رواية صراع الذئاب الفصل الحادي عشر 11 بقلم ولاء رفعت
_
أشعة الشمس تولج من بين فتحات الستائر... تهبط ع جفونها تداعبها ... لترمش
عدة مرات بإنزعاج فألتفتت لوميض هاتفها معلنا عن رساله واردة ع ال (الواتس
)
فأطلقت تنهيدة بملل ثم جذبت
الهاتف من فوق الكومود لتري محتوي الرساله حتي أنفرجت أساريرها بإبتسامة
جلية وهي توصد عينيها بسعادة ثم أخذت تقرأ
يونس : صباح الخير ع أجمل عيون ف الكون
عضت ع شفتها السفلي بخجل ثم أجابت كتابة : أعتبر دي مجامله ولا غزل صريح!
يونس : إعتبريه رأي فنان ف إبداع الخالق فيما خلق
تنهدت وقالت بصوت مسموع : وبعدين معاك هتروح بيا ع فين كده! !!
يونس : سكتي ليه ؟؟؟ عموما لو بتضايقي من الكلام ده إعتبريني مقولتش حاجه
كارين : أبدا أنا عارفه إنك بتهزر
يونس : بهزر!!!
أرادت تغير مجري المحادثه فأرسلت : نسيت أقولك ميرسي كتير ع وقفتك جمبي الأيام الي فاتت بجد مش عارفه من غيرك كنت هعمل أي
يونس : العفو أنا معملتش حاجه .. المهم جهزي نفسك عشان شويه وهعدي عليكي عشان هاروح معاكي تسلمي الرساله بتاعتك
كارين : مفيش داعي أنا هطلب أوبر
يونس : كارين أدامك نص ساعه بالكتير وهكون عندك سلام
أرتفع حاجبيها بإندهاش ثم ضحكت وقالت : مجنون وشكلك هتجنني معاك
ألقت
بالهاتف ع فراش مضجعها الحريري ذو اللون الذهبي لتنهض وهي ترتدي ذلك
الشحاط ذو الفراء ع شكل أرنب وردي .... دلفت إلي المرحاض لتزيل آثار النعاس
من وجهها بالإغتسال وتنظيف أسنانها ... عقصت خصلات شعرها للأعلي ع شكل
كعكه وهي تغادر الغرفة متجهة نحو المطبخ لتعد كوب القهوة التي أعتادت عليه
صباحا
مازالت البسمة لم تفارق
ثغرها وكلماته التي تجول ف ذهنها ... تضغط ع زر تشغيل ماكينة عمل القهوة
وأنتظرت حتي أمتلأ الكوب فتناولته ... قطبت حاجبيها بإنزعاج من تلك الرائحة
القوية الآتيه من الردهة
غادرت
المطبخ متجهه نحو مصدر ذلك الدخان ... شهقت بذعر وسقط منها الكوب ليتناثر
حطاما فوق الأرض ... تنظر إلي ذلك الجالس واضعا ساق فوق الأخري يزفر دخان
سيجارته التي لم تفارق أصبعيه
_ قصي !!! قالتها كارين وهي تبتلع ريقها بتوتر
أنحني بجذعه قليلا إلي الأمام وهو يدفس ماتبقي من سيجارته ف المنفضة الكريستاليه ثم تراجع بظهره بكل هدوء وسخرية :
بونجور يا فنانه
ومن نظراته التي يرمقها بها أيقنت بعلمه بكل ما حدث ... عقدت ساعديها أمام صدرها وأجابت بسخرية مماثله :
بونجور يا قصي باشا ... واضح إن رجالتك ماشاء الله عليهم شايفين شغلهم ع الأخر
نهض وعينيه ع معصمها الأيمن الذي يحاوطه الجص وأقترب منها وقال : لولا رجالتي كان زمانك مشرفه جمب الوالد وبقرء عليكي الفاتحه
أبتسمت بتهكم وقالت : ولما أنت خايف عليا للدرجدي مش عايز تبطل شغلك الوسخ ده ليه !!!
أحتدت عينيه بنظرات قد دق قلبها مرتجفا وهو يقترب منها حتي توقف أمامها مباشرة يمسد ع وجنتها مبتسما قال :
كارين أنا جاي أطمن عليكي وأقولك أبعدي بمزاجكك أحسن ما هخليه هو يبعد غصب عنك
تسمرت بمكانها وهي ترمقه بنظرات ساخطة وهي تعلم مقصد حديثه وقالت بتحدي : ولو مبعدتش يا قصي هتعمل أي!!!
وضع يديه بجيوبه بشموخ وأجاب بنبرة تهديد : حادث سير مروع أدي إلي إنقلاب سيارة ابن رجل الأعمال المعروف مما أدي إلي وفاته المنيه
أتسعت حدقتيها وصرخت ف وجهه وقالت : أنت شيطان
أبتسم بجانب فمه ثم تحولت ملامحه إلي الغضب وقال :
طول
ما عيلة البحيري بتقرب من الي يخصني هتلاقيني ألعن من الشيطان ... أنا مش
بحجر عليكي ولا بقولك ماتعيشيش حياتك ... لكن مع أي حد ماعدا أي كلب من
كلاب العيلة دي بالذات
أنسدلت عبراتها لتجيب بصوت مختنق : أنت مش أخدت الي أنت عايزه منهم وأتجوزتها وخلاص ف أي تاني !!
