رواية صراع الذئاب الفصل العاشر 10 بقلم ولاء رفعت
_ أمام إحدي الملاهي الليلية الشهيرة بالقاهرة ....
ترجل
من السيارة بهيبته وهي يضبط من هندامه ليلتف إلي الجهة الأخري ويفتح لها
الباب ... تنزل بحذائها الذي يشبه حذاء الأميرات المتلألأ وثوبها ذو الشفاف
الأسود الذي يكسوه الدانتيل الأزرق الزهري يكشف زراعيها وجيدها الذي تزينه
سلسلة يتوسطها حبة لؤلؤ ... يلفح بشرتها نسمات هواء الليالي الصيفية
وتداعب خصلات شعرها القصير
يقف أمامها بطوله الفارع ينظر إلي زرقاويتيها التي تنعكس عليها أضواء لافتة الملهي
_ هستناكي هنا لحد ما تخلصي حفلتك .. ولو فيه أي حاجة أتصلي عليا ... قالها مصعب وهو يحدق ف عينيها كأنه يحلق ف سماءهما
أومأت
له مبتسمة بمرح وقالت : متقلقش عليا .... ثم أشارت له بيدها وقالت : باي
مؤقتا ... ثم دلفت من ذلك الباب الحديدي بعد أن أخرجت بطاقة هويتها للحارس
الذي يقف خارجا ليسمح لها بالدخول
_
بالداخل تصدح أصوات الموسيقي الصاخبة والأضواء الملونة المتحركة وأصوات
الضحك المتعالية بين هؤلاء الشباب والفتيات ... وفي إحدي الأركان يجلس
هؤلاء الثلاثة
يرتشف من كأسه وقال: طيب ترهنوني ع كام إنها هتيجي
أجاب عليه صاحبه الذي يقف ع يمينه : ياعم روميو كل مرة تقول نفس البوءين دول ومبتجيش ف الأخر
أبتسم رامي بمكر وقال : عيب عليك أنا قبل ما أخطي الخطوة ببقي عارف كل حاجة
قال الذي يجلس أمامهم : طيب مين الي قالك إنها جاية ؟
أرتشف
مرة أخري ثم ترك الكأس ع الطاولة وقال : ملكش فيه .. ثم ألقي نظرة ع تلك
التي هبطت الدرج المؤدي إلي ردهة الملهي ... نهض من مكانه وأردف : عيب
عليكو ده أنا رامي السيوفي
قال إحدهم بقلق : طيب أنت ناوي ع أي يا صاحبي ؟؟
أبتسم كالذئب الذي يترقب فريسته وقال : ع كل خير ... قالها ثم ذهب نحوها
بينما هي تبحث عن صديقتها حتي وجدتها أخيرا ....
Surpriseمفاجاءه
_صاحت بها ملك بسعاده ... فألتفتت لها رودي صديقتها وصاحت هي أيضا غير مصدقة :
Good heavens!ياإلهي
بجد مش مصدقة نفسي أخيرا أفرجو عنك وخلوكي تحضري الحفلة
لكزتها ملك بمزاح وقالت : أسكتي بقي أنتي هتسيحيلي ولا أي!!
رودي : أومال فين ضلك الطويل (تقصد مصعب)
ملك : مستنيني برة النايت
أمسكت رودي يدها وقالت : تعالي ما أعرفك ع هوبا و كيرو
أوقفتها ملك وقالت : أستني هنا مش تفهميني الأول
_ دول ياستي ف الفرقة الي أتخرجت السنة دي الي لابس تيشرت أسود وجسمه زي تامر هجرس اسمه مهاب والي جمبه شبه رامز جلال ده اسمه كريم
ضحكت ملك وقالت : تامر هجرس ! ورامز جلال! ... مش تركيبة غريبة شويه !!
رودي : يابنتي تعالي ننبسط شويه دول قعدتهم لذيذة خالص
قطبت ملك حاجبها وقالت : لاء يارودي أنتي عارفاني مليش ف الجو ده أنا
رودي : متقفلهاش بقي أنا ماصدقت إنك خدتي إفراج
ملك بإصرار قالت : قولتلك لاء يارودي أنا لو روحت قعدت معاهم وحد من أخواتي عرف مش بعيد مخرجش من القصر خالص
قالت رودي بسأم : يابنتي أنتو عيلة غريبة جدا أي التخلف والجو القديم ده
ملك بنبرة غاضبة : رودي أنا من أول ما اتعرنا ع بعض فهمتك نظامي ونظام عيلتي أي ومش معني إن إخواتي وبابا بيخافو عليا يبقي تخلف
_ هاي ... قالها رامي الذي أسترق السمع إلي الحوار
رمقته ملك بإزدراء بطرف عينيها ولم تجيب عليه
_ هاي رامي ... قالتها رودي
رامي وهو يحدق بملك التي لم تعطيه أي إهتمام : ممكن يا ملك تديني 5 دقايق من وقتك
زفرت بضيق وتأفف .. فأردف : بليز
رودي : طيب أنا مستنياكي هناك ياملك ... ثم أبتعدت
أقترب رامي منها ليقف أمامها : أنتي ليه مش بتديني فرصة أعبرلك عن الي جوايا
عقدت ساعديها أمام صدرها وتحدثت وهي ترفع إحدي حاجبيها : بجد!! مشاعر أي وأنت ف أول يوم ف الجامعة عمال تعاكسني بكلام مش محترم !!
