اخر الروايات

رواية حي المغربلين كامله وحصريه بقلم شيماء سعيد

رواية حي المغربلين كامله وحصريه بقلم شيماء سعيد



                                 
الفصل الأول الجزء الأول.
#بداية_الرياح_نسمة 
#حي_المغربلين 
#الفراشة_شيماء_سعيد 

+


بأحد الأحياء المصرية القديمة المعطرة برائحة المحبة، بيت بجوار بيت بينما حائط فاصل، أصوات البائعين ترن المكان مع نسمات الهواء بنهار سبتمبر بالسادسة صباحاً. 

+


على بعد مسافة قصيرة بناية عريقة بها بقايا تراث أجدادنا، العمارة الخاصة بالحاج منصور الجنايني الذي يسكن بالطابق الثاني.. و الأول مخصص لمحلات العطارة، و الطابق الرابع خاص بالسيدة جليلة و أخواتها. 

+


بالطابق الرابع شقة جليلة. 

+


بغرفة بسيطة جداً مريحة للنفس البشرية بلونها البنفسجي و رائحة البخور اللذيذة المنتشرة بالمكان، مقسمة على فراشين و خزانة للملابس و مكتب خاص بالمذاكرة، على الفراش الأول فريدة فتاة بجمال أجنبي و ملامح مميزة رغم بساطتها، وجه أبيض مستدير و عيون عسلية فاتحة تميل إلى اللون الرصاصي بشفاه وردية بارزة إلى حد ما، غارقة بالنوم بوضعية الجنين تضم وسادتها لصدرها. 

+


أما الفراش الثاني خاص بتوأمها فتون نسخة طبق الأصل بالمظهر الخارجي، تحمل بكفها هاتفها المحمول مع إبتسامة واسعة هائمة تزين وجهها، تعشق عابد إبن الحاج منصور و تتحدث معه سرا عبر تطبيق الماسنجر. 

+


ابتلعت تلك الغصة المريرة مع قراءتها  لرسالته:

+


_ صباح الورد على عيونك يا فريدة. 

+


ردت عليه:

+


_ صباح النور يا عابد يلا قوم بقى عشان تفتح الوكالة قبل ما عمي منصور يصحى. 

+


أغلقت المحادثة و هاتفها بالكامل ثم ضمته إلى صدرها بألم قلب حطمه العشق، تعيش معه بشخصية شقيقتها لأنها تعلم حب الجميع لها و لشخصيتها المرحة البعيدة كل البعد عن هدوئها و وحدتها هي. 

+


انتفضت من الفراش مع وصلة الشتائم اليومية من جليلة لها و لفريدة،.. بهدوء أعصاب فتحت فريدة عينيها بملل من روتين حياتها اليومي، أبتسمت بوجه نسختها الثانية لترد إليها فتون الإبتسامة هامسة حتى لا يصل الصوت إلى جليلة المقتربة من الباب:

+


_ قومي بسرعة نروح نصلي الضحى قبل ما جليلة تدخل. 

+


حركت الأخرى رأسها بنفي قائلة بنفس النبرة الهامسة:

+


_ أنتي متوضية لكن أنا لسه صاحية بصي صلى أنتي و أنا هقوم اتشتم بالنيابة عننا إحنا الاتنين، عندي مشوار مهم النهاردة هقولك عليه بعدين بس أوعي جليلة تاخد خبر لتاخد عمري. 

+


قامت فتون لتصلي الضحى مثل عادتها اليومية و تحركت فريدة للخارج، بإبتسامة مشرقة رحبت بالسلاح المنزلي الذي يسقط على وجهها بشكل مباشر بزواية عمودية، تألمت مردفة بحنق:

+


_ في إيه يا جليلة الشبشب لسة جديد و زغرط على وشي، إنتي عارفة تمن الماسك اللي باظ دة؟! 

+


رمقتها جليلة بنظرة قاتلة.. و آه و ألف آه من نظرات جليلة، تعب الأيام يخفى جمالها الذي كان يتحدث عنه الكثير سنوات طويلة، أصبحت بيوم و ليلة أب و أم و رجل البيت، حركت شفتيها بحركة مصرية أصيلة ساخرة صارخة بتلك الحمقاء، تفرق بين الاثنين بكل سهولة رغم عدم وجود إختلاف واحد بينهما حتى الملابس واحدة، إلا أن لسان فريدة يميزها:

+
              
: على رأي المثل "ايش تعمل الماشطة في الوش العكر" ، أخدتي اللي ورايا و اللي قدامي على الهباب ده و سبحان الله زي ما انتي. 

