رواية ليث وقمر حبيبتي الفصل العاشر10 والأخير بقلم ايمي عبده
الحلقه العاشره والأخيره
تنهد ليث بتعب ثم جلس على الكرسى وأشار لسليم بالجلوس أمامه : أفهمك المفعوص أخوك الصغير اللى بيحب بنته لسه مبقالوش سنه ونص قالع البامبرز وبفضيحه كمان مكنش مقتنع إنه هيقدر يتخلى عنه ولسه من كام يوم جايبينه من عالشجره تقولى بيحب وأخوك الأكبر منه اللى لسه ف الإبتدائى وبنحاول نقنعه إن جدول الضرب مش معناه إنه يجيب عصايا ويضرب كشكول الحساب وتقولى هيمان فى بنت الجيران والمتخلف الأكبر منه اللى عمال يشترلها ف قلوب وعليها حروف صاقط إملا وسمو جلالتك شايل ماده السنه اللى فاتت طبعا مش مقضيها نظرات بدل ما تتنيل تذاكر
إقتضب جبينه بضيق : جرى إيه ياعمو دا أنا قولت إنك فاهمنى
زفر بضيق : مهو مش كده الصراحه ثم اللى بيحب وعاوز يتجوز اللى بيحبها بيجتهد عشان ينجح وميضيعش وقت من عمره عشان يفوز بيها ف الأخر مش فاشل ومملحق يا كسفنى عمال أنفخ فيك وف الأخر خليتهم يشمتو فيا أغيب يومين ف مهمه أرجع ألاقيك مملحق الظاهر جينات غباء أبوك الوراثى بدأت تظهر
- ماخلاض إمتحنت الملاحق ونجحت ومعدتش
- يافرحتى بيك
ثم زفر بغيظ : بقولك إيه قفل عالسيره دى عشان ضغطى ميعلاش عندى بلاوى أهم من غرمياتكم
أومأ له بضيق وجلس أمامه صامتا ومرت دقيقه فى هدوء تام جعلت ليث يرفع حاجبه مندهشا من صمته : إنت جاى تسَمعنى سكاتك ولا إيه مش قولت فى موضوع خطير
نظر له بإنتباه : آه صح دا أنا كنت نسيت بابا
زفر بغيظ : استغفر الله العظيم هبب إيه تانى
أجابه بجديه غريبه : من فتره كنت بزور واحد صاحبى ساكن بعيد ولمحته واقف قودام فيلا قديمه ومهجوره قربت ممه واستغربت وجوده ولما حس بيا اتفاجأت بيه بيمسح دموعه وبيسألنى بعمل إيه هنا ولما قولتله هز دماغه وخدنى وركبنا ولما سألته ليه واقف هنا قالى بتفرج عالماضى من بعيد مفهمتوش وسألته يعنى إيه قالى إن ده بيت عيلتنا القديم وسكت يومين ولقيته بيتكلم ف التليفون ومضايق أوى واللى فهمته إنه بيتكلم مع محامى عن مسجون ولما حاولت اسأله زعقلى وقالى إبعد عنى دلوقتى وبالليل جالى أوضتى وشكله مهموم أوى ولقيته بيعتذرى عاللى حصل منه وبيطلب منى مزعلش منه مهما عمل وإنى لازم أبقى متأكد إن مهما حصل منه ومهما إتقال عليه هو محبش حد أد عيلته وخصوصا أنا وإخواتى وعمره أقل تمن هيدفعه عشان يحمينا وسابنى وخرج
رفع فارس رأسه وقضب جبينه مدهوشا مما يسمع بينما ظل ليث ينصت له بإهتمام فهو يتحدث عن هاشم آخر غير الذى يعرفه واستكمل سليم قائلا : بعد حوالى إسبوع كنت مع أصحابى ف رحله وعدينا ف طريقنا على سجن شوفت عربيته هناك فكرت إنها شبهها لكن لمحته خارج منها ورايح ناحية السجن بصراحه قلقت ياترى إتورط ف إيه ولا مع مين وبدأت أدور وراه بس هدور فين استنيت لما ماما راحت تزور باباها ومامتها وبابا كان ف شغله ودخلت اوضتهم ودولاب بابا كان مقفول بالمفتاح دورت كتير لحد ما لقيته وفتحت الدولاب لقيت صندوق خشب قديم فتحته لقيت أجنده صغيره لما فتحتها لقيتها مذكراته
رفع فارس حاجبيه معقبا بغباء : ياحلاوه هو راخر بيكتب مذكراته
نظر له ليث نظره محذره جعلته يبتلع لسانه ثم عاود النظر لسليم وهو يضيق عيناه عليه بإهتمام مومئا له بأن يُكمل : لما فتحتها افتحت على آخر ورقه كتبها وواضح إنها اتبلت ونشفت وبللها زى ماتكوم دموع ولما قريت الورقه خوفت وقفلت المذكره ورجعت كل حاجه زى ماكانت ورجعت أوضتى أفكر وملقتش غير إنى أحكيلك
سأله ليث بجمود : كان مكتوب إيه؟
ظهر التوتر على ملامح سليم : مش فاكر الكلام بالظبط بس اللى عرفته إن فى حد بيهدده بينا لو منفذش اللى هو عاوزه
- اللى هو؟
إبتلع ريقه بخوف : أأ إل أأ
إبتسم له بهدوء لكى يطمئنه على خلاف البركان الثائر بنفسه : كمل ياسليم متخافش
إستجمع شجاعته الضائعه بصعوبه ثم ألقى الكلمات دفعه واحده : إنه يأذيك أو بمعنى أوضح يدمرك يقتلك حاجه زى كده عشان يكسر جدو ويخليه يعمل توكيل بكل أملاكه لبابا وبعدها بابا يدى الشخص ده كل حاجه ف مقابل يسيبه ف سلام ويوديه لأمه
إتسعت عينا ليث: أم مين؟
- تقريبا قصده تيته بس ازاى مهيا معانا ف البيت مفهمتهاش دى
وقف ليث سريعا كمن لدغه عقرب فهناك من يعلم بحقيقة هاشم ويتلاعب به لتدمير العائله والحصول على ثروتها لكن من ولما ينصاع خلفه هاشم هل خوفا من أن يُطرد من العائله ثم منذ متى وهاشم يعلم بحقيقته
أفكار كثيره وأسئله أكثر دارت بعقله هذا السر دفين يعلمه قله وهم لن يبحو به حتى بموتهم فوالدته لن تجرؤ على الإعتراف بفعلتها وأباه عد هاشم إبنه وإنتهى الأمر وهو رغم غضبه منه لاكنه إعتبره دوما أخاه وأخفى أى شئ آخر من عقله إذن من؟ ومن تكون والدته تلك؟ واين كانت كل تلك السنوات؟ هناك حلقه مفقوده هناك من يملك كل الخيوط ويتلاعب بهاشم وقد لاحظ ذلك هاشم يتغير بإستمرار يتأثر بالنصح والحديث وبعد عدة أيام يعود كما كان كما أن نظراته الزائغه وحزنه الشبه دائم هذه الفتره لم يغب عنه لكنه كان يتجاهل الأمر
وقف فارس وإقترب منه بحذر : ليث انت كويس
نظر له وكأنه لا يراه حتى تذكر شيئا ونظر لسليم وسأله عن إسم السجن الذى رأى هاشم يدخل إليه وما إن أعطاه الإسم حتى إلتف خلف مكتبه وقرر لأول مره إستغلال سلطته بأمر خاص فالموضوع جد خطير
هاتف مأمور السجن وطلب منه الإضطلاع على سجل زيارات المساجين لهذا الشهر
دقائق وأتاه فاكس بالمعلومات وظل يبحث حتى وجد إسم هاشم يزور أحدهم بدل المره ثلاثه وكانت الصدمه سجين يحمل لقب عائلة البدرى ركز قليلا وأدرك من يكون إنه خاله الذى سمع عنه ولم يره أبدا إذن هنا إختفى بلا عوده
أرسل للبحث عن خلفيته الجنائيه وتفاجئ بكوارث شتى فبعد الحُكم عليه بأعوام لا تعد نتيجة مصائبه بدلا من أن يهتدى ويخرج حسن سير وسلوك كان مشاغبا أكثر ويرافق أوغاد على شاكلته وأصبح زعيما للصوص والكل يهابه وإزدادت عقوبته لكم الجرائم التى يرتبكها من خلف الجدران ولا أمل له فى الخروج مجددا أصبح ملكا ولكن سجينا لكن الصاعقه لم تكن هنا ولم تكن بمعرفته أن أدهم له يد فى إدخاله السجن أو أنه علم ذلك بطريقة ما ويرغب بالإنتقام من خلال هاشم لا كل هذا لا يهم المهم هو أن من بين الجرائم التىإارتكبها وأودت به إلى السجن هو قتله لفتاه كانت تعمل نادله بإحدى الحانات كانت وحيده لا عائله لها وُجدت قتيله فى طريق خالى وأُخذت صورتها وتم البحث عنها وتعرف عليها زملائها ورواد المكان وقد شهدوا برؤيتها كثيرا برفقته كما أنها تباهت مؤخرا أنها ستصبح زوجته وإستقالت من العمل كان ذلك قبل عدة أشهر لاحظ بعضهم إنتفاخ بطنها الصغير لذا أدركو سبب ثقتها بالزواج منه فالوغد لم يترك فتاه بحالها ولكنه لايتزوج أى منهن والآن وقد ماتت مختنقه ووَلدت حديثا فى نفس تاريخ ميلاد هاشم إذن تلك هى والدته الحقيقه إذن كيف سيرسل هاشم إليها لا معنى لذلك سوى أنه يقصد قتله الوحش يريد قتل إبنه الوحيد
لا يعلم كيف هاتف مأمور السجن مجددا وطلب منه أن يسجل كل لقاءات هذا المسجون من الآن وصاعدا أى إن كان الزائر وحينما حاول المأمور التملص من الأمر لأنه غير قانونى ترجاه من أجل خدماته السابقه معه نعم كان يائسا إلى هذا الحد فلا يعلم إلى أى مدى تدهور الأمر وكل هذا وفارس وسليم يتابعانه بصمت وهما يريان ملامحه المتعبه الغاضبه الحزينه ولم يجرؤان على السؤال حتى تنهد بتعب ونظر نحوهما وطلب فارس إعادة سليم للمنزل وطلب من سليم أن يتكتم على ما علم به وما سمعه
ذهبا بلا أى تعليق وبعد وقت قصير عاد فارس وأغلق الباب خلفه وجلس أمامه صامتا دقائق وهاتفه المأمور يخبره أن السجين المذكور لديه زياره الآن ولأنه يعرف الليث جيدا ويعلم أنه لا يترجى أحدا ولايستغل سلطته لأمر خاص نعم فقط لاحظ أن السجين والزائر كلاهما من عائلة البدرى لذا فالأمر كارثى وهو ينتظر بلهفه لذا سيواتيه بكل جديد لحظه بلحظه فليث لم يتأخر يوما عنه أو عن غيره كل من طلب عونه كان ونعم العون له
إستطاع بالتكنولوجيا الحديثه أن يجعل الزياره تبث على هاتف ليث ليتابعها لحظه بلحظه
