رواية حي المغربلين الفصل الثامن 8 بقلم شيماء سعيد
لثانية واحدة تجمد جسدها مع صوت أخيها خلفها، أكثر ما يؤلم روحها حديثه عنها دون أن يعرف من هي، تفاجأت من رد فعل فارس السريع بوضع النقاب على وجهها.
+
لطالما تعاملت مع فاروق بكبرياء و كأنه لا يعني لها شى لماذا الآن تشعر أنها وصمة عار عليه؟! سيطرت على أعصابها و ارتجاف كفها الواضح ثم فرت من الغرفة دون أن ترفع عينيها بعين فاروق.
+
أغلق فاروق الباب خلفها ثم غمز إلى صديقه بمكر قائلا :
+
_ متجوز و بتدور على البنت بتاعت الليلة إياها.. مين المزة دي كمان؟!
+
سؤال واحد يدور بعقل فارس بلا إجابة ماذا سيفعل فاروق عند معرفة الحقيقة؟! صداقة سنوات ستنتهي بلحظة واحدة الأكبر و الأكثر خطورة من ذلك أثر كلمات شقيقها الأحمق على قلبها الرقيق.
+
رفع عينيه لفاروق مردفا بنبرة هادئة:
+
_ بلاش تتكلم عن البنت بالشكل ده يا فاروق، أنا كنت سكران آه بس متأكد إنها أول مرة تشرب أو يقرب منها راجل.
+
ابتسم إليه فاروق بهدوء و جدية واضحة عليه دائماً :
+
_ لو كويسة زي ما بتقول هتيجي هنا عشان تشوف حل في المصيبة اللي وقعت فيها، أنا عايزك تهتم بصحتك و تقوم بسرعة عشان محتاجك معايا الفترة الجاية.
+
رد عليه فارس بثبات:
+
_ بداية اللعب مع ابن الخولي امتى؟!
+
عاد فاروق بظهره للخلف واضعا ساق على الآخر و بعينيه نظرة كبرياء واضحة:
+
_ اللعبة هتبدأ من الليلة... البنت هتكون في بيته الليلة...
+
اعتدل فارس بجلسته يبدو أن اللحظات الحاسمة على وشك الاقتراب، ربما حان الانتشاء بلذة الإنتقام من فوزي الخولي، سأله بقلق:
+
_ البنت دي مضمونة؟!
+
ضحك فاروق على تذكره لها، شوكولاته تمكنت من أخذ حيز كبير من تفكيره، يشعر ببعض القلق عليها مع فوزي و عقله يرفض تلك الفكرة، أزهار فتاة بسيطة يريدها لسببين فقط بحياته الأول دواء الملل و الثاني القضاء على فوزي، حرك رأسه ليخرجها من عقله قائلا:
+
_ مضمونة جداً و حتى لو لعبت يمين أو شمال متخافش دي بنت غلبانة مالهاش أهل.. ماضية على عقد بمليون دولار و هي مش معاها ألف جنيه، أنا لازم أمشي دلوقتي عشان أقعد معاها و أفهمها مطلوب منها إيه بالظبط، همر عليك تاني الصبح سلام يا فخر السينما المصرية.
+
_______شيماء سعيد______
+
بحي المغربلين.
+
مثل كل صباح فتحت جليلة القهوة الخاصة بها المقابلة لمحل العطارة الخاص بمنصور، جلس منصور على باب المحل ثم أشار لحد العاملين لديه قائلا:
+
_ واد يا حسين هاتلي قهوتي من عند الست جليلة.
+
رغم أنها أغلقت صفحة الماضي من سنوات إلا أنه هو من أجبرها على فتحها، رؤيتها له بعد حديثهم بخطوبة فريدة و عابد جعلت نيران من الأشواك الحادة تضرب بها من جديد، وقفت على بابها مردفة بعصبية:
+
_ مفيش قهوة النهاردة اليوم إجازة احنا فاتحين بس للنضافة يا حاج.
+
شقية وقع بغرامها و نال منها الحب إلا أنه إلى تلك اللحظة لم يشعر بالشبع أو الاكتمال إلا أمام عينيها العاصفة به، رسم على وجهه إبتسامة ساحرة ثم أردف:
+
_ و اللي ميقدرش يشرب القهوة إلا من ايدك يعمل إيه يا ست جليلة.
+
أطلقت ضحكة ساخرة مجيبة عليه:
+
_ يصبر لبكرة يا حاج.. الصبر دايما بيكون مفتاح الفرج..
+
منصور بنظرة عتاب خفية إلا أن صوته و نبرته وصلت إليها:
+
_ العمر عدى في الصبر يا جليلة.
+
لماذا دائماً يذكرها أنه أكمل حياته بدونها و هي فقط من ضاع عمرها بلا هدف؟! امتعض وجهها و أجبرت حلقها على ابتلاع تلك الغصة.. رفعت أحد حاجبيها بسخرية مردفة:
+
_ عمر مين يا أبو عابد ربنا يديك الصحة و تشوف أحفادك، واد يا حسين ابعد عن القهوة ناويه أرش مياة ممكن تبوظ مقامك.
+
ابتسم لها منصور قائلا : رش المياة عداوة يا جليلة...
+
_ و احنا من امتا بنا غيرها يا حاج؟!
+
______شيماء سعيد______
+
بالصعيد لدى بيت العمدة.
+
وضعت آخر شيء بحقيبة سفرها ثم أغلقتها، هذه هي فرصتها للعودة لحياة فارس من جديد، يستحيل أن تترك مجال لفرحة لتكون زوجته بالكامل، دلف للجناح زوجها عتمان عمدة النجع.
+
ألقى على صفية نظر تقييمية قبل أن يجلس على الفراش بجوارها، لا يحبها و لا تحبه هي فقط بالنسبة له صندوق من الذهب بمال عائلتها غير ذلك شابة صغيرة تعطي له بعض المتعة رغم غرورها الممل.
+
حرك فمه بسخرية قبل أن يسألها :
+
_ على فين العزم يا مرات العمدة؟!.
+
رمقته بنظرات حارقة ثم أبعدت عينيها عنه بتقزز من أي شيء يجمعها به مردفة:
+
_ نازلة مصر أشوف ولد عمي اللي بين الحيا و الموت فيها حاجة دي يا عتمان؟!
+
أزال العمة من على رأسه الخالية من الشعر و ألقى بالعباية أرضا قبل أن يقترب منها بلمعة عين تعرفها و لا تكره غيرها قائلا :
+
_ طيب حيث كدة قربي شوية أشبع منك على ما ترجعي.
+
أبعدته عنها بنفور صارخة به: