رواية صراع الذئاب الفصل الثاني عشر 12 بقلم ولاء رفعت
_ أنا موافقة .... قالتها بكل شجاعة ع الرغم من التوتر التي أخفقت أن تخفيه
رفع عينيه عن حاسوبه تاركا سيجارته ف المنفضة ثم أغلق الحاسوب وعينيه لم تفارق عينيها وسرعان أرتسمت إبتسامة سخرية ع محياه
أردفت بحنق : هو أنا بقول حاجه تضحك !!!
لم
يستطع تمالك نفسه فتراجع بكرسيه إلي الوراء لينفجر ضاحكا بتهكم مما أثار
غضبها .. فأقتربت منه ثم قامت بإدارة المقعد حتي أصبح ف مواجهتها وهي ترمقه
بنظرات مختنقه ساخطه
_ أتفضل نفذ
شرطك ... قالتها وهي تفك عقدة الحزام لتزيح المعطف عن كتفيها وينسدل ع
الأرض أسفل قدميها ولم يتبقي ع جسدها سوي ذلك الثوب الشفاف الذي يصل إلي
منتصف فخذيها ويظهر من أسفله قطعتي الثياب الداخلية
حينها
نهض من مكانه لتتحول ملامحه إلي الوجوم يحدق بها من أعلاها لأخمص قدميها
... لتفاجأه مرة أخري بعانقها له وهي تنظر له بتحدي وقالت :
أي رجعت ف كلامك !!!
ظل يتأملها لثوان فجذبها من خصرها بيد والأخري غرز أنامله ف خصلات شعرها حتي ينهال ع شفتيها ... كاد يقبلها
_ هااااااا ... شهقه أطلقتها وهي تنهض بجذعها بفزع تلمس شفتيها بأطراف أناملها لتتأكد أن هذا مجرد حلم
أسرعت
بالنهوض لتذهب إلي المرحاض تفتح الصنبور وتغترف منه وتلقي ع وجهها ...
نظرت إلي مرآة الحوض التي تأخذ الحائط بأكمله لتجد إنها مازالت بثوبها
الممتلئ برائحة عطره فقامت بخلعه ع الفور وولجت إلي كابينة الإستحمام
الزجاجية وهي تدير المقبض لينهمر عليها الماء مختلطا بعبراتها التي أجهشت
بها توا
_ يصعد الدرج بترنح بعدما
أخذ يشرب إلي أن ثمل ... وصل أمام باب الغرفة ودلف إلي الداخل يبحث عنها
بعينيه ف كل أرجاء الغرفة المظلمه لم يجدها فأستنتج إنها بالمرحاض من ذلك
الضوء المنبعث من الباب الزجاجي ... ألقي نفسه فوق التخت وأخذ وسادتها
يستنشق رائحتها مغمض العينين معانقا إياها وكأنها محبوبته ... ظل هكذا حتي
غلبه سلطان النوم
خرجت
للتو من المرحاض تلتف بمنشفة قطنية وخصلات شعرها مبتلة متجهة نحو غرفة
الثياب لكن لاحظت ذلك النائم ... أطلقت تنهيده بطمأنينه وكادت تتركه هكذا
لكن لاتعلم ماذلك الشعور الذي أعتراها للتو .. أقتربت منه بخطوات حذره
فأقتربت من أنفاسه لتجدها منتظمة رفعت ساقه المتدليه فوق التخت ثم قامت
بخلع حذائه وجذب الغطاء لتدثره وأمسكت بالوسادة من بين زراعيه ووضعتها
جانبا عابرة بجذعها من فوق وجهه فأنسدلت منها قطرة مياه ع وجنته أزعجته
فأطلق زمجرة أفزعتها لتقع فوقه ليمسكها بين زراعيه غير مدرك ... أنقلبت ع
التخت لتصبح ملتصقة بصدره ... حاولت النهوض والإبتعاد عنه لكن عضلات ساعديه
الحديدية أقوي من مقاومتها فأستسلمت لذلك العناق الدافئ لكن مايزعجها
رائحة الكحول التي تفوح منه ... ظلت شاردة بملامحه لتجدها هادئة تاره
ومتألمة تاره أخري كمن يري كابوسا مخيفا فيشد من عناقه لها وكأنه يستنجد
بها
مر الوقت حتي أنتابها النعاس لتتوسد صدره موصدة أهدابها لتغط ف سبات عميق
**************************************************
_ أشرقت الشمس لتطلق أشعتها الذهبية ف كل أرجاء الأرض تتخلل النوافذ ... لاسيما تلك النافذة الخشبية القديمة ف منزل عبدالله
تلك الجميلة النائمة يدثرها غطاء قطني تتقلب بحرية حتي بدأت تستيقظ وتفتح عينيها التي وقعت ع الذي يدخل حاملا صينية مليئة بالطعام
_ النهاردة فرحي ياجدعان ... وأخيرا أتجوزت ... يدندن بها عبدالله بطريقة فكاهيه
نهضت شيماء وهي تمسك بالغطاء تملأ البسمه ثغرها
فقالت : وربنا مجنون
ترك الصينية ع التخت وأقترب منها جالسا بجوارها وصاح :
مجنون بيكي يا شوشووووو ... يا أجمل عروسة فيكي ياجمهورية مصر العالمية ... صباحية مباركة ياعروسه
أبتسمت بخجل وأجابت : صباح النور ياحبيبي
عبدالله كالأبله غرا فاهه : يا أي؟؟؟؟
شيماء بدلال تفوهت : يا حبيبي
جذبها بين زراعيه وقال : أنا كده مش هفطر أنا هحلي الأول بيكي يا كنافة بالمانجا وبعد كده نفطر
أبتعد شيماء قليلا وقالت : يوه بقا ياعبده أنت مبتشبعش أبدا
أمسك
كفها مقبلا إياه وقال : حد يشبع من المهلبية من طبق فواكه الجنة الي أدامه
دي .. أنتي خليكي مريحه ع السرير وطلباتك كلها أوامر يا روح وقلب عبده ...
