بخفة يد وصوبته نحوه وصاحت بقوة :
افتح البااااااب
الحارس بنبرة رجاء : أرجوكي الباشا لو عرف هيقتلني
صبا : أنت كده كده ميت أفتح وإلا ... وجهت فوهة السلاح صوب رأسها وقالت بتهديد : هتفتح ولا ....
أوقفها رافعا كفيه بإستسلام وقال : حح حاضر هاتي المسدس الأول
صبا : مفيش زفت غير لما تفتح الباب
أذعن لتهديداتها فقام بفتح القفل فدفعته جانبا وولجت إلي الداخل
كارين وهي ترتمي ع صدر صبا تبكي : صبا ارجوكي خرجيني من هنا ... قالتها وهي تتشبث بها
ربتت صبا ع ظهرها وقالت : اهدي يا حبيبتي بس وفهميني حصل اي وليه قصي حبسك هنا؟؟
قالتها
وعينيها تتفحص المكان المحفور ف ذاكرتها بذكريات مؤلمة لاسيما ذلك التخت
المعدني الذي يشهد ع إعتداءه عليها ... شعرت بالإختناق من وجودها ف هذه
الغرفه فقالت :
يلا تعالي نخرج من هنا
الحارس : ممنوع يا هانم
صاحت صبا ف وجهه وقالت : غور من وشي .. قالتها وهي تسير بعرج وتستند ع كارين وغادرا الغرفه وصعدو للأعلي
كارين وهي تلتفت من حولها ثم همست إلي صبا :
ارجوكي خليني امشي من هنا عايزه اروح اطمن عليه
صبا : فهميني بس وأنا هعملك الي أنتي عيزاه بس تعالي ندخل المكتب لحد يسمعنا
وبداخل المكتب ... سردت كارين لها كل ما حدث تحت نظرات صبا المصدومة ...
كارين : أنا هاتجنن ياصبا دلوقت يونس زمانه خرج من العمليات من إمبارح ومعهوش حد ومعرفش خالك يعرف ولا لاء
صبا : اخوكي مانع الموبايلات كلها من الشغالين عشاني
كارين : انا مش عايزه موبايل انا عايزه اخرج من هنا
أبتسمت صبا بتهكم وقالت : كنت عرفت أنا أهرب ع الأقل
كارين وهي تمعن التفكير ف كيفية الهروب فقالت : أنا عندي فكره بس تساعديني بس بسرعه عشان بالتأكيد بلغو قصي إنك خرجتني من الأوضه
صبا : قولي وربنا يستر
كارين : .......
*********************************
_ تضغط زر الجرس بتواصل ويدها الأخري تطرق بقوه
فتح طه الباب بفزع ليجد الطارق شيماء تبكي وتقول :
الحقني ياطه ... عبدالله ... قالتها ثم أنهارت بالبكاء أكثر
ركضت خديجه نحوها وجذبتها للداخل وقالت : مالك يا شيماء ف أي؟
طه : فهميني عبدالله عاملك حاجه ؟؟؟
أومأت
بالنفي وقالت : لاء عبدالله خرج إمبارح ومرجعش وموبايله كان مقفول روحت
لأبويا لاقيته مسافر البلد فضلت مستنيه قولت يمكن يرجع والنهارده لاقيت
رساله جاتلي بتقول موبايله متاح فأتصلت عليه لاقيت راجل كبير بيقولي إنه ف
المستشفي لأن لقاه مرمي ف الشارع سايح ف دمه
طه : ثواني هغير هدومي وجاي معاكي
خديجة : وأنا جايه معاكو
طه : لاء خليكي أنتي عشان بابا مينفعش يقعد لوحدو
شيماء : حمدالله ع سلامة عم سالم معلش أنا أتلهيت ف عبدالله
خديجه : ولايهمك يا حبيبتي وربنا يطمنك عليه
شيماء : ياااارب
طه وهو يخرج من غرفته متجها نحو الباب ليرتدي حذائه قال :
