رواية اسيرة عشقه الفصل التاسع 9 بقلم شهد السيد
البارت التاسع "_أسيرة عشقة_"
وقف بجانبها يتأمل وجهها الشاحب بشده وبرودة جسدها لتدلف منه للغرفه قائله:
_مش هتصحيها.
ليهتف حمزه بألم:
_مش عارف اصحيها تيجي تودعه ولا هتنهار وتعيط ويغمي عليها تاني.
اقتربت منه بحزم من شذي النائمه بعالم اللاشئ:
_لازم تصحي لو مصحيتش مش هتسامحك مفيش حد بيسامح حد منعه من اخر لقاء بين شخص عزيز عليه.
بعد دقائق فتحت شذي عيونها الذي اختفي بريق السعادة والشغف عيناها الذي كانت دائما تلمع أصبحت منطفئه..!!
اعتدلت ك من لدغها عقرب قائله بهوس:
_بابا..حلم..أكيد حلم..بابا رجع صح مسابنيش صح قولي صح صح ممشيش.
لتهتف منه بأسي وقد ادمعت عيناها:
_شذي يا حبيبتي أهدي ده قدر ربنا.
وضعت يدها علي اذنها ترفض التصديق قائله بجنون:
_ لا لاااا مسابنيش قالي مش هسيبك قالللي لااا بابا مش هيسبني بابا بيحبني اطلعععي بررره.
بكت منه عليها وخرجت ليجلس حمزه جوارها يحاول كبح دموعه قائل:
_شذي لو سمحتي اهدي.
ازاحت يدها ببطئ تنظر له بأمل طفيف قائله:
_انا هصدقك انا بصدقك انتَ وبس..لسه عايش ومسابنيش صح..قالي قالي هفضل جمبك قالي مش هيمشي وراجع..رجع وده مقلب صح هو بيحب يهزر معايا طيب هو لو مشي انا هقول لمين انا زعلانه ومين هيستحملني غيره..مين هيكون ضهري لو هو مشي..مين هيحسسني بأمان..عايش انا عارفه قولي عايش وحياه بابا عندك قولي عايش.
سقطت دموعه ليحتضنها بقوه قائل بحزم:
_بس بس كفايه عياط..انا جمبك.
لتهتف بانيهار وهى تضرب الفراش:
_انتَ مش هو، مش بابا مش بابا.. بابا مش بيسيب شذي وشذي بتحبه وهو بيحبها.
قبل رأسها يحاول السيطره علي ذاته قائل:
_انا معاكي ومش هسيبك متخافيش.
رفعت وجهها له قائله ودموعها تتساقط:
_يعني خلاص مش هشوفه تاني مش هيلعب معايا ولا يخرجني زهق مني وسابني طيب خليه يرجع ومش هعمل حاجه تدايقه بس بلاش يمشي بلاش.
مسح دموعها قائل:
_بابا قالك متعيطيش خليكي قويه..مش عاوزه تشوفي بابا لأخر مره.
لتهتف ببكاء يمزق القلوب:
_عاوزه اشوفه بس مش عاوزاه يمشي مش عاوزاه يسبني..طيب استني.
نهضت تخرج ثوب ابيض فضفاض قائله بابتسامة ودموعها تسقط:
_هو بيحب يخليني البس ابيض انا هلبس ابيض عشان أفرحه.
دخلت ترتديها سريعاً ودموعها لا تتوقف ومع ذالك مبتسمه لا تصدق بأنه غادر للخالق.
خرجت تمسح وجهها وترجع خصلاتها للوراء بحزم قائله:
_كده هيفرح انا هفرحه عشان ميمشيش.
أمسك يدها يضغط عليها يحاول بث الأمان بداخلها
ركب جوارها بالخلف..خرجت السيارة من البوابه لتهتف ببكاء ونحيب:
_طيب هو زعلان مني ليه عشان مشيت من عندك خليه ميمشيش وهعيش عندك علي طول بس ميمشيش مش هعرف اعيش من غيره.
ضمها لصدره وعيناه تتجمع بها العبارات الجامده حاول تهدئتها لاكن نحيبها وبكائها يعلوا.
