اخر الروايات

رواية حي المغربلين الفصل التاسع 9 بقلم شيماء سعيد

رواية حي المغربلين الفصل التاسع 9 بقلم شيماء سعيد




الخوف شعور اعتادت عليه من أول زوجها بفوزي الخولي، الظلم و عدم رؤيتها للمكان حولها أقل رعبا من رؤيتها لما يحدث لها و هي عاجزة عن الدفاع عن نفسها، أغلقت عينيها لا تعلم أين هي و لا تريد أن تعلم ربما تموت بعد دقائق معدودة و تنتهي معاناتها بالحياة. 


+


حزنها الوحيد على بناتها لا تتمنى غيرهم بتلك الحياة، كارم لماذا صرخت بإسمه و لماذا بداخلها يقين أنه لن يتركها هنا كثيراً، أسندت رأسها على الحائط خلفها بقلة حيلة من أتى بها لهنا و ماذا يريد...لا تعرف... 


+


فقط أخذت نفس عميق و كتمته لعدة ثواني بين حنايا صدرها كنوع من التسلية بهذا المكان، دقيقة و الثانية ثلاث ساعات تقريباً و تم فتح باب الغرفة و من هنا علمت هوية الخاطف... 



+


فاروق المسيري و من غيره عدو فوزي اللدود، أضاء الأنوار و جلس على مقعد فخم لا يليق على المكان، وضع ساق على الآخر مخرجا سيجاره الفاخر أخذ نفسا عميق ثم أردف ببحته الرجولية:


+


_ هاجر علوان بنفسها عندي تعرفي أنا جاي من مصر مخصوص عشانك؟! منورة مخزني المتواضع.. 


+


يسخر منها هذا واضح مثل الشمس، تحدثت عنه في برنامجها كثيراً إلا أنه لم يرد على انتقاداتها لو مرة واحدة، إبتسمت إليه بنفس سخريته قائلة:

+


_ المخزن نور من أول دخولك يا باشا، تعبت نفسك و خطفتني و جاي عشاني من مصر ليه كل ده كان ممكن بإتصال أكون عندك.. 


+


بحركة سريعة بدل اتجاه مقعده ليجلس عليه بشكل عكس الاتجاه و ألقى بسيجارته أرضا مجيبا عليها بهدوء:


+


_ أنتي هنا بالطريقة اللي تليق بهاجر علوان، بلاش نضيع وقت بعض خصوصا إن الحارس بتاعك بيدور عليكي زي المجنون في كل مكان... شوية صغيرة و يوصل عشان ينقذ ست الحسن، فوزي الخولي رقبته عندك غالية و الا رقبة التلات بنات أغلى... 



+


هنا اختفت قوتها بناتها خط أحمر و فاروق لديه بالحرب كل شيء مباح، ارتجف فكها و انهارت حصونها رفعت عينيها برجاء خائف ليقول هو بقوة:

+


_ بلاش النظرة دي مش فاروق المسيري اللي رجاء أول ضعف شخص يفرق معاه و بالذات أنتي يا هاجر هانم، عايز أسمع رأيك روح مين عندك أغلى؟! 


+


ارتفعت دقات قلبها أصبح صوت أنفاسها يصل لكل ركن بالمكان الإجابة حاسمة إلا إنها بالفعل محصورة بين وادي الذئاب، حركت شفتيها المرتجفة بصوت هامس مردفة:

+


_ أكيد بناتي يا ابن المسيري... 

+


صفق بيديه الأثنين بطريقة درامية ثم أردف :


+


_ يبقى تسمعي كلامي بالحرف الواحد مش مطلوب منك إلا اللي هقوله.. دي الغلطة بروح بناتك و هسيب روحك تتحسر عليهم... 


+
           
أومأت برأسها عدة مرات تستمع إليه بعيون متسعة.. أهي ستفعل كل هذا؟! انتفضت على صوته الصارم:

+


_ عرفتي مطلوب منك ايه؟! 

+


ببحة متحشرجة أجابته:

+


_ موافقة.. طيب و بناتي؟! 


+


قام من مكانه متجها للباب قائلا :

+


_ في حماية فاروق المسيري الباقي من عمري و أفديهم بدمي لو مطلعش منك غدر، هما في قصر المسيري هنا تقدري تشوفهم في أي وقت، الشاطر حسن بيجري ورا العربيات بتاعتنا عشان يوصل ليكي و أهو باقي خمس دقايق و يوصل، معلش هتاخدي أنتي و هو ترحيب بسيط مننا عشان فوزي مايشكش في حاجة. 





+


بالفعل خمس دقائق و وجدته ينط لها من سقف المخزن بوجه غارق بالدماء، شهقت برعب فهي تعيش مسلسل أكشن لا تعلم نهايته، اقترب منها محاولا أخذ أنفاسه بانتظام لتردف هي بلهفة:

+


_ مين اللي عمل فيك كده أنت كويس؟!

+


حرك يده على خصلاتها بحماية مردفا بصوت أجش :

+


_ متخافيش أنا كويس و هنخرج من هنا بسلام. 

+


سقطت دموعها لأول مرة تشعر أن حياتها مهمة لدى أحدهم، شخص خاطر بحياته فقط من أجلها.. الله على حلاوة هذا الشعور، تفاجأت من حمله لها على ظهره مكملا حديثه:.. 

+


_ اتحملي شوية هنط من سقف المونتال ده ممكن تتعبي شوية بس لازم نخرج قبل ما حد يدخل... 



+


_ ممكن تخرج لوحدك و أفضل أنا هنا.. أكيد فوزي هينقذني... 


+


لا تعلم لما أردفت بتلك الكلمات ربما تريد التأكد أنه هنا من أجلها فقط، اتسعت ابتسامتها بسعادة مع إجابته الحاسمة:

+


_ أنتي فاكرة شنبي ده على مرا و الا إيه، أنا كارم الريس هنطلع سوا يا أموت أنا و أنتي تطلعي... 




+


صمتت و كان الطريق سهل ففاروق سهل لهما الخروج دون مشكلات يكفي ما حدث بتدخل كارم و اشتباكه مع رجاله، مع أول تاكسي صعدوا إليه ليقول جملة واحده قبل أن يفقد الوعي:

+


_ قولي للسواق أقرب مستشفى يا مزة... 





+


________شيماء سعيد_____



+


بحي المغربلين شقة جليلة... 


+


أخذت فتون تدور حول نفسها مثل اللصة، متفقة مع عابد على اللقاء بسطح المنزل لأنه مشتاق لرؤيتها، أخذت نفس عميق أخيرا استطاعت الوصول لباب المنزل إلا أن فرحتها لم تدم طويلا لتجد يد توضع على ظهرها... 


+


شهقت برعب تخشى أن تكون جليلة... عقلها يأمرها بالفرار الآن، أغلقت عينيها بقوة كأن بتلك الطريقة لن تراها الأخرى... 


+


قهقهت فريدة بأعلى صوتها على شقيقتها الحمقاء تفعل أشياء لا يفعلها المراهقين، اقتربت أكثر من أذن فتون قائلة بفحيح:

+


العاشر من هنا

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close