اخر الروايات

رواية ودق القلب الفصل السادس 6 بقلم سهام صادق

رواية ودق القلب الفصل السادس 6 بقلم سهام صادق




ودق القلب
أرتدت حذائها بسرعه بالغه كي تلحق موعد الأفطار معهم ثم تذهب الي عملها .. وحملت حقيبتها الصغيره بعد أن هندمت حجابها وأتجهت نحو باب الغرفه كي تفتحه
لتجد نعمه تحمل صنية فطور وكانت للتو واقفه أمام باب الحجره .. فتأملتها حياه بدهشه ونظرت الي أطباق الطعام
- لمين الفطار ده ؟
فأبتسمت نعمه وهي تردف لداخل الغرفه .. وأعادت الحديث الذي أتفقت عليه مع كل من أمل ومنيره كي لا يخبروها بالسبب الحقيقي
- حبينا ندلعك شويه ياحياه ونجبلك الأكل لحد عندك
وألتفت نحوها بعد ان وضعت صنية الافطار
- ولا أنتي مبتحبيش الراحه
فأقتربت منها حياه مبتسمه دون أن تعي شئ
- بس أنا بحب الأكل معاكم في المطبخ .. ولو علي الدلع فأنا مش عايزه أدلع
فتأملتها نعمه قليلا ... لتجد أن الأمر الذي سينقذها أن تتحجج بعملها
- معلش ياحياه لازم أرجع المطبخ عشان أحضر فطار البيه
وسارت بخطوات سريعه هاتفه :
أفطري وسيبي الصنيه هاجي أخدها متقلقيش
وأختفت نعمه من أمامها قبل أن ترد ...فنظرت حياه الي الطعام .. وجلست تأكل دون شهيه ولكن لم تفكر بالأمر
فأعتبرته تدليلا منهم
...................................................................
قبلت فرح عمتها الجالسه في الحديقه تحتسي كوب الشاي خاصتها وتستمتع بالهواء النقي
فتبتسم ليلي بحنان :
- رايحه الدار يافرح
فجلست تحتسي فنجان القهوه معها
- ايوه ياعمتو
وزفرت أنفاسها بأرتبارك
- عمتو لو عايزه ترجعي القاهره وقلقانه عليا .. ارجعي انا أتعودت علي العيشه هنا وحاسه براحه ومعنديش أستعداد حاليا أرجع
فمالت ليلي بجسدها .. وربتت علي يدها بحنو
- مين قالك أني عايزه أرجع .. ما أنا قولتلك اني حبيت العيشه هنا .. ولو علي عمران وأمجد فمدام أنا مرتاحه في مكان هما كمان بيبقوا مرتاحين
فأزدادت سعادة فرح .. برغبة عمتها في العيش هنا
..................................................................
سارت نحو سيارتها وهي تعبث بهاتفها ..ووضعت الهاتف علي أذنها لتنتظر رده
ليأتيها صوت أمجد الناعس :
- عايزه ايه يامزعجه
فأبتسمت فرح وبدء قلبها يخفق بهيام وهتفت بمزاح وهي تقف بجانب سيارتها
- المزعجه عايزه خدمه صغيره أد كده
فضحك أمجد بقوه ..بعد أن أعتدل بجسده
- أنا قولت برضوه كده .. أنتي مبتعرفنيش غير عشان مصايبك قولي ياهانم
فضحكت وبدأت تقص عليه حكاية الأرض التي تُريد شرائها .. واسم صاحب المزرعه تلك
فتنهد أمجد بعد أن استمع اليها :
- حاضر يافرح كل اللي انتي عايزاه هيحصل .. هتكلم مع عمران والارض هتكون ليكي
وعندما أخبرته أنها ستشتريها من حسابها الخاص .. صدح صوت امجد :
- أقفلي يافرح بدل ما أزعلك
وأبتسمت بعد أن أغلقت معه الهاتف .. فأبناء عمتها دوما كانوا فخرها .. وتلك التربيه تعود الي جدهم الرجل الصعيدي ووالدهم فكانوا رجالا حتي وهم أطفال
وجاء بذهنها صورة أمجد .. وقلبها بدء يتمني أمنيته المعتاده
.................................................................
كانت تركض علي الدرجات الخاصه بمدخل الشركه .. وفي تلك اللحظه كان يسير هو موازي لها وخطت بخطوات سريعه فتجاوزته .. لتنصدم بكتف أحد الرجال دون قصد منها
فيعتذر الرجل .. وتبتسم وهي تقبل أعتذاره ..فهي أيضا مخطئه ولم تكن تعي تلك النظرات القاتمه التي يُطالعها بها عمران فهي من الأساس لم تراه بسبب هرولتها كالأطفال
وقبض علي يده بقوه : متهوره
وأكمل خطاه المتعجرفه ونظرات موظفينه تخترقه وخاصه النساء فلا أحد يصدق أن هذا الرجل لم يتزوج الي الأن رغم كل ما يمتلكه من مال
..................................................................
