رواية فتاة ذوبتني عشقا تيم وطيف الفصل الثاني عشر 12 بقلم امينة محمد
رواية - فتاة ذوبتني عشقا -
الجزء الثاني عشر ♥
+
** مد يديه يمسك يديها بحنان قائلا ( انا مش هخذلك يا فرح .. وهساعدك .. هنكون ايد واحدة نرجع بيها حقك وحق والدتك واخواتك .. انتي بس ....) لم يكمل كلامه عندما سمع صوت هاتفه يرن بإسم فارس .. فقوص حاجبيه وهو يهمس ( فارس .. بيتصل ليه دلوقتي ؟) نظر لفرح ( معلش هرد عليه ونرجع لموضوعنا ) هزت رأسها فرفع الهاتف علي اذنه ليستمع لصوت فارس اللاهث والعالي .. فتح سليم عينيه بصدمة وهو ينظر لفرح قائلا بغضب ( انتتتت بتقوول اييي ؟؟!) قام من مكانه بفزع شديد وغضب .. قائلا بنبرة سريعة عالية ( انا جايي حالا ) ثم اغلق الخط بينما فرح تتابعه وقفت جواره تقول بفزع ( في اي يا سليم ... اي الي حصل ؟) لم ينظر لها بل جمع اغراضه سريعاً قائلا ( في مصيييبة .. انا لازم امشي حالا ) ثم اتجه مهرولا مغادرا البيت .. اتت سارة لفرح وهي تقول بقلق ( في اي يابنتي حصل حاجة ؟) نظرت لها فرح بحيرة وهي تبرز شفتيها قائلة ( معرفش يا ماما .. في واحد اسمه فارس اتصل بيه ودا باين قريبهم .. وهو من وقتها وهو متعصب كدا .. ) قابت والدتها بتمني ( اتمني كل حاجة تتحل ربنا يكون في عونه ) هزت فرح رأسها بأسى علي حالها وحظها .........
....................................................................................................................................................................................................
+
** لا يعرف كيف قاد السيارة بتلك السرعة ولم يفتعل حادث .. يتصل به فارس يخبره ان ادهم اختطف اخته .. اختطف قمره .. تفادى اكثر من حادث بسبب سرعته المفرطة كي يصل لقسم الشرطة ويرى فارس ويستفهم منه كل شئ .. وأخيراً وصل للقسم وترجل من سيارته بخطوات سريعة للداخل بوجه غاضب .. وصل لمكتبه ووجد علي وفارس امامه فهب كالرياح في فارس قائلا بصوت مرتفع ( اختي فين يا فارس ؟) لم يكن حال فارس اقل حالا من سليم ولكنه كان يتفادى غضبه .. يكفي غضب سليم الذي يملئ المكان .. اعطاه فارس الهاتف كي يسمع تلك الرسالة التي سجلتها قمر قبل ان ترى ادهم القذر .. استمع لها سليم بغضب ثم اتجه لكرسيه وجلس قائلا ( اي الي حصل من البداية بالظبط يا فارس .. وانجز في الكلام !) جلس فارس امامه مكملا هو الاخرى بملامح غاضبة ولكن صوته كان هادئ ( كنا المفروض هنتقابل في كافية بنتقابل فيه علي طول ... وهي طالعة من البيت كلمتني وقالتلي انها طالعة وقفلنا علي كدا .. والكافية قريب من البيت اصلا ولما كنت لسه هتصل عليها وصلتني الرسالة دي منها .. وبعد ما سمعتها فضلت اتصل كان فونها مغلق ) كان سليم يستمع له بتركيز وعندما انتهى مسح وجهه بضيق ثم وجه نظره لـ علي قائلا بجمود ( الواد دا يطلع .. ان شالله يكون تحت الارض تدورو عليه ويطلع مفهووم ؟) هز علي رأسه بإيجاب قائلا ( مفهوم ياسليم باشا ) ثم غادر المكتب يفعل ما أمره به سليم بينما قام سليم من مكانه قائلا بنبرة سريعة ( انا لازم اروح اشوف كاميرات البيت ) وغادر المكتب وفارس يلحقه ..
