اخر الروايات

رواية فتاة ذوبتني عشقا تيم وطيف الفصل الثالث عشر 13 بقلم امينة محمد

رواية فتاة ذوبتني عشقا تيم وطيف الفصل الثالث عشر 13 بقلم امينة محمد



                    
** ** وصل سليم وعلي لاحدي الأماكن القديمة .. التي جر عليها الزمن فأصبحت مبانيها متهريه .. تلك الأماكن التي كان لها شنة و رنة في بدايتها .. تفقد رونقها وجمالها بسبب قدوم الزمن عليها .. ترجل سليم من سيارته ينظر للبناية التي امامه بشرود .. بينما علي يقف جواره غير قادر علي استوعاب ما يريده سليم .. كانت الساعة تقريبا السادسة صباحاً .. لا يوجد مخلوق في الشارع .. فقال علي بتساؤل ( باشا هو احنا بنعمل اي هنا !؟) تقدم سليم بخطواته للبناية وعلي يتبعه ليقول سليم بخفوت ( دا بيت امه واخواته ) صعد سليم للشقة المطلوبة ثم طرق الباب بقوة عدة مرات .. يديه كانت تتجول من الباب للجرس .. حتى فتحت له سيدة كبيرة في السن تنظر له بتساؤل ( في اي في حد بيضرب الجرس كدا عالصبح !) فقال سليم بجمود ( البوليس يا هانم ) وقفت متشنجة مكانها وهي تخبط يديها علي صدرها تولول ( يلهووي .. في اي ياباشااا احنا معملناش حاجة !) رفع سليم يديها لها وهو يهدئها ( اهدي يا ست انتي اهدي .. انا جاي اتكلم معاكي بهدوء وماشي تاني ... انا عارف انكو معملتوش حاجة ) تطلعت له ببعض القلق وهي تهز رأسها ( اتفضلو يابني طيب اتفضلو ) ثم ابتعدت عن طريق الباب ليدلف علي وسليم سويا وجلسا بينما هي جلست امامهم تنظر لهم بقلق وتفرك بيديها بقلق كبير قائلة ( اؤمرنا يابيه ؟) نظر لها سليم بجمود ( الأمر لله وحده .. انا جاي اسألك علي كذا حاجة وياريت تجاوبيني بصراحة ... ادهم ابنك فين ؟) ظلت تنظر له قليلاً بخوف .. فقال سليم سريعاً ( ابنك عامل مصايب كتير ولو انتي خبيتي عن مكانه هيبقى انتي كمان متورطة معاه واكيد انتي مش عايزة كدا ) هبطت دموعها بقهر وهي تقول ( بالله عليك يابيه تسيبه في حاله ... هو معتوه وغبي بس والله لما يجيلي انا هربيه واقوله يبعد عن سكتكم ) ارتفع صوته بنفاذ صبر ( ابنك خاطف اختي ... ادهمم فين ؟) شهقت بعنف وهي تطلع به بصدمة قائلة ( يامصيبتي !!!) ... مال علي في جلسته وهو ينظر لها قائلا ( ياحجة ابنك مش بس خاطف اخت سليم بيه دا كمان متورط في قصص مخدرات وحاجات كتير !) هزت رأسها ببكاء وهي تقول ( والله يابني انا مبعرفلوش طريق هو كان هنا من يومين .. ومردش علينا تاني يابيه والله .. الله يخربيتك يا ادهم يابني الله يخربيتك ادعي عليك اقول اي بس يابني ) ارتفع صوت نحيبها فنظر لها سليم بحزن ثم اكمل بهدوء ( اهدي ياحجة .. طب تقدري تقوليلي اي حاجة تتدلني عليه ) هزت رأسها بإيجاب ( العمارة الي في وشنا دي فيها واحد صاحبه روح بالروح .. ممكن يكون عارف مكانه ) فقال سليم بتساؤل ( طب ودا في انهي شقة ولا هنعرفه ازاي ؟) فقالت من بين بكاءها ( العمارة بتاعتهم وهما الوحيدين الي ساكنين فيها ) وقف سليم مكانه ومعه علي أيضاً قائلا ( ماشي .. عن اذنك !) ثم اتجه ناحية الباب مغادرا وعندما خرجا اتت ابنة تلك السيدة وهي تبكي وتقول ( قولتيله ليه يما علي مكان صاحبه كدا ادهم هيروح في داهيه !) جلست تلك السيدة وهي تبكي بقهر ( اخوكي المصيبة خطف اخت الظابط .. خاطفها ياحزني خطفها !) ..... 