يلا ياشيماء
عانقتها خديجه وقالت : بطلي عياط واذكري الله وادعيلو وإن شاء الله هتلاقيه بخير
شيماء : يارب امين
خرجت شيماء ثم يليها طه لتوقفه خديجه وتهمس إليه وهي تضع ف جيب بنطاله شيئا
خديجة : خلي معاك دول عشان لو احتاجتو حاجه
طه : أنا معايا متقلقيش
خديجه : برضو أنت مش ضامن الظروف وخلي بالك منها وابقي طمني لما توصلو له
طه : حاضر وانتي خلي بالك من بابا واقفلي الباب كويس ... سلام
خديجة : ف حفظ الله
هبط الدرج ... وكادت تغلق الباب لتجد سماح تخرج دلو القمامه أمام الباب وقالت :
ازيك يا انسه خديجه الحاج عامل اي
خديجة : الحمدلله بخير
سماح : أنا وخالتي هنيجي نطمن عليه شويه كده هيكون صاحي ولا نايم ؟
خديجة : ملهوش لزوم التعب أنا هبلغو إنك بتسألو عليه
سماح : لا طبعا زيارة المريض واجب ومتقلقيش مش هنطول عليه عشان مش نزعجوه ... ولو محتاجه إيتها حاجه قوليلي إحنا جيران برضو
أرتسمت خديجة شبه إبتسامه وقالت : شكرا لحضرتك ... عن إذنك ... قالتها ثم أغلقت الباب
سماح
بنبرة توعد : مالها كل ما تشوفني مش طيقاني وبتكلمني من تحت ضرسها ...
ماشي صبرك عليا أخوكي يتجوزني بس وأنا هعرفك تتكلمي معايا إزاي
_ بتكلمي نفسك يا هبله ... قالتها خالتها التي وصلت لتوها تحمل أكياس أبتعتها من السوق
سماح وهي تفسح لها مجال للدخول قالت:
متاخديش ف بالك دي أشكال عايزه تتربي وأنا الي هربيها
صباح : يا ختي أتوكسي روحي شوفي الي روحتي رميتي نفسك ف حضنه ... لسه شيفاه راكب تاكسي ومعاه واحده وأنتي هنا نايمه ع ودانك
سماح : أنتي متأكده من الي شوفتيه ده ؟؟؟
صباح وهي تلقي بالأكياس ع المنضده وتجلس لتريح قدميها قالت : بقولك لسه شيفاهم بعينيا الهي اتعمي لو كنت بكدب عليكي
سماح وقد أشتد حنقها وثار غضبها قالت : وديني وما أعبد لهطربقها ع دماغه النهارده الجربوع المعفن ده
صباح : ناويه ع أي يابنت سيده ؟؟
سماح وهي تحدق بشر وتوعد قالت : هتغدي بيه قبل ما يتعشي بيا
*******************************
_ بداخل المشفي الحكومي ...
_ خليكي واقفه هنا لما أسأل حد من الاستعلام أو الممرضين ... قالها طه
شيماء وهي تمسح عبراتها بالمحرمة : لاء رجلي ع رجلك
زفر بضيق وقال : طيب تعالي
طه : لو سمحت ف واحد جالكو إمبارح اسمه عبدالله أمين الخولي
الموظفه
وهي تنظر إلي الدفتر قالت : عبدالله أمين ... وظلت ترددها حتي توصلت إلي
الاسم وأردفت : اه موجود ف الدور التاني ف عنبر الطوارئ ع إيدك اليمين
طه
: شكرا .... قالها وصعد مع شيماء إلي أن وصل كليهما إلي العنبر حتي وجدو
عبدالله راقد فوق التخت رأسه يحاوطه الشاش الطبي وزراعه معلقه ع حبل حول
رقبته وو جهه مليئ بالاصقات الطبيه ويجلس بجواره رجل ف الخمسينات يرتدي
جلباب و (عيمه) فوق رأسه ....