قالها وأخذ يقبل يديها
شيماء : للدرجدي بتحبني ياعبدالله ولا عشان أخيرا نولت مرادك مني ... قالتها بخجل وهي تعض ع شفتها السفلي
رمقها
بأمتعاض وقال : أخص عليكي دي أخرتها ... تنهد وأردف : هقولهالك تاني
ياشيماء أنا عبدالله جوزك الي قلبه شافك قبل ماعيونو تاخد بالها منك والي
بتقوليه ده يتقال لامؤاخذه لواحد شاقط بت من إياهم ... فهمتي ؟؟
نظرت له بملامح أسف وقالت : حقك عليا يا نور عيني متزعلش مني مكنش قصدي
رمقها بنظرات ماكره وقال : لاء أنا لسه زعلان
شيماء : طيب أي الي يرضيك ياحبيبي
أشار إلي فمه وقال : عايز الإصطباحه بتاعتي
أبتسمت بخبث وقالت : وأي هي الإصطباحه ياسي عبده ؟؟
عبدالله : غمضي عينيكي وهتعرفي دلوقت
شيماء : أديني غمضت
قالتها وأوصدت عينيها ... وكاد يقترب من شفتيها ليقاطعه رنين جرس المنزل
عبدالله متأففا : يووووه ده مين ابن الرزله الي بيقطع علينا ده
أطلقت ضحكه مثيرة وقالت : روح شوف مين ليكون أبويا
وضع يده ع فمها وقال : يخربيت ضحكتك ... أنكتمي وهاروح هاشوف مين ع الباب وهطرءو وجايلك يا عم الكوكتيل أنت ياحلو
*********************************************
ذهب إلي الباب قائلا : حاضر يالي بترن مش بايتين لك ع الباب يعني
فتح الباب ليجد شاب مظهره مريب
_ صباحو عنب ياشبح .. محسوبك برشامه وجايلك من طرف المعلم العوامي بيباركلك وبيقولك فين حساب البضاعه
دفعه عبدالله إلي الخارج وأغلق الباب خلفه وقال : هششش الله يخربيتك أنت جاي تسيحلي ف بيتي
برشامة : لامؤاخذه ياشبح بس دي أوامر وأنت سيد العارفين
عبدالله : بلغ المعلم واقوله يصبر عليا ع أخر الأسبوع وهاروحلو بنفسي أديلو الفلوس
برشامة
: كان ع عيني يا نجم بس زي ماقولتلك دي اوامر لأن مش ضامن المرة الجاية
هاجيلك أخد الفلوس ومعاها رقبتك البيضة دي ياعريس ... قالها وهو يخرج سلاح
أبيض يشهره نحو رقبة الأخر
قبض
عبدالله ع معصم ذلك البرشامة وقال : هي هبت منك ولا أي يالا أنت جاي تهددني
وف بيتي ... بقولك اي تاخد مطوتك الحلوة دي وتروح لمعلمك الي قولتهولك بدل
ما أناديلك شبيحة الحارة يعملو عليك حفلة بالكتكوته الي ف أيدك دي فاهم يا
... ياشبح
_ مين ياعبدالله ؟؟؟ ... صاحت بها شيماء من الداخل بعدما أرتدت معطف وتقف خلف الباب
عبدالله بصياح : خليكي عندك ... ده ضيف رزل خد وقته وماشي
قالها محدقا ف الأخر بنظرات مرعبة ليتراجع وهو يرجع سلاحه إلي جيب بنطاله وقال مهددا :
أشطا أوي ياشبح أبقي أستلقي وعدك من المعلم ... يلا ومن غير سلام
قالها وركض ع الدرج مغادرا
بصق عبدالله خلفه وقال : كتك داهيه تاخدك أنت ومعلمك ف يوم واحد
دخل إلي المنزل ليجد شيماء تنتظره عاقده ساعديها أمام صدرها ترفع حاجبيها وقالت : مين الي كان معاك بره ده يا عبدالله ؟؟
تمتم بصوت غير مسموع :يووووه أهو أبتدينا
ثم أردف مبتسما بتصنع : أي ياحب ... ده وقت أسئلة .... قالها ليهم بمعانقتها فدفعته ف صدره
وقالت : بقولك اي متاكلش بعقلي حلاوة وجاوبني مين الي كنت بتزعق معاه بره
تجهم وجهه وقال : أنتي كنتي واقفه من أمتي وسمعتي أي بالظبط ؟
شيماء : متجاوبش السؤال بسؤال ... أنا لبست الروب وطلعت اشوف اي لما لاقيتك بتزعق
عبدالله : مفيش دي كانت مصلحة فكسانه وراحت لحالها
لوت فمها بسخريه وقالت : اممم مصلحة
رمقها بحنق وقال : واحد كان عايز يشتري التوكتوك وأنا رفضت أرتاحتي خلاااااص
شيماء بعدم إقتناع قالت : ماشي ونشوف أخرتها أي
أحب أن يغير مجري تلك المشاحنه فأقترب منها وقال : كده يا قلبي أنا ماصدقت ترضي عليا قلبتي تاني ليه ؟
قالها وطبع قبلة رقيقة ع عنقها
أنتابها التوتر مصاحبا بالخجل فقالت : أأ أنت ال....
ليقاطعها عبدالله : أنا أي ها ؟؟؟
قالها
ليلتقم شفاهها بقبلة أختطفتها إلي عالم وردي ... وبعد مدة من الزمن أبتعد
عنها لاهثا يسند جبهته فوق جبهتها وقال بصوت مليئ بالحب والرغبة : مقولتليش
أنا أي ؟؟
أبتعدت عنه وصاحت وهي تركض نحو الغرفه :
أنت عايز تاكل كوكتيل ولا لاء
أتسع فمه بإبتسامة كادت تصل لأذنيه وصاح مهللا : الله أكبر .. ودي عايزه سؤال ... جايلك يا فاكهاني
*********************
_ في قصر البحيري ....
أستيقظ
ليجد نفسه فوق الأريكة ليدرك إنه بالجناح الخاص بوالديه نهض ف وضع الجلوس
وزفر مابين كفيه ثم أرجع خصلات شعره مخللا أنامله بينها ... تذكر أحداث
الأمس فنهض وأقترب منها مازالت نائمة ... وضع يده فوق جبهتها وجد حرارتها
أصبحت طبيعية ... جلس بجوارها وهو يأخذ الترمومتر من فوق الكومود ووضعه
بفمها أسفل لسانها
فتحت عينيها لتبدو لها الرؤية غير
واضحة وبحركة طفولية منها تفرك يديها بعينيها حتي يتثني لها الرؤية
فتفاجاءت بتلك العسليتان الحاده ترمقها بنظرات بارده
شهقت بفزع وهي تحاول النهوض تتلفت من حولها : أأ أنا فين ... وأنت بتعمل أي هنا ؟؟؟
أجابها بنبرة سخرية : كنتي هتموتي وتريحيني بس قلبي مطاوعنيش أسيبك
وضعت يدها فوق رأسها لتجد إنها بدون حجاب فسرعان جذبت الغطاء ودثرت نفسها ولم يظهر منها شيئا
_ لو سمحت ممكن تخرج بره وتخلي حد من البنات تجبلي تحجيبة
ضحك من هيئتها وقال : بتخبيه ليه ما أنا شايفك طول اليوم إمبارح
صاحت بغضب : وسيادتك كنت بتعمل أي يا محترم !!
