اخر الروايات

رواية بعد الرحيل الفصل الرابع عشر 14 بقلم ميمي عوالي

رواية بعد الرحيل الفصل الرابع عشر 14 بقلم ميمي عوالي


بعد الرحيل
البارت الرابع عشر
شيراز لسه بتفتكر مقابلتها مع رشيد لما راحلها البيت ، و كانت بتفتكر لما رشيد حكالها عن ظروف جوازه من بنت عمه لما قال لها : انا عمرى ماحبيتها و لا بصيت لها فى يوم على انها ممكن تبقى مراتى ، و اكتر من مرة فاتحت والدى انى عاوز اسيبها بس كل مرة كان نهاية نقاشنا سوا يا اما بمرضه ، يا اما بتهديدى انه يطردتى من العيلة و يحرمنى من ميراثى بالكامل
شيراز : والدك عنده حق ، ارجع بلدك و اتجوز بنت عمك ، و سيبنى فى حالى .. انا ما بتجوزش 😒
رشيد بعصبية : يعني ايه ما بتتجوزيش ، انا بحبك بجنون ، من وقت ماشفتك و انتى نازلة من العربية فى حفلة عيد ميلاد ابن سالم و انتى مابتفارقيش خيالى
شيراز بغضب : و انا وقت ما اقول يا جواز لا يمكن ابدا هربط مصيرى بمصير راجل متجوز
رشيد بحدة : بس انا مش متجوز
شيراز بغضب : انت هتجننى ، انت لسه قايل حالا دلوقتى بعضمة لسانك انك كاتب كتابك على بنت عمك
رشيد و هو بينهج من شدة عصبيته و نرفزته : عمرى ما اعتبرتها مراتى و عمرى ما اعتبرت ان فى واحدة شايلة اسمى من الاساس
شيراز و هى بتحاول تسيطر على اعصابها : استاذ رشيد .. ارجوك كفاية كده ، وجودك هنا فى حد ذاته موترنى .. ارجوك تمشى
رشيد : حاضر يا شيراز .. همشى ، بس مش قبل ما توعدينى انك هتفكرى فى كلامى
شيراز : حاضر اوعدك ، بس من فضلك تمشى
رشيد بص لها اكنه بيحضنها بعينيه ، و سابها و مشى بس قبل ما يخرج من الباب رجع التفت لها و قال : انا قدرت اجيب رقم تليفونك ، انتظرى منى مكالمة
و سابها و خرج ، و هى فى حالة ذهول ماحصلتش و بتكلم نفسها و بتقول : هم ازاى سايبينه كده ، ده لازم يدخل مستشفى المجانين
عودة من الفلاش باك
شيراز كان مرسوم على وشها ابتسامة رغم دموعها اللى مالية وشها و بتقول ما بينها و بين نفسها : اكبر مجنون شفته فى حياتى ، و ماسابنيش غير لما عدانى بجنانه
تانى يوم الصبح .. امجد جاله تليفون من المحامى بتاعه بلغه انه قدامه ساعتين بالظبط و هيبقى عند شمس و معاه موظف الشهر العقارى ، و امجد اتفق معاه انه هيقابله هناك
و بعد ما قفل مع المحامى التفت لرشيد و قال له : هتيجى معايا زى ما كنت بتقول
رشيد وقف و قال : ااه ياللا انا جاهز
امجد : بس هعدى على نهى فى المستشفى الاول اشوف ايه الاخبار
رشيد : تمام .. حتى اعزيها بالمرة
امجد و رشيد وصلوا المستشفى عن نهى ، لقوا مامتها و اختها عندها و لقوها تعبانة جدا و بتتكلم بالعافية و رافضة تماما اى اكل بيتقدم لها ، فامجد عرفهم على رشيد و قال : ده رشيد ابن خالتى يا نهى و عاوز يعزيكى
رشيد : البقاء لله يا مدام نهى .. شدى حيلك
نهى بصعف : شكرا
امجد بعتاب : و اخرة اللى انتى بتعمليه ده ايه يا نهى ، اللى انتى بتعمليه ده مش صح ، عمر الحزن ما كان بقلة الاكل ، انتى كده بتنتحرى و حسابك عند ربنا هيكون كبير و عظيم