_ عبدالله حبيبي مين الي عمل فيك كده ؟؟؟ .... قالتها شيماء باللهفه وبكاء وهي تجلس بجواره
تأوه عبدالله بألم : حاسبي ياشيماء أنا مش مستحمل
شيماء : آسفه ياحبيبي ... ثم نظرت إلي الرجل
الرجل : أهلا يابنتي أنا أبجي عمك خليفه الي كلمتك ع المحمول
طه : مين الي عمل فيك كده؟؟
نظر إليه عبدالله ليفهم طه إنه لايريد التحدث أمام شيماء ... فقال :
مش قادر أتكلم ... اااه
شيماء : أنا هاروح أشوفلك الدكتور بسرعه
خليفه : خديني معاكي يابنتي لأجل أطمن ع ولدي الي ف العمليات
جلس طه بالقرب من عبدالله وقال : احكي بسرعه قبل ما مراتك تيجي
عبدالله
بنبرة واهنه : كنت باخد فلوس مصلحه وطلع عليا ولاد الحرام وعملو فيا زي ما
أنت شايف بس المصيبه خدو الفلوس ودي بتاعت ناس وهاروح ف داهيه لو مسلمتهاش
رمقه طه بحديه وقال : مصلحه ولا الزفت الي بتشربو وبتاجر فيه
أشاح بوجهه إلي الجهه الأخري ولم يجيب
طه
: فعلا الي فيه داء عمره ما هيبطلو ... تستاهل الي جرالك ... مش خايف لو
مراتك وابوها يعرفو !! ولا لو أبويا عرف هيبقي منظرك اي ادامه وأنت حالف
إيمانات إنك ماهتقرب من الزفت ده تروح تتاجر فيه!!
تأفف
عبدالله وقال : هو أنا بحكيلك عشان تأنب فيا أديك شايف الحال و الجوازه
الي مكنتش حاسب ليها وبكره شيماء تبقي حامل ومصاريف وارف ملهوش أول من اخر
تقدر تقولي أجيب منين ؟؟؟ ولا عايزني استني أبوها يصرف علينا !!
طه بنبرة لوم : ياعم وأنت بتفكر ف كل ده مفكرتش لو الحكومه مسكتك هيحصلك اي دي أقلها تأبيده
عبدالله : نقطني بسكاتك وخليك ف حالك محسسني إنك ماشي ع الصراط المستقيم
طه : بس عمري ما اشتغلت ف الحرام وبشتغل وبصرف ع نفسي بعرق جبيني وكان بإمكاني امشي ف سكتك بس العمر مش بعزءه عشان أخاطر بيه
عبدالله بسخريه قال: فالح يا أخويا عشان كده قدرت تحافظ ع رحمة وياريتك عرفت تتجوزها
طه
وهو يجز ع أسنانه قال : أنا هراعي الي أنت فيه وإنك واخد خبطه ع دماغك
مخلياك تهرتل بالكلام غير كده كنت سيبتك زي الكلب و انسي إنك صاحبي
زفر عبدالله وقال : حقك عليا يا صاحبي متزعلش مني
طه : طيب اسكت عشان مراتك جايه
شيماء وهي تلهث : الدكتور عندو حالات ف عنبر تاني ولما هيخلصها هيجي
طه : تعالي قعدي جمبه وأنا هاروح مشوار وجاي ع طول
جلست شيماء بالقرب منه وهي تمسك بيده السليمه و قبلتها وقالت : كده تخضني عليك ؟؟
عبدالله : معلش ياحبي قدر ومكتوب
شيماء
: مقولتليش مين الي عمل فيك كده وانت كنت فين اصلا عم خليفه قالي إن
الاسعاف جابتك من حته كلها وغش وعوء مليانه تجار مخدرات وممنوعات ... إياك
تكون رجعت للهباب ده تاني ؟؟؟
عبدالله : يوه يا شيماء أنتي مش شايفه منظري ونازله فيا سلخ حرام عليكي
رمقته بإمتعاض وقالت : براحتك يا عبدالله بس مصيري اعرف كل حاجه بس ساعتها متزعلش مني
*******************************
_ في قصر البحيري ....