جز ع شفته السفلي بحنق وقال : يعني كنتي عيزاني أسيب الدكتور لوحدو معاكي !!!
شهقت مرة أخري : استغفر الله العظيم يارب ... سامحني يارب ... ظلت ترددها من أسفل الغطاء
آدم بنبرة تهكمية : جري أي ياست الشيخه هتخلصي إستغفار امتي
صاحت بغضب : اسكت خالص .. المفروض تكون مكسوف من نفسك لما تخلي راجل غريب يكشف عليا وأنا بشعري
آدم ساخرا : معلش بقي يا خديجه هانم هابقي اخد بالي المرة الجاية
خديجة : بتتريئ !! ونعم النخوه والرجولة
لم تستطع أن تري تلك النيران التي تندلع من عينيه لتجد الغطاء يجذبه بعنف من فوقها وأقترب منها بنظرات حاده ومرعبه :
وأقسم
بالله يا خديجة لو ما أحترمتيش نفسك معايا بعد كده هنسي إنك بنت عمي خالص
واستحملي بقي ... قالها قابضا ع كتفيها ف وسط ذهول منها وصدمة ليردف بنفس
الوتيره : أظن إنك أتحسنتي وبقيتي كويسه تقومي تفطري عشان أوصلك عند عم
سالم المستشفي وما اشوفش وشك خالص بعدها حتي لو صدفه ... أنتي فاهمه ؟؟؟
تسمرت ولم تستطع التفوه أحست كأن شئ يكبل لسانها وعبراتها تحجرت بمقلتيها أبت أن تبكي أمامه فتشعر بالذل والمهانة
أبتعد
عنها ليأخذ هاتفه الذي مازال فارغ الشحن ... وقبل أن يغادر أغمض عينيه
عازما ع التفوه بسهام مسمومه ... فتح عينيه وقال بكل قسوة :
ياريت لو عندك ذرة كرامة متخطيش باب القصر ده تاني ... وأحلمي ع أدك بدل ماتصحي تلاقي نفسك ف كابوس مش هتفوءي منه أبدا
غادر
الغرفه بكل جمود تاركا تلك المسكينه تبتلع غصتها بمرار قلب جريح مدركة
خبايا كل حرف تفوه به ... كبريائها تحطم أمام عينيها كالقارورة الذي ألقاها
فوق صخره صلدة لينسكب منها سائل أحمر وهي دماء قلبها الذي تمزق لأشلاء ...
يلعن كل لحظه أحس فيها بمشاعر إتجاه ذلك القاسي متبلد الإحساس
دخل
غرفته يعتصر قبضتيه حتي هرب منها الدماء ... لم يكن يريد أن تصل الأمور
بينهما هكذا لكنه يوقن جيدا أن والده لم يتفوه هباء وإنه عقد العزم ...
لذلك لم يجد مفر ويجعلها تمقته بشدة حتي يأتي الرفض منها شخصيا وهكذا يزيل
حملا ثقيلا من فوق عاتقه
*********************
_ بداخل بهو القصر تستند ملك ع زراعي كلا من أبويها بملامح شاحبة شاردة ف
الفراغ يتبعهم مصعب وسميرة وصديقتها رودي ... كان يهبط الدرج لينتظرها
بالأسفل لكنه تفاجاء بذلك المشهد
_ قافل موبايلك من إمبارح ليه يا أستاذ ؟؟؟ ... قالها عزيز بغضب
آدم : أبدا البطارية فصلت وملحقتش أشحنه عشان ... عشان ....
جيهان : مش وقت عتاب ياعزيز ... وأنت تعالي شيل أختك وطلعها فوق ف أوضتها
آدم بقلق وخوف قال : مالها ملك ؟؟؟ واي الي معورها كده ؟؟؟ ... قالها ليلقي بنظراته نحو مصعب الذي يخفض بصره خجلا
مصعب : ده .....
قاطعه عزيز : دي حادثه بسيطه والحمدلله أختك بخير .. ويلا أسمع الي والدتك قالتلك عليه
أقترب آدم من شقيقته ليحملها ع زراعيه وهو يتفحص ببصره مصعب الذي بكامل أناقته فأدرك أن هناك شئ حدث ولم يريد أحد أن يخبره
_
وبالأعلي بعدما أرتدت ثوبها وحجابها التي جلبتهم إليها الخادمة ... ركضت
مسرعه لتغادر ذلك القصر قبل أن يأتي أحدا ... وف طريقها أصتدمت بياسمين
فتعثرت ووقعت ع الأرض ساعدتها الأخري بالنهوض وهي تربت فوق ظهرها وقالت :
سلامتك يا آنسة خديجة ... محتاجة أي مساعده ؟؟؟
أبتسمت لها خديجة وقالت : شكرا
قالتها
لتكمل خطواتها السريعه تهبط من درج العاملين حتي وصلت إلي الحديقة ... ظلت
تسير مسافه كبيرة حتي وصلت إلي البوابة تتلفت قبل أن يراها أحد
_أي خدمة يا هانم ؟ ... قالها عم شكري السائق
أومأت له خديجة وبصوت منخفض للغاية : معلش ياعم شكري ممكن توديني عند بابا ف المستشفي بس من غير ماحد يعرف
شكري : ثواني يابنتي هاروح أستأذن عزيز باشا الأول
خديجة : لاء أرجوك ياعم شكري ... خلاص أنا هاخد أي تاكسي من هنا
شكري : مش هتلاقي عشان الكمبوند هنا كله فلل وقصور ونادرا لما هتلاقي تاكسي ... ثواني هجيب العربية وجايلك
خديجة : شكرا لحضرتك
شكري : العفو يا خديجة هانم
******************************************************
_ في منزل رحمة ...