وقف سليم وجواره علي بجانب السيارة فقال علي بتساؤل ( مش هنطلعله ؟) هز سليم رأسه بنفي وقال ( اركب يا علي ) ثم ركبا السيارة ليقول سليم ( هنستناه هنا لحد ما يشرف ) همهم علي تفهم ثم اراح علي ظهره للخلف وهو ينظر حوله ويرى المكان .. 

+
                
مرت ساعتان علي جلوسهم في تلك السيارة منتظرين ذلك الشاب صديق ادهم حتي يعرفون منه مكان " قمر " .... انتبه سليم لشاب خرج من تلك العمارة فقال لـ علي ( بص شكله هو دا !) نظر علي للشاب بتركيز فترجل سليم السيارة ويتبعه علي أيضاً .. بينما ذلك الشاب كان يمشي وهو يشعل سيجارته وعندما رفع رأسه ورأي امامه سليم وعلي .. وقف مكانه ناظراً لسليم بتركيز ثم رمى السيجارة من يديه وبدى علي وجهه علامات الصدمة والخوف قائلا ( يانهار اسود ) ثم التفت يركض عنهم فتبعه سليم وعلي يركضان خلفه .. ذلك يدخل هنا ويخرج من هنا بينما سليم يتبعه وعلي أيضا .. وصل الحال بهم ممسكين به واقعا أرضا بينما سليم يعلوه واضعا ركبتيه علي ظهره جاذبا يديه لخلف ظهره قائلا بصوت لاهث اثر الجري ( يعني انت عارف اننا هنمسك كان لازم الجري دا .. بس يلا ميضرش ) ثم جذبه يوقفه بينما ذلك يحاول الركوض منهم قائلا ( سيبني ياباشا انا معملتش حاجة والمصحف ) فقال سليم بابتسامة ساذجة ( انا عارف انك معملتش حاجة بس امشي يلا انا عازمك علي كوباية شاي ) ثم جذبه هو وعلي عنوة لقسم الشرطة ..........
كان سليم يجلس علي كرسي مكتبه وامامه ذلك الشاب الذي امسكه فقال سليم بحدة ( ادهم فين ؟) هز ذلك الشاب رأسه بتوتر قائلا ( معرفش انا مشفتوش بقالي .. كام يوم هو عمل حاجة سعادتك ؟) ابتسم سليم بسخرية ( لا اصله واحشني وبدور عليه من امبارح !) ثم قال بصوت مرتفع غاضب ( انطق ياروح امك هو فين ؟) تلعثم في جوابه فقال ( و.والله مـ معرفش يابيه) نظر سليم لـ علي يشير له ليُدخل صاحب المستودع وبالفعل ماهي إلا دقائق حتى دخل علي وصاحب المستودع وهي يحيي سليم ( هطلعني يابيه ؟) نظر سليم لصديق ادهم ثم لذلك الرجل قائلا ( تعرفه ؟) فهز صديق ادهم رأسه بنفي وتلعثم بينما قال ذلك الرجل بانفعال ( هو دا يابيه الي خد مني التاكسي امبارح الصبح وادانا فلوس كتير ايوه هو انا عرفته !) ابتسم سليم بخبث ثم نظر لصديق ادهم فكان يبدو عليه القلق والخوف وهو يخفض بصره .. فقام سليم واتى امامه ممسكا مسدسه بهدوء ( ها ادهم فين ؟) فقام صديق ادهم من مكانه بخوف كبير قائلا بنبرة متلعثمة ( انا هقولك يابيه انا هقولك !) فأبتسم سليم بنصر قائلا ( انت مش هتقولي انت هتوريني ) ثم جذبه للخارج بينما لحقه علي ومع بعض عناصر الشرطة ذاهبين للمكان الموجود به ادهم ...
............................................................................................................................................................................