عنايات بحزن : قول لها يا ابنى و فهمها ، مش قابلة مننا اى كلام خالص
نهى بعياط : و الله ما قادرة .. حرام عليكم ماتشيلونيش فوق طاقتى
امجد شد كرسى و قعد عليه قدام نهى و قال لها : تصدقى ان اول مرة سالم ينخدع فى حد كان فيكى انتى
نهى بصت له بصدمة : انت بتقول ايه
امجد بحزم : سالم لما كان بيتكلم عنك .. كان دايما يقول انك شعلة الامل و التشاط اللى فى حياته
كان بيقوللى انه لما بيحس ان اليأس قرب منه فى اى عملية كان بيجيلك و يحكيلك و هو متأكد انك هتبدلى حالته دى مية و تمانين درجة
ازاى هو كان شايفك كده و انت مع اول قلم يجيلك تبقى بالشكل ده
نهى بعياط : لانه مش قلم ، دى طلقة رصا/ص و سكنت جوة قلبى و ماطلعتش ، و مش هتطلع ،
سالم كان كل حياتى و فجأة حيانى راحت منى فى لحظة ، كنت متحملة حاجات كتير اوى عشانه ، كنت بتحمل بعده عنى و اصبر روحى باللقا اللى بعده ، لما ابن خالتك كلمه و اتفق معاه انه يسافر له و يشتغل معاه .. كنت حاملة هم سفره و بعده عنى شهرين بحالهم على ما يرتب شغله و بعدين احصله .. ماكنتش اعرف انه هيمشى خالص و يسيبنا كلنا
لو ينفع يرجع تانى … هصبر نفسى تانى و تالت ، مش قادرة على بعده و ماعداش غير يومين بس ، هعمل ايه فى اللى جاى .. حد يقوللى هعمل ايه من غيره و انا كنت بعتبر الساعتين اللى بقضيهم معاه كل يوم سحور بقوى بيه روحى على ما اشوفه اليوم اللى بعده
و بعدين سابنى فجأة من غير اى انذار ، ماكنتش مستعدة لسه انى ابعد عنه ، كنت خايفة شمس تطلب منه يطلقنى عشان تسامحه ، كنت خايفة يبعد عنى عشان يرضيها ، اهو بعد عنى و عنها و عن الدنيا كلها .. مالحقش يشوف ابنه يا امجد ، مالحقش ياخده فى حضنه ، مالحقش يشم ريحته
امجد بحزن و تأثر : سالم ماسابكيش لوحدك يا نهى ، سالم سابك مع ابنه اللى ساب الدنيا و سابه امانة فى رقبتك ، تقدرى تقوليلى هتاخدى بالك منه و تراعيه ازاى و انتى بالضعف ده
ده انتى حتى لسه ما اخترتيلوش اسم عشان نطلع له شهادة الميلاد بتاعته ، لازم تفوقى و تجمدى عشان خاطرك و خاطر ابن سالم
نهى بحزن : ابن سالم اللى قرر ييجى الدنيا يوم ما ابوه فارقها ، جالها ضعيف ، و الله اعلم هيقدر يصمد و يكمل و اللا لا
امجد : الدكاترة طمنونى و قالولى انها بتحصل كتير ، و الولد الحمدلله تطوراته كانت طبيعية جدا خلال اليومين اللى فاتوا ، و ان شاء الله ربنا هيحميه و هتاخديه فى حضنك بالف سلامة ، بس لازم لما يخرج من الحضانة تبقى انتى مستعدة لده و قادرة على مراعيته
نهى هزت راسها بضعف و قالت : ربنا يكتبلنا اللى فيه الخير
امجد : طب قوليلى بقى .. ناوية تسمى المولود ايه
نهى سكتت شوية اكنها بتفكر و بعدين قالت بحزن : هسميه سالم
امجد بابتسامة حزينة : ماشى يا ام سالم
و التفت لمامتها و قال لها : معاكى قسيمة الجواز بتاعتها
عنايات : ايوة يا ابنى معايا
