رواية ليث وقمر حبيبتي الفصل التاسع 9 بقلم ايمي عبده
الحلقه التاسعه
كان كل من بالمنزل فى حالة قلق فبحث ليث عن ريم صباحا ووجهه الخائف أرعبهم وإختفائها الغير مفهوم جعلهم فى حاله لا توصف وبعد غياب أرعب الجميع دخلا سويا ممسكا بيد بعضهما ولكن ريم كالمشرده بملابس ممزقه ووجه ملطخ بالدماء وعيونها حمراء باكيه ويبدو الإنكسار واضح عليها
ياللهول تبدو كالمغتصبه ولكن من ؟ من فعل بها هذا؟
وهو يبدو وكأنه عاد من الزحف بملابس متسخه يغطيها التراب ويعلو وجهه بعض اللكمات وآثار دماء على ذراعيه
حاله من القلق والتوتر ملأ المكان البعض فى حيره والأخر قلقه يملؤه وهناك من يملأه الغضب الممزوج بألم
صرخت ندى بهلع : يالهوى إيه ده
إقتربت فاديه نحوهما وسألتهما بخوف : مالكم ياولاد وإيه اللى بهدلكم كده
إقتربت إنجى بهدوء ظاهرى يخفى غضبا مميتا وأمسكت بيدها : تعالى معايا
لكن ريم سحبت يدها سريعا وإقتربت من ليث لتختبأ فى حضنه وهو لم يتحمل إحتضنها بشده وعيناه مليئه بالأسى تجاهها فلولاه لكانت الآن بخير
صأحت ندى بغضب يغلبه الخوف : إيه الحكايه بالضبط ماتفهمونا إيه اللى بهدلكم كده
بينما عقبت إنجى بحقد : إخص عليك مكنتش أعرف إنك قذر أوى كده طب خدها اوتيل ولا إنتو بتحبو الزرايب
عندما سمعتها ريم إبتعدت عنه وأنكست رأسه بخزى فغضب وصرخ فى إنجى : إتلمى يازباله دى أشرف من ستين واحده من عينتك
زوت جانب فمها بسخريه : متتكلمش عن الشرف روح شوف منظركم وبعدين إبقى إتكلم وعامل محترم اتاريك كنت بتتخانق معاها على طول عشان تداروا على قذرتكم
نهرتها ندى بحده : آه يا زباله جتلك عالطبطاب بس وربنا ما هرحمك
همت لضربها فجذبتها ريم تمنعها من ذلك : كفايه أرجوكى
فأشارت نحو إنجى بغضب : منتش سمعاها
- معلش ماأنا اللى غلطانه
إعترض ليث بغضب : إنتى إتجننتى غلطانه دا إيه
أجابته مؤكده : أيوه لو مشيت من هنا ولا مكنتش جيت من أصله مكنش دا كله حصل
زفر ليث بغضب : خلصتو هبل ولا لسه
فعقبت إنجى بسخريه : شكل الفيلم لسه مخلصش
ثم نظرت إلى ريم تتصنع الحزن : إخص عليكى وأنا بقول إنك محترمه فضحتى العيله أنا هكلم مامى عرتينا
صاح أدهم بنفاذ صبر : باااس مش عاوز حد ينطق وكل واحد على اوضته
صمت الجميع ولم يعقب أحد وذهب كلا على غرفته
كان ليث يشعر بالضيق وكل ما يحدث حوله يضيق عليه الخناق فقرر أن ينزل للحديقه وفى طريقه مر بغرفتها ليسمع المزيد من الأفعى المسماه أختها : مبسوطه من فضيحتك دى وعماله تدينى دروس فى الأدب وتحذرينى منه أتاريكى خايفه لأخده منك
صرخت ريم بألم : اخرسى
لم تهتم لحزنها وإستمرت فى إهانتها : وليكى عين تتكلمى بس كويس عملتك الهباب معاه هتخليه مستحيل يتجوزك مهو خد اللى عاوزه هيعمل بيكى إيه
صرخت مجددا بها فهى لن تتحمل المزيد : إتكتمى
- ليه الحقيقه وجعتك مش دا اللى يقع كده سلمتى نفسك عشان تصطاديه واديكى خسرتيه ياشيخه طب اتدارى وغيرى هدومك وظبطى نفسك بدل منظرك المقرف وإنتى داخله كده
- إنتى حيوانه عمرك ما هتحسى بوجعى أنا سيبالك الاوضه وماشيه
- اتلمى واقعدى بلاش تلاكيك
تعجبت سائله : تلاكيك إيه ؟!!
- بتستهبلى وتعملى زعلانه عشان تخرجى تروحيله وحشك حضنه أوى
أوجعتها إتهامها المباشر فدخلت الحمام وجلست داخل المغطس تبكى حتى غلبها التعب ونامت بداخله
ماسمعه من إتهام إنجى الصريح لها قتله يريد أن ينقض عليها بخنجر ينحرها كما نحرت قلب محبوبته التى رق قلبه لرؤياها حينما حطت هذا المنزل أول مره ولكن أختها اللعوب أقلقته وعندما تحرى عن ريم وتحقق من برائتها بعكس أختها أراد أن يقترب منها لكنها فكان دائم الغضب منها لأنها تتحاشاه وحينما بدأت تستجيب طاردته أشباح الماضى الأليم فنزل إلى الحديقه وإستلقى على الحشائش
سماء صافيه متلألأه بالنجوم ولكنه يشعر أنها باهته ضياؤها خافت وكأنها حزينه لألم محبوبته كان ينظر للسماء ويرى وجهها البرئ ويبتسم حتى تذكر إهانات أختها لها فإختفت إبتسامته وإعتدل فى جلسته وجلس يفكرثم قرر الذهاب إليها
طرق باب الغرفه لتفتح أختها وتتدلل عليه بخلاعه : مساء الخير
سألها عن ريم فإحتدت ملامحها بغيظ :وإنت عاوزها فى إيه مستكفتش مهياش حلوه لدرجه إنك تعوزها تانى
حاول كظم غيظه وحدثها بهدوء ظاهرى : ممكن تناديها من فضلك عاوز اطمن عليها
عضت على شفتها السفليه بغيظ : إنت جاى عشان كده عالعموم هيا نامت
أجابها بجمود : صحيها
- نعم
لمعت عيناه بنظرات قاتله أخافتها : اللى سمعتيه وفورا
أومأت بخوف ثم دخلت تطرق باب الحمام ولم تجيبها فعادت إليه وقبل أن تتحدث سألها مجددا : هيا فين؟
- مبتردش عماله أخبط مبتردش
قضب جبينه متعجبا : تخبطى فين ؟!! هيا مش نايمه فى سريرها
زاغت عيناه بخوف فصاح بها : ماتنطقى راحت فين
أجابته سريعا وهى تنتفض رعبا من صرخته المباغته بها : فى الحمام كنت بكلمها اتقمصت ودخلت ومش عاوزه تخرج ولا ترد
- والكلام ده من إمتى
- من شويه صغننين
جذبها من ذراعها بقوه : والشويه الصغننين دول قد إيه
أجابته بخوف : هه ححاولى ساعه
- إيه
فزع ودفعها بغضب ودخل مسرعا يطرق باب الحمام بقلق ولم ترد فأخذ يضرب الباب بجسده ليفتحه فأيقظ صوته كل من بالقصر وهرول الجميع لكى يروا مصدر الصوت وحينما وصلو كان قد فتح الباب ودخل ليجدها منكبه على وجهها لاتتحرك حاول إيقاظها بدون فائده فحملها وخرج مسرعا فسأله والده : فى إيه مالها؟ وإنت واخدها فين؟
أجابه سريعا والقلق ينهش صدره : مش عارف هاخدها عالمستشفى
- طب ماتطلبلها دكتور هنا
- وأنا لسه هستنى
خرج راكضا بها ووضعها بسيارته وذهب بها للمشفى وقرر الجميع أن يلحقو به
وصل ليث الإستقبال وكان قد فقط آخر ذره من قدرته على الصبر
كان كالاسد الجريح ولم يتركها لحظه حتى حينما أرادت الطبيبه فحصها رفض أن يضل بالخارج ودخل معها وأغمض عينيه حتى انتهت
وصل الجميع للمشفى وسألو عنهما وذهبو للإطمئنان عليها وأختها على رأسهم وكانت تستغل كل لحظه لتتقرب من ليث ولكنه ينفر منها
كانت تريده لكى تكسر ريم فهى تظن أنه فعل بها السوء وتريد أن تجعله يتركها كى تحترق بنيران العار
كان شارد الذهن يتأمل ريم من بعيد يتذكر ضحكتها غضبها مرحها نظراتها له حتى توبيخاتها ويبتسم رغما عنه ويتمنى لو تستيقظ فقد للحظات ليخبرها كم احبها وإشتاق لها
وقفت إنجى بجواره تتحسس بيدها على كتفه : سيبك منها دى ممنهاش فايده إنت عاوز اللى تعرف تسعدك
نظر إلى يدها الموضوعه على كتفه ثم نظر لها بجانب عينيه : وإنتى بقى اللى هتعرفى
إقتربت من أذنه تهمس بدلال : طبعا جرب وإنت تشوف واوعدك مش هتندم
إبتسم بسخريه : آه ما إنتى خبره
ضحكت بغنج : إخص عليك متكسفنيش
جذبها له بقوه : اسمعى ياعقربه إنتى أنا أبعدلك من نجوم السما ولو صفصفت الدنيا من بناتها عليكى برضو مش هكون ليكى إخلعى من نفوخى احسنلك
ثم تركها وإبتعد ووقفت تشتعل غضبا
ظلت ريم يومان بالمشفى حتى تحسنت وبعد عودتها وجدتهم يستقبلونها بسعاده بالغه وتفاجأت بليث يجلسها بينهم ويقص للجميع مع حدث معها فبهتت إنجى لأنها تخيلت أنه سيهرب بها ولم تتخيل أنه سيُدخل ليث بالأمر ولكنها ماتت بغيظها حينما أكمل حديثه بالركوع أمام ريم وطلب الزواج منها فخجلت بشده ووجدت الجميع يحثها على الموافقه فأومأت بخجل فهلل الجميع مباركين بينما إحتضنها ليث وهو يصرخ بعشقها ولكن الصمت حل على الجميع حينما أنزلها ونظر بعينيها قائلا : بعشقك ياقمر
