رواية شط بحر الهوي الفصل الثاني عشر 12 بقلم سوما العربي
دلف للبيت يجر قدميه جرا،كل شئ أصبح يزيد الثقل على صدره وهو من الأساس منهك القوى ،متعب القلب،لا يوجد شيء مبشر ابدا.
+
صعد الدرج وقد بلغ تعبه ذروته حتى وصل لحلقه مر من على غرفة تلك الساحره الشريره صاحبة العيون الرماديه والخطط الجهنميه.
+
اطبق جفناه بقوه يرغم قدميه على التحرك بعيداً ناحية غرفته،هو بحاله غير جيده إطلاقاً ولا يضمن ردة فعله ،خصوصا أن تلك الجميله غير هينه إطلاقا ،يجب أن يكن منافسها دائما يقظ فطن وإلا ستأكله.
+
فعلى مايبدو هى تعلم ماتفعله جيداً ولا سبيل للمزاح او العبث.
+
إذا من الجيد تجنبها الآن حتى يستعيد كل تركيزه،يجب تجنبها فهو بحضرتها لا يفقد تركيزه فقط بل يفقد عقله وثباته الانفعالي،تتحرك داخله مشاعر هوجاء ستقوده للجحيم حتماً.
+
دلف لغرفته يغلق الباب وهو يستند عليه مغمض العينين بأرهاق يفكر.
+
ساحرته هى..وهى تعلم،تعلم ما يشعر به فى حضرتها ،هى بنفسها كشفت لعبتها له بمنتهى الوضوح وكأنها... وكأنها تتحداه الا ينهار أمام جمالها،واثقه من قوة تأثيرها.
+
السؤال هنا والذى راوده بقوه.. كيف وصلها شعوره وجعلها واثقه منه بكل ذلك التأكد .
2
للأن هو لم يواجه نفسه ولم يسألها ماذا يريد منها ،يجب أن.....
+
قطع تلك اللحظة الضرورية والفاصله فى حياته خروج ندى من المرحاض تلتف برداء ما بعد الاستحمام الابيض القطنى.
+
تجلس على حافة الفراش تضع كريم مرطب على جلدها تردد دون النظر لوجهه :خلصت لف مع البتاعه دى ،ياريت تلبس بسرعه عشان خطوبة ابن خالتو.
+
اخذ نفس متعب ،مرهق وردد بفتور دون أن ينظر لها: تتكلمى عنها كوبس بعد كده،فاهمه؟
+
هبت من جلستها تردد:انت بتكلمنى أنا كده عشان واحده من الشارع لا نعرف لها أصل ولا فصل،لمجرد كلام عبيط اى حد ممكن يألفه عادى،تضمن منين أن البنت دى مش نصابه،ابوك مثلا عملDNA؟
+
التف ينظر لها بأعين لامعه،وكأنها اهدته حلا رائعا،يبتسم لها وهو يسأل أين غاب ذلك الحل عن عقله.
+
ابتسم لها يردد وهو يتقدم يميل عليها يقبل رأسها:براڤو عليكى،انا ازاى فاتتنى حاجه زى دى.
+
رفعت رأسها بكبر ثم اهتز ثباتها لثوانى تسأل: أنا سمعت إن هارون صاحبك أتعرض لمحاولة قتل وحد حطله سم في العصير.
+
رفع عيناه التى يملاؤها الإذدراء والمقط يشملها من أصابعها حتى رأسها بنظره مشمئزه: ماشاء الله ،وعرفتى كل الأخبار وانتى قاعده مكانك!
+
ارتبكت بوضوح تستدير تعطيه ظهرها كى تخفى عليه ارتباك ملامح وجهها تردد:ال..الل..النادى كله بيتكمل عنه..انت عارف ،هارون نجم مجتمع والكل بيتكلم عنه .
3
اغمض عيناه يهز رأسه بتعب وابتسامه سخريه تتشكل على شفتيه ببطئ.
+
حتى المواجهة لا يريدها،لا يهتم حتى.
+
تقدم يجلس على عقيبه بعدما جلست فجلس أمامها يمسك أطراف شعرها كأنه يتأملها شارد بها ثم سأل مباغتة: قوليلى يا ندى.
+
انتبهت له تتوقف عن دهن قدماها فسأل: انتى اتجوزتينى ليه؟
+
مطت شفتيها بملل،توقعته سيتكلم بشئ مهم نوعا ما ،نظرت له باستخفاف وردت: إيه مناسبته السؤال ده.
+
وقف يظهر طوله الفارع ينظر لها من أعلى ويقول:مناسبته أنى ولا مره سألتك انتى اتجوزتينى ليه؟
+
ابتسمت بتهكم ترفع حاجبها الأيمن وتباغته هى:و أنت اتجوزتنى ليه يا ماجد؟
+
ابتسم هو الأخر يردد بثبات درامى :الحب يا ندى،الحب .
+
ثم ولاها ظهره وغادر تاركاً الغرفه حاول،يدعو ويبتهل إلا يصادف تلك الداهيه الجميله الأن،يجب عليه تجنب رؤيتها.
+
بحضرتها تنهار كل حصونه وهى على ما يبدو باتت تعلم وتستغل ذلك جيدا ،بل وتحسن فعله،لذا يجب عليه تجنبها حتى يخطط ويرتب للقادم فهى خصم يحتاج لتخطيط،يقسم ألا يخسر اى شئ.
+
ابتسم وقد اقشعر جسده لمجرد التخيل يكمل حديثه مع نفسه "خصوصاً هى".
+
_____________سوما العربى__________
+
صباح يوم جديد
+
وقفت غنوة تنهى ارتداء ثيابها تنظر لها نغم بتأمل ،فعلا تنسيقها لملابسها مثير للإعجاب،لحسن كل الحق كى يعجب بها.
+
تنهدت بحزن على ذكر سيرة حسن،لا تستطيع نسيان صدمته الكبرى وحرجه من تلك الطريقة التي تحدثت بها معه،كانت فظه الى درجه كبيرة ،لم يكن يستحق على أى حال.
+
رمشت بجفونها ترى غنوة قد انتهت من ارتداء فستان من الكروشيه لونه أصفر بدرجه مريحه للعين وعليه جاكيت جلد من اللون الأخضر ،مالت ارضا تجلب حذاء جلدى ذو كعب باللون الأخضر ايضا .
+
ابتسمت لها فى المرأه وهى تلاحظ نظراتها من خلفها من خلال انعاكس صورتها تبتسم،فابتمست غنوة بحنان وتوقفت عن لف حجابها تستدير لها ترى تشوش وتخبط بعيناها ،يظهر عليهما التيه والحزن أيضاً،كذلك نومها المتواصل لساعات جعل الشك والخوف بقلبها يزداد ،تعرف هذه النوعية ممن يهربون من مشاكلهم وحزنهم بالنوم.
+
اقتربت تجلس لجوارها على الفراش تردد بابتسامة حنونه:تعرفى انك قريتى على اسبوع معايا ولحد دلوقتي ولا مره كلمتينى عن نفسك،مع أنى حكيت قدامك حكاية هارون .
+
ضحكت نغم وقالت وهى تغمز بعينها عبثاً:بس ماقولتيش كل حاجه على فكره ،ولا فكرانى مش واخده بالى.
+
ضحكت غنوة وكذلك نغم التى أكملت:بس انا قولت اسيبك للوقت الى تحبى تحكى فيه كل حاجه ،بردو إحنا بنى ادمين ومهما كان الشخص قريب مننا بس.
+