كلا منهما عقله شارد بنفس الشخص وهي قمر .. سليم عقله شارد بأخته خوفا عليها وعلى ما سيفعله ادهم بها .. خصوصاً بعد اخر لقاء بينهم في المنزل
بينما فارس عقله شارد بصغيرته وقلبه يؤلمه عليها .. كيف حالها الآن .. ماذا سيفعل بها ادهم كل تلك الأسئلة تدور برأسه خوفا وقهرا عليها وعلى ما عانته .. قطع حبل تفكيره طرقة سليم علي مقود السيارة وهو يتمتم بالفاظ بشعة في حق ادهم ... ( وحياة امي ما هسيبه ابن ال .. ) اخذ فارس نفسا غاضبا .. وصلا للمنزل فقابلتهم والدة سليم وقمر ' نورهان '
كانت تنظر لهم بإستغراب ممزوج بالقلق قائلة ( مالكو يعيال وشكو مخطوف كدا ليه ؟) ثم نظرت لفارس بقلق ( مش قمر كانت طالعة تقابلك يابني .. اومال هي فين ؟) تلعثم فارس في الحديث ثم نظر لسليم الذي ينظر لوالدته بهدوء عكس تلك العاصفة التي تجتاحه بسبب اختطاف اخته .. ولكن هو الآن يحاول ان يخبئ ذلك الخوف والغضب داخله حتى لا تمرض والدته فقال سريعاً ( راحت مع صحبتها يشتروا حاجات ياماما ) ثم نظر لفارس ولوالدته مرة اخرى ( انا داخل اوضتي انا وفارس في حاجة ضروري عايزين نعملها عن اذنك ) ثم اقترب يقبل مقدمة رأسها التفت لفارس مشيرا له للغرفة .. ثم اتجهوا سويا لها واخرج سليم الحاسوب الخاص به وفتح تسجيلات الكاميرا الموجودة علي بوابة منزله .. ظل يتابع هو وفارس ويقدمان بالشريط ويأخران حتي خروج قمر من المنزل وركوبها سيارة الأجرة ..
قال سليم وهو يتابع الفيديو بتركيز ( اكتب رقم التاكسي دا يا فارس بسرعة ) اخرج فارس هاتفه ونقل الرقم بـ هاتفه بينما ظل يتابع سليم الذي يكبر ويصغر بالصورة ليرى صاحب سيارة الاجرة ولكنه فشل في المحاولة .. أعاد ظهره للخلف وهو شارد بتفكير .. ظل فارس يتابعه يعلم جيداً انه يفكر ولكن هو الآخر سأم بسبب طول الإنتظار فقال مقاطعا حبل تفكير سليم ( سليم انت بتفكر في اي ؟) نظر له سليم ثم وقف مكانه قائلا ( روح انت البيت يافارس وانا هطلع عالقسم .. ولما اوصل لحاجة هكلمك .. ابعتلي بس رقم التاكسي في رسالة ) رفع فارس حاجبيه في انكار ( لا طبعاً انا مش همشي غير لما قمر ترجع .. ولو سمحت متتناقش في الموضوع دا عشان دا اخر الي عندي ) اخرج سليم تنهيدة قوية من داخله ثم قال ( طب يلا ياعم ) ثم غادرا المنزل مرة اخرى باتجاه القسم ...
....................................................................................................................................................................................................
