اخر الروايات

رواية صراع الذئاب الفصل الخامس عشر 15 بقلم ولاء رفعت

رواية صراع الذئاب الفصل الخامس عشر 15 بقلم ولاء رفعت



_ تقترب من تلك النائمة وهي تجذبها من خصلات شعرها لتستيقظ بفزع
_ آآآآآآآه .... صرخه أطلقتها سماح التي شهقت بفزع عند رؤية خالتها

صباح : اه يا و..... ياصايعه جايباه ف سريرك
قالتها وهي تصفعها ع جسدها فتصرخ بصوت مرتفع
أستيقظ طه بفزع ليجد مايحدث

سماح بصراخ : هافهمك ياخالتي ... ابوس إيدك...

قاطعتها خالتها بالضرب والسباب

طه وهو يدرك الوضع ويري جسده عاريا من أعلي ويغطيه من الأسفل غطاء خفيف

قال : أهدي ياست صباح وبلاش فضايح

صباح بصياح وسخريه : والي عملتوه ده مش فضايح ... ده أنا هموتها بنت ال ..... دي
وهمت بصفعها مرة أخري لتوقفها قبضته وقال :
متمديش إيدك عليها

سماح بتصنع وهي تتشبث بزراعه : الحقني ياسي طه ... خالتي مش هاتسكت غير لما تموتني

صباح : لاء ياروح خالتك أنا هاتصل ع عمك ف الصعيد يجي يغسل عاره

صرخت باكيه بإحترافية وإتقان وهي تمسك يد خالتها :
ابوس إيدك ياخالتي كله إلا عمامي ... حقك عليا

صباح وهي ترمق طه فقالت : خلاص خلي الاستاذ يصلح غلطته ويكتب عليكي

_نعم !!!! ... صاح بها طه

صباح : نعم الله عليك يا أخويا ... عايز تضحك ع البت وتعمل عملتك وتخلع

زفر بحنق وهو يخلل أنامله بخصلات شعره فلاحظ بجواره بقعة دماء فوق الفراش ... ضرب جبهته بيده

أجهشت سماح بالبكاء وقالت : يا مصيبتك السوده ياسماح ... يا ميل بختك ياسماح

طه بصياح : خلااااص اسكتي ... أنا هاكتب عليها بس مش دلوقت لما أتطمن علي بابا الأول ويخرج من المستشفي

صباح بنبرة تهديد : اسمعني كويس يا ابن الشيخ سالم ادامك يومين ملهمش تالت تكتب ع البت يا إما هاروح لأبوك وده غير الفضيحه الي هعملهالكو ف الحاره قولت أي ؟؟؟

أبتلع ريقه فتنهد بإستسلام وقال : حاضر ياست صباح
*******************
******
_ في مشفي البحيري ....
_ يوه وده وقته .... قالتها خديجة بضيق وهي تمسك بهاتفها

سالم : خير يابنتي ؟

خديجة : بتصل ع طه اشوفه مجاش ليه لاقيت الباقة خلصت ... ودكتور يوسف لسه موصلش ... طيب أنا هانزل أدور ع أي سنترال قريب هاشحن وجيالك تاني

سالم : ثواني يابنتي .... قالها وهو يخرج محفظته الجلدية من درج الكومود ويخرج منها بعض النقود

خديجة : ياحبيبي أنا معايا فلوس وبزياده الحمدلله

مد يده بالمال وقال : خلي دول معاكي برضو أنتي كل شويه بتنزلي تشتري حاجات وأنا قاعد ولابنزل ولا بروح ف حته

خديجة وهي تقبل رأسه : ربنا ما يحرمني منك أبدا .. وبرضو أنا مش هاخد حاجه ولو احتجت هطلب منك .. خد بالك من نفسك

أومأ لها مبتسما فذهبت ليرفع يده داعيا :
ربنا يسعدك ياخديجة يابنتي ويرزقك بالزوج الصالح يارب

_ بالخارج تهبط الدرج ... لتتقابل مع الذي كان يصعد
صباح الخير .. قالها آسر مبتسما

_ صباح الخير ... قالتها بدون أن تنظر إليه وأكملت هبوطها

_ خديجة ... ناداها آسر

فتوقفت وقالت : نعم يا دكتور
آسر بنبرة متوتره :
ممكن طلب لو سمحت ؟؟

خديجه بنبرة جديه : أتفضل

حك فروة رأسه بإحراج وقال : مش هينفع ع السلم وإحنا واقفين كده

رفعت عينيها لترمقه بإستفهام : حضرتك عايز أي بالظبط ؟؟؟

آسر : فيه تحت كافيتريا ممكن نقعد فيها ومكان عام ومليانه دكاتره وممرضين

تنهدت ثم قالت : دكتور آسر اعذرني أنا ورايا كذا حاجه عايزه اعملها عشان المفروض بابا هيخرج النهارده

آسر : والله ما هاخد من وقتك كتير .. أنا عارف إنك متضايقه بس لما تعرفي عايزك ف أي هتتأكدي إن نيتي خير

أشارت له بالنزول وقالت : أتفضل حضرتك وأنا نازله وراك

_ وفي مدخل المشفي يدلف كل من يوسف وبرفقته آدم ...

يوسف : رجلي ع رجلك ده أمر عزيز باشا

زفر آدم بحنق وقال : يوسف بطل تريئه أنا مش ناقصك

قهقه يوسف ثم قال : بصراحه أنا مستني اللحظه دي اشوفك واقف بتعتذر لخديجة

آدم بنبرة غضب : والله لو ما سكت هاسيبك وامشي

يوسف : طيب يلا ادامي ... قالها ليولج كليهما إلي المصعد

_بداخل الكافتريا ...

