اخر الروايات

رواية فتاة ذوبتني عشقا تيم وطيف الفصل الرابع عشر 14 بقلم امينة محمد

رواية فتاة ذوبتني عشقا تيم وطيف الفصل الرابع عشر 14 بقلم امينة محمد



                    
فتاة ذوبتني عشقا 
الجزء الرابع عشر ♥ 

+



                    
** ترك كل ما بيديه وهرول للخارج علي صوت فرح الصارخ بأسمه واسم والدته .. وقف امام والدته الغير واعية والفاقدة للوعي تماماً وهي يصرخ بصوت قلق ( ماما .. ماما فتحي عيونك الله يرضى عليكي !) ابتعدت فرح من جوارها سريعاً ثم اتت بكوب ماء واخذت تمسد بالماء علي وجه نورهان ولكن لا حياة لمن تنادي .. نظرت لـ سليم القلق قائلة بنبرة خافتة يغلفها القلق ( احنا لازم ناخدها المستشفى دي باينلها ضغطها وطي ) مال علي والدته يحملها بين ذراعيه متوجهاً للخارج بينما فرح تلحقه للسيارة متوجهين للمستشفى ... 
كان الجميع قلق .. سليم .. فرح جواره .. فارس .. حنين .. جميعهم .. القلق ينهش قلوبهم علي كل من قمر والوالدة نورهان .. وبعد طول انتظار خرج الطبيب من غرفة العمليات التي بها قمر ووقف جوار فارس وسليم قائلا بهدوء وخفوت ( احنا عملنا الي قدرنا عليه .. دعواتكم للمريضة !) ابتلع فارس غصته قائلا ( يعني اي يادكتور ؟ .. هي اكيد هتبقى كويسة حالتها دلوقتي افضل صح ؟) اخذ الطبيب نفساً عميقاً قائلاً ( المريضة باين اتعرضت لعنف جسدي مع الرصاصة الي جت في مكان غلط كُليا ممكن تأثر بعد كدا .. انا مش هقدر اقول اكتر من كدا إلا لما المريضة تفوق ونبدأ نعملها فحوصات نطمن علي كل حاجة .. ) نظر له سليم بقلق قائلا ( دكتور انا ممكن اجيب دكاترة من برا تشوف حالتها المهم أختي تبقى كويسة !!) هز الطبيب رأسه بنفي ثم قال ( مافيش داعي لدكاترة من برا ) ثم ابتسم ابتسامة بسيطة ( ان شاء الله بدعواتكم لربنا هتبقى كويسة !) ثم غادر من امامهم بينما استند فارس علي الحائط رافعاً رأسه لاعلي قائلا بخفوت ( يارب ... يارب اشفيها يارب !) اقتربت منه حنين واضعة يديها علي كتفه قائلة بنبرة شبه باكية ( هتبقى كويسة ياحبيبي بإذن الله ربنا يقومها بالسلامة !) نظر لهم سليم ثم وجه نظره لفرح التي تنظر له بقلق ثم ابتسمت بخفوت قائلة بنبرة دافئة ( هتبقى كويسة ان شاء الله .. ربنا هيقومها بالسلامة !) هز رأسه بخفوت ثم توجه للغرفة التي تقبع بها والدته .. نظر إليها بحُزن ها هو الآن بأختبار صعب من الله .. في حالة اخته .. ووالدته الحزينة على ابنتها .. اختبار في اقرب اثنين لقلبه ... في الحياة نفسها .. اخذ نفساً عميقاً ثم التفت عندما شعر بيديها على كتفه تواسيه بإبتسامتها الدافئة .. بادلها هو الآخر بابتسامة بسيطة فقالت ( تعالى نقعد شوية برا واهو تشم هوا !) اخفضت يديها من علي كتفه لـ كفه ممسكة به .. ثم خرج معها للخارج وجلسا جوار بعضهم على كرسي كبير امام المستشفى ينظران للفراغ .. للظلام الذي حل السماء يعلن قدوم الليل بقمره ونجومه .. نظر للسماء بشرود قائلاً ( حاسس بـ الذنب في اللي حصل لـ قمر ..) نظرت له فرح بأهتمام وقبل ان تتحدث اكمل ( انا