- نور وتامر -
** اتى موعد الغداء .. ذهب جميع الموظفين لبوفية الشركة من أجل تناول وجبة الغداء .. بينما نور فعلت مثلما طلب منها تامر وذهبت له المكتب .. طرقت الباب طرقة خفيفة بينما هو كان يجلس وعندما استمع لتلك الطرقة اعتلت شفتيه إبتسامة منتصرة .. ثم أعاد ظهره للكرسي قائلا ( اتفضل !) دلفت للمكتب وهي الأخري علي وجهها إبتسامة واسعة .. اشار لها بيده بالجلوس فجلست ثم قالت بتساؤل ( حضرتك كنت عاوز تقولي علي حاجة ؟) كان يتابع حركات وجهها وطريقة حركة فمها في التحدث .. وكأنه يحاول ان يحفظ ذلك الوجه في مخيلته .. قام من مكانه وهو يلف حول المكتب متجهها لها قائلا ( اه انا فعلا كنت عاوز حاجة ) وقف خلفها ومد يديه يضعها فوق ظهر الكرسي التي تجلس عليه ثم مال جوار اذنها قائلا ( كنت عاوز اعرض عليكي اننا نتغدى النهاردة سوا ، اي رأيك يانور ؟) ابتلعت ريقها محاولة انزال كلماته التي قالها .. وللاسف اتجهت تلك الكلمات نحو القلب .. فأبتسمت إبتسامة صغيرة قائلة بتلعثم ( اها طبعا .. طبعا .. يعني ليه لا .. بس اي المناسبة ؟) همهم بتفكير وهو يتحرك من خلفها متوجها للكرسي الآخر المقابل لكرسيها ثم وقف خلفه واستند علي ظهر الكرسي مثلما فعل خلفها ولكن تلك المرة عينيه في عينيها ينظر لها بعينين لامعتين وابتسامة تعلو جانب شفتيه قائلا ( نعتبرها بداية علاقة كويسة ما بينا ) نظرت له بحيرة وتساؤل فأعتدل هو في جلسته قائلا بابتسامة ساذجة ( صداقة .. نبقى اصحاب !) ابتعدت ملامح الحيرة والتساؤل وحل محلها ملامح التفكير .. دارت بعينيها في ارجاء المكان .. ثم نظرت له مرة أخرى قائلة بإبتسامة واسعة تُظهر أسنانها البيضاء وتظهر عفويتها الزائدة ( ماشي انا موافقة .. بما ان احنا هنبقى اصحاب فـ مافيش مشكلة ) ابتسم بسعادة لموافقتها .. ولقد خابت تلك الابتسامة عندما قالت بإبتسامتها الواسعة ( بس ثواني هتصل بـ علي اقوله ) اخذت هاتفها بينما هو يتابعها بضيق .. قلب عينيه بيأس .. يحاول ولو دقيقة ان يبعد علي عن تفكيرها ويحتل هو تفكيرها ولكن لا يوجد نفع .. سيحاول مرة أخرى خاصةً وان والمرأة تعشق الدلال والاهتمام .. ابتسم بسخرية عند تلك النقطة .. عاد من تفكيره لأرض الواقع عندما قالت بحيرة ( علي تليفونه مقفول .. ممكن يكون في شغل ضروري) اعتدل تامر في وقفته ثم اتجه نحوها وهو يمد يديه لها قائلا ( خلاص انتي مش هتروحيله شغله عشان تستأذني يعني هو تلاقيه عاوز يريح دماغه شوية ..... او فعلا زي ماقولتي بيشتغل !) كانت تنظر له وهو يتحدث بتفكير ثم نظرت ليديه ووضعت يديها في يده .. ووقفت مكانها وهي تقول بشرود ( ممكن فعلا ... ) ابتسم تامر ابتسامة ساخرة ثم قال ( يلا بقى احنا نمشي ) ابتسمت بخفوت وهزت رأسها له موافقة وغادرا سويا للمطعم المجاور للشركة ... طلبا الطعام بينما هو لم يبعد نظره عنها طوال الوقت .. حتى انها لاحظت واصبحت تخجل بسبب ما يفعله .. لأكثر من مرة يظهر احمرار وجهها خجلاً .. وماكان منها سوى انها تخفض بصرها أرضا خجلة مع شتائم محبين - علي - لها لانها تتصرمح مع تامر وتوزع عليه ابتساماتها الخجلة والمحببه ... وكما قال المثل القديم " اللي اختشوا ماتوا "
....................................................................................................................................................................................................