نظرت له بصدمه فأومأ لها بتأكيد فقد بحث فى خلفيتها ليفهم لما والدتها وأختها يعاملنها هكذا فتفاجئ بالحقيقه ورغم فرحته إلا أنه كان متعجبا لصمتها
تعجب الجميع وهنا أدركت إنجى من هم وقررت أن تهرب فى أقرب فرصه
أخبرته أنها صمتت لأنه باعها لعشقه لأخرى وهنا أدركت مكيدة والدتها حينما أمسك ليث بإنجى وهى تتسلل من بينهم لتهرب وأجبرها على قول الحقيقه
كانت فى ذهول تام من فعلة والدتها الشنعاء بينما إحتضنها الجميع وبكت فاديه وهى تعتذر لها على ما فعلت لكن الصدمه كانت فى بكاء هاشم وهو يتوسلها أن تسامحه وتُعده أخا كبيرا لها منذ الآن فنظرت إلى ليث وجدته يومأ لها بإبتسامه فإبتسمت وقررت فتح صفحه جديده مع الجميع
وباليوم التالى تفاجئ ليث بوالدته تطرق باب مكتبه وتطلب رؤيته وأذن لها وهو متعجبا من قدومها الى عمله وحينما سألها عن سبب مجيئها صمتت قليلا ثم إنفجرت فى البكاء وكأنها لم تبكى من قبل حاول تهدئتها لكنها لم تهدأ فتركها تفرغ حزنها حتى هدأت وأنكست رأسها بخزى وطلبت منه أن يستمع لها للنهايه وافق بقلب مرتعب فأخبرته أنها كانت ذات يوم على علاقه بشاب عابث وقد تساهلت معه كثيرا
كانت فتاه صغيره طائشه لم تجد من ينصحها ولا من يحميها وزوجها والديها بأدهم لإخفاء الفضيحه وحينما علم أدهم خافت منه وإدعت أنها أُغتُصبت وأُجبرت على الصمت ومات سرها مع والديها لكن منذ عدة أيام أتى شابا إلى منزلهم يبحث عن ريم ولم يكن هناك سواها لكنه صُعقت برؤيته فهو نسخه طبق الأصل من حبيبها فى شبابه وحينما سألته عن إسمه أدركت أنه إبنه فى ذلك اليوم كانت ريم بالخارج تشترى حاجيات لها فقد كانت حزينه ذابله منذ أن ذهب ليث فى مهمته وغادر الشاب وكان يبدو غاضبا وحينها قابل إنجى بالباب وجلست معه ف الحديقه وبعد أن غادر سألتها فاديه عنه فأخبرتها أنه خطيب ريم وأتى ليأخذها أحست فاديه بخيبة أمل فقد تمنت أن تكن من نصيب ليث لكنه ليس مقدرا
حينما تم القبض على الشاب وإتضح أنه مختل وليس خطيبها سألت إنجى فأخبرتها أنه خطيبها فعلا لكن يبدو أن ريم تريد التلاعب به لسبب ما ولسبب ما أيضا لم تصدقها فاديه وأحست أن هذا الفتى يطارد ريم وإنجى أخبرته بمكانها لتتخلص منها فالأمر واضح للأعمى هى تكرهها وتغار منها وترغب فى تشويه صورتها ومن أدرى من فاديه بهذا فقد كانت هكذا سابقا وأتى والده بالأمس يبحث عن ريم ليجبرها على التراجع عن شهادتها وتبرئة إبنه لكنه تفاجئ بوجود فاديه التى رغم كبر سنها إلا أن ملامحها لم تتغير كثيرا وهنا ابتسم بخبث وهددها إن لم يخرج ولده سيعمل على فضيحتها ومنذ وقتها وهى تحيا فى زعر تام فأدهم لن يسامحها كذلك أبنائها ولم تجد حلا سوا اللجوء إلى ليث ومهما سيفعل بها فهى راضيه
صمت قليلا يفكر هل يقتلها أم يربت على كتفها ثم تنهد بيأس قائلا : يعنى عمايلك السودا بدأت تطلع على جتتك دلوقتى بس كده كلنا هنتفضح وبرضو مينفعش ريم تفرط ف حقها عشان جنابك
كانت تستمع لكلماته القاسيه بقلب محطم حتى قال : اللى إبنه بيخطف بقلب ميت كده وهو بيهدد ولاهمه لازم وراه بلاوى سيبيلى الحكايه دى ومتفكريش فيها وإنسى إنها حصلت ف يوم من الأيام
وقفت تتحاشى النظر إليه وخرجت باكيه بينما ضرب بقبضتيه على مكتبه بحده فهى دائما ما تجعله يحتقرها لكن لسوء حظه هى والدته أرسل من ياتى بمعلومات دقيقه عن والد الشاب فإكتشف أنه مرتشى ومتهرب من الضرائب وما خفى كان أعظم كما أنه إنتقل للعيش بلبنان ليجعل إبنه المدلل يهرب من الخدمه العسكريه فلديه إثنان آخران لذا تنهد بإرتياح وأرسل فى طلبه وأخبره مباشرة أن ينسى أمر والدته وسينسى ليث كل هذه المصائب اما القضيه فليس له بها شأن فالأمر متروك لريم فطلب الرجل لقائها وتذلل من أجل ولده فشعرت بالشفقه تجاهه ووافقت شرط أن تصبح حره وتبتعد والدتها وأختها عن حياتها نهائيا وافق الرجل ولم يخبرها أن إنجى من أرسلت لهم تخبرهم بأن ريم على علاقه بشاب مصرى لكنها لم توضح التفاصيل ولم يعلمو أنه ضابط ذو رتبه كبيره لذا أول من عاقبو كانت والدتها حيث أرسل إبنه رجاله لها فقامو بتكسير منزلها فوق رأسها وكادت تموت بين أيديهم وأصبحت كالفأر لا تقوى على الخروج من جحرها وأرسلت لإنجى تحذرها وتطلب نجدتها فأرسلت إنجى للشاب تعطيه العنوان ليصل إلى ريم ثم يكافؤها بالمال الوفير حتى إذا فشلت فى الوصول إلى ليث تأخذه وترحل بعيدا فوالدتها يكفيها ماعاشته من عمرها وتركتها هناك تعانى مذلة الفقر وطلب الحاجه بعد أن أخذو كل مالديها من مال لسداد ما أخذته سابقا
بعد أن وافق أرسل رجاله لأخذ إنجى التى حاولت الهرب أو البحث عمن ينقذها لكنها لم تجد أحدا فجميع من بالمنزل يحتقرها حتى هاشم وأخذوها لكن والد الشاب وجد أنه من غير المجدى التخلص منها لذا جعلها جاريته وأخذ ولده وسافر مجددا وهى معهما كعبد ذليل
ظلت فاديه تعانى الحسره والخزى كلما رأت ليث ولاحظ أدهم الامر لكنها رفضت أن تفشى بما فى قلبها له
_________________
شاع الخبر بين زملائه أن هناك من سرب أمر تواجدهم بمنزل عثمان فلم يتمالك آدم نفسه وذهب إلى مكتب ليث غاضبا ولم يهتم لكونه رتبه أعلى منه ولا لوجود فارس وهو أعلى منه أيضا وهو يصرخ بوجهه : إنت اللى عرفته بخطانا من الأول وأنا شاكك فيك برودك لما شوفت البت اللى إتعذبت ولا فرقت معاك أكدلى إنك معاه وبتستغفلنى
أجابه ليث ببرود : إنت أد اللى بتقوله ده
نظر له بتحدى : آه اده ونص إنت هتهتنى عشان رتبه أكبر منى لأ فوق حق ربنا أهم من حياتى ومش هسيبك إلا متعلق فى عشماوى
إبتسم بسماجه وأومأ له بسخريه واضحه جعلته يزداد غضبا ويدفع فارس عنه : إوعى هموته إوعى
فصاح به فارس بغضب وهو يحاول السيطره عليه : إعقل بقى
هدأ آدم قليلا ثم إستدار فارس لذاك البارد فوجده مبتسم واضع كلا يديه بجيبه مستمتع بالأمر فإغتاظ منه : إمشى من هنا إنت بتستفزه أكتر
أجابه بهدوء : لأ وسيبه خليه يورينى هيعمل إيه
كان قد تعب فارس من منع الآخر وبرودة هذا الثلجى فتركه يهجم عليه ولكنه تحرك خطوه واحده فجعل الآخر يصطدم بالحائط ويسقط متألما
فنظر فارس لآدم بصدمه ثم نظر لليث بغيظ : عجبك كده
أجابه بلا إهتمام : عادى كتفه وإتخلع نردهوله هيا قضيه يعنى
صاح فارس به : يابرودك
إقترب من هذا الملقى على الأرض يأن بألم وحاول مساعدته ولكن الألم شديد ولن يستطيع وحده فنظر إلى ليث فوجده يتنهد بملل ثم إقترب منه وأعاد كتف آدم إلى مكانه بينما يثبته فارس وذاك المسكين تهتز لصراخه المتألم حوائط المبنى فقد صم آذانهما من صراخه
فتأفف ليث ناظراً إلى فارس : ما نابنى من الهبل ده إلا إنى إنطرشت مبسوط
فأجابه بضيق : يعنى عاوزنا نسيبه كده
- ماهو السبب عامل فيلم على إيه البت اللى محروق عليها شمال وجايه بكيفها ولو حتى موتها مادا أخرة اللى زيها والمخطوفه وهربت ومعرفلهاش سكه ولما عرف إننا بوليس كنا مجمعين أدله ضده تنسفه نسف وأمر منعه من السفر تم قبل ما يعرف إحنا مين وف الآخر قبضنا عليه لزومه إيه العته االى بيعمله ده
نظر له آدم بلهفه : دا بجد يعنى عثمان مخلعش
أجابه ليث بسخريه : لأ سنانك اللى هخلعهالك قريب أنا رايح الكافتيريا
أوقفه آدم : استنى
فأجابه ليث بضيق : لو استنيت هقتلكم إنتو الإتنين أنا هروح اشربلى فنجان قهوه يظبطلى دماغى يا غجر