علطول بكون جنبها يافرح .. انا عمري ماسبتها في حياتي في لحظة ضعف .. او لحظة حُزن .. حتي في السعادة بنتشاركها سوا .. كنا بنتشارك كل حاجة عشان كنا عايشين في الحياة و فاهمين الي بيحصلنا .. كنت دايما انا الحامي بتاعها بعد ربنا .. ) اكمل بضحكة حزينة ( حتي حاميها من الصراصير الي كانت بترعبها وبالذات في نص الليل .. كانت بتيجي صريخ من اوضتها لاوضتي عشان تصحيني اموتلها الصرصار ) ابتسم بحنية مكملا ( قمر كانت في حياتي مش بس اختي .. كانت صحبتي كمان .. كانت بنتي .. ) نظر لفرح ثم قال بنبرته الحنونة ( انا بحب اوي اقعد افتكر ذكرياتنا .. بحب افضل افتكر كام مرة كنت بخليها تعملي اكل .. كام مرة كنت اقومها في عز الشتا والبرد عشان تقليلي بطاطس او تعملي شاي .. كام مرة هي قومتني في عز البرد والشتا عشان انزل اجبلها ايس كريم من الي بتحبه .. كام مرة مرة سهرنا سوا نسمع مسرحية ونفضل فطسانين عليها من الضحك .. او فيلم رعب وتفضل يومين تلاته خايفة من خيالها !) ابعد نظره بنبرة مختنقة مكملا ( كنت دايما جنبها .. ولما جه الكلب الي دخل حياتها هي بدأت تبعد عني عشان معرفش .. عشان هي عارفة اني مش هوافق علي ادهم عشان الي بيعمله !) اخذ نفساً مكملا ( هي حبته اوي .. وهو مكنش همه غير شهوته تجاهها وانه يجي في الآخر منتقم مني عشان انا شايل ضده حاجات كتير عشان يتحبس .... انا حذرتها منه كتير اوي بس هي كانت مفكرة اني مش عايزها تكون مع الي بتحبه وبيحبها .. حاولت اقنعها انه مش بيحبها بس هي مكنتش بتقتنع بكلامي .. انا غلطت لما يأست وقولت بكرا تفهم لوحدها .. اهو جه بكرا وهي بين ايد ربنا دلوقتي مش عارفين حالتها هتبقى اي .. ياريتني منعتها غصب عنه عشان متوصلش للحالة دي ) هبطت دمعة فارة من عينيه فمسحها سريعاً .. بينما فرح كانت تسمعه بحُزن .. تعلم جيداً ماهي الأخوة .. فهي لديها اخ واخت تخاف عليهم من نسمات الهواء المارة .. تعلم الآن بماذا يشعر .. وضعت يديها علي كتفه بحنية قائلة ( هتبقى كويسة ياسليم .. هي جت فترة عليها وضعفت وغلطت .. واحنا كلنا بنغلط عشان احنا مش ملايكة .. بس احمد ربنا انها عرفته علي حقيقته احسن ماكانت تتخدع فيه اكتر من كدا ... والحب اعمى زي ما بيقولوا ) ابعدت نظرها قائلة للحظات بنبرة شاردة ( الحب اعمى ياسليم .. وزي ما بيقولوا الي بيحب مبيعرفش يفرق بين صح وغلط .. بيشوف كل الي بيعمله صح .. ومبيشوفش قد اي كان غبي وهو بيعمل الخطأ دا .. !) نظر لها سليم ببعض الاستغراب الممزوج بالحيرة فنظرت له سريعاً مبتسمة ابتسامة هادئة مكملة ( متظلمهاش لمجرد انها حبت وهي كانت صاينة للحب دا .. انما هو باع !!) كان يتابع ملامحها بهدوء ثم قال بعد تنهيدة ( مبظلمهاش يافرح .. مبظلمهاش ! ) اغمضت عينيها للحظات مع تنهيدة قوية اخرجتها من داخلها .. ثم فتحت عينيها قائلة ( ولا انت ليك ذنب في الي حصل ... متفضلش محمل نفسك الذنب دا !) اخذ نفسا عميقا مكملا بخفوت ( بحاول !) ثم امسك يديها بين يديه ينعم بتلك الراحة التي يجدها جوارها .. جوار فرحته !! 