صاح بغضب أكثر : لسه .. لسه في حساب كبير لازم أصفيه .. حاجه أنتي ملكيش دعوه بيها
صاحت بمستوي نبرة صوته : وأنت كمان ملكش دعوه بحياتي وأحب مين وأكره مين
أمسك
بمعصمها الأيسر ورمقها بنظرات تحذيرية وقال غاضبا : وقسما بالله يا كارين
لو حسيت بس لسه ع علاقة بيه هخليكي تقري خبره ف الجرايد تاني يوم وأنتي
أكتر واحده عارفاني بقول الكلام مرة واحدة
قالها وهو يلقي يدها بقوة ف الهواء ثم أبتعد ليهم بالذهاب متجها نحو باب المنزل فأستوقفته بصرخة مدويه :
أنا بكرهك ياقصي
جز
ع فكيه ثم أكمل سيره مغادرا ولم يعيرها إي إهتمام ليصفق الباب خلفه بقوة
لتهتز النوافذ بصوت أهتز له قلبها وهي تبكي بقهر وألم وهي تجلس ع الأرض تضم
ركبتيها نحو صدرها وأطلقت العنان لعبراتها حتي أنتبهت لصوت رنين هاتفها من
داخل غرفتها ... نهضت لتذهب إلي الداخل لتمسك بهاتفها حتي قرأت أسم المتصل
_
بينما يونس يخرج من المصعد متجها نحو منزلها وهو يضع هاتفه ع أذنه منتظرا
أن تجيب عليه ... زفر بسأم ثم أخذ ينقر ع شاشة الهاتف ليرسل لها :
كارين أنا أدام باب الشقه خلصتي ولا لسه ؟؟
_
كارين بالداخل تعتصر عينيها ألما ... غادرت غرفتها وذهبت نحو باب المنزل
تنظر من خلال تلك الفتحة التي تتوسط الباب لتجده ينتظرها حقا
أبتعدت قليلا لترسل ردا ع رسالته وأرسلت :
معلش يا يونس أنا نزلت من بدري شوية ريماس صحبتي عدت عليا وخدتني فطريقها
قرأ الرسالة ليطلق زفره بضيق ليوصد هاتفه ويضعه ف جيب بنطاله ليعود إلي المصعد مرة أخري ويغادر.
___________________________
_ في قصر البحيري ...
تصرخ خديجة من داخل غرفة آدم الذي قام بآسرها داخلها عنوة عنها ... أخذت تضرب الباب من الداخل بقبضتيها
_ أفتح عايزة أروح لبابا ... صاحت بها خديجة بتكرار
وبالخارج ف الرواق ....
_ والله لو ما فتحت لها يا آدم مش هتعرف أي الي هيحصلك ده غير حسابك مع باباك ... صاحت بها جيهان
جز ع أسنانه وصاح وهو يشير نحو غرفته : يعني عجبك إنها مدت إيدها عليا ومفيش حد أتجرأ أبدا وعاملها
أجابته بأمتعاض وغضب : هي عمرها ما هتعمل كده غير لما تكون عملت معاها حاجه ضايقتها أنا عارفه خديجة كويس
رفع إحدي حاجبيه بسخرية وقال : والله !! وأنا بقي الي بقيت الظالم المفتري!!
جيهان بنبرة أمر :ولد ... وطي صوتك ومتنساش إنك بتتكلم مع مامتك ... وروح أفتح الباب
أخفض
بصره بخجل عندما تتدارك أنفعاله الحاد فأتجه نحو الغرفة ليفتح الباب
ويدفعه بقوة ليجد تلك المنكمشة ع الأرض ترتجف من البرودة بسبب ثيابها
المبتلة ... ركضت نحوها جيهان لتمسك بها وتجعلها تستند عليها
_ خديجة حبيبتي ... أنتي بخير؟؟ ... قالتها جيهان بقلق
أومأت لها إيجابا وهي تقول بنبرة مرتجفه : ععع ...ااا..يي..زه أروح ل..بب.ا..با
قامت جيهان بضمها إلي صدرها بحنان الأم وهي ترمق آدم بغضب ثم أخذتها إلي غرفتها لتبدل ثيابها حتي لاتمرض
_ زفر آدم وهو يجز ع فكيه وركل الطاولة التي سقطت من فوقها المزهرية ع الأرض ... ليستوقفه رنين هاتفه ليجيب
آدم : ألو يابابا
عزيز : مسافة الطريق والاقيك ادامي ف الشركة ... قالها بنبرة غضب ثم أغلق المكالمة بدون سابق إنذار
قطب آدم حاجبيه فأيقن من نبرة والده إن هناك خطب ما ... تنهد بسأم وقال : أوووف أهي كملت
قالها ثم غادر القصر مسرعا متجها نحو المرآب ليستقل إحدي سيارته
_ بداخل غرفة جيهان ...
أنتهت خديجة من إرتداء ذلك الثوب المحتشم التي أعطته إياه جيهان ...
جيهان تنتظر ف الخارج وطرقت الباب قائلة : خلصتي يا ديجة
_ أه خلصت ... أجابتها خديجة من الداخل وهي تجلس ع طرف التخت وتحاوط جسدها بزراعيها لتستمد الدفء قليلا
فتحت جيهان الباب وأتجهت نحو طاولة الزينة التي يعلوها المرآه لتتناول فرشاة الشعر وجلست بجوار خديجة وتقوم بتمشيط شعرها
جيهان : ع فكرة هو بيبان قاسي من بره بس قلبه طيب أوي طالع زي عمك عزيز بالظبط
لم تجيب خديجة وأكتفت بالنظر إليها بأعين دامعه ... فتحت زراعيها لترتمي بينهما وهي تشهق باكية :
أرجوكي يا طنط جيهان عايزة أروح أطمن ع بابا
مسدت
جيهان ع ظهر خديجة وهي تهدأها : حبيبتي أهدي وكفاية عياط ... أنتي ريحي
حبة وأدفي كويس عقبال ما هخليهم يعملولك شوربة ولما الاقيكي بقيتي كويسه
هاخدك بنفسي ونروح نطمن عليه ... خلاص أتفقنا
أحست خديجة بوهن جسدها الذي تراخي فأومأت لها بالإيجاب
جيهان : طيب يلا نامي وأدفي كويس وشوية كده ورجعالك ... أوك
أبتسمت خديجة لها وقالت : حاضر
أستلقت
خديجة ع التخت ذو الفراش الوثير فقامت جيهان بمساعدتها ودثرتهابالغطاء فوق
جسدها لينعم بالدفء ... ثم غادرت الغرفة بهدوء وهي تغلق الباب
جاءت سميرة مديرة الخدم بالقصر تركض لاهثه لتتوقف أمام جيهان بملامح دبت الذعر بقلبها
سميرة : الحقي يا جيهان هانم
قالت جيهان بقلق وخوف : أنطقي ف أي ؟
أبتلعت ريقها بصعوبة لاتعلم ماذا تقول حتي تمالكت لسانها وقالت :
مصعب أتصل عليا دلوقت وقالي أروحله ع العنوان الي بعتهولي ف رساله وأخد معايا هدوم لآنسه ملك
_______________________
_ في بناء الشيخ سالم ....
