اخر الروايات

رواية ودق القلب الفصل السابع 7 بقلم سهام صادق

رواية ودق القلب الفصل السابع 7 بقلم سهام صادق



الفصل السابع
*********
ودق القلب
أندفعت من غرفتها راكضه بعد أن قضمت أحدي اللقم وأمل تقف تحمل صنية الافطار خاصتها وتضحك عليها .. فاليوم قد تأخرت عن موعد أستيقاظها وهذه كانت النهايه ..الهروله كي تحصل علي وسيلة مواصلات وتذهب في موعد دوامها
وابتسم لها الحارس الذي يقف أمام البوابة الأكترونيه ثم حياها ببتسامه لطيفه
وخرجت وهي تنظر حولها لعلها تجد سيارة أجرة تمر ولكن لا شئ .. وأخذت تزفر أنفاسها بقوه وسارت بخطي سريعه لعلها تجد سيارة في الطريق الامامي
كان يفتح له سائقه الخاص الباب الخلفي للسياره
لينظر عمران الي ساعته الفخمه .. ويتأمل الوقت فقد تأخر اليوم في أستيقاظه وهذا بسبب أرقه ليلة أمس
وبدء يتصفح جهازه الألكتروني ويُطالع مؤشرات البورصه
اما هي كانت مازالت تقف تنتظر سيارة تقلّها الي عملها
وجففت العرق الذي علي جبهتها ..فاليوم ولحظها كانت الشمس ساطعه بحرارتها رغم أن فصل الصيف لم يبدء
وبدأت تيأس من مرور سياره .. وأنبت نفسها
- عشان تسهري تاني .. والنتيجه اهي صحيتي متأخر
وزمت شفتيها كالأطفال وأخذت تلتف يميناً ويساراً
لتقف سيارة سوداء علي مقربة .. وسائق يهبط منها ويتجه نحوها
وشخصاً جالس بالخلف يُطالع هاتفه دون النظر اليها ولكنها عرفته
وبعد أن أخبرها السائق أن السيد عمران هو من أمره أن يقف اليها
أبتسمت حياه للسائق وفي تلك اللحظه رفع عمران رأسه ليري أبتسامتها التي توزعها دائما علي كل الأشخاص
وركبت السياره .. وهي تحمدالله انها وجدت من يوصلها
وتمتمت بخفوت : شكرا
فتجاهل شكرها .. وأمر السائق ان يُكمل طريقه
وأرتخت بجسدها علي المقعد المجاور للسائق وهي تشعر بالمتعه فمنذ زمن لم تركب سيارة فاخرة كتلك .. فيبدو انها حديثة الطراز
وفتحت حقيبتها ونظرت الي مابداخلها .. لتجد بسكوتها المُملح .. فأخرجته من حقيبتها ونظرت الي السائق ..فهتفت بلطافه : أتفضل
فنظر اليها الأخر وهو يشعر بالحرج من سيده الذي يجلس بالخلف ثم نظر اليها ولم يستطع أحراجها حتي لو وبخه سيده فيما بعد
فهي فتاة جميلة ورقيقة .. وأخذ منها واحده وأبتسم
- شكرا ياأنسه
فأبتسمت حياه : حياه !
- وانا أسمي محمود
وبدء يأكل من البسكوت ثم رفع وجهه للمرآه الأماميه ليري نظرات عمران القاتمه
فأخفض رأسه بحرج ..وأكمل قيادته بتوتر الي ان وصلت السياره أخيرا الي الشركه
ليترجل سريعا .. ويفتح لعمران الباب ويبتسم له بأحترام
ونظر الي حياه التي ترجلت من السياره وتُطالع جسد عمران وهو يسير برشاقه
- مغرور
فضحك محمود الذي سمعها
- هو مغرور فعلا بس الشهاده لله انسان محترم ويعتبر أحسن حد أشتغلت معاه من الوسط ده
فنظرت اليه حياه فهو يبدو انه في الثلاثين من عمره
وأكمل محمود : انا خريج تجاره علي فكره وبشتغل هنا ضمن سواقين الشركه
فأبتسمت حياه بلطافه وضحكت وهو تري خجله من عمله مع شهادته وارادت ان تهونها عليه
- وانا بشتغل هنا في البوفيه .. قهوه ، شاي بقي
فلم يستطع محمود أن يكتم ضحكاته .. وشهقت بفزع وهي تري أنها تأخرت عن عملها
- فرصه سعيده يامحمود
وخطت بخطوات سريعه نحو الشركه .. لتجده يقف في بهو الشركه يُحادث أحد المدراء بجديه .. وعندما وقع نظره عليها ... أرتبكت وسارت نحو عملها
.................................................................