وقفت السيارة بمقابر الشهداء..فكانت جنازه عسكريه تليق به..وحضر الكثير من اللوأت والضباط والوزراء.
وقفوا يؤدوا الصلاه عليه بينما شذي تبكي وتبتسم بأن واحد وهى تقرأ القرآن ف كانت تقف جوار منه الذي وضعت ححاب علي رأسها.
انتهت الصلاة لتمسك شذي يد منه تبحث عن حمزه بعيناها وهيا تبكي قائله:
_عاوزه أبيه عشان يخليني اشوف بابا.
لمحته يقف بعيد لتركض نحوه تتشبث به قائله ببكاء هستيري:
_ععاوزه ااشوفه.
ثواني وركعت علي ركبتيها بجانب نعش والدها لتزيح الغطاء لتجده بملابس عمله ودمائه منثوره عليهم أمسكت كف يده تقبله ودموعها تسقط عليه..لتلحظ خاتم زواج والدها بيده ازاحته برفق تغلق كف يدها عليه.
وبيدها الآخري تتحسس وجهه قائله ببكاء:
_كده سبتني ومشيت موفتش بوعدك ليه ليه سبتني ليييه.
حملها حمزه بعيد عن جثمان والدها ليضعوا عليه الغطاء مجدداً وحملوه يتجهوا لقبره بينما هيا تصرخ بصوتها قائله:
_مشيت ليه ليه سبتني ومشيت ليه عملت ايه عشان تمشي موفتش بوعدك معايا ليييه...لييه ياباااااابااااااااااا.
صرخت بأسمه بكل ماتحمل من قوه متبقيه لتسقط بين يد حمزه تختار واقع الفراغ بدلاً من واقع محمل بألم لا تستطيع تحمله وحدها.
_____________________________________
_____________________________________
كان يعبث بهاتفه يتصفح منشوراتها وتعليقاتها ليجد منشور جديد محتواه:ان لله وان اليه راجعون توفي الشهيد هشام مندور اليوم وهو يدافع عن أرض مصر واعضاء الأبرياء نسألكم الدعاء بالرحمه والمغفره.
وجد فريد يدخل عليه قائل:
_حسن باشا..هشام مندور ابو البت اللي قاعده عن حمزه مات امبارح بليل وجنازته كانت من شوية.. كده أكيد هيأجل فرح اخته وبكده خطتنا هتتأجل.
صمت حسن بتفكير هل تقرب له..؟
ليقطع فريد شروده قائل:
_نعمل ايه يا باشا ااجل.
نهض حسن سريعاً قائل:
_ أجل اه لحد مانعرف الجديد..سلام دلوقتي.
_____________________________________
_____________________________________
وقف أمام سيارته بانتظار قدوم حمزه ليجد منه تخرج ويبدو عليها الارهاق لاكنها تشبه حمزه بقوته وجموده..وقف أمامه تعقد يدها أمام صدرها قائله بجمود حاد:
_جاي ليه ياحسن.
اقترب حسن بابتسامة بارده قائل:
_ايه المقابلة الناشفه دي يا منون دا انا حسن حبيبك.
رفعت يدها أمامه قائله بحده:
_بلا حبيبي بلا زفت علي دماغك الزم حدودك ياحسن جاي عاوز ايه.
استمعت لصوت حمزه من خلفها يهتف بأسمها لتلتفت ليشير لها بالدخول للمنزل.
دخلت بعدما القت نظره حارقه علي حسن..وقف حمزه قبالته يضع يديه بجيبب بنطاله قائل:
_جاي ليه.
مد حسن يده يقول بتهكم:
_مش عارف ايه جاي ليه دي اللي ماسكها انتَ واختك..ما علينا جاي اقولك البقاء لله ف صاحبك.
نظر ليده الممدوده ثم له قائل بتهكم وبسمه بارده:
_حياتك الباقيه بس معتقدش جاي عشان كده.
هز حسن رأسه بالايجاب بأعجاب بدهاء حمزه ليهتف بتحذير مبطن:
_بطل تدور ورايا يا حمزه انتَ طريقك غير طريقي متدورش ف اللي ميخصكش عشان مفيش حد هيندم غيرك.