1



** كانت مغمضة العينين بتعب وارهاق .. لا تشعر بما حولها .. هي مخدرة تماما من ضربه لها .. تعتقد انها ستكون اخر أيامها هُنا ومعه في هذا المستودع الكبير .. يزرع الانسان ويحصد ما يفعله وها هي تحصد ما تفعله .. كانت تعتقد انه روميو خاصتها وهي جوليت ولكنها لم تكن تعلم ان حب روميو لجوليت كان انقى بكثير من حب ادهم لها .. لم تعلم ان روميو وجوليت ماتا حتى يكونا سويا في مكان آخر كما اعتقدا .. احبته بـ قلب برئ .. ولم تكن تعلم انه احبها بـ قلب شهواني .. يفعل كما يفعل المغتصبون تماماً .. لا يوجد فرق بينه وبين المغتصب فهو حاول اغتصابها قبل الآن .. حاول اغتصابها حتى وهي زوجته .. 
شعرت بـ خطى قدم تخطو نحوها فتأوهت بألم ها هي ستنعم بطعم الجحيم مرة اخرى .. لم تشعر سوى بشعرها يُشد بيديه بقوة يجلسها ولكن جسدها لا يتحمل الجلوس من شدة التعب الذي حل به .. همس ادهم جوار اذنها ( قمر انا حبيتك يا قمر .. انتي حلوة اوي وانا حبيت حلاوتك دي انا مكسرتش قلبك لا انتي فهمتي حبي غلط .. تعالي نتجوز ونرجع سوا ياقمر انا اسف !) نظرت له بقرف ثم بزقت في ووجهه قائلة ( متتكلمش عن الحب .. انت متعرفش يعني اي تحب .. الحب الي انت بتتكلم عنه دا ميعرفش امثالك .. انا مش هرجعلك ولو علي جثتي !) ثم أكملت بسخرية ( انا فضلت اسامحك كتير عشان انا حبيتك بجد بس خلاص .. كل الحب دا اتحول لكره عمى قلبي زي ما حبك كان عامي قلبي .. انت احقر حد شوفته في حياتي يا ادهم .. انا مش هبكي عليك عشان البكاء عليك هيكون اكبر خسارة ليا .. انا همحيك من ذاكرتي .. وانت وقتها هتكون بتعفن في السجن بسبب اعمالك القذرة ..... سليييم مش هيرحمك ) كانت تقول اخر كلماتها وهي تضغط علي اسنانها وكأنها تنبهه بمصيره وما سيفعله به سليم ... كان ادهم ينظر له والغضب يتطاير من انفاسه وعينيه .. فشد على شعرها بقوة قائلا ( انتي مبجيش معاكي غير الضرب والتهزيق .. ) نظرت له بغل وملامح القرف تعلو وجهها .. فـ عندما ينكسر في النفس شئ لا يجبره ألف إعتذار ... هبط علي وجهها كف من يديه القوية لتصرخ بألم ولكن عينيها جامدة لا تذرف منها دمعة .. عينيها تظهر صورة قاسية .. تعكس تلك الصورة عن قلبها الذي جمدته الأحزان التي مرت عليه .. ضربها كف وراء الآخر حتي وقعت ارضا بلا هوادة وبلا حول او قوة ... 
فزفر ادهم بغضب وهو ينظر ولها بانزعاج ثم غادر تلك الغرفة الاي يحبسها بها .... 
..........................................................................................................................................................................
- تيم وطيف -
** استيقظت باكراً ثم ذهبت للمطبخ تعد لنفسها بعض الشطائر .. تبدو مثل المفجوع هذه الأيام تأكل كثيرا بلا رحمة .. يبدو ان طفلها جائعا دوماً فيأكل كل ما تأكله هي .. تذكرته عندما اخبرها بالأمس انه يشك انها يوماً ما ستأكله .. فأبتسمت بسخرية وهي تأكل الشطائر بنهم .. انتهت من الطعام ثم اتجهت لغرفته فرأته نائما .. اقتربت منه وهي تقف جواره وتنظر له بهدوء .. ذلك الملاك النائم امامها .. اخذت نفساً عميقاً وهي تتطلع له بسخرية قائلة في بالها " شوف نايم ازاي زي الملاك .. ولما بيصحى اعوذ بالله من غضب الله " جلست جواره تمسد علي شعره بحنان وهي تركز في ملامحه الجامدة القاسية .. ولكن لم تخلو ملامحه من بعض البراءة التي احتفظ بها من قسوة الزمن .. تذكرت معاملته لها قبل وجود ذلك الطفل في احشائها وبعده .. تتذكر كيف كان يقسو عليها ويجرحها .. و الآن يعاملها بحنو وهدوء .. هل يخاف علي ابنه ام يخاف عليها بسبب تعب قلبها .. 