وقفت مها تستمع الي كلماته الحازمه .. فمروان الرجل الذي أحبته ووقعت بغرامه قد تحول وأصبح نسخه لرجل لا تعرفه .. أصبح لا يبتسم بوجهها حتي لطافته في الحديث لم تعد ..وشعرت بوخز بقلبها وجمعت الأوراق التي وضع أمضاته عليها ..فهو الان أصبح مديرها المباشر بعد ان ألقي عمران علي كاهله كل الأعمال
وغادرت الغرفه وهي تُحارب دموعها .. وعقلها يُخبرها
" انتي من رسمتي أوهامك بنفسك فلتتحملي "
فهي من ترجمة نظراته وابتسامته لها كأنها خاصة بها وحدها ..كأنها نظرات عاشق ولكن هو كان يتعامل بطبيعته
وعندما غادرت نظر مروان الي طيفها
- انتي بالذات يامها لاء .
فمنذ ان عملت معهم وهو يراها كالملاك رغم أنها بدأت تتغير تدريجيا لتصبح مسخ من هؤلاء النسوة اللاتي يعرفهن
..................................................................
خرج أمجد من غرفته وشعره مازال رطباً من أثر الأستحمام
لترفع نهي وجهها نحوه بعد ان وضعت طعام الفطور الخاص به فمن مهمتها كمساعدة شخصيه أن تأتي في العاشره لتعد له الفطور وتبدء بمراجعه أعماله اليوميه .. وعندما شعر بنظراتها الشارده نحوه ..أقترب منها يُفرقع أصابعه أمام عينيها
فأرتبكت نهي .. ليضحك أمجد
- صباح الخير يانهي
فأبتسمت نهي وهي تتجه نحو المطبخ مجدداً كي تجلب قهوته
- صباح الخير يافندم
ووقفت تنتظر أعداد القهوه من الماكينة الخاصه بها .. وهي تتسأل متي ستصل لغايتها ..
ولم تشعر به داخل المطبخ ..فقد جاء ليجلب له كأس ماء له بعد أن هتف بأسمها مراراً ولكن بسبب شرودها لم تسمعه
وشهقت بفزع وهي تسمع صوته القريب منها .. ليضحك أمجد علي هيئتها
- أسفه يافندم أصلي سرحت شويه
فتناول أمجد كأس الماء وبدء يرتشف منه
- مش مهم خلاص ...
وقبل أن يُكمل كلامه كانت القهوه تفيض من الكوب الموضوع أسفل الماكينه
لترتبك بعد أن سمعت صوته يلفت أنتباهها.. وأسرع يغلق الماكينه ثم جلب المناديل ... يُجفف مافاض
فأقتربت منه تشتم نفسها علي غبائها
- أسفه مكنتش أقصد
فتمتم بهدوء بعد أن جفف يديه
- مافيش مشكله
ونظر اليها وهي مُرتبكه .. فقد كان أرتباكه يقوده لمشاعر لا يُريدها أن تحدث ...وخرج سريعا من المطبخ كي يصرف عيناه عنها
فتأملته وهو يُغادر بضيق فكلما شعرت بأنها نجحت خاب أملها .
وأنهت تنظيف ماسببته ثم أعدت له القهوه من جديد
فوجدته جالس يتناول أفطاره .. وينظر الي الجهاز الألكتروني يتصفح أخبار اليوم ويشاهد آراء متابعينه عن حلقة أمس
ووضعت القهوه أمامه .. وجلست تخبره عن أعماله اليوم
لا يعلم لما أراد أن يظل يتأملها وهي هكذا .. وتأملها بصمت وهو يحتسي قهوته .. وعندما رفعت عيناها عن الجهاز الخاص بعملها توترت قليلا وهي تراه يُحدق بها وسقطت خصله من شعرها المصبوغ وكادت أن ترفعها
فأقترب هو منها ولامس وجهها ثم رفع تلك الخصله وهو يُطالعها
- لون شعرك الحقيقي ايه يانهي
فتمتمت نهي بحرج .. ويديه مازالت علي وجهها
- اسود
فأبتسم وهو يُطالع ملامحها
- هيكون احلي علي فكره
فأتسعت أبتسامتها لا أراديا .. ليجد نفسه دون شعور يدنو منها يُقبل وجنتها برقه
وكانت هذه اول خطواتها نجاحاً
...................................................................