نظر لها رامي وهي تتقدم نحوهم وهتف بمزاح
- تأخير ربع ساعه وعقابً ليكي هتقدمي القهوه لعمران بيه النهارده
فأتسعت حدقتي حياه بدهشه وهي تُطالع منار التي تضحك
- انتي عارفه رامي يعتبر أقدمنا وهو الريس بتاعنا .. متبصليش كده .. ماهو بيعاقبني أنا كمان
فكشرت حياه بطريقة طفوليه وهي تستعطفهم
- عمران بيه ده لاء ... انا بخاف منه
فوكظتها منار بذراعها :
- حد يخاف من القمر ده
وعضت شفتيها بحالميه .. لتنظر حياه نحو رامي الذي أمتقع وجهه وأبتعد عنهم
وداخلها يهتف " غبية يامنار"
.................................................................
نظرت فرح الي أمجد بأمتعاض .. فضحك امجد علي هيئتها
- الجميل زعلان ليه
فأشاحت وجهها بعيدا عنه .. ثم عادت تُطالع الأوراق التي أمامها
فجلس أمجد علي المقعد الخشبي الذي أمام مكتبها في الملجأ
- شكلك وحش علي فكره
وحرك شفتيه بطريقة مضحكه .. لتبتسم فرح علي فعلته
- بس بقي ياأمجد
وقبل أن تبدء في مُعاتبته .. دخل بعض المشرفين في الدار وعلي وجوههم ابتسامه متسعه وقالت إحداهن
- أستاذ أمجد حضرتك متعرفش احنا مبسوطين أزاي بوجودك هنا ...
واخري تحدثت بهيام :
- أنا بحب برنامج حضرتك اووي
وأخري مدحته .. وأخر بدء يُطالبه ان يتحدث عن قريته وحاجتها
كان أمجد يسمعهم وهو يُحرك رأسه ببتسامه تعود علي رسمها دوما
فكانت تجلس تتأمله بفخر وقلبها يخفق بقوه في حب هذا الرجل الذي لم يشعر بحبها يوماً .. فهي تري الحب في عينيه ولكن كشقيقة ليس أكثر
وأنتهي الترحيب الحافل .. وطلبت منهم فرح بلطافه أن ينصرف كل منهما لعمله
فطالعها أمجد بهدوء :
- انا مجبتش هدايا للأطفال للأسف
ثم اخرج من جيب سترته دفتر شيكاته .. ووضع رقم وهو يتسأل :
- قليل ولا أزود
وأغمزت بعيناها بمكر
- لاء زود ياابن العمري
فضحك وهو يضع برقم أخر .. وأعطاها الشيك .. لتنظر اليه برضي ثم مازحته
- لا ينقص مال من صدقه علي فكره
فأبتسم وهو يعلم ذلك .. فهذه تربية جدهم ووالدهم ووالدتهم الحبيبه .. فهم عائله رغم ماحصدوا من مال طائل وأسم مرموق ومكانة عاليه .. الا انهم تربوا علي قواعد دنيويه طاهره ترسخت داخلهم
وعادت فرح الي جديتها :
- انا عايزه الأرض ديه ياأمجد أتصرف
وتابعت بيأس :
- الحارس بتاع المزرعه كل ماأروح أسأل عن صاحبها يقولي مسافر ..
وتذكرت تذمره منها : تحس انه بيكرهني
فضحك أمجد وهو يغمز لها :
- مين ده اللي يكرهك .. ده انتي ست البنات
وتحولت جلستهم لمزاح لطيف يعرف قواعد الحدود
ثم هتف أمجد بوعد :
- أسبوع والارض تكون ملكك
فأشارت له بأصبعها :
- أخدها بالمعروف ياأمجد وادفع حقها كامل
فحرك امجد راسه بتفهم :
- اكيد يافرح متقلقيش
ونهض لتنهض هي الأخري
- طب يلا بقي عشان اروح لست الكل اصلها وحشاني اوي
ثم وضع بيده علي اذنه واكمل بمزاح
- ووحشني قرصها
..................................................................
نهض مروان من فوق مقعده وهو يفتح ذراعيه بطريقة مسرحيه
- عمران باشا أخيراً أفتكرنا
فأبتسم عمران وهو يتقدم منه .. وجلس علي المقعد الذي أمامه
- البركه فيك بقي .