+


خرجت شهقة قوية من فم فريدة و هي تقول بنبرة خبيثة:

+


_ أوعي تقولي على نفسك كدة يا جليلة ده أنتي زي القمر...اااه. 

+


الجزء الآخر من نفس السلاح المنزلي علم على وجهها، بدأ يظهر عليها الضيق من حديث شقيقتها:

+


_ معاكي عشر دقايق تكوني حضرتي الفطار ليكي و لأختك أنا نازلة القهوة أطلع الشقة تكون نضيفة إزاي معرفش اعمليها بلسانك. 

+


_____شيماء سعيد_____

+


بالولايات المتحدة الأمريكية. 

+


رجل عنوان للوسامة... عريض الصدر ضخم الأكتاف بعضلاته البارزة، فارع الطول، يشكل هيئة تثير الهيبة و الغموض، يقف أمام المرآة يلقي على مظهره الخارجي نظرة تقيمية، لنتعرف هنا على فاروق المسيري. 

+


زفر بضيق مع شعوره بضمها إليه من الخلف و رأسها تتحرك بخفة على ظهره بمحاولة أخيرة منها لإغراءه ليبقى معها مدة أطول، وضع كفه على ذراعيها يتخلص من قيودها حوله، دار بوجهه المزين بإبتسامة ربما تكون شاكرة أو باردة مردفا بهدوء:

+


_ جوليا الشهر الذي قضيته بنعيم أحضانك لن يذهب من ذاكرتي لشهر قادم. 

+


فخر تسرب بداخلها رويداً رويداً فهي معها أكبر شهادة بأنوثتها من فاروق المسيري، لو يعلم أن هذا الشهر أحيت به روحها من جديد لتطير و تحلق معه فوق السحاب، وافقت على الزواج رغم عدم حبها للقيود... فقط لتحصل على مذاق المتعة بأحضانه، أبتسمت إليه بسعادة واضحة و يدها تحاول فك الزر العلوي من قميص بذلته التي تأخذ لون القهوة قائلة:

+


_ أنا أيضا شعرت و لأول مرة أني بأحضان رجل رغم خوضي لتلك المتعة مع الكثير، ما رأيك بليلة أخيرة تكون للوادع قبل الإنفصال و رحيلك، ليلة أخرى تجمعني بك لأعيش على ذكراها. 

+


النساء نقطة ضعف معظم الرجال إلا فاروق المسيري فهو دائماً نقطة ضعف لأي إمرأة يقترب منها أو يرغب بالاقتراب منها، فتح ذراعيه لها بكل رحابة صدر ليأخذها معه بجولة أخيرة مميزة، حملها ليصل بها للفراش ليضع جسدها عليها برقة بدأت تختفي شيئا فشيئا و هو يهمس لها ببحة رجولية مثيرة:

+


_ لكي ما طلبتي يا أميرتي و وعد من فاروق المسيري ليلة الوداع ستكون أكثر روعة من أول ليلة جمعت بيننا، ذكرى و بصمة كلما نظرتي إلى المرايا ابتسمتي و نطقتي حروف اسمى بكل عذوبة. 

+


بعد مدة انتهى منها و عاد إلى ترتيب ملابسه من جديد، المرأة الوحيدة التي رفض الإقتراب منها بتلك الطريقة المرأة المصرية، ربما يوجد سور منيع يمنعه بقوة من الإقتراب إليها أو على الأقل التفكير بها، آخر سيجاره ساندا ظهره على الفراش مغلقا عيناه... هدوء مرسوم على ملامحه، وضعت رأسها على صدره متسائلة بحزن:

+



        
          

                
_ فاروق لما ترفض قضاء شهر آخر بأمريكا؟! أشعر أنني اعتدت على وجودي بجوارك دائماً و أحببت طريقة الرجل الشرقي بكل شيء. 

+


خرجت من بين شفتيه ضحكة مرحة مجيبا عليها:

+


_ لا يا عزيزتي هناك فرق كبير بين طريقة الرجل الشرقي و طريقة فاروق المسيري، بعد ذهابي خوضي التجربة مع رجل شرقي آخر و حينها فقط ستعرفي الفرق، أما وجودي لشهر آخر شبه مستحيل أتيت هنا من أجل العمل و انتهى عملي و إنتهت أيضا متعتي.. لذلك لا يوجد داعي للبقاء، لكن وعد مني إذا أشتقت اليكي سأترك عملي و أتى لهنا. 