تقف ف إنتظار إحدهم وهي ترتقبه من نافذة الباب الخشبي
_ واقفه عندك بتعملي أي يا أخرة صبري .... قالتها صباح خالة سماح وهي تضع أطباق طعام الفطور ع المنضدة الخشبية الصغيره
ألتفت إليها سماح بزواية وهي تهمس : هششش ياخالتي مش وقتك
لوت صباح فمها يمينا ويسارا ثم جلست وهي تمسك بالخبز وقالت : ياريت متطلعيش خايبه وبدل ماتصطاديه يصطادك هو ويرميكي رمية الكلاب
وضعت
يدها ع خصرها والأخري تداعب بها إحدي خصلات شعرها وقالت : اتكي ع الصبر
ياخالتي وبكره هتشوفي موحه هتصطاده إزاي وهخليه زي الخاتم ف صباعي كمان
أنتبهت لخطواته المتثاقله من الإرهاق المتملك من جسده وهو يصعد مستندا ع درابزون الدرج ... أندفعت مسرعه للداخل متجهة نحو المطبخ
تعجبت صباح لتغر فاهها ثم قالت : آه يابنت المجانين
خرجت
للتو ع عجلة من أمرها لتجيب ع خالتها بإقتضاب : الله يسامحك .. قالتها وهي
تأخذ بعض أطباق الطعام وعدة أرغفة فوق الصينية التي جلبتها من الداخل
صباح وهي تبتلع ما بفمها : وده اسمه إي إن شاء الله يا بنت أختي !! إحنا لاقين ناكل لما نفتحها تكيه للغريب
زفرت سماح ورمقتها بغضب وتمتمت بصوت غير مسموع وهي متجهه نحو باب المنزل : ياساتر عليكي عمرك مابتشغلي عقلك المصدي ده
ثم
ألقت نظره ع هيئتها أمام المرآه القديمة المعلقه ع الحائط المجاور لباب
المنزل لتنظر بإبتسامة ع تلك العباءه الملتصقة بجسدها ذات فتحة الصدر
المتسعه ... تهندم خصلات شعرها الغجري وتتأكد من حمرة شفتيها ذات اللون
الوردي القاتم الذي يبرز شفاها بشكل يثير النفوس والشهوات
_
وبداخل الشقه المقابلة بعدما دلف كان مستلقي فوق الأريكة بعد إن خلع حذائه
... أخذ يستنشق رائحة ثيابه بشمئزاز فقال : لما أقوم اخد لي دش ع السريع
وأغير هدومي ... قالها لينهض متجها نحو غرفته فأستوقفه صوت رنين جرس الباب
فتأفف بضيق وقال : وده مين الرذل الي جاي مش ف وقته ده
فتح
الباب بدون أن يسأل وكاد ينطق لتقاطعه بإبتسامة مغناج وبدلال قالت : ألف
ألف سلامة ع عم سالم .. والله كنا رايحين أنا وخالتي لاجل نزروه هناك ف
القصر العيني لكن الجيران قالولنا ده نقلوه ع مستشفي خاصة ومحدش يعرف
عنوانها
أبتسم طه ولم تصل إبتسامته لعينيه وقال : تسلمي يا آنسه سماح كأنك جيتي بالظبط
دفعته بالصينية للداخل وقالت : لامؤاخذه ياسي طه ده فطار كده ع ماقسم
قالتها
وهي تضع الصينية فوق الطاولة وهي تنحني للأمام عن قصد لتبرز أعلي مفاتنها
من تلك الفتحة العلوية للعباءه فأصابت هدفها لتنظر بطرف عينيها لتجد تلك
الأعين التي تخترقها بشهوة وصوت أنفاسه التي وصلت لمسمعيها وهو يبتلع ريقه
وتتحرك تلك التفاحة التي تتوسط عنقه
أعتدلت
لتقف ثم تقدمت نحو الباب وقالت : لو محتاج أي حاجة خبط علينا ومتتكسفش ...
قالتها ولم تنتبه لخطواتها فتعثرت بتصنع ليتجه نحوها وهو يمسك بزراعها بيد
والأخري ع خصرها ... رفعت عينيها ف عينيه الذي أنزلها ليرمق تلك الشفاه
المثيرة ... تخللت السعادة جوفها فها هي نجحت ف أول مرحلة ... شعرت بأنفاسه
التي تقترب من بشرتها وهي ع يقين من مبتغاه
_ أيوه ياخالتي جايه أهو . .. صاحت بها وهي تبتعد عنه ليستفيق وقال بتعلثم : شكرا .. ع ع علي الفطار يا
قاطعته وهي تقول بضم شفاهها للأمام : موووحه
قالتها وهي تفتح ذلك الباب الذي كان مواربا فكادت تصتدم برحمة التي كانت تتابع كل ماحدث ف صمت
رمقتها سماح من إسفل لأعلي ثم ذهبت لتولج إلي داخل شقتها
______________________________________
أنتبه طه لرحمة وهو كاد يغلق الباب ... نظرات الإزدراء التي تلقيها عليه كفيلة بكل ماكانت ستتفوه به
طه بتوتر قال : أأ هلا يا رحمة ... أتفضلي
رفعت حاجبها بتهكم وقالت : أنا شوفتك طالع فطلعت عشان أسألك ع عم سالم بس الظاهر جيت ف وقت غلط .. عن أذنك
قالتها لتهم بالمغادرة فأمسكها من معصمها وقال : رحمة .. أنتي فاهمه غلط والله العظيم ه.....