تخرج
من غرفتها بالمنزل الملحق بالقصر مرتدية ثياب مهندمه ... خرجت إلي الحديقه
ثم إلي داخل القصر تبحث عن رئيستها ف العمل حتي وجدتها بالطابق العلوي
ياسمين : مدام سميرة أنا بستأذن حضرتك رايحه المشوار الي قولتلك عليه
سميرة : أستأذنتي من مدام جيهان الأول
ياسمين : اه طبعا ... متقلقيش مش هتأخر
قالتها ثم ذهبت ولم تري ياسين الذي كان يسترق السمع فقرر أن يتبعها ليري إلي أين تذهب ...
غادرت القصر وظلت تسير حتي تجد سيارة أجره ... وأنتظرت كثيرا لتتوقف لها سيارة وأستقلتها أخيرا
السائق : ع فين يا آنسه ؟
ياسمين : رمسيس ياسطا لو سمحت
أنطلق السائق وخلفه ياسين بسيارته ذات اللون الفضي
وبعد السير وإزدحام المرور توقف السائق بالقرب من محطة مصر ... ترجلت من السيارة لتجد والدتها ف إنتظارها
ياسمين : أزيك يا ماما
والدتها : ماما !! والله ولسانك خد ع عيشة السرايا والبهوات ... ها فين الفلوس؟؟
أخرجت من حقيبتها مبلغ من المال وأعطته لها وقالت :
أتفضلي
أختطفت منها النقود والحقيبه وقالت : بتضحكي عليا بشوية جنيهات
ياسمين بصدمه قالت : بتعملي أي أنا أديتلك ألف جنيه ومش عاجبك
أخذت محفظتها وفتحتها رغما عنها ف محاوله من ياسمين وهي تأخذها منها _سيبي حرام عليكي دي الفلوس الي هجيب بيها لبس الجامعه ومصاريفي
والدتها
: لبس اي يابت ابقي خدي من السنيوره الصغيره فستانين ومشي حالك .. قالتها
وألقت ف وجهها الحقيبه والمحفظه وأخرجت ورقه ماليه وقالت : خدي 100 جنيه دي
عشان تروحي
ياسمين بنبرة باكيه :
أنتي ليه بتعملي فيا كده ده أنتي المفروض تاخديني من أيديا وتشترلي هدوم زي
اي أم بتعمل مع بنتها وتكون فرحانه ليها
ضحكت
بسخريه وقالت : عشان أنتي مش بنتي أنتي طول عمرك وأنتي بنت أبوكي بتحبيه
وفضلتيه عليا ولا كأن البطن الي شالتك ولا رضاعتي ليكي طمرو فيكي
صاحت
بغضب وقالت : عشان عمرك ما حبتيني ولا حبيتي بابا ومهما كان بيرضيكي مكنتش
بتحمدي ربنا وبتبصي ديما للي ف أيد غيرك ... وأول ماتعب بيعتيه واتطلقتي
منه وروحتي لواحد ميسواش ف سوق الرجاله قرش واحد واتجوزتيه ومخليكي دايره
بتشحتي من الناس
صفعتها والدتها بقوة وصاحت بها : اخرسي
_
عرفتي ليه أنا بنت بابا الله يرحمه ؟؟ ... عشان عمري ماحسيت إن أنا بنتك
غير اسمك الي مكتوب ف شهادة ميلادي وبس ... قالتها بصوت مختنق مليئ بالألم
ركضت
ياسمين مبتعده لا تعلم أين ستذهب ... شعرت بالأنهيار والتعب وجلست ع
الرصيف وظلت تبكي ... فرفعت وجهها عندما أحست بشخص يقف أمامها ويد ممدوده
إليها
تلاقت عيونها الباكيه برماديتيه ... مدت يدها ليده ونهضت وهي تمسح عبراتها :
ياسين بيه !! الي جابك هنا ؟
ياسين : جيت عشانك وبقولك أطمني أنا جمبك ومحدش يقدر يأذيكي طول ما أنا عايش
ياسمين : أنت سمعت الي حصل ؟
أومأ لها وضمها نحو صدره وربت ع ظهرها وقال :
أنا هعوضك عن كل القسوه الي شوفتيها
أبتعدت عنه بخجل وقالت : ممكن نروح ؟؟
أمسك
يدها وذهب نحو سيارته وفتح الباب لها فدلفت إلي الداخل وكذلك هو ف الجهه
الأخري ... وبعد مسافه من الطريق توقف أمام مجمع تجاري شهير ...