+


عضت على شفتيها بحزن شديد قائلة:

+


_ و إذا أشتقت إليك أنا كيف أحصل على طريقة أصل بها لبيتك بالقاهرة؟! 

+


قرص أنفها ببعض الحدة مع نبرة جامدة أخافتها من تحوله الغريب:

+


_ منزلي بالقاهرة مملكتي الخاصة يستحيل لأي إمرأة دخولها إلا بإرادة مني، إذا آلمك نيران الإشتياق اذهبي لأي رجل لأني غير متاح دائماً يا جوليا و ربما أكون غير متاح لكي من جديد.. رغبتي إنتهت من أول يوم بالشهر، إلا أني أشفقت عليكي و ظللت معك حتى الآن، بكلا الأحوال كانت فرصة سعيدة.... حقوق المدة ستكون بين يديك مع صعودي إلى الطائرة... عائد إلى حياتي الأكثر لذة، و أوراق الطلاق لدى المحامي تنتظر توقيعك.... فرصة سعيدة جوليا. 

2


______شيماء سعيد_____

+


حفل زفاف بأجواء صعيدية مميزة، الأضواء هنا و هناك و صوت النساء بالأغاني التقليدية الرائعة ترن بالمكان تزيد الزفاف روعة، زواج إبن كبير البلد عثمان المهدي على إبنة عمه فرحة... بداية لعشق عاش بالصمت سنوات منذ الطفولة. 

+


يقف شقيق العريس الممثل المشهور فارس المهدي بجلباب من اللون الأبيض عليه عباية من اللون الأسود مع عمة رجالي جعلته أكثر وسامة، على شرفة البيت الكبير تقف نساء العائلة و البلد بأكملها تشاهد فتى أحلامهم الوردية. 

+


بإبتسامة جذابة حرك يده على ظهر والده قائلا:

+


_ ألف مبروك يا حاج. 

+


أبتسم إليه والده بفخر رغم حياته بوسط صعب البقاء بدخوله دون أخطاء إلا أنه جدير بالثقة، ارتفعت الطلقات النارية ليجد أخيه عثمان يلقي عليه العصا قائلا بمشاكسة:

+


_ فارس المهدي لسة يعرف التحطيب و الا نسيه في البندر؟! 

+


التقط العصا بمهارة مجيبا بصوت خشن يغلب عليه المرح:

+


_ لا يا ولد أبوي بس بخاف تخسر محدش جدي. 

+


بدأت اللعبة وسط الطلقات النارية مع زغاريد النساء الحماسية، أخذ يدور حول أخيه بلياقة عالية حتى إنتهت اللعبة على سقوط العصا من يد عثمان ليقترب منه فارس يضمه إليه بحب، ثم همس بإذنه بكلمات بسيطة:

+


_ فارس أنا هموت و أشوف فرحة غطي عليا بدل ما الحاج يقيم عليا الحد على ما أرجع. 

+


أومأ إليه بهدوء و عاد ليقف بجوار أبيه ليرى صفية إبنة عمه تشير إليه من خلف الشجرة، زفر بضيق من تصرفاتها الغير لائقة بالمرة... وقف أمامها قائلا بصرامة:

+


_ خير يا أم فارس. 

+


قال لقبها لتعلم أن الباب بينهما مغلق من ليلة زفافها، هذة المرأة التي يكره النظر إليها لا يصدق أنه كان يموت بها عشقا، تخيلها بيوم من الأيام ملاكه الحارس و بالنهاية تزوجت من رجل ضعف عمرها لمجرد لقب زوجة العمدة، شعور بالاختناق مسيطر عليه بقربها الأكثر من قذر بالنسبة له، انتفض جسده و اتسعت عيناه بصدمة مع لمسة شفتيها السامة إلى شفتيه تقبله بجنون. 

+


لهفة مجنونة لرجل حلمت بالقرب منه و النوم بداخل أحضانه منذ نعومة أظافرها، لم تفعل حساب لرؤية أحد لهما أو على الأقل لرد فعله فقط تشفي روحها بتلك القبلة بدل ذلك العجوز الذي أفنت حياتها معه. 