قاطعته وهي تبعد رسغها عن قبضة يده وقالت : وأنا مالي بتبرر ليا بصفتي أي !! ... دي حياتك وأنت حر فيها ومش جديد عليك يعني
عقد حاجبيه بضيق وقال : اصدك أي بكلامك ده ؟؟؟
رفعت
كفها لتشير له إلي خاتم الخطبة خاصتها وقالت : اصدي كل واحد بياخد نصيبه
... قالتها ونظرات نارية تخرج من جحيم عينيه فلم يدرك حاله وهو يجذبها إلي
الداخل وأوصد الباب بالمفتاح وقام بوضعه ف جيب بنطاله
_ يخربيتك بتعمل أي ... أفتح الزفت ده ... خطيبي لو عرف هيقتلك
أقترب منها وع وجهه إبتسامه سخرية : ده مين الي يقتل مين !! ... ده عيل هاتيا أخره يروح يشتكي لأمه عشان تجبله حقه
أشارت له بسبابتها بتحذير وقالت : لو سمحت أتكلم عنه بأسلوب محترم ده كلها يومين وهيبقي جوزي
أطلق ضحكة مدوية وهو يقترب منها أكثر وهي تتراجع إلي الخلف حتي أرتطم ظهرها بالباب
أبتلعت ريقها بقلق وخوف وقالت : أرجوك ياطه لو لسه باقي ع العيشره الي مابينا أفتح الباب وخليني أمشي الله لايسيئك
أقترب منها أكثر حتي أحست بملمس كفه ع وجنتها وهو يقترب بأنفاسه وقال بصوت مليئ بالرغبة : واحشتيني أوي يارحمة
خفق
قلبها بقوة حتي سمع دقاته المدويه تريد الإبتعاد لكن خانها ذلك القلب
اللعين الذي مازال يكن له الحب ... فقالت بصوت ضعيف : أرجوك أبعد ياطه
وكفايه لحد كده
حاوط خصرها بزراعه وباليد الأخري رفع ذقنها لأعلي ويرمق شفتيها قائلا بنبرة رجاء :
أرجوكي أنتي الي متبعديش .. أنا محتاجلك أوي
وإن
إنتهي من همساته التي بعثرت مشاعرها لتشتعل نار عشقها له التي طالما حاولت
أخمدها ليأتي هو الآن يضرم تلك النيران ... لم تشعر بشفتيها التي أنهال
عليها بنهم لم يدرك كليهما الوقت التي أستغرقته تلك القبلة المحرمة ...
أبتعد عنها وهو يلهث وترك لها مجال للتنفس .. حتي أفزعها رنين هاتفه ليبتعد
قليلا وأخرج هاتفه من جيب بنطاله ليري المتصل دكتور يوسف فأجاب ع الفور :
الو يا يوسف خير بابا كويس ؟؟
يوسف : ..........
طه وقد أنفرجت أساريره : بتتكلم جد ؟؟؟
يوسف : .........
طه : حاضر جاي ع طول ... سلام
أغلق المكالمه ليقترب من رحمه مهللا : أبويا فاق .. أبويا فاق
قالها وهو يعانقها بسعاده
أبتعدت عنه وقالت : الحمدلله ربنا يطمنكو عليه ديما
طه : استنيني 5 دقايق هاخد دش بسرعه وهغير هدومي وهاخدك معايا ونروح له
تغيرت ملامحها وقالت بحرج : آسفه ياطه مش هينفع
وبعد
أن تدارك الأمر قال : معلش نسيت ... ثم أخرج المفتاح من جيبه وقام بفتح
الباب لتركض مسرعه إلي الخارج وتهبط الدرج وهي تلتفت يمينا ويسارا حتي دخلت
إلي البناء التي تقطن فيه ودقات قلبها تكاد تقف من الخوف .... فتحت باب
منزلها لتوصده بدون إصدار صوت ثم ذهبت إلي غرفتها وأغلقت الباب وهي تسند
بظهرها عليه ترفع يدها وتتلمس شفتيها بأطراف أناملها لتنسدل عبراتها ندما
... أرتمت بجسدها ع تختها وهي تكتم شهقات بكاءها .
------------------------------------
_ في شركة البحيري للصلب ....
يجلس عزيز خلف مكتبه بأريحيه مرتديا نظارته الطبية يتفحص بعض الأوراق ثم وضعها أمامه ع سطح المكتب بعد أن أطلق تنهيدة وقال :
تمام كده يا وفدي ... ياريت تديهم لرقية بره عشان تعمل عليهم نسخ وبعد كده تروح ع خط الإنتاج وتبدأ التنفيذ
أخذ ذلك الموظف المدعو وفدي الأوراق وأومأ برأسه وقال : أمرك يا عزيز بيه ... ثم نهض وأردف : حضرتك تؤمر بحاجة تاني؟
عزيز : لاء شكرا
وفدي : عن إذن حضرتك ... قالها ثم غادر المكتب ليصتدم به آدم الذي يولج إلي مكتب والده وهو يرتقب نظراته التي يعلمها جيدا
_ السلام عليكم ... قالها آدم وهو يتحاشي نظرات والده الثاقبه
زفر عزيز بغضب ونهض كالبركان وصاح : وهيجي منين السلام طول ما دماغك الي متركبة شمال دي بتتصرف بطيش وأنانيه
أتسعت عينيه بصدمة وقال : أنا !!!
ضيق عزيز عينيه وقال بسخرية : لاء أمك ... صمت ثم أطلق زفره بنفاذ صبر وأردف : عارف لولا إنك ابني كنت زماني رميتك بره الشركة
أبتلع آدم ريقه وقال : بابا ممكن تفهمني فيه أي؟
رفع
عزيز إحدي حاجبيه بإبتسامة تهكميه وقال : ياض ده أنا الي مربيك ومشكلك ع
أيديا الاتنين دول ... تقدر تقولي الي خلاك تنبش ورا قصي العزازي وتبلغ عن
مخازن السلاح الي تبعه الي بسبب تهورك ده حرقالنا مخازن البضاعه بتاعتنا
ولولا أهالي المنطقه والحراس هناك كان زمان المخازن بقت رماد
كان
آدم يستمع لوالده وهو يعلم لامفر من الكذب فأبتلع ريقه وقال: أيوه أنا الي
ورا البلاغ ولسه هفضل وراه لحد مايشرف ف السجن ونرتاح من الأشكال الو....
الي زيه
أطلق عزيز قهقه مدوية
ساخرا من نجله ثم صمت فجأه وتحولت ملامحه ونظراته إلي نيران أتت من الجحيم
وقال : وقسما بربي يا آدم لو حسيت بس بحركة زي الي عملتها دي تاني ساعتها
إنسي إنك من عيلة البحيري وأنا الي هوقفلك عشان مش ع أخر الزمن كيان
البحيري يضيع بسبب قصة حب تافهه وفاشلة
جز آدم ع أسنانه وقال : لو سمحت يابابا ممك.....
قاطعه
عزيز صارخا ف وجهه: ممكن أنت الي تنسي وتركز ف الشغل ... وأعمل حسابك
هنتطمن ع عمك سالم ويقوم بالسلامة وأول مايروح بيتهم هاروح أنا وأنت نطلب
أيد خديجة ليك
غر فاهه بصدمة أكبر حتي أحتقنت الدماء ف وجهه وأنفاسه تعالت وقال : مين الي هيطلب إيد مين !!!!