خديجة : أنا لغاية دلوقت مفهمتش منك جملة مفيدة حضرتك أدخل ف الموضوع من غير ماتلف وتدور

أخذ نفس عميق ثم زفره وقال : من الأخر أنا معجب بيكي وعايز أتجوزك ع سنة الله ورسوله

أنتابها الشعور بالصدمة وبدي ذلك ع ملامحها فقالت :
أأ أنت حضرتك بتقول أي

آسر : زي ما سمعتي كده بالظبط أنا كلمت يوسف ع فكرة وقولتلو مستني لما والدك يخرج بالسلامه وهاجي اطلب إيدك منه

رمقته بتهكم وقالت : واي لازمته بقي إنك تقولي مادام مقرر كل حاجه

آسر : ااحم ... بصراحه خوفت ليكون فيه حد ف حياتك فعشان كده طلبت منك المقابله دي

_ بالأعلي في الغرفه ....
يوسف : أنت بقي ياعمي تخرج النهارده وتروح معانا ع القصر تاخدلك فترة نقاهه هناك

سالم : معلش يا بني أنا ما برتحش غير ف بيتي وأول ما هشد حيلي هاجي ازوركو بإذن الله

آدم لم يكن منتبها لهما بل كانت عينيه تجول أرجاء الغرفه بحثا عنها

يوسف : أومال فين خديجه وطه ؟

سالم : طه ما نعرفش عنه حاجه من ساعة ما مشي وخديجة نزلت تشحن رصيد عشان تكلمه

يوسف : مفيش داعي ياعمي أنا هوصلكو بس هاقوم أنا وآدم هاروح نخلص إجراءات الخروج وهنطلع ناخد حضرتك ونمشي

نهض كليهما فأردف : حضرتك مش محتاج اي حاجه ؟؟؟

سالم : تسلم يابني الله يكرمك

آدم : عن إذنك ياعمي

غادر كليهما الغرفه ....
آدم : بص أنا نازل أشرب قهوه دماغي هتنفجر من الصداع ولم الهانم ترجع من بره خليها تقابلني ف الكافتريا تحت

يوسف : اي يابني التناكه الي أنت فيها دي ! عايز تبقي الغلطان وتجيلك برجلها لحد عندك

آدم : اهو ده الي عندي يا إما هامشي

زفر بسأم وقال : أمري لله هاجيبها وأجيلك

تركه آدم ليهبط إلي الكافتريا بالطابق الأول

_ ونعود مرة أخري لآسر وخديجه

آسر : أنا سؤالي واضح .. ومش بتدخل ف حياتك الشخصيه

نهضت وقالت : وأنا أظن ردي ع طلبك كان واضح من الأول أنا مش موافقه ... وعن إذنك بقي ... قالتها و هي تأخذ هاتفها من فوق الطاوله لتغادر فأسرع آسر بإمساك يدها وقال :
ممكن اعرف سبب رفضك ؟؟؟

أتسعت عينيها بغضب وهي تحاول إفلات يدها من قبضته :
سيب إيدي من فضلك

آسر بإصرار : مش هسيب غير لما تسمعيني الأول وإلا .....

_ وإلا أي يا دكتور آسر ؟؟؟ ... قالها آدم الذي كان يقف منذ لحظات

ترك آسر يدها ... إزداد إحمرار وجهها غضبا فتركتهما وغادرت

أنحني آدم نحو آسر بنظرات لو كانت قذائف من الجحيم لأحرقته حيا للتو فقال :
الأشكال الزباله الي تعرفها كوم وبنات البحيري كوم تاني .. ف خد بالك لأن المرة الجايه هانسي إنك صاحب أخويا وخلي الدكاتره أصحابك يحتارو يخيطو اي حته ف جسمك .. وصلت يادكتور ؟؟؟؟؟

أبتلع آسر ريقه فقال : أنت فاهم غلط

أبتسم آدم بشر فقال : وطلبك مرفوض
قالها وتركه حتي يلحق بها لكنه لم يجدها بالمشفي حتي رأها تغادر البوابه الزجاجيه فأسرع بخطواته التي تسبق الرياح العاتيه خلفها

وقفت تنتظر مرور السيارات حتي تعبر الطريق وأن تثني لها العبور فجذبها من يدها يسحبها إلي سيارته

_ أنت بتعمل أي أوعي كده ... صاحت بها بنبرة غاضبه

لم يجيب عليها وأكمل سيره حتي فتح باب سيارته ودفعها بالداخل وأوصد الباب ليلتف إلي جهة القيادة وولج إلي الداخل وأوصد الباب

خديجه بصراخ مدوي : نزلني يا آدم بدل ما اصوت والم عليك الن.....

قاطعها وهو يضع كفه ع فمها وأشار إليها بالصمت وقال :
ممكن تهدي ؟ عشان لو مبطلتيش صوتك العالي هاسكتك أنا بطريقتي

شعر بإنتظام أنفاسها ع ملمس كفه وهي تجلس متسمره في المقعد لكن رغما عنها تجمعت عبراتها لتنسدل عبرة متلألأه ف ضوء الشمس الساطع ... أخرج لها محرمة من جيب سترته فأردف :
أنا عارف أن كان كلامي ليكي قاسي وجارح بس ده لأسباب خاصه بيا أنا وكان عندي ضغوط كتير ف انفعلت عليكي يومها ... عشان كده جاي بعتذر منك وبقولك بيتنا هو بيتك وتتفضلي تيجي ف أي وقت

مسحت عبراتها بمحرمته الخاصة التي يملأها رائحته العطرية التي أخترقت قلبها قبل أنفاسها ... رفعت أنفها لأعلي بشموخ وكبرياء أنثي وقالت :
آسفه مش قابله إعتذارك

تجهم وجهه وأحتدت عينيه فتعالت أنفاسه الغاضبه وقال بتهكم:
وخديجة هانم مش قابلة إعتذاري ليه ؟؟

خديجة : بص لطريقة كلامك وأنت هتعرف ... وبعدين الكلام الي أنت معترف بإنه جارح وقاسي مش هيداويه إعتذارك الي أنت واضح إنك مجبر عليه من عمي

رفع حاجبيه بسخريه وقال :
أولا مفيش حد يقدر يجبرني ع حاجه مش عايز أعملها ثانيا أي الي يرضي ساعتك بدل الإعتذار ؟؟

أبتسمت بسأم وقالت :
الي يرضيني إنك تيجي حارتنا المتواضعه الي مش من مستواك ولا من مقامك وتعتذر لي بكلمة آسف ادام بابا وأخويا و ياعالم هكون سامحتك ع الكلام ده ولا لاء

_ نعم يا أختي !!!!!!.. صاح بحنق ساخرا

أعتدلت ف جلستها لتنظر أمامها عاقده ساعديها أمام صدرها وقالت بنبرة هادئة جعلته يستشيط غضبا :
أهو ده الي عندي يا باشمهندس آدم
أقسمت بداخلها إنه لو فقد السيطرة ع غضبه الجامح لكانت نهايتها ع يده ... صدره يعلو ويهبط وجهه محتقن بالدماء التي تغلي بداخله .. نظراته التي تحرق الأخضر واليابس
أنتفضت عند سماع صوت زر فتح أبواب السيارة وقال بصوت أجش : أنزلي
ترجلت من السيارة لترمقه بتحدي وكبرياء فأوصدت الباب بقوة وعادت إلي داخل المشفي فوجدت يوسف يمسك بمقعد متحرك يجلس عليه والدها و كان آسر يقف بعيدا يحدق بها بنظرات لوم وعتاب ... تجاهلته لتغادر المشفي برفقة والدها ويوسف
يوسف : اي ده فين آدم ؟

نظرت إليه بتوتر وقالت :
معرفش
ألقي نظره ع ساحة الإنتظار فلم يجد سيارته علم إن لابد من أن حدث أمر ما .