وضع الهاتف على المكتب وأشار إلى فارس أن يقترب وجلسا يتابعان بذهول فهاشم كان كالفأر المذعور ليس ذلك فقط فهو يبكى ويتوسله ألا يلحق الأذى بهم وإن كان على المال سيعطيه ما يملكه وحياته أيضا لكن لايؤذهم والأخر يضحك ويخبره كم هو ضعيف ويستهزئ بتضحيته بل وقف ولطمه وهو يخبره أن يفق من نوبة ذنبه هذه
كانت نيران الغضب تستعر بقلب ليث يرغب فى قطع يده التى إمتدت على أخاه هما ليسا على وفاق لكنهما يظلا إخوه
ظلا يتابعان كم المذله التى يتعرض هاشم بغضب ليس ليث فقط بل فارس أيضا رغم أنه لم يكن محبا لهاشم يوما ومنذ قليل كان يفكر بقتله هو وأبنائه لكنه يعده أخا له كظافر وليث فهذه عائلته الثانيه بكل من بها حلواً ومراً
بعد أن إنتهيا هاتف ليث سليم وطلب منه التسلل مجدداً وتصوير المذكرات وإرسالها له ومرت دقائق وكأنها أعوام وهو ينتظر حتى آتاه طلبه وطلب من فارس ألا يجعل أحد يقاطعه
كلمات هاشم الحزينه كانت تُظهر الوجه الآخر لحياته التى لا يعلم عنه أحد فمنذ ان وُلد وهو يحظى بالإهتمام والحب ولكن فجأه بدون أى إنذار تركه والده وسافر بحجة العمل وتغيرت معاملته له وكأنه يتحاشاه لكن وجود خاله ووالدته إلى جواره جعله لا يبالى وإن كان يرى أنهما لن يعوضان غياب أدهم أبدا ولا الدفأ الذى يشعر به معه ولم يجده معهما كما أن خاله منذ أن حط قدمه بمنزلهم وهو يحرص على أن يجعل مثله أنانى حقود وكانت والدته دائما تؤيده لذا حينما كان يستغل غيابها ويلقى بأفكاره السامه فى عقل هاشم كان ينصاع له ولم يدرك أنه مجرد بيدق فى لعبته حتى إختفى فجأه فوجد هاشم نفسه فى مهب الريح ولم يجد حوله سوى والدته لذا عمل بنضيحة خاله العزيز أن النساء خلقن لخدمة الرجال ومتعهم فقط يجب أن يجد الوسيله المناسبه لك إمرأه لتجعلها تحت أمره ووالدته مثلهن بل أسهلهن فبكلمة مدح ترضى غرورها ومسايرة حقدها تصبح خاتما فى إصبعه لكن بعد مجئ الليث تغير كل شئ للأسوأ فأدهم يعتنى به ويحبه كثيرا مما جعله يغار منه ويحقد عليه ورغم أنه كان يحنو على ظافر لكنه لم يغار منه فقد كان كالفأر مريضا بالخوف دائما ولا يعلم لما لكن خاله أخبره ان هذا يناسبه وألا يبالى به على خلاف الليث كان أسدا متوحشا ورغم سوء معاملته لفاديه إلى أنها تعشقه فنفوره منها يجرح غرورها وقد علم مصادفةً بحقية نسبه لكنه لم يعلم إبن من هو؟
وزاد الأمر سوءا بظهور قمر فمنذ أن رأته تخشاه لكنه رأى بها شيئا مختلفا عن الجميع برائتها تجذبه فكان يتابعها بالساعات دون كلل أو ملل لكنها إختارت الليث لما يفضله الجميع عليه
تصادف بعدها أن خاله أرسل رساله يخبره أنه بالسجن وأن يأتى لزيارته دون أن يخبر أحد وعاد يغرس أشواكه السامه بقلب هاشم وأخبره أن أدهم من أدخله السجن كى يبعده عنه ويصبح وحيدا فلن يحبه أحداً كخاله العزيز فتبعه هاشم كالمغيب لكنه أحب قمر وأخفى الأمر حتى عن خاله لكنه للأسف سمع نصيحته الحمقاء بأن يستغل سذاجتها ويستمتع بها فيكسر الليث وإذا أراد فليتزوجها لاحقا فثروتها ليست بالقليل لكنه فشل فقرر أن يكتفى بإلتهامها بنظراته ومحاولة الإيقاع بينها وبين ليث ونجح فى ذلك رغم يقينه أن الليث هو الأجدر بها فرغم ثقتها العمياء به ودائما ما تكن مهه بمفردهما إلا أنه لم يستغل ذلك فقد كان يحميها حتى من نفسه
كان يحث فاديه على حقدها لكنه تفاجئ بها ترسلها لوالدتها كم اراد منعها وأوهمها أنه سيأخذها بعيداً لكنها أصرت على رأيها لأنها تعلم أن ما يقوله مجرد أمنيات شيطانيه بنفسه لن يستطيع تحقيقها
تألم قلبه لرحيل قمر وكان يلتهى بالخمر والنساء ليهرب من شبحها الذى يطارده حتى فى منامه حتى أنه حاول الإنتجار لكنه كان أجبن من أن ينهى الأمر فذنبها يؤنبه يشعر كمن ساعد فى زجها للموت فهو على يقين أن والدتها الحقود وراء موتها أو قد تكون كلماته الأخيره عن ليث التى جعلتها مسلوبة العقل جعلتها تشرد ولم ترى السياره التى صدمتها فقد تعمد إيهامها أن ليث يكرهها ويحب أخرى ترفض وجودها لذا قرر طردها
لم يعد من لبنان إلا حينما تم نقل مسكنهم ولكنه تفاجئ بأمر الزواج ولم يكن بحاله نفسيه تسمح بذلك لكن والده أصر ولم تساعده فاديه هذه المره بل كانت أكثر من مؤيده لشبيهتها هيام وندم لأنه فكر بالزواج بها إتباعا لنصيحة خاله فهى ثريه ووحيدة أبويها لكنها كانت تقارنه بأزواج صديقاتها ولم تحاول إستمالة قلبه إليها والأسوأ أنها تنجب كمن ستموت إن لم تفعل أربعة صبيه ولم تمهل نفسها فرصه لتربيتهم
ظل مستسلما لخاله حتى تفاجئ به يخبره أن يدمر أدهم بالقضاء على ليث فرفض هو يغار من ليث غاضب من أدهم لكنهما عائلته رغم كل شئ
سقط قناع خاله المزيف وظهرت بشاعته حين ثار غاضبا وهو يخبره أنه لابد أن يقضى على أدهم مهما كلفه الأمر فهو من سجنه ودمر حياته ويبدو أنه لاحظ خوف هاشم منه فتصنع الحزن وأخبره أنه والده الحقيقى وأدهم من أجبره على تركه لأنه لم ينجب حتى أتى ظافر فأصبح هاشم عبئا عليه وأراد التخلص منه لكن خاله الطيب من تصد له لم يعلم لما لم يصدقه فبالرغم من أن علاقته بأدهم ليست على مايرام لكن أدهم ليس بهذا السوء وإلا ما كان صبر على فاديه وحماقتها وما سامحها أبداً كما أنه يذكر جيدا أن أدهم من كان ولا زال يعتنى به إذا ما مرض أو تأذى كان يقرأ الحزن والقلق بعينيه لذا رفض مطلب خاله فرغم إعترافه فهو لا يرى أبا له سوا أدهم فتفاجئ به يهدده إذا لم يتبع أوامره سيفضح أمره ويٌطرد من العائله لم يهتم هاشم فأدهم بالفعل يعلم لكنه لم يطرده فرفض مجددا هنا ظهرت أنياب الوحش الكامن بصدر خاله وهدده بأبنائه إن لم يتمم الأمر سيجعله يبكى على قبورهم فلديه معاونين بالخارج يتمنون خدمته فوافق مرغما حتى يفكر فى حل فربت خاله على كتفه بغلظه وأخبره أنه سيكافؤه بإرساله إلى أمه الحقيقه فهى مشتاقه لرؤياه لكنه لم يهتم لإمرأه لا يعرفها خوفه كان على صغاره
ندم أنه إنصاع خلفه يوما لكنه لم يجد سواه حينها ولا الآن
أمره أن يذهب إلى عثمان فهو معرفه قديمه كان زميلا له فى بداية سجنه سيساعده بإلصاق تهمة ما لليث فيطرد من عمله ويصبح أضعف ويسهل قتله وذهب إليه بقلب يرتعد لكنه تفاجئ بالليث هناك فخاف وهرب ويبدو أن عثمان أحس بوجود خطأٍ ما وقرر الهرب هو الآخر
أصبح هاشم يحيا فى رعب دائم وليس لديه من ينقذه ولا يرغب فى إيذاء ليث فهو أبٍ ثانى لأبنائه حتى أنه بدأ ينصحه وينصح زوجته من أجل حياه أفضل لهما ولأبنائهما والآن هو مرغم على زيارة خاله فلديه أيدى بخارج السجن يصعب عليه قطعها
أغلق ليث المذكرات وعيناه تذرفان الدمع على حال أخيه الذى سقط بين أمٍ طامعه مغروره وأبٍ غاضب وخالٍ حقود ولم يجد من يفهمه فالجميع يتهمه وينفره دون البحث خلف سبب أفعاله
تنهد بحزن وقرر أن يتحدث إليه والتكتم على وجوده بمنزل عثمان سيُرجع الأمر لخوف عثمان بعد هرب الفتاه من أن تُبلغ عنه
عاد إلى المنزل متأخراً فوجد هاشم جالسا بالحديقه شارداً حزيناً باكياً فجلس بجواره يربت على كتفه بحنو
تفاجئ هاشم بوجوده فمسح عيناه سريعا فإبتسم ليث بألم : إخص عليك بقى أبقى أخوك وتقعد القعده دى وتشيل الهم كده
نظر له بضعف : والنبى ياليث تسيبنى ف همى أنا مش رايقلك
عقب ليث بجديه : همك هو همى بص يا هاشم أنا عارف إننا على خلاف دايم لكن مهما حصل إنت أخويا الكبير ومهما كان اللى واجعك أكيد واجعنى
نظر له بقلق فإبتسم ليث ماداً له يده : إيه رأيك نفتح صفحه جديده ونبقى إخوات بجد يا هاشم العمر مفيهوش قد اللى راح وأنا مش عاوز أمشى من الدنيا شايل ذنب حد ولا مزعل حد
إنتفض هاشم برعب : لأ لأ إنت مش هتموت لأ مين قالك كده حد عملك حاجه قولى لأ إنت عصب البيت ده دا أبوك يموت فيها كلنا هنموت وراك لو جرالك حاجه
إبتسم بهدوء : ياهاشم الأعمار بيد الله ومحدش بيموت ورا حد وإنت كبيرنا هتسد مكانى
بكى هاشم : لأ لأ فى إيه قولى يا أخويا حد أذاك
- يا هاشم اللى عاوز يأذينى يأذى أى حد فيكم إنتم اللى عايش ليكم وبس
إحتضنه هاشم بقوه وبادله ليثت وظلا هكذا حتى أتى ظافر : لااااااا
أسرع ليث فى كتم صوته : يخربيتك فى إيه
أبعده بغضب : إنتو كنتو بتعملو إيه
زفر ليث بضيق : عادى أخويا وحشنى
- من إمتى يا عنيا
تعجب هاشم من لهجته الغريبه : مالك يا ظافر
حاول ليث كتم ضحكته : اعذره اللى ابنك عامله فيه مش شويه
أشار هاشم لنفسه بإستغراب : إبنى انا؟!!!