فأشار له مروان :
- تعالا أقعد مكانك انت البوص الكبير
فضحك عمران : أقعد يامروان أنا وانت واحد علي فكره
فجلس مروان وهو يبتسم بحب لصديقه الذي رغم طباعه البارده الجامده الا أنه يعلم ان داخله رجلا حنون ولكن المسئولية التي دوما كانت علي عاتقه بسبب أنه الحفيد الاكبر جعلت منه رجلا هكذا
وبعد حديث دام عن العمل والصفقات الجديده الخاصه بالشركه
زفر عمران انفاسه وهو يرخي من رابطة عنقه
فهتف مروان بقلق وهو يتقدم منه ليجلس أمامه
- خدلك اجازه ياعمران وأرتاح شويه .. انت لو بتعاقب نفسك مش هتعمل كده .. حياتك كلها شغل في شغل
وتسأل وهو يغمز له :
- أخبار نيرة ايه صحيح .
فتجمدت ملامح عمران فالكل يسأله عن نيرة ومتي موعد الزواج وكأن شئ بينهم .. نيرة كفرح ابنة خاله لا فرق بينهم
هو يعلم بأن نيرة تلتف حوله كالعلقه كي تجذبه اليها ولكنه أخبرها مراراً انه لا يفُكر في الزواج وان عليها أن تقبل بعروض الزواج التي تتقدم اليها .. ولكن في النهايه مازالت تنتظر وكأنه سيتيقظ ذات يوماً من نومه ليجد نفسه يُحبها فهو يعرف نيرة منذ طفولتها بحكم انها أبنة صديق والدها ومشاعره نحوها ظلت ثابتة لم تتغير
وعندما لاحظ مروان صمته .. ضحك :
- خلاص بلاش نيره
تعالا اسهر معايا بليل وأعرفك علي شويه ...
وقبل أن ينطق بالكلمه عدل عنها لانه يعلم طباع عمران
وأنحني عمران قليلا نحوه
- بما أن سيرة السهر جات .. مش هتبطل اللي انت فيه يامروان
فنهض مروان من فوق مقعده بتأفف فدروس عمران ستبدء الان
- اللي يشوفك الصبح .. ميعرفش انت ايه بليل سهر وسكر وبنات
فأمتقع وجه مروان وهو ينفض كلام صديقه من عقله
- عمران انت عارف كويس أن عمري ماخلطت شغلي بحياتي الخاصه ولا حتي أتعديت بكلمة علي موظفه هنا ..هنا أنا راجل محترم اما بره الشركه حياتي وانا حر فيها
فهز عمران رأسه بيأس ونهض هو الاخر من فوق مقعده .. ثم اقترب منه ليربت علي كتفه بأخوه
- عارف يامروان ده كويس .. بس من واجبي كصديق واخ اني أنصحك .. أنسي يامروان اللي فات
وعدل من ربط رابطة عنقه وهتف وهو يُغادر
- علي فكره مها بتحبك فعلا .. مش عشان فلوسك !
...................................................................
كان عائد من المزرعه بأرهاق يقود سيارته بتمهل وهو يحلم بالفراش الذي سيضم جسده .. فاليوم كان مرهق فبعد أن ساعد فرح في معرفة هوية صاحب المزرعه والأرض التي لم تعد ملك للمالك القديم الذي كان يعرفوه مُسبقا ..وماجعله يشعر بالراحه عندما علم بهوية المالك الجديد فهو كان أحدي معارف أخيه عمران وبالتأكيد الأمور ستصبح سهله معه
وأخيرا قد وصل بسيارته اسفل البناية التي يقطن بها المشاهير .. ليعطي للحارس مفاتيح سيارته كي يضعها في مكانها المخصص
وسار بخطي هادئه نحو المصعد وهو يُتمتم :
- ديما تعباني يافرح
ووصل أخيرا الي الطابق الذي به شقته .. ليجد اخر شخص يتوقعه الأن .. فقد كانت نهي تجلس علي الدرج وتنتظره وعيونها مُنتفخه من البكاء
وأقترب منها بقلق : نهي !
...................................................................