امجد : انا محتاجها و كمان محتاج بطاقة نهى عشان اطلع شهادة الميلاد بتاعة سالم
عنايات قامت فتحت شنطتها و طلعت القسيمة و بطاقة نهى واديتهم لامجد و هى بتقول : تاعبينك معانا يا ابنى
امجد : ماتقوليش كده ، سالم الله يرحمه كان اكتر من اخويا و نهى اختى و سالم الصغير ابنى
و التفت لنهى و قال : بكرة ان شاء الله عاوز اجيلك الاقيكى احسن من كده ، و باذن الله اجيبلك معايا شهادة ميلاد سالم
نهى : بالنسبة لفلوس المستشفى و الحضانة ، ماما جابت فلوس و جت تدفع فى الحسابات قالولها انك سايب مبلغ كبير تحت الحساب ، فياريت تقوللى انت دفعت كام بالظبط
امجد : انا مادفعتش ولا مليم من جيبى يا نهى ، دى فلوس سالم ، كان سايبهم امانة معايا عشان لو انتى او الولاد عنده احتاجتوا اى حاجة
نهى : ايوة .. بس الفلوس دى كده تعتبر ورث و المفروض تتقسم بالشرع ، مش من حقى ابدا انى اخد منها مبلغ كبير بالشكل ده
امجد : ياريت ماتشغليش بالك بكل الكلام ده ، انا عاوزك تنتبهى لصحتك و بس
امجد و رشيد سلموا عليهم و استأذنوا و مشيوا و راحوا على طول على فيلا شمس ، لقوا المحامى سبقهم و موجود مع موظف الشهر العقارى ، و كانت شيراز قاعدة معاهم و مستنيين شمس تنزل
بعد ما سلموا و قعدوا .. امجد قال لشيراز : الولاد لسه نايمين و اللا صحيوا
شيراز : صحيوا ، بس قلتلهم يحاولوا يلموا شوية من اللى فاتهم فى الدراسة ، فاتهم كتير من وقت ماسافرنا لحد دلوقتى
امجد بانتباه : هو انتو سافرتوا
شيراز : ايوة .. روحنا مطروح
امجد باستغراب : مطروح مرة واحدة ، ليه القسوة دى
شيراز : ارجوك يا استاذ امجد ، بلاش تجيب السيرة دى خالص مع شمس على الاقل دلوقتى عشان خاطر نفسيتها
امجد بتفهم : اكيد ماتقلقيش
شمس نزلت من فوق و كان معاها شنطة اوراق ، سلمت على امجد و رشيد و قعدت مع المحامى اللى فهمها الاجراءات اللى المفروض تعملها ايه بالظبط ، و موظف الشهر العقارى خلص لها كل حاجة و فهمها ان التوكيلات اللى كانت معمولة لشوقى هتفضل سارية لحد مايستلم اخطار بانها لغت التوكيلات ، و حذرها انها تبلغ شوقى باى حاجة قبل ما يستلم الاخطار بالفعل عشان مايحاولش يضايقها ، او يتعمد يعمل لها مشاكل
فمحامى امجد طمنها و قال لها انه هيتكفل بكل الاجراءات دى و هيخلص لها كل ده فى نفس اليوم
و قبل ما المحامى يمشى مع موظف الشهر العقارى ، امجد طلع من جيبه شوية اوراق اداها للمحامى و قال له و هو على مسمع من شمس : دى القسيمة بتاعة جواز سالم الله يرحمه و نهى و معاها بطاقة نهى و اخطار من المستشفى بالولادة بتاعتها .. عاوزك تطلع شهادة ميلاد للولد .. هى قررت تسميه سالم
المحامى : انا كده هحتاج نسخة من شهادة وفاة المرحوم و بطاقته
امجد : اعتقد انهم معايا برة فى العربية من امبارح ، تعالى معايا هديهملك
امجد بص لشمس و قال لها : هديله اللى محتاجله و هرجعلكم على طول.. بعد اذنكم
شمس بصت لرشيد بحزن و قالت : هو امجد راح لنهى
رشيد : عدينا عليها قبل ما نجيلك