تنهد ظافر بغيظ وجلس إلى جواره : آه يا أخويا الواد بيتحدانى وبيقولى هتجوزها غصب عنك
قضب هاشم جبينه بإستغراب: مين اللى يتجوز؟
ضحك ليث بقوه : لآ دا فيلم طويل هحكيهولك بس عاوزك يا ظافر تتبت فى الكرسى وأنا بقولك باقى غرميات أبناء هاشم
لم يستوعب هاشم شيئا فسأل : أبناء هاشم مين ؟
أجابه ليث بسخريه : ولادك يا أخويا دا مسلسل بطولتهم هما وبنات ظافر وعيال فارس والحمد لله إنى متجوزتش ولا خلفتش كانت كملت
جحظت عينا ظافر برعب : بناتى نهار إسود هيا الصغيره راخره
أومأ ليث بتأكيد ثم إنفجر ضاحكا وظل طيلة الليل يحكى لهما وهاشم يستمع له بين الصدمه والضحك على رد فعل ظافرالذى كاد أن يفقد وعيه مرتان
كان أدهم يتابعهم من شرفة غرفته بسعاده فكم تمنى رؤيتهم هكذا
ظلوا يتسامرون حتى صاح هاشم : كفاياااا أنا طالع أنام بدل ما أتشل
بعدما تركهما نهض هاشم فأمسك ليث بيده ليجلسه مجدداٌ وأخبره أنه على علم بكل ما مر به وأنه سيساعده
نظر له هاشم بذهول فلم يصدق أنه أخيرا سيتحرر فإحتضنه بقوه وسعاده وشكر وإعتذر منه على ما فعله به فأخبره أنه لا داعى فما مضى قد مضى وأنه سيبحث عن حل ينقذهم جميعا من براثن خالهم
ذهبا كلا إلى فراشه ولكن النوم جفاهما
وفى صباح اليوم التالى ذهب ليث إلى فاديه وجلسا بعيدا عن الأنظار وأخبرها أنه سينسى ما فعلته معه وسيسامحها على كل شئ مقابل أن تخبره كل ماتعرفه عن خاله وكيف أصبح هاشم إبنه إبناً لها
كانت فى حاله من الصدمه والرعب لمعرفته بهذا فطمأنها أنه لن يعلم أحد شئ هو يريد الحقيقه فقط فأخبرته بكل ما تعرفه وهى تبكى وبعد أن إنتهت جذبها بهدوء إليه واحتضنها بقوه فإزداد بكاؤها
لاحظ أثناء حديثها أن ظافر كان يخشى خاله كثيرا لذا قرر التحدث إليه وعلم منه الحقيقه
فكر كثيرا حتى وصل إلى خدعةٍ ما وطلب من هاشم أن يتحدثا سويا وأخبره أن خاله كاذب بشأن والدته فهى توفت يوم ميلاده وهو من قتلها وأخبره أنه من عبث برأس فاديه وجعلها تخدع أدهم ببنوة هاشم وحاول قتل ظافر لكى يصبح هاشم الوريث الوحيد ويستطيع فيما بعد أخذ الثروه منه إذن فكل ما يهمه منذ البدايه كانت الثروه والآن يرغب فى دفن الجميع تحت التراب لذا يجب مباغتته بخطه محكمه للتخلص منه ومن معاونيه
كان هاشم فى ذهول تام مما يسمعه فخاله تجسيد حى للشر
أخبره ليث أن لديه خطه وهى أن يُقنع أباه بعمل توكيل عام لهاشم ثم يتظاهر ليث بالموت غرقا فى مهمه تابعه لعمله بمعاونة فارس وسيبلغهم فارس أنهم لم يعثروا على جثته بعد لكى يبتعد عن الأنظار ويبحث عن معاونى خاله خارج وداخل السجن ويتخلص منهم بعدها يخبر هاشم خاله بأمر التوكيل ثم يقوم بإلغائه بعدها مباشرةً دون علم أحد حينها سيطلب منه خاله تسليمه الثروه من خلال توكيل عام وحين ينتهى سيتظاهر هاشم بالموت فى حادث مدبر بمعرفة فارس وسيدعو أن جثته إحترقت فى السياره وأصبح رؤيتها مفجعه لذا لن يحاول أحد رؤيته وهذا لكى لا يجد خاله من يبتذه لأنه لن يستخدم فاديه فهو يعلم أن علاقتها بأدهم سيئه من قبل دخوله السجن لذا ليس لها أى قيمه فى خطته الخبيثه فقد أخبره هاشم أنه لم يأتى على ذكر علاقتهما الجديده
وحينما يتمكن ليث من قطع كل الأيادى الخارجيه الممتده لمساعدة خاله سيصبح القضاء عليه سهلا
تعجب هاشم من أمر التوكيل : أنا معاك ف دا كله بس لما أنا هلغى التوكيل ليه نخلى بابا يعمله من أصله
أجابه ليث بهدوء : عشان هو هيبعت يتأكد من كلامك متنساش إن علاقتك ببابا مش أد كده فكونك تقدر تقنعه بعمل توكيل عام لك هيخليه يشك
- طب ماهو هيسألنى أقنعته إزاى
- قوله إنى قررت أسيب الشغل عشان مبقتش قادر أوفق بينه وبين شغلى ف البوليس وظافر مشغول بفرع لبنان وبابا تعب وقرر يستريح وإنت اللى هنا فعملك التوكيل عشان مش كل شويه هتجرى تاخد منه إمضه ومتنساش اول ما نطمن إنه إتأكد هبعتلك مع فارس عشان تلغى توكيل بابا قبل ما تعمله توكيل عشان ميلاقيش حاجه يبعها وإلا ضاع كل حاجه وأهم شئ محدش يعرف بخطتنا
- إزاى ده طب وبابا موتك هيقضى عليه
- مهو لو بابا أو أى حد عرف هيبقى مطمن وهيبان عليه وساعتها هننكشف
بدأت خطتهما وسارت كما يجب وخرج خاله من السجن للإستيلاء على كل شئ
لكن صدمة أدهم كانت كبيره حينما علم بموت ليث ظل صامتا حبيس مكتبه بعدها أتى أخ زوجته اللعين يطالب بثروته وهو يظن أنه إمتلكهم وحينها أتى فارس يخبرهم بموت هاشم كانت تلك القشه التى قسمت ظهر البعير فسقط أدهم مغشيا عليه فقد فقد قدرته على الحركه وأصبح قعيدا
لم يكن حال البقيه أفضل منه فالجميع فى حالة ذهولمما يحدث جعلت عقولهم تفقد قدرتها على العمل فتوقفت الأعمال فلم يعد هناك من يهتم لشئ وأصبح المنزل كئيا حزينا وذلك جعل هذا الخبيث يتمادى فحينما رأى ريم قرر أخذها لنفسه مستغلا ضعف الجميع لكنها قاومته بشراسه فظن أنها ستوافق من خلال الزواج هنا تذكرت ريم آخر حديث لها مع ليث قبل رحيله : أنا مسافر ف مهمه ياعالم هتنتهى على إيه هديكى عنوان تحفظيه ف مخك فاهمانى اوعى تنسيه ولا تكتبيه
- فى إيه العنوان ده؟
- فيه نجدتك من أى مصيبه ممكن تحصل وأنا راجع بإذن الله ولو قالولك إنى ميت متصدقيش إلا لو شوفتى جثتى وفارس عمال يولول عليا
بكت وإحتضنته بقوه
نهرت نفسها لأنها غفلت عن هذا الأمر لذا أرسلت خطابا له من كلمتين (إرجعلى محتاجالك)
ولم يصلها رداً وباليوم التالى إجتمعت العائله وكان الجميع صامتا حزينا
فتحدث خالهم ناظراً إلى ريم بتكبر : أنا هعطف عليكى وأتجوزك
نظرت إلى أدهم : بعد إذنك ياعمى ممكن أرد
أومأ أدهم بالإيجاب فلم يعد لسانه يتحمل ثقل الكلمات
وقفت وألقت بالكرسى الموضوع أمامها على شمالها وتحدثت إليه بثقه وغضب شديد : أتجوزك إنت ياحيوان مبقاش إلا إنت كمان
غضب من إهانتها له : إنتى تحمدى ربنا إنى بعبر واحده زيك إكراما لإبن أختى الغالى اللى قدمك الشوم جاب خبره
رفعت حافة شفاها العلويه بإستهزاء : لآ وإنت وفى أوى ياشيخ دا الكلاب أوفى منك
هدر بها صارخا : اخرسى ياحشره
فصاحت فى وجهه : أنا اللى حشره ياقذر يازباله
حذرها بغضب : كلمه زياده وهعرفك مقامك
- مقام مين يا دلدول بقى اللى تعشق أسد تبص لفار
رفع يديه ليضربها ليوقفه صوت ليث القوى يلزلزل المكان فتشنجت يداه المرتعشه وتجمد جسده وهو يراه أمام عينيه بعدما ظن ان الموت قد أتاح له الحق ليتحكم فيما ليس له
إلتفتت ريم إليه وهرعت إلى أحضانه باكيه فقد نفذت طاقتها وعادت روحها المسلوبه إليها
وقف صامتا وهو يحيطها بذراعه ويحيط أمه بالذراع الاخرى وينظر لهم ليجد ذلك الغادر بعيونه الزائغه يحاول أن يدارى فعلته الهوجاء وظافر مبتسم بفرحه هو وزوجته اما هيام فكانت إبتسامتها ممزوجه بدموع فقد عاد من يرد لها حقها وحق زوجها وحينما وصل نظره لأباه ترك الجميع وجثى على ركبتيه أمامه وهو يراه مقعد منكس الرأس فمد يديه إليه ليرفع رأسه ليجده غائبا عن الدنيا يتسلل الدمع من عيونه فحمله وأسرع للخارج والجميع خلفه إلا ذاك الاخ الجاحد وقف مذهوا بنفسه منتصرا فأدهم على مشارف الموت وستؤول تلك التركه الضخمه اليه وحده ثم قرر أن يذهب خلفه ليطمئن لنجاح هدفه
الفزع يبدو على الجميع والصمت سيد المكان وها قد خرج الطبيب فأسرع إليه كل من كان فهل ياترى يطمئن القلوب أم أنه مجرد أمل كاذب
وجه الطبيب مبهم الملامح وعيون الموجودين مكسوه بالدمع وألسناتهم عاجزه عن الكلام
سأله ليث بصعوبه فقلبه الموجوع يحترق غضبا : والدى ازيه يا دكتور
تنهد الطبيب قائلا : أنا قولت قبل كده ميتعرضش لضغط نفسى بس الظاهر محدش مهتم
تحدث ذاك اللعين بلهفه زائفه : ازاى الكلام ده دا أخويا
لم يلتفت اليه ليث ولم يهتم بحديثه احد كأنه سراب
حديث الدمع يسبق الكلام لن تتحمل تلك الأم صدامات أخرى فإذا ما رحل فلن يكون لها بهذه الحياه مكان : هه يي يعنى إيه هه
اقتربت منها ريم واحتضنتها لتهدأها : متقلقيش يا أمى ربنا كبير
تنهد الطبيب بحزن : ونعم بالله هو حاليا فى العنايه محتاج دعواتكم لو النهار طلع عليه يبقى فى أمل وأمل كبير كمان عن إذنكم
تحدثت فاديه بعيون زائغه ونفس ثقيل : إيه هه يعنى إيه ولو مطلعش لأ مم مش ممكن
إقترب منها ليث وضمها إلى صدره وهو يحدثها بصوت هادئ ليطمأنها :متخافيش يا أمى إن شاء الله خير
أخبرهم ليث بأن هاشم على قيد الحياه ليخفف من آلامهم وأرسل إلى فارس ليأتى به وإستقبله الجميع بلهفه وشوق لم يتخيلهما قط
ظهرت معالم الضيق على وجه ذاك الثعبان الأرقط وهو يخشى أن تفشل خطته ففكر ودبر وقرر التنفيذ لابد من موت أدهم وإلا سيخسر كل شئ إنتظر أن يغفل الجميع فيتسلل لغرفته ويقتله وبالفعل كان التعب والإجهاد بادى على الجميع حتى غلبهم النوم ولكن فاديه لم تنم مثلهم فقد إعتادت السهر منذ سقط زوجها صريع المرض كانت مغمضه العينين تتظاهر بالنوم فقد كان تركيزها عليه لأنها رأت لمعات الشر تظهر على وجهه فهيا تعلم تلك النظره وهذه البسمه الخبيثه
غط الجميع فى نوم هادئ ظاهيرا ولكن الكوابيس سيدة أحلامهم تسلل ذلك الماكر إلى غرفه أدهم ولم يشعر بها وهيا تتسلل خلفه لترى ما الذى يفعله لتجده يحاول خنقه بيدبه شلها الفزع للحظات هل وصل به الأمر لقتله ولكنها إستفاقت سريعا لتخرج مسرعه تصرخ فإنفلج الجميع وهم يظنوه قد مات ولكنها أخبرتهم بأفظع من ذلك : الحقووه هيموته
ركض ليث نحوها : اهدى فى إيه
فأخبرته بأن أخاها يقتل أباه بالداخل فتركها تنتفض رُعبا وأسرع ليجد الغرفه فارغه وأباه فى محله فقد إختبأ ذاك الجبان خلف الباب معتقدا أن الجميع سيدخل ويستطيع هو الهرب ولكن بمجرد ما نطقت فاديه كلماتها لليث لم تتحمل وغابت عن الوعى فهلعت الفتيات إليها وعاد ظافر إليها أما ليث فقط تلفت كثيرا باحثا عنه تحت السرير وخلف الستار ثم إلتفت ليجد حافه حذائه بارزه أسفل الباب فأسرع ليمسك به ولكنه دفعه وهرب ظنا منه أنه لن يصل إليه
هرول مسرعا ولكن ليث كان كأنه صاروخ نارى ولحقه وأمسك به وكان الأمل لا يزال بداخله أنه سيستطيع التأثير عليه فهو لا يزال خاله ولكن تبدد كل شئ حينما وجده يرسل للأمن ويسلمه للشرطه
كانت ليله عصيبه على الجميع ووضع أدهم الصحى حرج وها هيا فاديه تصبح فى وضع سئ وهذا بسبب الشيطان المتجسد فى صورة أخاها الذى ثار بجنون فقد خطط لإنتقامه ونهب ثروتهم طوال سنوات سجنه وإستطاع بصعوبه التملص من رجال الأمن وإخراج سلاح قد أخفاه فى ملابسه وهجم على ليث لكن هاشم وقف أمامه فلاحظ سليم هجومه والسلاح بيده فوقف حاجز بينه وبين هاشم لكن هاشم إحتضنه بقوه وإستدار بجسده وتلقى الطعنه فى ظهره كل شئ حدث فى لحظه وتجمدت أجسادهم من الصدمه وتوقفت الدماء عن جريانها رُعبا ولم يفيقهم سوى صراخ ليث على من بالمشفى لإنقاذ هاشم
أُخذ خالهم مع الشرطه وهو يصرخ بغضب ويلعنهم ولم يستطع أحد مسعادته بعد أن قضى ليث على مساعديه وفر البقيه هربا من الشبح الذى يطارد كل من يعاون هذا الخبيث وتيقن هذه المره ليث أنه لن يخرج من السجن أبدا فهو متهم الآن بحاولة قتل أدهم وهاشم لكنه سيقضى سجنه بعنبر بمشفى المجانين بعد أن فقد عقله فخططه البارعه التى عاش من أجلها فشلت كما أنه قتل إبنه الوحيد الذى لم يعبأ له يوما لكن حينما رأى دمائه تغرق يداه طار عقله
تعلقت عيون الجميع بغرفة العمليات لساعات طوال وطلبو دما من نفس زمرة دم هاشم وللمفاجأه لم يكن هناك سوى ليث من يحمل نفس فئته وبعد تعب الإنتظار خرج الطبيب يخبرهم أنه سيحيا لكن لا زيارات له حتى الغد فهلل الجميع فرحا ثم علمو بأن أدهم إستيقظ فذهبو جميعا إليه وحينما رأى ليث جعلته الصدمه يتكلم بل وقام يركض نحوه يحتضنه بقوه والجميع يبكى بسعاده لشفاؤه وحينما علم بأن هاشم لازال على قيد الحياة أصر على رؤيته وظلو جميعا بالمشفى حتى إستيقظ هاشم وتجمعو حوله سعداء بسلامته فبكى وهو يطلب منهم جميعا أن يسامحوه على أى شئ فعله وأنه سيبتعد لو رفضوه فنهره أدهم بحده وهو يؤكد له أنه إبنه هو وسيظل طيلة حياته هكذا لن يترك عائلته أبدا وإحتضنه بينما تحدث ظافر مازحا : إسكت يا هاشم مش دمك نضف
قضب هاشم جبينه متعجبا فأومأ له موضحا : أصل ليث إتبرعلك بدمه وإنت بتفرفر
فنظر هاشم نحو ليث بخزى وجده يبتسم : شوفت بقى أهو دمى بقى ف رقبتك
سخر ظافر منه : هيبقى دمك خفيف وعسل
فنظر له ليث : وإنت دمك بقى خنيق ويلطش
ضحك الجميع عليهم حتى رفع ليث يداه يسكتهم قائلا : باااس ولا نفس إسمع ياهاشم إنت تخف بسرعه عشان أتجوز البت حمضت وأنا خللت من الإنتظار
رفعت ريم يدها معترضه : لآ أنا عن نفسى مش مستعجله
فرفع حاجبه وصر أسنانه بغيظ فركضت تختبأ خلف ظافر فنظر لها ظافر محاولا كتم ضحكته : آه يا جبانه
تذمرت بغضب طفولى ولكنها صمتت وركضت نحو الليث ووقفت إلى جواره حينما صاح بإسمها : رييييم سمعينى تانى قولتى إيه
إبتلعت ريقها بخوف وأجابت سريعا دون تفكير : بقول الفرح بكره
ضحك الجميع عليهما بينما نظر لها ليث بجانب عيناه وظل صامتا فنهره أدهم لأنه يتلاعب بها وإذا لم يحسن التصرف معها فلن يزوجها له فرفع حاجبه ونظر له بتحدى ثم نظر إلى فارس فقد أتى مع أسرته للزياره : هاتلى مأذون
- هوا
نظر الجميع إلى بعضهم وظنوه يمزح إلى أن عاد فارس برفقة المأذون وتم كتب الكتاب وسيتم الزفاف بعد شفاء هاشم
باليوم التالى أرسل فى تقفى أثر الفتاه التى إختطفها عثمان وأنقذها وعلم أنها إبنة لواء سابق وعثمان تقدم لخطبتها ورفضته لأنها لم ترتاح لنظراته الخبيثه فإختطفها ليغتصبها وتبقى ذليله للأبد
أرسل إلى آدم وسأله لو كان لا زال يفكر بتلك الفتاه فأكد له أنه يحلم بها ليل نهار فإبتسم وأخبره أنه سيزوجها له ومن فرط فرحة آدم سمعه من يبعد شارعين وهو يكبر ويهلل وبعد معاناه فى جعله يصمت أخذه ليث وذهبوا إلى قائدهم فقد علم أنه صديق لوالدها وهناك هاتفو والدها وأخذوا موعدا منه وذهبو ثلاثتهم لخطبتها وبعد موافقته أتى والدى آدم وتمت الخطبه مع تحذير ليث له ألا يخبرها يوما بأنه رآها أول مره فى منزل عثمان حتى لا تتذكر ما مرت به كلما نظرت له وتكرهه وبالفعل عمل بنصيحته وأخبرهم أنه رآها مصادفه وهى تدخل منزلها أكثر من مره لأنه يمر من هنا فى طريق عمله
شُفى هاشم وأقام ليث زفاف أسطوريا ظل طيلته ممسكا بيدها حتى إنتهى وأخذها وإختفى تاركا ورقه يخبرهم بها : إستمتعو بوقتكم أنا رايح أعيش
ألف مبروك لليث ولكل عاشق صبر ونال حبه فى الحلال
تنهد ليث بتعب ثم جلس على الكرسى وأشار لسليم بالجلوس أمامه : أفهمك المفعوص أخوك الصغير اللى بيحب بنته لسه مبقالوش سنه ونص قالع البامبرز وبفضيحه كمان مكنش مقتنع إنه هيقدر يتخلى عنه ولسه من كام يوم جايبينه من عالشجره تقولى بيحب وأخوك الأكبر منه اللى لسه ف الإبتدائى وبنحاول نقنعه إن جدول الضرب مش معناه إنه يجيب عصايا ويضرب كشكول الحساب وتقولى هيمان فى بنت الجيران والمتخلف الأكبر منه اللى عمال يشترلها ف قلوب وعليها حروف صاقط إملا وسمو جلالتك شايل ماده السنه اللى فاتت طبعا مش مقضيها نظرات بدل ما تتنيل تذاكر
إقتضب جبينه بضيق : جرى إيه ياعمو دا أنا قولت إنك فاهمنى
زفر بضيق : مهو مش كده الصراحه ثم اللى بيحب وعاوز يتجوز اللى بيحبها بيجتهد عشان ينجح وميضيعش وقت من عمره عشان يفوز بيها ف الأخر مش فاشل ومملحق يا كسفنى عمال أنفخ فيك وف الأخر خليتهم يشمتو فيا أغيب يومين ف مهمه أرجع ألاقيك مملحق الظاهر جينات غباء أبوك الوراثى بدأت تظهر
- ماخلاض إمتحنت الملاحق ونجحت ومعدتش
- يافرحتى بيك
ثم زفر بغيظ : بقولك إيه قفل عالسيره دى عشان ضغطى ميعلاش عندى بلاوى أهم من غرمياتكم
أومأ له بضيق وجلس أمامه صامتا ومرت دقيقه فى هدوء تام جعلت ليث يرفع حاجبه مندهشا من صمته : إنت جاى تسَمعنى سكاتك ولا إيه مش قولت فى موضوع خطير
نظر له بإنتباه : آه صح دا أنا كنت نسيت بابا
زفر بغيظ : استغفر الله العظيم هبب إيه تانى
أجابه بجديه غريبه : من فتره كنت بزور واحد صاحبى ساكن بعيد ولمحته واقف قودام فيلا قديمه ومهجوره قربت ممه واستغربت وجوده ولما حس بيا اتفاجأت بيه بيمسح دموعه وبيسألنى بعمل إيه هنا ولما قولتله هز دماغه وخدنى وركبنا ولما سألته ليه واقف هنا قالى بتفرج عالماضى من بعيد مفهمتوش وسألته يعنى إيه قالى إن ده بيت عيلتنا القديم وسكت يومين ولقيته بيتكلم ف التليفون ومضايق أوى واللى فهمته إنه بيتكلم مع محامى عن مسجون ولما حاولت اسأله زعقلى وقالى إبعد عنى دلوقتى وبالليل جالى أوضتى وشكله مهموم أوى ولقيته بيعتذرى عاللى حصل منه وبيطلب منى مزعلش منه مهما عمل وإنى لازم أبقى متأكد إن مهما حصل منه ومهما إتقال عليه هو محبش حد أد عيلته وخصوصا أنا وإخواتى وعمره أقل تمن هيدفعه عشان يحمينا وسابنى وخرج
رفع فارس رأسه وقضب جبينه مدهوشا مما يسمع بينما ظل ليث ينصت له بإهتمام فهو يتحدث عن هاشم آخر غير الذى يعرفه واستكمل سليم قائلا : بعد حوالى إسبوع كنت مع أصحابى ف رحله وعدينا ف طريقنا على سجن شوفت عربيته هناك فكرت إنها شبهها لكن لمحته خارج منها ورايح ناحية السجن بصراحه قلقت ياترى إتورط ف إيه ولا مع مين وبدأت أدور وراه بس هدور فين استنيت لما ماما راحت تزور باباها ومامتها وبابا كان ف شغله ودخلت اوضتهم ودولاب بابا كان مقفول بالمفتاح دورت كتير لحد ما لقيته وفتحت الدولاب لقيت صندوق خشب قديم فتحته لقيت أجنده صغيره لما فتحتها لقيتها مذكراته
رفع فارس حاجبيه معقبا بغباء : ياحلاوه هو راخر بيكتب مذكراته
نظر له ليث نظره محذره جعلته يبتلع لسانه ثم عاود النظر لسليم وهو يضيق عيناه عليه بإهتمام مومئا له بأن يُكمل : لما فتحتها افتحت على آخر ورقه كتبها وواضح إنها اتبلت ونشفت وبللها زى ماتكوم دموع ولما قريت الورقه خوفت وقفلت المذكره ورجعت كل حاجه زى ماكانت ورجعت أوضتى أفكر وملقتش غير إنى أحكيلك
سأله ليث بجمود : كان مكتوب إيه؟
ظهر التوتر على ملامح سليم : مش فاكر الكلام بالظبط بس اللى عرفته إن فى حد بيهدده بينا لو منفذش اللى هو عاوزه
- اللى هو؟
إبتلع ريقه بخوف : أأ إل أأ
إبتسم له بهدوء لكى يطمئنه على خلاف البركان الثائر بنفسه : كمل ياسليم متخافش
إستجمع شجاعته الضائعه بصعوبه ثم ألقى الكلمات دفعه واحده : إنه يأذيك أو بمعنى أوضح يدمرك يقتلك حاجه زى كده عشان يكسر جدو ويخليه يعمل توكيل بكل أملاكه لبابا وبعدها بابا يدى الشخص ده كل حاجه ف مقابل يسيبه ف سلام ويوديه لأمه
إتسعت عينا ليث: أم مين؟
- تقريبا قصده تيته بس ازاى مهيا معانا ف البيت مفهمتهاش دى
وقف ليث سريعا كمن لدغه عقرب فهناك من يعلم بحقيقة هاشم ويتلاعب به لتدمير العائله والحصول على ثروتها لكن من ولما ينصاع خلفه هاشم هل خوفا من أن يُطرد من العائله ثم منذ متى وهاشم يعلم بحقيقته
أفكار كثيره وأسئله أكثر دارت بعقله هذا السر دفين يعلمه قله وهم لن يبحو به حتى بموتهم فوالدته لن تجرؤ على الإعتراف بفعلتها وأباه عد هاشم إبنه وإنتهى الأمر وهو رغم غضبه منه لاكنه إعتبره دوما أخاه وأخفى أى شئ آخر من عقله إذن من؟ ومن تكون والدته تلك؟ واين كانت كل تلك السنوات؟ هناك حلقه مفقوده هناك من يملك كل الخيوط ويتلاعب بهاشم وقد لاحظ ذلك هاشم يتغير بإستمرار يتأثر بالنصح والحديث وبعد عدة أيام يعود كما كان كما أن نظراته الزائغه وحزنه الشبه دائم هذه الفتره لم يغب عنه لكنه كان يتجاهل الأمر
وقف فارس وإقترب منه بحذر : ليث انت كويس
نظر له وكأنه لا يراه حتى تذكر شيئا ونظر لسليم وسأله عن إسم السجن الذى رأى هاشم يدخل إليه وما إن أعطاه الإسم حتى إلتف خلف مكتبه وقرر لأول مره إستغلال سلطته بأمر خاص فالموضوع جد خطير
هاتف مأمور السجن وطلب منه الإضطلاع على سجل زيارات المساجين لهذا الشهر
دقائق وأتاه فاكس بالمعلومات وظل يبحث حتى وجد إسم هاشم يزور أحدهم بدل المره ثلاثه وكانت الصدمه سجين يحمل لقب عائلة البدرى ركز قليلا وأدرك من يكون إنه خاله الذى سمع عنه ولم يره أبدا إذن هنا إختفى بلا عوده
أرسل للبحث عن خلفيته الجنائيه وتفاجئ بكوارث شتى فبعد الحُكم عليه بأعوام لا تعد نتيجة مصائبه بدلا من أن يهتدى ويخرج حسن سير وسلوك كان مشاغبا أكثر ويرافق أوغاد على شاكلته وأصبح زعيما للصوص والكل يهابه وإزدادت عقوبته لكم الجرائم التى يرتبكها من خلف الجدران ولا أمل له فى الخروج مجددا أصبح ملكا ولكن سجينا لكن الصاعقه لم تكن هنا ولم تكن بمعرفته أن أدهم له يد فى إدخاله السجن أو أنه علم ذلك بطريقة ما ويرغب بالإنتقام من خلال هاشم لا كل هذا لا يهم المهم هو أن من بين الجرائم التىإارتكبها وأودت به إلى السجن هو قتله لفتاه كانت تعمل نادله بإحدى الحانات كانت وحيده لا عائله لها وُجدت قتيله فى طريق خالى وأُخذت صورتها وتم البحث عنها وتعرف عليها زملائها ورواد المكان وقد شهدوا برؤيتها كثيرا برفقته كما أنها تباهت مؤخرا أنها ستصبح زوجته وإستقالت من العمل كان ذلك قبل عدة أشهر لاحظ بعضهم إنتفاخ بطنها الصغير لذا أدركو سبب ثقتها بالزواج منه فالوغد لم يترك فتاه بحالها ولكنه لايتزوج أى منهن والآن وقد ماتت مختنقه ووَلدت حديثا فى نفس تاريخ ميلاد هاشم إذن تلك هى والدته الحقيقه إذن كيف سيرسل هاشم إليها لا معنى لذلك سوى أنه يقصد قتله الوحش يريد قتل إبنه الوحيد
لا يعلم كيف هاتف مأمور السجن مجددا وطلب منه أن يسجل كل لقاءات هذا المسجون من الآن وصاعدا أى إن كان الزائر وحينما حاول المأمور التملص من الأمر لأنه غير قانونى ترجاه من أجل خدماته السابقه معه نعم كان يائسا إلى هذا الحد فلا يعلم إلى أى مدى تدهور الأمر وكل هذا وفارس وسليم يتابعانه بصمت وهما يريان ملامحه المتعبه الغاضبه الحزينه ولم يجرؤان على السؤال حتى تنهد بتعب ونظر نحوهما وطلب فارس إعادة سليم للمنزل وطلب من سليم أن يتكتم على ما علم به وما سمعه
ذهبا بلا أى تعليق وبعد وقت قصير عاد فارس وأغلق الباب خلفه وجلس أمامه صامتا دقائق وهاتفه المأمور يخبره أن السجين المذكور لديه زياره الآن ولأنه يعرف الليث جيدا ويعلم أنه لا يترجى أحدا ولايستغل سلطته لأمر خاص نعم فقط لاحظ أن السجين والزائر كلاهما من عائلة البدرى لذا فالأمر كارثى وهو ينتظر بلهفه لذا سيواتيه بكل جديد لحظه بلحظه فليث لم يتأخر يوما عنه أو عن غيره كل من طلب عونه كان ونعم العون له
إستطاع بالتكنولوجيا الحديثه أن يجعل الزياره تبث على هاتف ليث ليتابعها لحظه بلحظه
وضع الهاتف على المكتب وأشار إلى فارس أن يقترب وجلسا يتابعان بذهول فهاشم كان كالفأر المذعور ليس ذلك فقط فهو يبكى ويتوسله ألا يلحق الأذى بهم وإن كان على المال سيعطيه ما يملكه وحياته أيضا لكن لايؤذهم والأخر يضحك ويخبره كم هو ضعيف ويستهزئ بتضحيته بل وقف ولطمه وهو يخبره أن يفق من نوبة ذنبه هذه
كانت نيران الغضب تستعر بقلب ليث يرغب فى قطع يده التى إمتدت على أخاه هما ليسا على وفاق لكنهما يظلا إخوه
ظلا يتابعان كم المذله التى يتعرض هاشم بغضب ليس ليث فقط بل فارس أيضا رغم أنه لم يكن محبا لهاشم يوما ومنذ قليل كان يفكر بقتله هو وأبنائه لكنه يعده أخا له كظافر وليث فهذه عائلته الثانيه بكل من بها حلواً ومراً
بعد أن إنتهيا هاتف ليث سليم وطلب منه التسلل مجدداً وتصوير المذكرات وإرسالها له ومرت دقائق وكأنها أعوام وهو ينتظر حتى آتاه طلبه وطلب من فارس ألا يجعل أحد يقاطعه
كلمات هاشم الحزينه كانت تُظهر الوجه الآخر لحياته التى لا يعلم عنه أحد فمنذ ان وُلد وهو يحظى بالإهتمام والحب ولكن فجأه بدون أى إنذار تركه والده وسافر بحجة العمل وتغيرت معاملته له وكأنه يتحاشاه لكن وجود خاله ووالدته إلى جواره جعله لا يبالى وإن كان يرى أنهما لن يعوضان غياب أدهم أبدا ولا الدفأ الذى يشعر به معه ولم يجده معهما كما أن خاله منذ أن حط قدمه بمنزلهم وهو يحرص على أن يجعل مثله أنانى حقود وكانت والدته دائما تؤيده لذا حينما كان يستغل غيابها ويلقى بأفكاره السامه فى عقل هاشم كان ينصاع له ولم يدرك أنه مجرد بيدق فى لعبته حتى إختفى فجأه فوجد هاشم نفسه فى مهب الريح ولم يجد حوله سوى والدته لذا عمل بنضيحة خاله العزيز أن النساء خلقن لخدمة الرجال ومتعهم فقط يجب أن يجد الوسيله المناسبه لك إمرأه لتجعلها تحت أمره ووالدته مثلهن بل أسهلهن فبكلمة مدح ترضى غرورها ومسايرة حقدها تصبح خاتما فى إصبعه لكن بعد مجئ الليث تغير كل شئ للأسوأ فأدهم يعتنى به ويحبه كثيرا مما جعله يغار منه ويحقد عليه ورغم أنه كان يحنو على ظافر لكنه لم يغار منه فقد كان كالفأر مريضا بالخوف دائما ولا يعلم لما لكن خاله أخبره ان هذا يناسبه وألا يبالى به على خلاف الليث كان أسدا متوحشا ورغم سوء معاملته لفاديه إلى أنها تعشقه فنفوره منها يجرح غرورها وقد علم مصادفةً بحقية نسبه لكنه لم يعلم إبن من هو؟
وزاد الأمر سوءا بظهور قمر فمنذ أن رأته تخشاه لكنه رأى بها شيئا مختلفا عن الجميع برائتها تجذبه فكان يتابعها بالساعات دون كلل أو ملل لكنها إختارت الليث لما يفضله الجميع عليه
تصادف بعدها أن خاله أرسل رساله يخبره أنه بالسجن وأن يأتى لزيارته دون أن يخبر أحد وعاد يغرس أشواكه السامه بقلب هاشم وأخبره أن أدهم من أدخله السجن كى يبعده عنه ويصبح وحيدا فلن يحبه أحداً كخاله العزيز فتبعه هاشم كالمغيب لكنه أحب قمر وأخفى الأمر حتى عن خاله لكنه للأسف سمع نصيحته الحمقاء بأن يستغل سذاجتها ويستمتع بها فيكسر الليث وإذا أراد فليتزوجها لاحقا فثروتها ليست بالقليل لكنه فشل فقرر أن يكتفى بإلتهامها بنظراته ومحاولة الإيقاع بينها وبين ليث ونجح فى ذلك رغم يقينه أن الليث هو الأجدر بها فرغم ثقتها العمياء به ودائما ما تكن مهه بمفردهما إلا أنه لم يستغل ذلك فقد كان يحميها حتى من نفسه
كان يحث فاديه على حقدها لكنه تفاجئ بها ترسلها لوالدتها كم اراد منعها وأوهمها أنه سيأخذها بعيداً لكنها أصرت على رأيها لأنها تعلم أن ما يقوله مجرد أمنيات شيطانيه بنفسه لن يستطيع تحقيقها
تألم قلبه لرحيل قمر وكان يلتهى بالخمر والنساء ليهرب من شبحها الذى يطارده حتى فى منامه حتى أنه حاول الإنتجار لكنه كان أجبن من أن ينهى الأمر فذنبها يؤنبه يشعر كمن ساعد فى زجها للموت فهو على يقين أن والدتها الحقود وراء موتها أو قد تكون كلماته الأخيره عن ليث التى جعلتها مسلوبة العقل جعلتها تشرد ولم ترى السياره التى صدمتها فقد تعمد إيهامها أن ليث يكرهها ويحب أخرى ترفض وجودها لذا قرر طردها
لم يعد من لبنان إلا حينما تم نقل مسكنهم ولكنه تفاجئ بأمر الزواج ولم يكن بحاله نفسيه تسمح بذلك لكن والده أصر ولم تساعده فاديه هذه المره بل كانت أكثر من مؤيده لشبيهتها هيام وندم لأنه فكر بالزواج بها إتباعا لنصيحة خاله فهى ثريه ووحيدة أبويها لكنها كانت تقارنه بأزواج صديقاتها ولم تحاول إستمالة قلبه إليها والأسوأ أنها تنجب كمن ستموت إن لم تفعل أربعة صبيه ولم تمهل نفسها فرصه لتربيتهم
ظل مستسلما لخاله حتى تفاجئ به يخبره أن يدمر أدهم بالقضاء على ليث فرفض هو يغار من ليث غاضب من أدهم لكنهما عائلته رغم كل شئ
سقط قناع خاله المزيف وظهرت بشاعته حين ثار غاضبا وهو يخبره أنه لابد أن يقضى على أدهم مهما كلفه الأمر فهو من سجنه ودمر حياته ويبدو أنه لاحظ خوف هاشم منه فتصنع الحزن وأخبره أنه والده الحقيقى وأدهم من أجبره على تركه لأنه لم ينجب حتى أتى ظافر فأصبح هاشم عبئا عليه وأراد التخلص منه لكن خاله الطيب من تصد له لم يعلم لما لم يصدقه فبالرغم من أن علاقته بأدهم ليست على مايرام لكن أدهم ليس بهذا السوء وإلا ما كان صبر على فاديه وحماقتها وما سامحها أبداً كما أنه يذكر جيدا أن أدهم من كان ولا زال يعتنى به إذا ما مرض أو تأذى كان يقرأ الحزن والقلق بعينيه لذا رفض مطلب خاله فرغم إعترافه فهو لا يرى أبا له سوا أدهم فتفاجئ به يهدده إذا لم يتبع أوامره سيفضح أمره ويٌطرد من العائله لم يهتم هاشم فأدهم بالفعل يعلم لكنه لم يطرده فرفض مجددا هنا ظهرت أنياب الوحش الكامن بصدر خاله وهدده بأبنائه إن لم يتمم الأمر سيجعله يبكى على قبورهم فلديه معاونين بالخارج يتمنون خدمته فوافق مرغما حتى يفكر فى حل فربت خاله على كتفه بغلظه وأخبره أنه سيكافؤه بإرساله إلى أمه الحقيقه فهى مشتاقه لرؤياه لكنه لم يهتم لإمرأه لا يعرفها خوفه كان على صغاره
ندم أنه إنصاع خلفه يوما لكنه لم يجد سواه حينها ولا الآن
أمره أن يذهب إلى عثمان فهو معرفه قديمه كان زميلا له فى بداية سجنه سيساعده بإلصاق تهمة ما لليث فيطرد من عمله ويصبح أضعف ويسهل قتله وذهب إليه بقلب يرتعد لكنه تفاجئ بالليث هناك فخاف وهرب ويبدو أن عثمان أحس بوجود خطأٍ ما وقرر الهرب هو الآخر
أصبح هاشم يحيا فى رعب دائم وليس لديه من ينقذه ولا يرغب فى إيذاء ليث فهو أبٍ ثانى لأبنائه حتى أنه بدأ ينصحه وينصح زوجته من أجل حياه أفضل لهما ولأبنائهما والآن هو مرغم على زيارة خاله فلديه أيدى بخارج السجن يصعب عليه قطعها
أغلق ليث المذكرات وعيناه تذرفان الدمع على حال أخيه الذى سقط بين أمٍ طامعه مغروره وأبٍ غاضب وخالٍ حقود ولم يجد من يفهمه فالجميع يتهمه وينفره دون البحث خلف سبب أفعاله
تنهد بحزن وقرر أن يتحدث إليه والتكتم على وجوده بمنزل عثمان سيُرجع الأمر لخوف عثمان بعد هرب الفتاه من أن تُبلغ عنه
عاد إلى المنزل متأخراً فوجد هاشم جالسا بالحديقه شارداً حزيناً باكياً فجلس بجواره يربت على كتفه بحنو
تفاجئ هاشم بوجوده فمسح عيناه سريعا فإبتسم ليث بألم : إخص عليك بقى أبقى أخوك وتقعد القعده دى وتشيل الهم كده
نظر له بضعف : والنبى ياليث تسيبنى ف همى أنا مش رايقلك
عقب ليث بجديه : همك هو همى بص يا هاشم أنا عارف إننا على خلاف دايم لكن مهما حصل إنت أخويا الكبير ومهما كان اللى واجعك أكيد واجعنى
نظر له بقلق فإبتسم ليث ماداً له يده : إيه رأيك نفتح صفحه جديده ونبقى إخوات بجد يا هاشم العمر مفيهوش قد اللى راح وأنا مش عاوز أمشى من الدنيا شايل ذنب حد ولا مزعل حد
إنتفض هاشم برعب : لأ لأ إنت مش هتموت لأ مين قالك كده حد عملك حاجه قولى لأ إنت عصب البيت ده دا أبوك يموت فيها كلنا هنموت وراك لو جرالك حاجه
إبتسم بهدوء : ياهاشم الأعمار بيد الله ومحدش بيموت ورا حد وإنت كبيرنا هتسد مكانى
بكى هاشم : لأ لأ فى إيه قولى يا أخويا حد أذاك
- يا هاشم اللى عاوز يأذينى يأذى أى حد فيكم إنتم اللى عايش ليكم وبس
إحتضنه هاشم بقوه وبادله ليثت وظلا هكذا حتى أتى ظافر : لااااااا
أسرع ليث فى كتم صوته : يخربيتك فى إيه
أبعده بغضب : إنتو كنتو بتعملو إيه
زفر ليث بضيق : عادى أخويا وحشنى
- من إمتى يا عنيا
تعجب هاشم من لهجته الغريبه : مالك يا ظافر
حاول ليث كتم ضحكته : اعذره اللى ابنك عامله فيه مش شويه
أشار هاشم لنفسه بإستغراب : إبنى انا؟!!!