عزيز بنبرة حاسمة : حضرتك هتتجوز خديجة بنت عمك سالم وده أخر كلام عندي
أخذ يجز ع شفته السفلي بغضب حارق فقال : كلامك ع راسي يابابا ... لكن معلش دي حياتي الشخصية وأنا الي هقرر أتجوز مين
عزيز : أنت بتتحداني يا ولد!!!
آدم : لا سمح الله يابابا ... بس حبيت أعرفك إن عمري ما هتجوز بالطريقة دي
عزيز : ومالها خديجة إن شاء الله !! ... بنت حفظه كتاب ربنا ومتعلمة ومثقفة وكفاية إنها مننا
آدم : عندك يونس وياسين أطلبها لحد فيهم إشمعنا أنا!!
عزيز بإصرار : أنا الي عايز كده ... وكفاية جدال لأن الي عندي قولته ... وأتفضل روح ع مكتبك عشان شوية وعامل إجتماع لجميع الموظفين
أتجه
آدم نحو الباب وقبل أن يغادر ألتف وقال بتحدي : يكون ف علم حضرتك إن لو
خديجة أخر بنت ف العالم عمرها ما هتكون ع ذمتي ... عن إذنك ... قالها
ليغادر فورا وأوصد الباب خلفه
تاركا عزيز يبتسم بخبث وقال : أبقي وريني كلمة مين الي هتمشي
__________________________
_ بداخل العيادة ...
تدلف جيهان بلهفة وخوف من الباب باحثة عن إبنتها وتبعتها سميرة حتي تقابلت مع مصعب الذي نهض للتو عندما رأها
_ فين بنتي؟؟ حصل لبنتي أي يا مصعب ؟؟؟ ... صاحت بها جيهان وعبراتها تجري ع وجنتيها
تألم مصعب لحال جيهان فربت ع كتفها وقال : أهدي بس يا هانم وهحكيلك ع الي حصل بس دلوقتي مينفعش تدخليلها بحالتك دي
أتسعت عينيها بخوف أكبر وقالت : هي دي الأمانه الي أأمناك عليها !!!
خرجت رودي صديقة ملك من غرفة الطبيب ع صوت جيهان فقالت : أهدي بليز يا طنط وإحنا هنشرحلك الي حصل
لم
تستطع الوقوف أكثر حتي أحست بدوار داهمها فأسندها مصعب وجعلها تجلس ع ذلك
المقعد المعدني ... وأخذت رودي تروي لها ما حدث وسط ذهول جيهان التي هرعت
إلي الغرفة لتقوم بفتح الباب ع مصراعيه وولجت إلي الداخل لتجد إبنتها تغط ف
سبات وتلك المحاليل المعلقة متصلة بيدها كما صعقت من تلك الخدوش والكدمات
الموجوده ببشرتها وع أجزاء متفرقة من زراعيها
ركضت
نحوها بقلب أم يحترق ألما ع ما أصاب إبنتها ... جلست بجوارها وقالت بصوت
منخفض : يا روح قلبي ياريتني ما خليتك تخرجي ... قالتها فتعالت شهقاتها
أكثر لتتساقط عبراتها ع بشرة ملك التي أعتصرت عينيها وأطلقت أنينا مكتوم
... وبدأت ف فتح عينيها ببطئ
_ أأ أنا فين ؟ ... قالتها ملك بصوت ضعيف
رمقتها جيهان بنظرات متلهفة وكذلك مصعب وصديقتها الذي دلفوا مسرعين إليها
جيهان : متخافيش يا عمري أنا جمبك
مصعب والذي كان ف عالم أخر لايري فيه سواها : آنسه ملك حمدالله ع سلامتك ... أنتي كويسه ؟؟
حاولت
أن تنهض بجذعها وهي تنظر من حولها ف محاولة تذكر ما حدث حتي وقعت عينيها ع
الخدوش والكدمات ... تحولت ملامحها من السكون إلي حالة هياج عصبي وبدأت
بالصراخ
ابعد عني ... ابعددددددد عنيييييييييييييييييييي
جاء
الطبيب مسرعا ليخرج من معطفه الطبي حقنة يعلم ما سيحدث عندما تستيقظ : عن
أذنكو ... قالها ليتجه نحوها ونظر إلي رودي وأردف : ممكن تمسكيلي دراعها
كويس
وقام بحقن وريدها بالمهدأ ... وظلت تصرخ حتي بدأت صرخاتها تنخفض وبدأت أهدابها ف الإنغلاق
_ هاتولي الحيوان الي عمل فيها كده والله ما هسيبو غير لما أخد حقها ... صاحت بها جيهان
مصعب
: أهدي يا مدام جيهان ... الدكتور عملنا تقرير بحالة آنسة ملك ناقص بس
نقدمه ف محضر ضد الكلب الي عمل فيها كده بس لازم عزيز بيه وأخواتها يعرفو
الأول
جيهان ف محاولة تهدأة حالتها قالت : عندك حق ... هبلغ عزيز وهو يتصرف ويجيب حقها ... قالتها ثم قامت بإخراج هاتفها وأجرت مكالمة :
الو ... ايوه يا عزيز
________________________
_ في قصر البحيري ...