_ وده مين الي قرر كده إن شاء الله ؟؟؟.. صاحت بها رحمة
والدتها : أخوكي كان خطيبك قاعد معاه ع القهوة وأتفقو مع بعض
رحمة : وبيتفقوا من غير ما ياخدو رأيي
والدتها : بت مش ناقصه صداع ودلع بنات ... ما أنتي عارفه من السبوع الي فات إن كتب كتابك ودخلتك ف أخر أسبوع للمحروس خطيبك ف مصر
رحمه : ده لسه الأسبوع الي جاي مش ده
والدتها : هو قال لأخوكي الكفيل أتصل عليه وقاله لازم يرجع قبل ما أجازته تخلص بأسبوع
رحمة : وأنا مالي خلاص خليه يستني للأجازه الجاية
تركت
والدتها ما ف يدها وصاحت بها : نعم ياحلوه !!! ... الناس فرشولك الشقه
وأنا خلصتلك الي علينا وباعته مع أخوكي ف توكتوك ليهم النهارده ... مش ناقص
غير إننا نروح نحجز عند كوافير البت سالي الي ع ناصية الحارة ونأجر
الفستان من الأتيليه الي جمبها
رحمة وهي ف محاولة إستيعاب الحديث فقالت :
أنا بقي هقولك ع حل أحسن أنتي تاخدي شبكة ابن أمه ده وتروحي تودهيلهم وقوليلهم كل شئ قسمه ونصيب
والدتها بصياح دوي بكل الأرجاء : يالهوي تعالو الحقوني يا خلق بنتي ع أخر الزمن عايزه سيرتنا ع كل لسان
دلف أسامة شقيق رحمة من باب المنزل وصاح بغضب : مالك يا ما صوتك جايب لأخر الحاره ليه ؟
نظرت
إليها رحمة برجاء حتي لاتخبره .... لكن الأخري ضيقت عينها وقالت : تعالي
شوفلك صرفه مع أختك مش لده عليها الجوازه وعيزاني ارمي للناس شبكتها
رمقها أسامه بنظره قاتلة وقال بصوته الغليظ : صحيح الي أمك بتقوله ده ؟؟
رحمة
وهي تبتلع ريقها بخوف : أأنا ... أنا بصراحة خايفه من العيلة دي يا أسامه
خاصة الوليه الي اسمها عديلة بتفكرني بالست الي كانت طالعه حما ف فيلم
الشقه من حق الزوجه
ساد الصمت ليدوي قهقة كلا من أسامه ورحمة
والدتهما : يافرحتي بيك هو ده الي ربنا قدرك عليه بدل ما تعقل أختك
أسامه
: أمي رحمة مش عيلة وعمري ما هغصبها ع حاجه وكلنا عارفين إن فعلا حماتها
ست شديدة وقوية يمكن الي خلاني أوافق الواد هياخدها مع الكويت لكن غير كده
ورحمة أبويا ماكنت وافقت
ركضت نحو شقيقها وعانقته : ربنا مايحرمني منك يا أسامه ويخليك ليا
ربت ع مؤخرة رأسها بمزاح وقال : ياعبيطة أنتي بنتي مش أختي ... ولو فعلا مش عايزه تكملي مع الناس دي قوليلي وانا هاتصرف
تراجعت وهي تفكر ف أمر ما فقالت : طيب مش الفرح المفروض بعد بكرة أديني مهلة أفكر لحد بالليل
تنهد أسامه وقال : حاضر يا ست البنات وأنا مستنيكي
أنفرجت أساريرها بسعادة فذهبت إلي غرفتها وأغلقت الباب واخرجت هاتفها لترسل مايلي
)عايزه اشوفك ضروري ف المكان الي أنت عارفه )
أرسلتها ثم أنتظرت لتأتي رساله ردا عليها
) ساعة وهاكون عندك )
ضمت الهاتف نحو قلبها وتلمس شفتيها وهي تتذكر قبلته الأخيره لها
*************************************************
_ يعني أفهم من كلامك عايز تضيع حق بنتك عشان خايف ع سمعة شغلك !!! ... صاحت بها جيهان
عزيز محذرا إياها بسببابته : وطي صوتك ياجيهان ... أنتي مبتتكلميش مع حد من عيالك
جيهان ومقلتيها تهتز بجنون : لاء مش هوطي صوتي أنا هعليه عشان عيالك يسمعو ويجو يشوفو عزيز باشا الي عنده شغله أهم من بنته وسمعتها
رفع كفه لأعلي وكاد يصفعها ليتوقف عندما دلف كلا من ياسين وآدم ويونس ع هذا الوضع
صاحت جيهان بإنفعال وبنبرة هيسترية : مستني اي !!! اضربني
ركض آدم نحو والدته : ماما أهدي
يونس : ف أي يابابا اي الي حصل ؟؟
عزيز : أطلعوا بره وسبوني أتكلم معاها لوحدينا
أبتعدت
جيهان عن صدر آدم وصاحت : مليش كلام معاك تاني ... ويكون ف معلومك لو
مجبتش حق بنتك من الكلب الي عمل فيها كده أنا هاروح أجيبه بنفسي
صاح ياسين بغضب : اي الكلام الي بتقولو ماما ده يا بابا
جيهان : قولهم ياعزيز باشا ...إن بنتك كان هيضيعها حتة عيل صايع لولا مصعب انقذها من ايده ع أخر لحظه
_ وبغرفة إنجي التي تتحدث بالهاتف ...
إنجي : وبعدين بقي مش كنت معاك إمبارح
مروان : أنا عمري ما بزهق منك يا أنوجة قلبي
ضحت ثم قالت : ياااه تصدق نسيت خالص الكلمة دي محدش كان بيدلعني غير مامي وأنت بس
مروان بنبرة ساخره : طب والدكتور مش بيدلعك خالص
أبتسمت بسأم وأجابت : يوسف مراته المستشفي مش أنا .. عمري ما أفتكر إنه قالي كلمة حلوة غير نادرا وبتبقي مجاملة مش أكتر
مروان :تستاهلي أنتي الي عملتي كده ف نفسك
عقدت حاجبيها بحنق وقالت : تصدق إن أنا غلطانه بفضفض معاك
مروان : بهزر معاكي يا أنوجه انتي زعلتي ولا أي
صمتت قليلا لتسترق السمع إلي صراخ وأصوات
إنجي : مروان أقفل وابقي اكلمك بعدين باي
خرجت إلي الرواق لتجد جيهان تركض خلف آدم وياسين ويونس يلحقان به وعزيز يتحدث ف الهاتف يأمر الحراس بعدم مغادرة آدم
_ ع الدرج تمسك جيهان بزراع آدم وترجوه : أهدي يابني الحق مبيرجعش بالدم والسلاح
ياسين : ماما عندها حق يا ادم إحنا نمسك الواد ده ونحبسه ف مخزن من المخازن ونعدمه العافيه
يونس: بطلو همجيه وفكروا بالعقل القوانين أتغيرت وبقت ف صالح الضحية وممكن نوديه ف ستين داهيه بس بالقانون .. بس لازم يبقي ف شهود
جيهان : عندك حق يا يونس صح كده
زمجر آدم بغضب : القانون هيعملنا أي أكتر ما هنتفضح ف الجرايد والمجالات وهنبقي سيرة ع كل لسان
أبتعدت جيهان بصدمه عنه وقالت : طبعا مش ابن ابوك ما أنت نسخه منه
تبادل الجميع النظرات مابين الأسف والغضب
_ طنط جيجي تعالي بسرعه ملك عماله بتعيط ومش عارفه أهديها ... صاحت بها رودي
ركض الجميع إلي غرفة ملك
***********************************************
_ في قصر العزازي ....