شمس : هى عاملة ايه دلوقتى
رشيد بأسى : منهارة و فاقدة الرغبة فى الحياة ، و الولد طبعا نموه لسه مش كامل ، فربنا يكون فى عونها
شمس هزت راسها بحزن و قالت : ايوة .. ربنا يكون فى عونها … و عوننا
امجد رجع لهم و اول ما قعد قال : لما شيراز هانم قالتلى امبارح انك هتلغى كل التوكيلات بتاعة المتر شوقى .. استغربت ، فيا ترى ممكن اسأل عن السبب
شمس : ااه طبعا .. اللى حصل ان ……
شمس حكت لامجد كل اللى حصل من شوقى و موضوع زيدان ، فرشيد قال : انا ما استريحتش ابدا لقعدتهم اللى كانوا قاعدينها امبارح دى ، ماكانش شكل ناس بتعزى ابدا
شيراز بفضول : اشمعنى .. عملوا ايه
رشيد : مش عارف بالظبط ، بس حسيتهم زى اللى بيقسموا غنيمة بينهم و بين بعض
شمس باستغراب : غنيمة
رشيد : اصلك ما شفتيش منظرهم ، دول كانوا ب …
و ابتدى هو كمان يحكيلهم على اللى شافه من تصرفاتهم و هو بنفسه استغربه و ما كانش فاهمه
امجد : فى كمان حاجة يوسف لفت نظرى ليها امبارح
شمس بفضول : حاجة ايه ، يوسف ما قالليش حاجة
امجد : يوسف شاكك ان شوقى هو اللى بعتلك قسيمة الجواز بتاعة سالم و نهى
شمس بتفكير : انا كمان كنت ابتديت اوصل للتخمين ده ، بس اللى مش قادرة افهمه .. هيستفيد ايه
شيراز : نفس الاستنتاج اللى وصلنا له قبل ما نشك فى شوقى ، ان اللى عمل كده كان متعمد يعمل شرخ بينك و بين سالم الله يرحمه
و لما تربطى التفسير ده باللى حصل من شوقي ليكى لما روحتيله مكتبه بعد كده عشان تتاكدى ان القسيمة مظبوطة ، تلاقى ان هى دى النتيجة المنطقية
امجد : و هو ايه بقى اللى حصل لما راحت له
شمس : انا لما جتلى القسيمة و الفيديو ، الصراحة ماخدتش بالى ان اللى فى الفيديو مش سالم فعلا غير بعد ما سالم بنفسه هو اللى نبهنا لده
لكن كنت عاوزة اتأكد ان القسيمة مظبوطة لانى فى الاول شكيت انها ممكن تكون فيك و ان ممكن يكون حد بيحاول يوقع بينى و بين سالم ، فروحت لشوقى و حكيت له على اللى حصل و وريته القسيمة اللى اتبعتتلى على الموبايل و اول ما شافها
فلاش باك
شوقى قام اتنطر من على المكتب و قال بزعل : كده برضة يا سالم بية .. اخص عليك ، ماكانش العشم ابدا
شمس بزعل : يعنى القسيمة مظبوطة
شوقى بخبث : ازاى يعض الايد اللى احسنت له بالشكل ده ، هو ناسى ان انتى اللى عملتيه بفلوسك و فلوس والدك ، اقل حاجة تعمليها دلوقتى انك ترجعى منه كل حقوقك على داير المليم
شمس: تقصد ايه
شوقى بخبث : يعني مثلا الشقة الجديدة بتاعة زايد و شقة مصر الجديدة اقل واجب تنقليهم باسمك
شمس : شقق ايه دول ، انا اول مرة اسمع عنها
شوقى : اهو ده اللى كنت خايف منه
شمس : ماتفهمنى يا متر تقصد ايه
شوقى : اقصد ان سالم بية استغل ثقتك فيه و خانك و اتجوز عليكى و كمان استولى على اموالك و بيبعزقها على نزواته و جوازته التانية
شمس بغضب : طب و العمل
شوقى بمكر : العمل ده سيبيهولى انا .. انا اللى هعمل لك كل حاجة
عودة من الفلاش باك