*******************************
_ تقف أمام طاولة الزينة تمشط خصلات شعرها فأقتربت من المرآه وهي تلمس آثر الصفعات التي تلقتها من خالتها
_ آه الهي تتشكي ف إيدك يا صباح يا بنت تفيده ... قالتها سماح

صباح وهي تطوي الثياب وتضعهم بداخل الخزانه :
بتدعي عليا يابنت بتاع الروبابكيا ... ماهو لو مكنتش عملت كده كان المحروس بتاعك اكتشف إنه ملعوب ومكنش هيرضي يكتب عليكي طبعا

إبتسمت سماح بخبث وقالت : يكتشف أي... ده أنا مخططه له من بدري ... اه صح ياخالتي هو أنا ليا أعمام ف الصعيد ؟

صباح : اعمام إي ياموكوسه ده أبوكي الله يرحمه مقطوع من شجره ولا كنا نعرفله بلد ولا أصل ... أنا قولت كده عشان يخاف لما يعرف إن الموضوع هيوصل للدم

سماح :ده أنتي طلعتي داهيه ياخالتي

ضحكت صباح بسخريه وقالت : ده أنتي الي أستاذه ورئيسة قسم ... مبقعه الملايه بنقتطين دم عشان الواد يفتكر إنك كنتي بنت

سماح : أومال كنتي عيزاه يقتنع إزاي ... عيب عليكي ده أنا موحه ... قالتها وهي تراقص إحدي حاجبيها

صباح : طيب ياموحه اعملي حسابك ياختي أول ما ابوه يرجع من المستشفي هنملي لهم شنطه ونزوروه

سماح : شنطه !! منين ياحسره أنا كل الي أحتكم عليه هم 500 ملطوش يقضونا لأخر الشهر إبقي هاتي من معاكي

زفرت بنفاذ صبر وقالت : ماشي ع الله يطمر

*********************************

_ تغني بصوت عذب وتراقص خصرها بدلال وهي تقطع الخضروات فوق الطاولة الرخاميه ...
وهو يتسحب من خلفها بهدوء ليمد يديه حول خصرها ويقبل كتفها العاري حيث ترتدي ثوب فيروزي بأكتاف ساقطه يحدد منحنياتها ويصل إلي فوق ركبتيها

شهقت بفزع وألتفت إليه وبيدها السكين فأبتعد بحذر و قال :
كده ياحبي عايزه تغوزيني !!!

ألقت بالسكين جانبا و أقتربت منه وهي تحاوط عنقه بيديها وقالت بنبرة مغناج :
بعد الشر عليك يا عبده ده أنا كنت أموت وراك ياروحي أنا

جذبها من خصرها لتصبح ملتصقه به وقال وهو يحدق بها بحب وهيام :
إشمعنا هونت عليكي ف ليلة فرحنا لما رفعتي عليا المطوه

شيماء : ميبقاش قلبك أسود بقي ولا أنت زي القطط بتاكل وتنكر !

أقترب بأنفه من وجنتها وقال : بالعكس أنا قلبي أبيض حتي أفتحي القميص الي أنا لابسه وأنتي هتعرفي

أبتسمت بخجل وهي تلكزه ف صدره وقالت :
بس بقي أنت أي مبتشبعش أبدا

قام بتقبيل وجنتها وقال : حد يبقي متجوز مهلبيه بالقشطه ويشبع ده حتي إحنا لسه ف الهني مون

شيماء : الي يسمعك كده وأنت بتقول الهني مون يقول إن إحنا بنقضيه ف شرم ولا الساحل

عبدالله : والله لو كان معايا كنت فسحتك ف المكان الي تشاوري عليه بس أعمل أي اديكي شايفه الحال

شيماء وقد شعرت بالندم من كلماتها فقالت :
حقك عليا يا حبيبي ... بكره هتفرج بإذن الله بس أنت اسعي وقول يارب وأنا البت فاطمه صاحبتي الي ف المشغل كلمتني إمبارح وقالتلي إن المهندس عماد صاحب المشغل بيقول إن ممكن أنزل ع أول الأسبوع

تجهمت ملامحه ليقبض ع زراعها بقوة وقال بغضب :
ده مين ده الي هينزلك شغل

شيماء : ما أنا كنت بشتغل بقالي سنين وكنا مخطوبين أي الي جد يعني وبعدين أهو قرشين مني ع قرشين منك نقدر بهم حالنا

ترك زراعها وولي ظهره غاضبا وقال : وأنا مش هقبل مراتي تشتغل وتصرف ع البيت أنتب مش متجوزه واحد لطخ لامؤاخذه

أندفعت بحنق وقالت :
إشمعنا كنت بتاخد مني فلوس أيام الخطوبه ودلوقتي رافض !!

ألتف إليها ورمقها بنظرات لوم وقال : بتعايرني يا شيماء !!! شكرا شكرا أوي
قالها وذهب إلي الردهة ويفتح خزانة الأحذيه ويأخذ حذائه ويهم بإرتدائه

ركضت خلفه وهي تمسك بزراعه وقالت بنبرة إعتذار :
يقطعني ... وربنا ما كان اصدي أنت عارف أنا عمري ما فكرت كده وأنا وأنت واحد ... حقك عليا متزعلش

قالتها لتقف ع أطراف قدميها وتحاوط رقبته بزراعيها وتقبل وجنتيه ثم أردفت :
لسه زعلان يا روح شوشو ؟؟؟

تنهد محاوطا وجهها بكفيه وقال : أنا عمري ما بزعل منك بس خدي بالك من الدبش الي بترميه

زمتت شفتيها لأسفل وقالت : اصدك أنا دبش!!!