فتحت عينيها لتنصدم بوجودها ع صدره واضعه زراعها ع خصره وساقها فوق ساقه ... أتسعت عينيها فجاءت تنهض فأمسك بها وقال بصوت ناعس :
خليكي ف حضني شويه متسبنيش ... قالها ودفن وجهه ف جيدها
أجابته بتعلثم : أنا.. اقوم .. عايزه ... صمتت لتتأفف : اووف بقي أنا عايزه اقوم
قصي وهو يضمها إليه أكثر بتملك : مش هينفع تقومي يا حبي
صبا : ليه بقي ؟؟؟
أبتسم بمكر وبدون أن يفتح عينيه أخذ يلمس ظهرها العاري من أسفل الغطاء بأطراف أنامله
شهقت عندما وجدت نفسها بدون ثياب ولايدثرها سوي ذلك الغطاء الخفيف
_ إزاي ... أنا كنت لافه نفسي بالبشكير وبعدين جيت أغطيك فمسكت فيا ومعرفتش أقوم ....
قاطعتها ضحكاته التي زادته جاذبية ووسامة فاتحا عينيه ويحدق برماديتيها المتلألأه من الخجل وقال :
أنا صاحي من بدري لاقيت البشكير مفكوك فخوفت عليكي لتبردي فغطيتك ودفيتك جوه حضني لاقيتك كلبشتي فيا
ضربته ع صدره بقبضتها الناعمه وقالت : طيب تسمح تبعد عشان عايزه أقوم أدخل التويليت
قصي بإبتسامة زادت من حنقها : تؤتؤ .. مش هتقومي
حاولت أن تتملص منه : قصي بطل هزار عايزه أقوم بجد
قصي : هخليكي تقومي بس بشرط
قالت بسخريه : مش ملا حظ إن شروطك كترت ياقصي باشا
أبعد
خصلاتها المبعثره ع وجهها ووضعها خلف أذنها وقال : بما أن عارف الشرط
التاني الي طلبته إمبارح هيبقي صعب عليكي شويه فممكن أكتفي بالشرط التالت
صبا : و أي هو بقي ؟؟؟
لم يتفوه وأكتفي بالإشارة إلي شفاه
صبا : اهاا بقي كده ... ده بعينك
قصي : لاء بشفايفي ... قالها وقهقه بإستفزاز
صبا : ع فكرة أنت إنتهازي
قصي : عارف وضيفي عليها عاشق ومتيم ونفسي تشوفني حبيبتي زي ما أنا شايفها
قالها
ليحدق بداخل عينيها بعمق فشردت ف أعماق زيتونتيه ولم تشعر بأنفاسه ع
شفتيها لينهال من رحيقها الذي يشتهيه بعشق ووله جعلها تائهه ف عالمه تبحر ف
أنهار حبه المتدفقه ليذيقها غرامه بجميع النكهات المختلفة ... زادت خفقات
قلبها عندما أوشكت ع الإستسلام بين يديه ... أبتعدت بهدوء جاذبه الغطاء
الذي يدثرها ونهضت وبدون أن تنظر إليه قالت بخجل : عن إذنك
وذهبت
إلي المرحاض .... نهض وجلس ع طرف التخت ليلتقط سيجاره وقام بإشعالها
ليستنشق دخانها ثم زفره ف الهواء مبتسما حينما أحس بتقدم ولو بقليل بينهما
_
صبا بالداخل تقف أمام المرأه تضرب وجنتيها عده صفعات وتتمتم بغضب : غبية
.. غبية .. غبية ... كنتي هتستسلميلو بعد كل الي عملو فيكي !! نسيتي!!!
*************************************************
_
تسير في الشارع وتتلفت من حولها لتطمأن أن لن تكون مراقبة ... ظنت هكذا
تابعت السير حتي وصلت أمام بوابة إحدي الحدائق العامة الهادئة ... أرسلت له
) أنا عند البوابة أنت فين ؟ )
_ يجلس طه بداخل سيارة أجرة فتلقي الرساله فأجاب عليها برساله أخري
( خليكي عندك ثواني وهتلاقيني ادامك )
وضع الهاتف بداخل جيب بنطاله وقال : ع جمب ياسطا ... قالها وهو يعطيه الأجرة ثم ترجل من السيارة
ع الرغم من قلبها الذي يقفر من السعادة لرؤيته إرتسمت ملامح الجمود لكن عينيها تكشف مدي كم الإشتياق والحب التي مازالت تكنه له
_ عامله أي ؟؟ ... قالها طه وهو يصافحها
بادلته بالمصافحة وقالت : الحمدلله بخير ... وعم سالم صحته عامله اي دلوقت
أومأ
لها وقال : الحمدلله ... تعالي ندخل مش هنفضل واقفين ع البوابه كده ....
قالها وأمسك بكفها بدون رفض منها بل عندما لامس يدها حلق قلبها ف السماء
يرفرف جناحيه كالطير
بعد أن دفع رسوم الدخول توجه كليهما إلي إحدي الأشجار الضخمه فأستندت بظهرها تحدق ف عينيه ولا تعلم بأن هناك عيون أخري تحدق بكليهما
أستنشقت الهواء براحه فقالت : ها مقولتليش عم سالم اخباره اي دلوقت
عقد ساعديه أمام صدره وهو ينظر بحزن نحو الفراغ وقال : بابا فاق بس للأسف مش بيتكلم ولا بيتحرك
رحمة بنبرة أسف وحزن : ربنا يشفيه ويعافيه يارب
طه : يارب ... ثم نظر إليها وأردف : خلاص هتتجوزي ؟؟؟
رحمة : قبل ما أجاوب عايزه اعرف حاجه واحده بس أنت بتحبني ولا كنت بتتسلي بيا ؟؟
زفر بسأم وقال : مش عارف
صاحت بغضب : هو أي الي مش عارف ... سؤالي واضح يا طه
طه بهدوء غريب : أنا مش عارف أحدد مشاعري أي بالظبط من ناحيتك بس كل ما أتخيل إنك هتبقي متجوزه دماغي هتنفجر وبتجنن
كادت تبتسم فتفوهت قائلة : يعني بتحبني
طه
: الي بيحب ده يارحمة يبقي لازم معاه الي يسند به نفسه ويروح يتقدم للي
بيحبها بقلب جامد لكن أنا واحد زيي ما أنتي شايفه يدوب لو أشتغلت بكفي نفسي
بالعافيه
بدأت عبراتها تتجمع وع
وشك الإنسدال : وأنا يا طه مش عايزه أكون غير ليك ... وأنا واثقه وعارفه
كل الي كنت بتعمله معايا عشان أنساك وابعد عنك ومتعلقش بيك
طه : أنا لسه أدامي المشوار طويل ومش عارف هاقدر افتح بيت ولا لاء
رحمة : أنا هستحمل أي حاجه عشانك بس أنت ريح قلبي وطمني .. وهقولك ع خبر حلو أنا خلاص هفسخ خطوبتي وأسامه بنفسه موافق ع كلامي
طه : رحمه أنا ....