شمس : غضبى من جواز سالم خلانى وافقت على كل اللى قالهولى و لما اقترح عليا انى ارفع قضية خلع و ابعد و احتفى عنه ، طلبت من شيراز تبقى معايا ، و لولاها يمكن ماكنتش رجعت القاهرة تانى و لا شوفت سالم قبل ما يموت
امجد : يعنى شوقى هو اللى خلاكى تبيعى نصيبه فى المصنع و الشركة ليكى من تانى
شمس : ايوة ، وقتها افنعنى انى لازم الحق حق الولاد قبل مايضيعهم هم كمان فى نزواته
خصوصا لما وريته الفيديو ، قاللى وقتها اللى يعرف طريق الكباريهات ممكن يبيع عمره عشان كاس ، فما بالك بمصنع والدك اللى بناه بتعبه و شقى السنين
و بعد كده ابتدى يحط مناخيره فى كل حاجة ، و عاوز يسيطر على الشركة و يوقف انتاج المصنع
رشيد بهدوء : اسمحيلى يا شمس هانم ، شوقى و زيدان كده نيتهم واضحة جدا
شيراز : فعلا يا شمس ، و زى ما قلتلك من الاول خالص .. اللى باعتلك القسيمة و الفيدو قاصد انه يخليكى تفقدى الثقة فى سالم
يمكن ماكناش فاهمين السبب ، بس دلوقتى السبب بقى واضح زى الشمس ، عاوزين يوصلولك ان المصنع هيقع و مديون بسبب التعاقدات اللى اتوقف تنفيذها ، فيقنعك تبيعى بابخس تمن و انتى فاهمة انه كده بينقذك ، رغم انه فى الحقيقة بيسرقك
شمس : من زمان و سالم كان بيشتكى من الاعيب زيدان و مضايقته ليه ، بس ماحدش ابدا تفكيره وصل انه ممكن يوصل لشوقى و يشتريه لمصلحته و يخليه يبيعنا بعد كل السنين دى
امجد : طب انتى قررتى هتعملى ايه و اللا لسه
شمس : حاليا انا مش قادرة افكر فى اى حاجة نهائى
امجد : انا عازرك طبعا .. بس على الاقل لازم تفكرى فى حل من اتنين
شمس : ايه هم
امجد : يا تنزلى بنفسك تتابعى كل اللى بيحصل و اهو على الاقل الناس تشوفك و تعرف انك مش هتهملى فى مالك
رشيد : بس ممكن لما الناس تشوفها .. تعرف انها احتمال تغرق المركب بزيادة ، خصوصا ان الكل عارف انها كانت على طول بعيدة عن الشغل و ان المرحوم هو اللى كان قايم بكل حاجة
شمس بصت لامجد و قالت له : طب و الحل التانى
امجد : اننا لازم نلاقى حد محل ثقة يدير الشغل بس و انتى معاه خطوة بخطوة عشان تتعلمى و تفهمى و ماحدش يقدر انه يضحك عليكى
شمس : كان سالم قاللى انى اقدر اثق فى وليد ، المهندس المسئول عن عنابر التشغيل فى المصنع ، و يمكن ده اكتر حد عمل مشاكل مع شوقى لما امر يوقف الشغل و عدم تركيب المكن الجديد
امجد : وليد جه العزا امبارح و فهمت منه انه متابع الطلبيات اللى كانت متأخرة
شيراز : و ليلى كمان الحقيقة عملت مجهود كبير مع العملاء اصحاب الطلبيات و اجلت معاهم التسليم بشكل ودى و هم اتقبلوا ده من غير مشاكل الحمدلله
امجد : طول عمر سالم الله يرحمه سمعته زى البرلانت ، و اكيد ماهماش اول مرة يتعاملوا مع المصنع و عارفين كويس هم بيتعاملوا مع مين
امجد سكت شوية و بعدين بص لشمس و قال : كان فى كلمتين كده اتكلمت فيهم امبارح مع يوسف ، بس حابب انى اعيدهم عليكى تانى يا شمس هانم
شمس : خير يا امجد .. انا سامعاك .. اتفضل