ضحك ثم قال : لاء أنتي أرق وأجمل واحده شافتها عينيا

شيماء : طيب يلا أقعد أتفرج ع التليفزيون عقبال ما أخلص السلطه وهاحط الغدا ع طول

عبدالله : لاء أتغدي أنتي أنا مش جعان وأنا أصلا كنت نازل رايح أخلص مصلحة وجاي ع طول مش هتأخر

شيماء : رايح فين ؟؟

عبدالله : إبتدينا بقي تحقيق ... متقلقيش مش هاروح أقابل بنات يعني ... عموما أطمني ده واحد صاحبي قاصدني ف خدمه هقضيهاله وجاي ... خدي بالك من نفسك ومتفتحيش الباب لحد ماعدا عم فتحي طبعا لكن لو أم جلامبو مراته دي سيبك منها إحنا مصدقنا إرتحنا من وشها

ضحكت وأرتمت ع صدره وعانقته وقالت :
ربنا يخليك ليا يا روحي أنا

بادلها العناق ويقبل رأسها وقال :
وميحرمنيش منك ياقلب عبده
أبتعد وقال :
يلا سلام ... قالها وفتح الباب وغادر
شيماء : تروح وترجعلي بالسلامة ياحبيبي

*******************************

_ عاد يوسف إلي القصر بعدما قام بإيصال عمه سالم وخديجة ....
ترجل من سيارته ليجد إبنته تلك الحورية الصغيرة تلهو ف الحديقة تحتضن دمية تشبهها ف جمالها وبراءتها ... ركضت نحو والدها ليفتح زراعيه وعانقها بحنان
يوسف : قلب بابي وحشاني أوي

لوجي : بس أنا زعلانه منك أوي يابابي

يوسف بحزن مصتنع : ليه عروسة بابي زعلانه مني ؟

لوجي : عشان خدت ماما وفسحتها وأنا لاء وسمعتها وهي بتقول لميرو إمبارح ف التليفون إنكو هتروحو الساحل من غير ماتاخدوني معاكو

أحتضنها وقال : أبدا ياقلب بابي أنا مقدرش ع زعلك وهاخدك النهارده هاوديكي مسرح العرايس الي بتحبيه ولا تحبي نروح الملاهي ؟

لوجي بسعاده طفوليه قالت : لاء نروح مسرح العرايس الملاهي كنا لسه فيها أنا ومامي وأنكل ميرو وجابلي العروسه دي

تبدلت ملامحه للتجهم عاقدا حاجبيه فسألها : مين أونكل ميرو يا حبيبتي؟

لوجي : أونكل مروان يا بابي أنت عارفه

تصنع البسمه وقال : أه يا حبيبتي عارفه روحي كملي لعب وإحنا بعد الغدا هاخدك ونخرج

ولج إلي داخل القصر وجد والدته ووالده يجلسا في الصالون .. ألقي عليهم السلام
ثم قال : هي إنجي فوق ؟؟

جيهان : لاء خرجت من بدري راحت النادي

يوسف : طيب أنا طالع فوق هارتاح شويه عن أذنكو

عزيز الذي ترك الصحيفه التي كانت بيده قال :
أخوك عمل أي مع خديجة ؟

يوسف : معرفش يابابا لما هيجي يبقي يحكيلك .. عن أذنكو
صعد الدرج ثم وصل إلي غرفته قام بمهاتفتها لكن كالعاده تأتيه رسالة صوتيه غير متاح ... زفر بغضب وهو يلقي بالهاتف فوق الفراش

********************************

_ بداخل شقه فاخرة مطله ع نهر النيل ....

يخرج مروان من المرحاض ملتفا حول خصره منشفة قطنية وأخري بيده يجفف بها شعره المبتل ... وتلك الخائنة تقف أمام المرآه تحاول غلق سحاب ثوبها من الخلف

فأقترب منها مروان وقال :
عنك يا حبيبتي

رفعت خصلات شعرها ع إحدي كتفيها ... فأمسك السحاب يغلقه رويدا ثم قام بتقبيل عنقها

أبتسمت بدلال وقالت : بس بقي

مروان : أعمل أي بحبك وهتوحشيني لغاية ما هاشوفك المرة الجاية

إنجي : ما أنا بصراحة عايزه نخف مقابلات بقي

مروان : لاء قولي بقي إن من خروجه وسفريه هتسافريها مع الدكتور أحييت ضميرك المخلص

إنجي بحنق قالت : اصدك اي يا مروان ... أنا ع فكره مش بفكر كده خالص بس يوسف حساه مركز معايا اليومين دول وخايفه ليكون بيراقبني وتبقي مصيبه

مروان : أنتي الي غبيه مبتعرفيش تصرفي أمورك

أشتد حنقها فقالت : ميرسي ده من زوءك ... قالتها وهي تمسك بحقيبتها وتذهب ... فأمسكها من رسغها وقال :
سوري يا حبيبتي مكنش أصدي ... ثم قام بتقبيل يدها

إنجي : أوك ... ممكن تسيبني أمشي بقي الميعاد الي برجع فيه من النادي عدي بقاله ساعه وخايفه ليكون يوسف رجع من المستشفي

تنهد بسأم وقال :
ماشي بس أنا كنت عايز منك حاجه بس محرج جدا

إنجي : قول هو فيه مابينا إحراج !!

مروان : ميرسي يا حبي ... بصراحة محتاج مبلغ عشان داخل مشروع هيبقي الربح 5 أضعاف الفلوس الي هحطها فيه بس للأسف واقفه معايا ربع مليون جنيه
جلست ع طرف التخت وهي تفكر فيما قاله ثم أبتسمت بمكر وقالت :
أنا مستعده أسلفهملك بس ع شرط

مروان : متخافيش هرجعهملك أول ما استلم الأرباح

إنجي : قولي الأول هو مشروع أي ؟
مروان : هنستورد منتج للتخسيس مطلوب جدا ف السوق العلبة منه واقفه علينا ب100 جنيه وبتتباع ب 500 جنيه

نظرت إليه وهي تفكر بسعاده وقالت :
ينفع تدخلني معاك شريك ؟

أجابها بتوتر وقال : ممكن طبعا بس طبعا مكسبك ع أد الي هتشاركي بيه

إنجي : خلاص أنا ممكن أفكلك وديعة لوجي ع الفلوس الي شيلاها ف البنك وهدخل معاك بيهم المشروع بس خايفه للبنك يبعت ليوسف رسالة بفك الوديعه

مروان : متخافيش أنا ليا واحد صاحبي ف البنك الي بيتعامل معاه يوسف هو هيظبط كل حاجه

إنجي : بس أوعدني يا مروان إنك هترجعلي الفلوس بالمكسب ده أنا هديك كل الي محوشاه غير فلوس بنتي

أرتسم إبتسامه ع ملامحه فجذبها معانقا إياها وقال :
أوعدك يا حبيبتي بس ع شرط

إنجي : أي ؟

دفع جسديهما ع الفراش وقال :
إحتفال صغير بمناسبة الشراكة
قالها وأنهال عليها بالقبلات ... يغرقان معا ف ملذات محرمة مستسلمة أهوائهم لشيطانهم الذي سيؤدي بهما إلي طريق نهايته الهاوية وقعرها الجحيم الأبدي .