ثم تركهما وخرج بينما تأفف آدم ونظر إلى فارس : سامع
زفر فارس بتعب وهو يلوح له بيده بلا إهتمام ثم جلس على الكرسى : إتنيل واسكت دا لولاه كنت قاعد تصوت لسه بكتفك
صر على أسنانه بغضب: مهو السبب
- وانت إيه طور متغمى وعى من سكتك مش تقف
أجابه بحرج : ملحقتش
زوى جانب فمه بسخريه : بقى إنت ظابط إنت إحمد ربنا إنه عداها واحد غيره كان سجنك
قضب جبينه : نعم ليه إن شاء الله
- عشان إنت اتهمتو تهم يعاقب عليها القانون وحاولت تعتدى عليه بالضرب ومحترمتوش وهو رتبه أعلى منك ها أكمل التهم ولا كفايه كده
- يووووه
________________
بعد أن إحتسى قهوته عاد لمكتبه فوجد صديقه يجلس بإنتظاره :خير جد جديد
رفع فارس حاجبه بسخريه : وهيجد فى التلات دقايق دول
أجابه ليث بجانب عينيه : وارد جدا بس انت مش جاى للقضيه
- آه
- جاى عشانه
- آه
- إطمن مش هأذيه
- عارف
- ولما انت عارف جاى ليه
- مش ملاحظ أنه أوفر شويه
- أصله مستجد
- أنا شاكك يكون هو الخاين وبيعمل الفيلم ده عشان يدارى
- لآ مظنش الواد دا غلبان وصاحب مبدأ بس للأسف عصبى ومستعجل عاوز فى لحظه يصلح الكون ودا مينفعش فى شغلنا هو مأفور فعلا بس لأنه عاجز عن إنه يحقق اللى عاوزه بسرعه ماشفتوش لما شاف البت اللى كان جايبها ولا البت المخطوفه لما عرف إنه ناوى يعمل فيها زيها فضل كان هيبوظ العمليه كلها وهو عمال يصرخ
- صحيح هى عامله إيه
إبتسم بجانب فمه قائلا : بتسلم عليك
زفر بضيق : بتكلم جد
- فى أمان متقلقش هى أول مره يعنى
كان آدم قد جاء ليعتذر منه فقد وجد أنه إنفعل أكثر من اللازم وأهانه بشده وليس ذنبه ما حدث بالرغم من بروده ولكن لا يحق له إتهامه فسمع ماقيل حينما سأله فارس بإهتمام : المهم معرفتش مين الخاين
صر ليث على أسنانه بغضب : ودينى لأجيبه لو ف بطن أمه
- روق إحنا بنهدى آدم عشان تشيط إنت
تنهد بضيق : استنى عليا إما سقيته دمه ميبقاش أنا الحيوان عاملها مجزره وبدل ما نجيبه من قفاه يجى عيل زباله بقرشين يفتكر إنه يقدر يسلكه من إيديا
- بس طلعت أذكى منه واتصرفت بسرعه قبل ما يعرف
- البركه فى آدم
قضب جبينه متعجبا : ازاى؟
- يوم ما البت اتخطفت عملى بالو وزعق وعمل وش وبالعافيه هدى وإتأكدت إنه مش هيستحمل كتير وموقف زى ده تانى وهنتكشف مش هيقدر يتحكم فى أعصابه عملت كل اللازم عشان لو اتكشفنا ميفلسعش على بره وجمعت أكبر عدد من الأدله ضده
دفعه الفضول للتساؤل : طب ما كنت طلبت تغيير
أجابه مبتسما : لأ آدم طموح وحابب شغله بس عصبى ومتهور ومحتاج خبره وتدريب عملى مسك السلاح والضرب مش هما الحل لازم يتعلم يتحكم فى أعصابه ساعتها مش هيبقى فى ظابط فى كفائته بس الموضوع عاوز صبر
- وانت ناوى تستحمله
أجابه بتأكيد : أيوه لازم محدش هيستحمل جنانه غيرى أى حد تانى يا هيطلب تغييره يا هيديه جزا وفى الحالتين هيضر مستقبله ويأخر نجاحه لكن معايا هعامله بالهداوه لحد ما يتظبط ساعتها يمشى حاله بنفسه
تعجب فارس: إشمعنى هو ألف غيره وأشطر منه وأعقل يتمنو تعمل معاهم كده وكنت رافض
أجابه بشرود : لانه برئ أوى بيفكرنى بقمر
نظر له بحزن : يااااه إنت لسه بتفكر فى قمر
رفع رأسه وتنهد بإشتياق : أنساها ازاى وهى اللى معاها قلبى اما تبقى ترجعه ساعتها نشوف هينفع انساها ولا لأ
نظر له فارس بحزن فقد دُفن قلب الليث مع قمر
تنهد آدم بحزن وندم فهو ظن به السوء رغم أنه يفعل المستحيل لمساعدته كما أنه تحمل الإهانه وهو برئ
حاول فارس تغيير مجرى الحديث : ها مقولتش برضو هتعمل إيه فى الخاين
أجابه بجديه : هنعمل الاجراءات الرسميه وهيتحقق مع كل اللى عندهم خبر فى القضيه من أصغر لأكبر فرد
محدش هنستثنيه عشان محدش يتحجج دا غير تحقيقاتى أنا الخاصه وهعرفه يعنى هعرفه
طرق آدم الباب ودخل بعد أن أذٍن له : خير نسيت حاجه لسه مسمعتهليش
أومأ آدم بخزى : أيوه
فزفر ليث بضيق : إتحفنى
- أنا آسف زودتها معاك وأهانتك وحضرتك مرضتش تأذينى
أجابه بملل: ها وإيه كمان
إستدار إليه فارس وقال له بهمس مسموع : وقوله إنك كنت غبى أوى
فأيده آدم : آه فعلا أنا كنت غبى أوى
فارس : وجلنف
آدم : وجلنف
فارس : ومبتفهمش
آدم : ومبفهمش
قاطعهما ليث : جرى إيه إنت محفظه الدرس وجاى يسمعه
فارس : ههههه إيه بساعده ليكون نسى كلمه عاوز يقولها وتفضل حزه فى نفسه
ليث : لأ وإنت غلبان وبتتأثر أوى
حاول فارس كتم ضحكته : طبعا إنت عارفنى
زفر ليث بضيق : للأسف عارف
ثم دار بوجهه لآدم : مادمت عرفت غلطتك يبقى تصلحه
أجابه آدم بلهفه : ازاى
- تعقل وتهدا الغلط متكرروش وقبل ما تعجن تانى ابقى افتكر واقفتك وانت بتعتذر واتحكم فى انفعالك
حياه آدم برسميه : تمام يا افندم
ليث : على مكتبك آه وابعتلى غدا على حسابك جو الاعتذارات القرديحى دى مبياكلش معايا
تهلل وجه آدم بفرح : من عينيا أحلى مشاوى
ليث : لآ يا فالح أحلى فول وطعمبه
فغر آدم فاهه بدهشه : ها
نصحه ليث : بلاش تبعزق أوى إنت لسه بتكون نفسك وعاوز تخطب وتتجوز والفرتكه الزياده دى هتأثر حوشلك قرشين ينفوعك من دلوقتى لو اتجوزت قبل ماتحوش عمرك ماهتحوش المسؤليه هتخليك منفض على طول فدبرها من دلوقتى
إبتسم بإمتنان : متشكر يا افندم
إبتسم ليث: أقولك بلاش هيبقى طعميه صبح وضهر أنا هطلب غدا لينا إحنا التلاته وامرى لله
تهلل وجه فارس : حبيب أخوك
أجابه ليث بإبتسامه ماكره : ما العشا عليك يا فالح
إمتعض وجه فارس : نعم طب دا أنا حتى متجوز وورايا مسؤليه
- أهو زكا عن مراتك وعيالك
- إشمعنى بقى
- تفرقه عنصريه
ثم إلتفت للآخر : إنت لسه واقف روح إطلبلنا
ثم نظر إلى فارس : نطلب إيه؟
لمعت عيناه وهتف بفرح : لحمه
نظر له ليث بخبث : يامفجوع متنساش العشا عليك
فأجابه بلامبالاه : لآ مهو هيبقى خفيف عشان ميكبسش عالمعده
سأله بشك : خفيف لأنهى درجه
أجابه بتلقائيه : عصير حلو
رفع حاجببه مستنكراً : نعم
- خلاص خليها ميه حتى العصير كله سكر وبيجزع
- نعم
نظر له فارس بتذمر : أهو الموجود
أجابه بسخريه : آه ياشحات
فعقب بلامبلاه : عادى على فكره
سأله ليث بشك : إوعى تكون جلده كده مع مراتك والعيال
إعترض بقوه : لآ إزاى دا أنا كريم أوى
تنهد بإرتياح : بحسب
بينما إستكمل فارس بغباء منقطع النظير : بخرجهم مره فى الشهر نشرب عصير قصب
رفع ما طالته يداه فى وجهه بغيظ : قوم يلا بدل ما اقتلك
ثم نظر إلى آدم : أطلب مشاوى مشكل
- تمام يا افندم
هم بالخروج فأوقفه : إستنى خليهم أوردرين
فسال فارس متعجبا :ليه؟!!
فاجابه بغيظ : واحد لينا ياطفس والتانى هبعته على عنوانك واتصل بمراتك تقولها دا غداها هى والعيال وانت هتتغدى بره يعنى لآ تتذنب تستناك ولا تشيلك مناب ماشى يا أبو بطن
إبتسم بود وعيناه يملؤها الشكر له وهو يبتلع ريقه قائلا : يدوم يا أبو الكرم
أسرع فى إنهاء الحديث : ياك يكمر ويلا إنت وهو صدعتونى
خرجا كلاهما بينما إبتسم ليث ثم عقد جبينه بضيق ففارس حالته الماديه بسيطه بخلافه ولم يلجأ له يوما فقط لكى لا يظنه يستغله وقد إنشغل بمشاكله ونسيه تماما فقرر أن يحضر لرحله جماعيه لعائلته ويعزم فارس وأسرته على نفقته الخاصه وسيبدأ فى أخذ أبناء فارس معه كلما خرج بصحبة أبناء أخويه وسيتكفل بكافة مصاريفهم
تناولو الغداء وذهب كلا إلى عمله
تذكر فارس أمرا فعاد إلى ليث يعاتبه : إنت مقولتليش إنتو إتصالحتو إمتى
قضب جبينه متسائلا بتعجب : إنتو مين؟!!