أبتسم بتصنع وقال : أنا آسف وحقك عليا ... بس تعالي نقعد ف مكان هادي ونتكلم شوية يمكن لما تسمعيني تغيري فكرتك عني
تنهدت
ثم قالت : أي إن كان يا رامي حتي لو أنت ملاك نازل من السما أنا أصلا مليش
ف حوارات الصحوبية والحب والجو ده لأن مش بأمن بحاجه اسمها حب من الأساس
رامي : وياتري ده نتيجة تجربة فشلت قبل كده ؟
ملك
: لاء عمري ما دخلت ف تجربة ولا علاقة عاطفية ... وبليز بقي كفاية كلام
أنا جاية هنا أغير جو مش جاية أسمع لأسامة منير ... قالتها بسخرية
فقهقه رامي وقال : أسامة منير !! حلوه يا ملوكة
همت بالذهاب من أمامه وقالت : عن إذنك
أشتد
حنقه ليجز ع أسنانه وقال : يبقي أنتي الي أختارتي الطريقة التانية .... ثم
أتجه إلي إحدي العاملين وأخذ يتحدث معه وهو يخرج من جيبه ورقات من المال
ليعطيها إلي ذلك العامل
____________________________
_
يتجول في الغرفة وأصوات أنفاسه تتصاعد ... وهي تجلس ع الأريكة المخملية
تهز ساقها بتوتر جلي ... تعقد يديها معا وهي ترمقه بطرف عينيها
_ وبعدين !! بقالك نص ساعة رايح جاي ولا عايز تفهمني مالك ولا أنا عملت أي عشان تجرني وراك بالمنظر ده .... قالتها إنجي
توقف يوسف ليرمقها بنظرات متفحصة : مروان ابن خالتك بيعمل أي تحت !! ... قالها بهدوء
نهضت
وهي تعقد ساعديها أمام صدرها وقالت : والله السؤال ده تسأله لجيجي مش ليا
هي الي عزمت خالتي وابنها ... وأي طريقة سؤالك الي مليانه إتهام ليا دي ؟؟؟
أجاب يوسف بتهكم : ماهو أنا لما اجي الاقي الأستاذ ماسك إيدك وبيبوسها أعمل أي أصقف له!!! ولا أقولو برافو !!!
زفرت بحنق وقالت :عادي يعني فيها أي
رفع إحدي حاجبيه بسخرية وقال : لا فيها يا هانم ولا تحبي أفكرك بقصة الحب الأسطورية الي كانت مابينكو من قبل مانتخطب
خفق
قلبها بتوتر فأقتربت منه وقالت بدلال وهي تعانقه : أنت بتشك فيا يا
يوسف!!! أنا الي سبته وأخترتك عشان أنت الراجل الوحيد الي ملا قلبي وعينيا
حدق ف عينيها بصمت .... لتردف : مالك بتبص لي كده ليه ؟؟ أنت مش مصدقني
تنهد
وقال : نفسي أصدقك بس كل أفعالك مبتقولش غير إنك إنسانة أنانيه مبتفكرش
غير ف نفسها وبس كل همها أخر صيحات الموضة وتغيري كل شوية عربيتك الي
مبتكملش شهرين ع بعض ... وبنتك الي عايشة معاها ومش معاها ف نفس الوقت
تصنعت
البكاء لتجهش به وقالت : أنا أنانية ؟؟؟ ... ليه يا يوسف أنا بجي ع نفسي
ومستحملة شغلك الي واخدك مني أنا وبنتك .. مستحملة لما بشوف صحباتي بتخرج
وتتفسح مع جوزها وأنا يوم ما بخرج معاك بتبقي خروجة عائلية ... عمرك ما جيت
ف يوم من الأيام قولتلي كلمة حلوة ... ياما كنت بنام جمبك ودموعي بتغرق
المخدة وأنت ولا هنا .. مين بقي فينا الي أناني ؟؟
أبعد
يديها عنه وقال : شغلي الي مش عاجبك ده هو نفس الشئ الي عماله بتتباهي بيه
أدام أصحابك ... أنا مضحكتش عليكي وخدعتك إحنا متجوزين وأنا لسه كنت بدرس ف
الجامعة وعارفة ظروفي وإن ف أيدي أرواح ناس مينفعش أتأخر عليها ... إما
بقي بالنسبة للكلمة الحلوة أنتي عرفاني كويس مبعرفش أعبر عن مشاعري بالكلام
وبعبرلك بطرق تانية وهي بجبلك كل الي بتشاوري عليه
أبتسمت بسخرية وقالت :هو ده مفهوم الحب عندك !!!
حدق بها بنظرات إستفهام وقبض ع زراعها بقوة وقال : أصدك أي؟؟؟
لوت فمها جانبا ثم قالت : متاخدش ف بالك يا دكتور ... ثم رمقته من أسفل لأعلي وأتجهت نحو الباب وذهبت.
________________________
_ بدء الحفل ويتراقص الجميع وتبادلو التهنئة ....
جلست ملك وهي تلهث وقالت : آه قلبي بجد مش قادرة بقالي كتير مرقصتش كده
رودي : ده أنتي مجنونة أتعلمتي زومبا فين ؟
ضحكت
ملك وقالت : لما كان بابي ومامي وأخواتي مش موجودين ف القصر بنزل صالة
الجيم وأشغل السماعات ع أغاني شعبي أغاني مجنونة وأفضل أرقص وأطلع أي
إنجتيف إنيرجي عندي
نهضت رودي وقالت : طيب ممكن متتحركيش من عندك هاروح التويليت وجايه ولا تيجي معايا؟؟
ملك : لاء مش قادرة رجلي وجعتني .. متتأخريش عشان شوية وماشيه
ذهبت رودي إلي المرحاض ...أنتهز رامي تلك الفرصة لتنفيذ مخططه
أقتربت تلك الفتاة ذات المظهر الذي يثير الريبة ووقفت أمام ملك وقالت : لو سمحت أنتي ملك
رفعت وجهها إليها وقالت : أه ف حاجة؟
الفتاه : ف واحدة اسمها رودي ف التويليت بعتاني ليكي بتقولك تعاليلها ضروري
ملك بقلق وهي تنهض قالت : أوك هاروحلها ... ثم توقفت وأردفت : هو التويليت فين
أبتسمت الفتاة بمكر وقالت : تعالي أنا رايحه هناك
تتبعتها ملك لتذهب بها إلي رواق هادئ بعيد عن ذلك الصخب حتي توقفت أمام باب مغلق
تعجبت ملك فقالت بتهكم : هو التويليت هنا برضو!!!