- تيم وطيف -
11
** ارتدت ذلك الفستان الذي يغيظه ويكيده حتي تكيده من الداخل .. فُستاناً من اللون الابيض يبرز مفاتنها .. علي الرغم من انها تشبه عود القصب .. ولكن ذلك لم يمنع من ظهور بعض المفاتن .. مثل فتحة الظهر الطويلة .. رفعت شعرها في وضعية - الكعكة - مع سقوط مع الخصل علي عنقها .. ابتسمت برضا لنفسها وهي تنظر في المرآة .. كادت ان تلتف لتأخذ حقيبتها ولكن منعها الالتفاف وجوده علي باب الغرفة يقف ناظراً اليها بنظرات تحمل العديد من التفسيرات .. نظرات محببه .. غاضبة .. حارقة ويود يود حقا ان يحرقها الآن امامه حتي تعلم جيداً ما مصير اللعب مع النار .. اقترب قليلاً من مكانها فعادت هي للخلف خطوتين من ذلك الوحش الذي سينقض عليها الآن .. رفع يديه يمررها علي ذقنه بفمه مع عضه لشفتيه السفلية بقوة .. ازدردت خوفاً وضمت يديها لها قائلة بتلعثم ( دا دا دا .. ااا دا دا انا .. اااا ) لم تكن تعلم ماذا تقول .. جذبها من يديها له لتصبح بمقابلة صدره بينما هو يقول بـ نبرة خافتة رجولية ( اااا اي مسكك سلك عريان ) ابتلعت ريقها الذي لم يعد موجود من الأساس .. فلقد جف حلقها تماماً من الخوف .. لم تستطع ان تتفوه بكلمة ... ليقول بسخرية وابتسامة لعوبة وهو يلف يديه حول خصرها (عارفة ياطيف .. يعجبني فيكي القوة والحماسة الي بتبقى فيكي قبل ما تشوفيني .. واول ما تشوفيني كل دا بيطير .. هو انا مخيف يا طيف ولا حاجة ؟) هزت رأسها لاعلي واسفل ثم قالت بنبرة شبه هامسة وهي تنظر في عينيه ( اه .. انت بعبع !) ظل ينظر إليها وهو يرمش بعينيه عدة مرات ثم وللمرة الثانية انفجر في الضحك امامها .. بينما هي ابتسمت ببلاهه وهي تتأمله عينيه المغمضتين بسبب ضحكه المفرط .. ضحكته الرجولية التي تملئ المكان .. وكانت لحظات من الاحلام الوردية لدى طيف .. ان تراه يضحك .. ها هو يحقق لها تلك الأمنية ولكن في لحظات وينتهي الحُلم .. وعاد لوجه العابس فقالت في داخلها " دا باين عليه بيتحول ولا اي " اخفضت وجهها أرضا ثم رفعت عينيها فقط تنظر له باستطعاف .. فرفع حاجبيه بسخرية وتنقل بعينيه في ارجاء المكان بينما هي استغلت تلك الفرصة وضعت يديها علي بطنها وهي تقول بتأوه ( ااه .. بطني بتوجعني اوي باينله كدا بيرفس !) ابعد يديه عنها ثم ابتعد مقدار خطوة عنها بينما هي تتابعه بعين وتعود للتمثيل مرة اخرى ..وقف واضعا يديه في جيبه وملامح القرف والسخرية تحتل وجهه مع ارتفاع احدى حاجبيه وطرف شفتيه قائلا ( مفقوسة اوي يا طيف هانم .. وبعدين عيل اي الي بيرفس فالشهر الاول ) كانت تحنو ظهرها ممسكة ببطنها وعندما استمعت لتلك الكلمات رفعت بصرها تنظر له ثم اعتدلت في وقفتها ورفعت اصبعها تضعه في فمها بأرتباك قائلة ( مافيش طفل بيرفس فالاولاني صح ) ابتسم بمجاملة لها ثم عاد لجموده ( وحتة القماشة الي انتي لابساها دي تلبسيها وانتي معايا ياعنيا .. روحي غيري والبسي حاجة مظبوطة .. انا داخل اغير هدومي ) ثم ابتعد من امامها باتجاه غرفة الملابس وهي عندما رأته يختفي من امامها قالت بسخرية ( البسه قدامه قال .. دا علي اساس اني مراته ) صمتت قليلا ثم قالت ببلاهه ( لا ماشاء الله عليكي ياطيف وحامل في ابنه ... يارب امسك عامود نور يكهربني خليني اموت وارتاح ... !) طل رأسه من تلك الغرفة قائلا لها بسخرية وصوت مرتفع نسبيا ( عواميد النور مش بتكهرب غير في المطر .. عندك فيش النور كتير يا طيف علي واحدة منهم ودبي صوابعك فيها هتهزك هز جامد !) التفت تنظر له وهي تضيق عينيها قائلة ( علي فكرة دا مش احترام عيب كدا ) اخرجت تلك الكلمات من فمها ثم اسرعت في حركة قدميها متجهه لخارح غرفته لغرفتها تُبدل فُستانها ...
....................................................................................................................................................................................................