ياسين : أنزلي هنا واستنيني هاركن العربية وجايلك ع طول
رمقته بإندهاش وقالت : وقفنا ليه هنا
إبتسم من طيبتها وقال : لما هندخل السنتر هتعرفي
_
كانت كالطفلة وهي ممسكه بيده تنظر من حولها بإنبهار تتأمل المتاجر
ومعروضتها خاصة التي تعرض ثياب الفتيات التي تناسب عمرها ... توقفت وتركت
يده لتتسمر أمام لوح زجاجي يعرض خلفه ثوب باللون الوردي مطعم باللؤلؤ ع
الصدر والأساور والأطراف
يتأملها بسعاده وهي تنظر إلي الثوب فجذبها من يدها و دلف بها إلي داخل المتجر
جاءتهم فتاه ترتدي ثياب أنيقه وقالت بنبرة رقيقه : تؤمر بحاجه يافندم ؟
ياسين : عايز الفستان و كام فستان زيه لخطيبتي ... قالها وهو يضم ياسمين إليه من كتفيها
أتسعت عينيها لم تصدق ماتفوه به وقالت :
ياسين أنا ....
قاطعتها الفتاه وقالت :
تعالي يافندم عشان تقيسي الفساتين ف البروفه
ذهبت معها ولكنها ف حالة تشبه الحلم تحت نظراته وهي تحدق به حتي أختفت بداخل غرفة القياس
********************************
_ متأكده إنك هتعرفي تهربي من بوابة الشغالين ؟؟ ... قالتها صبا
كارين وهي تغلق زر قميصها حيث ترتدي زي الخادمات :
متقلقيش زمان الحرس الي ع البوابه بيتغدو دلوقت و الي موجود حارس واحد بس
صبا بقلق قالت : طيب لو وقفك وسألك رايحه فين ؟
كارين : هقولو رايحه اشتري حاجات عموما مبيدققوش مع الشغلات .. بس أنتي ابقي رقبيلي الجو من البلكونه عندك لحد ما اخرج اوك ؟؟
صبا : حاضر خلي بالك من نفسك و أنا هحاول أوصل لخالي وهاطمن ع يونس
عانقتها
كارين وقالت : وأنتي خدي بالك من نفسك ... وع فكرة قصي بيحبك أوي أي نعم
مش طيقاه بسبب الي عملو بس عمري ما اتمناله الأذي وأتمني أنك تغيريه للأحسن
تنهدت صبا وقالت : ربنا يسهل
_ هبطت كارين الدرج حتي وصلت إلي الباب
_
خطوة كمان و هخلي ممرضه بنت حلال تديله حقنه هوا ف المحلول وأظن إنك أكتر
واحده عارفه بقول الكلام مرة واحده بس ... قالها قصي بصوت جهوري مرعب وصل
إلي الأعلي لصبا التي أرتجفت من الرعب وتخشي ردة فعله عندما يعلم ما حدث
ألتفت كارين إليه وهي تعتصر قبضتيها ع الرغم من خوفها من الداخل وقالت بتحدي :
ولو قربت منه ياقصي هموت نفسي وساعتها خلي تهديدك ينفعك
وضع يديه ف جيوبه وأرتسم إبتسامته المعهوده عندما تثور أغواره فقال :
وحتي دي كمان مش هسمحلك تعمليها
أثار غضبها فركضت نحوه وصرخت ف وجهه :
أنت عايزه مني أي !!! سيبني أعيش مع الي بحبه وبيحبني ... أنا مليش دعوه بحساباتك ولا الأرف ده كله ... أنا ... أأ ن....