تركتها الفتاة وقالت : سوري ... قالتها وهي تشير إليها مبتسمه
_
أنتي يا..... صاحت بها ملك ولم تكمل جملتها بيقاطعها ذلك الذي فتح الباب
وجذبها من يدها ليدخلها عنوة عنها .... وأوصد الباب من الداخل
صرخت ملك بفزع : هااااااااااا ... عايزة مني أي رامي
أقترب منها وهو يجذبها بين زراعيه وقال : عايزك يا ملك
دفعته بكل قوتها وقالت :أبعد عني ياكلب ... ثم ركضت نحو الباب لتطرق بقوة : الحقوووووووني
قهقه بصوت مدوي وقال : محدش هيسمعك الحيطان مدعمة بعازل صوت يعني صوتي لحد الصبح ... قالها ثم أقترب منها ليهم بتقبيلها عنوة عنها
صفعته بقوة وصاحت به : أنت قذر وسافل ... ثم ركلته ف ساقه
جز ع شفته السفلي وهو يضع يده ع أثر الصفعه وقال : بتمد أيدك ورجلك عليا يا ....... قذفها بسبة بذيئة
أرتسمت ع ملامحها الصدمة والفزع وقالت : أنت قليل الأدب وحيوان
أنقض
عليها وهو يجذبها من حمالات ثوبها وهي تقاومه وتدفعه عنها ... ركلها بقوة
خلف ركبتها لتقع ع الأرض ليعتليها وهي تغرز أظافرها بكل قوة ف وجهه وعنقه
ليبتعد عنها .... أمسك يديها ليقوم بتثبيتهما بجوارها
________________________
_ في قصر العزازي ...
يجلس خلف مكتبه ويزفر دخان سيجارته وينظر إلي الأوراق التي أمامه ... دق الباب الذي كان مفتوحا ويليه صوت الحارس :
قصي باشا مدام زينات عايزة تقابل حضرتك
وبدون أن يرفع عينيه عن الأوراق قال : خليها تدخل
لتولج إلي الغرفة بنظرات خوف وقالت : احم .. مساء الخير ياباشا .. أنا جيت من بدري ومانعوني ققابل مدام صبا من وقتها
_ أنا الي أمرت بكده .... قالها قصي
أبتلعت ريقها بوجل وقالت : طيب ممكن أطمن عليها وأمشي ع طول
نهض
من مكانه تاركا الأوراق ثم أخذ يسحب نفسا عميقا ليزفر بدخان كثيف وقال :
أنا أمرت بكده عشان قبل ما تقابليها لازم تعرفي حاجة كويس
أومأت له وقالت وهي تخفض عينيها إلي أسفل : تحت أمرك يا باشا
_
أولا طول ما أنتي هتعيشي ف القصر ده عايزك لا بتشوفي ولا بتسمعي ولاتتكلمي
... ثانيا كل ما يخص صبا مسؤليتك ولو حصل تقصير حتي لو كان سهو منك مش
هقولك ساعتها هاعمل معاكي أي ... قالها بنبرة هادئة يتخللها الرعب ف
تهديداته الصريحة
زينات بنبرة توتر : متقلقش ياباشا صبا هانم ف عينيا دي بعتبرها زي بنتي من أيام ما كانت ف قصر عزيز باشا
وما أن نطقت أسم عزيز لتحتد عينيه وحدقها بنظرات قاتله لو كانت نارا لأحرقتها حتي تصبح رمادا فصاح بصوت غاضب مرعب :
اسم عزيز البحيري ميتنطقش ف قصري أنتي سامعه ؟؟؟؟
أرتجفت بخوف وأومأت له بالموافقه وقالت : أأأ أمرك يا باشا
أشار لها نحو الباب وقال : أطلعي بره
مشت بخطوات مسرعة فذهبت
ليأتي صوت الخادمة التي وقفت أمام الغرفة وقالت : العشا جاهز يا باشا
زفر بغضب وقال : أطلعي قوليلها تنزل
رمقته بإندهاش وقالت :حضرتك تقصد صبا هانم
لم يتفوه بكلمة وأكتفي بنظراته الحاده ... فأردفت بوجل : ححح حاضر يا باشا
_
هي بالداخل تقف بالشرفة ... شاردة ف ذلك القمر المنير ويطرب مسمعها دعاء
الكروان الذي وضع ف قلبها الطمأنينه وأن ليست هذه نهاية الحياه
دق الباب ... فدخلت إلي الغرفة وقالت : نعم
الخادمة : صبا هانم العشا جاهز
تنهدت وهي ترجع خصلات شعرها إلي خلف أذنيها وقالت : طيب روحي أنتي وأنا نازلة
توقفت
أمام المرآه وهي ترمق تلك العلامات التي تملأ عنقها فقطبت حاجبيها بألم
... أمسكت ببعض مساحيق التجميل وأخذت تخفي تلك العلامات بها ... عقصت شعرها
لأعلي وغرزت بداخله مشبك ... ثم ذهبت إلي غرفة الثياب لترتدي ثوب ذو لون
أسود بأكمام طويلة حتي تخفي تلك الجروح حول معصميها ... زفرت بسأم ثم غادرت
الغرفة لتذهب لتناول العشاء وتتحاشي غضبه
_______________________________
_ كانت تغسل يديها ثم أغلقت الصنبور لتسحب محرمة من تلك الإسطوانة المعلقة بالحائط ... كادت تفتح الباب حتي جاء صوت من أمام المرحاض
_ يلا يا صاحبي مش هاتروح
_ لاء ياعم أستني سي رامي بدل ما يزعل وأنت عارفه لما بيقلب
_ استني مين أنت كمان أنت فكرك هيحل البت ملك من أيديه بالسهولة دي
_ عندك حق ده أنا مستني الفيديو الي بيسجلو معها دلوقت