خرج ياسين من غرفته وهو يتثائب ليتقابل مع أنجي التي يبدو من ثيابها الأنيقة إنها تهم بالمغادرة
_ ع فين العزم إن شاء الله ؟ ... قالها ياسين ساخرا
رمقته إنجي بإبتسامة صفراء وقالت : وأنت بتسألني بصفتك إي؟؟؟
نظر إليها بنظرات ذات مغذي وقال : عادي السؤال حرام يعني
إنجي بنظرات ساخره قالت : خليك ف حالك أحسن ... ثم نادت بصوت مرتفع : سميرة ... يا سميرة
ركضت نحوها علا من أخر الرواق وقالت : نعم يا إنجي هانم .. مدام سميرة مع جيهان هانم ف مشوار
ياسين : راحو فين ؟؟
علا : والله ما أعرف يا بيه
إنجي
: أوك هبقي أكلم جيجي وأطمن عليها ... المهم خلي بالك من لوجي هي نايمة
دلوقت لما تصحي خليها تتغدي وإديلها الدوا الموجود فوق الكومودينو ف أوضتها
... أوك ؟
أومأت لها علا : أمرك يا إنجي هانم
إنجي بكبريا ء وزهو : يلا باي ... قالتها ثم غادرت المكان
كادت تذهب علا ليستوقفها ياسين : علا؟
ألتفت إليه وقالت : نعم
أقترب منها ياسين وقال : هي ياسمين فين ؟... اصدي مبتجيش تنضف الأوضة ليه ؟
أبتسمت علا بمكر وقالت : ياسمين واخده أجازة الأيام دي عشان تقديم الكلية
ياسين : أوك ... روحي شوفي أنتي بتعملي أي ... ثم أكمل بداخل عقله : ولما نشوف حكاية الكلية دي كمان أي يا ست ياسمين
فأطلق
صفيرا وهبط الدرج متجها نحو المنزل الملحق .... وف تلك الأثناء تدلف من
البوابة تمسك بحقيبة يدها وتسيرنحو الممر الذي يؤدي إلي مبني الخدم ... أحس
بخطوات تقترب من الغرفة فأختبأ ف المرحاض الملحق بالغرفة قبل أن يكشف أمره
أحدا من العاملين
_ دخلت إلي
غرفتها وهي تمسح قطرات عرق جبهتها من ذلك الطقس الحار ... ألقت بحقيبتها
فوق التخت وعادت نحو الباب لتوصده جيدا ثم أتجهت نحو خزانتها الصغيرة لتأخذ
بعض الثياب ومنشفه قطنية كبيرة ثم توجهت نحو المرحاض
قامت
بتعليق الثياب ع المشجب المعدني المعلق ع الحائط ... وشرعت بخلع حجابها
وماترتديه ولم تدرك تلك العيون المفترسة التي تراقبها عن كثب كالذئب الجائع
وضعت أناملها ع سحاب ثوبها الأمامي فأستوقفها رنين هاتفها بالخارج فتأففت بكلل وقالت : ده وقته
ثم خرجت
عض ياسين ع شفته السفلي بحنق وهمس بداخله :
ده أنا الي هولع .... ثم أطلق زفره متضايقا فأنتبه لحديثها ف الهاتف
ياسمين : الو مين ؟
المتصل : ...........
ياسمين بنبرة حاده : وأنت عايز مني أي تاني مش مكفيك الي عملتو معايا زمان وسبتلك البيت الي عمال تعايرني بقعدتي معاكو فيه
المتصل : ...........
ياسمين : مش باعته فلوس تاني وأعلي ما ف خيلكو اركبوه ... وياريت مسمعش صوتك المؤرف ده تاني
فأغلقت المكالمه وهي تقول : كتك داهيه راجل عره
ياسين
بداخل المرحاض قد استرق السمع فأثاره الفضول وقليل من الغضب لكن زين له
شيطانه أمر أخر فلم يدرك غضبه وهو يدفع الباب وصاح بها : ماشاء الله عامله
عليا الخضره الشريفه وطلعتي مدورها ياست ياسمين
شهقت
بفزع وقالت : أأ أنت ... أنت دخلت هنا إزاي والباب مقف.... صمتت عندما
إستنتجت كيفية وجوده فكادت تصرخ .... أقترب منها وهو يكمم فاهها بقبضته
وقال محذرا :
فكري صوتي كده وشوفي اي الي هيحصل بعدها
ياحلوه ... أولا مفيش حد هنا كل الشغالين ف القصر ومبيرجعوش غير بلليل ....
فخليكي عاقله وشاطره ونتفاهم بالعقل ... ولا أي ؟؟
أومأت له بالموافقة ... فأزاح يده وقال :
تمام
ياسمين
بنبرة رجاء وإستعطاف : ابوس إيدك يا ياسين بيه سبني ف حالي أنا محلتيش غير
الي أنت عايزو ده وأنا قولتلك معنديش مانع بس قبلها أكون مراتك ادام ربنا
والناس كلها ... قالتها وهي تلتقط حجابا لتغطي به شعرها ... فأختطفه من
يدها ورمقها بإبتسامه خبيثة وقال :
قولتلك هنتجوز بس مش دلوقت خاصة أنتي لسه هتدخلي الجامعه وأنا لسه ما اشتغلتش يعني مسألة وقت
ياسمين : وأنا مستعده أعيش معاك إن شاالله ف أوضتك بس أكون حلالك
ياسين وهو ينظر لها بإمعان : طيب ما تيجي نكتب عرفي حاليا عقبال ما أظبط أموري وبعد كده أكتب عليكي رسمي
ياسمين : عرفي !! لاء طبعا ده حرام
أقترب منها حتي حاوطها لتلتصق بصدره وبنبرة شهوة جليه قال :
ومش حرام كل ما اشوفك هبقي اموت واخدك ف حضني واعبرلك عن حبي ليكي
دفعته ف صدره ف محاولة فاشله وقالت : ياسين بيه بالله عليك ... أنا ف عرضك بلاش
أقترب من وجهها بأنفاسه ويده تداعب عنقها ذو الملمس الناعم :
بلاش
اي بس ... أنا بحبك يا ياسمين ... أنا خلاص مبقتش عايز حاجه غيرك أنتي وبس
.... قالها ثم أخذ يلثم عنقها من الجهة الأخري وهي تغلق عينيها من أثر
لمساته وقبلاته ... لكن جاء ف عقلها كصوت يقول لها : انتبهي انه مخادع
فتحت عينيها وهي تستخدم أخر وسيلة لديها وهي سلاح معظم بنات حواء ... ذرفت عبراتها لتتعالي شهقاتها بنحيب
أبتعد برأسه قليلا عنها وهو ينظر إليها وقال : مالك ياروحي بتعيطي ليه دلوقت ؟؟؟
دفعته بعيدا عنها وقالت : مش هقدر ...