امجد : انتى اكيد عارفة ان سالم الله يرحمه كان بيستعد انه يسافر عشان يشتغل مع رشيد
شمس بدهشة : قاللى انه مسافر يشتغل ، لكن ما قالليش انه مع استاذ رشيد
امجد : رشيد بيجهز نفسه هناك فى الكويت انه يعمل مصنع استانلس زى مصنعكم كده ، و لما عرف ان …
امجد سكت زى ما يكون بيدور على كلام او صيغة مناسبة يوصف بيها اللى حصل فلقى شمس كملت بحزن : تقصد لما عرف اللى حصل بينى و بين سالم فى الشغل
امجد بص لها بوجع و قال : رغم ان مش ده بالظبط اللى كنت عاوز اقوله ، بس هو بيدى نفس المعنى تقريبا
المهم ان وقتها رشيد رحب بسالم جدا و طلب انه يروح يشتغل معاه عشان يستفيد بخبرته و سمعته فى الوطن العربى
المهم ، قبل الحادثة بيوم .. سالم جالى الكافية و ادانى متين الف جنية ، و طلب منى اخليهم معايا لاى ظرف طارئ او لو انتى او الولاد احتاجتوا لحاجة و هو مش موجود
شمس باستغراب : و هو انا و اللا الولاد كنا هنحتاج الفلوس دى ليه ، او الولاد هيطلبوا منها اصلا ليه ، ما انا معايا ….
امجد بحزم : انتى امهم.. تديهم ماتديهمش براحتك ، لكن برضة هو ابوهم المسئول عنهم
شمس اتضايقت لما حست ان امجد كلامه متبطن بهجوم ضدها بس حاولت ماتبينش ضيفها ده ، فبصت له و فضلت ساكتة و استنته يكمل كلامه ، فامجد قال : الفلوس دى عشان برضة تبقى فاهمة .. باقى تمن الارض بتاعة والدته ، لانه باعها الاسبوع اللى فات
شمس بزعل : ليه باعها
امجد بنبرة متغلفة بالعتاب : باعها عشان يفضل حاسس انه راجل و ان هو اللى بيصرف على نفسه و احتياجاته ، و طبعا كان محتاج فلوس عشان سفره ، و فلوس يسيبها لمراته اللى على وش ولادة ، و اللى بالمناسبة لما هو طلب منها تخلى الفلوس معاها خافت و رفضت بشدة ، و قالت له انها ماتقدرش تخليهم معاها
شمس بضيق : ممكن تفهمنى سبب الكلام ده كله ايه ، انا مش عاوزة حاجة من الفلوس دى اصلا
امجد : انا ماقلتش انى هديكى الفلوس اصلا
شمس باستغراب : اومال ايه انا مابقيتش فاهماك يا امجد ، ماتتكلم على طول
امجد : انا عاوزك تعرفى ان سالم اتكفن و اندفن و اتعمله العزا من ماله ، و ان ماحدش دفع له مليم من جيبه
شمس : و انا مابخلتش يا امجد و …
امجد بحزم : سيبينى اكمل كلامى لو سمحتى ، الفلوس اللى أمننى عليها سالم ، اداهملى و مات تانى يوم ، زى ما يكون كان عارف انه هيموت و ما كانش عاوز حد يقول انه صرف على خرجته من معاه ، و عشان كده انا رفضت اخد الفيزا اللى كنتى سايباها مع يوسف
انا كان ممكن اوى ادفع كل ده من جيبى و مش عاوز حد يحاسبنى ، بس عشان دى كانت وصيته ليا و كمان انا عارف ان ده حلال اكتر بالنسبة له عملت كده
و برضة حاسبت المستشفى عند نهى و الحضانة بتاعة سالم الصغير ، و باقى الفلوس هتفضل معايا لحد ما نهى و ابنها ربنا يسلمهم و اتطمن عليهم ، و لو اتفضل حاجة هديهالكم تقسموها بينكم زى ما ربنا قال
هنا شمس كانت وصلت لدرجة من الغضب ماقدرتش تتجاوزها فقالت بحدة : هو انت بتتكلم معايا كده ليه ، انت بتتهمنى بايه انا مش فاهمة