أتسعت
عينيها فشهقت بذعر ع صديقتها ... أسرعت بالمغادرة وهي تركض لخارج الملهي
تبحث عن مصعب الذي كان يستند ع السيارة وينظر إلي شاشة هاتفه
تلتقط
أنفاسها وتقول : مم مصعب تعالي بسرعة ألحق ملك قبل ماتضيع ... قالتها رودي
ليلتفت إليها مصعب الذي تحولت ملامحه الهادئة إلي بركان من الغضب يهلك كل
ما يقابله ... ولج إلي الداخل برفقتها ليصلو إلي الداخل وهي تشير إليه إلي
أصحاب رامي ... وبدون أن تتفوه تركها ليقبض ع عنق كليهما بقبضتيه وقال :
رامي خد ملك فين ؟؟؟
توقفت
الموسيقي وتعالت الهمهمات ... تركهما ليأخذ سلاحه من خلف بنطاله وأطلق
رصاصة ف الهواء وقال : ملك فين ... صرخت الفتيات من الخوف ليغادر الكثير
أشار الفتي إلي الرواق وقال : هه هناك ف الأوضة التالتة ع يمينك
وقبل
أن يذهب صدد لهما اللكمات ليخر كليهما ع الأرض بألم ... أسرع بخطوات تشبه
الركض حتي وصل أمام الغرفة ليدير المقبض فلم يُفتح الباب ... فقام بدفعه
بجسده بقوة لينفتح الباب ع مصراعيه ... ومقلتيه التي كادت تخرج من محجريهما
عندما رأي ذلك الذي يجثو فوق ملك الفاقدة للوعي وثوبها ممزق وهو ينهال
عليها بقبلاته ولم يشعر بذلك الذي قبض ع ثيابه بقبضة واحدة ليرفعه إلي
الأعلي وأخذ يسدد له اللكمات والركلات وهو يزمجر بغضب حتي أمتلأ وجه رامي
بالدماء وخارت قواه ليفقد الوعي وتركه قبل أن يلفظ أنفاسه
ركض نحو ملك فخلع سترته ... وربت ع وجهها
_
ملك .. ملك .. فوقي ياملك ... كان يناديها مصعب بخوف ورعب عليها رفع جذعها
قليلا ليضع سترته ع كتفيها ثم وضع زراعيه أسفل ظهرها وأسفل ركبتيها وقام
بحملها ويركض للخارج بجنون حتي وصل إلي السيارة
_ أرجوك يامصعب خدني معاك عايزة أطمن عليها ... قالتها رودي التي لحقت به
أومأ لها فدلفت إلي الداخل لدي المقعد الخلفي وقامت بحمل ملك منه لتجلسها بجوارها وجعلتها تتمد ع فخذيها
شغل المحرك وأنطلق بالسيارة .....
رودي : مصعب أنتي هتوديها ع أنهي مستشفي
مصعب بصوت مختنق : ع مستشفي البحيري
رودي : بلاش ... ممكن تاخدها ع عيادة نسا بتاعت ابن خالتي وقريبة من هنا
توقف عن السير وهو يفكر بكلماتها فزفر بضيق لينعطف إلي الطريق الأخري وأتجه نحو تلك العيادة .
____________________________
_
تهبط الدرج وكل خطوة تتعالي خفقات قلبها ... أخذت نفسا عميقا أمام باب
الغرفة ثم زفرت الهواء وهي تحاول أن تتماسك ... فتحت الباب الذي دخل ف
الحائط ع مزلاق .... ولجت بخطا هادئة تبث الثقة بداخلها عزمت إنها ستجعله
يري قوتها وليس ضعفها ... يترأس المائدة كالعاده ويتناول طعامه بهدوء ولم
يرفع عينيه ... جذبت المقعد الذي يقع ع يمينه وجلست وهي ترمقه بطرف عينيها
تتحاشي النظر إليه ... أمسكت بملعقة كبيرة لتغترف القليل من سلطة الخضروات
وتضعها بداخل الطبق الذي أمامها ..
ثم تناولت الشوكة وكادت تأكل ليوقفها طرق الباب ثم فتح إحدي رجاله الباب وتقدم نحوه وهو ينظر لأسفل
وبصوت أجش تحدث: مساء الخير ياباشا
أبتلع قصي ما بفمه وقال : هو عامل أي دلوقت؟؟
الرجل : شرخ ف الدراع الشمال وكسر ف تلت ضلوع
سمعت تلك الجملة لتبتلع ريقها وأخذت تتناول الطعام ... ظنت إنه لابد من إحدي ضحاياه
زفر قصي بضيق ليترك مابيده وأسند مرفقيه ع المائدة ليعقد يديه أسفل ذقنه ثم قال:
وعملت أي ف الموضوع التاني؟
الرجل
ومازال ينظر لأسفل خشية لتقع عيناه ع صبا فسيكون حتما هلاكه ع يد رب عمله :
الي طلع الأمر بتفتيش المخازن وكيل النيابة اسمه حسام المصري وبعد ما
فتشنا وراه لقينا يبقي صاحب ... صمت ليبتلع ريقه خوفا من بركان الغضب الذي
سينفجر الآن
_ مييييين ؟؟؟ ... صاح بها قصي
الرجل بخوف جلي : يبقي آدم البحيري
وما
أن نُطق ذلك الأسم حتي شعرت بالحشرجة ف حلقها وأخذت تسعل بقوة فتناولت كوب
ماء لترتشف منه ... بينما هو حدق بها بنظراته وملامح وجهه لاتدل ع أي
تعبير ... حتي لاحظت ذلك رمشت عدة مرات ثم نهضت وقالت بدون أن تنظر إليه :
الحمدلله ... عن أذنك
_ قعدي ... قالها بنبرة أمر تحمل تحذير
جلست ع الفور وأخذت تفرك يديها معا بتوتر ...