أنهت حياه عملها وقررت ان تتجول قليلا قبل أن تعود لمكان أقامتها .. وعندما عرضت علي منار ذلك كانت الاخري سعيده فهم اليوم ليس لديهم وردية ثانية والتي تنهكهم بسبب تنظيف الشركه
- هوديكي افخم حتت للهدوم بس هنتفرج بس
وتابعت ضاحكه :
- مش هنقدر أحنا علي الاسعار ديه
فأبتسمت وتذكرت حياتها السابقه والثراء الذي كانت تعيش فيه ... وكيف كانت ملابسها جميعها تحمل العلامات التجاريه الفخمه
وتجولوا وهم يأكلون المثلجات ويُطالعون الملابس المعروضه بفتارين المحلات .. لتهتف حياه ب منار
- منار ايه رأيك في الفستان ده
فحدقت منار بسعر الفستان بصدمه
- حلو بس غالي اووي ياحياه علي ناس زينا
وجذبتها من ذراعها وهي تُتابع :
- بلاش تتفرجي علي حاجات مش أدنا وتتحسري
فوقفت حياه وهي تلتف للمحل مرة أخري
- وأتحسر ليه .. انا مش هتحسر أنا هجمع المبلغ وأشتريه بس بعد شهرين كده
فنظرت اليها منار قليلا ثم ضحكت
- والله ياحياه أنا ساعات كتير بحسك طفله
وتسألت : انتي قولتيلي عندك كام سنه
فأبتسمت حياه وهي تسير أمامها
- عيب تسألي ليدز عن سنها .. ثم تابعت ضاحكه
- علي العموم 23
وماكان من منار ثم أن أنفجرت ضاحكه
- ماشي ياست الليدز يلي جيالنا من بلاد بره
وانقضي اليوم وهم يمزحون ويتجولون .. فذهبت كل منهما بطريقها المختلف وكانت لاول مره منار تسألها عن مكان أقامتها وعندما علمت بالتجمع الذي تعيش فيه كان ردها
" طلعتي غنيه من ورايا ياحياه "
ولكن حياه أفهمتها وضعها بأنها تعيش مجرد ضيفه الي ان يعود صديق والدها دون أن تُخبرها بهوية من تعيش معه
ففي النهاية هو صاحب الشركه التي تعمل بها
..................................................................
جلست حياه علي فراشها بأنهاك وهي تخلع حذائها ..ثم بدأت تفرك قدميها بتعب .. وتمددت علي الفراش وهي تتذكر الفستان الذي أعجبها تصميمه ولونه حتي أنها بدأت ترسم نفسه به وهي ترتديه فقد كان فستان للمحجبات ذات تصميم عصري محتشم
وتذكرت سعره .. وبدأت تحسبه بعقلها من مال تقضيه ومال توفره .. فقررت أن توفر كل شهر من راتبها الذي يأخذ أكثر من نصفه سيارة الأجره التي تأخذها في الذهب والعوده .. فهي تجهل الطرق ولا تعرف كيف تركب المواصلات العامه كما اخبرتها منار سابقا أنها أوفر لأمثالهم ..
وضربت جبهتها وهي تتذكر الهدية التي ستجلبها لمنيره ..فعيد الام علي مقربه .. وكل من نعمه وأمل اخبراها انهم يجلبون لها هديه في تلك المناسبه لان منيره ليس لديها أطفال
فمنيرة الوحيده التي تعيش هنا منذ ان كان زوجها يعمل سائق لوالد عمران الي ان توفاه الله
وقطع شرودها صوت طرقات علي باب غرفتها .. لتذهب لفتحه متذكره موعد العشاء ... ووجدت أمل تحمل صنية الطعام
وأردفت للداخل دون كلمه ثم وضعت الطعام
فنظرت حياه الي الطعام ثم اليها
- اوعي تقوليلي زي نعمه انكم بتدليلوني وعايزين راحتي
فأبتسمت أمل بأرتباك وهي تشعر بالضيق من هذا قرار
ولأول مره تشعر بالحنق منه .. وأكثر ما يُحيرها ان هذا ليس من طباعه .. فلو كانت السيده ليلي هنا لقد أفهمتهم سبب تصرفه حتي انها لن تسمح بهذا ..فهي طيبة القلب تُكرم ضيوفها بشده ولكن هذا الأمر به شئ عجيب
وأقتربت حياه من أمل وصرخت بوجهها ... لتفزع أمل من تصرفها الطفولي .. فأنفجرت حياه ضاحكه
لتوكظها أمل بخفه
- الأكل اه عايزاكي تخلصيه كله .. وخطت بخطوات سريعه نحو الخارج
- وزي ما نعمه قالتلك بندلعك يابرنسيسه حياه
...................................................................
قضمت فرح أظافرها وهي تزفر أنفاسها بغضب .. فأمجد وعدها أن يأتي اليوم وقد أخلف وعده لأول مره
ورفعت هاتفها كي تُهاتفها فموعد برنامجه قد أنتهي منذ ساعه وأكثر
وبدء الرنين يعلو ولكن لا مجيب .