ليهتف حمزه بحده وثبات يحسد عليه:
_حمزه الشاذلي مبيتهدتش ياحسن واظن انتَ عارف ومجرب مين حمزه الشاذلي ويقدر يعمل ايه.
ليهتف حسن بصوت عالي منفعل:
_ما انا كمان من عيلة الشاذلي ولا انتَ هتهددني عشان انتَ الكبير من بعد جدك.
ليهتف حمزه بحده وبرود:
_كنت..كنت ياحسن متنساش فعل الماضي.
ليرفع حسن سبابته قائل بحقد:
_خليك فاكر انتَ اللي اخترت العداوه مابينا..ياا..يابن الشاذلي.
وتركه يتجه نحو سيارته يغادر مسرعاً يسابق الرياح.
مساًء..
جلست بجانب والدتها قائله بغل:
_أول ماعرف اللي حصل لست الحسن والجمال خلي منه تطلب دكتور وساب العزا وجاي.
لتهتف دولت بحزم:
_اسكتي ياعبير..حمزه ف الأيام الجايه دي هيبقي عاوز يشيل الاخضر واليابس..هشام عزيز عليه وموته آثر فيه وهيبقي جواه غضب الدنيا اتجنبيه الفتره دي وملكيش دعوه بالبنت.
عقدت عبير يدها بحقن قائله:
_حاضر.
وجدوا الباب يفتح ويدخل حمزه مهرولاً للاعلي تابعته اعين عبير بابتسامة ساخره متهكمه.
وجد منه والطبيب يقفوا ف الخارج ليهتف حمزه بقلق:
_طمني عليها ياعاصم.
ليرد الطبيب بعمليه واحترام:
_جاتلها انتكاسه نفسيه ادت لفقدان النطق بسبب صدمه عصبيه شديده وضغط كبير..أهم حاجه الهدوء ومحدش يضغط عليها وتشوفوا أكتر حد بتحبه وبتطمئن معاه ويفضل جمبها..وعلاج ضيق التنفس يتاخد لو حسيتوا بأي مضاعفات علي شكلها..ومحدش يعلق ع اي تصرف منها لانها بتكون شبه مش ف وعيها.
اومأ حمزه بالايجاب ودخل سريعاً ليجدها جالسه علي الفراش تضم قدمها لصدرها بشده تنظر أمامها بشرود وتبكي بصمت.
وكم قطع مظهرها قلبه..تقدم يجلس جوارها يهتف بأسمها لاكن لأ حياة لمن تنادي..ربت علي خصلاتها برفق لتلتفت تنظر له بعين داميه ووجه احمر شاحب.
ارتمت باحضانه تتمسك بقميصه ك طوق نجاه تبكي بسكون.
ربت علي ظهرها يحاول طمئنتها بكلمات حنونه ليشعر بانتظام تنفسها ابعدها عن احضانه ليجدها مستغرقه بالنوم
اعدل نومتها ووضع خصلاتها علي الوساده خلفها وخرج لغرفته..نزع سترته يليها قميصه وارتدي ملابس منزليه مريحه ليجد باب غرفته يطرق..فتحه ليجد منه ويبدو عليها الضيق والتوتر:
_حمزه ف ف ناس عاوزينك تحت.
ليهتف باستفسار:
_مين.
زفرت بضيق قائله:
_عمة شذي جات وعاوزه تقابلك عشان تاخدها.
صمت لبرهه ليهتف بنبره غامضه مبهمه:
_انزلي انتِ وانا جاي.
اومأت منه وغادرت بضيق لاتريد ان تغادر شذي.
ثواني وونزل حمزه توجه لغرفه الصالون ليجد سيده بنهاية الأربعين وفتاه اخري بأول العشرين ومعها طفل صغير لم يتجاوز الخامسه من عمره
جلس علي المقعد المجاور لعمتة قائل:
_البقاء لله يامدام لبني.
لتهتف الاخري بحزن علي اخيها:
_الدوام لله ياحمزه..مش عارفه اشكرك ازاي علي وقفتك ف العزا وساعة الدفن وأنك أخدت بالك من شذي.
ابتسم بمراره خفيه قائل:
_هشام أخويا يامدام لبني وانا عملت كده ك واجب عليا.