_ وبعدين؟؟ ... قالها قصي
فأجاب الرجل : بالنسبة لصاحب العربية الي وصل كارين هانم لحد البيت يبقي ... يبقي يونس البحيري
توترت الأجواء ... ع الرغم من الغضب الذي أندلع بداخله ولو أخرجه سيحرق كل ما يقابله لامفر ... لكنه تظاهر بالبرود
أشار للرجل بالمغادرة وهو يقول : روح أنت دلوقت
أومأ له الرجل وقال : عن أذنك ياباشا ... ثم غادر
نهض من مكانه بهدوء ... ليذهب ويقف خلفها ... تغمض عينيها تخشي غضبه التي تشعر به ع الرغم من هدوءه
أنحني نحوها ليهمس بجوار أذنها بأنفاسه التي كانت كاللهب :
منزلتيش تتغدي معايا ليه ... قالها ثم طبع قبله مابين عنقها وكتفها ليرتجف جسدها خوفا
فأجابت بتوتر وخوف : ككك كنت .. تت تعبانه .. ونمت
أبتعد عنها ثم قال بأمر : أقفي
أذعنت لأمره فوقفت وهي تزيح المقعد لتستدير وتقف أمامه وتنظر لأسفل
أردف بأمر أيضا : ارفعي وشك وبص لي
رفعت رماديتيها لتجده يقف بثبات واضعا يديه ف جيوب بنطاله الأسود القطني ونظراته تخترق عينيها وقال :
أنا هعديهالك المره دي ... لكن المره الجاية موعدكيش
قالها ثم أقترب منها وهو يخرج من جيبه السلسلة التي قام بنزعها من عنقها من قبل ... وضعها حول عنقها ليوصدها وعينيه لاتفارق عينيها
_ تمام كده ... ثم ألقي نظره ع شعرها المرفوع لأعلي ثم نزع مشبك الشعر لتنسدل خصلات شعرها حول وجهها وع كتفيها وظهرها
فأردف : طول ما أنتي معايا لوحدينا شعرك يفضل كده ... تمام؟؟
أومأت له بالإيجاب وقالت بصوت يكاد مسموع : حاضر
أقترب
منها أكثر ليحاوط وجهها بكفيه وأبتسم ولم تصل الإبتسامة لعينيه وقال :كملي
أكلك ... ثم أقترب بشفتيه وطبع قُبلة حانية ع جبهتها أستمرت لثوان ثم
أبتعد عنها وأردف : لو أحتجتي أي حاجة عندك الشغالين وكمان داده زينات
هتلاقيها ف المطبخ ... خدي بالك من نفسك
قالها
ثم ذهب من أمامها وغاب عن ناظريها ... وبعد قليل أتجهت نحو النافذة
الكبيرة التي تطل ع الحديقة لتجده يغادر بسيارته ويتبعه سيارتين بداخلها
العديد من رجاله ... أتسعت حدقتيها عندما تذكرت حديث ذلك الرجل
ركضت إلي الخارج تبحث عن المطبخ حتي وصلت إليه فولجت إلي الداخل لتجد زينات تجلس خلف المنضدة وتضع كفها ع خدها بإنتظار
_ داده زينات ... قالتها صبا باللهفة وهي تركض نحوها لتنهض زينات وتفتح زراعيها التي أرتمت الأخري بينهما وأخذت تعانقها بحنان الأم
زينات بشوق ولهفة : وحشتيني أوي يابنتي
أشتدت صبا من معانقتها وقالت : وأنتي كمان وحشاني أوي يا داده .... ثم أبتعدت قليلا وهي تنظر من حولهما فأردفت : تعالي معايا
ذهبت
كليهما إلي الخارج وكادت تصعد الدرج فتوقفت لتلتفت إلي الخلف لتتسمر
مكانها عندما رأت كنان الذي يستند ع الحارس وزراعه الأيسر محاط بالجص ووجهه
مليئ بالكدمات فأستنتجت أنه المقصود من حديث الرجل لقصي.
_____________________
_ زرع الرواق ذهابا وأيابا ف إنتظار خروج الطبيب ليطمأنه ع حالتها ... وهي تقف تدعو الله أن لايكون قد أصيب صديقتها أي مكروه
خرج الطبيب الذي يرتدي المأزر الطبي ....
_ هي عاملة أي يادكتور ؟؟... قالها مصعب بقلق وخوف
أجاب الطبيب بتأني : هو الإغماء نتيجة صدمة عصبية بسبب محاولة الإغتصاب الي أتعرضتلها
رودي : يعني يا شادي هي كويسه اصدي يعني ....
أومأ لها الطبيب ليتفهم مقصد حديثها فقال : أطمنو هي لسه فيرجن بس جسمها مليان خدوش وكدمات
جز مصعب ع فكيه ليضرب الحائط بقبضته عدة ضربات متتاليه
رودي : طيب هي تفوق أمتي ؟
الطبيب : أنا أدتلها حقنة مهدأه وممكن تفوق بالكتير ع الصبح
قطب مصعب حاجبيه وقال : هو مينفعش ناخدها دلوقت ؟
الطبيب : هو ينفع بس عايزة رعاية ... ولو عايزين أعملكو تقرير طبي تقدمو بيه بلاغ ف الي عمل كده أنا تحت أمركو
نظرت
رودي إلي مصعب الذي تجهم وجهه وهو يفكر ف حال عائلتها عندما يعلمون بما
حدث ... ليجلس ع المقعد واضعا كفيه ع وجهه وهو يزفر بحزن وسأم
أردف الطبيب : لو مش عايز خلاص ... بس ده حقها ولازم تاخده بالقانون دي يعتبر جريمة إغتصاب حتي لو مش كاملة
_ كفااااااااااااايه ... صاح بها مصعب بغضب لينتفض كلا من رودي وابن خالتها الطبيب
أخذ يشهق ويزفر غير مصدق ما حدث فقال : أعمل التقرير وأنا هوديه لعزيز بيه .