قاطعته فأجهشت بالبكاء : أرجوك يا طه كفايه عذاب أنا عمري ماحبيت حد ولا هحب غيرك
لم يتمالك نفسه عندما رأي عبراتها فتألم وجذبها لترتمي ع صدره ويضمها بقوة
_ اه يا بنت ال ..... يافاجرة ده الي عايزه تفسخي خطوبتك عشانه .... صاح بها أسامة وهو يجذبها بعنف من بين زراعي طه
رحمة : هافهمك يا .....
لم تكمل ليهوي ع وجهها بصفعات متتاليه
وكاد
يدافع عنها طه ليتلقي ضربة من الخلف من شخصين ليقول الذي يقف خلفهم : خدها
يا أسامة ع العربية وأنا هاتصرف أنا والرجالة مع ابن ال ....... ده
أخذ شقيقها يكيل لها الصفعات والركلات حتي غادر كليهما الحديقه ليدفعها بقسوة وعنف بداخل السيارة
تصرخ من الألم وتصيح : اسمعني يا أسامة ورحمة بابا
صاح
ف وجهها بغضب وهو يصفق الباب عليها : اخرسي مش عايز اسمع منك ولا كلمه
شكلي دلعتك كتير وكنت مديكي الثقة وطلعتي متستهليش ... قالها ثم بصق ف
وجهها بإزدراء
جاء الأخر وخلفه الرجلين يحملان طه الذي فقد وعيه
قال أحدهم : هنرميه فين ده يا معلم عادل
عادل : خدوه ف العربيه التانيه وارموه ادام اي مستشفي وطيرو ع طول قبل ما حد يمسكو
الرجل : أمرك يا كبير
كادت تفقد عقلها من رؤية طه والدماء نازفه من كل أنحاء وجهه وثيابه الممزقه ... فاقد الوعي ومن يراه يحسب إنه ف تعداد الموتي
قاطع نظراتها صوت شقيقها : وربنا ما عارف اودي وشي منك فين يا عادل
ربت
عادل ع كتفه وقال : عيب عليك يا ابو نسب ومتقلقش انا سكت الواد بتاع
البوابه بقرشين والحمدلله مفيش حد ف الجونينه والحته هاديه ومقطوعه زي ما
أنت شايف
أسامه : أرجوك تخلي الي حصل ده مابينا
عادل : أتطمن أنا مش هسيب رحمة وكلها يوم وليلة وتبقي مراتي .... قالها وهو يرمقها من خلال النافذه بتوعد
نظر إليه أسامة بإنكسار لكن كان يسايريه سؤال يحيره لماذا يصر عادل ع الزواج بشقيقته ع الرغم من رؤيته ما حدث !!!
غادرت السيارتان إحدهما متجهه إلي الحارة وبداخلها قلب يعتصره الألم والخوف من المصير الذي ينتظره
والسيارة الأخري متجهه نحو مشفي حكومي ليلقي به الرجال أمامها وفروا مسرعين قبل أن يلحق بهم أحد
*****************************************************
_ في مشفي البحيري ....
تركض
بقوي منهكة يتملك منها الوهن فمازالت تشعر بالتعب ... توقفت قليلا عندما
أنتابها السعال ... تستند ع الدرابزون المعدني الموجود بالأروقه حتي وصلت
أمام غرفة العناية لتنظر من الزجاج لتجد السرير فارغ والظلام يعم الأرجاء
.. ألتفت بذعر تبحث عن يوسف أو أي طبيب أخر فتقابلت مع إحدي الممرضات
_لو سمحت والدي كان محجوز ف الأوضه دي راح فين ؟؟؟ ... قالتها خديجة
نظرت إليها الممرضه بأسف وحزن وأجابت : ادعيلو بالرحمه البقاء لله لسه متوفي الصبح
وضعت
يدها ع فمها وأصدرت شهقه أرادت أن تصرخ بكل ما أوتيت من قوة لكن مرضها هزم
قواها فلم تتحمل ففقدت وعيها لتصيح الممرضة الذي ألحقت بها زميلتها وأخذوا
خديجة ف إحدي الغرف
_ فتحت عينيها وأتضحت لها الرؤية فنهضت وهي تصرخ :
باباااااااا
أمسك بها يوسف يحاول تهدأتها : أهدي يابنتي عم سالم بخير
خديجة بعدم تصديق : أنت بتضحك عليا ... بابا بابا ....
لم تكمل لتجهش بالبكاء
يوسف : طيب لو قادره تقومي تمشي تعالي أوديكي بنفسي ليه
خديجه : بجد ؟؟
أبتسم وقال : لاء بهزر ... معلش الممرضه كانت تقصد حاله جاتلنا بالليل وأتحجزت ف نفس الأوضة و توفي الصبح فمكنتش تعرف اصدك ع عم سالم
_ أسفه يا آنسه والله ما كنت أقصد ... قالتها الممرضه التي تقف للمساعده
نظرت إليها خديجه بملامح هادئة وقالت : حصل خير
يوسف وهو يمد يده لها لتستند عليه قال : يلا تعالي أوديكي أوضة عم سالم
رفعت عينيها له بإحراج وقالت : أنا هاروح معاها ... معلش يادكتور
تفهم خجلها فأبتسم من ردة فعلها وقال : أبدا أنا مش متضايق بالعكس .. وعموما خدي راحتك ولو محتاجه أي حاجه أبعتيلي أي ممرضة
أومأت له شاكرة إياه : شكرا يا دكتور
يوسف : العفو ... يلا عن أذنكو .. قالها ثم غادر متجها نحو مكتبه وعندما دخل إليه جلس شاردا ف كلمات زوجته ف أخر مشاجرة بينهما
أحس بالضيق فأمسك بهاتفه ليرسل لها :
إنجي حبيبتي أدامي ساعتين وجاي حضري نفسك هنتغدي بره
وبوسيلي لوجي كتير
قام بإرسالها ثم ترك هاتفه ع المكتب ليرجع إلي الوراء مستندا ع ظهر المقعد بأريحيه
_
فتحت الباب وولجت بهدوء حتي لاتزعج والدها وأن وقعت بندقتيها ع ذلك الراقد
ف سكون لم تشعر بقدميها وكأنها حلقت إليه جلست بجواره وهي تمسك بيده أخذت
تقبلها :
حمدالله ع سلامتك يا حبيبي ... أسأل أن يشفيك ويعافيك وترجع لنا بالسلامه وتنور البيت والحاره كلها يا أبو طه
أبتسم والدها بدون أن يتفوه فأدركت حالته فلم تتمالك عبراتها فأردفت :
متقلقش يا شيخ سالم هترجع أحسن من الأول عارف ليه .. لأن بحبك يا بابا ومليش غيرك ف الدنيا ...
