اخر الروايات

رواية فتاة ذوبتني عشقا تيم وطيف الفصل الخامس عشر 15 بقلم امينة محمد

رواية فتاة ذوبتني عشقا تيم وطيف الفصل الخامس عشر 15 بقلم امينة محمد



** تلقى كلامها وكأنه سَمُاً يتلف قلبه .. كانت ملامحه جامدة لا يظهر عليها شيئاً سوى الصدمة .. لم يكن يعلم ماذا يفعل او كيف يتصرف .. بماذا يرد عليها .. الآن هي تريد ان تنهي علاقتهم .. والحب الذي كان بينهم .. حب السنين .. حب الطفولة وحب المراهقة وحب النضوج .. أم انه هو من احبها ؟ .. وهي لم تحبه !! كيف وهو يرى في عينيها نظرات الحب يومياً .... استيقظ من شروده علي شهقة والدتها التي دوت في ارجاء الصمت الذي يعم المكان ... نظر لوالدتها التي تقول بصدمة وانفعال ( انتي بتقولي اي يا نور ؟؟) نظرت لها نور بـ حُزن ثم ابعدت نظرها لـ علي وملامح وجهها تحمل الحيرة لـ صمته والحزن لـ صدمته .. 
قهقه علي بخفوت ثم نظر إليها ( انتي بتقولي اي يانور .. مينفعش نكمل دا اي ؟) ابتلع غصته وهو يقول بحب ( انا اسف ياستي علي الي حصل ما بينا .. انا بحبك يانور !) هزت رأسها بنفي ثم قامت من مكانها واولته ظهرها وهي تفرك بيديها .. ثم قالت بهدوء ( لا .. انا محبناش بعض يا علي .. احنا بس كنا متعودين علي بعض وشايفين ان التـعود دا حب .. لكن هو مكنش حـب .. !) وقف خلفها قائلا بتساؤل هادئ ( اُمال كان اي يعني .. بلا مكنش حب .. احنا حبنا دا عُمر يا نور !) التفتت له وهي تقول بصوت مرتفع نسبياً ( فوق يا علي دا مش حُب قولتلك دا تعود وانت مع الايام هتفهم دا كويس .. انا فهمته قبلك .. انا بس ..) تلعثمت في حديثها واخفضت بصرها أرضا قائلة ( انا عرفت دا لما خرجت روحت اشتغلت ودماغي اتفتحت اكتر عالدنيا وعالناس ... ) قاطعها بسخرية ( قصدك علـى تامر !!) نظرت بعينيه للحظات بـ تلبك بالغ .. لم تكن تعلم ماذا تقول .. نظرت لوالدتها المصدومة وهي تتابع حديثهم .. ثم نظرت مرة اخرى لـ علي .. هل تخبره انه بالفعل تامر من غير تفكيرها !! ام تكذب عليه وتستمر بكذبتها في ان ما بينهم مجرد تَعود .. حسمت امرها ثم قالت ببرود  ( اه تامر .. تامر غيرلي تفكيري في حاجات كتير علمني حاجات كتير .. تامر غير ١٨٠ درجة يا علي .. تامر علمني ازاي العيشة في الدُنيا .. انت مكنتش بتعلمني غير ازاي احبك .. تامر فهمني ووقف جنبي .. كان بينصحني كتير .. انت معملتش كدا .. دا احنا مكنش بيحصل بينا مشكلة وكنت مستغربة .. بس دلوقتي عرفت ليه .. عشان انا وانت مكناش بنحب بعض .. احنا بس اتربينا سوا كبرنا على نفس التفكير .. مكنش قدامي غيرك حبيتك وانت حبتني عشان مكنش قدامك غيري .. !) صمتت تتابع قسمات وجهه التي بدأت تتحول لغضب جامح .. سيتحول لشخص ثائر لن يستطيع احد إيقافه ... ولكنه خذلها بإبتسامته الساخرة قائلاً ( بصراحة ... انا معرفكيش دلوقتي .. وانتي دلوقتي قدامي مش نور الي انا عرفتها طول عمري .. انتي حد تاني اتخذلت فيه !) امسك يديها تحت تلبكها منه .. ثم سحب خاتم خطبتها من يديها قائلا بحدة ( انا محبتش غيرك ومش عشان انتي الوحيدة الي كنتي قدامي .. لا حبيتك عشان انتي نور .. انا فعلا حبيتك .. بس انا دلوقتي اتمنى في اسرع لحظة ان انا احس انه كان تعود زي ما حسيتي عشان بصراحة ... انا قلبي مش مستحمل انه يوجعني عشانك .. ومش هيوجعني عشان واحدة باعتني عشان شافت الاحسن مني ... بس فعلا يا نور انتي محبتنيش والا كانت عينك هتشوفني احسن من اي حد حتى لو في احسن مني .. كنتي هتشوفيني انا الاحسن !) ابعد نظره بضحكة ساخرة وهو ينظر للخاتم بين يديه قائلا ( بكرا تفهمي كلامي دا كويس وتفهمي كل حاجة بس وقتها مش هكون زي الاول .. ربنا يوفقك مع ... تامر !) نظر لها بعينين منكسرتين يعافرهم القوة .. تلك النظرة التي لن تنساها ابداً في حياتها .. تلك النظرة التي حُفرت في قلبها ولن تخرج منه .. ابعد نظره عنها ناظراً لوالدتها ... اخذ نفساً عميقا ثم جثى على ركبتيه قائلا بنبرة مبحوحة ( كل شئ قسمة ونصيب يام نور .. عشان خاطري متزعليش وخليكي فاكرة ان انا كدا مبسوط وهي مبسوطة .. ) مال علي رأسها يقبلها قائلا بحنان ( هبقى اجي اشوفك علطول عشان انا دلوقتي معنديش غيرك في الدنيا دي كلها .. خدي بالك من نفسك ومن صحتك ) كانت دموعها تهبط علي خديها بغذارة ثم جذبته بين احضانها وهي تقول من بين شهقاتها ( سامحني يابني .. سامحني ياحبيبي وبكرا ربنا هيعوضك خير ياحبيبي .. !) ابتسم بحنان يغلفه الحزن الواضح علي قسماته .. ممزوجاً بإختناق .. لم يسمح لتلك الدمعة ان تفر الآن .. للدموع جميعها وقتها ومكانها المناسب .. وذلك ليس المكان المناسب قط .. رد على والدة نور بنبرة تشبه الاختناق الذي يغلف قلبه ( الغلط مش منك ياحبيبتي .. الغلـط مننا من الأول .. احنا كان المفروض نفكـر .. كل شئ قسمة ونصيب !) ثم ابتعد عن احضانها وابتسم بخفوت ( انا همشي دلوقتي .. عن اذنكم .. !) لم ينظر لـ نور اطلاقا بل غادر المكان وهو يستمع لـ همسات والدة نور بالدعاء له .. وعينين نور التي تراقب مغادرته ... 