أجابه بتلقائيه : إنت وأخوك
رفع حاجبيه : أخويا مين؟!!!
- هيكون مين هاشم طبعا
تأفف بضيق : ياشيخ إفتكرلى سيره عدله
- ياعم هو أنا هحسدك أنا نفسى حالك ينعدل
- ليه هو معووج وبعدين إنت جبت الكلام ده منين؟
- منه
- وإنت شوفته فين؟
- إحنا مش متفقين إن اللى يبقى فى مهمه التانى يراعى أهله وخصوصا الأم والأب ولو حد فينا مات مينساش عيلة التانى
أومأ له بتأكيد فإستكمل قائلا : أهو أنا كنت عندكم من يومين عشان أطمن عليهم وقابلت والدتك هناك والصراحه زعلانه منك أوى
زوى جانب فمه : عشان الجواز برضو
أجابه يتأكيد : معاها حق اللى قدك عيالهم ملو الأرض
المهم بعد ما وصتنى أحاول معاك ولو إنها متأكده إن مفيش فايده جيت أمشى لقيته فى وشى بيقولى إنكم بقيتو كويسين سوا بعد ما إستسمحك أنا اللى مضايقنى إنك مقولتليش وأعرف منه ومعرفش منك أنا أتمنالك كل خير مع إنى مش مصدق إنه فجأه بقى بنى آدم
قضب حاجبيه وهو ينظر إليه بصمت غريب فتعجب : فى إيه مالك؟!
أجابه بهدوء : مادمت مقولتلكش إن ده حصل يبقى محصلش
إعترض بإصرار : لأ بقى حصل بأمارة ما قولتله عالمهمه دى
اعتدل ينظر له بإهتمام وعيناه متسعه يسأله بقلق : أنهى مهمه؟!!
- دى
فسأله بشك : قولتله إيه
- إنك ف مهمه خطيره وهتبقى ظابط أمن دا حتى قولتله على إسم المتهم وكان ناسيه
إبتسم بشر وعيناه تلمعان : قومت إنت بقى بغباء أهلك فكرته صح
تعجب من تغيره المفاجئ : هو جرى إيه
وقف يضرب سطح المكتب براحه يده غاضبا : ياغبى يا متخلف دا أنا مبقولش لأبويا نفسه اللى بأتمنه على عمرى وأنا مطمن أقوم أقول لأكتر واحد بيكرهنى فى الدنيا عشان إعتذر
ساله بدهشه : يعنى كان بيكدب؟!!
- وعاملى خبيث وبتشك فى اللى حواليك يا أغبى حمار شوفته فى حياتى لا هو اعتذر ولا هيجى يوم نتفق حتى لو بيموت قدامى
رفع حاجبيه متعجبا : اومال عرف منين؟!
زفر بضيق ثم جلس يفكر حتى تذكر : أكيد سمعنى وأنا بطمن ماما فضلت تسألنى وتحاصرنى خايفه عليا أصلها إفتكرت إنى إبنها قولتلها متقلقش أنا بس هأمن شخصيه مهمه وبس عشان تهدا وتطمن وإصطادك ورمى كلمه وإنت إندلقت زى الجردل
- ياخبر أبيض أنا آسف
هدر صارخا من غباؤه : خبر إسود على دماغك إنت سربت معلومات المهمه بره ياغبى
زوى جانب فمه بغيظ من إهانته له : ما خلاص يعنى عرفت القنصل دا أخوك
نظر له بغضب : مهو عشان الزفت دا أخويا حافظه فورا هاتلى تفريغ كاميرات المراقبه ليوم القبض على عثمان
نظر له بصدمه : تفتكر هو اللى قاله
أجابه بغضب : مفتكرش أنا متأكد
- طب ما كده إنت اللى هتتأذى دا أخوك
- خوت لما يخويه أنا هعرفه إزاى يتجرأ ويضرنى فى شغلى وحسابه معايا عظيم لو طلع هو فعلا
أدرك أخيرا مصيبته وبدأ ينوح على حاله : يا ويلى يا سواد ليلى أنا كده روحت فى داهيه
اجابه بغيظ : تستاهل عشان تبقى تصون لسانك وتبطل تعيش الدور وتتنك على الخلق عملى ناصح وفهيم وإنت حمار
بعد أن شاهد ليث ماتحويه أشرطة المراقبه لذاك اليوم ورأى هاشم بصحبة عثمان صر على أسنانه بغضب من هاشم الذى لن يكف عن إيذائه وبغيظ من نفسه كيف غفل عنه وكيف لم يره
كان عقله يصور له ألف قصه مرعبه عما سيفعله بهاشم حتى صدع رنين هاتفه نظر ليرى إسم سليم تنهد بضيق فذاك الشبل من نسل ذاك الحقير
أجابه بهدوء مزيف فوجده متوترا ويرغب فى لقائه بالخارج الآن فالموضوع حتمى ظن أنه يخص يارا لكنه اخبره ان الأمر جد خطير ولا علاقه له بيارا فأخبره ليث أنه سيرسل له فارس حالا ليقله إليه
نظر له فارس بقلق فألقى إليه مفتاح سيارته : تروح حالا البيت هتلاقى سليم مستنيك عند البوابه تجيبه وتيجى
سأله بقلق : سليم ليه؟ هو الخاين!!
رفع ليث يداه ناظرا للأعلى : يارب يا تاخده يا تعقله أحسن ما اقتله
إعترض بضيق : الله مش بستفهم ثم مجيبوش بعرييتى ليه مانا عندى واحده
صر على أسنانه مبتسما كى لا يقتله : عاوزه كرسى بعجل يابابا وأنا عاوز أشوف سليم النهارده مش السنه الجايه إنجز
- طيب
أخذ المفتاح وغادر بينما ظل ليث يفكر ما الشئ الخطير الذى دفع سليم لطلب رؤيته هكذا فهو لم يفعلها من قبل ولما التوتر مادام الأمر لا يخص يارا
ظل يفكر حتى دخل فارس بلا إستأذان كعادته وبصحبته سليم : أهوه جبتهولك حته واحده لا ناقص دراع ولا رجل وعربيتك ركنتها مكانها بس أنا عاوز مكأفأه
حدثه من أسنانه بغيظ : مانا مطفحك الغدا على حسابى
- لأ أنا عاوز لفه بالعرببه
- ياربى الرحمه يا إبنى هو إنت إبن أختى الصغير وأنا معرفش
تذمر كطفل صغير : مليش فيه عاوز لفه
أجابه بيأس : حاضر ياحبيبى وهجيبلك بونبونى وشيكولاته
إعترض بعبوس : لأ عاوز آيس كريم
- إمشى يافارس بدل ما أعملك إنت آيس كريم
- طيب متزقوش مش هطلع على أسرار الأمم يعنى
إعترض سليم : لا يا عمو مين قال كده كل مافى الأمر إن حضرتك بتستفز عمو ليث لكن حضرتك مش غريب انت من العيله دا غير إننا هنبقى نسايب يعنى مفيش أسرار
نظر له فارس بإمتنان تحول إلى دهشه : نسايب إزاى لا أنا ولا المدام لينا إخوات بنات لسه متجوزوش عشان ليث يناسبنى
أجابه بتلقائيه :أنا مقصدش عمو ليث أنا قصدى إخواتى
قضب فارس جبينه متعجبا : مالهم؟!
- هو حضرتك متعرفش ولا إيه مش إبن حضرتك الكبير بيحب بنت عمو ظافر الصغيره
فغر فاهه بصدمه : هاه
عقب ليث : حلو كده عرفت إبنك ظافر هيحولو لأنهى مشرحه
بينما أكمل سليم : وأخويا بيحب بنت حضرتك الوسطانيه
إتسعت عيناه : مين
غمزه ليث مازحا :وياترى اعترفلها زيك
فأجابه سليم : لا ياعمو دا عملها جو رومانسى وجابلها قلبين هديه عليهم أول حروف إسمهم وكل واحد لابس القلب اللى عليه حرف التانى ودا اللى مزعل يارا كانت عاوزه جو وحكايات وأنا بتخنق مليش ف النحنحه دى أحب اللى ف قلبى يطلع دوغرى
عقب ليث : ياواد ياجامد طب قولى مفيش قصص غراميه تانيه يعنى فاضلك أخين صغيرين
- آه مهو واحد بيحب بنت الجيران والتانى بيحب بنت عمو فارس الصغيره اللى ف الحضانه ياعمو
أومأ بسخريه : آه طيب عالبركه
كل هذا وفارس يتابع حديثهما بذهول حتى صاح فى ليث : إنت هتجننى انت كمان
أجابه ليث بهدوء : مهو بعد اللى شوفته من سليم معدتش أتصدم دا انت متنح من ساعة مانطق وهو بس كلام اومال لو شوفت بعنيك زيى هتعمل إيه
صاح بغضب : نهار أمهم أزرق
نظر ليث إلى فارس الذى أوشك على فقدان ما تبقى من عقله : نصيحه حلها بهدوء ليعندو وتلاقى إبنك بعد يومين ساحب وراه بنت ظافر بشنطة لعبها وبيقولك دى مراتى ولا تلاقى بنتك بتقولك أنا بتوحم ف التانى ولا الصغيره تمسك عروستها اللعبه وتغيرلها الكوافيل تدريبا للمستقبل
جحظت عينا فارس بذهول : إنت بتقول إيه
أكمل ليث بهدء : بقول الحق جهز بقى يادوب تشوف للكبير فسحة عندك ف الشقه يلعبو فيها عريس وعروسه وتجيب للبت الكبيره دبدوبين عليهم إسمها وإسم إبن هاشم والبت الصغيره تشوف هتجبلها كام باكت بمبرز ف جهازها
سقط فارس مغشى عليه فهرول إليه سليم بخوف بينما وقف ليث ينظر إليه من خلف مكتبه
سليم : ماله ياعمى
أجابه ليث بتأكيد : تقريبا يا إتجلط يا إتنقط ملهمش تالت
- إطلبله الدكتور بسرعه
- لأ إوعى
أمسك بكوب ماء وتحرك من ملف مكتبه وألقاه عليه فنهض فارس فزِعا وهو يسب ليث وسليم ومعرفته بهما وظل يجوب الغرفه وهو يكاد أن يفقد
عقله وليث يتابعه بملل حتى تعب فارس من التفكير وجلس على الأريكة ممسكا برأسه فتعجب سليم من حاله
كان كل من بالمنزل فى حالة قلق فبحث ليث عن ريم صباحا ووجهه الخائف أرعبهم وإختفائها الغير مفهوم جعلهم فى حاله لا توصف وبعد غياب أرعب الجميع دخلا سويا ممسكا بيد بعضهما ولكن ريم كالمشرده بملابس ممزقه ووجه ملطخ بالدماء وعيونها حمراء باكيه ويبدو الإنكسار واضح عليها
ياللهول تبدو كالمغتصبه ولكن من ؟ من فعل بها هذا؟
وهو يبدو وكأنه عاد من الزحف بملابس متسخه يغطيها التراب ويعلو وجهه بعض اللكمات وآثار دماء على ذراعيه
حاله من القلق والتوتر ملأ المكان البعض فى حيره والأخر قلقه يملؤه وهناك من يملأه الغضب الممزوج بألم
صرخت ندى بهلع : يالهوى إيه ده
إقتربت فاديه نحوهما وسألتهما بخوف : مالكم ياولاد وإيه اللى بهدلكم كده
إقتربت إنجى بهدوء ظاهرى يخفى غضبا مميتا وأمسكت بيدها : تعالى معايا
لكن ريم سحبت يدها سريعا وإقتربت من ليث لتختبأ فى حضنه وهو لم يتحمل إحتضنها بشده وعيناه مليئه بالأسى تجاهها فلولاه لكانت الآن بخير
صأحت ندى بغضب يغلبه الخوف : إيه الحكايه بالضبط ماتفهمونا إيه اللى بهدلكم كده
بينما عقبت إنجى بحقد : إخص عليك مكنتش أعرف إنك قذر أوى كده طب خدها اوتيل ولا إنتو بتحبو الزرايب
عندما سمعتها ريم إبتعدت عنه وأنكست رأسه بخزى فغضب وصرخ فى إنجى : إتلمى يازباله دى أشرف من ستين واحده من عينتك
زوت جانب فمها بسخريه : متتكلمش عن الشرف روح شوف منظركم وبعدين إبقى إتكلم وعامل محترم اتاريك كنت بتتخانق معاها على طول عشان تداروا على قذرتكم
نهرتها ندى بحده : آه يا زباله جتلك عالطبطاب بس وربنا ما هرحمك
همت لضربها فجذبتها ريم تمنعها من ذلك : كفايه أرجوكى
فأشارت نحو إنجى بغضب : منتش سمعاها
- معلش ماأنا اللى غلطانه
إعترض ليث بغضب : إنتى إتجننتى غلطانه دا إيه
أجابته مؤكده : أيوه لو مشيت من هنا ولا مكنتش جيت من أصله مكنش دا كله حصل
زفر ليث بغضب : خلصتو هبل ولا لسه
فعقبت إنجى بسخريه : شكل الفيلم لسه مخلصش
ثم نظرت إلى ريم تتصنع الحزن : إخص عليكى وأنا بقول إنك محترمه فضحتى العيله أنا هكلم مامى عرتينا
صاح أدهم بنفاذ صبر : باااس مش عاوز حد ينطق وكل واحد على اوضته
صمت الجميع ولم يعقب أحد وذهب كلا على غرفته
كان ليث يشعر بالضيق وكل ما يحدث حوله يضيق عليه الخناق فقرر أن ينزل للحديقه وفى طريقه مر بغرفتها ليسمع المزيد من الأفعى المسماه أختها : مبسوطه من فضيحتك دى وعماله تدينى دروس فى الأدب وتحذرينى منه أتاريكى خايفه لأخده منك
صرخت ريم بألم : اخرسى
لم تهتم لحزنها وإستمرت فى إهانتها : وليكى عين تتكلمى بس كويس عملتك الهباب معاه هتخليه مستحيل يتجوزك مهو خد اللى عاوزه هيعمل بيكى إيه
صرخت مجددا بها فهى لن تتحمل المزيد : إتكتمى
- ليه الحقيقه وجعتك مش دا اللى يقع كده سلمتى نفسك عشان تصطاديه واديكى خسرتيه ياشيخه طب اتدارى وغيرى هدومك وظبطى نفسك بدل منظرك المقرف وإنتى داخله كده
- إنتى حيوانه عمرك ما هتحسى بوجعى أنا سيبالك الاوضه وماشيه
- اتلمى واقعدى بلاش تلاكيك
تعجبت سائله : تلاكيك إيه ؟!!
- بتستهبلى وتعملى زعلانه عشان تخرجى تروحيله وحشك حضنه أوى
أوجعتها إتهامها المباشر فدخلت الحمام وجلست داخل المغطس تبكى حتى غلبها التعب ونامت بداخله
ماسمعه من إتهام إنجى الصريح لها قتله يريد أن ينقض عليها بخنجر ينحرها كما نحرت قلب محبوبته التى رق قلبه لرؤياها حينما حطت هذا المنزل أول مره ولكن أختها اللعوب أقلقته وعندما تحرى عن ريم وتحقق من برائتها بعكس أختها أراد أن يقترب منها لكنها فكان دائم الغضب منها لأنها تتحاشاه وحينما بدأت تستجيب طاردته أشباح الماضى الأليم فنزل إلى الحديقه وإستلقى على الحشائش
سماء صافيه متلألأه بالنجوم ولكنه يشعر أنها باهته ضياؤها خافت وكأنها حزينه لألم محبوبته كان ينظر للسماء ويرى وجهها البرئ ويبتسم حتى تذكر إهانات أختها لها فإختفت إبتسامته وإعتدل فى جلسته وجلس يفكرثم قرر الذهاب إليها
طرق باب الغرفه لتفتح أختها وتتدلل عليه بخلاعه : مساء الخير
سألها عن ريم فإحتدت ملامحها بغيظ :وإنت عاوزها فى إيه مستكفتش مهياش حلوه لدرجه إنك تعوزها تانى
حاول كظم غيظه وحدثها بهدوء ظاهرى : ممكن تناديها من فضلك عاوز اطمن عليها
عضت على شفتها السفليه بغيظ : إنت جاى عشان كده عالعموم هيا نامت
أجابها بجمود : صحيها
- نعم
لمعت عيناه بنظرات قاتله أخافتها : اللى سمعتيه وفورا
أومأت بخوف ثم دخلت تطرق باب الحمام ولم تجيبها فعادت إليه وقبل أن تتحدث سألها مجددا : هيا فين؟
- مبتردش عماله أخبط مبتردش
قضب جبينه متعجبا : تخبطى فين ؟!! هيا مش نايمه فى سريرها
زاغت عيناه بخوف فصاح بها : ماتنطقى راحت فين
أجابته سريعا وهى تنتفض رعبا من صرخته المباغته بها : فى الحمام كنت بكلمها اتقمصت ودخلت ومش عاوزه تخرج ولا ترد
- والكلام ده من إمتى
- من شويه صغننين
جذبها من ذراعها بقوه : والشويه الصغننين دول قد إيه
أجابته بخوف : هه ححاولى ساعه
- إيه
فزع ودفعها بغضب ودخل مسرعا يطرق باب الحمام بقلق ولم ترد فأخذ يضرب الباب بجسده ليفتحه فأيقظ صوته كل من بالقصر وهرول الجميع لكى يروا مصدر الصوت وحينما وصلو كان قد فتح الباب ودخل ليجدها منكبه على وجهها لاتتحرك حاول إيقاظها بدون فائده فحملها وخرج مسرعا فسأله والده : فى إيه مالها؟ وإنت واخدها فين؟
أجابه سريعا والقلق ينهش صدره : مش عارف هاخدها عالمستشفى
- طب ماتطلبلها دكتور هنا
- وأنا لسه هستنى
خرج راكضا بها ووضعها بسيارته وذهب بها للمشفى وقرر الجميع أن يلحقو به
وصل ليث الإستقبال وكان قد فقط آخر ذره من قدرته على الصبر
كان كالاسد الجريح ولم يتركها لحظه حتى حينما أرادت الطبيبه فحصها رفض أن يضل بالخارج ودخل معها وأغمض عينيه حتى انتهت
وصل الجميع للمشفى وسألو عنهما وذهبو للإطمئنان عليها وأختها على رأسهم وكانت تستغل كل لحظه لتتقرب من ليث ولكنه ينفر منها
كانت تريده لكى تكسر ريم فهى تظن أنه فعل بها السوء وتريد أن تجعله يتركها كى تحترق بنيران العار
كان شارد الذهن يتأمل ريم من بعيد يتذكر ضحكتها غضبها مرحها نظراتها له حتى توبيخاتها ويبتسم رغما عنه ويتمنى لو تستيقظ فقد للحظات ليخبرها كم احبها وإشتاق لها
وقفت إنجى بجواره تتحسس بيدها على كتفه : سيبك منها دى ممنهاش فايده إنت عاوز اللى تعرف تسعدك
نظر إلى يدها الموضوعه على كتفه ثم نظر لها بجانب عينيه : وإنتى بقى اللى هتعرفى
إقتربت من أذنه تهمس بدلال : طبعا جرب وإنت تشوف واوعدك مش هتندم
إبتسم بسخريه : آه ما إنتى خبره
ضحكت بغنج : إخص عليك متكسفنيش
جذبها له بقوه : اسمعى ياعقربه إنتى أنا أبعدلك من نجوم السما ولو صفصفت الدنيا من بناتها عليكى برضو مش هكون ليكى إخلعى من نفوخى احسنلك
ثم تركها وإبتعد ووقفت تشتعل غضبا
ظلت ريم يومان بالمشفى حتى تحسنت وبعد عودتها وجدتهم يستقبلونها بسعاده بالغه وتفاجأت بليث يجلسها بينهم ويقص للجميع مع حدث معها فبهتت إنجى لأنها تخيلت أنه سيهرب بها ولم تتخيل أنه سيُدخل ليث بالأمر ولكنها ماتت بغيظها حينما أكمل حديثه بالركوع أمام ريم وطلب الزواج منها فخجلت بشده ووجدت الجميع يحثها على الموافقه فأومأت بخجل فهلل الجميع مباركين بينما إحتضنها ليث وهو يصرخ بعشقها ولكن الصمت حل على الجميع حينما أنزلها ونظر بعينيها قائلا : بعشقك ياقمر
نظرت له بصدمه فأومأ لها بتأكيد فقد بحث فى خلفيتها ليفهم لما والدتها وأختها يعاملنها هكذا فتفاجئ بالحقيقه ورغم فرحته إلا أنه كان متعجبا لصمتها
تعجب الجميع وهنا أدركت إنجى من هم وقررت أن تهرب فى أقرب فرصه
أخبرته أنها صمتت لأنه باعها لعشقه لأخرى وهنا أدركت مكيدة والدتها حينما أمسك ليث بإنجى وهى تتسلل من بينهم لتهرب وأجبرها على قول الحقيقه
كانت فى ذهول تام من فعلة والدتها الشنعاء بينما إحتضنها الجميع وبكت فاديه وهى تعتذر لها على ما فعلت لكن الصدمه كانت فى بكاء هاشم وهو يتوسلها أن تسامحه وتُعده أخا كبيرا لها منذ الآن فنظرت إلى ليث وجدته يومأ لها بإبتسامه فإبتسمت وقررت فتح صفحه جديده مع الجميع
وباليوم التالى تفاجئ ليث بوالدته تطرق باب مكتبه وتطلب رؤيته وأذن لها وهو متعجبا من قدومها الى عمله وحينما سألها عن سبب مجيئها صمتت قليلا ثم إنفجرت فى البكاء وكأنها لم تبكى من قبل حاول تهدئتها لكنها لم تهدأ فتركها تفرغ حزنها حتى هدأت وأنكست رأسها بخزى وطلبت منه أن يستمع لها للنهايه وافق بقلب مرتعب فأخبرته أنها كانت ذات يوم على علاقه بشاب عابث وقد تساهلت معه كثيرا
كانت فتاه صغيره طائشه لم تجد من ينصحها ولا من يحميها وزوجها والديها بأدهم لإخفاء الفضيحه وحينما علم أدهم خافت منه وإدعت أنها أُغتُصبت وأُجبرت على الصمت ومات سرها مع والديها لكن منذ عدة أيام أتى شابا إلى منزلهم يبحث عن ريم ولم يكن هناك سواها لكنه صُعقت برؤيته فهو نسخه طبق الأصل من حبيبها فى شبابه وحينما سألته عن إسمه أدركت أنه إبنه فى ذلك اليوم كانت ريم بالخارج تشترى حاجيات لها فقد كانت حزينه ذابله منذ أن ذهب ليث فى مهمته وغادر الشاب وكان يبدو غاضبا وحينها قابل إنجى بالباب وجلست معه ف الحديقه وبعد أن غادر سألتها فاديه عنه فأخبرتها أنه خطيب ريم وأتى ليأخذها أحست فاديه بخيبة أمل فقد تمنت أن تكن من نصيب ليث لكنه ليس مقدرا
حينما تم القبض على الشاب وإتضح أنه مختل وليس خطيبها سألت إنجى فأخبرتها أنه خطيبها فعلا لكن يبدو أن ريم تريد التلاعب به لسبب ما ولسبب ما أيضا لم تصدقها فاديه وأحست أن هذا الفتى يطارد ريم وإنجى أخبرته بمكانها لتتخلص منها فالأمر واضح للأعمى هى تكرهها وتغار منها وترغب فى تشويه صورتها ومن أدرى من فاديه بهذا فقد كانت هكذا سابقا وأتى والده بالأمس يبحث عن ريم ليجبرها على التراجع عن شهادتها وتبرئة إبنه لكنه تفاجئ بوجود فاديه التى رغم كبر سنها إلا أن ملامحها لم تتغير كثيرا وهنا ابتسم بخبث وهددها إن لم يخرج ولده سيعمل على فضيحتها ومنذ وقتها وهى تحيا فى زعر تام فأدهم لن يسامحها كذلك أبنائها ولم تجد حلا سوا اللجوء إلى ليث ومهما سيفعل بها فهى راضيه
صمت قليلا يفكر هل يقتلها أم يربت على كتفها ثم تنهد بيأس قائلا : يعنى عمايلك السودا بدأت تطلع على جتتك دلوقتى بس كده كلنا هنتفضح وبرضو مينفعش ريم تفرط ف حقها عشان جنابك
كانت تستمع لكلماته القاسيه بقلب محطم حتى قال : اللى إبنه بيخطف بقلب ميت كده وهو بيهدد ولاهمه لازم وراه بلاوى سيبيلى الحكايه دى ومتفكريش فيها وإنسى إنها حصلت ف يوم من الأيام
وقفت تتحاشى النظر إليه وخرجت باكيه بينما ضرب بقبضتيه على مكتبه بحده فهى دائما ما تجعله يحتقرها لكن لسوء حظه هى والدته أرسل من ياتى بمعلومات دقيقه عن والد الشاب فإكتشف أنه مرتشى ومتهرب من الضرائب وما خفى كان أعظم كما أنه إنتقل للعيش بلبنان ليجعل إبنه المدلل يهرب من الخدمه العسكريه فلديه إثنان آخران لذا تنهد بإرتياح وأرسل فى طلبه وأخبره مباشرة أن ينسى أمر والدته وسينسى ليث كل هذه المصائب اما القضيه فليس له بها شأن فالأمر متروك لريم فطلب الرجل لقائها وتذلل من أجل ولده فشعرت بالشفقه تجاهه ووافقت شرط أن تصبح حره وتبتعد والدتها وأختها عن حياتها نهائيا وافق الرجل ولم يخبرها أن إنجى من أرسلت لهم تخبرهم بأن ريم على علاقه بشاب مصرى لكنها لم توضح التفاصيل ولم يعلمو أنه ضابط ذو رتبه كبيره لذا أول من عاقبو كانت والدتها حيث أرسل إبنه رجاله لها فقامو بتكسير منزلها فوق رأسها وكادت تموت بين أيديهم وأصبحت كالفأر لا تقوى على الخروج من جحرها وأرسلت لإنجى تحذرها وتطلب نجدتها فأرسلت إنجى للشاب تعطيه العنوان ليصل إلى ريم ثم يكافؤها بالمال الوفير حتى إذا فشلت فى الوصول إلى ليث تأخذه وترحل بعيدا فوالدتها يكفيها ماعاشته من عمرها وتركتها هناك تعانى مذلة الفقر وطلب الحاجه بعد أن أخذو كل مالديها من مال لسداد ما أخذته سابقا
بعد أن وافق أرسل رجاله لأخذ إنجى التى حاولت الهرب أو البحث عمن ينقذها لكنها لم تجد أحدا فجميع من بالمنزل يحتقرها حتى هاشم وأخذوها لكن والد الشاب وجد أنه من غير المجدى التخلص منها لذا جعلها جاريته وأخذ ولده وسافر مجددا وهى معهما كعبد ذليل
ظلت فاديه تعانى الحسره والخزى كلما رأت ليث ولاحظ أدهم الامر لكنها رفضت أن تفشى بما فى قلبها له
_________________
شاع الخبر بين زملائه أن هناك من سرب أمر تواجدهم بمنزل عثمان فلم يتمالك آدم نفسه وذهب إلى مكتب ليث غاضبا ولم يهتم لكونه رتبه أعلى منه ولا لوجود فارس وهو أعلى منه أيضا وهو يصرخ بوجهه : إنت اللى عرفته بخطانا من الأول وأنا شاكك فيك برودك لما شوفت البت اللى إتعذبت ولا فرقت معاك أكدلى إنك معاه وبتستغفلنى
أجابه ليث ببرود : إنت أد اللى بتقوله ده
نظر له بتحدى : آه اده ونص إنت هتهتنى عشان رتبه أكبر منى لأ فوق حق ربنا أهم من حياتى ومش هسيبك إلا متعلق فى عشماوى
إبتسم بسماجه وأومأ له بسخريه واضحه جعلته يزداد غضبا ويدفع فارس عنه : إوعى هموته إوعى
فصاح به فارس بغضب وهو يحاول السيطره عليه : إعقل بقى
هدأ آدم قليلا ثم إستدار فارس لذاك البارد فوجده مبتسم واضع كلا يديه بجيبه مستمتع بالأمر فإغتاظ منه : إمشى من هنا إنت بتستفزه أكتر
أجابه بهدوء : لأ وسيبه خليه يورينى هيعمل إيه
كان قد تعب فارس من منع الآخر وبرودة هذا الثلجى فتركه يهجم عليه ولكنه تحرك خطوه واحده فجعل الآخر يصطدم بالحائط ويسقط متألما
فنظر فارس لآدم بصدمه ثم نظر لليث بغيظ : عجبك كده
أجابه بلا إهتمام : عادى كتفه وإتخلع نردهوله هيا قضيه يعنى
صاح فارس به : يابرودك
إقترب من هذا الملقى على الأرض يأن بألم وحاول مساعدته ولكن الألم شديد ولن يستطيع وحده فنظر إلى ليث فوجده يتنهد بملل ثم إقترب منه وأعاد كتف آدم إلى مكانه بينما يثبته فارس وذاك المسكين تهتز لصراخه المتألم حوائط المبنى فقد صم آذانهما من صراخه
فتأفف ليث ناظراً إلى فارس : ما نابنى من الهبل ده إلا إنى إنطرشت مبسوط