******************************
_ توقف (التوكتوك) بداخل منطقة عشوائية ... ترجل منه عبدالله الذي يتلفت يمينا ويسارا ثم ولج إلي بناء مظهره مريب يبدو إنه وكر للمجرمين وبائعي المحرمات ...
دق ع باب خشبي متهالك فوجده مفتوح ... شعر بالقلق والريبة
فنادي :
مكاوي ... يامكاوي ... مك...

قاطعه شخص دفعه بالداخل وأشهر ف وجهه بسكين
مكاوي بصوت أجش: أنت مين ياض؟؟؟

ألتفت إليه عبدالله وقال : أنا عبدالله يا صاحبي .. أنت نستني ولا أنت مصطبح ؟؟؟

أقترب من وجه عبدالله ليتمعن ف ملامحه فأغلق السكين ثم وضعها ف جيب بنطاله وقال :
لا مؤاخذه يا صاحبي ... الإحتياط واجب

عبدالله : قولي عملت أي ف البضاعه ؟؟

مكاوي وهو يحك ذقنه قال : عيب عليك يانجم إتباعت ومكسبها عدي كمان

عبدالله : طيب لايمني ع الفلوس ألحق أوردها للمعلم ده قالب عليا الدنيا وباعتلي أشكال و . ... ع بيتي والجماعه عندي متعرفش الي فيها

ضحك مكاوي ساخرا وقال : سيطره سيطره يعني

عبدالله : بتتريئ يا أخويا مصيرك هاتتجوز وهيبقي الحال من بعضه

مكاوي : فال الله ولا فالك جواز مين دول حتي بوزهم فقر تعرف الواحده منهم والنحس يلزق فيك بغراء

عبدالله : ياشيخ اجري مين الي هتبوصلك بوشك الي دهسه قطر مليون مره

مكاوي : الله يسامحك ياصاحبي من حقك ما أنت حليوه وعينيك خضره

عبدالله بداخل نفسه : قل أعوذب برب الفلق ... الله أكبر ف عينك يا ابن البومة
صاح بصوت مسموع وهو يضع يده ع فم مكاوي :
كفااااااايه هتحرق وأنا واقف

تركه وألتفت ليخرج من أسفل الأريكة جورب رائحته كريهة فأخرج منها رزمة نقود وقال :
خد الفلوس أهي

أخذها عبدالله بملامح مشمئزه وقال : أففف الله يقرفك ملقتش غير شاربك المعفن وتشيل فيه الفلوس

مكاوي : ده تمويه ياصاحبي عشان ميجيش عيل ابن حرام يقلبني وأنا مش موجود

عبدالله : لاء حويط يا أخويا .. يلا ألحق أنا بقي المعلم ... سلام

مكاوي : سلام والقلب دعيلك
غادر عبدالله ولم يأمن غدر من يحتسبه صاحبا
مكاوي يتحدث ف هاتفه : لسه خارج من عندي ... ابقي سلملي ع المعلم

_ خرج عبدالله من البناء ليسير عبر أزقه وحواري ضيقة حتي يجد وسيلة مواصلات ... شعر بخطوات تسير خلفه فتوقف ليلتفت وراءه فلم يجد أحدا ليلتف مرة أخري ليفاجاءه شخص ملثم وجه له لكمة قوية فترنح عبدالله وكاد يقع إلي الخلف ليمسك به شخصا أخر وقام بضربه وجاء ثالث .. قام ثلاثتهم بركله وسحله ولم يعطوه فرصه للدفاع عن نفسه ...
_ كفايه كده عليه المعلم قال علموه الأدب بس ... قالها الرجل لينحني ويضع يده ف جيب عبدالله وأخذ النقود فأنزل لثامه وقال وهو ينظر لعبدالله الغارق ف دماءه النازفه :
متخلفش الي يعمل نفسه دكر ع برشامة يا ... يا شبح .... نهض وبصق عليه ثم أردف :
يلا بينا يارجاله

تركوه ف حالة يرثي لها ... تنعدم أمامه الرؤية حتي فقد وعيه

*******************************

_ أنا يا ستي ع طريق مصر أسكندرية الصحرواي .... قالها يونس وهو يقود سيارته

كارين : وكنت بتعمل أي بقي ؟

يونس : كنت ف مشوار ف إسكندرية بقابل مزز هناك

كارين : يوووونس ... لم نفسك وقول كنت بتعمل أي هناك

يونس: هههههه ... ده إحنا طلعنا بنغير أوي ... بصي هقولك بس تقوليلي بحبك الأول

أنتابها الخجل فقالت : بطل بقي اي جو العيال ده

يونس : عيال !!! .. طيب أنا عيل ومش هقولك ها ....

كارين : والله يا يونس لو مقولتش أنت كنت فين هاروح الجاليري بتاعك وهقطعلك كل لوحاتك

ضحك بإستفزاز وقال : عم عليش اجازه النهارده والجاليري مقفول

لاحظ ف المرآه الجانبيه سيارتين تسيران خلفه

كارين : سايبني أتكلم ومابتردش عليا

يونس : سلام دلوقت هاكلمك بعدين ... قالها ليضع الهاتف بجواره وظن أنه أنهي المكالمه

كارين بصياح : يونس ... يونس ... صمتت عندما دوي في مسمعها صوت إنذار سيارات

حاوطت السيارتان يونس من الجانبين

زفر يونس بحنق وقال : ودول عايزين أي كمان ! ... فأنطلق أسرع لكن لحقو به مرة أخري فسبقته إحداهم ثم أنعطفت حتي تجبره ع الوقوف ف منتصف الطريق ... ضغط ع مكابح سيارته فجاءو حتي أصدرت صرير إحتكاك الإطارات بالأسفلت