تأفف بغضب مصتنع وقال : يبقي مش بتحبيني
ياسمين : والله بحبك ونفسي أرضيك
تجهم وجهه وقال : وأنا عايزك يا ياسمين ... ولا الي كان معاكي ع التليفون مكفيكي
أخذت تمسح عبراتها لتتحول ملامحها نيران متأججه ولم تدرك يدها وهي تهوي بصفعه ع وجهه وهي تصرخ : أخرسسسسسسسس
تحولت
رماديتيه إلي جمرتين مشتعلتين من الغضب واضعا يده ع أثر الصفعه .. فقال
بصوت كالفحيح متوعدا : أقسم بالله لأدفعك تمن القلم ده غالي أوي والي خايفه
عليه هاخده منك سواء بمزاجكك أوغصب عنك
قالها و دفعها من أمامه بهمجيه ثم فتح الباب وغادر الغرفة
------------------------------------------------------------
_ في قصر العزازي ....
_
أنا هموت وأشوفه ياداده قلبي هيجراله حاجه لو مشوفتهوش عينيا وأطمن عليه
بنفسي .... قالتها صبا الجالسه ع طرف مضجعها تخلل أناملها خصلات شعرها
المنسدلة
رمقتها زينات بنظرات شفقة
وحزن : أبوس أيدك يابنتي كفاية الي بتعملي ف نفسك ده .. قصي بيه لو سمع
حرف من كلامك ده هتكون نهايتك أنتي وآدم بيه ع أيده ولانسيتي تهديده ليكي
أخر مرة !!!
رفعت وجهها وهي تفكر ف
حديث مربيتها وجدتها ع صواب لكن عنادها لايستسلم بسهولة فأمعنت التفكير
بعمق وعينيها شارده ف الفراغ كمن أصابها البرق ف ليالي شتاء ممطره ...
ونهضت فجاءه متجهه نحو غرفة الثياب
زينات بإستفهام وحيره قالت : ناوية ع أي ياصبا؟؟؟
ألتفت إليها وع وجهها إبتسامة غريبة وقالت : ممكن تروحي تشوفي هو موجود فين وتعالي بلغيني بسرعه من غير مايحس
تنهدت زينات بسأم وقالت : أنا قبل ما أطلعلك كان لسه جاي من بره و راح ناحية حمام السباحة
وع الفور ركضت نحو النافذه لتجده يقف أمام المسبح شاردا واضعا يد ف جيبه والأخري يمسك بها كأس النبيذ الذي يحتسيه بشراهه
يتأمل
مياه المسبح الشفافه لتعكس تلك الأضواء المتسلطه فوقها بشكل أمواج متأرجحه
تنعكس ع وجهه المتجهم الذي لايبدو عليه أي تعابير عما يجول بداخله ... يعم
السكون الأرجاء ليقطعه صوت رشفاته من تلك الكأس الكريستاليه ... أوصد
عينيه وقال بهدوء يرتسمه ببراعه :
خير ؟؟؟
كانت تقف خلفه حافية القدمين ترتدي ثوبا حريري باللون الشراب الذي يحتسيه تتراقص أطرافه بفعل نسمات الهواء ...تاركه لخصلاتها العنان
أجابت بتوتر : أأ .. أنا كنت قلقانه عليك من إمبارح وأنت سايب القصر
إبتسم بسخريه وقال :
ومن إمتي الحنيه دي !!!
أقتربت منه أكثر وهو موليا لها ظهره لكن يعلم جيدا قربها منه مستنشقا عطرها الفواح
_
قصي أنا ...... لم تكمل حديثها حيث اصدرت شهقه بفزع من صوت حطام الكأس
بيده وألتفت إليها ليرمقها بنظرات نيران العشق تتطاير منها كالشرر ...
فمناداتها إسمه بنبرة رجاء أضرم ف كل خلاياه لهيب لم ينطفأ أبدا
جذبها
نحوه محاوطا خصرها بزراع واحده محدقا ف رماديتيها لتري إنعكاس صورتها ف
إشجار الزيتون التي ترمقها بنظرات أرتجف منها جسدها ودق لها قلبها وجلا
عندما نطق بصوته الرجولي :
نعم ؟؟
أبتلعت ريقها بصعوبة وهي تحاول التملص من قبضة زراعه التي أعتصرت خصرها
_
أنا .. أنا .. نفسي أخرج وأوعدك عمري ما هفكر حتي أهرب .. لأن عارفه كويس
لو روحت أخر الدنيا برضو هترجعني .... قالتها ثم أخذت تتنفس كمن كانت تعدو
الصحراء ف عز الظهيرة
أرتسمت ع شفتيه إبتسامه لم تستشف من خلالها أي إجابه
فأردفت بنبرة رجاء :
أرجوك ياقصي
ضمها نحو صدره ليقترب بأنفاسه لدي عنقها المرمري وأخذ يستنشق رائحتها الهائم بها فقال :
موافق
كادت تنفرج أساريرها لتتحول فجاءه إلي وجوم عندما أردف :
بس عن شرط أو نقول شرطين
أبتعد برأسه ليري لؤلؤلتيها الرماديه تلمع فقال :
الأول
إنتي عرفاه كويس ... وهعيده تاني زيادة توكيد يوم مارجلك تخطي بوابه القصر
هتكون رجلي ع رجلك ولو مشغول هيكون كنان الحارس الشخصي ليكي
أومأت له بإذعان فهي تعلم إن الخوض معه ف مجادلة أو مناقشة لا فائدة من ذلك فأكتفت بإيماءه بالإيجاب
فأردف
أيضا لكن نظراته التي تخترقها جعلته يشعر بإرتجافة جسدها التي تلازمها
دائما عند قربه منها فأزدادت إبتسامته التي أظهرت غمازتيه التي جعلته أكثر
وسامة و جاذبية :
الشرط التاني ... فأقترب من أذنها وأكمل بنبرة مليئة برغبة عاشقه :تكوني ليا برغبتك
أتسعت
عينيها بذهول حين أدركت مقصد كلماته لتمر أمام عينيها مشاهد إعتداءه عليها
غصبا فأنتفضت بذعر لتبتعد عنه وصاحت به بنبرة غاضبة :
إياك تفكر عشان جيت لحد عندك يبقي هنسي الي عملته معايا ... ويكون ف علمك من عاشر المستحيلات إن هخليك تلمسني تاني
قالتها ثم هرولت راكضة نحو الداخل قبل أن تدركها ردة فعله .
_________________________________
_ في قصر البحيري ....