فأجابه بضيق : يعنى عاوزنا نسيبه كده
- ماهو السبب عامل فيلم على إيه البت اللى محروق عليها شمال وجايه بكيفها ولو حتى موتها مادا أخرة اللى زيها والمخطوفه وهربت ومعرفلهاش سكه ولما عرف إننا بوليس كنا مجمعين أدله ضده تنسفه نسف وأمر منعه من السفر تم قبل ما يعرف إحنا مين وف الآخر قبضنا عليه لزومه إيه العته االى بيعمله ده
نظر له آدم بلهفه : دا بجد يعنى عثمان مخلعش
أجابه ليث بسخريه : لأ سنانك اللى هخلعهالك قريب أنا رايح الكافتيريا
أوقفه آدم : استنى
فأجابه ليث بضيق : لو استنيت هقتلكم إنتو الإتنين أنا هروح اشربلى فنجان قهوه يظبطلى دماغى يا غجر
ثم تركهما وخرج بينما تأفف آدم ونظر إلى فارس : سامع
زفر فارس بتعب وهو يلوح له بيده بلا إهتمام ثم جلس على الكرسى : إتنيل واسكت دا لولاه كنت قاعد تصوت لسه بكتفك
صر على أسنانه بغضب: مهو السبب
- وانت إيه طور متغمى وعى من سكتك مش تقف
أجابه بحرج : ملحقتش
زوى جانب فمه بسخريه : بقى إنت ظابط إنت إحمد ربنا إنه عداها واحد غيره كان سجنك
قضب جبينه : نعم ليه إن شاء الله
- عشان إنت اتهمتو تهم يعاقب عليها القانون وحاولت تعتدى عليه بالضرب ومحترمتوش وهو رتبه أعلى منك ها أكمل التهم ولا كفايه كده
- يووووه
________________
بعد أن إحتسى قهوته عاد لمكتبه فوجد صديقه يجلس بإنتظاره :خير جد جديد
رفع فارس حاجبه بسخريه : وهيجد فى التلات دقايق دول
أجابه ليث بجانب عينيه : وارد جدا بس انت مش جاى للقضيه
- آه
- جاى عشانه
- آه
- إطمن مش هأذيه
- عارف
- ولما انت عارف جاى ليه
- مش ملاحظ أنه أوفر شويه
- أصله مستجد
- أنا شاكك يكون هو الخاين وبيعمل الفيلم ده عشان يدارى
- لآ مظنش الواد دا غلبان وصاحب مبدأ بس للأسف عصبى ومستعجل عاوز فى لحظه يصلح الكون ودا مينفعش فى شغلنا هو مأفور فعلا بس لأنه عاجز عن إنه يحقق اللى عاوزه بسرعه ماشفتوش لما شاف البت اللى كان جايبها ولا البت المخطوفه لما عرف إنه ناوى يعمل فيها زيها فضل كان هيبوظ العمليه كلها وهو عمال يصرخ
- صحيح هى عامله إيه
إبتسم بجانب فمه قائلا : بتسلم عليك
زفر بضيق : بتكلم جد
- فى أمان متقلقش هى أول مره يعنى
كان آدم قد جاء ليعتذر منه فقد وجد أنه إنفعل أكثر من اللازم وأهانه بشده وليس ذنبه ما حدث بالرغم من بروده ولكن لا يحق له إتهامه فسمع ماقيل حينما سأله فارس بإهتمام : المهم معرفتش مين الخاين
صر ليث على أسنانه بغضب : ودينى لأجيبه لو ف بطن أمه
- روق إحنا بنهدى آدم عشان تشيط إنت
تنهد بضيق : استنى عليا إما سقيته دمه ميبقاش أنا الحيوان عاملها مجزره وبدل ما نجيبه من قفاه يجى عيل زباله بقرشين يفتكر إنه يقدر يسلكه من إيديا
- بس طلعت أذكى منه واتصرفت بسرعه قبل ما يعرف
- البركه فى آدم
قضب جبينه متعجبا : ازاى؟
- يوم ما البت اتخطفت عملى بالو وزعق وعمل وش وبالعافيه هدى وإتأكدت إنه مش هيستحمل كتير وموقف زى ده تانى وهنتكشف مش هيقدر يتحكم فى أعصابه عملت كل اللازم عشان لو اتكشفنا ميفلسعش على بره وجمعت أكبر عدد من الأدله ضده
دفعه الفضول للتساؤل : طب ما كنت طلبت تغيير
أجابه مبتسما : لأ آدم طموح وحابب شغله بس عصبى ومتهور ومحتاج خبره وتدريب عملى مسك السلاح والضرب مش هما الحل لازم يتعلم يتحكم فى أعصابه ساعتها مش هيبقى فى ظابط فى كفائته بس الموضوع عاوز صبر
- وانت ناوى تستحمله
أجابه بتأكيد : أيوه لازم محدش هيستحمل جنانه غيرى أى حد تانى يا هيطلب تغييره يا هيديه جزا وفى الحالتين هيضر مستقبله ويأخر نجاحه لكن معايا هعامله بالهداوه لحد ما يتظبط ساعتها يمشى حاله بنفسه
تعجب فارس: إشمعنى هو ألف غيره وأشطر منه وأعقل يتمنو تعمل معاهم كده وكنت رافض
أجابه بشرود : لانه برئ أوى بيفكرنى بقمر
نظر له بحزن : يااااه إنت لسه بتفكر فى قمر
رفع رأسه وتنهد بإشتياق : أنساها ازاى وهى اللى معاها قلبى اما تبقى ترجعه ساعتها نشوف هينفع انساها ولا لأ
نظر له فارس بحزن فقد دُفن قلب الليث مع قمر
تنهد آدم بحزن وندم فهو ظن به السوء رغم أنه يفعل المستحيل لمساعدته كما أنه تحمل الإهانه وهو برئ
حاول فارس تغيير مجرى الحديث : ها مقولتش برضو هتعمل إيه فى الخاين
أجابه بجديه : هنعمل الاجراءات الرسميه وهيتحقق مع كل اللى عندهم خبر فى القضيه من أصغر لأكبر فرد
محدش هنستثنيه عشان محدش يتحجج دا غير تحقيقاتى أنا الخاصه وهعرفه يعنى هعرفه
طرق آدم الباب ودخل بعد أن أذٍن له : خير نسيت حاجه لسه مسمعتهليش
أومأ آدم بخزى : أيوه
فزفر ليث بضيق : إتحفنى
- أنا آسف زودتها معاك وأهانتك وحضرتك مرضتش تأذينى
أجابه بملل: ها وإيه كمان
إستدار إليه فارس وقال له بهمس مسموع : وقوله إنك كنت غبى أوى
فأيده آدم : آه فعلا أنا كنت غبى أوى
فارس : وجلنف
آدم : وجلنف
فارس : ومبتفهمش
آدم : ومبفهمش
قاطعهما ليث : جرى إيه إنت محفظه الدرس وجاى يسمعه
فارس : ههههه إيه بساعده ليكون نسى كلمه عاوز يقولها وتفضل حزه فى نفسه
ليث : لأ وإنت غلبان وبتتأثر أوى
حاول فارس كتم ضحكته : طبعا إنت عارفنى
زفر ليث بضيق : للأسف عارف
ثم دار بوجهه لآدم : مادمت عرفت غلطتك يبقى تصلحه
أجابه آدم بلهفه : ازاى
- تعقل وتهدا الغلط متكرروش وقبل ما تعجن تانى ابقى افتكر واقفتك وانت بتعتذر واتحكم فى انفعالك
حياه آدم برسميه : تمام يا افندم
ليث : على مكتبك آه وابعتلى غدا على حسابك جو الاعتذارات القرديحى دى مبياكلش معايا
تهلل وجه آدم بفرح : من عينيا أحلى مشاوى
ليث : لآ يا فالح أحلى فول وطعمبه
فغر آدم فاهه بدهشه : ها
نصحه ليث : بلاش تبعزق أوى إنت لسه بتكون نفسك وعاوز تخطب وتتجوز والفرتكه الزياده دى هتأثر حوشلك قرشين ينفوعك من دلوقتى لو اتجوزت قبل ماتحوش عمرك ماهتحوش المسؤليه هتخليك منفض على طول فدبرها من دلوقتى
إبتسم بإمتنان : متشكر يا افندم
إبتسم ليث: أقولك بلاش هيبقى طعميه صبح وضهر أنا هطلب غدا لينا إحنا التلاته وامرى لله
تهلل وجه فارس : حبيب أخوك
أجابه ليث بإبتسامه ماكره : ما العشا عليك يا فالح
إمتعض وجه فارس : نعم طب دا أنا حتى متجوز وورايا مسؤليه
- أهو زكا عن مراتك وعيالك
- إشمعنى بقى
- تفرقه عنصريه
ثم إلتفت للآخر : إنت لسه واقف روح إطلبلنا
ثم نظر إلى فارس : نطلب إيه؟
لمعت عيناه وهتف بفرح : لحمه
نظر له ليث بخبث : يامفجوع متنساش العشا عليك
فأجابه بلامبالاه : لآ مهو هيبقى خفيف عشان ميكبسش عالمعده
سأله بشك : خفيف لأنهى درجه
أجابه بتلقائيه : عصير حلو
رفع حاجببه مستنكراً : نعم
- خلاص خليها ميه حتى العصير كله سكر وبيجزع
- نعم
نظر له فارس بتذمر : أهو الموجود
أجابه بسخريه : آه ياشحات
فعقب بلامبلاه : عادى على فكره
سأله ليث بشك : إوعى تكون جلده كده مع مراتك والعيال
إعترض بقوه : لآ إزاى دا أنا كريم أوى
تنهد بإرتياح : بحسب
بينما إستكمل فارس بغباء منقطع النظير : بخرجهم مره فى الشهر نشرب عصير قصب
رفع ما طالته يداه فى وجهه بغيظ : قوم يلا بدل ما اقتلك
ثم نظر إلى آدم : أطلب مشاوى مشكل
- تمام يا افندم
هم بالخروج فأوقفه : إستنى خليهم أوردرين
فسال فارس متعجبا :ليه؟!!
فاجابه بغيظ : واحد لينا ياطفس والتانى هبعته على عنوانك واتصل بمراتك تقولها دا غداها هى والعيال وانت هتتغدى بره يعنى لآ تتذنب تستناك ولا تشيلك مناب ماشى يا أبو بطن
إبتسم بود وعيناه يملؤها الشكر له وهو يبتلع ريقه قائلا : يدوم يا أبو الكرم
أسرع فى إنهاء الحديث : ياك يكمر ويلا إنت وهو صدعتونى
خرجا كلاهما بينما إبتسم ليث ثم عقد جبينه بضيق ففارس حالته الماديه بسيطه بخلافه ولم يلجأ له يوما فقط لكى لا يظنه يستغله وقد إنشغل بمشاكله ونسيه تماما فقرر أن يحضر لرحله جماعيه لعائلته ويعزم فارس وأسرته على نفقته الخاصه وسيبدأ فى أخذ أبناء فارس معه كلما خرج بصحبة أبناء أخويه وسيتكفل بكافة مصاريفهم
تناولو الغداء وذهب كلا إلى عمله
تذكر فارس أمرا فعاد إلى ليث يعاتبه : إنت مقولتليش إنتو إتصالحتو إمتى
قضب جبينه متسائلا بتعجب : إنتو مين؟!!
أجابه بتلقائيه : إنت وأخوك
رفع حاجبيه : أخويا مين؟!!!
- هيكون مين هاشم طبعا
تأفف بضيق : ياشيخ إفتكرلى سيره عدله
- ياعم هو أنا هحسدك أنا نفسى حالك ينعدل
- ليه هو معووج وبعدين إنت جبت الكلام ده منين؟
- منه
- وإنت شوفته فين؟
- إحنا مش متفقين إن اللى يبقى فى مهمه التانى يراعى أهله وخصوصا الأم والأب ولو حد فينا مات مينساش عيلة التانى
أومأ له بتأكيد فإستكمل قائلا : أهو أنا كنت عندكم من يومين عشان أطمن عليهم وقابلت والدتك هناك والصراحه زعلانه منك أوى
زوى جانب فمه : عشان الجواز برضو
أجابه يتأكيد : معاها حق اللى قدك عيالهم ملو الأرض
المهم بعد ما وصتنى أحاول معاك ولو إنها متأكده إن مفيش فايده جيت أمشى لقيته فى وشى بيقولى إنكم بقيتو كويسين سوا بعد ما إستسمحك أنا اللى مضايقنى إنك مقولتليش وأعرف منه ومعرفش منك أنا أتمنالك كل خير مع إنى مش مصدق إنه فجأه بقى بنى آدم
قضب حاجبيه وهو ينظر إليه بصمت غريب فتعجب : فى إيه مالك؟!
أجابه بهدوء : مادمت مقولتلكش إن ده حصل يبقى محصلش
إعترض بإصرار : لأ بقى حصل بأمارة ما قولتله عالمهمه دى
اعتدل ينظر له بإهتمام وعيناه متسعه يسأله بقلق : أنهى مهمه؟!!
- دى
فسأله بشك : قولتله إيه
- إنك ف مهمه خطيره وهتبقى ظابط أمن دا حتى قولتله على إسم المتهم وكان ناسيه
إبتسم بشر وعيناه تلمعان : قومت إنت بقى بغباء أهلك فكرته صح
تعجب من تغيره المفاجئ : هو جرى إيه
وقف يضرب سطح المكتب براحه يده غاضبا : ياغبى يا متخلف دا أنا مبقولش لأبويا نفسه اللى بأتمنه على عمرى وأنا مطمن أقوم أقول لأكتر واحد بيكرهنى فى الدنيا عشان إعتذر
ساله بدهشه : يعنى كان بيكدب؟!!
- وعاملى خبيث وبتشك فى اللى حواليك يا أغبى حمار شوفته فى حياتى لا هو اعتذر ولا هيجى يوم نتفق حتى لو بيموت قدامى
رفع حاجبيه متعجبا : اومال عرف منين؟!
زفر بضيق ثم جلس يفكر حتى تذكر : أكيد سمعنى وأنا بطمن ماما فضلت تسألنى وتحاصرنى خايفه عليا أصلها إفتكرت إنى إبنها قولتلها متقلقش أنا بس هأمن شخصيه مهمه وبس عشان تهدا وتطمن وإصطادك ورمى كلمه وإنت إندلقت زى الجردل
- ياخبر أبيض أنا آسف
هدر صارخا من غباؤه : خبر إسود على دماغك إنت سربت معلومات المهمه بره ياغبى
زوى جانب فمه بغيظ من إهانته له : ما خلاص يعنى عرفت القنصل دا أخوك
نظر له بغضب : مهو عشان الزفت دا أخويا حافظه فورا هاتلى تفريغ كاميرات المراقبه ليوم القبض على عثمان
نظر له بصدمه : تفتكر هو اللى قاله
أجابه بغضب : مفتكرش أنا متأكد
- طب ما كده إنت اللى هتتأذى دا أخوك
- خوت لما يخويه أنا هعرفه إزاى يتجرأ ويضرنى فى شغلى وحسابه معايا عظيم لو طلع هو فعلا
أدرك أخيرا مصيبته وبدأ ينوح على حاله : يا ويلى يا سواد ليلى أنا كده روحت فى داهيه
اجابه بغيظ : تستاهل عشان تبقى تصون لسانك وتبطل تعيش الدور وتتنك على الخلق عملى ناصح وفهيم وإنت حمار
بعد أن شاهد ليث ماتحويه أشرطة المراقبه لذاك اليوم ورأى هاشم بصحبة عثمان صر على أسنانه بغضب من هاشم الذى لن يكف عن إيذائه وبغيظ من نفسه كيف غفل عنه وكيف لم يره
كان عقله يصور له ألف قصه مرعبه عما سيفعله بهاشم حتى صدع رنين هاتفه نظر ليرى إسم سليم تنهد بضيق فذاك الشبل من نسل ذاك الحقير
أجابه بهدوء مزيف فوجده متوترا ويرغب فى لقائه بالخارج الآن فالموضوع حتمى ظن أنه يخص يارا لكنه اخبره ان الأمر جد خطير ولا علاقه له بيارا فأخبره ليث أنه سيرسل له فارس حالا ليقله إليه
نظر له فارس بقلق فألقى إليه مفتاح سيارته : تروح حالا البيت هتلاقى سليم مستنيك عند البوابه تجيبه وتيجى
سأله بقلق : سليم ليه؟ هو الخاين!!
رفع ليث يداه ناظرا للأعلى : يارب يا تاخده يا تعقله أحسن ما اقتله
إعترض بضيق : الله مش بستفهم ثم مجيبوش بعرييتى ليه مانا عندى واحده
صر على أسنانه مبتسما كى لا يقتله : عاوزه كرسى بعجل يابابا وأنا عاوز أشوف سليم النهارده مش السنه الجايه إنجز
- طيب
أخذ المفتاح وغادر بينما ظل ليث يفكر ما الشئ الخطير الذى دفع سليم لطلب رؤيته هكذا فهو لم يفعلها من قبل ولما التوتر مادام الأمر لا يخص يارا
ظل يفكر حتى دخل فارس بلا إستأذان كعادته وبصحبته سليم : أهوه جبتهولك حته واحده لا ناقص دراع ولا رجل وعربيتك ركنتها مكانها بس أنا عاوز مكأفأه
حدثه من أسنانه بغيظ : مانا مطفحك الغدا على حسابى
- لأ أنا عاوز لفه بالعرببه
- ياربى الرحمه يا إبنى هو إنت إبن أختى الصغير وأنا معرفش
تذمر كطفل صغير : مليش فيه عاوز لفه
أجابه بيأس : حاضر ياحبيبى وهجيبلك بونبونى وشيكولاته
إعترض بعبوس : لأ عاوز آيس كريم
- إمشى يافارس بدل ما أعملك إنت آيس كريم
- طيب متزقوش مش هطلع على أسرار الأمم يعنى
إعترض سليم : لا يا عمو مين قال كده كل مافى الأمر إن حضرتك بتستفز عمو ليث لكن حضرتك مش غريب انت من العيله دا غير إننا هنبقى نسايب يعنى مفيش أسرار
نظر له فارس بإمتنان تحول إلى دهشه : نسايب إزاى لا أنا ولا المدام لينا إخوات بنات لسه متجوزوش عشان ليث يناسبنى
أجابه بتلقائيه :أنا مقصدش عمو ليث أنا قصدى إخواتى
قضب فارس جبينه متعجبا : مالهم؟!
- هو حضرتك متعرفش ولا إيه مش إبن حضرتك الكبير بيحب بنت عمو ظافر الصغيره
فغر فاهه بصدمه : هاه
عقب ليث : حلو كده عرفت إبنك ظافر هيحولو لأنهى مشرحه
بينما أكمل سليم : وأخويا بيحب بنت حضرتك الوسطانيه
إتسعت عيناه : مين
غمزه ليث مازحا :وياترى اعترفلها زيك
فأجابه سليم : لا ياعمو دا عملها جو رومانسى وجابلها قلبين هديه عليهم أول حروف إسمهم وكل واحد لابس القلب اللى عليه حرف التانى ودا اللى مزعل يارا كانت عاوزه جو وحكايات وأنا بتخنق مليش ف النحنحه دى أحب اللى ف قلبى يطلع دوغرى
عقب ليث : ياواد ياجامد طب قولى مفيش قصص غراميه تانيه يعنى فاضلك أخين صغيرين
- آه مهو واحد بيحب بنت الجيران والتانى بيحب بنت عمو فارس الصغيره اللى ف الحضانه ياعمو
أومأ بسخريه : آه طيب عالبركه
كل هذا وفارس يتابع حديثهما بذهول حتى صاح فى ليث : إنت هتجننى انت كمان
أجابه ليث بهدوء : مهو بعد اللى شوفته من سليم معدتش أتصدم دا انت متنح من ساعة مانطق وهو بس كلام اومال لو شوفت بعنيك زيى هتعمل إيه
صاح بغضب : نهار أمهم أزرق
نظر ليث إلى فارس الذى أوشك على فقدان ما تبقى من عقله : نصيحه حلها بهدوء ليعندو وتلاقى إبنك بعد يومين ساحب وراه بنت ظافر بشنطة لعبها وبيقولك دى مراتى ولا تلاقى بنتك بتقولك أنا بتوحم ف التانى ولا الصغيره تمسك عروستها اللعبه وتغيرلها الكوافيل تدريبا للمستقبل
جحظت عينا فارس بذهول : إنت بتقول إيه
أكمل ليث بهدء : بقول الحق جهز بقى يادوب تشوف للكبير فسحة عندك ف الشقه يلعبو فيها عريس وعروسه وتجيب للبت الكبيره دبدوبين عليهم إسمها وإسم إبن هاشم والبت الصغيره تشوف هتجبلها كام باكت بمبرز ف جهازها
سقط فارس مغشى عليه فهرول إليه سليم بخوف بينما وقف ليث ينظر إليه من خلف مكتبه
سليم : ماله ياعمى
أجابه ليث بتأكيد : تقريبا يا إتجلط يا إتنقط ملهمش تالت
- إطلبله الدكتور بسرعه
- لأ إوعى
أمسك بكوب ماء وتحرك من ملف مكتبه وألقاه عليه فنهض فارس فزِعا وهو يسب ليث وسليم ومعرفته بهما وظل يجوب الغرفه وهو يكاد أن يفقد
عقله وليث يتابعه بملل حتى تعب فارس من التفكير وجلس على الأريكة ممسكا برأسه فتعجب سليم من حاله