نظر أمجد الي هاتفه الذي يهتز .. ولم يُكلف نفسه عناء بأن يري المتصل ذهب حيث الاريكه المفضله لديه واخذ أحد كتب الادب الأنجليزيه وبدء يقرء .. ومع كل صفحة يطويها ..كان يتذكر ماحدث اليوم وقربها منه ...................................................................
تجلس علي فراشها الصغير بالغرفه المشتركه مع شقيقتها الصغري وعيناها مثبتة بالفراغ ..تسمع ضحكات شقيقتها الصاخبه ثم همساتها وهي تُحادث خطيبها وكأنها تخاف أن تستمع لحديثهما .. وأغمضت عيناها وهي تُحاول أن تغفو ولكن النوم آبي أن يأتيها ..وعندما سمعت همس شقيقتها لخطيبها وهي تخبره بأنها تُحبه أيضا
تمنت أن يأتي يوم وتسمع تلك الكلمه وبدأت تشعر بوخزه مؤلمه في قلبها عندما تذكرت مديرها الذي أصبح مُتباعد بشدة بعد أن أعطاها بصيص من الأمل ان يكون يُبادلها نفس المشاعر ولكن طار كل شئ وأصبح كالطيف الجميل
وشعرت بجفونها تتثاقل الي أن سقطت في نوم حالم
أما هو كان يجلس في صخب عالي يضم إحداهن لأحضانه
ويتهامس معها بكلمات مُحببه ..فتضحك تلك وهي تُقبله علي أحد خديه
- تعرف أكتر حاجه شداني ليك
فضحك مروان بشده .. ونظر الي كأسه ثم بدء يرتشفه دفعة واحده
- قولي ياروحي
فتبتسم وهي تُطالعه : عينيك
فصدحت ضحكات مروان .. وتابعت وهي تتأملهما
- عينيك لونهم غريب اووي
واكملت وهي تُحدق بعينيه :
- شبه لون السما وهي صافيه
وبدء السُكر يظهر عليها ..فيضحك علي تعلثمها وينهض بها قائلا : كفايه شرب بقي .. يلا عشان اوصلك
وكانت هذه هي حياته ..عمل بالنهار كالأله وليلا شخصاً أخر ...................................................................
تقلبت علي فراشها وهي لا تستطيع النوم ... فهي أصبحت تشعر بالقلق من عدم مُهاتفة صديق والدها الي الأن وبدأت تخاف ان يُصيبه مكروه ف لولاه مارحلت من لندن
ونهضت من فراشها وهي تزفر أنفاسها .. ثم قررت أن تخرج للحديقه فبالتأكيد الكل نائم ولن يري أحداً هوايتها الطفوليه
ووضعت الحجاب علي رأسها وأرتدت فوق منامتها جاكيت صوفي طويل يصل لقبل قدميها بقليل ثم أرتدت حذائها المسطح ونظرت للساعه المعلقه .. فالوقت في الثانية صباحا وستمرح وحدها دون خجل
وخرجت تنظر للسماء الصافيه وتستنشق رائحة الزرع
وسارت بخطي هادئه وهي تستمتع بنسمات الهواء المُنعشه
وعندما وصلت الي المكان المرغوب به .. خلعت حذائها وبدأت تسير علي الحشائش لتُشعر بملمس البروده في قدميها
فتبتسم وهي مُغمضة العينين
كان يشعر بالأرق رغم أنه مُتعب الجسد .. فنهض من فوق فراشه وقرر أن يخرج للشرفة الخاصه بحجرته
ليتنفس الهواء قليلا وأخذ يُشعث خصلات شعره بأرهاق
ووقعت عيناه عليها وهي تخلع حذائها ثم تسير حافية وتبتسم وكأنها تري متعة بما تفعل
وظل يتأملها لأول مره دون كرهه لوالدها الذي يراه فيها
فحظها كانت تلك البقعه التي تمرح بها هي الجزء الذي تطل عليه شرفته ...ولأندماجها بما تفعله لم تُفكر ان ترفع وجهها قليلا
وبدأت أنفاسه تعلو وهو يتأمل كل تفاصيل وجهها وجسدها
ملامحها كانت شرقيه ناعمه بها لمسة غربية بسيطه .. واكثر ما يُميزها هو وجهها المُتورد دائما
وعندما وجد نفسه يُطالعها بنظرة رجل لأمرأه
أردف لداخل حجرته بأزعاج وأغلق الشرفه بأحكام
ولولا ماحدث لحسام لكان قد بعثها له .. فهو لا يطيق وجودها هنا
وتنهد بضيق وهو يتذكر الخبر الذي علمه أمس
فحسام قد حدث له حادث ودخل بغيبوبه !


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close