لم تكمل لتشعر بوخز حاد ف قلبها وكادت تقع ليمسكها قصي بخوف وصاح : كاااارين
وجد
الشحوب يتمكن من وجهها غير قادرة ع التنفس بشكل طبيعي.. حملها ع زراعيه
مسرعا إلي الخارج ليدخلها سيارته وغادر بأقصي سرعه نحو المشفي
*****************************
_ تناول والدها كوب الماء بعد إبتلاعه قرص الدواء ....
سالم : تعالي قعدي جمبي يابنتي
جلست
بجواره وأردف : أنا مش هسألك ولا عايز اعرف سبب رفضك لآدم بس عايز أعرفك
إن متأكد إن الي بيدق جواكي ... أشار نحو قلبها....نفسه يعيش العمر كله
معاه بس الي بتفكري بيه .. وأشار ع رأسها ومقصده عقلها ... بيكابر
أبتلعت ريقها بتوتر وقالت : بابا حضرتك فاهم .....
قاطعها
وقال : أنا أكتر حد فهمك يابنتي أنتي حته مني ياخديجة وعارف ومتأكد قلبك
بيحبه من زمان والحب مش عيب ولا حرام طول ما هو ف الحدود الي ربنا أمرنا
بيها .. عشان كده بقولك فكري وخدي وقتك آدم شاب محترم وبيتقي الله ف أهله
يمكن حكايته مع صبا كان حب تعود لأنهم اتربو مع بعض بس خلاص هي بقت ع ذمة
واحد تاني وهو الزمن هينسيه ومفيش حد بيوقف حياته ع حاجه راحت منه
خديجة : بس يا بابا آدم مبيحبنيش وبحس إنه بيكرهني إزاي هاقبل أتجوز واحد واعيش معاه العمر كله وهو مش طايقني
ابتسم سالم وهو يربت ع يدها وقال
: الحب لما بيتولد ف القلب بينوره ... فتلاقي عيون العاشق بتلمع من النور الي ف قلبه
خديجه : ده أنت كنت عاشق أصيل بقي
تنهد
وأعتدل ف جلسته وقال : أنا حبي لمامتك الله يرحمها مكنش حب بتوع قصص الحب
والروايات ده كان عشق من نوع خاص لما كنت ببص ف عينيها ببقي عارف الي جواها
وهي كمان من غير ما اتكلم عارفه انا عايز اي ... ياااااه الله يرحمك يا
عائشة
خديجه : وحشتك ؟؟
أبتسم وقال : عمرها ما بتوحشني لأنها ديما معاها ومستني لقاها قريب أوي
رن جرس المنزل ....
خديجه : شكله طه هاروح أفتح له
فتحت الباب ...
_ مساء الخير ياحبيبتي ... أنا خالتك صباح جارتكو الي ف الشقه الي ادامك
خديجة وهي تشير لها بالدخول : أتفضلي حضرتك
دلفت وهي تضع حقيبة ممتلئة جانبا وقالت : دي حاجه بسيطه للشيخ سالم
خديجة : تسلمي
صباح : ثواني هنادي ع بنت أختي اصلها عايزه تيجي ومكسوفه اوي خاصة عايزه الشيخ ف موضوع مهم .. بت ياسماح
خرجت سماح من شقتهم وولجت إلي منزل طه مرتديه عباءه سوداء محتشمه وحجاب غير مرتب وعينيها منتفخه أثر البكاء