فتحت أبواب كلا من السيارتين وترجل منها مجموعة من الرجال ذو البنية الضخمة .... أنقبض قلبه وكاد يلتفت خلفه ليتراجع بسيارته إلي الخلف ليجد السيارة الأخري تقف خلف مباشرة

نزل من سيارته فقال : عايزين مني أي؟

تقدم نحوه رجل أصلع يرتدي حُلة ونظارة باللون الأسود ... فقال بصوت غليظ : الباشا بيقولك ياريت تبعد عن الي يخصه أحسنلك ... ثم وجه له لكمة قوية جعلته يقع أرضا

نهض وصاح بوجه الرجل وهو يمسك وجه أثر اللكمة : باشا مين وحاجة أي يا حيوان أنت

أشار الرجل للرجال الذي ف إنتظار أوامره وقال : أحمد ربنا هو كان ناوي ع موتك بس ميمنعش أنه يسيبلك تذكار صغير عشان متفكرش تقرب منها تاني

حاول النهوض قبل أن يمسكو به لكن كانو أسرع منه ليتكاثرو عليه وينهالو عليه بالضرب المبرح ليطلق صرخة تردد صداها ف تلك الصحراء القاحلة عندما قام إحدهم بكسر زراعه ... أبتعدو ليعودو أدراجهم تاركين ذلك العاشق المسكين غارق ف دماء وجهه ورأسه يتلوي من ألم زراعه

كارين مازالت ع الهاتف تصرخ بجنون عندما أدركت ما حدث له ... ع وشك تفقد صوابها فأجرت إتصالا بهيثم شقيق صديقتها وأنتظرت حتي أجاب عليها فقالت :

هيثم أرجوك تعالي بسرعة الحقني

********************************************

_ تتأمل في السماء ذلك القمر المنير ... تلفح بشرتها نسمات الهواء العليل ويتطايرطرف ثوبها الأسود القصير ... أنتبهت إلي ذلك الصوت الذي يصدر من الطابق الأسفل فإنها موسيقي عذبة تصدر من آلة الكمان بإحساس نابع من قلب مليئ بالألم

نهضت لتري مصدر الصوت فتأوهت عندما سارت ع قدمها المصابة ... فحاولت أن تستند ع كل ما يقابلها حتي غادرت غرفتها وأمسكت بدرابزون الدرج تقفز هبوطا ع قدم واحده حتي وصلت إلي أسفل وتتلفت إلي مصدر الصوت فلاحظت إحدي الغرف بابها مفتوح قليلا وبها إضاءه خافته ... دفعها فضولها للدخول إلي تلك الغرفة وهي تتحمل السير قفزا ع قدم واحده حتي ولجت إلي الداخل فأتسعت عينيها بذهول وإنبهار

يقف ف وسط الغرفة يمسك آلة الكمان الذي يسندها ع كتفه ويسند ذقنه فوقها ... يعزف مغمض العينين بإحساس حزين ينبع من ذكريات الماضي الذي يطارده ف أحلامه ... مازال يعزف بكل طاقة لديه حتي شعر بأن تجمعت أسفل جفونه المغلقة عبرات تريد النزول لكن يأبي ذلك لايريد الشعور بالضعف حتي لو أمام نفسه ... بدأ يبطئ ف العزف عندما وصل إلي أنفه عطرها الذي يميزه من بين آلاف العطور ... أنتهي من المعزوفة فقامت بالتصفيق له وقالت :

برافو عزفك حلو أوي

قال وهو يضع الكمان جانبا : معزوفة لأندري ريو من المسلسل الإيطالي

The Godfather

_ أه عارفها بس أول مرة أعرف إنك بتعزف كمان .... قالتها وهي تستند ع البيانو

أبتسم بعينيه الساحرتين وأقترب منها وقال : أديكي عرفتي ... أنا بقي عارف إنك بتعزفي تشيللو (آلة تشبه الكمان لكن بحجم أكبر )

رمقته بإندهاش وقالت : وعرفت إزاي !!!

أستند بمرفقه ع البيانو بجوارها وقال : أنا كنت بحضر كل حفلاتك ف الأوبرا وأنتي بتعزفي .... قالها ثم أبتعد ليجلب شيئا مغلقا من إحدي الأركان فقام بفتح سحاب ذلك الغطاء ليظهر منه آلة التشيللو

أتسعت إبتسامتها وهي تري تلك الآلة وقالت : واو واحشني أوي العزف عليه

قالتها ليجذب إحدي المقاعد وقام بحملها ليجلسها عليه وهو يحدق ف عينيها ثم شعرت بملمس يديه ع ساقيها وهو يرفع طرف ثوبها لأعلي ثم أبعد فخذيها عن بعضهما فشهقت بخوف وخجل لكن وجدته يضع الآله مابين ساقيها لتتمكن من العزف عليه ... أبتعد ليجلس مقابلها فأمسكت بعصا الوتر لتبدأ ف العزف بإحساس مرهف وهي توصد عينيها تعزف إحدي المقطوعات الشهيرة لأشهر عازفي تلك الآلة وهو العازف الكرواتي سبيستيان هاوزر

أنتهت من العزف ليقطع تلك الجلسة الفنية طرق ع الباب ... فنهض قصي مسرعا وهو يأخذ منها الآلة ويضعها جانبا وينزل طرف ثوبها ثم قال : أدخل

ولج ذلك الرجل الأصلع وقال وهو يخفض عينيه إلي أسفل : كله تمام يا باشا و....

قاطعه قصي بإشارة من يده وقال : أسبقني أنت ع المكتب وأستناني

أومأ له الرجل وأذعن لأمره ...