_________________________
_ أهدي بس وبطلي عياط وفهميني أي الي حصل ؟؟ ... قالتها زينات وصبا تعانقها وتبكي بصوت جلي
_ تت تعبت يا داده ... مش قق قادره أستحمل ... خلاص لو هافضل عايشة معاه بالشكل ده يا هموت يا هتجنن ... قالتها صبا من بين شهقاتها
زينات
بحزن وأسف : لا حول ولا قوة إلا بالله ... كان مستخبيلك فين ده يابنتي ...
الله يسمحه عابد بيه خدك من أهلك عشان يرميكي ف النار بأيديه
أبتعدت
صبا فجاءه وقالت وهي تنظر حولها : آدم .. آدم يا داده .. قصي بالتأكيد
هيعمل فيه حاجه .. خد رجالته ورايح له ... قالتها وهي تنهض ودلفت غرفة
الثياب وهي تبحث عن شيئا لترتديه
تبعتها زينات وقالت : أنتي بتعملي أي!!
توقفت ونظرت إليها : رايحة لآدم قبل ما يعمل فيه حاجة ويونس الي بالتأكيد مش هيرحمه
زفرت زينات بسأم وقالت : يابنتي أتقي شره وملكيش أنتي دعوة عيزاه يعمل فيكي أي تاني
صاحت بجنون : يعني مش شايفه عمل أي ف المساعد بتاعه !!! مابالك الي هيعملو ف ولاد خالي
زينات : هم هيعرفو بتصرفو معاه وبعدين قصر خالك مليان حراسه أد كده وهو ورجالته ميقد.....
لم تكمل لتقاطعها صبا بصياح : كانو قدرو يمنعوهم لما جم وخدوني غصب من قلب قصر خالي
زينات : يا صبا يابنتي أنتي دلوقتي متجوزه ومش أي واحد ... ده أبوكي نفسه ميقدرش يقف أدامه
لم تتفوه وأخذت تفكر ثم قالت : هاتي موبايلك
زينات بقلق : هاتعملي بيه أي؟
صبا وهي تجفف عبراتها : هاطمن ع آدم وأحذره
تلون وجه زينات وقالت : أبوس أيدك يا بنتي بلاش .. قصي بيه لو عرف ممكن يقتلك فيها
صبا
بنبرة رجاء : أرجوكي أنتي ياداده ... ريحي قلبي وخليني أطمن عليه ... قصي
مانعني أمسك أي موبايل وزي ما أنتي شايفه محبوسة هنا وكل حاجة بعملها هنا
بأوامر منه ... قالتها وهي تبكي
رق قلب زينات لها وأخرجت هاتفها من جيب الجونله وقالت : أمري لله يابنتي .. بس بالله عليكي كلميه بسرعه قبل ما حد يحس بينا
أخذت صبا الهاتف وظلت تضغط ع رقم آدم التي تحفظه جيدا كأسمها ....
آدم بصوت ناعس : ألو مين معايا؟
صمتت وقلبها يخفق عندما سمعت صوته
آدم : ألو ... ألو
صبا بنبرة إشتياق : آآ آدم أنا صبا
نهض من مكانه وهو يزيح الغطاء وأتجه نحو الشرفة وقال : صص صبا .. أنتي بخير ؟؟
أعتصرت عينيها بألم وقالت : لاء.. أه انا بخير وأنت يا حبيبي بخير ؟؟
آدم : مالك ياصبا الحيوان ده عامل فيكي حاجه ؟؟
ذرفت عينيها عبراتها بأنين قد وصل إلي مسمعه وقالت : لا مفيش .. أنا كنت بطمن عليك
تنهد آدم وقال : صبا ... سامحيني إن مقدرتش أحميكي
صبا: عارفه يا آدم أنه غصب عنك ومش بأيديك ... بس عيزاك تعرف حاجة أنا عايشه معاه بجسمي بس قلبي وعقلي معاك أنت
آدم : وأنا عمري مانسيتك وديما ف بالي
ساد الصمت لتذرف عينيه هو أيضا عبرات قلبه الجريح...
صبا : آدم خلي بالك من نفسك قصي عرف إنك ورا بلاغ تفتيش المخازن بتاعته وخد رجالته ومش عارفه ناوي ع أي ... وكمان قول ل.....
قاطعها
آدم عندما قال : ثواني ياصبا ليجد إتصال ع خاصية الإنتظار وكان اسم المتصل
عم رمضان ... فأردف : معلش هقفل معاكي وهاشوف عم رمضان
صبا : حاضر وأنا هابقي أطمن عليك
آدم : خلي بالك من نفسك ... سلام
ثم أجاب ع الإتصال الأخر : ألو أيوه ياعم رمضان
رمضان : الحق يا آدم بيه ... المخازن كلها مولعه واتصلنا ع المطافي ومستنين واتصلت ع عزيز بيه مبيردش عليا
آدم
: طيب أقفل و أنا جاي حالا... أغلق المكالمة ليراها بالشرفة المجاورة
تنتظر عودة ملك وعبراتها تنهمر ع وجنتيها عندما أستعمت إلي تلك المكالمة
وتأكدت أنه ما يزال قلبه متعلق بها حتي وهي زوجة غيره .... لم يتفوه بكلمة
وزفر بضيق ودلف إلي الداخل
وبأسفل
الشرفة كانت تجلس ع تلك الأرجوحة وأستمعت لذلك الحوار أيضا ... لتقطب
حاجبيها وقالت : مش هتسكت يا ابن عزيز غير لما تدمرنا معاك.
____________________________
_ في صباح اليوم التالي ...