+


فاق من صدمته و أبعدها عنه بكل قوته صافعا وجهها بغضب مغلف بالتقزز، آخر ذكرى بينهما سقطت أمامه الآن على الأرض لتصبح ألف قطعة، رفع يده مبتعدا عنها عدة خطوات إلى الخلف قائلا بعدما بصق بجواره:

+


_ الرخيص بس هو اللي بيقدم نفسه لأي حد بتمن أو من غير.. الحشرات دايما بتكون على الز.بالة المكشوفة، روحي شوفي جوزك يا مرات العمدة و شرفه. 

+


صرخات عالية منعتها من قول أي كلمة، تركها و ذهب مسرعا ليعلم ما حدث إلا أن جملة واحدة قالها أبيه جمدته مكانه:

+


_ أخوك هرب و ساب الفرح يا فارس.. بنت عمك هتتفضح. 

+


توقف عقله عن العمل... كيف يهرب عثمان و هو عاشق لفرحة هذا مستحيل، ساعة كاملة مرت دون فائدة الجميع يقف بإنتظار العريس و لا يوجد عريس، كارثة أو ليكون أدق فضيحة للفتاة و العائلة بالكامل، رفع عينيه للشرفة ليرى إبنة عمه بثوب الزفاف الأبيض و وجه غارق بالدموع. 

+


شعور بالعجز و عدم الاستيعاب مسيطر عليها تسند جسدها على والدها بعين مغلقة ترفض النظر لأي شخص حياتها أصبحت عار.

+


انتفض جسدها على عودة الطلقات النارية و دلوف المأذون و كلمات فارس الحاسمة:

+


_ أكتب يا شيخنا أنا العريس. 



أمام القهوة الخاصة بجليلة. 


+



بدأت صرخات النساء ترتفع بالمكان و صوت رجل غليظ مسيطر على الموقف، قام الحاج منصور من مكتبه بالوكالة على أثر نداء استغاثة به، خرج بوقاره المعروف لتختفي بعض الأصوات إحتراما و تقديرا لكبير الحي. 


+



على الجانب الآخر سقط شاب في أوائل العشرينات من كثرة الضرب المبرح، معالم وجهه تكاد لا ترى بالعين ليغلق عينيه مستسلما لذلك الثور. 


+



زفر الحاج منصور بضيق من تصرفات كارم و عابد الذي يدافع عنه دائماً من باب الصداقة، وقف خلف كارم الذي كان صدره يعلو و يهبط من المجهود المبذول بتأديب أحمق أبتسم بوجهه إبتسامة سخيفة. 


+



ألقى بالآخر على الأرض قائلا بصوت غليظ:


+



_ بقى كارم الريس حتة عيل زيك *** يضحك و أنا معدي ياض؟! 


+



_ كارم. 


+



أخذ نفس عميق و هو يلعن نفسه للمرة المليون، نظر بعينيه إلى صديقه عابد ليكون داعم له إلا أن الآخر رفع يده بقلة حيلة، دار بوجهه المتصبب عرقا للحاج منصور قائلا بنبرة مرحة:


+



_ الحاج منصور سيد الناس كلها، كل واحد يدخل بيته مش عايز كتر كلام و العيل ده شوفوا إبن منين ياخدوه المستشفى، بينا على القهوة يا حاج نتكلم براحتنا. 


+



ذهب سريعا من أمامه لقهوة الست جليلة، لو ظل ثانية واحدة لكانت كرامته حديث الحارة أشهر من كلمات الحاج منصور، يعتبره والده أو هو بالفعل والد له و لأي شاب و فتاة بحي المغربلين. 


+



أساس الحي العائلة الجناح شيوخ العطارين و عائلة المسيري قبل أن يرحلوا من الحي و تعود إليه جليلة بعد وفاة والدها. 


+



جلس الحاج منصور على المقعد المجاور له مردفا بضيق به بعض الغضب:


+



_ جرا إيه يا زفت هو مفيش ليك كبير و الا إيه؟! كل يوم و التاني خناقة و بوليس خلاص قعدة السجن جات على مزاجك. 


+



حرك رأسه يمينا و يسارا بتعب قائلا:


+



_ و الله يا حاج أنا المرة دي مظلوم لو تعرف الولد دة عمل إيه هتقوم تكمل عليه. 


+



بسخرية سأله :


+



_ عملت إيه يا غلبان و الدنيا جاية عليك؟! 