ألا يعلم كم يجرح احساسها عندما تبكي امامه فلا يمد يديه ليهدء من روعها بل يكمل قسوته عليها .. ألا يعلم كم يكون ذلك الشعور مؤلم عندما يبكي المرء امام من يحب معتقدا انه سيمد يده ليمسد الدموع .. هبطت دمعه من عينيها متألمة علي حالها .. كم يكون صعباً عندما تحب شخصاً رغم ما سببه لك من جروح تدمو القلب .. 
كان ينظر إليها وهي شاردة والدموع تهبط من عينيها .. يعلم جيداً بـ ماذا تفكر .. ويعلم جيداً انه السبب الآن بهبوط تلك الدموع .. اعتدل من موضعه جالساً وهو يمد يديها يمسد دموعها مبتسماً إبتسامة صغيرة .. فأنفضت من لمسته قائلة بتلعثم ( انا .. صحيت .. من شوية وفطرت .. وجيت عشان اصحيك عشان تروح الشغل .. وو انا ) قاطعها هامسا بدفئ ( ششش اهدي طيب وخدي نفسك ) نظرت له بحزن والدموع تتساقط من عينيها فقربها منه يعانقها بحنان قائلا ( اهدي يا طيف كفاية عياط ... طب قوليلي بتعيطي ليه ؟) ابعدت وجهها عنه تنظر لعينيه بعيونها الدامعة الحمراء ( ا..اااصل انا جعانه اوي !) فتح فمه بصدمة ... ثم قال ( انتي مش بتقولي لسه فاطرة !) هزت رأسها بإيجاب ثم قالت ( ما ابنك كل الاكل كله الي في بطني وانا جعت تاني .. ولا انت مستخسر فيا الاكل يعني !) ثم تعالى صوت بكاءها وهي تضع يديها فوق فمها .. بينما هو ضم شفتيه يكتم غيظه مرفرفاً برموشه ثم قال محاولاً الهدوء ( لا طبعا مش مستخسر فيكي .. تعالي اعملي دور فطور تاني يلا ) دفعت يديه بعيداً عنها ثم قامت متوجه للخارج وتحديداً للمطبخ ... 
بينما هو زفر بضيق قائلا ( صبرني يارب عشان مرتكبش فيها جريمة قتل !) ثم توجه لحمام غرفته ينعم براحة صباحية حتى يكمل يومه في العمل بتركيز كبير .. 
........................................................................................................................................................................
** ترجل سليم من سيارته وهو يجذب صديق ادهم من ملابسه متوجهين ناحية المستودع الذي وصلوا له .. دلفوا جميعهم للمستودع فلاحظ سليم انه نفس المكان الموجود في الفيديوهات التي ارسلها لهم ادهم .. دفع سليم صديق ادهم لينادي عليه فقال بصوت مرتفع متلعثم ( يا ..ادهم !) فأتى صوت ادهم من الداخل قائلا ( اي يسطا !) ثم خرج من المكان مصدوما بـ سليم وعناصر الشرطة .. دفع سليم صديقه ليمسكه علي بينما هو توجه ناحية ادهم الذي عاد خطوتين للخلف ثم ركض لاحدى الغرفة فركض خلفه سليم ليجده يقف في تلك الغرفة موجه المسدس ناحية قمر القابعة بالارض دون حركة .. فصُدم وهو يرفع يديه ليهدأ ادهم قائلا ( متتهورش اي عايز تاخد إعدام؟) ابتسم ادهم بسخرية ( يعني علي اساس لو مسكتوني دلوقتي هتعملو فيا اي ما انتو هتدوني مؤبد .. ) نظر سليم لقمر ثم لادهم مرة اخرى وهو يتقدم منه ( ادهم اهدى كدا متتهبلش !) هز ادهم رأسه بنفي وسخرية .. بينما قمر شعرت بصوت أخاها يطرق في اذنها وذهنها .. ففتحت عينيها بتكاسل وهي تهمس ( س.