مسحت
وجنتيها وهي تستنشق الهواء ومازالت تمسك بيده تطبع القبلات الحانية ف باطن
كفه ثم تضعها ع وجنتها ... لاحظت عبره منسدله من عين والدها الذي يعلم ما
بداخلها فهو لن يكون لها مجرد أب بل الأخ والصديق والسند ... يري فيها
شبابه وأخلاقه وطباعه الطيبة والقلب المتعلق بطاعة الخالق ... طالما أفتخر
بها والعديد من تقدم لخطبتها لكنه كان متفهما وأحترم رغبتها عندما كانت
ترفض .. فهو يعلم جيدا ما تتمناه لكن مابالأيدي حيلة .
_ لو سمحت يا آنسة خديجة كده مينفعش أي إنفعال ع والد حضرتك مش ف صالحه والحمدلله ماصدقنا إنه فاق من الغيبوبه
خديجه : حاضر متقلقيش هو بإذن الله هيكون بخير وأنا متأكده من ده ... صح يا بابا ... قالتها وهي تمسك يده بين يديها وتربت بخفه عليها
أومأ لها بأهدابه وأرتسمت إبتسامه باهته ع محياه
أنحنت لتقبله فوق جبهته وقالت :
هبقي أجيلك بكرة إن شاء الله من بدري أطمن عليك ... معلش هاسيبك بقي ترتاح ... مع السلامه يا حبيبي
غادرت وعينيها لم تفارقه سوي عندما أغلقت الممرضة الباب
**************************************
سارت
بالرواق تبحث عن غرفة الطبيب المسئول عن حالة والدها والدموع تحجب رؤيتها
تخفض بصرها حتي لايري أحد تلك اللآليء ... أصتدمت بأحد ما
خديجة بخجل وبنبرة إعتذار : آسفه حضرتك
قاطعها الأخر وهو يقدم لها محرمه ورقية : ولايهمك ... محتاجه أي مساعده ؟؟؟
أجابت وهي تواري عينيها : لاء شكرا حضرتك .... وكادت تذهب ليستوقفها
_ أنا عارف ممكن أكون برخم عليكي بس حاسس إنك محتاجه لمساعده ... أنا أبقي دكتور هنا بس جراح ع رأي الفنان جورج وسوف طبيب جراح
كادت تبتسم رغما عنها لكنها أبعدت وجهها جانبا وهو لاحظ ذلك ...
خديجه : شكرا لحضرتك ... عن إذنك
_ ع فكرة أنا أسمي آسر و ....
قاطعه صوت أخر : جري أي يادكتور بتعاكس بنت عمي عيني عينك كده
آسر رافعا يديه بإستسلام : أبدا والله يا جو أنا لاقيتها ماشيه وبتعيط حبيت أساعدها مش أكتر
رمقه يوسف متوعدا بمزاح وقال : طيب روح يا أبو قلب حنين ع العمليات عندنا حالة طوارئ وأنا جاي وراك
آسر مازحا : طبعا ليك حق تأمرني وتمرمطني ... شوفتي ابن عمك كل ده عشان أنا بشتغل عنده
أبتسمت خديجه من حديث آسر الفكاهي ... فقال يوسف : وشكلي هرميك ف الشارع لو روحت العمليات وملقتكش قبلي دلوقت
آسر
: و أهون عليك ده أنا بجري ع يتامي ... عموما أنا ماشي ... وفرصة سعيده يا
آنسه و لو عيطي تاني وعايزه حد يضحكك قولي جزر هتلاقيني طالعلك زي عفريت
علاء الدين ... سلام
قالها وذهب ... أخذت خديجه تكتم ضحكاتها ويوسف الذي دوت ضحكته ثم قال :
معلش هو كده ... هو دكتور شاطر جدا بس دماغه لاسعه زي ما أنتي شايفه
عادت ملامحها إلي الحزن وقالت : بابا مش بيتكلم ولا بيتحرك ليه ؟
يوسف
: ده شئ طبيعي بعد الغيبوبة وو احده واحده بإذن الله هيستجيب مع العلاج
عشان يقدر يتحرك بس الأهم من كل ده العامل النفسي وده الي بنوفره ليه
بالهدوء والراحة ومتقلقيش أنا وطه مش بنسيبه أبدا
خديجة : شكرا جدا يا دكتور يوسف
يوسف
: مفيش شكر مابينا عم سالم ف مقام والدي وأنتي وطه أخواتي ولو أحتاجتي لأي
حاجه متتكسفيش من أخوكي الكبير سواء أنا أو يونس وياسين أو آدم
تحولت ملامحها عند ذكر الأسم الأخير إلي تجهم وهي تتذكر كلماته لها .... أردف : مالك يا خديجة
تصنعت الإبتسامه وقالت : مفيش ... حسيت بتعب شوية
يوسف : طيب تعالي أرتاحي ف مكتبي عقبال ما اخلص عمليات وجايلك
خديجة : شكرا ... أنا ماشية و ف عربية مستنياني تحت هتوصلني لحد البيت
تنهد بسأم وقال : ع راحتك وخدي بالك من نفسك
خديجة وهي تهم بالذهاب : حاضر ... عن أذنك .... قالتها وغادرت المشفي بأكمله وأستقلت السيارة
وف
طريقها تستند بجوار النافذة وعبراتها رفيقة دربها كلما تذكرت نظراته
الحاده وكلماته الخالية من الرحمة ومليئة بالقسوة كنصل خنجر غير مسنن ينغرز
بألم لم يتحمله أعتي الرجال فما بال هذا القلب الرقيق ... لكن أقسمت
بداخلها سوف ترد له الصاع صاعين وستعلمه جيدا إنها ليست بالأنثي الضعيفة
مهما بلغ ذروة عشقها له .... أخطأ كل من قال لا كرامة ولا كبرياء ف قانون
الحب هل يُعقل هذا؟؟؟ ... فالحب الذي لايُبني ع إحترام كلا من الطرفين
لبعضهما البعض لن يكون حبا بل عذاب ومذلة وإهانة تحت مسمي الحب .