7

                
** ( يا مستر تيم انا قولت لحضرتك المدام متتعرضش لأي ضغط نفسي وبالذات في حالتها دي .. دي شايلة روح في بطنها وهي نفسها تعبانة !) هز رأسه بهدوء جامح ( طب هي دلوقتي عاملة اي ... والبيبي عامل اي !) هز الطبيب رأسه يطمئن تيم قائلا ( متقلقش .. وكويس انك جبتها وجيت بسرعة .. هي كويسة والبيبي كويس .
. اتمنى يبقى الوضع اهدا من كدا بعدين عشان المرة الجاية هتبقى بخساير كتير !! ) ... وقف مكانه فسبقه الطبيب قائلا ( المدام هتفضل هنا لحد العصر كدا مانطمن علي حالتها كويس اكتر من كدا !) هز رأسه بإيجاب قائلا ( تمام يادكتور

 ...) ثم غادر مكتب الطبيب متوجها للغرفة التي تنام بها .. ولثانِ مرة يواجه ذلك الإختبار .. الاول عند معرفته بحملها .. والثاني عند معرفته بأنه كان على وشك خسارة إبنه .. 
وخسارتها ... دلف لها وجلس بجوارها وهو ينظر لملامحها النائمة .. ملامحها المُتعبة .. تذكر حديثها المؤلم وهي تعترف له انها وحيدة .. يتيمة .. لا تَملكُ في الحياةِ سواه ..
 تعترف له كم عانت في الحياةِ وهو مازال يجبرها بإستمرار على المعاناة اكثر معه .. إلا تعلم كم يكره صنف النساء وهي الوحيدة التي يتقرب منها هكذا !! ألا تشعر بالتمييز !! 
اخرج تنهيدة قوية من داخل اعماقه ومال عليها يقبلها اعلى جبهتها .... فلم يظهر اي تغييرات في ملامحها .. سوى ذلك التعب الذي يطغى على ملامحها فقط .... ! 
...................................................................................................................................................................... 
- تيم وطيف - 
** حل صباح يوم جديد .. شمس ساطعة تُزعج قلوب البعض .. فـ ماكانت القلوب تريد إلا الظلام لتبكي به حرقة والماً على تلك المأساة التي يعيشها البعض .. 
استيقظت طيف بأرهاق بالغ على ملامحها .. تأوهت بألم بسبب ذلك السيروم الذي بيديها ويعطيها الغذاء .. دارت بعينيها في ارجاء المكان وهي في حيرة من أمرها .. وبعد لحظات استوعبت انها تمكث الآن في المستشفى .. بحثت عنه في ارجاء المكان فلم تجده .. واين سيكون بالتأكيد سيخرج من أي مكان الآن .. لا تخاف يوماً من فكرة فقدانه لأنه دائما يُظهر لها انه بحاجة لها وانه لن يتخلى عنها يوماً الا يوم موتها .. وها هو اتى على من الخارج على سيرته .. كان ينظر في بعض الاول التي بيديه ثم رفع بصره ينظر إليها وعندما وجدها مُستيقظة ترك الاوراق التي بيديه سريعاً ثم هرول إليها جالساً جوارها .. وظهر صوته القلق ( طيف .. انتي كويسة ؟) نظرت له لبرهة من الوقت دون النطق بأي كلمة .. فقط تتابع قسمات وجهه المتغيرة ما بين تساؤل وحيرة وخوف وقلق .. تاركة اياه عالقاً في جواب لم تُجيبه ... أهي بخير ؟؟ 
لاحظ صمتها الطويل فـ كفها من فمه يلثمه بحنان قائلا ( انا آسف .. انتي حتى مدتنيش فرصة اشرحلك .. انا عملت دا عشان مصلحتنا .. عشان مخسركيش ..) قاطعته في حزم قائلة ( ابني كويس ؟!) ابتلع غصته ثم هز رأسه بإيجاب ( اه الحمدلله انتي وهو كويسين .. وهتفضلوا كويسين طول العمر يا طـيف !) ابعدت كفها عن كفه واغمضت عينيها ببرود قاتل يقتل كل خلية داخله .. هي حزينة .. ويبدو ذلك علي ملامحها .. ولكن هكذا هي تقتله .. ؟؟؟!...
ظلت على ذلك الصمت حتى انتهى من اوراق خروجها من المستشفى متوجهين للمنزل لحياة اخرى لا يعلمون إن كانت سعيدة ام حزينة .. تاركين ذلك للقدر ليحدد مصيرهم المكتوب عند الله ... 
.





السادس عشر من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close