امجد بص لها بزعل و دور وشه الناحية التانية ، فشمس قامت من مكانها و راحت وقفت قدامه من تانى و قالت له : ماتقوللى يا امجد متهمنى بايه
شيراز راحت خدت شمس فى حضنها و قالت و هى باصة بعتاب لامجد : هيتهمك بايه بس يا حبيبتى ، هو بس بيحكيلك اللى عمله
شمس بغضب : لأ يا شيراز ، كلامه معايا كله تلميحات و اتهامات ، و بعدين بصت لامجد تانى و قالت و هى لسه متعصبة : زعلان منى انى سمعت كلام شوقى ، طب ما زعلتش منه ليه لما اتجوز عليا يا امجد ، مازعلتش منه ليه و انت عارف انه بيد/بحنى بسك/ينة تلمة
طب بلاش .. احنا طول عمرنا كنا اصحاب و اخوات ، ليه ما قلتليش يا امجد ، و اوعى تقول انك ماكنتش تعرف لانى لا يمكن هصدقك ، سالم ماكانش بيتنفس من غير مايحكيلك على النفس اللى اتنفسه
امجد بغضب : كنتى عاوزانى انا اللى اقول لك .. طب ازاى .. فهمينى ازاى و ليه
شمس بعياط : لانى كنت فاكرة انك بتعزنى و مش ههون عليك ، كنت فاكراك اخويا اللى الزمن بعتهولى ، ده انا و انت كنا اصحاب ، و كنت بتكلم و بحكى معاك اكتر من سالم ، ازاى هنت عليك و سيبته يعمل فيا كده ، بس ازاى ما اهونش عليك و انا هونت عليه هو نفسه من قبلك
امجد بوجع : و مين قال لك انك هنتى ، لا هنتى عليا و لا هنتى عليه ، انتى عارفة ان سالم كان بيعشقك مش بيحبك بس
شمس بسخرية : ااه فعلا ، بدليل انه اتجوز عليا
امجد بهدوء : تصدقى او ماتصدقيش .. ما اعتقدش انها بقت تفرق ، لكن سالم عمر ماحبه ليكى قل ميللى واحد
شمس بحده : حب غيرى
امجد : حبها معاكى
شمس بغضب : انت بتدافع عنه عشان صاحبك
امجد بحزم : انا بدافع عنه عشان شوفته بيموت حرفيا فى بعدك عنه ، رغم انه طول السنين ده كان خايف من اليوم اللى تعرفى فيه بجوازه ، الا انه عمره ما فكر انك ممكن تقللى من حبه ليكى لانك لمساه بايدك العمر كله و لا فكر كمان انك ممكن تتهميه بالسرقة
شمس بدموع و صدرها طالع نازل من كتر النرفزة : ماكنتش فاهمة .. بس كنت و مازلت موجوعة
امجد اتضايق ان النقاش بينهم وصل للمرحلة دى فقال باعتذار : حقك عليا .. انا ماقصدتش انى اضايقك بالشكل ده
رشيد بمهادنة : العتاب عمره ما هيرجع اللى راح ، ياريت نهدى و ندعيله بالرحمة
شمس بعياط و هى فى حضن شيراز : الله يرحمه و يحسن اليه و يغفر له ..رغم انى لا يمكن انسى جرحه ليا .. لكن و الله سامحته ، سامحته عشان عارفة انه خلاص مش راجع تانى ، بس قلبى واجعنى على زعله منى و من لولى .. مشى من عندى و هو زعلان و حسيته موجوع ، و لاول مرة فى حياتى اسيبه يمشى من قدامى و هو موجوع من غير ما اشيل عنه وجعه ده
امجد بحزن : طب ممكن كفاية عياط لحد كده ، انا اسف .. ماكنتش اقصد اضايقك ابدا صدقينى
قبل ما شمس تطلع من حضن شيراز لقوا شوقى داخل و معاه زيدان و بيقول : ازيكم يا جماعة ، ياترى عاملة ايه النهاردة يا مدام شمس

 

 

 الخامس عشر من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close