- حنين وليث -
** جلست علي الاريكة تُفكر فيما عرضه عليها ليث .. تعلم جيداً انه قرار مصيري يجب ان تختار الصحيح .. تذكرت لماذا اتت من لندن فأخرجت تنهيدة من داخلها توضح ما تشعر به حنين من كره تجاه الزواج بسبب والدها .. ذلك الاب الذي لم يرحمها منذ ان تخرجت من جامعتها وهو يريد تزويجها .. وفي آخر مرة اراد تزويجها لرجل في سن والدها .. اللعنه هو لا يريد تزويجها بس يريد بيعها بلا مقابل .. ولكن الآن ان الوضع مختلف كليا مع ليث .. فهو شخص جيد وعمله جيد ولديه مستقبل وكل الفتيات تتمناه .. عند تلك النقطة توقفت قليلاً تسأل نفسها " هل هذا المهزء عرض على غيرها الزواج من قبل ؟" هزت رأسها بنفي وكأنها تجيب علي نفسها لتقول بخفوت ( قالك انه كان بيدور اتهدي بقا بتفكيرك دا !) ثم اكملت تفكير فيه وبجماله ووسامته ورفعت حاجبيه باستمتاع وهي تضيق عينيه بابتسامة خبيثة ( قشطة يولاه ) ثم حركت شفتيها للجانب الآخر بلا مبالاة وهي تضع يد فوق الأخري قائلة ( أحلى من الشرف مفيش فعلا ) .. اعادت رأسها للخلف تسندها علي الأريكة وهي تفكر وتشرد بتفكيرها بعيداً في حياتها مستقبليا مع ليث وماريا .. تلك الصغيرة التي احبتها من قلبها .. ابتسمت بدفئ وقطع حبل تفكيرها صوت هاتفها .. اعتدلت في جلستها ممسكة الهاتف فوجدت رقم مجهول .. انه رقم ليث .. لم تسجله بعد ولكنها حفظته بسبب كثرة الاتصالات خاصته .. ترددت في البداية من ان تجيب ثم اجابت قائلة بخفوت ( الو ؟) اتاها صوته متحمسا ( ها وافقتي انا سبتك تفكري كتير اهو ) قوصت حاجبيها ببلاهه ( كتير اي يابني دانت لسه موصلني البيت من نص ساعة ) اجابها بتساؤل مزيف ( وهي نص ساعة قليل !) قلبت حاجبيها وهي تنفخ قائلة ( انت قولت مش هتكلمني لحد ما افكر كويس يبقى متتصلش تاني ) اتاها صوته الذي يبين عبوسه قائلا ( طاه ياختي .. فكري كويس ها .. خلصي حساباتك وبعدين كلميني .. ولو احتجتي اي مساعدة في الحسابات كلميني انا مهندس شاطر !) كان تقلده بفمها بسخرية ثم قالت ( طاه طاه يلا يلا سلام ) ابعدت الهاتف عن اذنها واغلقت الخط في وجهه وهي تبتسم ابتسامة خجلة .. سعيدة .. مُرتاحة .. وداخلها يود ان يوافق بنسبة خمسة وتسعين في المئة ... ولكنها ستنتظر لتُفكر جيداً وتصلي صلاة الاستخارة حتى توافق عن اقتناع .. اتى في بالها قمر ففتحت هاتفها تود ان تحادثها ولكنها وجدت رسالة من رقم مجهول في البداية اعتقدت انه ليث ولكن لا هذا الرقم غير رقم ليث .. إذن لمن وما محتوى رسالته .. فتحت الرسالة وكان محتواها فيديو ... فتحت الفيديو والفضول يأكلها .. بدأت عينيها تتوسع بصدمة ونفسها يعلى شيئاً فـ شيء .. كان الفيديو يحتوي علي قمر وهي مربطة اليدين والقدمين تجلس علي ارض مليئة بالتراب .. جوار فمها جرح كبير ينزف دماً .. ثُم وصل فيديو اخر لهاتفها فرأته وهي تسمع صوت رجولي لا تعرفه ولكن من شكها علمت انه ادهم .. ( ها اي رأيك في قريبتك ياقطة .. وري الفيديوهات دي لاخوكي الشبح والظابط سليم ) قهقه ادهم بطريقة مقززة وتسللت يديه لذراع قمر وهو يتلمسه بينما هي تنفر منه ببكاء مرير وانتهى الفيديو عند تلك الثانية بينما حنين كانت دموعها تهبط علي خديها بأسى علي قريبتها وصديقة عمرها وطفولتها .. اخذت ترن علي فارس بجسد مرتعش وقلب مرتجف .. لم يجيب فـ رنت مرة اخرى فلم يجيب .. ثم رنت علي سليم ليرد هو بنبرة سريعة ( حنين انا في شغل ومش هعرف اكلمك دلوقتي ) ردت بسرعة وبنبرة باكية ( قمر يا سليم .. قمر مخطوفة ) اتاها الصمت لبعض من الوقت ثم أجاب سليم بنبرة متسائلة ( انتي اي عرفك ياحنين ) فردت هي الأخرى وهي تمسح دموعها ( هقولك عرفت ازاي بس انا لازم اشوفك دلوقتي حالا ) اجابها ( طيب خليكي في البيت انا جاي انا وفارس ) ثم اغلقا الخط بينما حنين جلست تضم ركبتيها إليها وهي تفكر بـ قمر ببكاء وما يحدث لها الآن ...
..............................................................................................................................................................................
** ظل سليم يشاهد الفيديوهات اكثر من مرة يحاول ان يستنتج منها شئ بينما فارس .. غاضب .. هائج يود ان يفتك ذلك المدعو ادهم .. نظر لسليم قائلا ( وبعدين بقا احنا هنلاقي صرفة ازاي .. الواد دا محدش عارف يوصله يعني ولا عارف مكانه ) نظر له سليم ثم لحنين قائلا بحيرة ( هنلاقيه لو تحت الارض .. بس انا عاوز اعرف إيه غايته انه يبعت الفيديو لحنين مش يبعته ليا ولا ليك !) هز فارس كتفه بلا مبالاة ( وانا اي عرفني يعني مكنتش قاعد في راسه ولا عارف هو بيفكر ازاي .. المهم هو عايز يكيدنا وبس ) نظر له سليم بهدوء ثم نظر امامه بشرود وهو يفكر ويحاول ان يصل لحل او طريقة ما .. ثم نظر لحنين وفارس ( انا اهم حاجة عندي ان امي متعرفش اي حاجة دلوقتي تمام ) هزت حنين رأسها بإيجاب بينما فارس اكتفى بالصمت ..
ظل سليم جالسا معهم لبعض الوقت حتى اتته رسالة من علي .. واكتفى بمعرفة محتوى تلك الرسالة دون إخبار فارس .. ثم قام من مكانه قائلا ( انا همشي عشان مسبش والدتي كل الوقت دا لوحدها وهقولها ان قمر بايتة مع حنين الليلة دي عشان كانت مخنوقة شوية ) نظر له فارس قائلا بهدوء ( لو عرفت حاجة اتصل بيا انا مش هنام ) .. هز سليم رأسه ثم غادر المكان وركب سيارته متوجها نحو المكان الذي اخبره به علي في رسالة .. وفي طريقه رن هاتفه بإسم فرح .. تذكر كيف تركها وغادر علي ملى وجهه دون اخبارها بشئ .. يبدو انها قلقت كثيرا عليه .. امسك هاتفه واجابها ( الو ) ردت بنبرة متلهفة ( اي ياسليم في اي .. انا عمالة احاول اتصل عليك بيديني مغلق .. هو في حاجة وحشة حصلت معاك !) اخذ نفسا عميقا ثم قال ( محصلش حاجة يافرح .. بس في كذا حاجة في الشغل لازم اخلصها .. نبقى نتكلم بعدين واحكيلك كل حاجة مش هينفع في التليفون ..) همهمت ثم قالت ( ماشي .. خد بالك من نفسك ) ابتسم إبتسامة صغيرة ثم قال ( حاضر .. يلا سلام ) ( سلام ) كانت تلك اخر كلمات سمعها منها عندما اغلق المكالمة .. وصل لمستودع ملئ بالسيارات الخردة .. وبعض سيارات الأجرة .. التفت حوله فوجد علي يترجل من سيارته بأتجاهه قائلا ( التاكسي الي ظهر في الكاميرا هنا ) وضع سليم يديه علي المسدس الذي يعلقه في بنطاله ثم قال ( تمام اوي ) ثم دلف للمستودع وبرفقته علي ووجد بعض الرجال يجلسون حول مائدة يلعبون القمار والبعض الآخر يعد رُزمة من النقود .. والبعض الآخر يغير ارقام السيارات .. اتى رجل وبفمه سيجاره ( خير يابشاوات ) نظر سليم له من اعلاه لأسفله ثم اشار لـ علي الذي فهم ما يريده فأمسك هاتفه يعبث به .. فقال ذلك الرجل ببعض الرهبة ( في اي يا اخينا انت وهو ؟) اقترب سليم في مقابلته قائلا بهدوء وتساؤل ( في تاكسي خرج الصبح من هنا بالنمرة دي ) ثم اخرج هاتفه يريه التاكسي برقمه فقال الرجل وهو يشوح بيده ( اه .. طب هو يخصك في حاجة لمؤاخذة !!) نظر