تنهد ظافر بغيظ وجلس إلى جواره : آه يا أخويا الواد بيتحدانى وبيقولى هتجوزها غصب عنك
قضب هاشم جبينه بإستغراب: مين اللى يتجوز؟
ضحك ليث بقوه : لآ دا فيلم طويل هحكيهولك بس عاوزك يا ظافر تتبت فى الكرسى وأنا بقولك باقى غرميات أبناء هاشم
لم يستوعب هاشم شيئا فسأل : أبناء هاشم مين ؟
أجابه ليث بسخريه : ولادك يا أخويا دا مسلسل بطولتهم هما وبنات ظافر وعيال فارس والحمد لله إنى متجوزتش ولا خلفتش كانت كملت
جحظت عينا ظافر برعب : بناتى نهار إسود هيا الصغيره راخره
أومأ ليث بتأكيد ثم إنفجر ضاحكا وظل طيلة الليل يحكى لهما وهاشم يستمع له بين الصدمه والضحك على رد فعل ظافرالذى كاد أن يفقد وعيه مرتان
كان أدهم يتابعهم من شرفة غرفته بسعاده فكم تمنى رؤيتهم هكذا
ظلوا يتسامرون حتى صاح هاشم : كفاياااا أنا طالع أنام بدل ما أتشل
بعدما تركهما نهض هاشم فأمسك ليث بيده ليجلسه مجدداٌ وأخبره أنه على علم بكل ما مر به وأنه سيساعده
نظر له هاشم بذهول فلم يصدق أنه أخيرا سيتحرر فإحتضنه بقوه وسعاده وشكر وإعتذر منه على ما فعله به فأخبره أنه لا داعى فما مضى قد مضى وأنه سيبحث عن حل ينقذهم جميعا من براثن خالهم
ذهبا كلا إلى فراشه ولكن النوم جفاهما
وفى صباح اليوم التالى ذهب ليث إلى فاديه وجلسا بعيدا عن الأنظار وأخبرها أنه سينسى ما فعلته معه وسيسامحها على كل شئ مقابل أن تخبره كل ماتعرفه عن خاله وكيف أصبح هاشم إبنه إبناً لها
كانت فى حاله من الصدمه والرعب لمعرفته بهذا فطمأنها أنه لن يعلم أحد شئ هو يريد الحقيقه فقط فأخبرته بكل ما تعرفه وهى تبكى وبعد أن إنتهت جذبها بهدوء إليه واحتضنها بقوه فإزداد بكاؤها
لاحظ أثناء حديثها أن ظافر كان يخشى خاله كثيرا لذا قرر التحدث إليه وعلم منه الحقيقه
فكر كثيرا حتى وصل إلى خدعةٍ ما وطلب من هاشم أن يتحدثا سويا وأخبره أن خاله كاذب بشأن والدته فهى توفت يوم ميلاده وهو من قتلها وأخبره أنه من عبث برأس فاديه وجعلها تخدع أدهم ببنوة هاشم وحاول قتل ظافر لكى يصبح هاشم الوريث الوحيد ويستطيع فيما بعد أخذ الثروه منه إذن فكل ما يهمه منذ البدايه كانت الثروه والآن يرغب فى دفن الجميع تحت التراب لذا يجب مباغتته بخطه محكمه للتخلص منه ومن معاونيه
كان هاشم فى ذهول تام مما يسمعه فخاله تجسيد حى للشر
أخبره ليث أن لديه خطه وهى أن يُقنع أباه بعمل توكيل عام لهاشم ثم يتظاهر ليث بالموت غرقا فى مهمه تابعه لعمله بمعاونة فارس وسيبلغهم فارس أنهم لم يعثروا على جثته بعد لكى يبتعد عن الأنظار ويبحث عن معاونى خاله خارج وداخل السجن ويتخلص منهم بعدها يخبر هاشم خاله بأمر التوكيل ثم يقوم بإلغائه بعدها مباشرةً دون علم أحد حينها سيطلب منه خاله تسليمه الثروه من خلال توكيل عام وحين ينتهى سيتظاهر هاشم بالموت فى حادث مدبر بمعرفة فارس وسيدعو أن جثته إحترقت فى السياره وأصبح رؤيتها مفجعه لذا لن يحاول أحد رؤيته وهذا لكى لا يجد خاله من يبتذه لأنه لن يستخدم فاديه فهو يعلم أن علاقتها بأدهم سيئه من قبل دخوله السجن لذا ليس لها أى قيمه فى خطته الخبيثه فقد أخبره هاشم أنه لم يأتى على ذكر علاقتهما الجديده
وحينما يتمكن ليث من قطع كل الأيادى الخارجيه الممتده لمساعدة خاله سيصبح القضاء عليه سهلا
تعجب هاشم من أمر التوكيل : أنا معاك ف دا كله بس لما أنا هلغى التوكيل ليه نخلى بابا يعمله من أصله
أجابه ليث بهدوء : عشان هو هيبعت يتأكد من كلامك متنساش إن علاقتك ببابا مش أد كده فكونك تقدر تقنعه بعمل توكيل عام لك هيخليه يشك
- طب ماهو هيسألنى أقنعته إزاى
- قوله إنى قررت أسيب الشغل عشان مبقتش قادر أوفق بينه وبين شغلى ف البوليس وظافر مشغول بفرع لبنان وبابا تعب وقرر يستريح وإنت اللى هنا فعملك التوكيل عشان مش كل شويه هتجرى تاخد منه إمضه ومتنساش اول ما نطمن إنه إتأكد هبعتلك مع فارس عشان تلغى توكيل بابا قبل ما تعمله توكيل عشان ميلاقيش حاجه يبعها وإلا ضاع كل حاجه وأهم شئ محدش يعرف بخطتنا
- إزاى ده طب وبابا موتك هيقضى عليه
- مهو لو بابا أو أى حد عرف هيبقى مطمن وهيبان عليه وساعتها هننكشف
بدأت خطتهما وسارت كما يجب وخرج خاله من السجن للإستيلاء على كل شئ
لكن صدمة أدهم كانت كبيره حينما علم بموت ليث ظل صامتا حبيس مكتبه بعدها أتى أخ زوجته اللعين يطالب بثروته وهو يظن أنه إمتلكهم وحينها أتى فارس يخبرهم بموت هاشم كانت تلك القشه التى قسمت ظهر البعير فسقط أدهم مغشيا عليه فقد فقد قدرته على الحركه وأصبح قعيدا
لم يكن حال البقيه أفضل منه فالجميع فى حالة ذهولمما يحدث جعلت عقولهم تفقد قدرتها على العمل فتوقفت الأعمال فلم يعد هناك من يهتم لشئ وأصبح المنزل كئيا حزينا وذلك جعل هذا الخبيث يتمادى فحينما رأى ريم قرر أخذها لنفسه مستغلا ضعف الجميع لكنها قاومته بشراسه فظن أنها ستوافق من خلال الزواج هنا تذكرت ريم آخر حديث لها مع ليث قبل رحيله : أنا مسافر ف مهمه ياعالم هتنتهى على إيه هديكى عنوان تحفظيه ف مخك فاهمانى اوعى تنسيه ولا تكتبيه
- فى إيه العنوان ده؟
- فيه نجدتك من أى مصيبه ممكن تحصل وأنا راجع بإذن الله ولو قالولك إنى ميت متصدقيش إلا لو شوفتى جثتى وفارس عمال يولول عليا
بكت وإحتضنته بقوه
نهرت نفسها لأنها غفلت عن هذا الأمر لذا أرسلت خطابا له من كلمتين (إرجعلى محتاجالك)
ولم يصلها رداً وباليوم التالى إجتمعت العائله وكان الجميع صامتا حزينا
فتحدث خالهم ناظراً إلى ريم بتكبر : أنا هعطف عليكى وأتجوزك
نظرت إلى أدهم : بعد إذنك ياعمى ممكن أرد
أومأ أدهم بالإيجاب فلم يعد لسانه يتحمل ثقل الكلمات
وقفت وألقت بالكرسى الموضوع أمامها على شمالها وتحدثت إليه بثقه وغضب شديد : أتجوزك إنت ياحيوان مبقاش إلا إنت كمان
غضب من إهانتها له : إنتى تحمدى ربنا إنى بعبر واحده زيك إكراما لإبن أختى الغالى اللى قدمك الشوم جاب خبره
رفعت حافة شفاها العلويه بإستهزاء : لآ وإنت وفى أوى ياشيخ دا الكلاب أوفى منك
هدر بها صارخا : اخرسى ياحشره
فصاحت فى وجهه : أنا اللى حشره ياقذر يازباله
حذرها بغضب : كلمه زياده وهعرفك مقامك
- مقام مين يا دلدول بقى اللى تعشق أسد تبص لفار
رفع يديه ليضربها ليوقفه صوت ليث القوى يلزلزل المكان فتشنجت يداه المرتعشه وتجمد جسده وهو يراه أمام عينيه بعدما ظن ان الموت قد أتاح له الحق ليتحكم فيما ليس له
إلتفتت ريم إليه وهرعت إلى أحضانه باكيه فقد نفذت طاقتها وعادت روحها المسلوبه إليها
وقف صامتا وهو يحيطها بذراعه ويحيط أمه بالذراع الاخرى وينظر لهم ليجد ذلك الغادر بعيونه الزائغه يحاول أن يدارى فعلته الهوجاء وظافر مبتسم بفرحه هو وزوجته اما هيام فكانت إبتسامتها ممزوجه بدموع فقد عاد من يرد لها حقها وحق زوجها وحينما وصل نظره لأباه ترك الجميع وجثى على ركبتيه أمامه وهو يراه مقعد منكس الرأس فمد يديه إليه ليرفع رأسه ليجده غائبا عن الدنيا يتسلل الدمع من عيونه فحمله وأسرع للخارج والجميع خلفه إلا ذاك الاخ الجاحد وقف مذهوا بنفسه منتصرا فأدهم على مشارف الموت وستؤول تلك التركه الضخمه اليه وحده ثم قرر أن يذهب خلفه ليطمئن لنجاح هدفه