*************************************
_
والله يا عزيز بيه مكدبش ع حضرتك الآنسه ملك جالها إنهيار عصبي وده محتاج
تدخل خارجي وأنا أدتلها حقنة مهدأه دلوقت .... قالها الطبيب بعدما أنتهي من
الفحص
كاد عزيز يتفوه فقاطعته جيهان بخوف وقلق : اصدك يعني .....
أومأ لها وقال : أيوه لازم تروح لأخصائي نفساني وهو هيقدر يخرجها من الحالة الي هي فيها وكل ما كان الموضوع أسرع هيبقي أحسن لها
ظل كلا من عزيز وجيهان يحدقان بتلك الملاك النائم .... ثم قال عزيز : أرجو من حضرتك يا دكتور الموضوع الي حصل مع ملك يكون مابينا بس
الطبيب : إحنا عيشرة سنين يا عزيز بيه وآنسه ملك زي أختي الصغيرة ... ومن رأيي الشخصي قدم بالتقرير الطبي محضر ف الي عمل فيها كده
تجهم وجه عزيز وقال : إن شاء الله ... شرفت يا دكتور
أحس الطبيب بالإحراج وقال : عن أذنكو ... ثم غادر
ألتفت جيهان إلي عزيز وهي تحدق ف عينيه بنظرات خيبة وقالت بإقتضاب : ياخسارة
زفر بغضب وجز ع أسنانه تاركا لها الغرفة قبل أن يقترف فعلا أو قولا سيندم عليه بعد ذلك
ولم تمر ثوان فدق الباب
جيهان وهي تجلس بجوارها تمسد ع خصلات شعر إبنتها : أتفضل
دلف مصعب يحمحم : احم احم ... مدام جيهان
أعتدلت ف جلستها وقالت : أتفضل يا مصعب
وقف أمامها إحتراما وقال معتذرا : أنا آسف والله مكنتش أعرف الي هيحصلها
جيهان : أنا الي بعتذر لك عن إنفعالي عليك ف العيادة ... وبالعكس ده لولاك كانت هتضيع فأنا بشكرك
مصعب : العفو يا مدام جيهان ربنا يعلم أنا بخاف عليها أد أي ... كان يتحدث وبطرف عينيه لا تفارق ملاكه
أبتسمت
جيهان وبداخلها تري ذلك الشوق والحب الذي يكنه لإبنتها فقالت : عارفة طبعا
إنك بتخاف عليها ... فاكر لما ولدتها وجيت أنت ووالدك الله يرحمه تزوروني
لاقيتك شيلتها بين أيديك وكنت فرحان لما ضحكتلك بعينيها فطلبت مني اسميها
ملك ... من يومها وأنا مبطمنش عليها غير وهي معاك لأن نظرتك ليها من يومها
نظرات خوف ولهفة
أبتلع ريقه بخجل
وإحراج تفهم مابين كلماتها فقال : طبعا لازم أخاف عليها دي أمانه وواجبي
حمايتها ... وربنا يطمنا عليها وتقوم بالسلامه
جيهان : تسلم يا مصعب
مصعب : أنا تحت ف الجنينه لو حضرتك محتاجة أي حاجة أنا تحت أمرك
جيهان : شكرا
مصعب : العفو حضرتك ... سلام ... غادر الغرفة وقلبه يخفق بشدة يكاد يخترق ضلوعه ...يفك رابطة عنقه يتحدث بداخل عقله :
فوق
يا مصعب متنساش أنت تبقي بالنسبة لها اي... هي فين وأنت فين ده غير فرق
العمر15 سنة مابينكو .... عمرها ما هتشوفك زي ما انت شيافها ... ولو عزيز
بيه حس بمشاعرك ناحيتها أقل حاجة هيطردك بره القصر وأنت مش هتستحمل يوم
واحد وهي بعيده عنك ... أحتفظ بمشاعرك لنفسك أحسنلك .
********************************************
_
آسيرة غرفتها بعدما ألقاها شقيقها بالداخل وأنهال عليها بالسباب والشتائم
.... جفونها شديدة الإحمرار ومنتفخة من كثرة البكاء ووجنتيها يكسوها آثار
صفعاته .....
_ بقولك أي يا ما
البت دي مش هتخرج من أوضتها غير ع بيت جوزها أنتي فاهمه إلا ورحمة أبويا ف
تربته لأكون مخلص عليها هي وال...... الي كانت مرمية ف حضنه زي ال........
صاح بها أسامة والشر والغضب يتطاير من مقلتيه بشكل مرعب
والدته بنظرات خجل من فعل إبنتها : حقك عليا يابني والله ما اعرف حاجه
أسامه
: أسوي أي أدام ابن عديلة لما الاقيه يتصل عليا يقولي تعالالي ع الجنينة
بسرعة ومرضاش يقولي غير لما روحتلو أفتكرت المحروسة بنتك معاه أتاريه
مراقبها من بدري ومرضاش يواجهها وراح مشاور لي عليها هي وابن ال..... الي
مراعيش العيشرة ولا الجيره الي كانت مابينا .... بس وربنا يخلص بس فرحها
وتغور ف داهيه وهاروح أصفي حسابي معاه
أخذت تبكي والدته وقالت : أبوس أيدك يابني مش ناقصين فضايح كفايه الي عملتوه فيه والي عملتو ف أختك
خرجت
إليهم رحمة وهي تصرخ باكية : أنا مش هتجوز الزفت ده لو أخر راجل ف العالم
.... وأيوه أنا وطه بنحب بعض وكان هيطلب أيدي منك بس أنت الي مدتنيش فرصة
أنا وهو نتكلم معاك وعملت الي عملتو أنت والحيوان التاني
أتسعت
حدقتيه بشكل جعلها ترتجف رعبا وهي تتراجع إلي الخلف وقبل أن تبتعد أمسكها
من خصلات شعرها قابضا عليها بقوة يكاد يقتلعه من جذوره وصاح بها :
سمعيني تاني بتقولي أي ؟؟؟؟؟
أمسكته والدته وترجوه : عشان خاطري يا أسامه دي عيلة متاخدش ع كلامها
أسامه
بصياح مفزع : أبعدي أنتي ياما .... ثم حدق ف عيون رحمة التي تنازع لتحرر
خصلاتها من قبضته فأردف : كتب الكتاب والدخلة بكرة ولو فكرتي تعملي حركة
كده ولا كده هاكون مخلص عليكي وقبلها ع سي روميو الي كان واخدك ف حضنه يا
سافله يا .......
قالها ثم ألقاها
صفعه تردد صداها ف أرجاء المنزل ليلقي بها بداخل غرفتها وأوصد الباب من
الخارج بالمفتاح فلا مفر للهرب خاصة نافذة غرفتها عليها من الخارج سياج من
الحديد .