يستيقظ عبدالله وهو يتثائب ويحك فروة رأسه واليد الأخري يضعها خلفه ظهره ويقول : أه ياضهري الي باظ من أم الكنبة
ثم
نهض ليتجه نحو الغرفة ليجدها مازالت نائمة لكنه ظل يحدق بها وهي نائمة
كالملاك مرتديه منامه حريرية قصيره ويدثرها الغطاء القطني ... تقلبت حتي
أزاحت الغطاء لتنكشف ساقيها
_ أه يابنت اللذين يخربيت جمالك ... قالها عبدالله وهو يعض ع شفته السفلي
فأقترب منها وهو ينظر إلي وجهها ويزيح خصلات شعرها بأنامله وكاد يقبلها لتفتح عينيها فجاءة
_ نهارك أبوك أسود ومنيل أنت بتتحرش بيا وأنا نايمة ... صاحت بها شيماء وهي تنهض من فوق التخت وتشد منامتها لتغطي ساقيها
_ ف حد بيتحرش بمراته يابنت المجانين ... صاح بها عبدالله
وقفت أمامه وقالت : الحق عليا خليتك تعيش معايا ف بيت واحد بس أنا مستنيه أول أسبوع يخلص وتاخد هدومك وترجع للعشه الي كنت ساكن فيها
_
بت أنتي بقولك أي أنا سكتلك كتير وصابر عليكي لحد ما تعقلي .. لكن الظاهر
سوقتي فيها وفاكرني مش قادر عليكي ... لاء يا حلوة أنا ممكن هاخد منك الي
أنا عايزه ... صاح بها عبد الله
رمقته
بنظرات حاده وقالت : ايوه بقي وريني وشك الحقيقي ... عشان تعرف إنك عمرك
ما هتتغير وأنا كمان عمري ما هديك الأمان طول ما أنا شيفاك أدامي بالمنظر
ده
_ يعني أي ياشيماء ؟؟؟
شيماء : يعني هفضل ع قراري لحد ما الاقيك بني آدم محترم مش حتة واحد صايع كل همه سيجارة الحشيش
أنهال ع وجهها بصفعة قوية ... ليتسمر مكانه وهي ترمقه بنظرات حارقة ... وهو ينظر إلي كفه الذي صفعها به
_ أنا هسيبلك الشقة كلها ورايحة عند أبويا وأبقي أبعتلي ورقتي ... صاحت بها وهي تتجه نحو المشجب الخشبي وتلتقط عباءتها وترتديها
_ حقك عليا يا شوشو .. أنا آسف ... والله أنتي الي قعدتي تستفذيني فغصب عني .....
قاطعته
وهي تصرخ ف وجهه : آسف !! آسف ع أي ولا أي ... وليك عين كمان وبتمد أيدك
عليا ... قالتها وهي تغلق أزرار العباءه ثم تناولت حجابها
أمسك
يدها وقام بتقبيلها وقال : آسف ياحبي ... حقك عليا ... يارب أيدي تتقطع
وماتتمدش عليكي تاني ... ولو عايزة تاخدي حقك مني أنا واقف أدامك ..
اضربيني نفس القلم لو كان ده يرضيكي
ظلت
تحدق ف خضرواتيه التي طالما تعشق النظر إليهما ... ألقت الحجاب جانبا ثم
جلست ع المقعد المستدير أمام المرآه وهي تستند بمرفقيها وأخذت تبكي
جثي ع ركبتيه ليمسك وجهها وقال : أنا آسف ياعمري والله بحبك وكل الي كنت بهددك بيه لحظة غضب ... بس أنا عمري ما هغصبك ع حاجه
نظرت إليه بعينيها الدامعيتين وقالت : ما أنت عملتها قبل كده
أقترب
منها ليعانقها وقال : والله ما كنت ف وعيي هو منه لله ابن ال.... الواد
صاحبي الي وزيني اعمل كده عشان احط ابوكي أدام الأمر الواقع والشيطان حلي
الفكره ف عينيا وكنت وقتها ضارب سوجارتين مادرتش بنفسي غير وأنا جتلك وحصل
الي حصل
أبتعدت عنه وقالت : نفسي ترجع عبدالله الي عرفته زمان الجدع الي لما كان بيوعد ينفذ ع طول وبيخاف عليا من الهوا
عبدالله
: والله ياشوشو أنا هو نفسه عبدالله الي لما كان بيشوفك معديه بس من أدامه
قلبه كان بيجري وراكي وبيصرخ وبيقول بحبك يا شوشو ... بحبك ياشوشو من ساعت
ما كنتي لسه عيلة بضفاير وبتلعبي ف الشارع والي كان يجي جمبك من العيال
الصبيان مكنتش بسيبو غير لما بفتحلو دماغه .. ولا نسيتي
أبتسمت
رغما عنها وهي تجفف عبراتها وقالت : فاكره ... وفاكره كمان لما الواد حوده
كان بيمشي ورايا وأنا راجعه من الدرس مسكته أنت وادتلو علقه موت ادام
الحارة وخليتو يروح ع بيتهم بالبوكسر بس ... ساعتها أتأكدت إنك بتغيرعليا
وبتحبني
_ وبعشق التراب الي بتمشي عليه يا قلب عبده ... قالها بنظراته العاشقه لها وبصوت جعل قلبها يخفق بقوة
فأقترب منها وهو يضع جبينه ع جبينها وقال : مسمحاني يا شوشو ؟
تنهدت ليشعر بأنفاسها التي أستنشقها بعمق فقالت : أعمل أي ف قلبي الي مهما عملت مبتهونش عليه وبيحبك
عبدالله
وهو يحاوط جذعها بزراعيه : قوليلو يحس بنار قلبي الي بيعشق كل حاجة فيكي
وقوليلو كمان عشان خاطرك هابطل أي حاجة تضايقك وكمان .... قالها لينهض وأخذ
من فوق الكومود علبة السجائر والقداحة ثم فتح النافذة وألقاهم وأردف :
تحرم عليا السوجاره لحد ما اموت عشان خاطرك ياروحي
نهضت لتقترب منه وبنبرة عشق : بعد الشر عليك من الموت يا عبده ... ده أنا مقدرش أعيش من غيرك
فأقترب منها أكثر وهو يحاوط خصرها وقال : ولا أنا يا عيون عبده مقدرش أبعد عنك ولا لحظه عارفه ليه ؟
أجابت بشفتيها الوردية التي ظل محدقا بهما : ليه ياقلب شوشو
فأقترب
بشفتيه أمام شفاها وقال هامسا : عشان عاشقك ... قالها ليغرقها معه ف بحور
عشقه ومحيط قلبه الذي ينبض بحروف اسمها ورئيتيه التي تستنشق أنفاسها ...