سـليم !) رفعت عينيها تنظر له فأرتسمت إبتسامة سعيدة علي فمها بتعب وهي تقول ( سـليم ...) حاولت ان تعتدل في جلستها بينما سليم تقدم خطوتين يريد مساعدتها فصرخ ادهم ( اقف مكانك وإلا والله هفشفش دماغها بالمسدس دا ) وقف سليم مكانه بينما عناصر الشرطة تجمعت في الغرفة فشاور لهم سليم بالتوقف والهدوء ليقول ادهم بخبث ( براڤو .. عموما عاوز اقولك علي مفاجأة في التجمع الحلو دا !!) ثم لف بنظره في المكان ليقول بسخرية ( بس التجمع كان ناقصه الواد الحمش قريبكو دا .. بس مش مشكلة .. انا واختك متجوزناش .. انا مضتها علي ورق مضروب وهي صدقت !) هبطت تلك الصاعقة علي سليم وقمر في نفس الوقت .. ولكنها هبطت علي قمر صاعقتين وليست واحدة .. كان يكذب عليها بشأن زواجهمها .. نظرت له بإحتقار وهي تقول ( انت اكتر واحد وسخ شوفته في حياتي يا ادهم .. انت اكتر واحد قذر انا بكرهك بكرهك ) هبطت دموعها بغذارة وهي تبكي بألم .. فجز سليم علي اسنانه وهو يقترب بغضب من ادهم الذي فُزع نتيجة ذلك الإقتراب وقبل ان يضع سليم يديه علي أدهم كان رصاصة المسدس التي بيد ادهم الأسرع في اختراق جسد قمر ... صدمة وقعت على الجميع .. شهقة خرجت من فمها قبل ان تسقط أرضا بلا هوادة .. بينما سليم انقض علي ادهم عالاسد الذي ينقض علي فريسته دون ان يرحمها .. ظل يضربه بقبضته في وجهه مرة وراء الأخرى وهو يصرخ به ويسبه بألفاظ سيئة للغاية .. ركض له علي يبعده عن ادهم قائلا بتحذير وصوت مرتفع ( هتودي نفسك في داهية عشان واحد زي دا سيبه ياسليم باشا !) ابتعد سليم من فوق أدهم الذي لا يتحرك ثم ضربه مرة اخرى بقدمه في بطن ادهم .. والتفت ينظر لأخته الغارقة في دمها .. ثم ركض إليها يحملها دون التحدث لأحد وذهب راكضا بها لسيارته متوجها للمستشفى .. 
وأخيراً بعد طريق طويل للمستشفى كان يخاف ان يخسرها بذلك الطريق ومن حين لآخر ينظر لها بقلق ها هو الآن يصل للمستشفى .. حملها وهو يصرخ ليساعده احدهم فأتت الممرضات والممرضين يأخذونها لغرفة العمليات سريعاً .. بينما وقف سليم خارج الغرفة مصدوما .. بل مصعوقا وهو يتذكر كيف قوصها ادهم .. ينظر للدماء التي تغطي قميصه .. دمائها .. لا يعلم ان كانت ستكون بخير ام لا .. ولكن ما يعلمه انها لن تتركه .. افاق من شروده علي صوت هاتفه وهو يرن .. امسك الهاتف فوجد المتصل " فارس " رفع الهاتف علي اذنيه وهو يقول بجمود ( انا في المستشفى الي انت بتشتغل فيها .. قمر في العمليات !) لم يسمع صوتا لفارس بل سمع صوت اغلاق الهاتف .. جلس علي الكرسي الذي امامه منتظراً خروج الطبيب حتي يطمئنه عليها .. ظل جالساً .. قلبه ينبض بقوة خوفاً علي صغيرته .. رن الهاتف مرة اخرى ولكن تلك المرة بأسم فرح .. اتت في وقتها المناسب فهو كان يريد التحدث معها .. رفع الهاتف علي اذنيه قائلا بصوت مختنق ( فرح !؟) ردت من الجهه الاخرى بصوت حائر قلق ( سليم .. في اى انا بتصل عليك من امبارح مبتردش عليا .. مالك صوتك متغير ليه ؟) ظل قليلاً صامتاً ثم قال بتلك النبرة المختنقة ( هبقى احكيلك بعدين .. بس عايزك تيجيلي المستشفى !) ثم اخبرها اسم تلك المستشفى فقالت بقلق ( انت بتعمل اي هناك يا سليم قلقتني كدا في اي ؟) فقال بخفوت ( قمر في المستشفى .. لما تيجي هفهمك كل حاجة ) فأجابته سريعاً ( حاضر هلبس واجي !) ثم اغلقت الخط وذهبت تخبر والدتها بأنها ستغادر ثم تجهزت ووصلت المستشفى .. وجدته جالساً واضعا رأسه بين يديه وجواره حنين .. وامامهم يقف فارس .. عرفتهم سريعاً بسبب رؤيتها لهم من قبل في منزل سليم .. اخذت نفساً عميقاً ثم تقدمت منهم ( السلام عليكم ) ابتسمت لها حنين بخفوت ( وعليكم السلام ) بينما سليم رفع رأسه ينظر لها بملامح حزينة .. فأقتربت منه تجلس جواره من الناحية الاخرى وتضع يديها فوق كتفه ( هتبقى كويسة .. هي حالتها خطيرة ولا في اي ياسليم ؟) نظر لها ثم ابعد وجهه ينظر امامه بجمود ( اه .. اضربت بالنار ) فتحت فرح عينيه بصدمة وهي تبتلع غصتها .. ثم ضغطت على كتف سليم وهي تقول بقلق ( ه.هتبقى كويسة ان شاء الله !) امسك يديها بين يديه ثم اعاد رأسه للخلف يستند علي الحائط بينما هي كانت تنظر له بحـزن بالغ علي حالته تلك ... نظرت مرة اخرى لفارس فكان يقف بجوار باب غرفة العمليات وهو يضم يديه لصدره .. نظره بالأرض وعندما رفع نظره كانت عينيه مدمعتين .. وجهه مختنق حالته لا تقل شيئا عن حالة سليم .. ابعدت نظرها عنه تنظر لحنين هي الاخرى شاردة .. ملامحها حزينة وخائفة .. ودموعها تهبط علي خديها بقلق .. فقالت بخفوت ( ربنا يقومها بالسلامة يارب !) ... ابتسمت لها حنين بدفئ ثم نظرت لهاتفها الذي يرن باستمرار بأسم ليث .. نظرت لهم ثم قامت من مكانها مبتعدة عنهم قليلا وهي تجيب بصوت باكي ( الو !) رد ليث بقلق يغمر صوته ( انتي بتعيطي ولا اي .. في اي يا حنين ؟) فقالت حنين بنبرة باكية وهي تقول ( قمر بنت خالي في المستشفى .. جوزها ضربها بالنار !) شهق ليث بصدمة قائلا ( جوزها ؟؟ لا حول ولا قوة الا بالله .. طب هي عاملة اي دلوقتي ؟) فقالت وهي تمسح دموعها ( هي في اوضة العمليات لسه مخرجتش !) همهم ليث ثم قال بتساؤل ( طب اجي ؟) فقالت برفض سريعاً ( لا لا .. متجيش غير لو فارس كلمك .. عشان انا لسه مقولتلوش حاجة !) فأخرج تنهيدة قوية قائلا ( ماشي يا حنين .. خدي بالك من نفسك وانا كل شوية هكلمك !) فردت بهدوء ( ماشي .. سلام !) اغلقت معه فرأت والدة قمر ترن عليها .. اتجهت سريعا لسليم وهي تقول بقلق ( سليم .. مامتك بترن .. اقولها اي ؟) نظر لها سليم لبرهة ثم قال بهدوء ( مش عارف .. كنسلي عليها وانا هروحلها !) وقف مكانه فوقفت معه فرح قائلة ( انا هاجي معاك عشان اكيد لما تعرف حالتها مش هتكون كويسة !) هز رأسه موافقاً ثم نظر لفارس فقال فارس بصوت منخفض مختنق ( متقلقش لو حصل حاجة هكلمك علطول !) ابتسم يليم بخفوت كـ علامة شكر ثم ذهب هو وفرح متجهين للمنزل !! 
........................................................................................................................................................................

1





الرابع عشر من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close