الفزع يبدو على الجميع والصمت سيد المكان وها قد خرج الطبيب فأسرع إليه كل من كان فهل ياترى يطمئن القلوب أم أنه مجرد أمل كاذب
وجه الطبيب مبهم الملامح وعيون الموجودين مكسوه بالدمع وألسناتهم عاجزه عن الكلام
سأله ليث بصعوبه فقلبه الموجوع يحترق غضبا : والدى ازيه يا دكتور
تنهد الطبيب قائلا : أنا قولت قبل كده ميتعرضش لضغط نفسى بس الظاهر محدش مهتم
تحدث ذاك اللعين بلهفه زائفه : ازاى الكلام ده دا أخويا
لم يلتفت اليه ليث ولم يهتم بحديثه احد كأنه سراب
حديث الدمع يسبق الكلام لن تتحمل تلك الأم صدامات أخرى فإذا ما رحل فلن يكون لها بهذه الحياه مكان : هه يي يعنى إيه هه
اقتربت منها ريم واحتضنتها لتهدأها : متقلقيش يا أمى ربنا كبير
تنهد الطبيب بحزن : ونعم بالله هو حاليا فى العنايه محتاج دعواتكم لو النهار طلع عليه يبقى فى أمل وأمل كبير كمان عن إذنكم
تحدثت فاديه بعيون زائغه ونفس ثقيل : إيه هه يعنى إيه ولو مطلعش لأ مم مش ممكن
إقترب منها ليث وضمها إلى صدره وهو يحدثها بصوت هادئ ليطمأنها :متخافيش يا أمى إن شاء الله خير
أخبرهم ليث بأن هاشم على قيد الحياه ليخفف من آلامهم وأرسل إلى فارس ليأتى به وإستقبله الجميع بلهفه وشوق لم يتخيلهما قط
ظهرت معالم الضيق على وجه ذاك الثعبان الأرقط وهو يخشى أن تفشل خطته ففكر ودبر وقرر التنفيذ لابد من موت أدهم وإلا سيخسر كل شئ إنتظر أن يغفل الجميع فيتسلل لغرفته ويقتله وبالفعل كان التعب والإجهاد بادى على الجميع حتى غلبهم النوم ولكن فاديه لم تنم مثلهم فقد إعتادت السهر منذ سقط زوجها صريع المرض كانت مغمضه العينين تتظاهر بالنوم فقد كان تركيزها عليه لأنها رأت لمعات الشر تظهر على وجهه فهيا تعلم تلك النظره وهذه البسمه الخبيثه
غط الجميع فى نوم هادئ ظاهيرا ولكن الكوابيس سيدة أحلامهم تسلل ذلك الماكر إلى غرفه أدهم ولم يشعر بها وهيا تتسلل خلفه لترى ما الذى يفعله لتجده يحاول خنقه بيدبه شلها الفزع للحظات هل وصل به الأمر لقتله ولكنها إستفاقت سريعا لتخرج مسرعه تصرخ فإنفلج الجميع وهم يظنوه قد مات ولكنها أخبرتهم بأفظع من ذلك : الحقووه هيموته
ركض ليث نحوها : اهدى فى إيه
فأخبرته بأن أخاها يقتل أباه بالداخل فتركها تنتفض رُعبا وأسرع ليجد الغرفه فارغه وأباه فى محله فقد إختبأ ذاك الجبان خلف الباب معتقدا أن الجميع سيدخل ويستطيع هو الهرب ولكن بمجرد ما نطقت فاديه كلماتها لليث لم تتحمل وغابت عن الوعى فهلعت الفتيات إليها وعاد ظافر إليها أما ليث فقط تلفت كثيرا باحثا عنه تحت السرير وخلف الستار ثم إلتفت ليجد حافه حذائه بارزه أسفل الباب فأسرع ليمسك به ولكنه دفعه وهرب ظنا منه أنه لن يصل إليه
هرول مسرعا ولكن ليث كان كأنه صاروخ نارى ولحقه وأمسك به وكان الأمل لا يزال بداخله أنه سيستطيع التأثير عليه فهو لا يزال خاله ولكن تبدد كل شئ حينما وجده يرسل للأمن ويسلمه للشرطه
كانت ليله عصيبه على الجميع ووضع أدهم الصحى حرج وها هيا فاديه تصبح فى وضع سئ وهذا بسبب الشيطان المتجسد فى صورة أخاها الذى ثار بجنون فقد خطط لإنتقامه ونهب ثروتهم طوال سنوات سجنه وإستطاع بصعوبه التملص من رجال الأمن وإخراج سلاح قد أخفاه فى ملابسه وهجم على ليث لكن هاشم وقف أمامه فلاحظ سليم هجومه والسلاح بيده فوقف حاجز بينه وبين هاشم لكن هاشم إحتضنه بقوه وإستدار بجسده وتلقى الطعنه فى ظهره كل شئ حدث فى لحظه وتجمدت أجسادهم من الصدمه وتوقفت الدماء عن جريانها رُعبا ولم يفيقهم سوى صراخ ليث على من بالمشفى لإنقاذ هاشم
أُخذ خالهم مع الشرطه وهو يصرخ بغضب ويلعنهم ولم يستطع أحد مسعادته بعد أن قضى ليث على مساعديه وفر البقيه هربا من الشبح الذى يطارد كل من يعاون هذا الخبيث وتيقن هذه المره ليث أنه لن يخرج من السجن أبدا فهو متهم الآن بحاولة قتل أدهم وهاشم لكنه سيقضى سجنه بعنبر بمشفى المجانين بعد أن فقد عقله فخططه البارعه التى عاش من أجلها فشلت كما أنه قتل إبنه الوحيد الذى لم يعبأ له يوما لكن حينما رأى دمائه تغرق يداه طار عقله
تعلقت عيون الجميع بغرفة العمليات لساعات طوال وطلبو دما من نفس زمرة دم هاشم وللمفاجأه لم يكن هناك سوى ليث من يحمل نفس فئته وبعد تعب الإنتظار خرج الطبيب يخبرهم أنه سيحيا لكن لا زيارات له حتى الغد فهلل الجميع فرحا ثم علمو بأن أدهم إستيقظ فذهبو جميعا إليه وحينما رأى ليث جعلته الصدمه يتكلم بل وقام يركض نحوه يحتضنه بقوه والجميع يبكى بسعاده لشفاؤه وحينما علم بأن هاشم لازال على قيد الحياة أصر على رؤيته وظلو جميعا بالمشفى حتى إستيقظ هاشم وتجمعو حوله سعداء بسلامته فبكى وهو يطلب منهم جميعا أن يسامحوه على أى شئ فعله وأنه سيبتعد لو رفضوه فنهره أدهم بحده وهو يؤكد له أنه إبنه هو وسيظل طيلة حياته هكذا لن يترك عائلته أبدا وإحتضنه بينما تحدث ظافر مازحا : إسكت يا هاشم مش دمك نضف
قضب هاشم جبينه متعجبا فأومأ له موضحا : أصل ليث إتبرعلك بدمه وإنت بتفرفر
فنظر هاشم نحو ليث بخزى وجده يبتسم : شوفت بقى أهو دمى بقى ف رقبتك
سخر ظافر منه : هيبقى دمك خفيف وعسل
فنظر له ليث : وإنت دمك بقى خنيق ويلطش
ضحك الجميع عليهم حتى رفع ليث يداه يسكتهم قائلا : باااس ولا نفس إسمع ياهاشم إنت تخف بسرعه عشان أتجوز البت حمضت وأنا خللت من الإنتظار
رفعت ريم يدها معترضه : لآ أنا عن نفسى مش مستعجله
فرفع حاجبه وصر أسنانه بغيظ فركضت تختبأ خلف ظافر فنظر لها ظافر محاولا كتم ضحكته : آه يا جبانه
تذمرت بغضب طفولى ولكنها صمتت وركضت نحو الليث ووقفت إلى جواره حينما صاح بإسمها : رييييم سمعينى تانى قولتى إيه
إبتلعت ريقها بخوف وأجابت سريعا دون تفكير : بقول الفرح بكره
ضحك الجميع عليهما بينما نظر لها ليث بجانب عيناه وظل صامتا فنهره أدهم لأنه يتلاعب بها وإذا لم يحسن التصرف معها فلن يزوجها له فرفع حاجبه ونظر له بتحدى ثم نظر إلى فارس فقد أتى مع أسرته للزياره : هاتلى مأذون
- هوا
نظر الجميع إلى بعضهم وظنوه يمزح إلى أن عاد فارس برفقة المأذون وتم كتب الكتاب وسيتم الزفاف بعد شفاء هاشم
باليوم التالى أرسل فى تقفى أثر الفتاه التى إختطفها عثمان وأنقذها وعلم أنها إبنة لواء سابق وعثمان تقدم لخطبتها ورفضته لأنها لم ترتاح لنظراته الخبيثه فإختطفها ليغتصبها وتبقى ذليله للأبد
أرسل إلى آدم وسأله لو كان لا زال يفكر بتلك الفتاه فأكد له أنه يحلم بها ليل نهار فإبتسم وأخبره أنه سيزوجها له ومن فرط فرحة آدم سمعه من يبعد شارعين وهو يكبر ويهلل وبعد معاناه فى جعله يصمت أخذه ليث وذهبوا إلى قائدهم فقد علم أنه صديق لوالدها وهناك هاتفو والدها وأخذوا موعدا منه وذهبو ثلاثتهم لخطبتها وبعد موافقته أتى والدى آدم وتمت الخطبه مع تحذير ليث له ألا يخبرها يوما بأنه رآها أول مره فى منزل عثمان حتى لا تتذكر ما مرت به كلما نظرت له وتكرهه وبالفعل عمل بنصيحته وأخبرهم أنه رآها مصادفه وهى تدخل منزلها أكثر من مره لأنه يمر من هنا فى طريق عمله
شُفى هاشم وأقام ليث زفاف أسطوريا ظل طيلته ممسكا بيدها حتى إنتهى وأخذها وإختفى تاركا ورقه يخبرهم بها : إستمتعو بوقتكم أنا رايح أعيش
ألف مبروك لليث ولكل عاشق صبر ونال حبه فى الحلال