تاهت في عالمه بين زراعيه التي تضمها بقوة ... لم تشعر بعباءتها التي
أنسدلت لتقع ع الأرض وقدميها التي حلقت ف الهواء عندما قام بحملها ع زراعيه
ليأخذها ف عالم لا يُسمع فيه سوي دقات القلوب وهمسات الحب ونظرات العيون
التي تعشق إلي حد الثمالة .
_________________________
_ في قصر البحيري ....
تهبط
خديجة الدرج في حين يدلف آدم إلي داخل البهو والإرهاق الجلي ع ملامح وجهه
وخصلات شعره المبعثرة ... تقابل كليهما فوقفت وهي تنظر إلي حالته بنظرات
لوم وعتاب وهي تتذكر كلماته لصبا التي ليست من حقه
_ آدم ... كنت فين ؟؟؟ ... قالتها جيهان التي تقف بأعلي الدرج
رفع عينيه إليها ليقول : كان ف شوية مشاكل ف المخازن روحت أشوفها ولما حلتها جيت ع طول
زفرت الهواء ثم قالت : طيب أطلع انا عايزاك ... وأستني يا خديجة عندك ف الجنينة
_
بداخل غرفته تدلف جيهان إلي الداخل وهو خلفها ... لتقف أمامه بملامح غاضبه
وقالت : تقدر تفهميني هتستفاد أي لما تتكلم واحده متجوزه وجوزها مستني
لأبوك ع غلطة عشان يدمره ويدمر كل الي بناه ف لحظة
أحتدت عينيه وقال : مين الي قالك الكلام ده ؟
رفعت إحدي حاجبيها بإمتعاض وقالت : هو ده كل الي همك ... ومش همك إن ممكن حياتك تضيع عشان بنت عابد الرفاعي !!!
أجاب
عليها بإقتضاب وقال : أرجوكي ياماما أنا تعبان ومش قادر سبيني أنام ولما
أصحي نبقي نتكلم لأنك فاهمه غلط ... وأنا هاعرف بنفسي مين الي قالك كده ...
قالها ليهم بالمغادره فأوقفته وقالت : استني عندك لسه مخلصتش كلامي
ألتف إليها وقال : ف أي تاني يا ماما
جيهان : أنزل وخد خديجة وديها تروح لبابها المستشفي وأنا مستنيه باباك لما يرجع من الشركة عشان أروح معاه نطمن ع عمك سالم
نظر بتوعد وقال : حاضر هانزل وهاخدها ... ثم فتح الباب وذهب وأردف بداخل عقله : وهاعرفها إزاي تنقل الكلام كويس
_ تركض في الحديقة لدي المسبح و ع عينيها وشاح عقدته لها تلك الصغيرة ...
_ أنا هنا ... لاء هنا ... تصيح بها لوجي وتركض خديجة نحو صوتها وهي تمد يديها ف الهواء حتي تمسك بها
خديجة
بضحك ومرح : ياتري أنتي فين يالوجي ... قالتها وظلت تسير ولم تنتبه إنها ع
وشك الإقتراب من المسبح ... والصغيرة كانت تختبأ خلف الشجرة
هو
خرج للتو من الباب الزجاجي المطل ع المسبح لتتسع حدقتيه وهو يراها تتراجع
للخلف و لم تنتبه إنها ستقع ... لم يشعر بقدميه ليركض بسرعة البرق وأمسك
بها وقدميها تنزلق .... شهقت بصوت دوي ورغما عنها تشبثت به ليفقد كليهما
توازنهما ووقعا ف المسبح
نزعت الوشاح لتجد إنها بالمسبح وممسكه بآدم بخوف ورعب لإنها تخشي الغرق ...
_ عجبك الي عملتيه فينا ده !!!... صاح بها آدم
أنتبهت إنها تمسك بقميصه وهو يمسك بها محاوطا جذعها بزراعيه .... دفعته ليبتعد عنها لكنه أكثر تمسكا بها
فأردف : أنتي مبتعرفيش تعومي ولو سيبتك هتغرقي وأنا مش عايز يجرالك حاجه قبل ما أعلمك الأدب
أتسعت
عينيها وصاحت به : ابعد عني ... أوعي ... قالتها وهي تضربه بيديها ف صدره
وهو محكم قبضته عليها وأخذ يسبح إلي الحافه ليخرجها إلي الأعلي
وقفت ع الحافه بثوبها المبتل وصاحت به : قبل كده حذرتك إيدك متلمسنيش أنت فاهم ولا لاء !!
صعد
وقميصه الرمادي المبتل الملتصق بجسده وبنطاله الأسود ... أحتدت نظراته
وصاح بغضب : الحق عليا أنقذتك !!! وبطلي تخلف بقي أنتي فاكره نفسك أي عشان
تقوليلي مش المسك !!
أشتد حنقها وقالت : المتخلف الي عارف الصح من الغلط وبيبقي موصر ع الغلط
أقترب منها ليجذبها من عضدها وقال بغضب : أصدك ع مين متخلف ؟؟؟
خديجة بنظرات نارية : أوعي أيدك أنت مبتفهمش !!!
أمسك بزراعها الأخر وهو يجز ع فكيه وقال بتحدي :
وريني
بقي هاتعملي أي وهاعرفك كويس إزاي تغلطي ... وهاعلمك الأدب زي ماقولتلك
عشان تحرمي تنقلي حاجه سمعتيها بعد كده ... قالها وهو يعنفها قابضا ع يدها
وزراعها
_ أوعي بقي ... صاحت بها لتفلت يدها من قبضته وبدون أن تدري هبطت بكفها ع وجهه صفعه تردد صدها
ويليها صوت حطام الفنجان الذي وقع من يد إنجي التي رأت تلك الصفعة ووضعت كفها ع فمها ف صدمة وذهول