لتهتف الفتاة:
_لو سمحت كنا عاوزين نشوف شذي.
أشار لمنه لتنهض تدلهم علي غرفتها..لتهتف دولت فور خرجوهم:
_احم..امتحانات شذي هتعمل فيها إيه..لو ممتحنتش هتروح عليها السنة
ليهتف بهدوء قبل ان ينهض للخارج:
_انا اتصرفت.
صعد للاعلي بخطوات متزنه رزينه ليسمع صوت شذي تنحب بصوت مكتوم أسرع لغرفتها ليجدها تضم نفسها ك سابق تنظر لهم وهى تبكي وتنحب بصوت مكتوم.
أقترب يجلس جوارها لتحتضنه تتعلق به دهشت لبني وابنتها من تصرفها..اقتربت لبني تحاول وضع يدها علي خصلات شذي لتضم جسدها لحمزه أكثر بخوف ونحيبها يزيد.
أشار حمزه لمنه بأخذهم للخارج لتشير لهم بذوق للخارج خرجوا جميعآ.
مسد علي خصلاتها ليشعر ببطئ تنفسها رفع وجهها ليجده محتقن..اخرج البخاخ من الكومدينو الذي بجانبه يضعها بفمها يضغط عليها..ثواني وبدء وجهها للرجوع للونه الطبيعي..اسندت رأسها علي صدره تغمض عيناها تشدد علي احضانه.
ظل يمسد علي خصلاتها إلي ان غفت..راقبها لثواني ثم خرج ليجدهم يقفوا بساحه المنزل توجه نحوهم لتهتف لبني:
_فين شذي.
ليهتف حمزه بثبات وهو يعلم مغزاها:
_نامت.
لتهتف بحرج:
_احم طيب معلش اطلعي يا ريناد صحيها عشان نمشي.
ليهتف حمزه برفض:
_شذي مش هتمشي من هنا.
لتهتف لبني بضيق حاد:
_ازاي ده يعني انا بعد اللي شوفته فوق ده وحضنك ليها استحالة اسيبها شكرا علي احتوائك ليها انا هعرف احتويها الفتره الجاية..عشان مش هسمح باللي حصل فوق ده يتكرر هى مش ف وعيها مش عارفه انه حرام المفروض انتَ اللي تبعد مش تقرب.
لتهتف عبير بحقن:
_ماتسيبها ياحمزه تمشي مع عمتها.
وزع حمزه نظراته عليهم عدا منه..لينظر لها ويشير بعينه نحو غرفة مكتبة.
فهمت مغزاه للتوجة للداخل وخرجت تعطيه ورقة مطوية.
فتحها يظهرها لهم قائل بابتسامة باردة:
_شذي مرااتي بقالها أسبوع..يعني مش مسموح لحد ياخدها من هنا.
_____________________________________
_____________________________________
فتحت عيناها بضعف..اسرعت تصرخ لتجد لاصق علي فمها.. نقابها..؟ ظلت تصرخ لتجد الباب يفتح ويظهر ذالك الشخص التي هربت منه المره السابقة يبتسم بخبث قائل:
_مساء الخير آنسه توتا.
صرخت بهستيري وهيا تهز رأسها بجنون..ليقترب يحاول فك حجابها لتهز رأسها بعنف.
ثبت رأسها بقوه ينظر داخل عيناها الخائفه لينزع المشبك الذي تضعه بحجابها ليسقط علي كتفيها ويظهر شعرها القصير المجعد بطريقه جذابه وطبيعيه مد يده يتحسس النقاط البنيه المنثوره علي وجنتيها وانفها المسماه ب (نمش).
ليجدها تبكي وهى تعاود هز رأسها مجدداً..ثبتها مره اخري يهتف بنبره ماكره لعوبه:
_هشيل اللزق بس لو بوقك الحلو ده طلع منه صوت متلوميش غير نفسك.
نزعه برفق وتراقب ليجدها تهمس بصوت مبحوح خائف:
_ اااا.نت ممم.ين اااا.بعد.
قرب وجهه لتبعد وجهها بخوف ليهتف وهو يثبت وجهها أمام وجهه:
_رائد..عملك الأسود ياعيوني.