نظرت حياه الي الطعام الذي جلبته نعمه .. وهي تتسأل داخلها :
- هما ممكن يكونوا مش عايزني اكل معاهم
وطردت تلك الافكار من عقلها
- لاء مش معقول .. اكيد زي مابيقولوا عايزين يريحوني
وعادت تُحدق بالطعام بأسي وهي تُحادث نفسها
- بس أنا بحب أكل معاهم
وجلست علي فراشها وبدء شريط حياتها القديمه يسير امامها
الي أن أبتسمت فجأه وهي تتذكر تلك الجمله التي رأتها اليوم علي زجاج احدي سيارات الأجرة
" ماضاقت الا مافرجت "
وأخذت تُرددها وهي تجهل معناها .. فهي مازالت تُجمع كل معلوماتها علي دينها وتفهم مايُحرمه الله وما يُحلله .. فللأسف حياتها السابقه كانت تشبه الغرب رغم انها كانت تبحث عن كل مايخص الأسلام وعادات وطنها
ولكن كانت الحياه هناك تجذبها لتكون مسلمة بالاسم فقط فلا والد ينصح ولا أم موجوده .
وفاقت من شرودها علي صوت هاتفها .. وهي تأمل أن يكون صديق والدها او فرح التي أفتقدتها
ولكن كانت المتصله هي كرستين .. وأتسعت أبتسامتها فتلك المرأه تشعر بها دوما
وتبدل حزنها لسعاده وهي تسمع نبرة كرستين الدافئه
..................................................................
وضع أمجد بكأس الماء أمامها ..ثم جلس جانبها وهو الي الان لا يعلم ماسبب بكائها هذا
وتمتم بهدوء رغم ارهاقه
- مش كفايه عياط وقوليلي سبب وجودك هنا
فنظرت اليه بحرج .. ونهضت وهي تحمل حقيبتها الصغيره
- اسفه .. عن أذنك
وسارت من امامه .. فهتف أمجد بأعتذار
- نهي مقصدش صدقيني .. كل اللي أقصده سبب وجودك في الوقت ده بره البيت
فطأطأت برأسها أرضاً .. وهي تتذكر ماحدث معها اليوم من مُشاحنة مع زوجة أبيها ولم تجد غير أمجد الذي فكرت به
فمشاعرها نحوه بدأت تخطو خطوات أخري ... ف في البداية كانت تراه صيداً ثميناً ترمي شباكها عليه ولكن مع الوقت بدأت تشعر بمشاعر لم تعرفها من قبل وأنقلب السحر علي الساحر
وأرتجف جسدها وهي تتذكر الكلام القاسي الذي ألقته زوجة ابيها علي مسمعها وهي تُخبرها أن والدتها كانت زانية وقد ماتت مع عشيقها وهي ستصبح مثلها مجرد عاهرة فاسقة
والدتها لم تكن الا امرأه طيبه أحبت رجلاً لم يعرف معني للرحمه وفي النهايه كانت ضحية للعبه قد لعبها هو ولا تعلم الي الأن كيف كانت لعبته التي أنهت حياة والدتها بالحسره
وأقترب أمجد منها بعد أن رأي أرتجافها
- نهي أهدي
وأرتمت علي صدره تبكي وتتشبث بيه وتقص عليه معاملة زوجة ابيها لها وكلامها الجارح دون أن تُخبره عن كلامها عن والدتها.. ليشعر أمجد بالشفقة نحوها
فضمها اليه وهو يوشوش لها بأن تهدأ .. حتي بدأت تأخذ أنفاسها ببطئ ومازالت بين ذراعيه
ليبعدها عنه قليلا .. فيري دموعها وهي تتساقط علي وجهها
وبدء يزيل دموعها بأبتسامه هادئه
- ماسورة دموع وأنفجرت
فأبتسمت لا أرادياً لمزحته .. وداخلها يُخبرها ان هذا الرجل لا يقع بشباك إحداهن بل هن من يقعن بشباكه ...................................................................
أخذت تنظف حجرتها وتمسحها فاليوم هو أجازتها الأسبوعية وبما أنها أصبحت ماهرة في التنظيف .. قررت أن تجعل حجرتها تلمع من النظافه .. ووضعت بيدها علي ظهرها بألم فهو أصبح يؤلمها .. ولكنها تلاشت وجعها ونظرة الي زجاج الشرفة وبدأت تُلمعه .. وتعلقت عيناها بالعمال الذين يعدوا الحديقه لعشاء اليوم الذي سيضم أشخاص مهمين وما علمته من امل صباحاً .. بأن أحد الوزراء قادمين ورجال من الطبقه الراقيه والمهمه ..
وعندما سألتها هل سيجود موسيقي ونساء وشراب كما كانت في حفلات والدها .. ولكن امل أخبرتها ان حفلات السيد عمران لا يوجد بها موسيقي وعندما يكون بها نساء تكون زوجاتهم او من العائله ليس أكثر ...فكل ما يهتم به سيدهم هي الضيافة الحسنه والطعام الفاخر والجو اللطيف الذي يصنعه بالحديقه ويجلب من أجله أفضل منظمين الحفلات
وتمتمت بأرهاق بعد أن أنهت حملة التنظيف
- هرتاح شويه وهروح أساعدهم
فهي عرضت علي امل المساعده ولكنها اخبرتها انهم يقومون بتقديم المأكولات والحلوي والعصائر ليس اكثر فكل شئ يأتي من أفخر الفنادق وماعليهم سوي الضيافه فقط
ونظرت الي ملابسها المُبتله وبدأت تعطس فهي منذ الأمس تشعر ببوادر البرد .. وقررت أن تنام قليلا وحين تستيقظ ستستحم وتُبدل ملابسها المُبتله ثم تذهب للمساعده
...................................................................
وفي بلداً اخري يخرج أحدهم من أحدي المحاكم وهو يحمل صغيره الذي لم يتجاوز العامين ..فيركض سائقه نحو السياره ليفتح له بابها .. فيردف للداخل بحذر وهو يضم طفله .. وينظر خارجاً نحو تلك التي تقف بتأنق وكأنها لم تنال للتو طلاقها ولم تبيع صغيرها بالمال .. وأغلق زجاج السياره المعتم وهو يشيح وجهه بعيداً عنها .. ويقود السائق السياره ببطئ
...................................................................
أستيقظت حياه بتعب ونظرت حولها فوجدت ان الغرفة غارقة بالظلام .. فأدركت أنها نامت ساعات وليس ساعه واحده كما رغبت
ونهضت من فوق الفراش وهي تشعر بألم حلقها .. وسخونة انفاسها
وأتجهت نحو المرحاض كي تستحم وتُصلي ماضاع من فروضها
وبعدما انهت كل ما كان عليها فعله .. أرتدت حجابها وقررت أن تذهب للمطبخ كي تُساعدهم
وخطت بخطوات بطيئه وهي تتأمل الحديقه المضاءة والتي أصبحت مُبهرة ومُجهزه للضيوف .. وأسرعت بخطاها عندما أدركت أن لا مجال للتمتع الأن بالمنظر فبالتأكيد الضيوف علي وشك الوصول
ولمحتها أمل وهي تقف مع المنظمين الذين أنهوا أعمالهم وسيُغادرون
وعندما تذكرت أمر عمران بأنه لا يريد أن يلمحها بالمنزل وحدودها هي غرفتها فقط .. فألتزموا بأوامره دون أن يخبروها بشئ وكان كل مايقولوه أنهم يُدللوها حتي لا يجرحوها اذا علمت بنبذها
وأسرعت أمل بخطواتها المتوتره وهي تحمد ربها أنه مازال بالأعلي وليس هنا .. وذهبت نحوها هاتفه
- حياه
فنظرت اليها حياه بأبتسامه شاحبة بعض الشئ
- جيت عشان اساعدكم في المطبخ
ومازحتها بمرح :
- بدل ما أنا قاعده فاضيه ومبعملش حاجه
فأبتسمت أمل بتوتر وهي تلتف حولها يميناً ويساراً
ثم جذبتها من مرفقها برفق
- روحي ارتاحي انتي في أوضتك النهارده أجازتك .. واحنا ياستي مخلصين كل حاجه غير اننا مش هنعمل حاجه غير التقديم
وسمعت صوت أحد الاشخاص يناديها .. فنظرت الي حياه التي تقف تُطالعها بحيره بسبب رفضها لمساعدتها
- حياه روحي اوضتك الضيوف قربوا يوصلوا والبيه منبه انه مش عايز يشوف حد في الجنينه
وسارت أمل نحو من يُناديها ومازالت عيناها علي حياه الساكنه في مكانها ولا تفهم سبب رفضها
وألتفت بجسدها كي تعود الي غرفتها المنعزله .. ولكنها شهقت بفزع عندما رأت أمامها أحدهم
فضحك أمجد علي هيئتها
- انتي مين ؟
فنظرت اليه بخجل وهي لا تعلم بما ستُجيب عليه
ويصدح صوت عمران مُهاتفا :
- أمجد
فأرتبكت من سماع صوته .. وتطأطأت رأسها بتوتر
وأبتسم أمجد علي هيئتها وسار مُبتعدا عنها ومازحها
- أنا أمجد .. أخو الوحش اللي كان لسا بينادي
فأبتسمت وهي تُطالعه ..فشتان بينه وبين شقيقه


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close