شعرت بأن هناك أمر ما ويعتريها إحساس بإنه يخص عائلة خالها فقالت بإندفاع : هو كان بيقولك كله تمام ع أي؟

أقترب منها وهو يحملها ع زراعيه وقال : وعايزه تعرفي ليه ؟

صبا وهي تتشبث به قالت : بسأل عادي

أبتسم وهو يفهم ما يجول ف عقلها فقال : دي مهمة كنت مكلفه بيها وعملها

أبتلعت ريقها بتوتر وخشيت أن يكون حدث مكروه لإحدهم وخاصة آدم ... أردف قصي : يلا عشان أطلعك أوضتك وهخليهم يحضرو العشا ويطلعو فوق عقبال ما هاروح اشوفه واجيلك

صبا : لاء أنا عايزة أتعشا ف الجنينة

أومأ لها وقال بنبرة عشق : سمعا وطاعه يا ملكة قلبي

نظرت إلي أسفل تتهرب من نظراته إلي أن وضعها ع الأريكة الصغيره وأردف : دقايق وراجعلك ... قالها و قام بتقبيل جبهتها وكاد يذهب

فأوقفته بصوتها الذي عزف ع أوتار قلبه وهي تنطق حروف اسمه :
قصي

عاد إليها ليجثو أمامها ع إحدي ركبتيه وأمسك بيدها وقال :
نعم يا حياتي

رمقته بتوتر تريد أن تريح قلبها لكن تعلم إنه لن يخبرها شيئا فحاولت بطريقة أخري فوضعت كفها ع ذقنه تتلمسها بحنان لتشعر بإرتفاع درجة حرارته ونظراته الهائمة فقالت :
عشان خاطري وحياتي عندك متأذيش خالي أو حد من أولاده دول مهما كان أهلي

نهض ليقف بهيبته أمامها تاركا يدها ووضع يديه ف جيوبه وملامح وجهه لاتدل ع أي تعبير ... أستندت ع مسند الأريكة الجانبي ووقفت أمامه تسند يدها ع كتفه لتتمكن من الوقوف وقالت بنبرة رجاء : أرجوك ياقصي ... ألتمعت عينيها التي ع وشك البكاء ... جذبها بين زراعيه بقوة ويدفن وجهه ف عنقها وقال بداخل عقله :
سامحيني ياصبا دي الحاجه الوحيده الي مقدرش أوعدك بيها لأن عمرك ما هتحسي بنار العذاب الي جوايا .
****************************

_ بداخل إحدي المشافي الخاصة ....
يدفع الممرضون ذلك التخت المعدني المتحرك متمدد فوقه يونس فاقدا للوعي ...

كارين تبكي بشده وهي تركض خلفهم ويلحق بها هيثم

أوقفها الطبيب وقال : ممنوع الدخول يافندم دي غرفة عمليات

كارين بإصرار قالت : لاء ... أنا مش هسيبو بليز يادكتور

هيثم وهو يمسك بيدها ويهدأها قال : كارين الدكتور عنده حق مينفعش إحنا هنستناه هنا لغاية ما يخرج بالسلامه ونتطمن عليه

تراجعت إلي الوراء لتسند بظهرها ع الحائط وقالت بنبرة بكاء : أنا السبب ... أنا السبب كنت عارفه الي هيحصله وبرضو كملت معاه ... اه ياحبيبي سامحني

هيثم وهو يربت ع كتفها مواسيا لها قال : أهدي ياكارين وأدعيلو والحمدلله إحنا وصلناله تخيلي لو مكنتيش كلمتيه وسمعتي الي حصله !!

أتي ف ذهنها كل شئ مكروه ممكن إنه كان يحدث له وتتذكر كلمات قصي التي جعلتها وقفت شارده ف الفراغ و بدون أن تتفوه ذهبت لينادي عليها هيثم :
كارين ... كارين .... إستني يابنتي رايحه فين !!!!

كانت تركض وتدفع كل من يعارض طريقها حتي خرجت من المشفي وأشارت إلي سيارة أجرة فتوقفت لها لتدلف بالداخل وأخبرت السائق بالعنوان

*******************************

_ بداخل السيارة ...

_ أنا من رأيي نخليها زيارة عاديه و أي حاجة نأجلها بعدين ... قالتها جيهان

ألتف لها عزيز الذي يجلس بجوارها ف المقعد الخلفي وقال :
أنا عارف بعمل أي كويس ... ولازم إبنك يعتذر للبنت

قال آدم الذي يقود السيارة : والله يا بابا أعتذرتلها وهي مقبلتش اعملها أي بقي

عزيز : عندها حق ... الكلام الي قولتهولها مش سهل إنها تنساه أو تسامحك عليه ... وربنا يستر وميكونش عمك سالم عرف حاجه هيبقي شكلك وحش

آدم : بابا متخلنيش أندم إني جيت معاكو ... قالها بصوت مرتفع

صاح عزيز بغضب : وأنت كنت تقدر تقولي لاء !!! ... أنا لولا بس رايحين الزيارة كان هيبقي ليا معاك تصرف تاني

جيهان ف محاولة تهديئ الأجواء :
خلاص بقي أهدوا وأنت يا آدم مفيهاش حاجه لما تكرر إعتذارك ليها هي عايزه يكون الآسف من جواك مش مجرد إن باباك طلب منك كده

آدم : حاضر يا ماما بس عارفين لو أحرجتني أدامكو هامشي ومش هعتب بيتهم ده تاني

كاد عزيز يتفوه فسبقته جيهان وقالت : متقلقش هتقبل إعتذارك ... ثم قالت بداخل عقلها : لأن الي بيحب بيسامح وياريت تحس بقلبها الي قسيت عليه
_ في شقة الشيخ سالم ....

_ طه ... ياطه ... تنادي بها خديجة

فلم يجيب عليها فذهبت لتراه فطرقت ع باب غرفته فقال :
نعم

دلفت إلي غرفته وقالت : بنادي عليك مبتردش

طه وهو يدثر نفسه بالغظاء قال : عندك كل الي طلبتيه ف المطبخ

خديجه : طيب مش هتقوم تغير هدومك عشان هم زمانهم ع وصول وأنت هتقابلهم

قال طه بضييق : هم جايين يطمنو ع بابا مش عليا

جلست بجواره وقالت : أنت لسه متضايق ؟؟... أنساها يا طه خلاص هي مش نصيبك ويمكن ربنا يرزقك بالي تعوضك عنها وتحبك ف الحلال

كلماتها جعلته أنتفض كلما يتذكر ما أقترفه مع سماح وأنه عليه أن يتزوجها بأسرع وقت ممكن
_ خديجة ممكن تخرجي برة وتسيبيني لوحدي ومتقلقيش لما يجو هطلع هقعد معاهم ... خلاص !!

تركته بهدوء لتذهب ترتدي حجابها الأخضر الزمردي وثوب باللون الرمال الذهبيه ... دلفت إلي غرفة والدها لتعطيه الدواء
رن جرس الباب فنهض طه وأعتدل من مظهره وذهب ليفتح الباب ..

_ السلام عليكم ... قالها عزيز
رد طه السلام
جيهان : أزيك يا طه
طه : الحمدلله ... أهلا يا جيهان هانم
فدلف آدم خلفهما يحمل باقة أزهار وعلبة قالب حلوي
آدم : مساء الخير
طه : ليه التعب ده طيب

آدم : دي حاجه بسيطه

عزيز : سالم صاحي ولا نايم ؟
طه : لاء صاحي هاروح له و.....

أشار له عزيز وقال : لاء يابني خليه مرتاح إحنا هنقعد معاه جوه ... بس ناديلي خديجة الأول

رمقهم طه بتعجب فقال : حاضر ياعمي هادخل أنادي لها

تجلس ع طرف تختها تشعر بالتوتر منذ أن سمعت صوته بالخارج ... دق طه الباب وقال :
خديجة عمي عزيز عايزك بره

أزدادت خفقات قلبها فأجابت :
حاضر
نهضت وهي تأخذ نفسا عميقا وتزفره بهدوء ... ألقت نظره ع مظهرها ف المرآه كعادة كل البنات

خرجت إليهم لتصافح عمها أولا ...
عزيز : أهلا أهلا بالقمر

خديجة بخجل قالت : ميرسي ياعمي

جيهان : أنا بقي زعلانه منك ..كده تمشي من غير ماتقوليلي ؟

تصنعت شبه إبتسامه وقالت : وأنا ميهونش عليا زعلك ياطنط جيجي ... قالتها وعانقتها بحب

وكانت جيهان تنظر لآدم باللوم وعتاب

تنحنح آدم وقال : احم ... أزيك ياخديجة

لم تنظر إليه وقالت : الحمدلله ... واقفين ليه أتفضلو قعدوا

عزيز : إحنا هندخل نقعد مع شيخ سالم جوه بس كنت عايزك ف حاجه ... قالها ثم أشار بعينيه لآدم الذي جز ع فكه ثم أقترب منها وهو يقدم لها باقة الأزهار وقال :
حقك عليا أنا آسف .... وأخفض صوته ف الكلمة الأخيره وكأنها تخرج من روحه وليست شفاه

رمقته للحظات فقال عزيز :
وحقك عليا أنا كمان يابنتي وأدي راسك أبوسها ... قالها وقبلها فوق حجابها

خديجة بخجل : حقك ع راسي ياعمي أنا مش زعلانه

جيهان : أنا عارفه ابني وقت غضبه بيبقي زي الحداد الي بيقرب منه بينكوي بناره بس هو طيب وحس بغلطه ... و أتمني تكوني سامحتيه

أبتسمت خديجة وقالت : متقلقيش ياطنط أنا مسمحاه إذا كان نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام كان بيسامح من أساء إليه من الكفار
قهقه عزيز ثم قال لآدم الذي إبتسم وبداخله ود لو يدفس الورود بفمها :
اهي شبهتك بأبو لهب ... الله يحظك ياخديجه

فقال آدم بداخل عقله : أنا تشبهيني بالكفار !!... إما وريتك عذابهم ع حق مبقاش أنا آدم البحيري ... أعطي لها باقة الأزهار فأخذتها وقالت : شكرا

ذهب جميعهم إلي سالم وف الخلف خديجة وطه الذي همس لها :
هي اي الحكايه ورد وإعتذارهو عملك حاجه ؟؟

خديجة بهمس قالت : هبقي احكيلك بعدين

جلسوا مع سالم يتسامرون ويتبادلون الضحكات ... بينما خديجة ذهبت إلي المطبخ لتحضر الفواكه والعصائر وتضع الحلوي بالأطباق ... قدمت كل هذا و ف طريقها وهي تحمل صينية العصير ... سمعت عزيز وهو يقول :

وبمناسبة رجوعك لبيتك بالسلامة زيادة الفرح فرحين ومن غير مقدمات إحنا بنطلب منك إيد خديجة لآدم ابني ع سنة الله ورسوله
سالم والسعادة ف كلماته جليه :
دي بنتك ياعزيز وآدم ابني ومن غير ماتسألني طبعا عمري ما هتمني زوج صالح ليها أحسن من آدم

رمق آدم والدته بصدمه من والده الذي وضعه أمام الأمر الواقع وجيهان تنظر لإبنها وكأنها ترجوه بأن يتماسك وألا يتهور بقول أو فعل أحمق

عزيز : يبقي كده فاضل نعرف رأي العروسه

ولحظة دخولها وضعت الصينية أمامهم بإيدي مرتجفة ........ فأردف عزيز : أي رأيك ياعروستنا ؟؟

أبتلعت غصتها ونظرت إليهم لتجد آدم ينظر إلي الأرض وساقه تهتز بغضب فقالت :
مش موافقه

*******************************
_ نهض من جوارها بعدما غلبها النوم ... طبع قبلة رقيقة فوق شفتيها ثم دثرها بالغطاء و قال :
تصبحي ع خير ياصبا روحي وقلبي

غادر الغرفة ليهبط الدرج ويذهب إلي غرفة مكتبه ليتابع بعض أعماله لاسيما تلك الصفقات التي سيطيح بها بأسم آل البحيري ... فهل سيتمكن من ذلك ؟؟؟
_ بالخارج أمام بوابة القصر ترجلت من سيارة الأجرة ... فتح الحارس لها البوابة وقال :
أهلا وسهلا يا كارين هانم
تابعت سيرها للداخل ولم تجيب حتي دخلت إلي القصر ومن ثم إتجهت إلي مكتبه عندما رأت إضاءته من أسفل الباب
دفعت الباب بقوة وأصوات أنفاسها المرتفعه ومظهرها كمن فقدت عقلها ...
_ ياريت تكوني اتعلمتي الدرس وعقلتي ... قالها قصي ببرود أثار غضبها أكثر

أقتربت منه ليقف أمامها فصاحت ف وجهه وقالت :
أنا لحد قبل الي عملته ف يونس كنت بعتبرك أخويا لكن بعد الي عملتو فيه أنت لا أخويا ولا أعرفك ومن النهارده أنسي إن ليك أخت

قهقه بإستفزازيه وقال : أنا جيتلك لحد عندك وحذرتك وأنتي أتحددتني فمتلوميش غير نفسك ... أحتدت عينيه وأستطرد حديثه : أحمدي ربنا إن لسه فيه الروح

لم تشعر بيدها سوي وهي تهوي ع وجهه بصفعة قويه

انتهت الحلقة ...

 

 

 

السادس عشر من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close