+




                
........................................................................................................................................................................ 
- علي ونور -
** دلف لمنزلها والقى التحية علي والدتها .. ثم عليها بحب محملا بـ شوق يقتله داخلياً .. ذلك الشوق الذي يجعله يراها في وجوه الآخرين عندما تكون بعيدة عنه .. بداخله عقل لا يجيد التفكير إلا بها .. وقلب لا يتقن سوى اشتياقها .. كان علي جالساً معها في شرفة المنزل .. ينظر لتلك العينين الشاردتين بإنزعاج .. فهي لم ترحب به كما توقع .. اطفأت داخله ذلك الحماس الذي أتى به .. ومنذ أن أتى وهي صامتة .. وكأنها تفعل ذلك عمداً وتتجاهله عمداً ... ذلك الإهمال الذي يأتي بعد الإهتمام هو قتل نفس بريئة بغير حق .. قال في على في خفوت ( انتي مالك بتتجاهليني كدا ليه من ساعة ما جيت !) ردت بإختصار دون النظر إليه ( شايفاه الحل الامثل في المشكلة الي احنا فيها !) نظر إليها بإندهاش قائلا بسخرية ( مشكلة ؟؟ .. مشكلة اي دي ان شاء الله الي احنا فيها !! بقا انتي مسميه الي حصل بينا مشكلة وحله التجاهل وهو دا الحل الامثل يانور ... !) نظرت له ببعض الغضب ثم قال بانفعال مع الاحتفاظ بصوتها الهادئ ( اه مشكلة يا علي .. ومشكلة كبيرة لما تحرجني قدام مديري يوم خطوبتنا وهو جاي يباركلي .. هو انت مبتوثقش فيا يعني ولا اي !) اكمل بغضب هو الآخر ( رأيك لما يجيلك مديرك من غير عزومة دا عاادي .... دا حتى سأل على عنوانك وجه مخصوص ... اي الإهتمام دا كله ... مكنتيش مجرد موظفة في شركته !!!) قالت بنبرة جافة ( على الاقل هو اهتم وجه .. وكمان اعتذرلي في الشركة انه جه من غير معاد وانه ممكن يكون سبب مشكلة بينا .... بس لما جه وضحلي انك مبتوثقش فيا اصلا .. وجوده وضحلي حاجات كتير .. !!) جذبها من ذراعيها لداخل المنزل حتي لا يصل صوتهم للمارة في الشارع .. كانت تحاول جذب ذراعيها من يديه بإنزعاج ( سيبني ياعلي .. ابعد ايدك عني !) ولكنه كان الاقوى بالضغط علي يديها ممسكا بها بغضب .. اغلق باب الشرفة ثم التفت لها قائلا بغضب يعمي عينيه ( لا بصي بقا يانور .. احنا نتكلم دلوقتي علي بياض كدا .. معنى اي الكلام الي انتي قولتيه دا بقا .. يعني اي وضحلك حاجات كتير .. ومعنى اي وجوده في دي ... كان مين هو عشان يبقى له وجود في حياتك ؟؟؟) كانت ملامحها مصدومة من ردة فعله الغاضبة .. فغضبت هي الاخرى قائلة ( انت باين عليك اتجننت ولا اي .. ايوه اثبتلي انك اساسا مبتهتمش بيا وانك كل همك شغلك وبس .. انت اي ياخي ... واذا كان عن وجوده الي انت مضايق منه فهو له وجود انه كشف اهمالك ليا قبل مانخطو خطوة تانية !) لحظات صمت وكأن دلو ماء بارد وقع فوق رأسه .. ينظر لها بصدمة .. هل هذه نور التي يعرفها وتربى معها واحبها من قلبه .. اتت والدتها علي صوتهم قائلة بتساؤل وحيرة ( مالكم ياولاد .. صوتكم عالي ليه في اي ؟ ) كان علي ينظر لـ نور فقط .. ينظر إليها بصدمة يعتريها الإختناق .. اختناق يشعر انه سيحطم قلبه من الداخل .. هل تُعلي من شأن رجل اخر غيره وامامه !!! اعتراه الغضب مرة آخرى قائلا ( واللهِ .. لا والله شابوه لمديرك انه خلاكي تشوفيني علي حقيقتي .. بقا انا مش بهتم بيكي يانور ... انا الي بقيت مش بهتم بيكي .. انا الي كنت ببقى جاي مفحوت من الشغل ومرضاش انام الا لما اجي اشوفك واطمن عليكي .. انا الي عمال اكافح واعمل واعمل عشان تبقى حلالي في اقرب وقت ونبقى سوا .. هو جه في يومين غيرلك المنطق دا كله .. اي سحرلك دماغك ولا عشان هو بتاع شركات بقا ومستواه اعلى مني واهتم بيكي بتاع مرتين تلاته ميجوش في العمر الي عشناه سوا !!) كانت تستمتع إليه بعيون باكية .. عينيها تنظر بعيداً .. لا تقوى علي النظر في عينيه او له حتى .. قالت والدته محاولة ان تُلطف الجو ( اهدا ياعلي يابني اكيد نور متقصدش حاجة .. اقعدوا واتفاهموا طيب انتو الشيطان دخل ما بينكم يابني استغفروا ربنا واقعدوا يا حبيبي يلا !) هز رأسه بنفي وهو ينظر لـ نور بنظرة منكسرة ( فكري كويس في كلامي وقوليلي انتي ناوية علي اي ؟؟) شهقت والدتها وهي تضع يديها علي صدرها ( متقولش كدا يابني هتكون ناوية على اي يعني اكيد ناوية تصلح الي بينكم .. استعيذوا بالله ياحبايبي واهدوا كدا !) لم ترد نور بحرف بل التفتت مُغادرة لغرفتها بخطى سريعة .. بينما علي يتابع تحركها من امامه بعينين منكسرتين .. ابعد بصره من الفراغ الذي احتل موضعها الذي كانت تقف به منذ قليل لوالدتها .. نظر إليها بهدوء ثم اقترب يقبل رأسها قائلا بهدوء ( انا ماشي يام نور .. خدي بالك من نفسك !) ثم اولاها ظهره هو الآخر وهي تدعو له قائلة ( ربنا يحل مابينكم يابني يارب ويهديكم .. الف سلامة ياحبيبي !) تنهدت بعمق بينما هو غادر المكان بـ قلب عالق ما بين الحياة والموت .....
........................................................................................................................................................................



الخامس عشر من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close