سليم لـ علي ( انت بتتصل بالبوليس ليه ياعلي هما هيجاوبونا ) تريث الرجل في خوف ثم قال ( بوليس اي بهاوات هو في اييي ؟) فقال علي بتهديد ( جاوب عالباشا !) نظر لهم ذلك الرجل ببعض الخوف ثم اشار لاحدى رجاله ان يأتي .. فأتي واحداً منهم ليسأله ذلك الرجل وهو ينظر لسليم بخوف ( التاكسي الي الي خرج الصبح نمرته اي ؟) أخبره ذلك الشاب بنمرة سيارة الأجرة فسألهم سليم بإستغراب ( وفين الواد الي كان سايقه الصبح ؟) فرد الشاب ( منعرفوش هو انتو الكاميرا الخفية ولا اي ؟) ابتسم سليم بسخرية ( لا قدرك الأسود ) ثم نظر للرجل ( انطققق فين الواد الي كان سايق التاكسي الصبح ؟) فرد ذلك الرجل بخوف ( دا واحد منعرفوش جه طلب التاكسي وادانا فلوس كتير قال هيعمل بيه مشوار وهيرجعه ) همهم سليم فسأل ذلك الرجل مرة اخرى ( بس انتو تطلعو مين يابشاوات ؟) فرد سليم بابتسامة صفراء ( ماقولتلك قدرك الأسود .. الرائد سليم ياروح امك !) وما هي الا عدة ثواني حتي حاصرت الشرطة المكان ليقف الكل رافعا يده لاعلي بينما سليم نظر لهم ببعض من القرف قائلا ( نكمل كلامنا مع كوباية شاي في القسم ياخويا !) ثم استدار مغادرا المكان تاركا عناصر الشرطة تقبض علي الرجال الموجودين في المكان .............
..................................................................................................................................................................
1
** بدأ يشقشق النهار باشعة بسيطة للشمس .. فكانت السماء عبارة عن زراق ممزوج بـ لون اشعة الشمس قادما من الافق البعيد مشيراً ان الشمس ستشرق كاملة بعد قليل من الوقت .... بينما علي في القسم رفقة سليم .. لم يتركه دقيقة واحدة حتي يحل معه تلك المصيبة التي وقعت علي عاتقهم .. كان جالساً يشرب بعض الشاي وفتح هاتفه .. فوجد رسالة منها محتواها ' مجتش النهاردة ليه ؟' اخذ نفسا عميقا ثم رد برسالة مختصرة ' انا اصلا مروحتش البيت .. انا في الشغل يا نور ' اغلق هاتفه مرة اخرى يفكر فيما يحدث معهم .. تلك المشاكل التي هبت فجأة عليهم منذ ذهابها للشركة وعملها بها .. منذ يوم خطبتهم وهي تزيد .. يكره المشاكل بينهم يود ان يظلا مثل العسل بينهم الحب والعشق فقط .. ولكن كما نقول تلك هي سُنة الحياة .. المشاكل والحزن والهم ...
انتهى من كوب الشاي ودلف لسليم في مكتبه فوجده يشاهد بعض الفيديوهات وهو شارد ... تنحنح علي مشيراً لوجوده فنظر له سليم لبعض الوقت وهو شارد .. ثم قام من مكانه وهو يأخذ مسدسه قائلا ( انا عرفت مكانهم فين !) وضع علي كأس الشاي ولحق سليم الذي استعجل في الذهاب .....
..............................................................................................................................................................................
يتبع ♥
انا عارفة ان البارت ممل حبتين بس البارت الجاي هيبقى حلو وعايزة تفاعل كويس ♥💐
كومنت مفصص الرواية واي عجبكم فيها واي مش عجبكم ؟
ومين اكتر ثنائي عجبكم ؟ 💐