+



حمحم و هو يحرك يده على خصلاته السوداء الناعمة مجيبا:


+



_ كنت معدي أنا و الواد عابد يروح ابن ***** ضحك من غير أي إحترام.. بيقلل من كارم الريس يا عم منصور. 



للحظات ظن أن منصور فقد النطق أو حدث له أي مكروه، ليقطع الصمت صوت عابد الغاضب:


_ لحد امتا هتفضل متهور بالشكل ده واحد و ضحك يعنى هيكون شتمك، أنت عملت ايه في أبويا يا جلاب المصايب؟! 


                

أردف بسؤاله الأخير على صمت الحاج منصور المريب، ضرب منصور بيده فجأة على الطاولة قائلا:


+



_ قوم يا حيوان أنت و هو من هنا بدل ما اخلي الكل يضحك عليكم النهاردة مش نفر واحد. 


+



خرجوا بنفس الثانية ليسند بظهره على المقعد ببعض الإرهاق، رفع يده يمر بها على أعلى رأسه يخفف من حدة الصداع، لولا انتظاره لمحبوبة قلبه لكان عاد إلى منزله.. 


+



بعد مرور أكثر من ربع ساعة دلفت إلى القهوة بطلتها الخاطفة لأنفاسه، رائحتها الفطرية المميزة البعيدة عن أي عطور تأخذ بها قطعة من روحه، أغلق عينيه مستمتعا بالياسمين الصافي المريح للروح قبل الجسد. 


+



بقلق كبير اقتربت منه قائلة:


+



_ حاج منصور أنت كويس ياخويا؟!. 


+



سؤالها عنه يعطي له مزيج بين الحب و التوتر و كأنه مراهق بأول سن البلوغ، كلمتها الأخيرة يكرها لحد الجنون ( أخويا) لتقول.. تقول حبيبي سيكون الأمر أكثر من رائع و مميز. 


+



فتح عينيه على وجهها الذي يحفظه بقلبه من أكثر من ثلاثون عاما، طبق من الحلوى البلدي الأصيلة مهما تذوقت منها زادت رغبتك بها، بابتسامة صافية و صوت يشوبه الحب أجابها:


+



_ حد يشوف البدر في عز الشمس و يكون في حاجة، كفاية عليا عيونك يا جليلة فيها الدنيا كلها بالنسبة ليا.. 


1



آه و ألف آه من حديثك المعسول و نظرات عينيك العاشقة، يا ليت الزمن يعود بها لتبقى معه بين أحضان حبه للنهاية، دارت بوجهها بعيدا عنه تأخذ أنفاسها المسلوبة منها قائلة بجمود تخفي به مشاعرها:


+



_ كويس إنك بخير يا حاج.. 


+



بزفرة تعب مع تنهيدة عميقة أخذها ليسيطر على أفعاله مردفا بقلة صبر :


+



_ حاج إيه يا جليلة أنا منصور، نسيتي منصور؟! 


+



تركته و صعدت لتجلس على مكتبها قائلة بصوت مرتفع:


+



_ قهوة الحاج منصور يا واد يا زكريا. 


+



______شيماء سعيد______


+



_ و بكدة تكون الحقيقة واضحة أمام الجميع و إنتهت القضية بالشكل الصحيح مع نهاية حلقتنا في برنامج هاجر كلمة حق مع هاجر علوان أشوفكم على خير. 


+



إنتهت حلقة البرنامج الخاص بها بعد غياب دام ستة أشهر خارج البلاد، قامت من مقعدها الذي دفعت ثمنه الكثير من سنوات عمرها، نظرات الجميع تطاردها منها المذهولة بجمالها و منها الحاقدة على النعيم الغارقة به. 


+



جمالها تكرهه لأنها و بكل بساطة أصبحت أسيرة لحيوان ضعف عمرها لمجرد أنها جميلة فقيرة، بكبرياء و ثقة شديدة بالنفس مرت من أمام الكل لتخرج من المكان. 


+



تختنق من فكرة رؤيتها إلى مصدر رعبها، من يصدق أن هاجر علوان كل قوتها و جرائتها على شاشة التلفزيون ضعيفة خائفة أمامه، بعد مرور ساعة كانت أمام قصره بأمر منه لرؤيتها لأنه و بكل سخافة مشتاق إلى جاريته. 




الثاني من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close