توقف
بسيارته بداخل المرآب يحمل بداخله عاصفة نارية من الغضب ... ترجل من
السيارة وهو يوصد الباب خلفه بقوة ثم أتجه إلي داخل القصر وف طريقه أصتدم
بياسين الذي كان ع عجلة من أمره
_ مش تفتح يابني أدامك !!! ... صاح بها ياسين
آدم : بقولك أي أبعد عن طريقي مش طايق حد ... قالها بنبرة تحذيرية متجها نحو الدرج
ظل ينظر إليه ياسين وزمت شفتيه لأسفل بتعجب وقال : وده ماله ده !!! ... قالها ثم أطلق صفيرا وذهب إلي سيارته
_
بينما آدم صعد الدرج قاصدا غرفة والدته أراد أن يضع للأمر حدا فهذه حياته
الشخصية ولم يتجرأ أحدا ما تقرير حياته حتي لو كان والده ... فهل للقدر رأي
أخر !!!
_ ماما .... قالها وهو يطرق ع الباب فلم يجد إجابة
زفر بضيق وكاد يذهب فوجد الباب يُفتح من الداخل وتخرج إحدي العاملات تمسك بصينية الطعام
_ مساء الخير يا آدم بيه ... قالتها الخادمة
نظر إلي الطعام بإستغراب ثم دلف إلي الداخل وهو يغلق الباب ... كانت الإضاءه خافته
_
جيجي ... مالك فيكي حاجه ؟؟ ... قالها بنبرة قلق ... فلم يتلقي مسمعيه سوي
أنين فأسرع نحوها وهو يضغط ع زر إضاءه المصباح الذي يعلو الكومود
ليلتفت
بعينيه وكاد يتفوه فتوقفت الكلمات بداخل حلقه وهو يمعن النظر إلي تلك
النائمة بسكون ... خصلات شعرها البندقية متناثرة فوق الوساده ... بدأت تظهر
قطرات العرق فوق جبهتها ... مد يده ليلمس كفه وجنتها فوجد حرارة جسدها
مرتفعه ... لم يعلم لما هذا الشعور الذي يعتريه للتو ... أراد أن ينهض
ليمسك بهاتفه من داخل جيبه ويده الأخري يمسك بها يدها ليقوم بإزاحتها حتي
يبعد ذلك الغطاء الذي يدثرها ... وجد هاتفه فارغ البطارية فزفر بضيق لكنه
تفاجاء بيدها التي تتمسك بيده وكأنه طوق النجاه
وصل إلي مسمعه كلمات تهذي بها : بابا ... أوعي تسيبني
ظلت
تردد تلك الكلمات ... سحب يده من يدها بهدوء وأمسك بالهاتف الأرضي ليطلب
الطبيب وبعد أن أنتهي من المكالمة توجه نحو المرحاض ليأتي بمنشفه قطنيه
صغيرة مبتلة بالماء فوضعها فوق جبهتها لينتفض جسدها
ربت ع يدها ليطمئنها ويقول لها هامسا : ما تخافيش
ظل منتظرا الطبيب حتي جاء ... دلف بعد إن طرق ع الباب فقام آدم بوضع الغطاء عليها
_ خير يا آدم بيه ... جيهان هانم مالها ؟؟ ... قالها الطبيب وهو يضع حقيبته فوق الطاولة
آدم : دي مش ماما
فنظر إليه الطبيب ثم إلي خديجة فظن إنها زوجته ... فأقترب منها ليبدأ الفحص حتي أنتهي فقال :
دي
عراض أنفلونزا أنا هكتبلها ع شوية أدوية ومضاد حيوي ... وبالنسبة للسخنية
استمر ع الكمادات وأسبوع كمان كده وهاجي أطمن ع المدام .... قالها الطبيب
وهو يدون أسماء الأدوية لينتزع الورقة ويعطيها لآدم
فأردف : ألف سلامة وبالشفا إن شاء الله
آدم : تسلم يا دكتور
ثم
غادر الطبيب ... فذهب آدم لمناداة إحدي العاملين ليجلب له الأدوية
المطلوبة ... ثم أقترب منها ليكمل لها الكمادات فأنحني نحوها ممسك بيدها
ويضغط عليه بقبضته وقال :
عايزك تقومي بالسلامة عشان ترجعي ع حارتكو ومشوفش وشك تاني ... وده لمصلحتك
رفع رأسه ليري علامات الإمتعاض والإنزعاج التي ظهرت ع ملامحها وكأنها تري كابوسا ف منامها ... فأرتسمت إبتسامة ع ثغره
___________________________
_ يجلس خلف مكتبه يتصفح ع حاسوبه ... وكالعادة تلازم أنامله سيجارته وع جانبه الأخر فنجان القهوة التي تفوح رائحته بكل أرجاء الغرفة
هي
بعدما تركته وصعدت إلي غرفتها ظلت تبكي ورأسها كاد ينفجر من التفكير ...
تريد القليل من الحرية حتي تستطيع رؤية من يهواه قلبها غير آبهه لما سيحدث
لها إذا تم إكتشاف ما تنوي ع فعله .....
نهضت من فوق تختها وذهبت لغرفة الثياب وتوقفت أمام تلك الثياب المعلقة التي لاتمس منها أي قطعة منذ أن جاءت إلي ذلك القصر مرغمة
تناولت
ثوب قصيرشفاف باللون الأرجواني ومعطف من الحرير المنسدل بنفس اللون ...
قامت بتبديل ثيابها بما أختارت ... وعندما نظرت إلي المرآه غرت فاهها بخجل
فأمسكت بالثوب حتي تقوم بخلعه لكن شردت قليلا فأنسدلت عبره من عينيها وقالت
بصوت مليئ بالشجن :
سامحني يا آدم
ثم
تناولت المعطف وقامت بإرتداءه لتعقد ع خصرها ذلك الحزام الحريري وتوجهت
نحو مرآة الزينة لتضع بعض الحمرة ع شفتيها وترسم عينيها بقلم الكُحل ...
تمشط خصلات شعرها التي قامت بنثرها ع كتفيها
_ نعود مرة أخري إليه ... مازال منهمك ف أعماله عبر الحاسوب ... أرتشف أخر قطرة قهوة بالفنجان
فتح الباب بدون إستئذان وبدون أن يرفع عينيه فهو يعلم جيدا من الذي يتجرأ ع إقتحام مكتبه هكذا
دقات قلبها تكاد تصل إلي أذنيه ... تنظر إليه ثم أغمضت عينيها لتعتصرهما بألم وتفوهت بالآتي :
أنا موافقة